المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يردد البعض قاعدة ( الباطل يرد لكن لا يسقط صاحبه ) فقد كثر تداولها خاصة في الفتن الأخيرة .



أبو عبيدة منجد
01-Apr-2010, 08:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



السؤال : يردد البعض قاعدة ( الباطل يرد لكن لا يسقط صاحبه ) فقد كثر تداولها خاصة في الفتن الأخيرة .



فما صحة تلك القاعدة وما ضابطها ؟



الجواب : اعلم بارك الله فيك أن الذي يُسقط والذي يَرفع ويَخفض هو الله ، وليكن عندنا معرفة سديدة أن الشخص الذي هو محق لو تَكلم عليه من تَكلم ما يسقطونه ، بل ربما كان كلامهم رفعة له ، إن كان كلامهم فيه بحيث ٍ وظُلم ، فعند أن يتكلم علماء الحديث أو بعضهم على شخص ، يعني يتركه الناس وتظهر منه أمور .



ما معنى أن أهل الحديث أسقطوه ؟



الذي يَرفع و يخفض هو الله ، لكن جعل الله العلماء مُبَينين ، وهو سبحانه يفعل ما يشاء .



فكما سمعت القاعدة هذه يعني لا داعي لإطلاقها .



علماء الحديث يتكلمون على الناس باعتبار ضوابط وقواعد دَعَت إلى ذلك ، وأدله شرعيه اقتضت ذلك ، ومصالح اقتضت ذلك ، فيتكلمون ، ومن كان يعلم الله منه الخير فإن بلغه ما أخطأ فيه رجع وتاب ، فلن يضره الكلام ، فيكون الكلام من مصلحته ورفعته ، وإن أصر و أبى ، فهذا مما يضر بالشخص ، فلهذا كما سمعتم يعني أننا نتعامل مع الله ، نتعامل مع الله سبحانه وتعالى ، فهو الذي يرفع والذي يخفض والذي يعطي والذي يمنع ، وله الأمر كله سبحانه وتعالى .



فالحين نقرأ في كتب الجرح والتعديل ، أن بعض المحدثين تَكلم في قُرابة اثنا عشر مثلا ً متكلما ً ، ومع هذا ما يزال مقبولا ً معتمدا ً عليه من رجال الأمهات ، مثل رجال البخاري ومسلم ، فلا يعني أن من تُكُلم فيه أنه يسقط، ولكن نقول يسقط بأخطائه يسقط بمخالفته ، ولهذا قال أبو حازم سلمة بن دينار ( لا تعادين أحدا ً حتى تنظر إليه ، حتى تنظر إلى نيته فإن كانت نيته صالحة فلن يتركه الله لك ، وإن كانت نيته فاسدة فسيفعل الله به أكثر مما تفعل به ) فهذا الرجل كان يرى هذا ، ويرى أن الشخص الذي عنده أشياء ومخالفات ، سيفعل الله به أكثر مما يقوله من يتكلم فيه ، نصحا ً للأمة وشفقة عليه ، وحرصا ً على رجوعه وتوبته .



نسأل الله عز و جل أن يجعلنا من المقبولين عنده ، فعلينا أن نقبل على أنفسنا ، من كان يحب السلامة حقا ً ، أنصح لنفسي وله أن يقبل على إصلاح نفسه ، ولينظر إلى ما عنده من أخطاء ، وليتحرى الصواب ، وليصدق مع الله ، وليخلص عمله لله ، ولن يكون كلام من تكلم فيه إلا سبب في رفعته ، ما دام أنه يقبل النصح ويقبل النقد والجرح ، من أجل أن يصلح نفسه ، فهذا لن يضره الجرح ، بل هو من منفعته في الدنيا والآخرة .



والله المستعان .
لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام




قام بتفريغها :



أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد



الأربعاء 30/3/1431 للهجرة

أبو يوسف عبدالله الصبحي
01-Apr-2010, 12:08 PM
http://www.al-amen.com/vb/mwaextraedit5/extra/11.gif