المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة حول الخارجين على الأمير !



أبو عبيدة منجد
01-Apr-2010, 08:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


كلمة حول الخارجين على الأمير !


كلام الشيخ : على أن مَجد هذا من الحرورية ، والحرورية هي الخوارج يقال لهم حرورية لأنهم نزلوا في حروراء .


كَتَبَ إلى ابن عباس يسأله عن خمس مسائل ؟ فقال ابن عباس : ( إن الناس يزعمون أن ابن عباس يكاتب الحرورية ، أي يعتبون عليه لماذا ؟!!! يكاتبهم وهم خوارج ، قال ولولا أني أخاف أن أكتم علمي لم أكتب إليهم ) .


والخوارج جعلهم الله فتنة للناس ، وهم يعتبرون من أصحاب البدع والأهواء ، لا يعتبرون من أهل السنة ، بل أهل السنة بُرَءَاءُ منهم وهم يخرجون ما بين الحين والآخر ، يخرجون على الناس بالقَتل والقِتال كما هو الحال من فتنة الحوثين وفتنة أصحاب البدع وفتنة أصحاب القاعدة وفتنة أصحاب الحراث ،كلهم يعتبرون خوارج ، يخرجون على الناس بالسيف وبالقَتل والقِتال ، يسلبون الأموال ويزهقون الأرواح وينتهكون الأعراض ، ويخرجون على حكام المسلمين وعلى أهل العلم ، ويخرجون على الناس بالسيف ، وهم أصحاب شبه يتشبثون بها ، ما عندهم علم بل هم جهال ، ما عندهم حلم بل عندهم الطيشان لأدنى شيء يقتلون المسلم .


وانظروا إلى أسئلته ، يسأل هل يقتل الصبيان ؟ وهل يغزى بالنساء ؟ أسئلة هم يعملون بها ، ويسأل عن الخمس لمن هو ؟ لأنهم في ظنهم يريدون أن يطبقوا الشريعة ، ولكنهم يسيئون إليها جدا ً جداً ، لغلبة الجهل عليهم والشدة والقسوة .


وهم كما عرفتم قد خرجوا على أهل العلم ، فلهذا لا يسألونهم ولا يجلسون إليهم ولا يستفتونهم ، وناس ابتعدوا عن أهل العلم أي خير يرجى منهم ، وكان أول خروجهم بالكلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأول خروجهم بالحرب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقاتلهم .


خروجهم على الرسول عليه الصلاة والسلام بالكلام ، حين قال ذلكم الخارجي ( إن هذه قسمة لم يعدل فيها ولم يبتغى بها وجه الله ) أستغفر الله ، فكان طعنا ً في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام وصبر وقال ( إذا لم أعدل فمن يعدل ) فقال عمر أفلا أضرب عنقه ، قال ( دعه ، يخرج من ضأضيء هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ، قتلاهم شر قتلى تحت أديم السماء ) ، وذكر الأجر العظيم لمن قتلهم ، فهم أهل عبادة ولكنهم أهل جهل ، فإذا كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يحقرون صلاتَهم مع صلاتِهم وصيامَهم مع صيامِهم ، ثم قال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، أي ما عندهم فقه بالقرآن ، ولا علم بالسنة ، مجرد عبادة بدون علم ، مثل ذاك العابد الذي سأله من قتل تسعة وتسعين نفسا ً، فسأل ذلك العابد من بني إسرائيل هل له توبة ؟ قال لا ، فالعابد قال لا ، لأنه جاهل ما عنده علم ، فقتله ، كمل به المئة ، وهؤلاء هكذا عباد بدون علم يَقتُلون ويُقتَلون ، وهكذا الجهل يفعل بصاحبه ، يَقتُل أو يُقتَل ، نسأل الله العافية والسلامة .


ولو لم يكن من ثمار العلم إلا أنك تقي نفسك وغيرك من الشر ، ومن القَتل والقِتال ، والفتن لكفى به شرفا ًبالعلم .


فكيف والعلم له فوائد كثيرة ، ومنافع جمة ، وثمار كثيرة ، لمن وفقه الله واستمر على طلب العلم ، ووفقه الله للعمل به ، فإنه من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار ، فنسأل الله علما ً نافعا ً وعملا ً به صالحا ً .


وقول ابن عباس ( ولا تقتلوا الصبيان إلا أن تكونوا تعلموا ما علم الخضر من الصبي الذي قتله ، فتقتل الكافر وتدع المؤمن ، ولكن هي كما عرفتم أن الخضر نبي ، فكيف لهذا الشخص أن يعرف ما عرفه الخضر ؟ ، يعني هذا بعيد ، هذه أمور غيبية لا يستطيع أحد أن يحكم على صبي أنه سيكون كافرا ً ، أو مؤمنا ً عند الكِبَر ، إلا بوحي من الله سبحانه وتعالى ، الذي يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم .


وانظروا أيضا ً إلى الشيطان كيف يلعب بعقول الجهال ، ولو كانوا عُبّْادا ً، ولو كانوا عُبّْاداً كالخوارج ، فكيف بمن هو دونهم لا عبادة ولا ورع ولا تقوى ، فالله المستعان .


والآن كما تسمعون عن الخوارج الحوثيين وغيرهم يقتلون الصبيان ويقتلون النساء ويقتلون الشبان ومن هب ودب ، وعلى أن الموت بأمريكا ولليهود ، وهم يُقَتلون المسلمين من أهل اليمن ومن غيرهم ، كما يحصل في العراق وفي بلدان أخرى .


فالله الله في طلب العلم والمثابرة عليه والصبر على طلب العلم والعناية به ، لا تقل يكفيني ، لا يكفيك تطلب العلم حتى يتوفاك الله ، حتى تسلم من الفتن والمصائب والبلاء والشر ، ولهذا قال الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام ( وقل ربي زدني علما ً ) طه (114) ، ما قال يكفيك ، ما قال يا محمد يكفيك الذي معك ، وإنما قال له ( وقل ربي زدني علما ً ) طه (114) .


وقال أيضا ً نبي الله موسى عليه السلام ( لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ) الكهف (60) ، في سبيل طلب العلم ، فأقَّرَه ربه ولم يقل يا موسى يكفي الذي معك ، وإنما أقَّرَه ، دليل على أن العلم ، الزيادة منه خير عظيم .


فتزودوا في العلم النافع والعمل به ، وأفضل الناس أكثرهم علما ًوأكثرهم صلاحاً وأكثرهم تقوى ، كما قال الله : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات (13) .


وفيه دعوة أصحاب البدع ، فقد ذهب عبد الله ابن عباس رضي الله عنه ، إليهم يناصحهم ويدعوهم ، فهدى الله من شاء منهم وأضل من شاء منهم .


وبالله التوفيق


لفضيلة الشيخ : محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله


قام بتفريغه : أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد


السبت الموافق 4 / ربيع الثاني / 1431 للهجرة

أبو يوسف عبدالله الصبحي
01-Apr-2010, 10:25 AM
جزاك الله خيراً يا أبو عبيدة منجد