المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيناس الأخيار بما ورد عن العلاّمة ربيع من قصص وأخبار -الحلقة الثانية-



أبو الوليد خالد الصبحي
24-Nov-2012, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




إيناس الأخيار بما ورد عن العلاّمة ربيع من قصص وأخبار-الحلقة الثانية-






قصّة الكتاب الذي مزّقه صاحبه أمام الشيخ


قال ـ حفظه الله ـ :
لما كنت في الهند أقوم بالتدريس في الجامعة السلفية ببنارس في حدود 1390هـزارني أحد طلاب العلم من الخرافيين فقدم لي مجلداً ضخماً فيه مناقب عبد القادرالجيلاني، فرأيت فيه من العجائب الكفرية ما لا يخطر بالبال
ومن ضمن هذه العجائب قصة مضمونها أن - الله تبارك وتعالى- كان يمشي مع عبد القادر على شاطئ نهر فانزلقت به رجله فانتشله عبد القادر من هذه السقطة، تعالى الله عما يقول الملحدون علواً كبيراً، فنصحته وبينت له أن هذا الكلام لا يقوله إلا الزنادقة الذين يكيدون للإسلام والمسلمين بمثل هذه الزندقة والإلحاد وأعطيته فكرة عن توحيد الله وما جاء به الرسل جميعاً،فوالله ما انصرف من عندي إلا بعد أن مزق الكتاب بيده كأني أراه الآن وهو يمزقه. ([1])






السجود للقبر أمام الشيخ



قال ـ حفظه الله ـ :
وزرت الهند أنا والشيخ عبد الرزاق العباد وعبد الرب نواب أحد المدرسين بالجامعة الإسلامية في حدود 1410هـ فذهب بنا بعض طلاب العلم السلفيين إلى مسجد نظام الدين بدهلي فرأينا فيه خمس قباب أكبرها قبة نظام الدين ورأينا من الزائرين من الغلو والخشوع والتذلل ما لاتراه عند بيت الله العتيق وجاء رجل لابساً إزاراً ورداءً مصبوغين بالأحمر أو الأصفر مكشوف الرأس في هيئة المحرم وخر ساجداً أمام قبة نظام الدين ثم قام يمشي القهقرى ثم سجد سجدة أخرى عند عتبة القبة ونحن واقفون مدهوشون من هذه الأعمال الشركية الفظيعة ولا نستطيع الكلام فجاءنا رجل يهدر بالكلام كالجمل الهائج لا ندري ما يقول، فسألت أنا والشيخ عبد الرزاق زميلنا عبد الرب عما يقول فقال يقول: إن الناس في عبادة وأنتم تتفرجون؟ يعني في عبادة أصحاب هذه القباب، وهذا المسجد قريب من المسجد المركزي لجماعة التبليغ وهم يعظمون نظام الدين هذا ولا ينكرون هذه الشركيات الفظيعة لأنهم مشغولون بالدعوة إلى خرافاتهم وأساطيرهم المناهضة للتوحيد وأهله بل في مسجده مقبور مقدسة ولله في خلقه شئون. ([2])






العلاّمة الإمام ابن باز –رحمه الله– يرسل الشيخ ربيع للدعوة

قال ـ حفظه الله ـ :
ولما تخرجنا في السنة الرابعة من الجامعة الإسلامية، اختار عدداً من هؤلاء الخريجين للتدريس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية -أنا أحدهم- وقبلها أرسلني في مجموعة من طلاب الجامعة الإسلامية ونحن في السنة الثالثة برئاسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البناء للدعوة إلى الله في السودان.
وأرسلني مرة ونحن في السنة الثالثة أو الرابعة مع مجموعة من الطلاب للدعوة إلى الله في منطقة الليث والقنفذة مدة شهر تقريباً. ([3])






قصّة محزنة

قال ـ حفظه الله ـ
كان الشيخ بكر جنديا مناضلا عن السنة، وكان له جهاد مشكور في نصرته السنة وأهلها، وإن كان في جهاده قد يتصدى للضعفاء الغرباء الذين ليس لهم شوكة ولا قوة مثل الصابوني وأبي غدة الذين لا يتأثر بكتاباتـهما أهل السنة بل يحتقرونـها ويرفضونـها، ويتحاشى من لهم شعبية وأنصار يغضبون لهم، مثل الغزالي والبوطي وسيد قطب وعلوي مالكي والمودودي وغيرهم، يتحاشى هؤلاء مهما بلغ أذاهم للسنة و أهلها، ومهما بلغ خطرهم على السنة والعقيدة وأهلهما، ولا سيما سيد قطب الذي اقتحم منهجه الخطير الشباب السلفي، واخترقهم أشد أنواع الاختراق، بل دمر كثيرا من تجمعاتـهم.
ومع هذا فلو بَرَدَ عمله على ما تقدم لبقى محمودا مشكورا عند أهل السنة ؛ لكن مع الأسف لم يفاجأ أهل السنة به إلا وهو في الضفة الأخرى ؛ ضفة أنصار البدع وحماتـها والذابين عن زعمائها ومناهجهم وأفكارهم.
فلم يشعروا أهل السنة إلا وقد وجه لهم أول قذيفة([4])هزت مشاعرهم وجعلتهم يقلبون أكفهم دهشة وحيرة وتعجبا ثم قرروا الإغضاء عنه والسكوت المطبق عنه أملا أن يندم ويعود إلى صوابه بمحاسبة نفسه ومراقبته لربه ثم إذا بـهم يفاجأون مرة أخرى بقذيفة كبرى([5])، أكبر من أختها فكان وقعها أشد، وأثرها أنكى فعظمت الدهشة، وكثر الاستنكار، فمن حاث على الرد عليه ومن مستعد للرد عليه.
وعلم الله أنني رفضت الرد عليه مع كثرة الإلحاح عليَّ والحث لي على ذلك بل كنا وسائر المشايخ نـهدئ الشباب ونقول لهم هو أخونا ومنا فعليكم بالصبر، ولقد عتبت عليه في مكتبه بالطائف فزعم أنه لا يقصد ولا يقصد، ووعدني بالبيان الذي يذهب اللبس عن الناس ويبين لهم يقصد أناسا ليسوا من أهل السنة، ولايدافع إلا عن علماء السنة ؛ الشيخ الإمام ابن باز حفظه الله ومد في عمره وإخوانه.
ومع علمه باستغلال أهل الشغب والفتن لكتابه المذكور في الطعن في أناس من أهل السنة والدفاع عن الحزبيين القطبيين أنصار أهل البدع مع علمه بـهذا كله لم يف بوعده لي ولا لغيري، ومر على وعده مدة طويلة وأهل الفتن يشغبون بكتابه هذا على أهل السنة والحق في طول هذه البلاد المترامية الأطراف وعرضها شرقها وغربـها شمالها وجنوبـها.
بل امتدت هذه الفتنة إلى البلاد الأخرى، ولم يكفه كل هذا من انتشار فتنته من جهة ومن صبر وسكوت أهل السنة المظلومين من جهة أخرى، بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة ([6]) التي هي أكبر من أختيها. ([7])






هكذا كانت فتنة عرعور!


قال ـ حفظه الله ـ
كنّا نعدّه من جملة السلفيين بناءً على ما يظهر لنا من حاله آنذاك رغم قلة مجالستي له، لكن بناء في الوقت نفسه على ادعائه، وقول بعض السلفيين المخدوعين به.
إذ: (المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم )، ويقول عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما:( من خدعنــا بالله انخدعنـــا له).
ثانياً: بدأ ينكشف لي بعض ما ينطوي عليه في إحدى زياراتـي للرياض حيث بدأ يدافع ويناضل عن سيِّد قطب إذا انتقده بعض السلفيين؛ ويدعي له أنه صحيح التأصيل، وأن المنهج السلفي غير مؤصل، وأن السلفيين لا يؤصلون، ويخص منهم الشيخ ابن باز رأس السلفيين بأنه لا يؤصل، في نقاش وكلام طويل تظاهر فيه بالتراجع عن رأيه في تلك الجلسة ثم عاد لما كان عليه.
ثالثاً: لما قمت بنقد سيِّد قطب في أول كتاب من كتبي ألا وهو كتاب «أضواء إسلامية على عقيدة سيَّد قطب وفكره» وبدأ ينتشر أقضَّ مضاجع أوليائه القطبيين ـ ولا سيما عدنان عرعور ـ فبدأ عدنان بالدفاع عن سيِّد قطب بطريقة ماكرة في غاية من المكر الذي لا يجيده إلا أمثاله.
فماذا صنع في أول جولة من جولات هجومه ودفاعه في آن واحد؟
لقد كنت افتتحت الكتاب ببيان إيذاء سيِّد قطب لنبي الله وكليمه موسى - عليه الصلاة والسلام -، إذ طعنه طعنات كثيرة وسخِر به في كتابه «التصوير الفني في القرآن ».
ثمّ ثنيت ببيان طعنه في الخليفة الراشد عثمان ـ رضي الله عنه ـ إذ طعن فيه وفي خلافته طعنات كثيرة.
ومنها:أنه تحطمت أسس الإسلام في عهده. وتحطمت روح الإسلام في عهده. وأن خلافته كانت فجوة. وأنه مكّن لبني أبـي معيط من رقاب الأمة. ومكّن لمبادئهم المجافية لروح الإسلام من الإسلام، وباكر الإسلام بذلك.وأنه قد تفشى الترف والفقر المدقع في الأمة نتيجة لسياسته.
ثم طعن في المجتمع العثمانـي عموماً بما فيهم أصحاب رسول صلى الله علليه وسلم، ونص على بعض أعيانهم كعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص والمقداد وغيرهم.
ثم أثنى على الخوارج تلاميذ ابن سبأ، وفضلهم على عثمان وعلى ذلك المجتمع.
ثم تعرضتُ لعقيدته في تعطيل صفات الله.
ثم عقيدته في الحلول ووحدة الوجود، والقول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله.
ثم تعرضتُ لتكفيره الباطل للمجتمعات الإسلامية، وسردت عدداً من نصوصه الواضحة في التكفير.
ثم ذكرت بقية ضلالاته.
فماذا صنع عدنان؟
لقد جمع كيده ثم أتى إلى نص مجمل وقاعدة من قواعد تكفيره، التي قد تخفى على من لم يدرس منهج سيِّد قطب وأقواله التكفيرية الواضحة، فعرض عدنان هذا النص المجمل على الشيخ الألباني ومنه: «إن الاعتقاد بالألوهية الواحدة قاعدة لمنهج حياة متكامل، وليس مجرد عقيدة مستكّنة في الضمائر، وحدود الاعتقاد تتسع وتترامى حتى تتناول كل جانب من جوانب الحياة ».
فعلّقتُ على هذا النص بقولي: " وفي هذا الكلام حق وخلط:
ـ أما أن العقيدة قاعدة لمنهج حياة متكامل؛ فمسلّم.
ـ وأما أن حدود العقيدة تتسع وتترامى حتى تتناول كل جانب من جوانب الحياة... إلخ؛ فهذا مالم يدل عليه كتاب ولا سنة، ولا قاله علماء الإسلام، فهذا من شذوذات سيِّد قطب، ليوسع به دائرة التكفير لمن يخالف منهجه هو، وهو مع ذلك يحيد عن ذكر شرك القبور "(2).
ثم نقلت بعد نصه السابق النص الآتـي:
« إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصور الساذجة، التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم، أو التي تزاولها شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أشجار أو أحجار أو حيوان أو طير أو نجم أو نار أو أرواح أو أشباح.
إن هذه الصور الساذجة كلها لا تستغرق صور الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصور الساذجة، يمنعنا من الرؤية الصحيحة لحقيقة ما يَعْـتَوِر البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة.
ولابد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام بـها، كما أنه لابد من التعمق في معنى الأصنام وتمثل صورها المجردة المتجددة مع الجاهليات المستحدثة ».
فعلّقتُ على هذا النص بقولي: "وفي هذا الكلام:
أولاً: تـهوين من دعوات الأنبياء التي ركزت على عبادة الأصنام والأوثان.
وقد ضج من أسلوب سيِّد قطب هذا كل من يفهم حقيقة التوحيد والشرك، بل ضج منه المتساهلون في موضوع التوحيد والشرك من أصدقائه مثل أبـي الحسن الندوي وعلي جريشة وغيرهما، وأدركوا أن هذا تـهوين من دعوة الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام....…
إلى أن قلت:
ثالثاً: فيه خلط بين قضايا الشرك الأكبر وبين قضايا الشرك الأصغر وبين المعاصي صغيرها وكبيرها، فإذا كانت العقيدة تترامى حتى تشمل كل جوانب الحياة، وصور الشرك عند سيِّد لا نـهاية لها، فكل معصية وكل مخالفة صغيرة كانت أو كبيرة تعتبر شركاً عند سيِّد إلا الشرك بالقبور الذي لم يذكره سيِّد هنا، ولم يذكره ولم ينتقده في كل موضع يتحمس فيه للعقيدة وللتوحيد ولـ ( لا إله إلا الله ) وكل موضع يتحمس فيه ضد الشرك.
قلت هذا بعد دراسة طويلة لمنهج سيِّد وأقواله.
ومن الصور التي يعتبرها شركاً وكفراً: الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء المخالفة لشرع الله، وضرب أمثلة للأصنام بالقومية، والوطن والشعب والطبقة والاصطلاحات من غير صنع الله.
وقد يكون من هذه الأمور ماهو من المباحات، فيجعلها سيِّد قطب من صور الشرك، وفي الوقت نفسه لا يعبأ بشرك القبور الموجودة لدى الروافض وغلاة الصوفية من شتى الطرق".
لا أذكر الآن مالذي قرأه عدنان عرعور من هذه النصوص على الشيخ الألبانـي، ولا ماذا قرأ عليه من تعليقاتـي.
المهم أنه خرج بنتيجة هي موافقة الألبانـي لسيِّد قطب(3) في أن العقيدة تتسع وتترامى حتى تشمل جوانب الحياة، فتعلّق عدنان بـهذه النتيجة ونشر الشريط الذي سجّل فيه هذا اللقاء، وتوسع القطبيون في نشره، ونسجوا حوله الدعايات ضدي وضد كتابـي مما أدى إلى انحراف كثير من الشباب وسقوطهم في أحضان الحزبية القطبية.
ثم أراد عدنان أن ينقذ نفسه من هذه الورطة الكبيرة والفعلة الشنيعة وأراد أن يغطي سوأته أمام السلفيين ولعل له أهدافاً أخرى، فكتب إليّ اعتذاراً بارداً ميتاً لا يساوي الحبر الذي كتب به، ولهوانه وسقوطه وركته لم أحفل به فلا أدري أأعاده الرسول لصاحبه أو بقي عندي والغالب أن الكتاب قد ضاع ولو وجدته لفضحته به.
رابعاً: ثم دعيت إلى الرياض والخرج لإلقاء بعض المحاضرات عام 1415هـ، فدعانـي الأخ الدكتور باسم الجوابرة إلى منـزله، ودعا بعض الأساتذة مع الأسف وكان معظمهم من القطبيين، فأثار بعضهم النقاش حول رموز الحركة الإسلامية كما يزعم ومنهم سيِّد قطب، ولمز من ينتقدهم وهو يقصد بذلك الشيخ ربيع، فاضطررت للرد عليه واحتدم النقاش الذي خلطوه باللغط وسوء الأدب في مقابل إدانة سيِّد قطب بالحجج الدامغة.
ولما خرجنا قال لي عدنان: هذا يكفي؟ أشار إلى شيء من تمويهاته في المجلس.
فقلت له: هذا لا يكفي ولابد من أن تخرج شريطاً تدين فيه سيِّد قطب بالبدع والضلال تكفيراً عن شريطك الذي فعلت فيه ما فعلت، ثم أكدتُ هذا الطلب في لقاء آخر في مجلس في بيت الأخ إيهاب نادر الفلسطيني فأكد التزامه بذلك.
ثم طالبه بعد هذا عدد من السلفيين بالبيان المذكور على امتداد سنوات وهو يعدهم وعوداً عرقوبية بالبيان ثم لا يفي بـهذه الوعود.
خامساً: فاجأنا والناس بعد وعوده الكثيرة بضدّ ما كان يعد به، وذلك بإصدار أربعة كتب محاورها ـ في العقيدة والمنهج منهج ما يسميه بالطائفة المنصورة ـ أقوال سيِّد قطب، مخالفاً بذلك وعوده مستهتراً بأهل السنة ومراغماً لهم ومحارباً ربيعاً وكتبه في نقد سيِّد قطب بأسلوب في غاية المكر.
ثم بعد كل هذه الألاعيب ظهر علينا هذه الأيام بدعاوى في غاية الدجل والكذب بأنه مظلوم وأنه صابر من أجل السلفية والسلفيين، وأنه كتب لي عدة رسائل يبين فيها ضلالات سيِّد قطب بالتفصيل، وكتب يطلب فيها التحكيم خلال خمس سنوات، وأراجيف أخرى يبثها في دول أوربا هولندا وفرنسا وأسبانيا وغيرها.
سادساً: لما استفحل شرّ هذا الرجل وامتد إلى بلدان كثيرة، يقصد بشره وفتنه الشباب السلفي السائر في وئام ووفاق على منهج الله الحق؛ ليبددهم ويفرق شملهم لأهداف وغايات منها الواضح ومنها الخفي.
اضطررت للرد عليه وقمع فتنته بعد سكوت طويل فعلاً وصبر مديد فعلاً.
فكان أول رد عليه في شهر ذي الحجة من عام 1419هـ، فلم يرتدع فهاج وماج وأقام الفتـن ولم يقعدها.
فاضطررت مرة أخرى إلى بيان حاله وقمع فتنه وأباطيله في ثلاثة فصول:
الأول: في بيان قصده بالمنهج الذي ملأ به الآذان ضجيجاً ودعاوى هنا وهناك، حيث يفسره تفسيراً جديداً، ظناً منه أنه سينطلي تلاعبه وتمويهاته على الناس، وسيأتـي توضيح ذلك.
والثاني: يتضمن نقاشاً لخطابه الذي أصدره قريباً، لإخوانه المسلمين ولبس عليهم فيه، وادعى فيه دعاوى باطلة.
والثالث: يتضمن مناقشة لما ورد في الشريط، الذي سُجِّلَتْ فيه أقواله وأباطيله في الجلسة التي دارت بينه وبين الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي في أسبانيا (الأندلس) قريباً، خلال دورة فتنة أقامها عدنان في البلد المذكور. (الرد على عرعور)






قصّة كتاب الزنداني!


قال ـ حفظه الله ـ وهو يتحدّث عن عبد المجيد الزنداني :
هذا الرجل أعطاني هذا الكتاب هنا في مكة وأنا أَدْرُس في مرحلة الماجستير في جامعة أم القرى آنذاك وقال : ما رأيك في هذا الكتاب ؟ فقلت له : هذا الكتاب أثبتَّ فيه توحيد الربوبية, أين توحيد العبادة ؟ أين توحيد الأسماء والصفات ؟ فسكت, ثم سافرت إلى اليمن أنا وبعض الأصدقاء و قابلناه هناك وأثرت معه القضية فقلت له أنت اقتصرت في كتاب التوحيد على توحيد الربوبية فقط والرسل جميعاً ما بعثوا إلاّ بتوحيد الإلهية لأن الناس كلّهم في كلّ زمان ومكان مسلّمون بتوحيد الربوبية وإن كان يتظاهر الشيوعيون بإنكار توحيد الربوبية لكنّهم كذّابون والأحداث تبيّن كذبهم, فما رأيك أن تضيف إلى هذا الكتاب الكلام على توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فقال : اكتبوا موجزاً وكتابي الآن تحت الطبع في مصر وأنا سأرسل بهذا الملحق ليتمّ طبعه مع الكتاب, فكتبت أنا فصلاً في توحيد الألوهية وفصلاً في توحيد الأسماء والصفات موجزاً جيّداً فأعطيناه وهو يذكر أنّه أرسله ثم جاء الكتاب فرأيتهم قد جعلوا كلامي أشلاء ضمن هذا الكتاب, يمكن حذفوا منه ما حذفوا وإذا وضعوا قطعة هنا وقطعة هناك ضاع وأصبح لا جدوى في ذلك.
يتهرب الزنداني من الصدع بتوحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات لأنّ الإخوان المسلمون لا يريدون أن يواجهوا أهل البدع والضلال بأنّ عندكم شركيات وعندكم بدع وضلالات, لا يريدون هذا، يريدون أن يكسبوا الناس؛ الزيدي والرافضي والشيعي والخارجي والصوفي والقبوري..الخ كلهم يجمعونهم في صعيد واحد ليصلوا إلى سدّة الحكم. ([8])






الشيخ –حفظه الله- لا يصلّي في ساحات المسجدين


قال ـ حفظه الله ـ جوابا عن سؤال :
هل الصلاة في خارج المسجد الحرام أو النبوي تأخذ حكم المسجد ؟
الجواب: الذي يصلي خارج هذين المسجدين لا يحوز الفضيلة العظيمة مائة ألف صلاة في المسجد الحرام، وألف صلاة في المسجد النبوي، والله أنا لا أصلي خارج هذين المسجدين إذا جئت للصلاة فيهما؛ لأن ما كان خارج المسجد فليس منه، فأنت احرص، ينبغي لمن شد الرحل ليكسب فضل الصلاة في هذين المسجدين أن يتقدم إلى الداخل حتى ينال هذا الفضل، بل يحرص على الصفوف الأولى. ([9])





فلم أجد لديه جواباً!


قال ـ حفظه الله ـ جوابا عن سؤال :
هل الصلاة في مسجد هذا الحي ([10]) بمائة ألف صلاة كالمسجد الحرام ؟ وما الدليل على ذلك ؟
الجواب: هذه المسألة فيها خلاف؛ من العلماء من يرجح أن هذه الفضيلة -مائة ألف صلاة- خاصة بمسجد الكعبة، ومنهم من يرى أن الحرم كله هو المسجد الحرام وأن الصلاة في أي مسجد من المساجد في منطقة الحرم مثل الصلاة في المسجد الحرام، وهذا فيه نظر وأنا لي فيه وقفة؛ إذ لو كان الحرم كله مسجدا كيف يباع ويشترى فيه ؟! كيف تباع أراضيه وعقاراته ؟! كيف تقام فيها الأسواق وهي مسجد؟! كيف يحل فيها الجماع والجنابة والبول والحيض إلى آخره ؟! فهذا مما يرجح - والله أعلم- أن هذه الفضيلة خاصة بهذا المسجد.
ناقشت مرة رجلاً في هذه المسألة فقلت له : الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"،فلو أن إنساناً شد الرحال وجاء إلى مكة فصلى في أي مسجد من مساجد مكة ومشى ولم يصلِّ في المسجد الحرام؛ مسجد الكعبة هل يصدق عليه أنه شد الرحال إلى المسجد الحرام ؟! فلم أجد لديه جواباً.
فاحرصوا على الصلاة في المسجد الحرام لأنه أحوط وبالاتفاق لا تفوتك-إن شاء الله- فضيلة الصلاة إن أخلصت لله ([11])






صلاة الشيخ –حفظه الله- بالنّاس وهو مسافر


قال ـ حفظه الله ـ :
هذا الذي صلى وهو مسافر بمقيمين صلى بهم صلاة المسافر فنبههم كما قال عمر -رضي الله عنه- : "أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر" ([12]) ،ما كان يقول : إنا سنصلي الظهر قصرا أو العصر، بل يقول : " أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر"، فإذا نبههم فليس لهم الحق أن يغضبوا عليه ويستنكروا هذا الأمر المشروع، في البداية قد لا يعلمون أنه مسافر، قد يترخص ويصلي ركعتين، أو يعتقد وجوب الركعتين فيصلي بهم، لكن الغريب على كثير من الناس، هو عدم اهتمامهم بنشر السنن، قد يستنكرون بعض السنن أكثر مما يستنكرون البدع، لغيابها عنهم وخفائها عليهم.
وقد حصل لي مثل هذا مرتين، في بعض المدن قدموني أصلي وأنا مسافر، قالوا صلِّ، فخطبت وبينت لهم أني مسافر، وسأصلي بكم ركعتين فإذا سلمت فقوموا وأتموا صلاتكم، فصليت بهم ركعتين وسلمت، فقاموا وأتموا، وبعضهم استنكر هذا بشدة وحصل يعني شيء من التعليقات، فبينت لهم أن هذا سنة. ([13])





قصّة إمامة الألباني في المدينة


قال ـ حفظه الله ـ :
مرة جاءني الشيخ الألباني، وأنا في المدينة وكان عندي مسجد أصلي فيه فقدمته، ومذهب الشيخ الألباني أنه لا يكون التنبيه قبل الصلاة، يرى أن السنة فقط إذا سلمت أن تقول: " أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر" لكن خاف فنبههم، وأكد لهم وبيّن لهم ماذا سيفعل وماذا يفعلون، فلما سلّم بهم من ركعتين قاموا وأتموا صلاتهم، ثم قال بعضهم كيف تقدم إنساناً مسافراً وكذا وكذا، فقلت لهم : هذا شيء مشروع، ما فيه خلاف، عند العلماء يجوز أن يصلي المسافر بالمقيم والمقيم بالمسافر، فقال أحدهم : والله أبلغ عنك، فذهب إلى بعض القضاة الأفاضل وذكر لهم هذا الأمر، فوجدته أنا وهو رئيس المحاكم فقال لي : قد بلغني أنه حصل كذا وكذا في مسجدكم، أنك قدمت إنسانا مسافرا، وحصل بلبلة وكذا، فقلت له : اللوم عليهم وهذا الشيء لا يعرفونه وهذه فرصة لهم أن يعرفوا سنة نبيهم، ثم إن المسألة معروفة عند العلماء ولا خلاف فيها فسكت. ([14])





عندما كتب ملك الأردن كتابا عن ...!!


قال ـ حفظه الله ـ :
وتغطية الرأس من الزينة لا شكّ، وإذا كان الكشف لأمر عادي ليس فيه تقليد ولا تشبه بالكفار فلا نستطيع أن نحرم, ولكن نقول الأولى والأشرف أن تغطي رأسك, خاصة إذا كان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس! هذا لا يليق.
وأذكر لما بدأت هذه الظاهرة في بعض البلدان, في الأردن وفي غيرها,كتب الملك عبد الله الأول ملك الأردن في زمانه رسالة جيدة, أنا قرأتها لكن ضاعت مني، في كشف الرؤوس؛ يعني تكلم فيها من ناحية أنهم قلدوا فيها الكفار وشدد فيها وله الحقّ في ذلك.
إذا كان كشف الرؤوس ولبس الكرافتات والبنطلونات ولباس النساء والزينات هذه التي تلبسها النساء تقليداً لأعداء الله؛ هذا والله من الخزي والعار على المسلمين!([15])





قصّة التحالف في بلاد الأفغان !!

قال ـ حفظه الله ـ :
نحن رأينا في طالبان من سنوات أنّهم أحسن الموجودين في أفغانستان بعد السلفيين، وأنهم خير من الإخوان المسلمين، فلو قابلنا بين الإخوان المسلمين وبين هؤلاء لوجدنا أن هؤلاء خير منهم لهذا منذ قام طالبان وبدأ الصراع بينهم وبين التحالف الشمالي المكون من الإخوان المسلمين والشيوعيين والروافض والباطنية والمدعوم من قِبل روسيا ومن الحكومة الهندية ومن الروافض الإيرانيين كنا ننصح السلفيين من الأفغان أن يكونوا مع طالبان، وكنا ننتقد هذا التحالف ونرى أنه من مخازي الإخوان المسلمين الذين كثرت مخازيهم وفضائحهم في مشارق الأرض ومغاربها، فما تقوم لهم دولة ولا يصلون إلى مراكز في البرلمانات إلا بالتحالفات الشيطانية مع أحزاب الشيطان من العلمانيين والشيوعيين وغيرهم ولا تقوم لهم حكومة ودولة إلا ويفضحها الله ويخزيها بأعمالها المنافية للإسلام.
وفي أفغانستان كان يقود هذا التحالف الإخوان المسلمون والإخوان المسلمون في هذه البلاد هنا وفي مصر وفي غيرها لم نسمع منهم كلمة واحدة في استنكار هذا الوضع المزري الذي ذكرناه وهو التحالف مع الشيوعيين والباطنية والروافض والمؤيد من حكومات رافضية وملحدة ومجوسية.
دام هذا التحالف خمس سنوات وأكّد ذلك قائدهم الذي سلف : أحمد شاه مسعود أن ذهب إلى أوربا ما كفاه الاستعانة بهذه الأصناف الكفرية الضالة، ما كفاه حتى ذهب إلى أوربا يستنجد بالاتحاد الأوربي ويستنجد بأمريكا لمحاربة طالبان، وتحرير أفغانستان من طالبان أي من الدين الإسلامي الموجود، ما زالوا على هذا الوضع بكل فصائلهم مع هذا التحالف ولم نسمع منهم أي تأييد لطالبان بل نخوض في الجدال مع بعضهم فينافحون وينافحون عن هذا التحالف الخبيث حتى جاءت الأحداث الأخيرة فغيروا منهجهم الظاهر والله أعلم تغييراً سياسياً كما نعتقد لا عقائدياً ولا منهجياً ولا مراقبة لله، وإنما هو موقف سياسي ماكر أرادوا بذلك حماية الإرهابيين فقط وجعلوا من طالبان ستاراً لهذا المقصد وشرعوا يطعنون في علماء الإسلام لماذا سكتوا هذا الوقت ونحن نورد عليهم السؤال لماذا سكتم خمس أو ست سنوات عن الكلام في التحالف هذا التحالف المكون من الأصناف المذكورة.
من عادتكم أنكم إذا خالفتم منهجاً أو جماعة أن تقيموا الدنيا وتقعدوها فهل أقمتم الدنيا وأقعدتموها ضد هذا التحالف وملأتم الصحف ومواقع الإنترنت كما يقال والقنوات الفضائية إلى آخر وسائل الإعلام، هل قمتم بهذا لماذا الحماس لطالبان في هذا الوقت.
إن البصير الناقد ليدرك تمام الإدراك مقاصد ومغازي هذا اللعب إنه والله فيما أدين الله به إنه هذا مقصدهم حماية الإرهاب الذي استهدف المسلمين قبل كل شيء واستهدف السلفيين بالذات قبل كل شيء، وانطلق يفتك بالسلفيين في أفغانستان وقتلوا جميل الرحمن وقضوا على حكومته الإسلامية السلفية التي أعادت عهد الصحابة للإسلام، تطبيقاً للعقيدة والمنهج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتهديم القبور إلى آخره، فوثب عليهم هؤلاء الإخوان انتصاراً للباطل وللشرك والضلالات والبدع الموجودة في تلك البلاد([16])





شهادة سعيد حوى على جماعة الإخوان

قال ـ حفظه الله ـ :
يدخل الإخوان في التحالفات مع الشيوعيين والرافضة إلى آخره، تقوم من "الإخوان المسلمين"، الفتنة من الجنوب بقيادة "الإخوان المسلمين" ومن الشمال بقيادة "الإخوان المسلمين"، واللوم والطعن والتشويه و... و... و... و... للسلفيين، ماذا نصنع بهؤلاء القوم، ما رأينا مثلهم، ما رأينا أفجر ولا أظلم من هؤلاء القوم، ولقد حكى لنا بعض الثقات عن سعيد حوى أنه قال عن "الإخوان المسلمين": والله لو اجتمعت المخابرات الأمريكية والمخابرات السوفيتية والموساد اليهودي على تشويه سمعة رجل لما بلغوا ما يبلغه "الإخوان المسلمون".([17])





أبو الحسن الندويّ يعترف بأن هذا من الشرك!


قال ـ حفظه الله ـ :
وبدأت هذه الظاهرة في بعض مساجد المدينة النبوية -وبحُكم أننا نعرف هذه الأشياء- عرفنا كيد أهل البدع؛ يكتبون: "الله ,محمد"، وهذا استدراج منهم للناس حتى إذا أنسوا إليها كتبوا " يا الله، يا محمد ".
كان واحد اسمه سراج الرحمان زاملني في الجامعة الإسلامية وهو من تلاميذ أبي الحسن النّدوي ،رأيت هذا الزميل في كينيا أو حكيتُ له هذه القصة التي بدأت تنشأ في المدينة, قال : قال أبو الحسن النّدوي : كلمة "الله, محمد" هذا كفر؛ يعني أن محمداً ندٌّ لله عزّ وجلّ، كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله محمد رسول الله, أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله, أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله, هذه أعلى منـزلة لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام, ويقول صلى الله عليه وسلم : " لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتْ النَّصَارَى ابن مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أنا عَبْدُهُ فَقُولُوا عبد اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ([18]) ,فرأيت هذه الظاهرة وكنت أحاربها, وإذا رأيتها في أي مسجد أنصح إمام المسجد ،رأيت هذه المكيدة في مسجد القبلتين – .([19])





النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يذهب على الهند ؟

قال ـ حفظه الله ـ جوابا عن هذا السؤال :
يقول السائل: على ذكركم لعرق النبي صلى الله عليه وسلم هل بقي شيء ثابت من آثاره صلى الله عليه وسلم كشعره وإن وُجد شيء منها كيف سبيل التبرك به ؟
-الجواب: لا يوجد شيء الآن من آثاره عليه الصلاة والسلام, والذي يدّعي بقاء شيء من هذا فهو كذاب مخرف!
ذهبنا إلى الهند ووجدنا أناسا يدعون أن عندهم من شعر النبي عليه الصلاة والسلام, وهم كذابون عندهم دجل, ورأينا أظن في باكستان أو بنغلاديش مسجدا يقال : إن فيه قدم النبي صلى الله عليه وسلم!
وفي دهلي هناك مسجد إمامه بخاري له سمعة كبيرة, يجيء الأوربيون نساء ورجالا شبه عراة يذهبون إلى مكان في مسجد هذا البخاري, يقولون : إن فيه أثر النبي عليه الصلاة والسلام مبني عليه مثل القبّة, فترى النساء متهتكات والرجال مجتمعين يتفرجون على قدم النبي عليه الصلاة والسلام كما يزعمون ,فأنا رأيت هذا المنكر وجئت إلى هذا الإمام أناصحه قلت له : أنتم تدعون أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى هذا المكان وهذا أثره ؟ قال لي : يقول الناس كذا وكذا, قلت له : يا أخي قرأنا التاريخ وعرفنا أن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عُرِج به إلى السماء عليه الصلاة والسلام وذهب من مكة إلى المدينة وخرج إلى الغزوات إلى مناطق معروفة وذهب إلى تبوك, لكن ما وجدنا في التاريخ أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم جاء إلى دهلي ووقف في هذا المكان!! فما استطاع هذا الإمام أن يجيب بشيء مقنع (!)
ثم كلَّمتُ أباه لما جاء -وكان معي أخ سلفي يترجم- قال : هذه بجاحة (!) . .([20])





هيبة الملك سعود رحمه الله!


قال ـ حفظه الله ـ :
أخبرني هذا السلفي الذي كان معي قال : لما زار الملك سعود رحمه الله الهند وجاء إلى بنارس وهي مركز الأصنام والأوثان -هي عندهم مثل مكة بنارس هذه- فيها أصنام كثيرة ,فلما سمعوا بزيارته غطّوا هذه الأصنام -غطّوها والله -كيف ؟! إنَّها هيبة التوحيد (!).
ثم جاء إلى هذا المسجد يصلي فيه فقالوا له : هنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن هذا كذب فمشى ولم يذهب إلى هذا المكان.
الموحد عنده بصيرة, عنده إدراك, أهل البدع عندهم بلادة وغباوة أو خبث -بارك الله فيكم-، فالدعاوى كثيرة؛ في تركيا يدعون أن شعره موجود, وبعضهم يدعي أن مصحف علي رضي الله عنه الذي كتبه بيده موجود إلى آخره .. هذه أكاذيب . سنة الله في هذه الأشياء أنها تفنى وتنتهي سنّها الله سبحانه وتعالى.([21])





علاقة الشيخ ربيع بكتاب (الباعث الحثيث) !


قال ـ حفظه الله ـ :
هذا الكتاب أنا والحمد لله من أعرف الناس به، فقد درسته في الجامعة الإسلامية على يدي الشيخين الألباني ثم الشيخ عبد الغفار حسن، وحفظت لعلّي أكثره، ثمّ درسته في قسم الدراسات بجامعة أم القرى على يدي الشيخ محمد أمين المصري. ([22])





أوّل تجربة للشيخ في ميدان تحقيق المخطوط

قال ـ حفظه الله ـ :
والحقيقة أنني حققت كتاب النكت وأنا في مرحلة الطلب، وهذا العمل هو أول تجربة في تحقيق المخطوطات وهو كتاب عظيم وبحر زاخر بالنقول من الأحاديث والرجال والآثار والرجال
وقد خدمته مع ضعف حالي ومع أنه التجربة الأولى أرقى خدمة من ضبط للنص المحقق ومن تخريج الأحاديث والآثار وتراجم الرجال ([23])





قصّة مع الشيخ العلاّمة عبد المحسن العبّاد –حفظه الله-


قال ـ حفظه الله ـ :
ومّما يخصّني أنّ نائب رئيس الجامعة الإسلامية الشيخ عبد المحسن العبّاد آنذاك كان مستعجلا عليّ لأقوم بالتدريس في الجامعة حتّى إنّه كلّفني بالتدريس قبل مناقشة
الرسالة ([24])





خلاصة قصّة عبد الرحمن عبد الخالقوسبب ردّ الشيخ عليه


قال ـ حفظه الله ـ :
فلعل من أشد الفتن التي حذرنا منها رسول اللـه صلى الله عليه وسلم فتنة عبد الرحمن عبد الخالق في هذا العصر،الذي جعل رحى فتنته تدور على علماء الدعوة السلفية وطلابها؛ بل عليها منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً ، وينشر هذه البلايا طعناً وتشويهاً وتأصيلاً فاسداً وتقبيحاً لما لا يريده من أصولهم مهما بلغ من المكانة والأهمية القصوى .
أولاً: فلقد بدأ بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية عام 84/85 هـ بفترة وجيزة يطعن في علماء هذه البلاد ويشوه منهجهم ويضع أصولا لهذا الطعن والتشويه كما في شريط المدرسة السلفية الذي ألقاه في حدود 1386هـ حسب تأريخه هو.
ثانياً: طعن فيهم بعد سنوات ، وسخر بهم سخرية لم يسمع بمثلها في كتابه (خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية ) الذي صدر في حدود عام 1393هـ وأعاد طبعه في عام 1406هـ .
ثالثاً: طعن فيهم وسخر منهم وافترى عليهم كثيراً في كتاب:
(مشروعية العمل الجماعي) وكتاب (العمل الجماعي عند ابن تيمية) وكتاب (أصول العمل الجماعي) وكتاب (موقف أهل السنة والجماعة من البدع والمبتدعة) وكتاب (كشف الشبهات) وكتاب (تنبيهات وتعقيبات)
وفي كل هذه الكتب دعوة إلى التحزب وتعدد الجماعات والأحزاب، ودفاع عن هذه الأحزاب والجماعات المخالفة لأهل السنة والجماعة، وطعن في أهل المنهج السلفي وتشويه لهم، بالإضافة إلى مؤلفات سياسية قامت على الغلو والإغراق في السياسة العصرية جرَّت كثيراً من الشباب وخاصة السلفي منهم إلى الفتن والشغب، وأبعدتهم عن منهج السلف ودفعتهم إلى تمييع العقيدة والتهوين من شأنها وإيذاء أهلها والدعاة إليها .
ومن تلكم المؤلفات (المسلمون والعمل السياسي) الذي جر الشعب الجزائري ـ الذي اتجه إلى السلفية قبل ذلك إلى هوة الفتن .
وكذلك كتاب( الأولويات) وكتاب (مشروعية الدخول إلى المجالس النيابية) .
ثم مع كل ذلك تحرك تلاميذه لوضع مؤلفات على منهجه تطعن في أهل السنة وتشوههم، وتدافع عن أهل البدع والأحزاب المنحرفة فمن ذلك:
1 ـ كتاب الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية الجديدة .
2 ـ وأضواء على فكر دعاة السلفية الجديدة .
3 ـ وكتاب السلفية الوجه الآخر ـ ألفه من أسموا أنفسهم سفراء لجنة الحقوق الشرعية ـ على أصول ومنهج عبدالرحمن عبدالخالق .
4 ـ وكتاب فتاوى وكلمات في الموقف من الجماعات، يفتري فيها على العلماء، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه اللـه، واللجنة الدائمة للافتاء بأنهم يؤيدون وجود الجماعات ويمدحون هذا الوجود .
كلها لأكثر تلاميذ عبد الرحمن تبعية له وحماساً لمنهجه ـ عبدالرزاق الشايجي ـ ويقال إنها مؤلفات عبدالرحمن وينسبها لتلميذه .
5ـ ومن ذلك كتاب (إدراك النجعة في موقف أهل السنة من العلماء والمصنفين الذين تلبسوا ببدعة) تأليف ناصر لازم أحد تلاميذ عبد الرحمن عبد الخالق فيه دفاع عن أهل البدع.
6ـ وكتاب تحرير قاعدة المصالح والمفاسد لحامد العلي من تلاميذ عبد الرحمن عبد الخالق كذلك .
7 ـ وكتاب تنبيهات على ما ذكره الشيخ عبد اللـه السبت في محاضرة الأخطار الداخلية .
8 ـ وكتاب: العالم السلفي عبدالرحمن لأحد تلاميذه.
فيه من المغالطات والمبالغات والأذى لأهل السنة مالا يسكت عنه، ونحن ساكتون صابرون على كل هذه الهجمات المتواصلة ردحاً من الزمن، ولما بلغ السيل الزبا اضطررت إلى الكتابة عن عبد الرحمن عبد الخالق دفعاً لبعض هذه الفتنة التي امتدت إلى العالم كله ولا سيما إلى المملكة واليمن والجزائر والسودان وشرق آسيا فتنة أهين فيها السنة وأهلها ، وأكرم فيها أهل البدع والتحزب والباطل .
فناقشت عبد الرحمن في بعض أخطائه ناقلاً ما كتبه بيده من كتبه بالحرف والصفحة بكل دقة وأمانة ، وهي كثيرة وكبيرة في كتاب سميته جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات .
فبدل أن يندم على ما ارتكبه هو وتلاميذه في حق السنة وأهلها وفي الدفاع بالباطل عن الباطل وأهله، هبَّ مذعوراً يرمي ويقذف، ويبتر ويحذف، موجهاً كل ذلك ظلماً وافتراء إلى ربيع بن هادي، فكتب يشكوني إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يحفظه اللـه، ما أظنه صدق في كلمة واحدة.
وكم بتر من النصوص للخداع والمخادعة، وألف كتابا سماه الرد الوجيز، لا أظنك تجد فيه كلمة صدق، وألقى محاضرة سماها الوجيز، فصار في هذه المعركة عمدته الأكاذيب والافتراءات والشائعات الكاذبة .
والحاصل أن فتنة عبدالرحمن وتلاميذه ومدرسته على السلفية فاقت فتنة وأذى كل خصوم أهل السنة من الخرافيين والمتحزبين السياسيين. ([25])





توبة عبد الرحمن عبد الخالق ليست نصوحا!

قال ـ حفظه الله ـ :
أما عن توبة عبدالرحمن فإن تعجب فعجب ادعاؤه
1 ـ فقد نصحته مرات كتابة ومشافهة فلم يرجع عن أي خطأ .
2 ـ ونصحه الشيخ الألباني وانتقده كثيراً فمازاد إلا تمادياً .
3 ـ ونصحه الشيخ سعد الحصين فبطش به .
4 ـ وذمه وعذمه ثلاثة من كبار هيئة العلماء في المملكة فلما سمع نقدهم له لم يعتبر ولم يرعو ويعالج الأمور بعقل وحكمة ؛ بل شرع في تصعيد الأمور وإشعال نيران الفتن تكذيباً واتهاماً وطعناً وتشويهاً لا لمن سأل عن مسألتين أو ثلاث من أخطائه بل وسع دائرة فتنته فشمل كل من يذب عن السنة ويدافع عنها ، ثم أراد من أراد من العقلاء إنقاذه ونصحه بالتراجع فتظاهر مضطراً للتراجع أمام الشيخ ابن باز ، وبشرني هو هاتفياً بتراجعه ففرحت بذلك وأثنيت عليه ثناء طيباً .
5 ـ فلما رأيت هذا التراجع المزعوم قد حفته قرائن قوية من السب والشتم والتكذيب لمن أظهر مسألتين أو ثلاث من أخطائه ووسع الدائرة في طعنه وتشويهه فشملت كل الذابين عن السنة والقامعين للبدع .
6 ـ ورأيت افتراءات واسعة عليهم وطعناً في منهج السلف في النقد .
7 ـ ورأيت إصراره على الطعن في طائفة العلماء بأن سلفيتهم تقليدية لا تساوي شيئاً ، وأنهم في عماية تامة وجهل تام عن المشكلات الجديدة يعني وجود أهل الإلحاد والشيوعية والبعثية في بلادهم وهم في عماية عنها .
وأصر على وصفهم بهذه الصفات وغيرها مما طعن به فيهم في شريط المدرسة السلفية فقال في شريط كشف الشبهات: "وأقول: ما ذكرناه كان حقاً وهو أمر ظاهر لا يكابر فيه إلا مكابر ومن أراد مثلاً أن يعرف الحق فليفتش الآن مثلا عن أي كتاب واحد ألف في الرد على المذاهب الإلحادية المعاصرة لرجل من أتباع المدرسة السلفية في هذه الحقبة التي ألقينا فيها المحاضرة"
قال هذا الكلام بعد أن انتقده ثلاثة من كبار هيئة كبار العلماء، وطبعه بعد تراجعه في كتاب كلمة حق ونشره.
8 ـ وإيهام الناس أن كتبه وأشرطته على كثرتها لم يوجد فيها إلا بضعة أخطاء بعد أن بذل مجموعات كثيرة جهوداً عظيمة خلال سبع سنوات فلم يوجد إلا تلك الأخطاء اليسيرة ـ أي أن كل ما في كتبه صحيح وحق ـ مع أنه لم يخل كتاب من كتبه من الأخطاء الكبيرة، وبعض كتبه لا يجوز نشره لأنه أسس على أسس باطلة ودار كلامه فيها على تلك الأسس، مثل مشروعية العمل الجماعي وما تلاه في هذا المجال، ومثل المسلمون والعمل السياسي وهو من أكبر الفتن، ومثل خطوط رئيسية الذي سب فيه أهل العلم والتوحيد وعلومهم سباً لم يسبق إلى مثله إلى جانب الأباطيل التي ضمنها هذا الكتاب. وهذه للتمثيل لا للحصر .
وهذا وغيره مما احتف بتوبته المريبة جعلني وغيري من العقلاء ندرك أنها ليست بتوبة نصوح. ([26])





شروط الشيخ ربيع على جماعة الإخوان


قال ـ حفظه الله ـ :
نعم كنت مع الإخوان المسلمين هذه المدة أو دونها أتدري لماذا؟
إنه لأجل إصلاحهم وتربيتهم على المنهج السلفي لا لأجل غرض دنيوي .
فقد دخلت معهم بشرطين :
أحدهما : أن يكون المنهج الذي يسيرون عليه ويربون عليه حركاتهم في العالم هو المنهج السلفي .
وثانيهما : أن لايبقى في صفوفهم مبتدع لاسيما ذا البدعة الغليظة، فقبلوا مااشترطت وكان الذين عرضوا عليّ الدخول وقبلوا شرطي ممن أعتقد فيهم أنهم سلفيون وسيكونون عوناً لي في تنفيذ مااشترطت.
وظللت أنتظر تنفيذ هذين الشرطين وأطالب بجد بتطبيقهما وصبرت وصابرت والأمور لاتزداد إلا سوءًا وظهر فيهم اتجاه صوفي قوي على يدي بعض كبار الصوفيه ومؤلفاتهم التي ظهر بسببها في ذلك الوقت اقبالهم الشديد على هذه المؤلفات الصوفيه وابتعادهم عن منهج السلف وظهرت حربهم للسلفيه والسلفيين بصورة واضحة فلما وصلت معهم إلى طريق مسدود كما يقال وظهرت بوادر التعاطف مع الروافض رأيت أنه لايجوز لي البقاء فيهم فإذن أكون قد دخلت فيهم لله وخرجت لله وأستغفر اللـه من ذنوبي وتقصيري في المدة التي قضيتها فيهم والتي حالت بيني وبين خدمة المنهج السلفي خدمة كاملة. ([27])





لماذا نقل الشيخ عن سيد قطب في كتابه منهج الأنبياء ؟!

قال ـ حفظه الله ـ:
وأما سيد قطب فقد كانت له دعاية عريضة بأنه قد رجع إلى المنهج السلفي وكانت معرفتي بأخطائه وبدعه محدودة ففي هذه المدة نقلت عنه كلاماً يدعو فيه إلى الإهتمام بالعقيدة الصحيحه وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية لأنه يتناسب مع موضوع كتابي منهج الأنبياء الذي هو التركيز على العقيدة فمن أجل ماقيل أنه رجع إلى المنهج السلفي ومن أجل مناسبته لموضوع كتابي نقلت عنه فلما اتسعت دائرة معرفتي به ، ومنها توسعه في الطعن في الصحابة وتكفيره لبني أمية وتأكدت من قوله بخلق القرآن وازددت يقيناً بأنه قرر وحدة الوجود والحلول وعرفت موقفه من السنة النبوية وتفسيره لكلمة التوحيد بغير معناها في عدد من كتبه وتكفيره للأمة من قرون ودندنته حول وحدة الأديان إلى أشياء كثيرة وخطيرة ثم رأيت غلو الناس فيه وتقديسهم لكتبه بسبب الدعايات العريضة له ولكتبه ورأيت أن أتباعه قد تقصدوا نشر كتبه وفكره في التجمعات السلفية في العالم وخاصة بلاد التوحيد رأيت أن من أوجب الواجبات عليّ نحو الإسلام ونحو المسلمين أن أبين للناس مافي كتب سيد قطب وفكره من الضلال الذي ينسب إلى الإسلام ويغزى به تجمعات التوحيد والسنه وأن من الغش والخيانة للإسلام والمسلمين السكوت على شر مستطير اتجه إلى تجمعات التوحيد وغيرها فإن كان هذا تغيراً إلى النقيض فنعم هذا التغير لأنه تغير من شر إلى خير وهروب من الغش والخيانة إلى النصح والصدع بالحق . ([28])


.... (يتبع)




الهامش:
([1]) كتاب " دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب "
([2])كتاب "دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب"
([3]) كتاب " تذكير النابهين " ص 303
([4]) (هي كتابه (لا جديد في الصلاة).
([5]) هي كتابه (لا جديد في الصلاة).
([6]) إشارة إلى كتابه (تصنيف الناس).
([7]) الحد الفاصل بين الحق و الباطل
([8]) (الفتاوى2/675-676)
([9]) (الفتاوى2/762)
([10]) وهو حي العوالي بمكة والذي يقع خلف جبل ثور مباشرة، إلى الجنوب الشرقي منه.
([11]) (الفتاوى2/763)
([12]) أخرجه أبو داود في الصلاة حديث (1229) وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، ومالك في كتاب قصر الصلاة في السفر (1/149)وفي الحج (1/402، 403) كلاهما من قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- وهو صحيح.
([13]) (الفتاوى2/ 789)
([14]) (الفتاوى2/789-790)
([15]) (الفتاوى2/822)
([16]) (الفتاوى2/841-843)
([17]) (الفتاوى2/844)
([18]) أخرجه البخاري في الأنبياء حديث (3445) وأحمد (1/23،24) والدارمي في الرقاق حديث (2787) كلهم من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-.
([19]) (الفتاوى2/12-13)
([20]) (الفتاوى2/931-932)
([21]) (الفتاوى2/ 932)
([22]) (بيان فساد المعيار /صفحة : 36)
([23]) (بيان فساد المعيار /صفحة : 22)
([24]) (بيان فساد المعيار /صفحة : 22)
([25]) (النصر العزيز على الرد الوجيز /صفحة : )
([26]) (النصر العزيز على الرد الوجيز /صفحة : )
([27]) (النصر العزيز على الرد الوجيز /صفحة : )
([28]) (النصر العزيز على الرد الوجيز /صفحة : )

منقول سحاب