المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الاستفتاء على الدستور



أم عمر الموحدة
16-Dec-2012, 12:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


هذه فتوى الشيخ خالد عثمان المصري حول الاستفتاء على الدستور نقلتها من شبكة الامام الاجري



سئل الشيخ خالد أبو عبد الأعلى *حفظه الله*

ما موقف المسلم من الإستفتاءات غدا إن شاء الله؟؟


الجواب

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

و على آله و أصحابه و من اتبع هداه
أما بعد:

قد قال الله - عز و جل - في محكم كتابه
في سورة المائدة
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ

وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ


****

ففي هذه الآيات العضة الكاملة لكل من ءامن و هي و إن كانت منزّلة في أهل الكتاب ولكنها موجهة من باب أولى لهذه الأمة
لأمة محمد صلى الله عليه و سلّم
فهذه الأمة مخاطبة بإقامة ما أنزل إليها من ربها
و هو القرآن كتاب الله و كلامه عز و جل
فإن أقاموا القرآن بما فيه من
عقائد و عبادات و معاملات و أخلاق
أكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم
كما وعد -سبحانه- أهل الكتاب
و نالوا السعادة التى يبحثون عنها في الدنيا و حققوا الإصلاح المنشود
ثم كان لهم الرضى من ربهم -سبحانه- عنهم في الآخرة و أنّى أن يحققوا هذا و هم قد تركوا كتاب الله و راموا يبحثون عن قوانين مستوردة من الكفار قائمة على الظلم و على التعدي
و كيف يظنّون أنهم يُصلحون و يَصلُحون و هم يشابهون الكفار في طرائقهم!
فإنّ هذا الإستفتاء المدّعى قائم على الديمقراطية الكافرة
و معنى الديمقراطية بأن يحكم الشعب نفسه بنفسه دون حكم الله عز و جل أي دون أن يتقيد بأحكام الشريعة الغرّاء
و هذا بلا شك من الكفر الذي إن اعتقده صاحبه يكون كفرا أكبر إن اعتقد
أنه يحق له أو يجوز له أن يُِحكم بغير شرع الله عز و جل فهذا من الكفر الأكبر
فكيف يرومون سعادة و إصلاحا في أمر هو كفر و كفر بالله عز و جل

و هذا الإستفتاء قائم على التسوية بين كل طبقات الشعب
فيستوي فيه العالم و الجاهل و الكبير و الصغير و الرجل و المرأة .يدلون جميعا بأصواتهم
لا فرق بينهم و هذا من الظلم البيّن أن يستوي هؤلاء فلذا هذا الإستفتاء قائم على ظلم و هو محرّم
للعلتين المذكورتين:

العلة الأولى:
أنه مأخوذ عن الكفار
و العلة الثانية:
أنه قائم على الظلم

و إنما الطريقة الشرعية التي يجب أن تتبع و هي: أن يستفتى أهل الحل و العقد من العلماء و الوجهاء و العقلاء من الأكابر لا من السفهاء و الأصاغر

فنحن نخاطب هؤلاء أن يحكموا ما يدّعونه من العقلانية
قبل أن نطالبهم بتحكيم الشرع لأن بعضهم يكفر بهذا الشرع
فنقول لهم لو حكمنا عقولكم التي تؤمنون بها و تقدمونها على شريعة رب العالمين
هل يستوي العالم مع الكنّاس الذي يكنس القمامة في الشارع؟!

كيف تستوي بين صوت هذا و ذاك أليس هذامن الظلم؟!
و ليس هذا من باب التقليل من شأن هذا الكناس الذي يكنس القمامة في الشارع و يأدي عملا حلالا أحله الله عز و جل ليس حراما
و لكن هذا من باب بيان أو من باب الإلزام لهؤلاء

كيف تسوون بين عالم الذرّة عندكم -و هذا يوجه للكفار الذين تعتبرونهم في أعلى درجات العلم و التقدم- و بين رجل سفيه يسرق الأموال و يسفك الدماء في شوارعكم
و ينتهك الأعراض؟

لو ذهب هذا أدلى بصوته و ذاك العالم أدلى بصوته يستويان
يعني لوتقدم الإستفتاء أو زاد الإستفتاء بصوت هذا المجرم سفّاك الدماء
فإنه يقوم بترجيح كفّة القول الآخر
و لو جاء عالم من أكبر علمائكم وضع صوته مع صوته استويا
و ما ترجحت الكفة بصوت هذا العالم على صوت هذا المجرم
فكيف يكون هذا من العدل و الإنصاف يا عقلاء إن كنتم تعقلون
كما قال ربنا سبحانه و تعالى
"إن كنتم تعقلون"
فإنكم تتبعون أهوائكم بغير ما أنزل الله فأنّى أن تفوزوا ...و أنّى أن تفلحوا...

*** ***
و لذا فإن الأصل هو عدم جواز المشاركة في مثل هذه المَظاهر المأخوذة عن الكفار سواء ممّا يسمى بالإستفتاء أو بالإنتخابات أو بما يدور حولها

و لنا مقال سابق بينت فيه تحريم الإنتخابات و أنها من سبل الكفار و ليست من طريقة المسلمين و هي مثل الإستفتاء هذا قائمة على المبدأ نفسه

و بينت كذلك أنه يجوز انتخاب الأصلح عند الضرورة و لتقليل الشر و درء المفسدة الأكبر كما أفتى بهذا كبار أهل العلم نحو الأئمة ابن باز والإمام الألباني و ابن عثيمين- رحم الله الجميع – و يكون هذا مقيد بالمصلحة كأن يوجد مرشح على كفر أو على بدعة كبرى نحو أن يكون نصرانيا أوأن يكون رافضيا أو أن يكون ملحدا
و قد رشح أمامه من هو على الإسلام وإن كان فاسقا
و إن كان عاصيا و لكنه أقل شرا من هذا الرافضي المجرم أو من هذا الملحد فهنا أفتى العلماء و على رأسهم الإمام الألباني كما بينت
بجواز انتخاب هذا المسلم الفاسق لأنه أقل شرا من الطوائف الأخرى و لكن إن استووا في الشر
و الأصل هو هجر هذه الإنتخابات و عدم جواز المشاركة فيها و تحذير الناس منها و نحن إذ نقول للناس هذا نبين لهم حكم الإستفتاء شرعا و حكم الإنتخابات شرعا
قبل أن نتعرض لذكر المصلحة من المفسدة و هناك من يقول
الإستفتاء الذي سوف يجري غدا فيه مصلحة من ناحية أنّه و إن كان مخالفا للشرع
لأنه قائم على الديمقراطية الكافرة
و لكنه يدرء مفسدة أكبر و هي مفسدة إلغاء المادّة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن الإسلام
هو الذين الرسمي للدولة و أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع - و هذه العبارة طبعا فيها خلل كبير
لأنّ الشريعة الإسلامية يجب أن تكون المصدر الوحيد للتشريع لا أن تكون المصدر الرئيسي -
و الشاهد -يعني- أنّ هذه المادة هي لم يتعرض لذكرها
في هذا الإستفتاء و لكنهم قالوا إن التعديلات تتم على بنود أخرى فإن وافق الشعب عليها بقي الدستور القديم و فيه هذه المادة و إن لم يوافق ألغي الدستور بالكلية
و أتوا بدستور جديد – يعني – قد يلغون فيه هذه المادة
هذه المصلحة (.....)عليهم
فنقول لهم - يعني - كما هو مذكور في الورقة التي يوزعها حزب الإخوان في بيان بنود هذا الإستفتاء و التي اطلعت عليها هذا اليوم أحد إخوانكم أنهم يريدون الموافقة على هذه البنود من أجل أن تتم إنتخابات الرئاسة سريعا حتى إذا أتى الرئيس الجديد أجرى دستورا جديدا إن أراد بعد ستة أشهر من تولي رئاسته فأين المصلحة في هذا ...".اهـ


و هذه فتوى الشيخ طلعت زهران

http://www.rahek.com/islamic/anasheed.php?action=anasheed_show&id=1211

و الله اعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين

أم إبراهيم
16-Dec-2012, 01:51 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك

أم عمر الموحدة
16-Dec-2012, 02:21 PM
و جزاك الله خيراا