المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [حصري] كلمة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام إلى مدينة أجدابيا ـ ليبيا ( 3 صفر 1434 )



مجدي أبوبكر عبدالكريم العوامي
18-Dec-2012, 06:49 PM
http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/14556.imgcache.png (http://www.libya2030.com/vb/showthread.php?t=5735)
http://resizepic.com/resizedimage.php?file=400x306-0266aed571aa8ee5ae690003a6f783b3.png&format=png (http://www.libya2030.com/vb/showthread.php?t=5735)
http://resizepic.com/resizedimage.php?file=250x121-b6522912b1e49ff0323b13d959b0f880.png&format=png (http://www.libya2030.com/vb/showthread.php?t=5735)
حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء

http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/14557.imgcache.png (http://www.libya2030.com/vb/showthread.php?t=5735)


كلمة ألقاها فضيلته عبرالإنترنت ليلة الثلاثاء 3 صفر 1434هــ بعد صلاة العشاء بمسجد العروة الوثقي للإخوة بمدينة أجدابيا الليبية حرسها الله بالتوحيد والسنة


http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/14557.imgcache.png (http://www.libya2030.com/vb/showthread.php?t=5735)


http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/14558.imgcache.gif (http://www.sh-emam.com/download_sound.php?id=10552)

مجدي أبوبكر عبدالكريم العوامي
19-Dec-2012, 09:17 AM
التفريغ



الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ أما بعد :
نحمد الله الذي يسّر لنا هذا التواصل بإخواننا في ( الشعب الليبي )، ونسأل الله أن يجعله تواصلًا مباركًا، وأن يكتب لنا فيه الأجر والمثوبة .
أيها الإخوة :
اعلموا ـ حفظكم الله ـ أننا بحاجة ماسّة إلى الاهتمام بإصلاح قلوبنا ، فالمؤمن بقلبه وبباطنه لا بظاهره، فمتى كانت القلوب عامرة بعبودية الله ، وبالأعمال الصالحة الجليلة من توكل على الله ، وثقة بالله، ورجاء فيه، وحبّ له وتعظيم، وإخلاص له وتصديق، وتوكل عليه ورضًى بشرعه، وتسليم لحكمه، وخوفا منه، ومراقبة له ، وخشية ـ ألا فليبشر ـ كل من كان قلبه عامرا بما ذكرنا ـ فليبشر بما وعد الله به عباده الصالحين، وأولياءه المقرّبين، وعباده المتقين.
إن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بلغوا مرتبة الرضى عنهم من الله حتى أعلن الله ذلك في كتابه، إنما كان هذا الرضى بسبب إصلاح قلوبهم ـ إصلاحًا لا فساد فيه ـ وعبودية لا شوائب فيها؛
قال الله :﴿ لَّقَدْ رَ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَ‌ةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ [ سورة الفتح :﴿١٨﴾]
هذه شهادة الله لهم بإصلاح قلوبهم، ولم يرضَ الله عنهم إلا بعد تحقق هذا، فإذا كان إصلاح القلب يبلغ بصاحبه إلى رضَى رب العالمين عنه، فالمؤمن يشتاق إلى رضى الله، ويبذل ما يوصله إلى ذلك، وما يجعله ممن يرضى الله عنه، والوصول إلى هذه المرتبة التي وصل إليها الصحابة ـ لمن بعدهم ـ سهل على من سهّله الله؛ فلهذا وعد الله من جاء بعد الصحابة وسار كما ساروا بالرضى عنهم كما رضي عن الصحابة فقال : ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِ‌ينَ وَالْأَنصَارِ‌ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ ﴾ [ التوبة :﴿١٠٠﴾] .
فيا أيّها السّنّي:
الله الله، في إصلاح قلبك، فقلبك رأس مالك، فخرابه هو الخراب الذي ليس بعده خراب، وصلاحه هو الصلاح ، الذي ليس أعظم منه صلاح.
قال الله :﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِ‌ضْوَانٍ خَيْرٌ‌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُ‌فٍ هَارٍ‌ فَانْهَارَ‌ بِهِ فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِ‌يبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[ التوبة : ﴿١١٠﴾ ] فأصحاب القلوب الخربانة لا يقبل الله توبتهم حتى تتقطع قلوبهم ندمًا وحسرة، وتتقطع قلوبهم من باب التأسف والحَزَن على ما اقترفَتْهُ في حق رب العالمين، فأهل السنّة والجماعة هم من أعظم المسلمين سعيًا في إصلاح قلوبهم ، بل هم أعظم المسلمين سعيًا في إصلاح قلوبهم لأنهم يعيشون مع القرآن الكريم والسنّة المطهرة ، ومع ما كان عليه السلف، ومن تبعهم بإحسان، ويعيشون متجردين للحق ، محاربين للهوى، كابحين للنفس الأمّارة بالسوء، محاربين للشيطان الرجيم، رادّين للعادات والتقاليد المخالفة لشرع الله، ومنابذين للقوانين ورافضين للآراء الفاسدة والعقلانيات الكاسدة، فهذا مما يجعلهم مؤهلين إلى أن تكون قلوبهم ـ بإذن الله ـ أصلح القلوب، قال الله في كتابه الكريم مبينًا من ينجو يوم القيامة ممن لا ينجو، قال ربنا مخبرا عن إبراهيم الخليل أنه قال :﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴿٨٧﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾ ﴾ [ الشعراء].
فالقلب السليم : هو الذي سلِمَ من شرك يناقض التوحيد ن ومن بدعة تناقض السنّة، ومن هوىً يناقض الاتباع، ومن غفلة تناقض الذكر، والذي سلِم من شهوة تناقض الإقبال على العبادة، فمن كان قلبه عامرا بالتوحيد، قائما بالاتباع ، مقبلا على الله بالإخلاص، متجردا للحق، فهو قلب سليم؛ كما قال ذلك ـ ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ، فالنجاة في يوم القيامة إنما ينالها ويظفر بها من لقي الله عز وجل وقد أصلح قلبه، وأرضى ربه، وأقبل على ما ينفعه، وترك ما يضره، وعبد الله في السرّاء والضرّاء، وفي السفر والحضر، وفي الخوف والأمن، والقوة والضعف، والغنى والفقر، حتى لقيَ الله ـ عز وجل ـ .
فيا أيها المسلم الكريم :
انظر ماذا في قلبك؟.
القلوب قد تتمكن منها الأمراض، وتتأصل فيها الأدواء، وقد تجتمع فيها الآفات، ولنضرب لذلك مثلًا بما أخبرنا الله به في كتابه ـ قال ـ : ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّـهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٧٦﴾ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّـهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿٧٧﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ سِرَّ‌هُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٧٨﴾﴾ [ التوبة]، هؤلاء أهملوا قلوبهم وأقبلوا على إصلاح ظواهرهم، وظنّوا أن صلاح الظاهر كافٍ! ففضحهم الله بأن ابتلاهم بتمكن أمراض النفاق وامتلاء القلب بها ـ عياذًا بالله ـ .
فانظر أيها المسلم الكريم :
فمن علامة صلاح قلب العبد أن يُرَى عليه آداء الطاعات واجتناب المعاصي والسيئات.
فانظر كيف أنت عند حدود الله، ومع محارم الله، وفي أداء فرائض الله، فمن كان مؤدّيا لفرائض الله ، واقفا عند حدود الله، مجتنبا لما حرم الله، فهو العبد الذي عرف الله، والذي صدق مع الله، والذي راقب الله ـ عز وجل ـ ويخشاه في السر والعلن.
فنعوذ بالله من النفاق ـ هذا الصنف من المنافقين ـ أخبرنا الله عنه أنه قال : ﴿لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ ﴾ أي : من زيادة المال، ﴿ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [ التوبة]، فالله ابتلاهم فأعطاهم ما طلبوا، فلمّا أعطاهم ما طلبوا قال : ﴿تَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٧٦﴾﴾ [ التوبة]، تولّوا عن العبادة والصلاح، وأعرضوا عن الإنفاق والبذل، فعاقبهم الله بقوله :﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ ﴿٧٧﴾﴾[ التوبة]، نخاف أن يتمكن النفاق من قلوبنا ؛ كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول لحُذيفة : " أنشُدُك الله، هل سمعت رسول الله يذكرني من المنافقين؟ ـ أو مع المنافقين ـ؟"
كان عمر يخاف ـ يخاف ـ أن يقع في النفاق، وما نجى من النفاق إلا الخائفون المتفقهون اليقظون الحذرون من أمراض النفاق.
أمراض النفاق مرضان : الشُّبُهات ، والشّهواتُ .
الشبهاتُ المُردية، والشهوات المحرّمة، فمتى حرس العبد قلبه من الشبهات ومن الشهوات فيُرجى له أن يسلم قلبه، من هذه الأمراض التي هي أساس كل شر ، وأساس كل بلاء.
فيا أيها الإخوة :
الله الله، في إصلاح القلوب.
روى البخاريّ ومسلم من حديث النّعمان بن بشير أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : (( ألا وإن في الجسد مُضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) ، انظر، ما أعظم صلاح القلب، تصلح به الجوارح، وإذا صلح القلب والجوارح ذهب الفساد وتوقف الشر، فهذا الشر في العالم إنما هو بسبب فساد القلوب بالشبهات والشهوات، والجهل والغِوَايَات.
فبادر ـ رعاك الله ـ إلى العناية بقلبك، بإصلاحه ـ انظر ـ ما الذي يدخل إلى قلبك؟ فاحرص على ألّا يدخل إلى قلبك النور ـ نور القرآن ونور السنّة ـ ومجالسة أهل العلم ـ سبب لازدياد الإيمان ـ ذكر الله، عبادة الله، غذاء القلوب سماع المواعظ، والمحاضرات فيها نعيم الأرواح، وفيها استنارة العقول، فليحرص المسلم على إصلاح قلبه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
نسأل الله بمنّه وكرمه ، وفضله وإحسانه، أن يتوب علينا، وأن يُصلح قلوبنا، وأن يهدينا إلى سبيل الرشاد.
ولا حول ولا قوة إلا بالله




فرّغه / خميس بن إبراهيم المالكي
خاص/ شبكة ليبيا السلفية (http://libya2030.com/vb/index.php)
يُسمح بنقله شرط ذكر المصدر