تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القسط الهندي و فوائده



أبو عبد الله بلال الجزائري
03-Jan-2013, 09:03 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه، أما بعد:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :'' ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ''([1] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1)) ، و قال : '' لكل داءٍ دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله''([2] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn2))
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :'' وفى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لكلِّ داءٍ دواء"، تقويةٌ لنفس المريضِ والطبيبِ، وحثٌ على طلبِ ذلك الدواءِ والتفتيشِ عليه، فإنَّ المريض إذا استشعرتْ نفسُه أن لِدائه دواءً يُزيله، تعلَّق قلبُه بروح الرجاء، وبَردت عنده حرارة اليأس، وانفتَحَ له بابُ الرجاء، ومتى قَويتْ نفسُه انبعثتْ حرارتُه الغريزية، وكان ذلك سبباً لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قويتْ هذه الأرواح، قويت القُوَى التى هى حاملةٌ لها، فقهرت المرضَ ودفعتْه.وكذلك الطبيبُ إذا علم أنَّ لهذا الداءِ دواءً أمكنه طلبُه والتفتيشُ عليه. وأمراضُ الأبدان على وِزَانِ أمراض القلوب، وما جعل الله للقلب مرضاً إلا جعل له شفاءً بضده، فإنْ علمه صاحبُ الداء واستعمله، وصادف داءَ قلبِه، أبرأه بإذن الله تعالى.''([3] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn3))
و من بين الأدوية التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه و سلم العود الهندي الذي ذكر فيه أهل العلم منافع عديدة سنذكرها فيما بعد ، و قد بوب له البخاري (باب السعوط بالقسط الهندي والبحري) حيث قال رحمه الله تعالى : حدثنا صدقة بن الفضل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16222)أخبرنا ابن عيينة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16008)قال سمعت الزهري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300)عن عبيد الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16523)عن أم قيس بنت محصن قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: '' عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب''([4] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn4))
[و عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ.
وَقَالَ : "إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ وَقَالَ: لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ".([5] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn5))
وعَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ".([6] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn6))
وجاء في شرح الحديث:
قَوْله : "عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُود الْهِنْدِيّ" أَخْرَجَ أَحْمَد وَأَصْحَاب السُّنَن مِنْ حَدِيث جَابِر مَرْفُوعًا: "أَيّمَا اِمْرَأَة أَصَابَ وَلَدهَا عُذْرَة أَوْ وَجَع فِي رَأْسه فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا فَتَحُكّهُ بِمَاءٍ ثُمَّ تُسْعِطهُ إِيَّاهُ".
وَفِي حَدِيث أَنَس "إِنَّ أَمْثَل مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَة وَالْقُسْط الْبَحْرِيّ" وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ وَصْف لِكُلِّ مَا يُلَائِمهُ , فَحَيْثُ وُصِفَ الْهِنْدِيّ كَانَ لِاحْتِيَاجٍ فِي الْمُعَالَجَة إِلَى دَوَاء شَدِيد الْحَرَارَة, وَحَيْثُ وُصِفَ الْبَحْرِيّ كَانَ دُون ذَلِكَ فِي الْحَرَارَة , لِأَنَّ الْهِنْدِيّ أَشَدّ حَرَارَة مِنْ الْبَحْرِيّ. وَقَالَ اِبْن سِينَا : الْقُسْط حَارّ فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة .
قَوْله : "فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَة أَشْفِيَة" جَمْع شَفَاء كَدَوَاءٍ وَأَدْوِيَة .
قَوْله : "يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَة, وَيُلَدّ بِهِ مِنْ ذَات الْجَنْب" كَذَا وَقَعَ الِاقْتِصَار فِي الْحَدِيث مِنْ السَّبْعَة عَلَى اِثْنَيْنِ, فَإمَّا أَنْ يَكُون ذَكَرَ السَّبْعَة فَاخْتَصَرَهُ الرَّاوِي أَوْ اِقْتَصَرَ عَلَى الِاثْنَيْنِ لِوُجُودِهِمَا حِينَئِذٍ دُون غَيْرهمَا.
قوله: "ويلد به من ذات الجنب" اللَّدُود : بِفَتْحِ اللَّام وَبِمُهْمَلَتَيْنِ : هُوَ الدَّوَاء الَّذِي يُصَبّ فِي أَحَد جَانِبَيْ فَم الْمَرِيض. وَاللُّدُود بِالضَّمِّ الْفِعْل. وَلَدِدْت الْمَرِيض فَعَلْت ذَلِكَ بِهِ .
وَقَدْ ذَكَرَ الْأَطِبَّاء مِنْ مَنَافِع الْقُسْط:
أَنَّهُ يُدِرّ الطَّمْث وَالْبَوْل.
وَيَقْتُل دِيدَان الْأَمْعَاء.
وَيَدْفَع السُّمّ وَحُمَّى الرِّبْع وَالْوِرْد.
وَيُسَخِّن الْمَعِدَة.
وَيُحَرِّك شَهْوَة الْجِمَاع.
وَيُذْهِب الْكَلَف طِلَاءً.
فَذَكَرُوا أَكْثَر مِنْ سَبْعَة , وَأَجَابَ بَعْض الشُّرَّاح: بِأَنَّ السَّبْعَة عُلِمَتْ بِالْوَحْيِ وَمَا زَادَ عَلَيْهَا بِالتَّجْرِبَةِ , فَاقْتَصَرَ عَلَى مَا هُوَ بِالْوَحْيِ لِتَحَقُّقِهِ.
وَقِيلَ ذَكَرَ مَا يُحْتَاج إِلَيْهِ دُون غَيْره لِأَنَّهُ لَمْ يُبْعَث بِتَفَاصِيل ذَلِكَ.
قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون السَّبْعَة أُصُول صِفَة التَّدَاوِي بِهَا; لِأَنَّهَا إِمَّا طِلَاء أَوْ شُرْب أَوْ تَكْمِيد أَوْ تَنْطِيل أَوْ تَبْخِير أَوْ سَعُوط أَوْ لَدُود; فَالطِّلَاء يَدْخُل فِي الْمَرَاهِم وَيُحَلَّى بِالزَّيْتِ وَيُلَطَّخ , وَكَذَا التَّكْمِيد , وَالشُّرْب يُسْحَق وَيُجْعَل فِي عَسَل أَوْ مَاء أَوْ غَيْرهمَا, وَكَذَا التَّنْطِيل , وَالسَّعُوط يُسْحَق فِي زَيْت وَيُقْطَر فِي الْأَنْف, وَكَذَا الدُّهْن, وَالتَّبْخِير وَاضِح.
وَتَحْت كُلّ وَاحِدَة مِنْ السَّبْعَة مَنَافِع لِأَدْوَاءٍ مُخْتَلِفَة وَلَا يُسْتَغْرَب ذَلِكَ مِمَّنْ أُوتِيَ جَوَامِع الْكَلِم.
وَأَمَّا الْعُذْرَة فَهِيَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَجَع فِي الْحَلْق يَعْتَرِي الصِّبْيَانِ غَالِبًا, وَقِيلَ: هِيَ قُرْحَة تَخْرُج بَيْن الْأُذُن وَالْحَلْق أَوْ فِي الْخُرْم الَّذِي بَيْن الْأَنْف وَالْحَلْق.
قِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَخْرُج غَالِبًا عِنْد طُلُوع الْعُذْرَة; وَهِيَ خَمْسَة كَوَاكِب تَحْت الشِّعْرَى الْعَبُور , وَيُقَال لَهَا أَيْضًا: الْعَذَارَى, وَطُلُوعهَا يَقَع وَسَط الْحَرّ.
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ مُعَالَجَتهَا بِالْقُسْطِ مَعَ كَوْنه حَارًّا وَالْعُذْرَة إِنَّمَا تَعْرِض فِي زَمَن الْحَرّ بِالصِّبْيَانِ وَأَمْزِجَتهمْ حَارَّة وَلَا سِيَّمَا وَقُطْر الْحِجَاز حَارّ؟!
وَأُجِيبَ: بِأَنَّ مَادَّة الْعُذْرَة دَم يَغْلِب عَلَيْهِ الْبَلْغَم , وَفِي الْقُسْط تَخْفِيف لِلرُّطُوبَةِ. وَقَدْ يَكُون نَفْعه فِي هَذَا الدَّوَاء بِالْخَاصِّيَّةِ, وَأَيْضًا فَالْأَدْوِيَة الْحَارَّة قَدْ تَنْفَع فِي الْأَمْرَاض الْحَارَّة بِالْعَرْضِ كَثِيرًا, بَلْ وَبِالذَّاتِ أَيْضًا. وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن سِينَا فِي مُعَالَجَة سُعُوط اللَّهَاة الْقُسْط مَعَ الشَّبّ الْيَمَانِيّ وَغَيْره. عَلَى أَنَّنَا لَوْ لَمْ نَجِد شَيْئًا مِنْ التَّوْجِيهَات لَكَانَ أَمْر الْمُعْجِزَة خَارِجًا عَنْ الْقَوَاعِد الطِّبِّيَّة.
قَوْله : "تَدْغَرْنَ" خِطَاب لِلنِّسْوَةِ , وَهُوَ بَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْمَلَة, وَالدَّغْر غَمْز الْحَلْق.([7] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn7))
قلت: والعذرة المذكورة هنا هي ما يعرف اليوم - فيما يظهر لي - بالتهاب اللوزتين، وقد كان الناس إذا جاءت الصبيان غمزوها بخرقة ملفوفة على الأصبع، حتى تخرج ما فيها، والرسول لمّا رأى ما يصنعنه أرشدهن إلى القسط فَقَالَ: "لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ".
وطريقة العلاج من العذرة بالقسط هي السعوط به، ومعنى ذلك أن يجعل القسط في قطرة، بأن يُحك عود القسط بسكين أو بحديدة، ثم تؤخذ هذه البرادة (ما ينتج من الحك) ويوضع في ماء أو زيت ولعل زيت الزيتون أفضل الزيوت، ثم يقطر به في الأنف، قطرة أو قطرتين فقط و لا تزيد، في كل فتحة من الأنف، عند النوم.]([8] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn8))
وفى الصحيحين من حديث أنس رضى الله عنه، عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم : ''خيرُ ما تداوَيْتُم به الحِجامةُ والقُسْطُ البَحْرِىُّ''.
قال الإمام الذهبي رحمه الله : '' و يف جمعه صلى الله عليه و سلم بين الحجامة و القسط سر لطيف ، و هو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط ، و هذا من غرائب الطب ، فإن هذه الآثار إذا بقيت في الجلد قد يتوهم من يراها أنها برص أو بهق و الطباع تنفر من مثل هذه الاثار ، فحيث علم ذلك ذكر مع الحجامة ما يؤمن من ذلك.''([9] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn9))
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : '' القُسْط: نوعان. أحدهما: الأبيضُ الذى يُقَال له: البحرىُّ. والآخر: الهندىُّ، وهو أشدُّهما حراً، والأبيضُ ألينهُما، ومنافعُهما كثيرة جداً.
وهما حاران يابسان فى الثالثة، يُنشِّفان البلغم، قاطعانِ للزُّكام، وإذا شُرِبَا، نفعا من ضعف الكَبِدِ والمَعِدَة ومن بردهما، ومِن حُمَّى الدَّوْرِ والرِّبع، وقطعا وجعَ الجنب، ونفعا مِن السُّمُوم، وإذا طُلِىَ به الوجهُ معجوناً بالماء والعسل، قَلَعَ الكَلَف.
وقال جالينوسُ([10] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn10)) : ينفع من الكُزَاز، ووجع الجَنْبين، ويقتل حَبَّ القَرَع.
وقد خفىَ على جُهَّال الأطباء نفعُه من وجِعَ ذاتِ الجَنْب، فأنكروه، ولو ظَفِر هذا الجاهلُ بهذا النقل عن جالينوس لنزَّله منزلةَ النص، كيف وقد نصَّ كثيرٌ من الأطباء المتقدمين على أنَّ القُسْطَ يصلحُ للنوع البلغمىِّ من ذات الجنب، ذكره الخطَّابىُّ عن محمد بن الجَهْم.
وقد تقدَّم أنَّ طِبُّ الأطباء بالنسبة إلى طِبِّ الأنبياء أقلُّ من نسبةِ طِب الطُّرقيَّة والعجائز إلى طِبِّ الأطباء، وأنَّ بيْن ما يُلقَّى بالوحى، وبيْن ما يُلَقَّى بالتجربة، والقياسِ من الفرْق أعظمَ مما بَيْن القَدَم والفرق.
ولو أنَّ هؤلاء الجُهَّال وجدوا دواءً منصوصاً عن بعض اليهود والنصارى والمشركين من الأطباء، لتلقَّوْه بالقبول والتسليم، ولم يتوقَّفُوا على تجربته. ([11] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn11))
نعم.. نحن لا ننكِرُ أنَّ للعادة تأثيراً فى الانتفاع بالدواء وعدمه، فمَن اعتاد دواءً وغذاءً، كان أنفعَ له، وأوفقَ ممن لم يَعتدْه، بل ربما لم ينتفع به مَن لم يعتده.
وكلامُ فضلاء الأطباء وإن كان مطلَقاً فهو بحسب الأمزجة والأزمنة، والأماكن والعوائد، وإذا كان التقييدُ بذلك لا يقدح فى كلامهم ومعارفهم، فكيف يقدح فى كلام الصادق المصدوق، ولكن نفوس البَشَر مركبةٌ على الجهل والظلم، إلا مَن أيَّده الله بروح الإيمان، ونَوَّرَ بَصيرته بنور الهُدَى.''([12] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn12))
قلت : و ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله يرد على الجهلة الأغرار الذين يطعنون في متبعي سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم و يستهزؤون بهم و يرمونهم بأبشع الصفات و لهذا سأذكرهم و الذكرى تنفع المؤمنين بما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رجل في غزوة تبوك في مجلس ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ، فقال رجل : كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر : وأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تنكبه الحجارة وهو يقول : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) [التوبة:65-66 ]([13] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn13))، فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله ، قال ابن حزم: '' صح بالنص أن كل من استهزأ بالله تعالى، أو بملك من الملائكة، أو بنبي من الأنبياء عليهم السلام، أو بآية من القرآن، أو بفريضة من فرائض الدين، فهي كلها آيات الله تعالى، بعد بلوغ الحجة إليه فهو كافر'' ([14] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn14)).



هذا و أسأل الله تبارك و تعالى أن ينفعنا بما أنزله على نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم و أن يشفي مرضانا و أن يصحح نياتنا إنه وحده القادر على ذلك وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.


بلال الجزائري
قسنطينة
الجزائر


[1] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref1) : رواه البخاري برقم( 5678)

[2] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref2) : أخرجه أحمد (14651). ومسلم(5792). والنَّسائي في الكبرى( 7514)من طرق عن ابن وَهْب ، قال: أخبرني عَمْرو بن الحارث ، عن عَبْد رَبِّه بن سَعِيد ، عن أَبي الزُّبَيْر ، فذكره.

[3] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref3) : الطب النبوي لابن القيم الجوزية (ص:12).

[4] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref4) : البخاري باب السعوط بالقسط الهندي والبحري الحديث رقم (5692) ط/ دار الفيحاء ، و انظر الفتح (10/148).و انظر الحديث في المسند.

[5] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref5) : أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الحجامة من الداء، حديث رقم (5696).

[6] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref6) : البخاري حديث رقم (5693)

[7] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref7) : من كلام الحافظ ابن حجر وقد جمعه صاحب المقال من عدة مواضع من فتح الباري.

[8] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref8) :ما بين معقوفتين منقول من مقال بعنوان: العود الهندي (القسط البحري) للشيخ محمد بازمول ، منقول من شبكة سحاب.


[9] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref9) : الطب النبوي للإمام الذهبي(ص: 163) ط/دار إحياء العلوم.

[10] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref10) :جالينوس الحكيم : الفيلسوف، الطبيعي، اليوناني؛ ظهر بعد بقراط، من مدينة فرغاموس، من أرض اليونانيين.

[11] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref11) : قلت : و هذا ما يمر بنا في عصرنا هذا فلما تأتيه بالحديث الصحيح يرده بعقله ثم يستهزئ بك ، و لما يثبته الكافر عدو الله يجعله كالنص ، كاستهزائهم بحديث الذبابة و استهزائهم بالحجامة في موضع الرأس ثم لما أثبتها الكفار قالوا: '' نعم كان إخواننا على حق '' ويحكم و منذ متى كان كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بحق؟ كأن قول الطبيب الكافر وحي و قو ل الرسول ليس بوحي فاللهم سلم سلم.

[12] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref12) : انظر الطب النبوي لابن القيم ( ص: 274) و انظر كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد(4/87-88) تحقيق الأرنؤوط.

[13] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref13) : رواه ابن جرير في تفسيره ( 10 / 172 ) بسند جيد

[14] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref14) : انظر الفِصل (3/299).