المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا قالوا للأنبياء عليهم السلام



أبو عبد الله بلال الجزائري
13-Jan-2013, 11:53 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه، أما بعد:
فإن قول ابن بريكة : (إن السلفية تكتسح المساجد رغم ضعفها العلمي البسيط جدا...) و قول عبد الحق الجاهل المقلد المخلط([1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)) : ( أن السلفيين بطلوا في التاسعة و حاوزوهم في التارمينال)([2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2)) ، أي مستواهم سنة تاسعة متوسط أو طردوا في السنة الثالثة ثنوي و يطعنون في القرضاوي و الغزالي و محمد حسان و الحويني!؟ ([3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3)) ، فقوله هذا في غير محله يكذبه الواقع ، إذ كيف ترمينا بما قلت و أنت تلحن لحنا فاحشا فوق منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ و كيف تقول هذا و أنت لا تستطيع تركيب جملة مفيدة ؟ و كيف تقول هذا و أنت تتلعثم أثناء الخطبة حتى تسكت و يحمر وجهك ؟ و الذي بدا لي أنه ما قال هذه المقولة الخبيثة إلا بعد تلك الهجمة الفاشلة التي شنها ابن بريكة و حزبه من الضلال ، فالظاهر أن أذناب هذا التيجاني القبوري الضال أصابهم مرض الطعن في السلفية و رمي المنتسبين إليها بالجهل و المستوى البسيط ،و هذا شبيه بما قاله أهل الإلحاد للأنبياء عليهم الصلاة و السلام ، قال تعالى : (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=721&idto=721&bk_no=51&ID=715#docu))[هود:27]
فقوله تعلى : (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ) :
أي: الأشراف والرؤساء، رادين لدعوة نوح عليه السلام، كما جرت العادة لأمثالهم، أنهم أول من رد دعوة المرسلين.
و قولهم :(مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا ) :
وهذا مانع بزعمهم عن اتباعه، مع أنه في نفس الأمر هو الصواب، الذي لا ينبغي غيره، لأن البشر يتمكن البشر، أن يتلقوا عنه، ويراجعوه في كل أمر، بخلاف الملائكة.
و قولهم :(وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا ):
أي: ما نرى اتبعك منا إلا الأراذل والسفلة، بزعمهم.
وهم في الحقيقة الأشراف، وأهل العقول، الذين انقادوا للحق ولم يكونوا كالأراذل، الذين يقال لهم الملأ الذين اتبعوا كل شيطان مريد، واتخذوا آلهة من الحجر والشجر، يتقربون إليها ويسجدون لها، فهل ترى أرذل من هؤلاء وأخس؟.
وقولهم: (بَادِيَ الرَّأْيِ ):
أي: إنما اتبعوك من غير تفكر وروية، بل بمجرد ما دعوتهم اتبعوك، يعنون بذلك، أنهم ليسوا على بصيرة من أمرهم، ولم يعلموا أن الحق المبين تدعو إليه بداهة العقول، وبمجرد ما يصل إلى أولي الألباب، يعرفونه ويتحققونه، لا كالأمور الخفية، التي تحتاج إلى تأمل، وفكر طويل.
و قولهم :(وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ ):
أي: لستم أفضل منا فننقاد لكم، (بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ )وكذبوا في قولهم هذا، فإنهم رأوا من الآيات التي جعلها الله مؤيدة لنوح، ما يوجب لهم الجزم التام على صدقه. ([4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4))
فيا سبحان الله صدق من قال أن أهل البدع فيهم صفة من صفات الكفار ، و الصفة التي اشتركوا فيها أنهم يصدون عن دين الله باستهزائهم من دعوة الحق و حملتها و لكن يأبى الله إلا أن ينصر دينه ، قال تعالى : (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )[التوبة:32] ونور اللّه: دينه الذي أرسل به الرسل، وأنزل به الكتب، وسماه اللّه نورا، لأنه يستنار به في ظلمات الجهل والأديان الباطلة، فإنه علم بالحق، وعمل بالحق، وما عداه فإنه بضده، فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوه من المشركين، يريدون أن يطفئوا نور اللّه بمجرد أقوالهم، التي ليس عليها دليل أصلا([5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5)) ، و هكذا أهل البدع لن يطفئوا نور الله بأقوالهم السخيفة و هجماتهم الفاشلة ، فهذا [ النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه، والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده، وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء، ولهذا قال: ( وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله، فإن سعيهم لا يضر الحق شيئا.]([6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6))
نسأل الله أن يثبتنا على دين الحق و أن ينصرنا على أهل البدع و الخرافات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أخوكم
بلال الجزائري

[1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref1) : و هو إمام و خطيب مسجد عمر بن الخطاب الكائن بعين بن سبع دائرة الحامة بوزيان بقسنطينة.

[2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref2) : كذا بالعامية المقيتة! و عذرا أخي القارئ.

[3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref3) : هكذا يقول هذا الجويهل دون استحياء أو خجل.

[4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref4) : انظر تفسير السعدي (ص:396-397) ط. الرسالة.

[5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref5) : تفسير السعدي (ص:346)

[6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref6) : المصدر السابق.