المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لفظ الدعي بين الشيخ عبد الخالق ماضي وشمس الدين الجزائري



أبو عبد الله بلال الجزائري
17-Jan-2013, 10:58 PM
لفظ الدعي بين الشيخ عبد الخالق ماضي وشمس الدين الجزائري
لأبي عبد السلام عبد الصمد المغنوي








بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، المنحرفين عن سنة النبي الأمين، والعادلين عن الصراط المستقيم صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وبعد:
لقد أحسن من قال: عش رجبا ترى عجبا، ووالله لقد أصبحنا نرى في هذا الزمن الغرائب والعجائب، وما لم يخطر على بال أكثر الناس خبرة وأعظمهم تجارب.
وإن من عجائب هذا الزمن وغرائبه، بل قُل: من بلاياه ومصائبه، تطاول كثير من المتعالمين الجاهلين، على أهل الفضل والاستقامة على الدين، ومن أمثلة ذلك في بلدنا الجزائر طعن الرجل المغمور المسمى بشمس الدين هداه الله، في الشيخ الدكتور عبد الخالق ماضي حفظه الله، وذلك في حصة بثت في قناة النهار الجزائرية خلال هذه الأيام القليلة الماضية، ولقد احتوت هذه الحصة والتي خصصها للطعن في الشيخ على العديد من المغالطات، والكثير من التلبيسات، ولذلك أردت أنبه عليها، وأبين الزلل والخطأ الذي ورد فيها، والله المستعان وعليه التكلان:
وقبل أن أبدأ فيما نويته وقصدت بيانه أقول منبها: في الحقيقة إن الرد على مثل هذا المسمى بشمس الدين، لا ينبغي أن يكون من المشايخ المتمكنين، ولا طلبة العلم المُمَيَّزين، وإنما ينبغي أن يتكلف به واحد من الإخوة السلفيين العاديين، ممن يحسن الرد بالأدلة والبراهين[1]، وذلك لأمور هي:
1- أولا: حتى لا ينصرف المشايخُ وطلبةُ العلم عمَّا هم منشغلون به من الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير وإرشادهم إلى ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم.
2- ثانيا: إننا لا نحتاج أصلا أن نرد عليه، ونبين أخطائه وزلاته ومعايبه، لأن ظهوره على التلفاز قد أظهر حاله، وبيّن مستواه، وجلى للناس حقيقته، ألم تر أن الرجل لا يمكنه أن يقيم لسانه، ولا أن يُبِينَ عن مكنونات نفسه، ولا أن يُفهم غيره مراده، فكلامه خليط من كلمات فصيحة، وأخرى من عامية كالحة، وثالثة من إفرنجية قبيحة، ثم أما رأيت نزق الرجل وطيشه، وسرعة انفعاله وغضبه، وانقلابه على مستمعيه وباعثي الأسئلة إليه، فمرة يسب هذا ومرة يعنف ذا، ويخفي تارة عجزه عن الإجابة بمعاتبة السائل، وتارة يُغَلِّطُهُ وعليه يتحامل، فوالله لقد بلغني من بعض عموم المسلمين أن الأطفال يضحكون عندما يشاهدونه، وكثيرا من الكبار يتفكهون بالنظر إلى برنامجه.
3- ثالثا: إن رد المشايخ عليه يرفع من قدره النازل، ويعلي من شأنه السافل، ويصيره كالقرين والند، وهو أهون من أن يرد عليه بجد[2].
ولأجل هذه الأمور بأكملها، وغيرها مما لا يحسن ذكرها، استعنت الله عز وجل على كتابة هذا الذي بين أيديكم، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله منه، وبعد:
1- من مغالطاته وتلبيساته: أنه قال أن الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله وصفه بالدعي، وزعم أن الدعي هو ابن الزنا وبالتالي اتهم الشيخ بأنه يقذفه في عرضه، ثم راح يسوق للناس نسبه الذي زعمه شريفا، وأنه يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى آخر ما قال.
والجواب على هذه المغالطة هو: أن هذا التقول إنما حصل منه بسبب جهله بلغة العرب، والمصطلحات الشائعة بين المتكلمين بها، فإن كلمة الدعي لها عدة معان في لغة العرب هي:
1- ذكر معاني كلمة الدعي في اللغة العربية:
- الدعي: بمعنى المتبنى[3].
- وبمعنى المدعي شيئا بحق أو بباطل أي سواء كان له أو لم يكن له[4].
- وبمعنى المتهم في نسبه[5].
- وبمعنى المنسوب لغير أبيه[6].
- وبمعنى المنتسب لغير أبيه[7]. والفرق بين هذا والذي قبله أن الأول فيمن نُسب لغير أبيه من غيره، وهذا فمن انتسب هو نفسه لغير أبيه.
- وبمعنى المدعو إلى الطعام[8].
وأصل الكلمة كما قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: (دعو) الدال والعين والحرف المعتل أصلٌ واحد، وهو أن تميل الشيءَ إليك بصوت وكلام يكون منك[9]" اهـ.
- فالمتبنى أماله مُتبنيه إليه لَمَّا ادعاه ابنا له.
- والمدعي شيئا بحق أو بباطل أماله إليه بادعائه أنه له.
- والمتهم في نسبه أماله غيره عن أن يكون له أب ينتسب إليه.
- والمنسوب لغير أبيه أماله غيره بنسبته إلى غير أبيه.
- والمنتسب لغير أبيه أمال نفسه بانتسابه لغير أبيه إلى نسب لا صلة له به.
- والمدعو إلى الطعام أماله داعيه إلى طعامه بدعوته له.
2- تعيين المعنى المقصود بكلمة الدعي في كلام الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله:
وتعيين المعنى المراد بالكلمة التي لها عدة معان في كلام أي متكلم إلى معنى من معانيها دون غيره يكون بطرق معلومة، ووسائل محكمة، ليس بالتخرص والادعاء، والزعم والافتراء، وبالنسبة للكلمة التي يجري البحث فيها، لا يمكننا تعيين المعنى الذي أراده الشيخ عبد الخالق بها إلا بوجه من وجوه الآتية وهي:
1- الوجه الأول: بمعرفة قصده وهذا لا يتم إلا بسؤال المتكلم نفسه.
2- الوجه الثاني: بمعرفة الاستعمال السائد من الناس لتلك الكلمة في زمنه.
3- الوجه الثالث: بالنظر في سياق كلامه وسباقه ولحاقه.
وكلمة الدعي التي وصف بها الشيخ عبد الخالق حفظه الله المسمى بشمس الدين هداه الله معناها: المدعي ما ليس له، والمتزي بزي لا يليق به، ومقصود الشيخ حفظه الله إدعاء الرجل أنه من أهل العلم وليس منهم، وزعمه أنه من أهل الفقه وهو من أبعد الناس عنهم.
وهذا المعنى هو المتبادر من السياق والسباق، وهو المستعمل السائد عند المتكلمين اليوم باللغة العربية، وهو الذي لا يمكن بل يستحيل أن يقصد الشيخ عبد الخالق حفظه الله غيره وإليك البيان:
أ- دليل السياق والسباق: مما يدل على أن الشيخ قصد بكلمة دعي أنه يدعي العلم وهو ليس من أهله، سياق كلام الشيخ وسباقه ولحاقه، حيث أن الشيخ كان بصدد الكلام عن تصدر هذا الرجل لدعوة الناس وإرشادهم ووعظهم والإجابة على أسئلتهم وهو ليس بأهل لذلك كله، وإليك السياق والسباق بالاقتصار على الشواهد:
قال الشيخ: (يقول السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هناك داعية ( علق الشيخ قائلا: ووالله إنه ليس بداعية هذا الذي سماه ) قال هناك داعية يأتي في قناة النهار يسمى شمس الدين وهو يطعن في السنة وعندما نحذر الناس منه يقول الناس لماذا لا يحذر منه المشايخ؟ )
فأجاب الشيخ بكلام إلى أن قال:"... لكن مع ذلك أرجوا أن أقول كلمة في هذا الدعي، هذا الشخص دعي: لا علاقة له بالشريعة[10]، وهو: مهرج ..." إلى أن قال:"... وقد ابتلينا بمثل هؤلاء المهرجين الذين اعتلوا منابر القنوات وصاروا يفتون وليس لهم في الفتيا شيء، بل ليس لهم في العلم شيء، فأنا أقول لا يجوز للمسلمين أن يستمعوا لهذا الرجل الدعي الذي لا ناقة له في العلم ولا جمل[11]...".
ب- دليل الاستعمال السائد: إن كلمة دعي في الاستعمال السائد اليوم يُقصد بها، ويُعنى بلفظها: الذي يدعي في نفسه أمورا ليست فيه. وأطلب من المسمى بشمس الدين أو غيره، ممن قد يتعصب له، أو يتعاطف معه، أو يدافع عنه، أن يسأل المتخصصين من أهل اللغة في بلدنا أو غيرها، ما هو المتبادر اليوم من استعمال كلمة دعي؟ هذا أولا، وثانيا: يُطلب منه عرض جواب الشيخ عبد الخالق بأكمله، من أوله إلى آخره، على أهل الاختصاص أيضا وينظر في حكمهم فإنا راضون بذلك إن شاء الله تعالى.
ت- دليل التصريح والإبانة عن المقصد والغرض: وهذا لا حاجة لنا إليه، لوضوح السياق الذي يدل عليه.
3- ذكر دليل الرجل على المعنى الذي فسر به كلمة الدعي الموصوف بها وتفنيده:
استدل الرجل على أن المقصود بكلمة الدعي في كلام الشيخ عبد الخالق حفظه الله ابن الزنا بكلام نسبه للإمام ابن كثير بأنه قال رحمه الله: أن الدعي هو ابن الزنا. والجواب على استدلاله من وجوه:
1- الأول: أين قال الإمام ابن كثير رحمه الله هذا الذي تنسبه إليه وتدعي أنه قاله وصرح به.
2- الثاني: هل نفى الإمام ابن كثير رحمه الله المعاني الأخرى لكلمة الدعي والتي جاءت بها لغة العرب.
3- الثالث: إذا وجد كلام الإمام ابن كثير رحمه الله على ما نقلت، فهل تفسيره لهذه الكلمة بهذا المعنى هو تفسير منه لكلام الشيخ عبد الخالق حفظه الله وحُكم منه عليه، أم أن التفسير والحكم منك لا منه؟، أظن الجواب واضح لكل منصف والله المستعان. يوضحه الوجه الآتي.
4- الرابع: يستحيل أن يقصر الإمام ابن كثير رحمه الله معنى كلمة الدعي على ابن الزنا وهو نفسه قد استعملها في بعض معانيها العربية الأخرى وإليك البيان:
- قال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير الآية الرابعة من سورة الأحزاب: يقول تعالى موطئا قبل المقصود المعنوي أمرا حسيا معروفا، وهو أنه كما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه، ولا تصير زوجته التي يظاهر منها بقوله: أنت عَلَيَّ كظهر أمي أمًا له، كذلك لا يصير الدَّعيّ ولدًا للرجل إذا تبنَّاه فدعاه ابنا له، فقال: { مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ }، كقوله: { مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا }.[المجادلة:3].
وقوله: { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ }: هذا هو المقصود بالنفي؛ فإنها نزلت في شأن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبناه قبل النبوة، وكان يقال له:"زيد بن محمد" فأراد الله تعالى أن يقطع هذا الإلحاق وهذه النسبة بقوله: { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ } كما قال في أثناء السورة: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [الأحزاب:40] وقال هاهنا: { ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ } يعني: تبنيكم لهم قول لا يقتضي أن يكون ابنا حقيقيا، فإنه مخلوق من صلب رجل آخر، فما يمكن أن يكون له أبوان، كما لا يمكن أن يكون للبشر الواحد قلبان......." إلى أن قال رحمه الله:"... وقوله: { ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ }: هذا أمر ناسخ لما كان في ابتداء الإسلام من جواز ادعاء الأبناء الأجانب، وهم الأدعياء، فأمر الله تعالى برد نسبهم إلى آبائهم في الحقيقة، وأن هذا هو العدل والقسط.
قال البخاري، رحمه الله: حدثنا مُعَلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا موسى بن عقبة قال: حدثني سالم عن عبد الله بن عمر؛ أن زيدًا بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن: { ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ } . وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي، من طرق، عن موسى بن عقبة، به......" إلى أن قال رحمه الله:"... ولهذا لما نسخ هذا الحكم، أباح تعالى زوجة الدعي، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة، وقال: { لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا } [الأحزاب:37]، وقال في آية التحريم: { وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ } [النساء:23]، احترازا عن زوجة الدعيّ، فإنه ليس من الصلب، فأما الابن من الرضاعة، فمنزل منزلة ابن الصلب شرعا، بقوله عليه السلام في الصحيحين: "حرموا من الرضاعة ما يحرم من النسب"......" إلى أن قال رحمه الله:".... وقوله: { فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ } : أمر الله تعالى برد أنساب الأدعياء إلى آبائهم، إن عرفوا، فإن لم يعرفوا آباءهم، فهم إخوانهم في الدين ومواليهم، أي: عوضًا عما فاتهم من النسب....".
- قال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسيره للآية 37 من سورة الأحزاب: وقوله: { لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا } أي: إنما أبحنا لك تزويجها وفعلنا ذلك؛ لئلا يبقى حرج على المؤمنين في تزويج مطلقات الأدعياء، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قبل النبوة قد تبنى زيد بن حارثة، فكان يقال له: "زيد بن محمد"، فلما قطع الله هذه النسبة بقوله تعالى: { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ } ، ثم زاد ذلك بيانا وتأكيدا بوقوع تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش لما طلقها زيد بن حارثة؛ ولهذا قال في آية التحريم: { وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُم } [النساء:23] ليحترز من الابن الدَّعِي؛ فإن ذلك كان كثيرًا فيهم" اهـ.
- فهل يمكن أن تكون كلمة الدعي في كلام ابن كثير رحمه الله المتقدم نقله بمعنى ابن الزنا؟ أقول: نعوذ بالله من ذلك لأمرين اثنين:
1- الأول: أن كلام ابن كثير رحمه الله واضح في أن المقصود بالدعي فيه هو المتبنى.
2- الثاني: أن الزعم بأن ابن كثير رحمه الله إنما عنى بكلمة الدعي في كلامه المتقدم ابن الزنا يلزم منه لوازم باطلة كثيرة منها:
1- يلزم منه رمي زيد بن حارثة صاحب رسول الله وحبه رضي الله عنه بهذه الفرية وهي ابن الزنا والطعن في نسبه.
2- ثم يلزم منه أن ابن كثير رحمه الله طعن في أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما لا يمكن بحال من الأحوال لأنه إمام من أئمة أهل السنة وهم يعظمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجلونهم ويثنون عليهم فكيف يطعنون فيهم.
3- وكذلك يلزم منه أن الأدعياء وهم جمع دعي في قول الله تعالى:"وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ" وفي قوله تعالى:" لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ" معناها أبناء الزنا وهذا لا يستقيم أولا، وينتج عنه معنى قبيح ثانيا، أي: لو أردنا أن نجعل المُفَسِرَ في مكان المُفَسَرِ أي أن نجعل كلمة أبناء الزنا مكان أدعياءكم في الآية الأولى[12] أو مكان أدعيائهم في الآية الثانية[13] فتدبره وتمعن فيه.
وهناك لوازم باطلة أخرى نكتفي بالذي تقدم.
4- سؤال ينبغي الجواب عليه: هل وصف الشيخ عبد الخالق حفظه الله للرجل بالدعي ينطبق عليه ويتحقق فيه أم أنه بريء منه لا ينبغي أن يوصف به؟.
- والجواب: إن وصف الدعي الذي أطلقه الشيخ عبد الخالق حفظه الله، على المسمى بشمس الدين هداه الله، وصف دقيق أصاب الشيخ حفظه الله في إطلاقه، لأنه منطبق على من وُصف به، وعلى هذا أدلة كثيرة نذكر منها:
1- مما يدل على أن الرجل المسمى بشمس الدين دعي[14] يدعي في نفسه ما هو من أبعد الناس عنه، شهادته على نفسه بأنه عامي في الحصة نفسها التي رد فيها على الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله، حيث وصف نفسه بأنه عامي من العوام، ولا شك أن العامي مأخوذ من العمى وهو الجهل فكيف يجوز لجاهل أن يتصدر لإفتاء الناس وتوجيههم وإرشادهم فيما يتعلق بأديانهم؟، ثم أسألكم بالله جاهل يتصدر لإفتاء الناس وتدريسهم ووعظهم وإرشادهم ألا ينطبق عليه اسم الدعي وهو من يدعي في نفسه ما لا يوجد فيه.
2- ومما يدل على أن الرجل دعي[15] جهله بمعاني كلمة الدعي في لغة العرب وقد تقدم نقلها، ثم جهله بالمعنى السائد في استعمال الناس لهذه الكلمة، وأرجع وأقول: أَنَّى لرجل لا يستطيع أن يقيم لسانه، ولا هو يحسن النطق بلغته، أن يعرف معاني كلمة لعله لم يستعملها ولو مرة واحدة في حياته؟.
3- ومما يدل على أنه دعي[16]، يدعي في نفسه ما هو من أبعد الناس عنه، وما لا يمكنه إثباته: ادعاؤه في الحصة نفسها وهو بصدد الدفاع عن نفسه، والذب عن حياضه، أنه ذو نسب شريف يتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم[17]، وهذا ادعاء كبير، وزعم خطير، يجب عليه أن يثبته بالأدلة والبراهين، وإلا عُدَّ من المفترين الكَذَّابِين، وأعتقد أن مثل هذا الادعاء يصعب إثباته بالخصوص في بلدنا وفي مثل زمننا لوجوه هي:
أ- الوجه الأول: أن هذا لا يمكن أن يثبته إلا أهل الاختصاص وهم المعروفون بالنسابين، فإما أن يكون هذا الرجل نسابة هو نفسه فليطلعنا على أدلته التي اعتمد عليها في إثبات شرف نسبه، وإما أنه أخذ هذا عن نسابة معروف فليخبرنا به لنتأكد من صحة ادعائه.
ب- الوجه الثاني: المعروف عن أهل الجزائر أنهم أمازيغ عربهم الإسلام، والآن يبلغ تعدادهم أكثر من ثلاثين مليون نسمة، والذين ينطقون فيهم باللهجات الغير العربية[18] نسبة قليلة جدا، فهل يمكن أن يكون العربي الوافد من المشرق أكثر من الساكن الأمازيغي الأصلي؟ ولذلك فاليقين أن أهل الجزائر في أغلبهم أمازيغ، ولو كانوا ينطقون باللغة العربية، ويعجزون على النطق بالأمازيغية وغيرها من اللهجات الجزائرية، وبالتالي فإثبات الرجل أن نسبه عربي يصعب إلا في النادر، فما بالكم بإثبات النسب الشريف المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا دونه خرط القتاد.
ثم اعلموا رحمكم الله أن النسب الشريف المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض قرابته ادعاه أقوام لا يثبت نسبهم إليه، بل هم يقينا من المفترين عليه، كالفاطميين وغيرهم ولذلك أُطلق على كثير من حكامهم اسم الدعي واقرؤوا كتب التاريخ لتتأكدوا من ذلك والله المستعان.
بل من غرائب هذا الرجل وعجائبه، ومما يدل على سفه فيه، وضعف في عقله: أنه في الحصة نفسها والتي انتسب فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نفى أن يكون أصله من المشرق حيث قال بلغته الركيكة، والتي أنقل معناها باللغة الفصيحة: نحن هكذا جزائريون تربينا على الإسلام أبا عن جد نبتسم، نحن ماذا؟ جئتم بنا من المشرق؟. فأقول له: إذا كنت جزائريا أبا عن جد فلماذا تدعي الانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من المشرق قطعا، وإذا كنت جزائريا من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ادعيت فلماذا تتنكر للمشرق؟ وتطعن في أهله من طرف خفي؟.
فإن لم يكن هذا سفه وضعف عقل فلا أدري ما هو السفه وضعف العقل نعوذ بالله من الخذلان.
والخلاصة: أن هذا الرجل دعي كما وصفه الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله ورعاه، وهو دعي من وجوه عدة تقدم ذكرها، فبارك الله في شيخنا وحفظه، ورد كيد الكائدين له، وجعل ما قال في ميزان حسناته، ونسأل الله عز وجل أن يهدي هذا الدعي، ويرده إلى الجادة، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا وإلى كلمة أخرى مع مغالطة من مغالطاته، وتلبيس من تلبيساته، إن شاء الله ويَسَّر.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



كتبه
أبو عبد السلام
عبد الصمد بن الحسين سليمان
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

مدينة مغنية
يوم الثلاثاء
12 من صفر 1434 هـ
25 من ديسمبر 2012 م

منقول من منتديات التصفية و التربية




[1] - وإني أرجوا أن أكون واحدا من هؤلاء.
[2]- ولذلك والله أعلم اختار الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله الطريقة التي سلكها في التحذير منه، والتنفير من السماع له، وهي الطريقة التي أثارت حفيظته وأقلقته، وجعلته يثور ويفور، ويظهر كثيرا من الزور والفجور. أتدرون لماذا؟ لأن الشيخ لم يعامله معاملة من يُخشى منه ويُخاف من تلبيسه، وإنما عامله معاملة من لا وزن له ولا خطر يتقى منه.
[3]- أنظر لسان العرب لابن منظور مادة دعا، والصحاح للجوهري مادة دعا، وكتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي مرتبا على حروف المعجم ترتيب الدكتور عبد الحميد هنداوي مادة دعو، والمعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بمصر ص 287.
[4]- أنظر لسان العرب لابن منظور مادة دعا، وكتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي مرتبا على حروف المعجم ترتيب الدكتور عبد الحميد هنداوي مادة دعو، والمحكم والمحيط الأعظم لابن سيده مادة دعا.
[5]- أنظر لسان العرب لابن منظور مادة دعا، والمعجم الوجيز الصادر عن مجمع اللغة العربية ص 229، والمعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بمصر ص 287.
[6]- أنظر لسان العرب لابن منظور مادة دعا، والمعجم الوجيز الصادر عن مجمع اللغة العربية ص 229، والمعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بمصر ص 287،
[7]- أنظر لسان العرب لابن منظور مادة دعا، وكتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي مرتبا على حروف المعجم ترتيب الدكتور عبد الحميد هنداوي مادة دعو.
[8]- أنظر المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بمصر ص 287.
[9]- أنظر معجم مقاييس اللغة ص 279.
[10]- أنظروا كيف فسر معنى الدعي بقوله: دعي: لا علاقة له بالشريعة. هل يوجد أوضح من هذا بالله عليكم؟.
[11]- وانظروا كيف فسر معنى الدعي بقوله: الذي لا ناقة له في العلم ولا جمل. هل يوجد أوضح من هذا بالله عليكم؟.
[12]- لأن المعنى يصير والعياذ بالله: "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ" أي وما جعل أبناء زناكم أبناءكم وهذا لازم كفري والعياذ بالله تعالى.
[13]- لأن المعنى يصير والعياذ بالله: "لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ" أي: لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أبناء زناهم والعياذ بالله.
[14]- ومعنى الدعي الذي ينطبق عليه هنا هو: المدعي شيئا بحق أو بباطل أي سواء كان له أو لم يكن له.
[15]- ومعنى الدعي الذي ينطبق عليه هنا هو: المدعي شيئا بحق أو بباطل أي سواء كان له أو لم يكن له.
[16]- ومعنى الدعي الذي قد ينطبق عليه هنا هو: المنتسب لغير آبائه وأهله والملحق نفسه بنسب يدعيه ولا صلة له به.
[17]- سؤل الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله كما في تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب السؤال التالي: إذا شك شخص هل هو من أهل البيت أم لا؟ فماذا يفعل وهل تعلمون من وسيلة يتأكد بها الشخص ما إذا كان من أهل البيت أم لا؟
فاجاب رحمه الله: الأحوط ألا يلحق نسبه بأهل البيت إلا إذا كان متأكدًا والله المستعان. ( لاحظ أن هذا فيمن له نسب يلحق بأهل البيت وهو شاك فيه ).
[18]- من أمازيغية وتارقية وشلحية وغيرها.

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
18-Jan-2013, 10:28 AM
بارك الله فيك

عيسى بن عامر السلفي
18-Jan-2013, 12:14 PM
بارك الله فيك اخي على الموضوع الطيب
لعل شمس الضلال يقرأه فيتعلم الفصاحة و يعفي المستمعين من لهجته الخرقاء
كان حاله مستورا لما كان يفتي في الجرائد ، لكن الآن افتضح امره وظهرت تعاسة معدنه
حتى انك كما ذكرت اخي اصبح عوام الناس يشاهدونه للضحك , والأمر منتشر ومعروف و كثيرا ما نسمع على الطرقات الناس يتحدثون عنه بين متهم اياه بالجهل واخر بالسفه و اخر ينصحه باالذهاب لمصح نفسي ..
فقد ابلغني ابن عمي انه يشاهده ولما ناصحته ضحك واخبرني انه يشاهده للضحك عليه كغيره من المهرجين وانه بعيييييييييييييد عن الفتيا
فهذا حاله أراد بظهوره على الشاشة بأهل السنة شرا و كيدا فاصبح هو المكيد و المسخرة

أبو عبد الله بلال الجزائري
18-Jan-2013, 12:34 PM
و فيكم بارك الله أحبة الإيمان و جزا الله خيرا صاحب الموضوع الأصلي أبو عبد السلام عبد الصمد بن الحسين سليمان ، و هذه هي عادة اهل البدع يتسمحون بالعامة ليستميل قلوبهم و الله لو رأيته كيف يتباكى و يقول سبني و شتمني و ووو ...كأنه طفل صغير يشكو أمه سوء صديقه ، و شمس الضلال هذا يؤثر على النساء خاصة لأنهن لا يعرفن حقيقة الشرع فبحكاياته السمجة يستعطف قلوبهن ولهذا يجب منعهن من مشاهدته كما قال الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله.
و من طرائفه مرة رايته يحمل كتاب و يقول هذا صحيح مسلم هذا صحيح مسلم ثم قرأ الحديث و قال رواه البخاري و مسلم ! سبحان الله يفضح نفسه بنفسه فنسأل الله أن يرده للإسلام الصحيح و لسنا نكفره بهذه المقولة لأن الشيخ عبد الخالق ماضي لما قال نسأل الله أن يرده للإسلام قلب الدنيا عليه و قال له كفرتي ، فيا غبي الشيخ يقصد أن يردك إلى الصراط المستقيم و أن تُفطم من بدعتك لأن الشيء الذي أنت فيه ليس من الإسلام في شيء بل بدع مخترعة تفسق صاحبها و لا تكفره ، فأنت فاسق ببدعتك يا شميسو و الشيخ لم يقصد تكفيرك فاتقي الله في نفسك و عد لرشدك

أبو هنيدة ياسين الطارفي
18-Jan-2013, 01:44 PM
بارك الله فيكم وحفظكم .
نعم أخي عيسى بل أقول على خلافك بأنه كان مستورا ....بل رد عليه وقتها الشيخ أبي بكرلعويسي ـ حفظه الله ـ منذ 2006 و2007م لمن طالع وقتها.... وبين وفضح شطحاته وما كان مستورا من مخالفات وتلبيسات ,فلتنظر : ( الرد المبين ...) حيث لا يزال في الرد فصول أخرة لم تنشر والشيخ مكتفيا بذلك ,ومما علمته كذلك أن الشيخ لعويسي حاليا مكتفيا و يبارك ويشكر رد الشيخ عبد الخالق ماضي ـ حفظه الله ـ .

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
18-Jan-2013, 07:45 PM
وهذا هو رابط
القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين

أبو عبد الله بلال الجزائري
18-Jan-2013, 08:11 PM
القول المبين للشيخ ابي بكر لعويسي حفظه الله رد علمي قوي و شميسو يطعن في الشيخ عبد الخالق و يقول أنه لم يرد عليه ردا علميا فنقول له لماذا لما رد عليك الشيخ لعويسي ردا علميا لم تأخذ به؟