المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نجمع بين أنه لا يدعو إلا من لديه علم وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :" بلغوا عني ولو آية "



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
01-Feb-2013, 09:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جواب فضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله

السؤال:

فضيلة الشيخ ، جزاكم الله خيرا ، كيف نجمع بين أنه لا يدعو إلا من لديه علم وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :" بلغوا عني ولو آية " . علما أن بعض المسلمين في الخارج يحتاجون إلى توضيح الوضوء والصلاة وهذا قادر عليه حتى خرّيج المرحلة الإبتدائية ،جزاكم الله خيرا ؟

الجواب :

لا تعارض بين قول النبي صلى الله عليه وسلم :" بلغوا عني ولو آية " وبين النصوص التي تدل على أنه لا يتصدى للدعوة إلى الله إلا العلماء الربانيون ، فحديث " بلغوا عني ولو آية " يحمل على مشروعية تعليم الغير ونشر العلم في حدود ما يعلم الانسان ولا يتجاوز ذلك ، فالذي يحسن كيفية الطهارة عليه أن يبلغها وله الأجر ، والذي يحسن كتاب الصلاة عليه أن يبلغه للناس ويبينه لمن يحتاج إلى بيانه وهكذا بقية الأحكام ، ولكن لا يجوز له أن يتجاوز حدود ما يعلم فيقع في المحظور الذي قال الله عزوجل فيه (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) [ الإسراء : من الآية 36 ] .
وأما الشروط التي تشترط في الداعية فمنها : أن يكون صاحب بصيرة أي ذا علم شرعي يؤهله لشرح محاسن الإسلام للناس وبيان الأحكام من الحلال والحرام ،ويستطيع أن يرد على الشبهات التي يلبّس بها أعداء الإسلام ويفندها بالحجة والبرهان ، ويستطيع إذا وجهت إليه أسئلة تتعلق بالأحكام الشرعية على اختلاف أنواعها أن يبينها بالدليل .
والخلاصة : أن كل مسلم يحفظ بابا من أبواب العلم وفيه من يحتاج إلى هذا الباب وليس هناك من يقوم مقامه وجب عليه أن يبين ما يعلم ولا يجوز له أن يقحم نفسه في شيء لا يحسنه ، فإذا وصل إلى هذه الدرجة فربما يضل غيره بعد أن ضل في نفسه ، وهذا السؤال قد وجه أكثر من مرة وقالوا إنكم تشترطون في الدعاة إلى الله أن يكونوا علماء ربانيين، بينما كان الواحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يأتي ويسأله عن جملة من أحكام الدين ثم يعود فيبلغها قومه ، والجواب هو الجواب لا منافاة بين هذا وهذا ، فالذي يعلم بابا من أبواب الدين وغيره يحتاج إليه وجب عليه أن يبينه ، لكن نشر الإسلام والسفر إلى البلدان المتعددة والبعيدة لا ينبغي أن يجوب المناطق ويبشر بالإسلام ويبين محاسنه إلا من له قدرة علمية على حد قول الله (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة )) [ يوسف : من الآية 108 ] . والبصيرة هي العلم ، والذي يحسن كتاب الصلاة أوكتاب الطهارة علمه محدود في هذين البابين ، لكن من منّ الله عليه بالتوسع في العلم فإنه يستطيع أن يظهر محاسن الإسلام وأن يمثل دعاة الإسلام في كل مكان فهو الذي يصلح أن يكون داعية في كل مقام لما منّ الله عليه من سعة العلم وغزارته . والله أعلم .


المصدر :
شبكة سحاب السلفية
العقد المنضد الجديد في الإجابة على مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد [ ص 48 ]
لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله