المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخي الذي (( أشتهيه)) لا أرضى أن تصل سهام الجرح إليه !



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
09-Apr-2010, 04:05 PM
الحمد لله رب العالمين على توفيقه ومنه وكرمه وهدايته
والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه
أما بعد :

قد يوفق الله بعض الشباب إلى السنة وإلى تلمس بعض دروبها وهو قبل ذلك قد نشأ على الطلب على المجهول حاله فتغره عبارات هذا الأخير المنمقة ويغره ثناءه على بعض الأعلام (المتفق عليهم ) -ظاهراً- ويغره عبارات مثل :
نحن نتبع الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة
وهذه العبارات والدعاوى عند التمحيص كلها دعاوى يستطيع أي ضال أن يدعيها فالعبرة كل العبرة بالعمل والتطبيق

الدعاوى إذا لم يقم عليها *** بينات أصحابها أدعياء
فالتنظير شيء والتطبيق شيء أخر فإن تخلف الثاني عن الأول كان صاحبهما كاذباً بلسان الحال أو المقال ولا فرق .

نعود إلى صاحبنا الذي وفقه الله على تلمس بعض مسائل المنهج السلفي وهو مازال قائماً على ذاك الإرتباط بذاك المجهول !
و لا أنسى بأن المجهول هو مجهول عندي وعندك أما عنده فإمام الأئمة وشيخ الإسلام في زمانه

حتى إذا انكشف [ الغطـــــاء ] وجرح العلماء ذاك المجهول وبينوا ضلاله وأنه يقوم بغش هؤلاء الأغرار ويدس السم في العسل
يُصدم صاحبنا وهنا المحك !!
فهو إما يقبل الحق فيترك هواه من أجل الدلائل التي قامت على ضلال ذاك الرجل وإن لم يميز هو هذا الضلال (لأنه إن كان مميزاً من أول الأمر لما أخذ عنه ) فهو إن فعل ذلك فارج خيره

أما إن رد هذا الحق الذي قيل في شيخه متبعاًَ لهواه ! (وهذا كثيراً ما يحصل )
فتراه يحاول كف الالسن عن شيخه بكل طريقة فإن تكلم أحد عن بدعته قال: الجرح والتعديل للعلماء !
وأتاك بسيل من الفتاوى التي تنص على أن الجرح والتعديل خاص بالعلماء
[وهي حق] أريد به باطل وإليك الدليل :
فأنت لو تأملت حال هذا الغر لو جدته كثيراً ما يتصدر لهذا العلم !
ألا تراه يعدل ويزكي ويثني على أناس إما قد جرحهم علماء أو حالهم مجهولة لم يجرحهم أحد أو يعدلهم ؟
فأين دعوته لترك هذا العلم للعلماء فقط ؟
وأين تلكم الفتاوى التي أجهد نفسه وأجهد محركات البحث في البحث عنها
أين دعوته للتأدب وعدم التقدم بين يدي العلماء ؟ مالها ذهبت أدراج الريح ؟

بل حتى لو جُرِح أمامه من لا يعرفه (الذي قد يكون عالم سنة ) ولو كان هذا الجرح باطل وفيه تعسف وزد على هذا أنه صادر من جاهل غير ورع
لم تتحرك فيه شعرة واحدة لأن حمى من يقدسهم لم يدنس فلا ضير !

ألا يعلم أن إسم هذا العلم
( الجرح و التعديل )

فإذا عرفت هذا عرفت أنه صاحب هوى متبع له
أعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة ووفقنا إلى التأدب الحق
إنه ولي ذلك والقادر عليه
----------------
من باب الفائدة :
القول بأن مطلق (وأتمنى أن تفهم كلمة مطلق )
الجرح والتعديل هو خاص بالعلماء فقط فيه نظر فقد سئل العلامة ربيع بن هادي المدخلي :
الجرح والتعديل في الأشخاص هل هو خاص بالعلماء فقط أو حتى بالشباب الذين عندهم معرفة ؟
فأجاب حفظه الله :
الجرح والتعديل ، لابد فيه من صحة العقيدة كما أشار إلى ذلك الخطيب البغدادي ، ولابد فيه من العلم بأسباب الجرح ، لابد أن يعلم ولابد فيه من التقوى والورع .
فإذا كان هذا الذي ينتقد عنده علم بالجرح والتعديل وعنده ورع وتقوى فله أن يجرح ، وإذا كان أمر المجروح واضحا يعرفه الخاص والعام ، يعرف أن هذا يسرق هذا يزني يعرف تماما يعرف أن هذا خائن ، يعرف أن هذا رافضي ، يعرف أن هذا صوفي يطوف بالقبور أمامه ويقيم الموالد .
فهذه الأمور الواضحة التي يشترك في معرفتها العالم وغير العالم لا يشترط فيها أن يذهب من يعرف ضلالهم إلى عالم ليقوم بجرحهم ؛ فإن أمرهم ظاهر للعالم وغيره ، وعلى كل مسلم أن يبين حالهم ويحذر منهم وينكر عليهم ضلالهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ...." الحديث .
على كل مسلم أن ينصح للمسلمين :" بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " .
" الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال :" لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " .
الآن أرى رافضيا يخالط عاميا ، ويدعوه إلى الرفض أذهب أجيء بالعالم كي يجرحه ! صوفي قبوري يخالط واحدا من أهل الفطرة ويوجهه إلى بدعته وأنا أعرفه أنه قبوري ، لا يلزمني ولا يلزم غيري أن يذهب إلى عالم ليبين حاله ويحذر منه .
المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي [ ج 1 ص 262 ] .