أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
08-Feb-2013, 10:35 AM
بسم الله، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد :
فقد عرف الشيخ العلامة العثيمين - رحمه الله تعالى - الخبر في كتابه ( الأصول من علم الأصول )، بقوله : إنه ( ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته ) .
ثم قال في شرحه :
" ... و قوله : ( أو ) للتنويع، و هي مانعة اجتماع؛ بمعنى أنه لا يمكن أن يوصف خبر واحد بأنه صدق و كذب، فكل خبر إما صدق و إما كذب . ) .
و هذا الذي قاله ذهب إليه البعض، و رده آخرون .
و ممن رده العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى -، حيث رجح أن يقال في تعريف الخبر إنه ( ما يحتمل الصدق و الكذب )، و بين وجه ترجيحه لهذا .
و قد رأيت نفله لا من باب ترجيح أحد القولين على الآخر، و لكن من باب المعرفة و الإفادة .
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
" فائدة
اختلف أبو المعالي و ابن الباقلاني في قولهم في حد الخبر إنه الذي يحتمل التصديق والتكذيب .
فقال أبو المعالي : يتعين أن يقال :يحتمل الصدق أو الكذب ، لأنهما ضدان فلا يقبل إلا أحدهما .
وقال القاضي : بل يقال : يحتمل الصدق و الكذب .
وقوله أرجح، إذ التنافي إنما هو بين المقبولين لا بين القبولين، ولا يلزم من تنافي المقبولات تنافي القبولات .
ولهذا يقال : الممكن يقبل الوجود والعدم ، وهما متناقضان ، والقبولان يجب اجتماعهما له لذاته ، لأنه لو وجد أحد القبولين دون الآخر لم يكن ممكناً ،
فإنه لو لم يقبل الوجود كان مستحيلاً،
ولو لم يقبل العدم كان واجباً،
فلايتصور الإمكان إلا باجتماع القبولين، وإن تنافى المقبولان .
وكذلك نقول : الجسم يقبل الأضداد، فقبولاتها مجتمعة، والمقبولات متنافية . "
ـــــــــــــــــــ
بدائع الفوائد
ص : 16
تحقيق : د . محمد الإسكندراني / عدنان درويش
د . ع . ط - دار الكتاب العربي - بيروت
السنة : 1424 هـ / 2004 م
منقول
أما بعد :
فقد عرف الشيخ العلامة العثيمين - رحمه الله تعالى - الخبر في كتابه ( الأصول من علم الأصول )، بقوله : إنه ( ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب لذاته ) .
ثم قال في شرحه :
" ... و قوله : ( أو ) للتنويع، و هي مانعة اجتماع؛ بمعنى أنه لا يمكن أن يوصف خبر واحد بأنه صدق و كذب، فكل خبر إما صدق و إما كذب . ) .
و هذا الذي قاله ذهب إليه البعض، و رده آخرون .
و ممن رده العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى -، حيث رجح أن يقال في تعريف الخبر إنه ( ما يحتمل الصدق و الكذب )، و بين وجه ترجيحه لهذا .
و قد رأيت نفله لا من باب ترجيح أحد القولين على الآخر، و لكن من باب المعرفة و الإفادة .
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
" فائدة
اختلف أبو المعالي و ابن الباقلاني في قولهم في حد الخبر إنه الذي يحتمل التصديق والتكذيب .
فقال أبو المعالي : يتعين أن يقال :يحتمل الصدق أو الكذب ، لأنهما ضدان فلا يقبل إلا أحدهما .
وقال القاضي : بل يقال : يحتمل الصدق و الكذب .
وقوله أرجح، إذ التنافي إنما هو بين المقبولين لا بين القبولين، ولا يلزم من تنافي المقبولات تنافي القبولات .
ولهذا يقال : الممكن يقبل الوجود والعدم ، وهما متناقضان ، والقبولان يجب اجتماعهما له لذاته ، لأنه لو وجد أحد القبولين دون الآخر لم يكن ممكناً ،
فإنه لو لم يقبل الوجود كان مستحيلاً،
ولو لم يقبل العدم كان واجباً،
فلايتصور الإمكان إلا باجتماع القبولين، وإن تنافى المقبولان .
وكذلك نقول : الجسم يقبل الأضداد، فقبولاتها مجتمعة، والمقبولات متنافية . "
ـــــــــــــــــــ
بدائع الفوائد
ص : 16
تحقيق : د . محمد الإسكندراني / عدنان درويش
د . ع . ط - دار الكتاب العربي - بيروت
السنة : 1424 هـ / 2004 م
منقول