المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يحكم على الرجل بأنه حزبي ؟



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
09-Feb-2013, 02:35 PM
يقول السائل: متى يحكم على الرجل بانه حزبي ؟
الجواب: لهذا السؤال مقدمة وهو ما معنى الحزبي ؟ وما هو التحزب المذموم والتحزب غير المذموم ؟
التحزب في الاصل التجمع ، هذا حزب ، هذه جماعة كما قال الله تعالى (أولئك حزب الله) يعني انصار الله المتحزبون المتجمعون لنصرة دينه وقال تعالى (اولئك حزب الشيطان) اي انصاره واوليائه والذين تجمعوا لنصرته وقال سبحانه وتعالى (منيبين اليه واتقوه ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) وقال تعالى (فاختلف الاحزاب من بينهم) يعني الجماعات فالتجمع هو التحزب لكنه يكون مذموما اذا كان هذا التجمع على باطل او يؤدي الى باطل واما اذا كان على حق ومنهج السلف كتجمع المسلمين للصلوات والجمع وكذلك تجمعهم على الامام والجماعة ولزوم غرز الجماعة التي تتبع الامام (امام المسلمين) او حاكم الدولة المسلم فهذا امر مطلوب شرعاً مرغب به بل هو من الواجبات وصلاة الجماعة واجبة (واجبة طبعا على الرجال بشروط معروفة) فالتحزب والتجمع ليس ذماً لوحده او بذاته وانما لما يتجمع عليه ويتحزب عليه ولما يؤدي اليه ومعظم لفظ التحزب والاحزاب في القران يعني حزب واحزاب انما في القران اكثرها للذم وانما جاءت في موضع واحد للمدح (اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون) اما معظم هذا اللفظ وموارده في القران الكريم انما جاء للذم مما يبين خطورة هذا التحزب وان يكون الانسان حريصاً في اي تجمع يكون حريصاً دقيقاً مبتعداً من اي وسيلة من وسائل الشر والهوى لذلك الانسان اذا عرف ما هو التحزب ثم ما هي الحزبية ؟ اصبحت الحزبية لفظاً للتجمع على الباطل او لقصد نصرة الباطل هذا صار اصطلاح التحزب ويكون بين الحزب ولاء وبراء ، يوالون على افكارهم ومعتقداتهم وما تجمعوا عليه ويوالون ويعادون عليه هذا هو التحزب فالرجل اذا تحزب تجمع مع اخر على باطل او لنصرة باطل فهو من الذين يوصفون بالحزبية المذمومة والحزبية اذا قيل فلان حزبي او فيه حزبية او من الحزبيين فقد اصبح لفظاً للذم ليس له وجه من المدح ، اما لفظ حزب فهذا يشمل الحق والباطل ، حزب الله ، حزب الشيطان ، لكن معظم ما يستخدم ومعظم الموارد في استخدام هذا اللفظ انما هو في الذم وهو كذلك اليوم عند استخدام علماء الفرقة الناجية لما يحذرون من التحزب والحزبية انما يقصدون ما ذكرته لكم من التجمع على باطل او الدعوى الى باطل ، فالشخص اذا انتمى الى فرقة كالاخوان والتبليغ كذلك حزب التحرير او انصار السنة الذين انحرفوا او جمعية احياء التراث او التربية الاسلامية او جمعية البر اوغيرها من الجمعيات الحزبية لينظم اليها فهو حزبي ، اذا انظم اليها واصبح عضواً فيها واعتزى اليها وقال انا منهم فهو منهم حزبي ، كذلك اذا نصر اولئك الحزبيين ، اذا نصر اولئك اهل الباطل اذا دعى الى الاخوان ، هو يقول انا لست اخوانيا ، بل قد يكون احيانا علماني لكن يغتر بالاخوان فهو منهم اذا كان يدعوا اليهم فالشخص متى يكون حزبيا ؟ اذا كان هو في نفسه ينتمي الى حزب او يحمل افكار ذلك الحزب او يسوق ويدعوا الى ذلك الحزب ثلاثة احوال كلها يطلق على صاحبها انه حزبي ولو زعم انه سلفي ما دام انه انتمى الى جماعة الاخوان فهو حزبي او الى القطبين فهو حزبي اذا حمل افكارهم ومعتقداتهم فهو منهم .
ثالثاً : اذا دعى اليهم وناصرهم ووالاهم ودعى الى افكارهم ولو لم يقل بها ، ما دام انه يناصرها مع علمه بها وعلمه بتحذير العلماء من هذا الحزب ومن هذا الفكر فهو منهم لكن احياناً الانسان قد يدعوا الى الالتزام بعالم فلاني او شيخ فلاني وهو لا يعلم حقيقته فهذا لا يقال انه حزبي الا بعد اقامة الحجة عليه اذا كان هذا الشخص اما قد يجهل هذا الحال او ذاك مما يجهل حاله يعني لا يتسرع في اطلاق لفظ التحزب على شخص اذا كان هذا الشخص الذي يطلق عليه انه حزبي عامي جاهل لا يعرف او كان ذاك الشخص المرمي بالحزبية عندك وانت تعرف انه حزبي مما يخفى حاله على كثير من الناس ، مثلاً علي الحلبي الذي ينتمي اليه ويقول انا من انصاره وانا من اتباعه ومن طلابه وعلى منهجه اذا اعتزى الى الحلبي فهو حزبي منه ومثله ، اذا لم يكن يعتزي الى الحلبي وقال: انا لا اعتزي الى الحلبي ولكن افكاره صحيحة وانا اقول بافكاره فهو ايضاً حزبي مثله .
الصنف الثالث: يقول انا والله ارى ان الحلبي عنده اخطاء وانه كذا ولكني لست على افكاره ولكنه يدعوا اليه ويقول عليكم بالحلبي اتركوا ربيع اتركوا الشيخ ربيع اتركوا فلان عليكم بالحلبي وهؤلاء الناس اولاء هم الذين على حق فهذا الشخص ينظر في حاله ان كان طالب علم عارف بالادلة وعارف بالامور هذه ولا يخفى عليه حال الحلبي فهذا غالباً ما يكون هو منهم وانما يظهر تزييفاً على الناس انه ليس منهم ولكن لابراء الذمة ينصح فان نصح واستمر يلحق بهم ، اذا كان عامياً او مبتدءا ولا يعرف حال الحلبي او يعرف ان الحلبي تكلم فيه لكن ايضاً يلبسون عليه بان الشيخ فلان والشيخ فلان لم يبدعوا الحلبي بعد ، فهذا ينصح يبين له تقام عليه الحجة فبعد اقامة الحجة اذا اصر واستكبر ورفض الدليل وزعم انه يركن الى التقليد مع انه في بعض الامور الاخرى لا يركن الى التقليد ، في الطعن في الشيخ ربيع لا يركن الى التقليد في الطعن في السلفيين لا يركن الى التقليد يركن الى التقليد فقط في عدم تبديع فلان فهذا يلحق بهم فهذه ثلاثة احوال يلحق بها الرجل بالحزبية ويقال عنه حزبي والامر الثالث فيه خطورة فينبغي التريث فيه بل في الجميع ينبغي التريث والبحث عن الدليل الصحيح يعين لا يكون الاتهام بالحزبية بالشائعات بل لا بد ان يكون بعلم وعدل ان يكون عندنا علم انه وقع في ذلك وان نصفه بما يستحقه من الوصف فاذا اعتزى الى بدعة نسب اليها اذا اعتزى الى حزب فهو نسب اليه لانه اعتزى اليه ، او اذا كان على افكاره ومنهجه فينسب اليه فكراً ومنهجاً ويقال عنه انه حزبي
كذلك الثالث اذا ناصر اولئك الحزبين ودافع عنهم وايدهم فهذا اذا بين له الحال واقيمت عليه الحجة فيلحق بهم ولا كرامة والله اعلم .
حمل المقطع الصوتي من هذا الرابط
http://plunder.com/aa74e52ae4