المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الكلام المُوهِم في فتنة اختلاط الجنسين يا حفيد شيخ الإسلام؟



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
17-Feb-2013, 09:42 AM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif



لماذا الكلام المُوهِم في فتنة اختلاط الجنسين يا حفيد شيخ الإسلام؟

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد، فإن من نعم الله عز وجل على بلاد الحرمين في هذه الأزمنة أن جعل ولايتها في أسرة كريمة هي امتداد للدولة التي نشأت في منتصف القرن الثاني عشر الهجري علي يدي الإمام محمد بن سعود رحمه الله بتأييد وتسديد من الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد قامت هذه الدولة واستمرت على أساس الالتزام بالأحكام الشرعية من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة، وقد مضى عليها ما يقرب من ثلاثة قرون؛ وسبب ذلك التزامها بهذا المنهج القويم في الوقت الذي وُجد فيه جماعات وأحزاب حرصوا على الظفر بالولاية ولم يكونوا على هذا المنهج القويم فلم يفرحوا بنيل ولاية ولم تقر لهم بها عين كالذي حصل لهذه الدولة {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}،وكما فرحنا بولاية هذه الأسرة الكريمة فإن الفرح يكون شديداً بوجود من له ظهور وبروز في العلم من أسرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وإن الألم يكون أشد إذا وُجد من هذه الأسرة من ينحرف عن المنهج الذي كان عليه الشيخ الإمام رحمه الله، ويتكرر في الصحف كتابات من رجل وامرأة من أحفاده على خلاف منهجه أصلح الله حالهما ووفّقهما لما فيه الهداية والسعادة لهما في الدنيا والآخرة، ولما توفي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في يوم الخميس 27/1/1420هـ ألقيت بعد أسبوع من وفاته محاضرة طبعت في عام 1421هـ بعنوان: ((الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول)) وطبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/447 ـ 469) في عام 1428هـ، وقد قلت في (ص 465): ((وخلفَهُ في عمله في الإفتاء في المملكة ورئاسة هيئة كبار العلماء ورئاسة إدارة البحوث العلميّة والإفتاء نائبُه في الإفتاء الشّيخُ عبد العزيز بن عبد الله بن محمّد آل الشّيخ حفظه الله وباركَ فيه، وجعلهُ خيرَ خلفٍ لخير سلفٍ، وهو معروفٌ في جدّه بالاشتغال بالعلم وفي خطبه النّافعة المفيدة في جامع الإمام تركي وفي مسجد نمرة بعرفة، وكان القائم بأعمال رئاسة البحوث العلميّة والإفتاء والدّعوة والإرشاد قبل انتقال سماحة الشّيخ عبد العزيز بن باز من الجامعة الإسلاميّة إليها هو الشّيخ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم آل الشّيخ، وإنّا نفرحُ كثيراً إذا رأينا في آل الشّيخ مَنْ هم من أهل العلم، وأقول: إنّ من محاسن ولاة الأمر في هذه البلاد عنايتَهم بآل الشّيخ، وحرصَهم على تمكينهم من الأعمال المهمّة، وذلك أنّ أصلَ هذه الولاية التي حصلَ النّفعُ فيها على مدى قرنين من الزّمان أو أكثر إنّما كان بالتقاء إمامين عظيمين هما الإمامُ محمّد بن سعود رحمه الله، والإمامُ الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله، وقيامهما بالدّعوة إلى الله عزّ وجلّ، ونصرة دِين الله)).

وقد اطلعت على مقال نشرته صحيفة الجزيرة بتاريخ 2/6/1431هـ، للدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ حول فتنة اختلاط الرجال بالنساء التي دأبت الصحف على نشر كل ما فيه تأييد له، وهو مقال فيه خفاء وغموض، وليس فيه تنصيص على تغطية النساء وجوههن ولا على حكم اختلاطهن مع الرجال في مكاتب العمل وقاعات الدراسة، وفيه أن الاختلاط بين الرجال والنساء بالبيع والشراء موجود في الأسواق في مدينة الرياض قبل أربعين سنة في زمن المشايخ الكبار مثل الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره، وأن الناس لا يرون من ينكر عليهم أو يعكر صفوهم، وأُنبه حول هذا المقال إلى أمور:

1ـ ذكر الكاتب أن من أهم الضوابط للاختلاط الجائز الالتزام بعدم التبرج وكشف المرأة ما لا يجوز لها كشفه، ولم يذكر أن الوجه مما لا يجوز كشفه، وقد كتب كل من الشيخين عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله رسالة أوضحا فيها وجوب تغطية النساء وجوههن وذكرا الأدلة على ذلك، وكتبت رسالة بعنوان: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها)) طبعت في عام 1430هـ، وكما أن تغطية النساء وجوههن دلت عليه الأدلة الشرعية فهو الذي عليه عمل النساء المسلمات، فقد استمرت النساء في مختلف العصور على ستر وجوههن عن الرجال الأجانب في الإحرام وفي غير الإحرام إلى أن بدأ السفور في أوائل القرن الرابع عشر الهجري كما ذكر الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته (5/226) بداية كشف نساء الشام وجوههن، وقد قال ابن المنذر كما في فتح الباري (3/406): ((أجمعوا على أن المرأة ــ يعني في الإحرام ــ تلبس المخيط كله والخفاف، وأن لها أن تغطي رأسها وتستر شعرها إلا وجهها فتسدل عليه الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن نظر الرجال))، وقال الحافظ في الفتح (9/324): ((ولم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب))، وقال ابن القيم في روضة المحبين (ص 66): ((ولهذا أُمر النساء بستر وجوههن عن الرجال؛ فإن ظهور الوجه يسفر عن كمال المحاسن فيقع الافتتان، ولهذا شرع للخاطب أن ينظر إلى المخطوبة؛ فإنه إذا شاهد حسنها وجمالها كان ذلك أدعى إلى حصول المحبة والألفة بينهما)).

2ـ قال الكاتب: ((لقد كثر الكلام هذه الأيام عن مسألة الاختلاط، والمقصود به اختلاط الرجال بالنساء غير المحارم في مكان واحد, وانقسم المتكلمون فيه إلى فريقين أو قسمين، أحدهما أصدر عليه الحكم بالتحريم المطلق، والفريق الآخر أجازه على الإطلاق؛ ما جعل الناس في حيرة من أمرهم، وأصبحوا بين التشدد المذموم أو الانفلات المحرم، إن الشريعة ـ ولله الحمد والفضل ـ فيها التيسير ورفع المشقة عن العباد، ولا يخفى على أحد من المسلمين في بلادنا حال الناس وما يمارس في الواقع من اختلاط في الأسواق والأماكن العامة ودور العبادة، كالحرمين وما يحصل في موسم الحج، وغير ذلك من التجمعات البشرية.. فهذا الاختلاط الذي فرضته الحاجة والضرورة، وهذه الممارسات ليست وليدة اليوم أو هذا الزمان، وإنما كانت موجودة منذ أزمنة قديمة، بل كانت موجودة في صدر الإسلام, ولم تأتِ الشريعة الإسلامية بمنعه على الإطلاق, بل أجازته في حدودٍ تكفل الحرية المنضبطة بالضوابط الشرعية للمرأة, مع المحافظة على الأعراض، وتمنع الوقوع في المحظورات المحرمة؛ فوضعت ضوابط وقيودًا واضحة صريحة لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتجاوزها، ومن لم يلتزم بهذه القيود فقد وقع في الاختلاط المنهي عنه، وهو المحرَّم، ولا بد من عدم الخلط بين الخلوة والاختلاط، فالخلوة: هي اجتماع رجلٍ مع امرأة أجنبية عنه بغير محرم في مكان منفردين فيه، في غيبة عن أعين الناس، وهذه الخلوة محرمة)).

أقول: لا ينبغي أن يخلط بين الاختلاط في الأسواق ودور العبادة مع الاحتشام والاحتجاب والبعد عن أسباب الفتنة بين الرجال والنساء، فالنساء في دور العبادة لا يختلطن بالرجال فإنهن يصلين في أماكن منفصلات عن الرجال لقوله صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (985)، وكذا ذهابهن للأسواق لحاجتهن إلى ذلك مع ابتعادهن عن الامتزاج بالرجال، أقول: لا ينبغي أن يخلط بين هذا وبين وجود النساء مع الرجال في مكاتب العمل وقاعات الدراسة فإن هذا وإن لم يكن فيه خلوة في الغالب إلا أن فيه ذهاب الاحتشام والحياء والوقوع في الاختلاط المذموم الذي لا تؤمن معه الفتنة على الجانبين لاسيما مع كون النساء كاشفات الوجوه ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدث النساء مع الرجال وقد يتضاحكن معهم، والبلاد التي ابتليت بالاختلاط في مكاتب العمل وقاعات الدراسة يعاني عقلاؤها الأسى والألم، ويتمنون أن يجدوا السلامة منه لما فيه من فقد الحياء وسهولة الوصول إلى المحرمات وهذا هو الذي يريده المستغربون والتغريبيون الذين أعجبهم ما شاهدوه في بلاد الغرب من الاختلاط المذموم، وقد ذكر الكاتب ضوابط للاختلاط الجائز، في بعضها تداخل وفي بعضها خفاء وغموض وبعضها واضح وأوضحها وأحسنها قوله: ((ومن أهم الضوابط مراقبة الله تعالى وخشيته في السر والعلانية فمن راقب الله ابتعد عن محارمه))، وأقول: إن من مراقبته وخشيته قيام النساء بستر وجوههن عن الأجانب وبعدهن عن كل اختلاط مشين كالاختلاط في مكاتب العمل وقاعات الدراسة.

3ـ أما ما ذكره الكاتب من وجود الاختلاط في الأسواق بين الرجال والنساء للبيع والشراء في زمن الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من المشايخ رحمهم الله فإن مثله موجود الآن وهو وجود نساء يجلسن معهن بسطات يبعن فيها لكن مع الاحتجاب والتستر الكامل بالثياب والعباءات.

ومن عاش في الرياض وغيرها من المدن في زمن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يجد البون الشاسع بين حال النساء في الماضي والحاضر فشتان بين حالهن في ذلك الزمان وحالهن في هذا الزمان ولو بقين على تلك الحال التي كن عليها في الماضي لكان في ذلك السلامة والعافية من الفتن التي جدت في هذا الزمان، وكلام الكاتب يوهم التماثل بين حال النساء في الرياض في الماضي والحاضر وليس الأمر كذلك فإنه في هذا الزمان يُرى من أحوال النساء أمور لا وجود لها في الماضي مثل كشف وجوههن في الأسواق وغيرها ومشاركتهن في الحوارات والمنتديات وفي بعض الغرف التجارية وفي مختلف اللقاءات مما تكون فيه النساء مع الرجال دون احتشام ولم يكن الناس في الماضي يفكرون أن يوجد مثل هذا الانفلات للنساء.

وأسأل الله عز وجل أن يوفق ولاة الأمر في هذه البلاد لمنع هذا الانفلات من النساء وأن يوفق نساء المسلمين في هذه البلاد وغيرها إلى كل ما فيه الخير والسلامة من الشرور والتمسك بالآداب الشرعية والأخلاق المرضية، وأسأله تعالى أن يحفظ هذه البلاد حكومةً وشعباً من كل سوء وأن يقيها شر الأشرار وكيد الكفار، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ العلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر (http://www.al-abbaad.com/index.php/articles/32-1431-07-05b)

سفير محمد باريارات
23-Feb-2013, 08:45 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
27-Feb-2013, 11:22 PM
وإياك اخي الفاضل

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
28-Feb-2013, 12:42 AM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif



أقول: لا ينبغي أن يخلط بين الاختلاط في الأسواق ودور العبادة مع الاحتشام والاحتجاب والبعد عن أسباب الفتنة بين الرجال والنساء، فالنساء في دور العبادة لا يختلطن بالرجال فإنهن يصلين في أماكن منفصلات عن الرجال لقوله صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (985)، وكذا ذهابهن للأسواق لحاجتهن إلى ذلك مع ابتعادهن عن الامتزاج بالرجال، أقول: لا ينبغي أن يخلط بين هذا وبين وجود النساء مع الرجال في مكاتب العمل وقاعات الدراسة فإن هذا وإن لم يكن فيه خلوة في الغالب إلا أن فيه ذهاب الاحتشام والحياء والوقوع في الاختلاط المذموم الذي لا تؤمن معه الفتنة على الجانبين لاسيما مع كون النساء كاشفات الوجوه ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدث النساء مع الرجال وقد يتضاحكن معهم، والبلاد التي ابتليت بالاختلاط في مكاتب العمل وقاعات الدراسة يعاني عقلاؤها الأسى والألم، ويتمنون أن يجدوا السلامة منه لما فيه من فقد الحياء وسهولة الوصول إلى المحرمات وهذا هو الذي يريده المستغربون والتغريبيون الذين أعجبهم ما شاهدوه في بلاد الغرب من الاختلاط المذموم، وقد ذكر الكاتب ضوابط للاختلاط الجائز، في بعضها تداخل وفي بعضها خفاء وغموض وبعضها واضح وأوضحها وأحسنها قوله: ((ومن أهم الضوابط مراقبة الله تعالى وخشيته في السر والعلانية فمن راقب الله ابتعد عن محارمه))، وأقول: إن من مراقبته وخشيته قيام النساء بستر وجوههن عن الأجانب وبعدهن عن كل اختلاط مشين كالاختلاط في مكاتب العمل وقاعات الدراسة.

حفظ الله العلامة المحدث عبدالمحسن العباد على هذا البيان والتوضيح القوي المتين ، فهو على طرز بيان مشايخ الإسلام ابن باز والألباني ومقبل ـ رحمهم الله ـ والشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ من تحذيرهم من الدراسة في الإختلاط
فنود من دعاة الإختلاط أن ينشروا كلام الشيخ العلامة عبدالمحسن في مجالسهم وبينهم ، ولأبناء المستقبل ممن قد يغتر بهم .
نعم كم خرجت المدارس الإختلاطية من العلماء ؟ وما مصير ومآل أولادها ؟ وأي حالة وصلت إليها بلادنا من جرائها ؟ وهل كرامة وشهامة الرجل المسلم وخاصة السني تسمح له بأن يلوث شخصيته وشرفه وقيمته بزج نفسه في مثل هذه المدارس بالدراسة فيها والتدريس ؟ والله المستعان

ثم نشكر الأخ الفاضل مصطفى على هذا النقل العلمي القوي
وإلا فمشايخ الإسلام وقدوة الأنام كلمتهم واحدة في التحذير من هذه المدارس والدراسة فيها ، ولا عبرة بأصحاب الشهوات والشبهات ، فما هم فيه من المرض يعميهم عن كل دليل وحجة ، بصرهم الله بأحوالهم

أبو عبد الله بلال الجزائري
28-Feb-2013, 01:09 AM
مقال طيب من الشيخ عبد المحسن حفظه الله بارك الله فيكم

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
12-Mar-2015, 05:36 PM
للفائدة