المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة وكلمة عن الثبات والإستقامة للإمام ربيع المدخلي حفظه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
19-Feb-2013, 02:21 PM
قال إمام أهل السنة حامل راية الجرح والتعديل بحق الوالد المجاهد العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه



وسأتكلم بكلمات حول الثبات وحول الاستقامة وأحذر إخواني وأبنائي من اتباع الهوى المضاد للاستقامة والثبات كما قال الله تبارك وتعالى " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء "
يثبت الله الذين آمنوا الإيمان الصادق والذين أتبعوه بالعمل الصالح يثبتهم الله في الحياة الدنيا فيثبتون على صراطه المستقيم وعلى منهجه القويم فيكافؤهم الله تبارك وتعالى بأن يثبتهم في هذه الدنيا فلا ينحرفون عن منهج الله تبارك وتعالى ويثبتون عند الموت ينزل الله عليهم الملائكة الكرام يبشرونهم بمستقبلهم الزاهر
" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم "
هذا يقال لهم عند حضور الموت وعند توديع هذه الحياة تأتيهم الملائكة الكرام يبشرونهم بهذه البشائر العظيمة ويؤمنونهم من المخاوف والأحزان ، تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ، لا تخافوا من المستقبل ، لا تخافوا عذاب القبر ، لا تخافوا الفزع عند البعث ، لا تخافوا عند مرور الصراط ، لا تخافوا من النار إنما هو أمن وآمان وجزاء عظيم عند الله تبارك وتعالى ، ولا تحزنوا على ما خلفتم من أبناء وذرية فلا حزن ولا خوف
,ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون لأن الله وعدهم بوعده الصادق وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات وثبتوا على دينه واستقاموا عليه وعدهم جنات تجري من تحتها الأنهار " إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا "
وقال تبارك وتعالى " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "
هؤلاء المؤمنون الثابتون المتقون المستقيمون وعدهم الله بهذه الجنان وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر تبشرهم الملائكة بهذه البشائر في حال الاحتضار وفي حال توديع هذه الحياة
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة هذه منزلة عظيمة يتولاهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة وتتولاهم الملائكة ويتولاهم النبيون والصديقون في الدنيا إن شاء الله والآخرة " ومن يطع الله ورسوله فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا "
الله أكبر الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون أولياء المؤمنين ، أولياءهم وإخوانهم في جنات عرضها السماوات والأرض فهذا جزاء المؤمنين الثابتين وهذا من آثار هذا الثبات ومن آثار هذه الاستقامة على دين الله وعلى منهج الله الحق وبعد هذه اللمحة عن الثبات والاستقامة على دين الله وما يلقاه الثابتون المستقيمون من الجزاء عند الله وما أعده الله لهم من الكرامة والمنازل العظيمة أحذر إخواني من الفتن وليلجئوا إلى الله تبارك وتعالى أن يثبتهم على دين الله وليكثروا من الدعاء لقول الله تبارك وتعالى " ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " ليكثروا من الدعاء بهذا الدعاء العظيم الذي علمه الله تبارك وتعالى نبيه في محكم كتابه وبدعاء رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي كان يكثر منه كما قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقال الصحابة أتخاف علينا يا رسول الله قال نعم كيف لا والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء
فالمؤمن لايأمن مكر الله " ولا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون " وإلا القوم الخاسرون "
"
فالمؤمن دائما يخاف الله ويخاف أن لا يقبل الله أعماله ولا يغتر بالأعمال ولا يعدها شيئا وما بذل من الانفاق في سبيل الله وما بذل من إنهاك جسمه في طاعة الله فإن ذلك كله في نظر المؤمن الصادق لا يقابل أدنى نعمة من نعم الله سبحانك لا أثني عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، هذا محمد صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله من ذنبه ما تقدم وما تأخر كان يخاف الله أشد الخوف والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له صلوات الله وسلامه عليه وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقالت له عائشة لماذا تفعل هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا "
فصلوات الله وسلامه عليه فلنا فيه أسوة حسنة فلنكثر من طاعة الله ولنرتجف من الخوف من الله إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يسمع لقبله أزيز كأزيز المرجل " يغلي قلبه يضطرب من الخوف من الله فيسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل وهو القدر الذي يغلي يغلي من شدة اتقاد النار عليه فهذا حال رسول الله عليه الصلاة والسلام أكثر الناس خوفا من الله ، أكثر الناس طمعا فيما عند الله تبارك وتعالى وهذا حال جميع الأنبياء وحال كثير من المؤمنين لكنهم لا يلحقون الأنبياء في هذه المنزلة العظيمة ، الأنبياء الذين قال الله فيهم " إنهم كانوا يعبدوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين "
فلنكثر من الطاعات ولنحذر من الشبهات ولنحذر من الشهوات وإن الفتن تعرض على القلوب كعرض الحصير عودا عودا كما روى ذلك حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأيما قلب تشربها نكت في قلبه نكتة سوداء وأيما قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين قلب أبيض كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض ـ لأن الله يثبته لا بقوته ولا بحيلته ولكن بتثبيت الله له كما سلف معنا في الآية السابقة " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "فيكرمهم الله بالثبات فلا تضرهم الفتن مهما عظمت وقويت وهبت أعاصيرها هم كالجبال الشم لا تزلزلهم هذه الأعاصير الهوجاء وأنا أضرب مثلا أقول إن الناس أمام هذه الفتن منهم كما وصف الرسول عليهم الصلاة السلام ثابتون ونقول كالجبال تأتي الرياح تأتي السيول تأتي الأعاصير والزوابع فلا تزلزل هذه الجبال لأن الإيمان في قلوبهم كالجبال الراسخة وقد جنبهم الله الفتنة وثبتهم على دينه فلا تضرهم ، وهناك ناس آخرون أشبههم بالشجرة تميل بها الريح ذات يمنى وذات يسرى حتى تصرع في الأخير ومنهم من هو كالريش وكورق الحناء تطير به الفتنة بأقل حركة من حركات الفتنة مثل الريح الضعيفة تذهب بهذه الأوراق الضعيفة إلى مكان سحيق فنسأل الله أن يثبتنا
والقلب الثاني ـ
بأنه أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه .
هذا حال من يتشرب قلبه الفتنة ويتقبلها ولا ينكرها فتأخذه شيئا فشيئا حتى ينتكس قلبه فيصير أسود كالكوز مجخيا فمه إلى أسفل وأسطه إلى أعلى مهما صببت عليه من المياه والدهون وغيرها لايدخل فيه شيئ لا يقبل شيئا وقد جربنا كثيرا من هذه الأنواع إذا انتكست قلوبهم مهما سقت من الحجج والبراهين من كتاب الله ومن سنة رسول الله لإبطال ما عنده من الباطل لا يقبل ذلك منك ولا يرفع بذلك رأسا كيف وقد وصفه رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن قلبه كالكوز مجخيا وأنه لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه
فما وافق هواه يقبله لا لأجل أنه حق لكن لأنه وافق هواه هذا مثل اليهود يعرفون الحق ويحاربونه ويقبلون منه ما يوافق هواهم ويردون منه ما خالف هواهم ويحاربونه وهذا كثر في هذا العصر في كثير ممن انتكسوا وانتكست قلوبهم وصار مآلهم هذه الحال التي أخبر عنها الرسول الصادق عليه الصلاة والسلام فكأننا نشاهده عليه الصلاة والسلام وهو يصف أناسا أمامنا ونرى أفاعيلهم ونرى مواقفهم المخزية نسأل الله أن يعافي المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأل الله أن يقينا وإياكم فتنة القبر وعذاب القبر وفتنة الدجال إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

المصدر شريط شرح حديث إن الله لا يقبض العلم من الناس ...

سفير محمد باريارات
27-Feb-2013, 08:45 PM
جزاك الله خيرا

أبو الوليد خالد الصبحي
01-Mar-2013, 11:34 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبد الله المعتز بالله الجيلالي السلفي
02-Mar-2013, 10:21 PM
بارك الله فيك