المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة مهمة إلى عامة الأمة للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله



أبو يوسف عبدالله الصبحي
27-Feb-2013, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من إخواننا المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل الاستقامة، وأعاذنا وإياهم من أسباب الخزي والندامة، آمين.
ومن أهم التقوى إقامة الصلوات الخمس ؛ بل ذلك هو عمود الدين، وميزان الأعمال، والفارق بين المسلم والكافر وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ))
وقال صلى الله عليه ( وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))
ومن أهم واجباا في حق الرجال أداؤها في الجماعة في المساجد . بل ذلك من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة التي لا يجوز الإخلال  بها، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوم بالنار ))
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أن رجلا أعمى قال له يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال صلى الله عليه وسلم:((هل تسمع النداء بالصلاة ))؟ قال نعم قال ((فأجب)) وفي رواية : ((لا أجد لك رخصة )) وقال صلى الله عليه وسلم : ((من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر )) وقال ابن مسعود ((لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق قد علم أو نفاقه أو مريض))
فاتقوا الله عباد الله ، و حافظوا على الصلوات في المساجد ، واحذروا ما يصدكم عن ذلك ، ويلهيكم عن ذكر الله من مجالس اللهو ، والقيل والقال ، وسماع الأغاني، وأشباه ذلك مما يصد عن الحق. وكثير من الناس يظن أن المقصود من الأمر بالصلاة في المساجد أداء الصلاة في جماعة فقط ، فإذا وجد عنده في بيته رجل أو أكثر قال نحن جماعة فلا بأس أن نصلي في البيت، وهذا خطأ وقول على الله بلا علم. والله أوجب الصلاة في المساجد لحكم كثيرة ، منها : اجتماع المسلمين في بيت الله على هذه العبادة العظيمة خاضعين ذليلين بين يدي الله سبحانه يرجون رحمته ويخافون عقابه ، ومنها التعارف والتعاون على البر والتقوى ، فإذا رأى المسلم إخوانه يؤدون الصلاة في المسجد اقتدى بهم في ذلك ؛ الأمير والشريف والغني والفقير وغيرهم في هذا سواء فيحصل لهم بذلك الاجتماع على الحق، والتعارف ومشاهدة الغني لحال الفقير ، والأمير لرعيته ، ومنها أن ذلك مخالفة لأهل النفاق ، وإرغاما للشيطان؛ لأن الشيطان يكره ظهور شرائع الإسلام، والمنافق يتثاقل عن الصلاة في المساجد ، ولا يأتيها إلا دبار ا، فالمحافظ على الصلوات في المساجد قد أطاع ربه ، وأطاع رسوله ، وخالف هواه ، وأرغم شيطانه ، وسلم من مشابهة أهل النفاق، والمتخلف عنها بضد ذلك.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع
الشيخ عبد العزيز بن باز