المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان من هم أسباب الفتن وأسسها ورؤوسها ومثيروها (الحلقة الأولى) الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
28-Mar-2013, 12:39 AM
بيان من هم أسباب الفتن وأسسها ورؤوسها ومثيروها
(الحلقة الأولى) (http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=302&gid=)




بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.أما بعد:فقد اطلعتُ على مقال نُشر في شبكة ما يسمى زوراً بـِ" كل السلفيين"، في تأريخ أول يوم من شهر شوال من عام (1432هـ)، أي يوم عيد الفطر، تحت عنوان "السبب (الأساس) وراء إثارة الشيخ ربيع المدخلي للفتن بين السلفيين". أقول: ما أكذب هذا العنوان، وما أكذب من افتراه.يُفرق رؤوس هؤلاء ويمزقون في السلفيين من سنوات طوال لا يكلون ولا يفترون، ويثيرون الفتن خفية وظاهرة تلو الفتن في شتى البلدان، ولا يروى ظمؤهم من إثاراتها.كل هذه البلايا التي يصبونها على السلفية والسلفيين مصحوبة بالأكاذيب والخيانات والغدر في عدد من المؤلفات وعدد من المنتديات.يرافق ذلك ثناء على المذاهب الرافضية والخارجية والصوفية الضالة المنتسبة إلى المذاهب السنية([1] (http://www.rabee.net/admin/add_book.aspx?pid=3#_ftn1)). ومع كل هذه المخازي ينسبون فتنهم وأفاعيلهم بالسلفية والسلفيين إلى ربيع، فما أشبه أفاعيلهم بأفاعيل ذلكم الحاكم الباطني الذي يحارب الإسلام أشد الحرب ويلاحق المسلمين بالإرهاب والتعذيب والتشريد تحت شعار أنهم زنادقة.لا يردع هؤلاء قول الله تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [سورة الحج:30].ولا يردعهم قول الله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [سورة النساء:112].ولم يردعهم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "... ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينـزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال".أخرجه أحمد في "مسنده" (2/70)، وأبو داود في "سننه" حديث (3597). فهؤلاء يخاصمون بالأباطيل الواضحة وهم يعلمون والمنصفون يعلمون ذلك. ويقولون في المؤمن -ما ليس فيه- الكثيرَ من الأقوال الظالمة، ولا يرعوون ولا يراقبون الله ولا يتوبون.وهؤلاء القوم يكذبون ويخونون ويفجرون في خصومتهم.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا؛ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا".أخرجه البخاري في "الإيمان" حديث (34)، ومسلم في "الإيمان" حديث (106).وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ".أخرجه البخاري في "الإيمان" حديث (33)، ومسلم في "الإيمان" حديث (108).فهؤلاء القوم يتصفون بهذه الصفات أو أكثرها مع الأسف الشديد.وقال الإمام أحمد -رحمه الله- في "مسنده" (1/5):" حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ وَلَا يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ اللَّهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانُُُُِ".وأخرجه وكيع في "الزهد" (3/700)، قال: حدثنا ابن أبي خالد ...به.والبيهقي في "الشعب" (7/480) بإسناده إلى إسماعيل بن أبي خالد ...به.وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/3):" وصح أن الصديق خطبهم فقال: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار ([2] (http://www.rabee.net/admin/add_book.aspx?pid=3#_ftn2)).وقال علي بن عاصم وهو من أوعية العلم لكنه سيء الحفظ: أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: إياكم والكذب؛ فإن الكذب مجانب الإيمان. قلت: صدق الصديق فإن الكذب رأس النفاق وآية المنافق والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه وهو القائل: "إن كذبا عليَّ ليس ككذب على غيري، من يكذبْ عليَّ بني له بيت في النار".وأكتفي بهذا التعليق القوي من الحافظ الذهبي –رحمه الله- على هذا الحديث. إن عمل هؤلاء القوم لخطير جداً، فهم يكتسبون الآثام العظيمة، ويفرقون السلفيين، ثم يقذفون بذلك الأبرياء الحريصين على جمع الكلمة بكل مستطاع، والداعين للأمة جميعاً إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، والمحاربين للتحزب والتفرق اللذين ذمّ الله أهلهما، وبرأ منهما رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [سورة الأنعام: 159].وقال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [سورة الروم:31-32].
تابع القراءة من المرفقات