المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على قولهم "خذ العلم من أي أحد" وقولهم" نأخذ الحق ممن جاء به " لفضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله



أبو هنيدة ياسين الطارفي
07-Apr-2013, 04:03 PM
هذه مقولة إرجافية وهي من إفراز قاعدة المعذرة والتعاون وتلكم المقولة "لا عليك خذ العلم من كل أحد" هذه القاعدة على إطلاقها فاسدة بل الأصل أن المبتدئ والمتوسط يطلب العلم الشرعي عن أهل السنة، فإذا نضج واستوى واكتمل وحصل من العلم ما يؤهله للتعليم ويحصنه من آفات البدع والأهواء واضطر إلى علمٍ لا يمكن الوصول إليه إلا لدى صاحب هوى أخذه فقط، مع التفطن إلى ما يبثه من سموم فكره المنحرف الملطخ بالبدع والمحدثات.

وهاهنا كذلك قاعدة أخرى وهي "نقبل الحق ممن جاء به" نقول نعم هذه قاعدةٌ فنحنُ طلبة حق وسُعاةٌ إليه بكل ما نملك السعي الحديث لكن عندنا تفصيل، وهو أن الطريق للوصول إلى هذا الحق طريقان:
أحدهما: طريق الطلب والأخذ والتلقي المحض وهذا لا يكون إلا عن صاحب سنة والضرورة قد أسلفت لكم المثال .
الثاني: طريق الإطلاق والاستماع بلا حدود وهذا خطأ فإن قبل أن نتلقى من الرجل نعرف ما عنده.
وثمة طريقٌ ثالثة: وهي الموافقة وإيضاحها أن ما يردُ علينا لا يخلو من حالين بعد عرضه على الميزانيين:

الأول:وهما النصُ والإجماع فما وافقهما أخذناه لا طلبًا؛ بل لأنه وافق ما عندنا من كتاب ربنا وسنة نبينا e وعلى وفق فهم السلف الصالح.
والثاني: الذي نرده وهو ما خالف نصًا أو إجماعًا فهذا نرده وإن كان ما وفد إلينا عنه صاحبُ سنة؛ لأن المقصود التربية والتصفية.

فالتربية: هي تعليمُ الناس دين الله الحق الذي أساسه التوحيد ثم سائر الطاعات من فرائض ونوافل.
والتحذير من الشرك ثم من بعد سائر المعاصي صغائر وكبائر ومنها البدع والمحدثات، هذه التربية والتصفية.
فالتربية: تعليم.
والتصفية: تحذير.

التصفية: ويمكن ضبطها بأنها الحيلولة بين المسلمين وما يكدر عليهم دينهم الحق، إما منافاة ومضادة كلية الشرك والكفر وجحود ما هو معلوم فرضه من الدين بالضرورة، أواستحلال ما هو تحريمه من الدين بالضرورة ـ أوينافي كماله، فإن المعاصي تسلب كمال الإيمان إلا إذا استحلها المرء ولعل هذا يأتي له بسطٌ وقد بُسط لكن لا مانع أن يأتي له بسط لمناسبة في ثنايا هذه الرسالة إن شاء الله تعالى.

ودليل التربية والتصفية كثيرة جدًا وأسوق لكم ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول :حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – عن النبي e قال ((إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا)) الحديث أخرجه أحمد ومسلم عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وله قصة.
الحديث الثاني: أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه والبغوي وحسنه من حديث أبي هريرة t عن النبي e قال ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أقوامٌ يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) أليس في هذا يا معاشر المسلمين تحذير بليغ من النبي – صلى الله عليه وسلم – ما أظن عاقلًا إلا يقول بلى.
الثالث: ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ)) هذا الحديث وهو بمجموع طرقه لا يقل عن الحسن إن شاء الله تعالى ولم أتمكن من عرض ولو بعض طرقه عليكم لضيق الوقت.

التحذير من صنفين من الناس:
· الصنف الأول: الجاهل الذي لايملك أهلية ًمن العلم الشرعي, تأهله إلى أن يعلم الناس دين الله الحق من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، وقد يكون ذا ثقافة عالية في الطب, أوالكمياء أوغير ذلك لكن أزه من أزه, ونفخه من نفخه فرفعوه حتى جعلوه داعيةُ إلى الله, وهو أضل من حمار أبيه وأمه في هذا الباب, فيأتي بالأحاديث الموضوعة, والقصص, والحكايات, وترَّاهات الصوفية.
· الثاني: الضال المضل صاحب الهوى, وقد يكون عنده علم غزيزٌ لكنه نبذه وراء ظهره, لما تملك قلبه من الهوى, وغش الناس خواصهم وعوامهم وشمر عن ساعد الجِد في حرف الناس عن دين الله – عزوجل- إما بالكل وإما بالجزء.
وثمَّة صنف ثالث: وهم قوم عندهم علم شرعي، لكنهم فصلوا تخصصاتهم عن فهم السلف الصالح فقذفوا في أوساط طلاب العلم , ومن يحضر لهم قواعد وأصول فاسدة.
هؤلاء ثلاثة أصناف يجب الحذر منهم؛ لأنهم يفسدون على الناس دينهم ويضلونهم وأما وصايا العلماء فمنها قول ابن عباس – رضي الله عنهما: " تحدث البدعة في المشرق أوالمغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إليَّ قمعتها بالسنة" إذًا بطل قول من يرفع عقيرته مالكم والردود؟! فرقتم الناس.
في صحيح البخاري حديث طويل حديث جابر t"محمدٌ فرق بين الناس" وفي رواية " فرَّق بين الناس". قال الحافظ في الفتح قال الحافظ – رحمه الله – كما في الفتح :" وكلاهما متجه"فلماذا تنقمون علينا حينما نرد على فلان وفلان؟ قالوا : لاتصرح باسمه قلنا: السلف يصرحون.

وإذا سلمنا لكم لماذا تنقمون علينا تصريحنا؟ إذا كان لكم سلف أنتم ولو كانوا قلة في عدم التصريح لماذا تنقمون علينا؟! لماذا تقولون: لكم سلف ونحن لنا سلف فتتوسطون.

مستفاد من: شرح عقيدة الرازيين - الدرس 01 (http://ar.miraath.net/audio/4623/01)للشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله (http://ar.miraath.net/taxonomy/term/627) المصدر ( الفوائد المنتقاة كم دروس ميراث الأنبياء ) (http://ar.miraath.net/fawaid/4830) http://ar.miraath.net/sites/default/files/miraath%20fash.gif
منقول : سحاب.