المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة : لا أصافح النساء



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
17-Apr-2013, 09:48 PM
لا أصافح النساء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إني لا أُصافحُ النساءَ ، نما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة } 1
وقالت عائشة : لا والله ما مسَّت يدُه يدَ امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله : { قد بايعتُكِ على ذلك } 2
وقال صلى الله عليه وسلم { لأنْ يُطعَنَ في رأس أحدكم بمِخيط من حديد خير ، له من أن يمسَّ امرأة لا تَحِلُّ له } 3


************************************************** **********************

( 1 ) رواه الترمذي ، وقال حسن صحيح
( 2 ) رواه البخاري
( 3 ) رواه الطبراني وصححه الألباني في السلسه

عبدالله بن العيد عدونة
11-Aug-2013, 03:20 AM
بارك الله فيك أخي الفاضل

غير أن الشيخ علي رضا ـ حفظه الله ـ قد حكم على الحديث الثالث بأنه حديث منكر , راجع مقال الشيخ إن شئت

من هنا (http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?t=7339)

أبو الوليد خالد الصبحي
13-Aug-2013, 06:18 AM
صحح شيخنا الألباني في " الصحيحة " 226 الحديث السابق في عنوان المقال فقال :


" لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ".




رواه الروياني في " مسنده " (227 / 2) : أنبأنا نصر بن علي: أنبأنا، أبي ، أنبأنا شداد ابن سعيد عن أبي العلاء قال: حدثنى معقل بن يسار مرفوعاً .
قلت: وهذا سند جيد، رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شداد بن سعيد، فمن رجال مسلم وحده ، وفيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن، ولذلك فإن مسلماً إنما أخرج له في الشواهد وقال الذهبي في " الميزان ": " صالح الحديث "
وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطىء ".
وأبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
والحديث قال المنذري في " الترغيب " (3 / 66) :
" رواه الطبراني، والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح ".
وقد روي مرسلا ًمن حديث عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لأن يقرع الرجل قرعا يخلص إلى عظم رأسه خير له من أن تضع امرأة يدها على رأسه لا تحل له، ولأن يبرص الرجل برصاً حتى يخلص البرص إلى عظم ساعده خير له من أن تضع امرأة يدها على ساعده لا تحل له ".
أخرجه أبو نعيم في " الطب " (2 / 33 - 34) عن هشيم عن داود بن عمرو أنبأ عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي .
قلت: وهذا مع إرساله أو إعضاله، فإن هشيما كان مدلسا وقد عنعنه.
( المخيط ) بكسر الميم وفتح الياء: هو ما يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوهما .
وفي الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له ، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك، وقد بلي بها كثير من المسلمين في هذا
العصر وفيهم بعض أهل العلم، ولو أنهم استنكروا ذلك بقلوبهم، لهان الخطب بعض
الشيء، ولكنهم يستحلون ذلك، بشتى الطرق والتأويلات، وقد بلغنا أن شخصية كبيرة جدا في الأزهر قد رآه بعضهم يصافح النساء، فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام ) .


انتهى كلام شيخنا رحمه الله تعالى ؛ ولي بعض الملحوظات على بعض كلامه :
مدار السند على رجل فيه كلام يجعل حديثه في مرتبة الحسن إذا لم يخالف غيره ممن هو فوقه من الثقات ؛ فهل خالف غيره في هذا الحديث من هذا الوجه ؟
الجواب : نعم ؛ فقد روى الحديث ابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 15) رقم (17310) فقال :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عُقْبَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «لَأَنْ يَعْمِدَ أَحَدُكُمْ إِلَى مِخْيَطٍ فَيَغْرِزُ بِهِ فِي رَأْسِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَغْسِلَ رَأْسِيَ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنِّي ذَاتَ مَحْرَمٍ» .
فقد خالف ذاك الصدوق ( شداد بن سعيد ) - على أفضل الأحوال -
الثقة ( بشير بن عقبة ) – وهو متفق على توثيقه - ؛ فرواية الأول شاذة ؛ بل هي منكرة ؛ وذلك أن شداداً هذا قد ضعفه الحافظ عبد الصمد بن عبد الوارث كما قال البخاري ؛ وقال ابن حبان : ربما أخطأ . وقال العقيلي : صدوق في حفظه بعض الشيء ، ولا يتابع عليه ، وله غير حديث لا يتابع على شيء منها .
وضعفه ابن عرعرة .
وأكد ضعفه الحاكم أبو أحمد بقوله : ليس بالقوي عندهم , وكذلك جزم البيهقي بقوله عن شداد : ليس بالقوي .
وهذا يؤكد أن الرجل فيه ضعف من قبل حفظه ؛ فهو جرح مفسر ؛ لا كما قال أحد جهلة المليبارية في " ملتقى أهل البدع " المدعو مبارك – ولا بركة فيه ؛ فهو حزبي مليباري - : " وهذا جرح غير مفسر لا يعبأ به (!) ؛ والحافظ عبدالصمد بن عبدالوارث: وإن كان من الحفاظ غير معروف بنقد الرواة (!) ، فلا يساوي تضعيفه شيئاً أمام التوثيق الصادر من أئمة هذا الفن(!) " .
وفي هذا الكلام من المجازفات والجهل شيء عظيم ؛ فالجرح مفسر ؛ وكونه لا يعبأ به فهذا من أباطيلك ! وقولك : غير معروف بنقد الرواة فكذب وجهل مركب ؛ فهاهي كتب الرجال ابحث قليلاً تجده ينتقد الرواة كقوله عن مقاتل بن سليمان : " لم يكن بشيء " ! وقال :
" ثنا حرب بن شداد وكان ثقة " ! وقال الذهلي : " ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله القيسي وكان ثبتاً في شعبة عاجله الموت سمعت عبد الصمد يثبته ويذكره بالضبط " !
ونقل الذهلي أيضاً عن عبد الصمد بن عبد الوارث قوله في عبد الرحمن بن قيس الضبي : " كان ابن مهدي يكذبه " !
ثم من أنت أيها النكرة القزم بجانب البخاري حتى لا تعتد باعتماده قول عبد الوارث بن عبد الصمد في تضعيف الرجل ولا تعبأ به كما زعمت !!؟؟ اللهم ! سلم سلم .
والخلاصة هي : إن المنصف يعلم أن هناك مخالفة ممن في حفظه ضعف للثقة ؛ فهذا هو الحديث المنكر بلا شك من جهة السند .
أما من جهة المتن : فالحديث فيه وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له ، وليس في الحديث أن المس بشهوة أو بغير شهوة ؛ بل هو مس مطلق ؛ فهو مخالف لما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام أن المس الذي لا قصد فيه ؛ بل هو من الخطأ غير المتعمد أصلاً : هذا المس لا حرمة فيه أصلاً لقوله تعالى : " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم " !
وقوله تعالى : " ربنا لا تؤآخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال الله تعالى في الحديث القدسي : " قد فعلت " !
ثم لو كان هذا المس مقصوداً وبشهوة وفعل معه المسلم كل شيء غير الجماع ؛ فقد صح في الحديث أنه مما تكفره الصلاة ؛ فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ : " أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " فَقَالَ الرَّجُلُ : يَارَسُولَ اللهِ ! أَلِيَ هَذَا؟
قَالَ : لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ : رواه البخاري ومسلم .
بل له لفظ أوضح في المقصود وهو :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، قَبَّلْتُهَا، وَلَزِمْتُهَا، وَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتَ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًاً ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، لَوْ سَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ، قَالَ: فَأَتْبَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ، فَقَالَ: رَدُّوهُ عَلَيَّ ، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: " أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : أَلَهُ وَحْدَهُ، أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً، يَا نَبِيَّ اللهِ؟ فَقَالَ: بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً : رواه مسلم .
وفي لفظ آخر لمسلم :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ ! إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ ، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَادُونَ أَنْ أَمَسَّهَا ، فَأَنَا هَذَا ، فَاقْضِ فِيَّ مَاشِئْتَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ ، قَالَ : فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ ، فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً دَعَاهُ، وَتَلاَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ: " أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَانَبِيَّ اللهِ، هَذَا لَهُ خَاصَّةً ؟ قَالَ: بَلْ لِلنًّاسِ كَافَّةً .


فهذا الحديث ينادي بأعلى صوته بنكارة الحديث الذي صدرت به المقال ؛ على أنه قد يقال : إن المراد بالمس هنا هو الجماع كما هو في القرآن الكريم وفي نص الحديث السابق ( وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَادُونَ أَنْ أَمَسَّهَا ) وفسره بالجماع في اللفظ الآخر ؛ فإن قلنا بهذا التأويل أو التفسير فلا إشكال - على فرض صحة الحديث - وما ادعاه بعض من أفتى في تفسير هذا الحديث بأن المس لا يمكن تفسيره إلا باللمس العادي فقط تحكم لا دليل عليه ؛ فهناك نصوص تشهد بأن المس هو الجماع وهناك نصوص أخرى تدل على أنه ما دون الجماع .


وقد حكم الشيخ عبد العزيز الخضير في " ملتقى أهل الحديث " على الحديث بقوله :


" حديث : لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وإسناده جيد هذا في مجرد المس فكيف بقبله ومباشرة " !
فظهر كونه يتفاخر بعلم العلل ؛ فكيف فاته علة هذا الحديث المنكر !؟


والحديث قال عنه شيخنا الألباني : " حسن صحيح " في " صحيح الترغيب والترهيب " 1910
فينقل الحديث من " صحيح الترغيب " إلى " ضعيف الترغيب " و
من " السلسلة الصحيحة " إلى " السلسلة الضعيفة " .

منقول

عبدالله بن العيد عدونة
13-Aug-2013, 08:55 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل على إثرائك للموضوع بهذا النقل