المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب السلام للشيخ الفاضل / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
04-May-2013, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


هذا لقاء من لقاءات الباب المفتوح [145] )
للشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين )



كان من المفترض أن يكون في هذا اللقاء تفسير لبعض الآيات كما هي عادة الشيخ في جميع اللقاءات ولكن بسبب مروره على قوله تعالى: (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) فرأى أن يتكلم على آداب السلام، فذكر منها: وجوب رد التحية على من ألقي عليه السلام، وأن يكون مع السلام شيء من انبساط الوجه وانشراح الصدر، وغيرها من الآداب التي يستحب أن تكون مصاحبة للسلام.

عناصر المحاضرة

آداب السلام في الإسلام
رد التحية
تسليم الصغير على الكبير
تسليم الماشي على القاعد
تسليم القليل على الكثير
رفع السلام بصوت مسموع
انبساط الوجه وانشراح الصدر
أنواع السلام المحمول وكيفية الرد عليه

الأسئلة
حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر
حكم رد السلام على الكافر
صوت المرأة ليس بعورة
الواجب على المرأة إذا حجت وهي حائض
حكم مناقشة الطالبات للأستاذ
سبب تخصيص الله للبنين في قوله تعالى: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ)
امرأة نامت بالقرب من طفلتها فاستيقظت وقد ماتت الطفلة
كيفية قراءة الفاتحة بخشوع ويقين في الصلاة الجهرية
حكم العمل مع رجل يكسب المال بالتحيل
معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.. ) أنها هي الآية الجامعة
جواز الفتيا في الأشياء الظاهرة
حكم قول القائل: سلام عليكم دون الإتيان بالألف واللام في كلمة سلام
حكم قول القائل إذا دخل بيتاً وليس فيه أحد: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
السلام بالإشارة
السلام على المبتدع
الرد على من يقول: تفرق المسلمين أمر لابد منه
حكم السلام على من يجلسون وقت الصلاة على الأرصفة
حكم دعوة النساء كاشفات الوجه
صلاة الراتبة في السفر
الواجب على المسافر إذا سمع نداء الجمعة







الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا هو اللقاء الخامس والأربعون بعد المائة من اللقاءات التي تسمى: (لقاء الباب المفتوح) والتي تتم في كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس الثاني من شهر شعبان عام (1417هـ). نستفتح هذا اللقاء في الكلام على ما تيسر من تفسير سورة الذاريات، انتهينا إلى قول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifقَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الذاريات:31] لكني رأيت أن أتكلم على آداب السلام حيث أن الملائكة قالوا: سلاماً، فقال إبراهيم: سلامٌ، وذكرنا فيما سبق أن رد إبراهيم أحسن من ابتداء الملائكة؛ لأن رد إبراهيم جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار، بخلاف سلام الملائكة.







رد التحية

http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






واعلم أن رد التحية واجب؛ لقول الله تبارك وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:86] فقال: إذا حييتم ولم يذكر من يحيينا، فيشمل أي إنسان يحيينا فإننا نحييه، نرد عليه أحسن من تحيته أو مثلها، كما قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:86] فبدأ بالأحسن؛ لأنه هو الأفضل (أو ردوها) أي: ردوا مثلها، ويشمل هذا ما إذا سلم علينا أحد من اليهود، أو النصارى، أو البوذيين أو غيرهم نرد عليهم، لكننا لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك.
ثم إن السلام يقال هكذا: السلام عليكم، هذا هو المشروع، وأما أهلاً وسهلاً ومرحباً وكيف حالك؛ وما أشبهها فهذا ليس بمشروع، المشروع أن تبدأ أولاً بالسلام، ولهذا كان في حديث المعراج حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالأنبياء فيسلم عليهم قال: فرد عليه السلام وقال: مرحباً بالنبي الصالح، فابدأ أولاً بقولك: السلام عليكم، الجواب: يكون مثل ذلك وأحسن، يقول: عليكم السلام، أو وعليكم السلام ورحمة الله، أو عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كل هذا من المشروع.
نرى كثيراً من الناس إذا سلم عليه، يقول: أهلاً وسهلاً، أو يقول مرحباً بأبي فلان، وهذا لا يجزئ، يعني لو قال: أهلاً وسهلاً مدى الدهر فإنه لا يجزئ؛ لأن الله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:86] ومعلوم أن الذي يقول: السلام عليك يدعو لك بالسلام من كل نقص ومن كل عاهة، ومن كل مرض في القلب أو البدن، ولا يكفي أن يقول: مرحباً وأهلاً، بل لابد أن تقول: عليك السلام، أو وعليكم السلام، وإن زدت ورحمة الله وبركاته كان أحسن.











تسليم الصغير على الكبير
http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






ثانياً: من المطلوب منه أن يسلم؟ جاءت السنة ببيان ذلك: يسلم الصغير على الكبير؛ لأن حق الكبير على الصغير أعظم من حق الصغير على الكبير، فيبدأ الصغير بالسلام على الكبير، ولكن إذا قدر أنه لم يسلم، فهل الكبير يدع السلام لأن الحق لـه، أو يسلم لئلا تفوت السنة؟ والجواب: يسلم، لئلا تفوت السنة، فكون الإنسان يقول: أنا صاحب الحق لماذا لم يسلم عليّ؟ هذا خطأ، صحيح أنك صاحب الحق، وأن المشروع أن يسلم هو عليك، لكن إذا لم يفعل فسلم أنت.










تسليم الماشي على القاعد
http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






يسلم أيضاً الماشي على القاعد، فإذا مر شخص بإنسان قاعد فليسلم عليه، ولو كان أصغر منه سناً أو قدراً، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يسلم على الصبيان إذا مر بهم وفي ذلك فائدة عظيمة، منها التواضع، أن الإنسان يضع نفسه إذا سلم على من هو دونه، ومنها الرحمة؛ لأن سلامك على الصغار، نوع من الرحمة، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن (الراحمين يرحمهم الله عز وجل) ومنها: تعويد السلام لهؤلاء الصبيان، يعني: أن الصبي يعرف أن شعار المسلمين أن يسلم بعضهم على بعض فيأخذ من هذا أدباً وخلقاً، ينتفع به في شبابه وبعد هرمه.










تسليم القليل على الكثير
http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






ثالثاً: يسلم الكثير على القليل، أو القليل على الكثير؟ القليل، كالصغير مع الكبير، يسلم القليل على الكثير، أي: إذا تقابل جماعة خمسة وستة، من يسلم؟ الخمسة يسلمون على الستة؛ لأن الستة فيهم زيادة له حق -الزائد له حق- فيسلم القليل على الكثير، وإذا لم يفعلوا فليسلم الكثير على القليل لئلا تفوت السنة بينهم.
كذلك أيضاً الراكب والماشي تقابل رجلان أحدهما يمشي والثاني راكب في سيارته أو على بعيره، من الذين يسلم؟ يسلم الراكب على الماشي؛ لأن الراكب له علو فيسلم على الماشي؛ لأن السنة جاءت بهذا، الصاعد على النازل؟ أو النازل على الصاعد؟ الصاعد على النازل، لو أن اثنين التقيا في درجة سلم فإن الصاعد هو الذي يسلم على النازل.
وإذا لم تأت السنة ممن عليه أن يبدأ بها، فليبدأ بها الثاني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) قال: خيرهما، فدل ذلك على أن من بدأ غيره بالسلام فهو خير، وهو كذلك؛ لأنك أنت إذا سلمت حصلت على عشر حسنات، ثم إذا رد صاحبك حصل على عشر حسنات، وما هو السبب الذي جعله يحصل العشر الحسنات؟ السبب البادئ، لولا أنك سلمت مارد فتكون أنت متسبباً لهذا الذي عمل عملاً صالحاً فلك أجره، ولهذا قال العلماء: ابتداء السلام سنة ورده واجب، ثم أوردوا على هذا إشكالاً، قالوا: أيهما أفضل: ابتداء السلام، أو رد السلام؟ ابتداء السلام، أفضل، ثم أوردوا إشكالاً قالوا: كيف تكون السنة أفضل من الواجب، والقاعدة الشرعية: أن الواجب أفضل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه). أجابوا عن ذلك قالوا: هذا الإشكال جوابه أن هذا الواجب كان مبنياً على السنة، فصارت السنة التي بني عليها الواجب لمن أتى بها، ثواب أجره الخاص، وثواب أجر الراد الواجب.










رفع السلام بصوت مسموع
http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






كذلك -أيضاً- السلام ينبغي أن يكون بصوت مسموع، بعض الناس يلاقيك ويسلم، لكن تشك هل سلم أم لا؟ لأنه لم يرفع صوته وهذا غلط، ارفع الصوت على وجه يدل على أنك فرح بهذا الأخ الذي قابلك، أو الذي سلمت عليه لا بصوت مزعج، ولا بخافتٍ لا يسمع، على عكس ذلك بعض الناس يسلم بصوت مزعج، والدين وسط بين الغالي والجافي، فنقول: سلم سلاماً مسموعاً يسمعه أخوك، ويكون بأدب واحترام.











انبساط الوجه وانشراح الصدر
http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






ومن آداب السلام -أيضاً- أن يكون المسلِّم منبسط الوجه منشرح الصدر، فإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، فإن طلاقة الوجه، وانشراح الصدر، والابتسامة في وجه أخيك لا شك أنها من الأمور المطلوبة؛ لما فيها من إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك من الأمور المستحبة التي تؤجر عليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة) كل معروف فإنه صدقة.











أنواع السلام المحمول وكيفية الرد عليه
http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png






وإذا ورد عليك السلام محمولاً، فإن كان الحامل لـه شخصاً وقال: فلان يسلم عليك، فقل: عليك وعليه السلام، وإن شئت فقل: عليه السلام أي: على الذي حمَّله، أما إذا كان محمولاً في كتابه، أي: إنسان كتب لك كتاباً وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن كنت تريد أن تجيبه بكتاب فرد عليه الجواب، مثلاً كتب إليك إنسان كتاباً، وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عند الجواب تكتب ج/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قرأت كتابك وفهمت ما فيه والجواب كذا وكذا، أكثر الناس لا يهتمون الآن بهذا، تجده يكتب الجواب ويقول في ابتدائه السلام عليكم ورحمة الله، هذا حسن، لكن الذي سلم عليكم يريد جواباً، قل: ج/ جواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وصلني كتابك أو قرأت كتابك وفهمت ما فيه، وهذا جوابه، وتجيبه بما سألك، فهذا إذا كان السلام مكتوباً فجوابه بالكتابة.
حسن إذا كان لا يحتاج إلى جواب، مثل أن يكون شخص كتب إليك كتاباً يخبرك بخبر لا يحتاج إلى جواب، فهنا إذا قرأت الكتاب فقل: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، لا أقول وجوباً؛ لأن صاحبك لن يسمع، لكن على سبيل الاستحباب، رجل دعا لك بظهر الغيب فادع له أنت بظهر الغيب، وإلى هنا ينتهي الكلام على السلام وإن شاء الله تعالى نكمل تفسير ما تيسر من سورة الذاريات.

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
20-May-2015, 07:44 AM
جزاك الله خيرا