المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخت تعيش مشاكل مع زوجها فما هي نصيحتكم ؟



أبو بكر يوسف لعويسي
11-May-2013, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم يا شيخ
أخت تسأل و تقول : إن أختها متزوجة و عندها أبناء و مؤخرا أصبحت تجد مشاكل كثيرة مع زوجها إلى درجة أنه اتهمها بالزنا و قال أن ابنته الحديثة الولادة ليست ابنته - مع أنها بريئة تماما مما يقول - و يذهب لأهله و ينشر عليها الأكاذيب و الآن هي في بيت أهلها لكثرة المشاكل ، فهي تسأل عن حالها و هل يجوز لها أن تطلب الطلاق منه في هذه الحال ؟ جزاكم الله خيرا و نفع بكم
==========
وعليكم السلام ورحمة الله
أولا : بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبيه أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح بينهما ، وأن يصلح زوجها وأن يهديه إلى سابق عهده في أول زوجهما ، وأن يهذب فيه الغيرة التي تكاد تحرقه وتخرجه عن حد المعروف إلى الشر الذي يدخله النار.
ثانيا : اعلمي – علمني الله وإياك – أنه لا يوجد بيت إلا وفيه شيء من المشاكل حتى بيت النبوة كانت فيه شيء من مشاكل الغيرة بين بعض أمهات المؤمنين ، فعلى الرجل أن يغار على عرضه وعليه أن يصبر على غيرة زوجته ، وعلى الزوجة كذلك وهي أكثر لأن الله أباح له أن يتزوج أكثر من واحدة فعليها أن تقبل بحكم الله ، وأن ترضى وتسعى لتلطيف الجو العائلي وعدم اصطناع المشاكل بدون مبرر شرعي ولا عرفي ، وإذا وجدت بعض المشاكل بسب أو آخر فعليهما الرجوع إلى الشرع والتحاكم إليه وقبول حكمه فلكل مشكل حل ، ولن يجدان حلا لمشكلهما إلا في شرع رب العالمين الذي أعطى كل ذي حق حقه ، وحكمه يرضي النفوس ويطمئنها إلا من كان في قلبه مرض أو أراد أن يتحاكم إلا الطاغوت ولم يرض بحكم الله تعالى .
وقد أمرنا الله تعالى بالسعي بالإصلاح بين الزوجين المتخاصمين ، وذكر طريقة الصلح بينهما وأخبرنا سبحانه أن الصلح خير ، فليس من شك أن جمع الشمل والتأليف بين الزوجين فيه خير كبير وكثير ، للأسرة الصغيرة ثم لعائلتيهماوالأرحامهما والأقاربهما وخاصة إذا كانا من عائلة واحدة ثم للمجتمع ، وإن أرادا الصلح وكانت نيتهما صادقة له وتناسي الأحقاد والمشاكل وفق الله بينهما كما وعد سبحانه والله لا يخلف الميعاد .
فإن في طلاق المرأة أو مفارقتها بالظهار واللعان ، أو الخلع فيه تفكك وتمزق للأسرة وتشريد للأولاد ثم لعائلتيهما ثم لأرحامهما وهذا مما يمزق المجتمع المسلم ، لذلك كان الصلح خير لهما ومن سعى إليه بارك الله في سعيه وكان أفضل من القائم لا يفتر والصائم لا يفطر وهو مما يحبه الله تعالى ويرضى به .
فإذا لم يتم الصلح بسبب أن الزوج اتهم زوجته بشيء مما ذكر في السؤال فعليها أن تلاعنه كما أمر الله تعالى حسما لمادة الشر ، ولكن إذا لاعنته فرق بينهما تفريقا أبديا فهذه القضية ينبغي أن تكون آخر العلاج ، فإذا رفض الحكم الشرعي وهو الإصلاح يسلك معه الحكم الوضعي فاليوم الطب جد متقدم في هذا المجال وعليها أن تبث له بالدليل الملموس أن التحاليل تدينه هو وأن الابنة ابنته ، فالطب يمكن أن يحل المشكلة بتحليل الدم والحمض النووي .فإن رفض ذلك فهذا أحد رجلين ..
الأول : رجل مريض بالغيرة يحتاج إلى علاج نفسي ، وهو التذكير بالله تعالى ، وأن يذكر بحقيقة الظلم والملاعنة ويذكر بعاقبتهما وعقوبتهما .
الثاني : أنه رجل يختلق الأعذار ليطلق هذه المرأة فيسلك هذا السبيل حتى يكسب القضية ولذلك أرى - والله أعلم - من العلاج الناجح الذي ينبغي لها أن تسلكه أول ما تسلكه أن تترك جميع الأمور التي ينتقدها عليها وينقم عليها بها حتى لو كانت مباحة ، سدا للذرائع التي ينفذ منها ، كالخروج بغير إذنه ، وأنها لا تخرج إلا معه ، والمبيت في غير بيته ، وأن لا تطل من نوافذ البيت أو شرفاتها ، وأن لا تخرج إلى الدرج أو أم الباب الخارجي من البيت وتحكي مع جاراتها إن كانت تسكن عمارة مشتركة ، وأن تحافظ على أن لا تظهر أمام أحد من غير محارمها بغير حجاب شرعي ، وأن تبتعد عن المجالس المختلطة العائلية ولو كانت محتشمة ، وأن لا تعانده في المناقشات والجدال ، وأن تطيعه وتعطيه حقه ولا ترفض له طلبا إلا إذا كان معصية ، وتصبر على حقها ، هذا السبيل الأول لإصلاحه.
والثاني : المرأة الصالحة التي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا تحاول أن تصلح زوجها وتعينه على الصلاح ، فالمرأة الصالحة هي طريق إلى صلاح الرجل ، ووراء كل رجل صالح عظيم امرأة صالحة كما يقولون ، وفي فسادها فساد عظيم للرجل والأسرة ، ومن طرق إصلاحه أن تعرض عليه التعدد وتنظر بما يرجع إليها ، ولها أن تسعى في ذلك بنفسها ، فلعلها مقصرة في حقه لا توفيه حقه كاملا عندها برود جنسي مما يدفعه أن يشك في حالتها وأنها ربما تقضي شهوتها مع غيره ، وهي بريئة ، وإنما يحصل ذلك بسبب برودة الجنس عندها إما طبيعة أو بكثرة الطلب عليها أو لمرض عندها أو تعب ، وهذا يوجد في النساء كما يوجد في الرجال فيدفع أيضا المرأة أن تشك في زوجها أنه يقضي شهوته مع غيرها لأنه لا يوفيها حقها بسبب ضعفه الجنسي طبيعة أو مرضا أو لكثرة استعماله ،أو تعب ، والأمر ليس كذلك ، ولكن الشيطان يعلب دوره في هذه الأمر ويسلط جنودا يحرصون الحرص الشديد على الإيقاع بين الزوجين .
واعلمي – يرحمك الله - أن عرضك عليه التعدد ليس هو من أجل قتل مشاعرك أو الاعتداء على حبك وحقك فيه ، ليس الأمر كذلك بل افعلي ذلك حتى تكسب وده وقلبه ، ويزداد حبا لك ، فالمرأة تكبر في عين زوجها بذلك ولن تخسره ؛ بل تكسبه وتكسب قلبه أكثر أقوله عن ثقة من نفسي أنه إن كان هذا الرجل يعرف قدر شرع الله ويقدر الزواج حق قدره ، فإن هذا الخلق منها سيفجر في أعماقه ونفسه نوعا من التقدير لها والاحترام والحب بل والحياء منها ، ويعلم بذلك أن هذه المرأة ليست أنانية ولا متعدية ظالمة بل هي كريمة متجاوبة محبة لما شرعه الله تعالى فيزداد بذلك حبا فيها وتقديرا لها .فإذا لم تفلح بذلك مع هذا الظالم الذي لا يراعي حقا ولا يقدر عاقبة فعليها أن تسلك ما ذكرته سابقا من الإصلاح العائلي الذي أمر الله به أولا ثم إجراء تحاليل وفحوصات طبية لإقامة الحجة عليه . ثم المباهلة أخيرا . وفقها الله وأصلحها وأصلح زوجها وذريتهما وأصلح كل زوجين سنين سلفيين إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

أبو الوليد خالد الصبحي
16-May-2013, 01:53 AM
جزيت خيرا شيخنا