المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتنة الشبهات وفتنة الشهوات | فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان



أم تراب السلفية
15-Jun-2013, 09:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.rslan.org/mp33//1094_fetnt_shobohat_shahawat_01.mp3

تفريغ جزء من خطبة ( فتنة الشبهات وفتنة الشهوات ) لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله ورعاه وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ليوم 5 شعبان 1434هـ :


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد
فالفتنة نوعان فتنة الشبهات وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات وقد يجتمعان للعبد وقد ينفرد بإحداهما . ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم ولا سيما إذا اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى فهنالك الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى فقل ما شئت في ضلال سيء القصد الحاكم عليه الهوى لا الهدى مع ضعف بصيرته مع قلة علمه بما بعث الله به رسوله فهو من الذين قال الله تعالى فيهم (إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ) وقد أخبر سبحانه أن اتباع الهوى يضل عن سبيل الله فقال (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) وهذه الفتنة يعني فتنة الشبهات مآلها إلأى الكفر والنفاق وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع على حسب مراتب بدعهم فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل والهدى بالضلال ولا يُنجي من هذه الفتنة إلا تجريد إتباع الرسول وتحكيمه صلى الله عليه وسلم في دق الدين وجله، ظاهره وباطنه، عقائده وأعماله، حقائقه وشرائعه، فيتلقى عنه حقائق الإيمان وشرائع الإسلام وما يثبته لله من الصفات والأفعال والأسماء وما ينفيه عنه كما يتلقى عنه وجوب الصلوات وأوقاتها وأعدادها ومقادير نصب الزكاوات ومستحقيها ووجوب الوضوء والغسل من الجنابة وكما يتلقى عنه وجوب صوم رمضان فلا يجعله رسولا في شيء دون شيء من أمور الدين والآفة الكبرى أن أكثر المتبعين يجعلون النبي الأمين رسولا في شيء دون شيء والرسول صلى الله عليه وسلم أرسله الله تعالى بالدين كله ظاهره وباطنه عقائده وشرائعه آدابه وأخلاقه عباداته ومعاملاته فمن تمسك بشيء وترك سواه فماهو بمتبع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يجعله رسولا في شيء دون شيء من أمور الدين بل هو رسول في كل شيء تحتاج إليه الأمة في العلم والعمل لا يُتلقى إلا عنه ولا يؤخذ إلا منه فالهدى كله دائر على أقواله وأفعاله وكل ما خرج عنها فهو ضلال فإذا عقد قلبه على ذلك وأعرض عما سواه ووزنه بما جاء به رسول الله فإن وافقه قبله لا لكون ذلك القول قاله بل لموافقته للرسالة وإن خالفه رده ولو قاله من قاله فهذا الذي ينجيه من فتنة الشبهات وإن فاته ذلك أصابه من فتنتها بحسب ما فاته منه وفتنة الشبهات تنشأ تارة من فهم فاسد وتارة من نقل كاذب وتارة من حق فائت خفي على الرجل فلم يظفر به وتارة من غرض فاسد وهوى متبع فهي من عمى في البصيرة وفساد في الإرادة .

وأما النوع الثاني من الفتنة ففتنة الشهوات وقد جمع سبحانه وتعالى بين ذكر الفتنتين في قوله (كانوا أشد منكم قوة وأكثر ) أي تمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها والخلاق هو النصيب المقدّر ثم قال (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) فهذا الخوض بالباطل وهو الشبهات فجمع بين ذكر الفتنتين في هذه الآية الكريمة المكرمة وأشار سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى ما يحصل به فساد القلوب والأ من الإستمتاع بالخلاق والخوض بالباطل لأن فساد الدين إما أن يكون باعتقاد الباطل والتكلم به أو بالعمل بخلاف العلم الصحيح فالأول هو البدع وما والاها والثاني فسق الأعمال فالأول فساد من جهة الشبهات والثاني من جهة الشهوات ولهذا كان السلف يقولون (احذروا من الناس صنفين صاحب هوى قد فتنه هواه وصاحب دنيا أعمته دنياه) وكانوا يقولون (احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون) وأصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع والهوى على العقل فالأول أصل فتنة الشبهة والثاني أصل فتنة الشهوة ففتنة الشبهات تدفع باليقين وفتنة الشهوات تدفع بالصبر لذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين فقال جل وعلا (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، وجمع بينهما أيضا في قوله (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) فتواصوا بالحق الذي يدفع الشبهات وبالصبر الذي يكف عن الشهوات وجمع بينهما في قوله (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) الأيدي القوى والقوائم في ذات الله والأبصار البصائر في أمر الله وعبارات السلفي تدور على ذلك وكما قيل (إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات) فبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة وإذا سلم العبد من فتنة الشبهات والشهوات حصل له أعظم غايتين مطلوبتين بهما سعادته وفلاحه وهما الهدى والرحمة قال تعالى عن موسى وفتاه (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) فجمع له بين الرحمة والعلم وذلك نظير قول أصحاب الكهف (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) فإن الرشد هو العلم بما ينفع والعمل به...

استمع للخطبة كاملة من هنا (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4076)

أم إبراهيم
16-Jun-2013, 02:44 AM
جزاك الله خيرا

أم عمر الموحدة
16-Jun-2013, 08:00 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا

ام جمانة السلفية
16-Jun-2013, 10:08 AM
بـــــــــــارك الله فيك أخيتي محاضرة قيمة حفظ الله علمائنا أجمعيييييييييين