المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يدعى البعض حب الوطن وهم يقومون بتخريب الوطن ،،،



ام عبد العزيز السلفية
16-Jun-2013, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
1218
يدعى البعض حب الوطن وهم يقومون بتخريب الوطن ،،،
حب الوطن لا يكون بالمظاهرات المخالفة للشرع والتى لا تأتى إلا بالشرور و التخريب وسفك الدماء.....


يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :-
======================

" أما بقية الأوطان فمحبتها محبة طبيعية لا يلام عليها الإنسان إلا إذا قدم محبتها على ما يحبه الله ورسوله، وللوطن بلد الإسلام لها حق على المواطن، والساكن فيها، من ذلك أن الله أوجب عليه أن يدافع عنها من أرادها بسوء، فإذا حوصرت البلد حاصرها العدو حصر البلد والوطن من العدو، وجب على كل من يستطيع الجهاد والدفاع أن يجاهد دفاعا عن وطنه وعن محارمه وعن حرمات المسلمين وممتلكات المسلمين، فرض عين على كل مسلم يستطيع الدفاع عن بلده إذا حوصرت وهو يستطيع الدفاع عنها ولا يستسلم وهو يقدر على المدافعة بأقصى ما يمكن.

وكذلك يجب على كل مسلم أن يحافظ على مرافق بلده ولا يعتدي عليها المرافق العامة التي هي من مصالح البلد وأهله، فيحترمها ولا يعتدي عليها ولا يؤذي المسلمين فيها، فيدافع عن مرافق البلد العامة كالمراعي ومحل الاحتطاب وغير ذلك مما يحتاجه البلد أن يعتدي عليه أحد لأن البلد بحاجة إلى ذلك، وكذلك جاء النهي من الرسول صلى الله عليه وسلم للذين يدنسون مرافق البلد أو يضايقون المسلمين فيها فقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا اللاعنين" قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال: "الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم"، فشوارع البلد وطرقات البلد يجب أن تصان، والا يجعل فيها العراقيل التي تؤذي المارة (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [سورة الأحزاب: 58] وقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الملاعنة الثلاث البراز في الموارد قارعة الطريق والظل" والموارد المراد بها موارد المياه، لا توضع فيها العراقيل أو الأنجاس أو القاذورات، تعطل الناس من ورود الماء، وورود البهائم، كالأنهار والسواقي والآبار والجدران وغير ذلك، فالماء الذي يرده الناس يجب أن يصان أن تصان جوانبه، من أن يوضع فيها ما يمنع الناس أو يؤذيهم أو يعرقلهم أو يقذر ذلك عليهم، فإن من فعل ذلك فهو ملعون، اتقوا الملاعن أي التي توجب اللعنة على من اعتدى عليها ولأن الناس يلعنونه، إذا آذاهم فيها، الموارد قارعة الطريق وهي الجادة المسلوكة التي يتطرقها الناس لا يجوز لأحد أن يضع فيها ما يعرقل السير ويؤذي المارة.

بل أنه جاء الشرع وجعل تنقيتها من شعب الإيمان قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" والذي ينحي الأذى عن الطريق عن طريق المسلمين له اجر عظيم وثواب جزيل، ولو الشجرة أو شيء يعرقل السير لا يجوز للإنسان أن يضعه، وإذا وضعه غيره فانه ينبغي له أن يزيله، يحصل على الأجر العظيم في إزالة الأذى عن المسلمين في طرقاتهم والظل الذي يستظل به الناس من الشجر والحدائق والمرافق التي يتنفس فيها أهل البلد ويستريحون فيها ويستظلون بأشجارها هذا لا يجوز لأحد أن يقذره عليهم أن يوسخه عليهم أن يغيره لأنه من صالح المسلمين.

فالذي يتعرض للظل النافع، هذا متعرض للعنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عده من الملاعن التي يلعن من غيرها أو أحدث فيها ما يعطلها أو ينقص الانتفاع بها، في حين أنه كثيرا من الناس هداهم الله إذا جاؤوا إلى ظل وسخوه وخلفوا فيه المخلفات من المآكل وغير ذلك ويوسخونه أيضا بالنجاسات، بحيث إذا رحل من المكان إذا هو قد تركه لا يصلح لمن يأتي بعده، وليس هذا من خصال المسلمين، المفروض أنه إذا انتفع بالظل وارتفق به أن يذكر إخوانه الذين يحتاجون إلى هذا الظل، فلا يترك فيه وسخا ولا يترك فيه مخلفات ولا يترك فيه ما يعطله أو ينقص الانتفاع به على الآخرين، فهذا واجب على المسلمين أن يحترموا مرافق البلد ويحافظوا عليها وينموها.

فكيف بالذين يدمرون مرافق البلد تدميراً ويهدونها هداً بالمتفجرات وغير ذلك، حتى المساجد لم تسلم منهم يفجرونها ويلقون فيها القنابل ويقتلون الناس في مساجدهم ويدمروا مبانيها ومرافقها، ويدعون أن هذا من الجهاد في سبيل الله وأنهم مجاهدون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فيجب التنبه لهذا والتنبيه من يجهل هذا الحكم ويغرر به ويلقى في باله أن هذا من الجهاد وأن فيه فضيلة، في حين أنه من التدمير والله لا يحب المفسدين، هذا من الإفساد في الأرض والله لا يحب المفسدين، فضلا عما يحصل من قتل الأبرياء قتل النفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فهم يرتكبون جرائم بل قد يقتلون أنفسهم يفجرون أنفسهم ويقولون هذه شهادة، كيف يكون قاتل نفسه شهيدا، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن قاتل نفسه في النار، والله جل وعلا قال: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا) [سورة النساء: 29-30] وفي الحديث الصحيح "أن من قتل نفسه في سم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم قتل نفسه بحديده حديدته في يده يجأ بها نفسه في نار جهنم ومن تردى من جبل فقتل نفسه تردى في جهنم"، والعياذ بالله، فقاتل نفسه مرتكب لكبيرة، كيف يقال أنه شهيد، مستوجب للنار، كيف يقال أنه في الجنة، والرسول صلى الله عليه وسلم اخبر أنه في النار، والله إنما جعل الشهادة للقتل في سبيله يُقتل قُتلوا (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [سورة آل عمران: 169] (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء) [سورة البقرة: 154] الذي يقتل في الجهاد تحت راية المسلمين هذا هو الشهيد، الذي يقتله غيره بيد الأعداء، أما الذي يقتل نفسه متعمدا فهذا مرتكب لكبيرة ومتوعد بالنار ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل كذا وكذا أي ذلك في سبيل الله قال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"، فالمرجع في هذا إلى قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم لا إلى قول المخربين والظالين والمخرفين، الذين يغسلون أدمغة الناس ويعطونهم هذه الأفكار الخبيثة، فتدميرهم لمصالح البلد ولمرافق البلد حتى المساجد لم تسلم منهم، أين هم والجهاد في سبيل الله، إذا كان من بال في الطرق أو تحت شجرة يستظل بها الناس، قد استوجب اللعنة، فكيف بالذي يدمر المرافق تدميرا على من فيها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فيجب أن هؤلاء يتوبون إلى الله عز وجل، ويعرفوا من هو صديقهم من عدوهم، ويتعلموا العلم النافع الذي يهديهم به الله إلى صراط مستقيم، ولا يتلقوا معلوماتهم عن أناس مضلين"

_______________________________________
المصدر : محاضرة مفرغة بعنوان (تأصيل الإنتماء والمواطنة الشرعية) للشيخ صالح الفوزان
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/1955

أم نور السلفية
16-Jun-2013, 11:14 PM
جزاكم الله خيرا

الجوهرة
07-Jan-2016, 08:01 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك

أم ريان السلفية
10-Jan-2016, 04:43 PM
جزاكم الله خيرا