المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [خطبة جمعة] خطبة :فتنة النساء ...الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
05-Jul-2013, 11:45 AM
فتنة النساء (http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_597.shtml)
http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0188/a0188-12.rm)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما

أما بعد فإن الله عز وجل يقول في كتابه (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) إن الفتنة التي حذر الله منها أن تشيع المعاصي والمنكرات فلا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر وهذا ولله الحمد معدوم في بلادنا من حيث الجملة ولكنه يوجد في بعض الأحيان شيء من ذلك أيها المسلمون إن من الفتنة ما وقع فيه بعض الناس من الانزلاق في الهاوية التي لا يخشى عليه وحده منها بل يخشى عليه وعلى غيره إن الفتنة التي وقع فيها بعض الناس فتنة النساء التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء إنها فتنة وقع فيها بعض من وقع من أراذل الناس حتى استأثروا لهواهم وعميت أبصارهم وعميت بصائرهم فانطمست أبصارهم حتى صاروا يتتبعون النساء في الشوارع والأسواق تغزل وصفير وهمسات وربما لمسات يتخبطون خبط عشواء كأنهم لا يرون الناس حولهم أو كأن الناس من حولهم بهائم لا من البشر لأنهم منغمسون في الشهوة مستهترون بالأخلاق متحدون للمجتمع غير خائفين من الله عز وجل ليس عندهم حياء وليس عندهم دين وإلا دين قليل لا يبالون بغيرهم ولا يبالون بحرمات المسلمين أيها المسلمون أيها المواطنون أيها المؤمنون بالله ورسوله إن الواجب علينا ونحن أمة مسلمة أن ننكر هذه الأعمال من أولئك إن علينا أن ننكرها لأنها تنافي صفات المؤمنين بالله واليوم الآخر إن علينا أن ننكرها لأنها وسيلة إلى الزنا الذي قال الله فيه محذرا منه )وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الاسراء:32) إن علينا أن ننكر هذه الأعمال لأنها إخلال بالأمن ونشر للخوف والذعر والفوضى إن علينا أن ننكرها لأنها سبب للعقوبة العاجلة والإثم في الدار الآخرة يقول الله عز وجل (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الاسراء:16) يأمرهم الله عز وجل أمرا كونيا قدريا بما يزينه الشيطان في قلوبهم من الفسق حتى إذا فسقوا حق على قريتهم القول فدمرها الله تدميرا لا عمارة بعده أيها المسلمون استمعوا إلى قول الله عز وجل في عباد الرحمن الذين يتجنبون ما يسخط الله عز وجل ومنه الزنى حيث قال سبحانه (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً)(الفرقان: من الآية68) (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) (الفرقان:69) (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) أيها المسلمون إن هذه الأخلاق السافلة والأعمال السيئة التي أنحط بها بعض الناس لم توجد في مجتمعنا إلا حين ضعف الدين وضعفت الغيرة وانتشرت أسباب الفتنة وضعف السلطان نوعا ما أما ضعف الدين فإنه لو كان عند هؤلاء المتتبعين للنساء المفتونين بهن لو كان عندهم قوة في دين الله ما تجرءوا على فعلهم ووقعوا في معصية الله و اشغلوا قلوبهم بذكر المخلوق عن ذكر الخالق أفتظنون أن هؤلاء الذين يتتبعون النساء أنهم يتتبعونها لحظة في مرورهم بهم ولكن إنهم يتذكرونهن في قلوبهم في بيوتهم في أسواقهم فينشغلون بذكر المخلوق عن ذكر الخالق يقول الله عز وجل (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30) إن هؤلاء المفتونين بالنساء المتتبعين لهن إنهم عندهم ضعف في الغيرة فإنه لو كان عند هؤلاء قوة في غيرتهم ما تجرءوا على فعل هذا وما فتنوا نساء إخوانهم ومواطنيهم إن مقتضى الأخوة أن يغار هؤلاء على نساء إخوانهم ومواطنيهم كما يغارون على نسائهم أنفسهم وإني لسائل هؤلاء أيرضى أحد منهم أن تتبع امرأته أو بنته أو أخته أو أحد من نسائه أو تغازل إنني أسأل هؤلاء هل ترضون أن يتبع أحد من الناس أحدا من نسائكم من زوجة أو بنت أو أخت أو تغازل إن الجواب سيكون بلا شك بالنفي فإذا كان لا يرضى ذلك في أهله فكيف تسوغ له نفسه أن يفعله في أهل غيره إنني أحذر هؤلاء المفتونين إنني أحذر هؤلاء المفتونين أن يسلط على أهليهم من يفعل بهم مثل ما فعلوه هم بأهل غيرهم أو أن يبتلى أحد من ذريته بهذا الداء العضال أيها المسلمون وأما أسباب الفتنة التي كثرت عند بعض الناس اليوم فأسبابها كثيرة منها وسائل الأعلام المسموعة والمنظورة والمقروءة يقع بين أيدي الشباب من ذكور وإناث صحف ومجلات فيها الصورة تثير الشهوة وتعصف بالعاطفة وتلهب نار العشق وفيها كذلك الكلام المثير لذلك ومن أسباب هذه الفتنة ما أنعم الله به علينا في هذه البلاد من الصحة والفراغ لكثرة المال وحسن الغذاء واستتباب الأمن والرخاء فأصبح القلب فارغاً والبدن عاطلا ولهذا لا تكاد تجد مفتونا بهذه الفتنة أعني النساء إلا أحد رجلين إما رجلا فاشلا ليس عنده عمل يشتغل به فيلهيه ويلحقه بركب الرجال الشرفاء فهو لا يعلم ولا يتعلم ولا يعمل عملاً خاصاً ولا يعمل بوظيفة لدى الحكومة أو غيرها استولى عليه الهوى فهوى به واستعذب الملح فباء بعذابه وإما رجل ذا عمل ولكنه مضيع لعمله غير مبال بما يترتب على إضاعته من نتائج وخيمة وعواقب سيئة أما الرجل المؤمن الشريف الحازم فلن ينزل بنفسه إلى سفاسف الأمور وأراذلها وإن من أسباب هذه الفتنة ما تقوم به بعض النساء من سلوك شاذ في الملبس والمظهر وغير ذلك سلوك يحطهن إلى الفتنة وينأى بهن عن نهج السلف الصالح تجد بعض النساء تخرج إلى السوق متبرجة بأجمل ما عندها من لباس ثم تستره بعباءة رهيفة أو قصيرة أو مرفوعة ليبرز ما تحتها من الثياب الجميلة فتكون كاسية عارية لباسها لباس نساء أهل النار كما قال ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا وإن من الفتنة ما يفعله بعض النساء من الخروج إلى السوق متحلية بالذهب والساعة الجميلة تمشي في الأسواق كاشفة يديها لتفتن من يراها وقد قال الله عز وجل (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ)(النور: من الآية31) ومن الناس من تخرج إلى السوق متطيبة وربما تختار أقوى الأطياب رائحة وألذها شما فلا تمر بأحد يشمه إلا أفتتن به أو كاد وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة هذا وهي خارجة إلى المسجد ولم تتطيب إلا بالبخور ومع ذلك نهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تشهد الصلاة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية ومن البلاء أن من النساء من تخرج إلى السوق شبه سافرة تغطي وجهها بغطاء رهيف لا يستر وجهها وربما يكسوه جمالاً ويستر معايبه أو تغطي وجهها بغطاء صفيق يحجب الوجه ولكنها تشده على الوجه شدا قويا حتى يبرز مقاطع وجهها ومن النساء من تمشي في السوق تبختراً وتأرجحاً وتمازح رفيقتها إن كانت معها وربما تقف على صاحب الدكان لحاجة أو لغير حاجة فتسترسل بالكلام معه وربما تدعو بالشيء أعطني كذا أعطني كذا وهي لا تريده ولكن لتزيد في الكلام مع صاحب الدكان وتستمر في الوقوف عنده وقد قال الله عز وجل لنساء النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وأطهر النساء عرضا وأبعدهن عن الفتنة قال لهن (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)(الأحزاب: من الآية32) وإن من النساء من تدخل إلى الدكاكين خالية بصاحب الدكان وهذا لا يجوز إذا كان يخشى من ذلك الفتنة ولا شك أن هذا ذريعة إلى الفتنة فلتتق الله النساء وليتق الله أولياؤهن فإنهم مسؤولون عنهن أيها المسلمون إننا قد وصفنا الداء فهل من دواء نعم هناك دواء فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء إن الدواء يكمن في أن نعرف أنفسنا وننزلها منزلتها حتى نكون قد قدرناها قدرها فنحن أيها المسلمون نحن ولله الحمد والثناء أمة مسلمة ندين لله تعالى بدين الإسلام ندين لله تعالى بدين العقيدة الصحيحة ندين لله تعالى بدين الآداب العالية والأخلاق الفاضلة ألستم كذلك إنكم تدينون ولله الحمد بدين الإسلام الذي هو أكمل الأديان عقيدة وأكملها عبادة وأكملها أخلاقا وأكملها معاملة إن عليكم أن تشكروا الله على هذه النعمة قبل أن تسلب منكم إن علينا أن نحذر الفتن أن نسعى في القضاء عليها وإزالة أسبابها إن على كل منا أن يربأ بنفسه عن سفاسف الأمور وأراذل الأخلاق إن على كل منا أن يكون عنده إيمان يمنعه عن انتهاك حرمات الله إن على كل منا أن يكون له غيرة يحتمي بها ويحمي بها أهله عن الفتنة إن على كل منا أن يقدر مسئوليته الخاصة والعامة وأن يحاسب نفسه هل قام بهذه المسئولية على الوجه الذي يرضي الله عز وجل وتبرأ به الذمة إن على كل منا أن يتذكر دائما قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6) إن على كل منا أن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهومسئول عن رعيته فكلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته هكذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حملنا صلوات الله وسلامه عليه هذه المسؤولية العظيمة كما أن ربنا جل وعلا حملنا إياها في قوله (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا)(التحريم: من الآية6) أيها المسلمون تذكروا ذلك وأعدوا لهذه المسؤولية جوابا يكون صوابا تنجون به إذا وقفتم بين يدي الله عز وجل أيها المسلمون إن هذه الأمة أمة واحدة كما قال الله عز وجل (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة)(المؤمنون: من الآية52) وإن على كل منا على كل واحد منا إذا رأى من امرأة خروجا عن الآداب والأخلاق الإسلامية أن ينصحها بقدر ما يستطيع بعيدا عن الفتنة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه أسأل الله تعالى في مقامي هذا أن يجعلني وإياكم من دعاة الحق وأنصاره أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والحافظين لحدود الله اللهم أبرم لهذه الأمة الإسلامية أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر اللهم ارزقنا شكر نعمتك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا لك مخلصين ولنبيك متبعين يا رب العالمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد أيها الناس فإنكم تستقبلون أيام الحج إلى بيت الله الحرام وإنني أكرر ما كنت أنبه عليه دائما وهو أن الإنسان المدين الذي عليه دين ينبغي له أن يقضي الدين قبل أن يحج لأن الإنسان المدين لا يجب عليه الحج فهو كالذي أدى الفريضة في أنه غير مطالب بها وليست مفروضة عليه فلو مات الإنسان المدين قبل أن يحج ثم لاقى الله عز وجل وسيلاقيه فإنه لا إثم عليه لأنه غير مفروض عليه الحج ما دام عليه دين كثير من الناس يكون محبا للحج شفيقا عليه فتحمله هذه المحبة وهذه الشفقة على أن يحج ولا يبالي بالدين الذي عليه ولكن هذا بلا شك من ضعف البصيرة فإن الدين واجب والحج على من عليه دين غير واجب ولا يليق بالعاقل الحازم أن يقدم غير الواجب على الواجب فأنت يا أخي اطمئن واسترح ما دام عليك دين فلا تحج لأن الحج ليس بواجب عليك والحمد لله رب العالمين وهذا من تيسير الله على عباده أن لم يوجب عليهم الحج حتى تبرأ ذممهم من حقوق الناس لأن حق الله عز وجل مبني على العفو والتسامح والفضل والإحسان وأما حقوق الناس فإنها مبنية على المشاحة ولكن إذا كان على الإنسان دين طويل الأمد مثل الدين الذي لصندوق التنمية العقارية وهو واثق من أنه كلما حل عليه القسط أوفاه فإنه في هذه الحال إذا توافر عنده المال وقت الحج فعليه أن يحج لأن هذا الدين قد أؤمن بالرهن الذي للصندوق وهي العمارة ولأن هذا الدين مضمون بحسب الظاهر حيث إن صاحبه واثق من أنه يوفيه كلما حل عليه القسط فكان في يده زائد على هذا الدين فليحج به أيها الأخوة إن كثيرا من الناس يظن أن الحج بل يظن أن الحج إذا كان على الإنسان دين فإنما ذلك راجع إلى إذن الدائن وإنه إذا استأذن منه فإنه لا بأس أن يحج ولكن هذا ليس بصحيح ذلك لأن الدائن إذا أذن له أن يحج لم يسقط شيء من الدين فالدين باقي في ذمته والمقصود إبراء الذمة من الدين لا إذن الدائن للمدين بالحج فأنت مثلا إذا توافر عندك ألفا ريال أي ألفان وعليك دين ثم أذن لك صاحب الدين أن تحج فإنك سوف تنفق هذه الألفين أو قريبا منها في الحج ولا يسقط عنك ما يقابلها من الدين إذاً فاصرفها في الدين فإنه أولى بك وأجدر وأحق ذلك لأن الدين مقدم على الحج لأن الحج لا يجب على من عليه دين إلا ما ذكرته في مسألة صندوق التنمية العقارية أيها المسلمون إنني لا أقول ذلك من أجل الشح عليكم في حج البيت ولكني أقول ذلك نصيحة لكم وحبا لإبراء ذممكم لأن الدين أمره عظيم فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نفس المؤمن معلقة بدينه يعني إذا مات حتى يقضى عنه قال العلماء معنى تعليقها أنها لا تتمتع بالنعيم في قبرها حتى يقضى دينه لأن الميت يبقى قلقا على هذا الدين الذي علقت به نفسه وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا قدمت إليه الجنازة سأل هل عليه دين فإن قالوا نعم عليه دين ولا وفاء له تأخر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه وقال صلوا على صاحبكم وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال الشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء ثم قال له جبريل إلا الدين فهذا يدل على عظم الدين للمخلوقين فأبرئوا أيها المسلمون أنفسكم قبل أن تأتوا بالحج الذي لم يفرضه الله عليكم واحمدوا الله على نعمه حيث لم يفرض عليكم الحج إلا بعد قضاء ديونكم نحمد الله على هذه النعمة نحمد الله على تيسيره ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع سبيله وأن يعيذنا من اتباع الهوى وأن يرزقنا اتباع الهدى إنه جواد كريم واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة أي اجتمعوا على دين الله في العقيدة والعبادة اجتمعوا على هذا الدين العظيم فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فسمعا لك يا ربنا وطاعة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته اللهم ارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم صلي على بقية الصحابة أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تعز المسلمين في كل مكان اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وترغبهم فيه وأبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أرفع عن إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أرفع عنهم ما حل بهم اللهم أرفع عنهم ما حل بهم من العدوان والظلم من نصارى الصرب اللهم فرج كرباتهم اللهم كفر سيئاتهم اللهم أنصرهم نصرا مؤزرا وأفتح لهم فتحا مبينا يا رب العالمين الله أهزم أعداءهم من الصرب ومن عاونهم على ذلك اللهم أنصر أعداءهم من الصرب اللهم أمنح إخواننا رقاب أعدائهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم يا رب العالمين اللهم فارج الكربات مجيب الدعوات سامع الأصوات مغيث اللهفات منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب أنصر إخواننا في البوسنة والهرسك على أعدائهم من الصرب اللهم أنزل بأعدائهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أحصهم عددا وأهلكهم بددا اللهم شتت شملهم اللهم فرق جمعهم اللهم أهزم جندهم اللهم أجعل بأسهم بينهم جميعا يتقاتلون حتى يفني بعضهم بعضا يا رب العالمين اللهم من أعانهم من دول الكفر والطغيان اللهم فأذله واجعل كبرياءه صغارا يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير أيها الأخوة المسلمون إنني أدعو نفسي وإياكم إلى الإلحاح على رب العالمين بالدعوة أن ينصر إخوانكم في هذه البلاد أعني بلاد البوسنة والهرسك ادعوا الله تعالى في سجودكم ادعوا الله تعالى بين الآذان والإقامة ادعوا الله تعالى في الثلث الآخر من الليل فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيقول .....