المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " اِنْتِزَاعُ العُقُولِ فِي سِبَاقِ الفِتَنِ "



أبو عبدالله قرة العين
13-Jul-2013, 05:06 AM
" اِنْتِزَاعُ العُقُولِ فِي سِبَاقِ الفِتَنِ "
===================
الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،وبعد :
فإن الأمة الإسلامية تَمُرُّ بظروف عصيبة لم تشهد مثلها من قبل ،حيث كثرةُ الفتن بموبقاتها وكبائرها ،وفحشها وفواحشها ،ومتغيراتها وثوابتها ،يصبح فيها المرءُ مؤمنا ،ويمسي كافرا ،ويمسي مؤمنا ،ويصبح كافرا !،مصداقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :"قال بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- .

والعجيب حقا !،هو إصرار الجماهير على مباشرة الفتنة بأنفسهم لتصعيد الأحداث وتضخيمها ،ونشر الفوضى وتكثيرها ،ولمزيد من سفْكِ الدماء وإراقتها ،ولتكون (البلطجة) هي الخلق السائد ،والسلوك المتبنى ،فيُنتزَع الأمن ،وتفقد الأمة استقرارها ،ويشيع الفساد والإفساد بكل ضروبه وأشكاله ،حتى يشمل المناحي الدينية ،والاجتماعية ،والسياسية ،والتعليمية ،والأخلاقية ،والسلوكية ،والاقتصادية ،وقد كان !!.
ثم ترى أبناء الأمة -إلا من رحم اللهُ- لا يبالون بما يحدث ،ولا يهتمون بما يجري ،وكأنهم دولة من داخل دولة ،تعمل على إرهاقها وإضعافها ،ومن ثَمَّ إبادتها والقضاء عليها !!!.

ولقد نجح العدو بجميع أطيافه في استخدام الشعوب المسلمة استخداما مزريا ،ونجحوا في اللعب بعقولهم ،فجعلوهم يفكرون كما أحبوا لهم أن يفكروا ،وبالطريقة التي بها يفكرون .
ألا ترى إلى ما خطته أيدهم ،وسطرته أقلامهم ،وأفرزته عقولهم في بروتوكولاتهم وغيرها من مخططاتهم ،كيف تبرز لنا مدى انقياد كثير من الشعوب المسلمة لتلك الأفكار الصهيونية الماسونية ،ومدى تأثُّرِهم بها في التوجه والسلوك ،والفكرة والتطبيق !!.
ففي بروتوكولات حكماء صهيون يخططون للفتك بنا وبمقدساتنا .
فمن حيث إفساد الحياة الاجتماعية يقولون :
" ....في الزمن الماضي، كنا نحن أول من نادى في جماهير الشعب بكلمات الحرية والعدالة والمساواة، وهي كلمات لم تزل تردد إلى اليوم، ويرددها من هم بالببغاوات أشبه، ينقضُّون على طُعم الشرك من كل جو وسماء، فأفسدوا على العالم رفاهيته كما أفسدوا على الفرد حريته الحقيقية، وكانت من قبل في حرز من عبث الدهماء.
والذين يرجى أن يكونوا حكماء عقلاء من الغوييم[كل من هم من غير اليهود]، وأهل فكر وروية، لم يستطيعوا أن يفهموا شيئا من معاني هذه الألفاظ التي ينادون بها، الفارغة الجوفاء؛.....، ولا أن يتبينوا أن ليس في أصل الطبيعة مساواة، ولا يمكن أن تكون هناك حرية ....
وعَجَز أولئك أيضا عن أن يدركوا أن الدهماء قوة عمياء ....وفي جميع جنبات الدنيا, كان من شأن كلمات حرية ـ عدالة ـ مساواة أن اجتذبت إلي صفوفنا على يد دعاتنا وعملائنا المسخرين, مَن لا يحصيهم عدّ من الذين رفعوا راياتنا بالهتاف. وكانت هذه الكلمات, دائما هي السوس الذي ينخر في رفاهية الغوييم ويقتلع الأمن والراحة من ربوعهم, ويذهب بالهدوء, ويسلبهم روح التضامن, وينسف بالتالي جميع الأسس التي تقوم عليها دول الغويا".
وفي الناحية المجتمعية يبرزون إفسادهم قائلين :
".....واتخذ طلاب الوصول، وهم أكثر من أن يُحصوا، من قاعات البرلمانات والمجالس الإدارية العالية، ساحات ومنابر للخطابة الرخيصة. وكثر الصحافيون المحترفون وأصحاب الأقلام الذين يعيشون على حرفة التحرش والوقيعة .....واتسع شيوع المخازي من سوء استعمال صلاحيات الوظائف اتساعا يدلّ على أن مؤسسات الدولة بأصولها وفروعها، قد تهيأت ونضجت لتعصف بها الرياح المقبلة، فيثور الشعب برعاعه ودهمائه، ويجعل عالي الأمور سافلها.
.....فنأتي نحن الآن بدورنا، ونظهر على المسرح مدّعين حبَّ إنقاذ العامل الفقير مما هو فيه من بلاء. فندعوه أن ينتظم في صفوف جندنا المقاتل تحت لواء الاشتراكية الفوضوية والشيوعية، وأما حملة هذه الألوية فمن دأبنا أن نساعدهم اتباعاً لقاعدةٍ أخويةٍ مزعومة وهي : تضامن الإنسانية، وتلك من قواعد الماسونية عندنا".
ومن جهة تأثيرهم في السلوكيات يصرحون بقولهم :
".....ونرى الغوييم قد فقدوا صحة التفكير كأنهم في ضلال.....فالشعوب كما ترون، تجرّم البريء وتطلق المجرم. وتظل على مزيد من الاعتقاد أنها تستطيع أن تفعل ما تشاء. وشكراً لهذه الحال: فالشعب يدمّر كل شيء وطيد ثابت، ويخلق الاضطراب في كل خطوة يخطوها.
فكلمة حرية تجرّ الجماعات إلى مقاتلة كل قوة وتسلط، حتى أنها لتقاتل الله [أستغفر الله ،عياذا بالله ،تعالى الله عما يقول الكافرون والظالمون علوا كبيرا]وتقاوم سننه في الطبيعة. ولهذا السبب نحن متى ما أقمنا ملكنا، سنمحو هذه الكلمة من معجم الحياة، لأنها توحي بمبدأ القوة الغاشمة التي تجعل الدهماء عطاشاً إلى الدماء كالحيوانات".
أما عن حقيقة مخططهم نحو الدين وارتباط الناس به فيقولون :
".......فإذا ساد الإيمان بالله، فيمكن أن يحكم الشعب، بأن تقسم الأرض إلى أقاليم، وعلى كل إقليم راعيه الوصيّ، فيسير الشعب راضياً قنوعاً تحت إرشاد الراعي الروحي، إلى ما فيه مشيئة الله على الأرض، وهذا هو السبب في أنه من المحتَّم علينا أن ننسف الدين كله، لنمزق من أذهان الغوييم المبدأ القائل بأن هناك آلهاً رباً، وروحاً، ونضع موضع ذلك الأرقام الحسابية والحاجات المادية. ولكي لا نعطي الغوييم وقتاً للتفكير والرويًّة، فيجب تحويل أذهانهم إلى الصناعة والتجارة. وبهذا، تُبتَلع جميع الأمم وهي مشغولة بالانسياق وراء الكسب والغنم، فتلهو بما في أيدينا، ويصرفها ذلك عن الالتفات إلى من هو في نظرها العدو المشترك .
......ولكي يتسنى لنا الاستيلاء على الرأي العام يجب علينا أن نرميه بما يحيّره ويخرجه عن طوقه، وذلك عن طريق جَعل إبداء الرأي العام حقّاً شائعاً مفتوح الباب للجميع، ليلقي كلٌ بدلوه في الدلاء. فتتناقض الآراء ويشتدّ التشاحن، ويطول الحال والمقال، والناس في كل ذلك متضاربو النزعة......".
أما عن صنعهم للمناهج المنحرفة ،والمذاهب الفكرية الضالة ،قالوا :
".....وإن كلمات ليبرالية وما يشتق من معانيها، الكلمات التي هي في الواقع من شعاراتنا الماسونية، كالحرية والعدالة والمساواة، سنبدلها عندما نقيم مملكتنا، إلى كلمات لا تحمل هذا المعنى الشعاري بعد ذلك، وإنما يغدو معناها الوحيد مجرد الدلالة على صور مثالية.....وقد يكون هناك من السبب، ما يحملنا على التخوف من اتحاد يقع بين القوة المبصرة التي لملوك الغوييم، الجالسين على العروش، وبين القوة العمياء التي للدهماء، ولكننا قد اتخذنا من لازم التدابير ما يكفي لمواجهة مثل هذا الاحتمال إذا لاح: فإننا قد نصبنا بين هاتين القوتين متراساً حاجزاً يرى فيه كل فريق الرعب والهول يأتيانه من قِبَلهِ. وبهذه الطريقة، تبقي القوة العمياء في جانبنا......
ولكي لا تستطيع يد القوة العمياء التفلت من سلطاننا عليها، فيجب من جهتنا بين وقت وآخر، أن نتصل بها اتصالاً مباشراً، وهذا إذا لم يكن على يد أشخاص (من الغوييم) فيكون على يد أحد إخواننا الذي هو عندنا ثقة خالصة....
.....وأما شباب الغوييم فقد فتنّاهم في عقولهم، ودوخنا رؤوسهم، وأفسدناهم بتربيتنا إياهم على المبادئ والنظريات التي نعلم أنها فاسدة، مع أننا نحن الذين لقَّنَّاهم ما تربوا عليه.....
ولَمّا أدخلنا اسم الليبرالية على جهاز الدولة، تسممت الشرايين كلها، وياله من مرض قاتل، فما علينا بعد ذلك إلاّ انتظار الحشرجة وسكرات الموت.....إن الليبرالية أنتجت الدول الدستورية التي حَلت محل الشيء الوحيد الذي كان يقي الغوييم - السلطة المستبدة.
والدستور، كما تعلمون جيداً، ما هو إلا مدرسة لتعليم فنون الانشقاق، والشغب، وسوء الفهم، والمنابذة، وتنازع الرأي بالرد والمخالفة، والمشاكسة الحزبية العقيمة، والتباهي بإظهار النزوات. وبكلمة واحدة: مدرسة لإعداد العناصر التي تفتك بشخصية الدولة وتقتل نشاطها. ومنبر الثرثارين وهو ليس أقل من الصحف إفساداً في هذا الباب، راح ينعي على الحكام خمولهم وانحلال قواهم، فَجَعَلهم كمن لا يرجى منه خيرٌ أو نفع. وهذا السبب كان حقاً، العامل الأول في القيام على كثيرين من الحكام فأُسقطوا من على كراسيهم".
أما عن مكرهم ودهائهم في إفشال الحياة السياسية وإفشادها فيقولون :
".....وحينئذ نكون قد أصبحنا في وضعٍ يمكننا من إغفال القيمة الشكلية في إجراء الأمور التي يكون الرئيس المطواع هو المسؤول عنها. ثم وماذا يهمنا إذا رأينا الذين يتهافتون على الكراسي والوصول إلى الحكم، يَفني بعضهم بعضاً، في حال ظهور أزمةٍ مغلقة ناشئة عن استحالة العثور على رئيس جديد، ومثل هذه الأزمة يوقع البلاد في الداهية الدهياء.
......ثم ينبري الرئيس، بإيعازٍ منا، يبيّن أن منشأ هذه العقدة إنما هو تضارب التفاسير القانونية المتعددة، ثم يُلغِي كل ذلك عندما نشير إليه بالإلغاء. ويكون له الحق بعد ذلك أن يقترح ويضع قوانين مؤقتة، بل أكثر من هذا، أن يتخطى أحكام الدستور، وحجته في هذين الأمرين ما تقتضيه مصلحة الدولة العليا.
.....لكننا إذا أعطينا الأمم فترة تنفس واستراحة، فاليوم الذي نرتقبه، يقلُّ الأمل كثيراً في الوصول إليه.
.....الغوييم قطيع من الغنم، ونحن ذئابهم. وتعلمون ماذا يحلّ بالغنم إذا جاءتها الذئاب.
....فلأي غاية، نسأل الآن، قمنا باختراع هذه السياسة، وتلقيح أذهان الغوييم بها دون أن نعطيهم الفرصة للتفكير فيما وراءها؟ هل الغاية إلا أن نبلغ من هذا كله، بطريق المراوغة والدوران، ما لا نستطيع بلوغه بسلوكنا الطريق المستقيم؟ هذا لعمري هو الأساس الذي قامت عليه مؤسستنا الماسونية السرية التي لا تعرف حيوانات الغوييم من أمرها شيئاً يذكر، ولا من أغراضها الخفية إلا ما يؤخذ بالظن والتقدير. فاجتذبنا الغوييم إلى القافلة الجرارة من معارض الأندية والمحافل الماسونية فقامت هذه المحافل بذرّ الرماد في عيون أعضائها....".
وأما عن عمالة جزء كبير معهم ،وسيطرتهم على مساحة شاعة من وسائل الإعلام فاسمع لما يقولون :
"وأرجو منكم أن تلاحظوا أن بين الصحف المهاجمة لنا، تكون هناك صحف أخرى حقيقتها مستترة، وكلهم في الحلبة شيء واحد، غير أن المستترة بقناع هي الصحف التي نحن أنشأناها سرّاً، فإذا حملتْ علينا ونَقَدتْنا، فإنما هي تفعل ذلك في الموضوعات التي نكون نحن قد قرَّرنا من قَبْل، أن يجري تعديلها، ولا ضرر من إثارة النقد في مثل هذا الظرف.
ولن تصل إذاعة أيُّ نبأٍ إلى الجمهور عن طريق الصحف، قبل أن تكون مادة الخبر قد مرت علينا. وكاد هذا الأمر يكون واقعاً اليوم على هذا الوجه، وزمامه بأيدينا، على ما نراه في شركات الأنباء والأخبار قليلة العدد، حيث تتوافد عليها الأنباء من مختلف أنحاء العالم، وفي اليوم القادم سيكون أمر هذه الشركات لنا نصرّفه كيف نشاء، ولن يُطْلَق نبأ واحد إلى العالم إلا ما نمليه نحن.
.....وبهذه الوسيلة والتدابير، تغدو أداة النشر الفكري في آفاق الرأي العام، أداةً تعليمية في يد حكومتنا....
ومن منا لا يعلم أن هذه الفبركات الخيالية الموهومة، ما هي إلا الطريق التي تؤدي توّاً إلى متاهات التفكير الجنوني، وهذا التفكير الجنوني يفضي بصاحبه إلى حيث تتولد بذور الفوضوية، تنتشر بين الناس أنفسهم ثم بينهم وبين السلطة، لأن التقدم، أو بالأحرى فكرة التقدم كان السبب في الانطلاق إلى التحرر من كل نوع بلا ضابط، وكل ذلك جمد بالتالي وتوقف عن عجز. وجميع من يسمون بالأحرار هم دعاة فوضوية، وإذا لم يكونوا هكذا في الواقع فعلى الأقل هم هكذا في الفكرة. وكل واحد من هؤلاء راح يتخبط وراء خيالاته، ويزداد إفراطاً وجنوناً حتى يقع في حفرة الفوضى، فيصيح ويحتج، لا من أجل شيء بل لمجرد شقشقة الألسنة بالاحتجاج.
.....ولا يشك الرأي العام في ما نصنع، إذ كل الصحف التي تنتمي إلينا ستكون من حيث المظهر جامعة لمختلف النزعات و الآراء المعارضة، وهذا ما يوهم الجمهور، دون أن يدري ما وراءه، ويستدني إلينا الخصوم الذين لم يمعنوا في إساءة الظنون بنا، فنتلقاهم، ونستلَّ منهم الأشواك، فيغدون ولا ضرر منهم.
ففي الصف الأول تأتى الصحف ذات الصبغة الرسمية، الناطقة بلساننا. وهذه الصحف هي الحارس على مصالحنا دائماً، ولذلك لا يكون لها تأثير كبير في مجرى حركة الرأي العام.
وفي الصف الثاني تأتي الصحف التي صبغتها شبه رسمية، وهذه هدفها استمالة الفاترين الباردين، والذين هم على مفترق الطرق، وقليلاً ما يبالون.
وفي الصف الثالث الصحف التي نعهد إليها في معارضتنا في الطاهر، وفي واحدة منهن على الأقل ينبغي أن تكون المعارضة على اشدّ ما يمكن من المرارة. أما خصومنا الحقيقيون فانهم في سرهم سيرتضون هذه الحال بصمت، فلا يفطنون أن المسألة تمثيل خادع على المسرح، فتجوز عليهم الحيلة. وبهذه الحيلة التي انطلت عليهم، يكشفون لنا عن أوراقهم.
وجميع صحفنا التي تشرب من مائنا ستحمل شتى الوجوه والسحنات والنزعات: من أرستقراطية، إلى جمهورية، إلى ثورية، إلى فوضوية، إلى آخر ما تحتمله قائمة الأسماء. وستكون هذه الصحف كصنم فشنو في الهند لها مئة ذراع وذراع، وكل عين من عيونها مفتوحة على ناحية من نواحي الرأي العام. فإذا ما اشتد نبض صحفيّ ما، وظهرت حُمَّى من الحميات، فتلك الأيدي ترشد الرأي العام إلى ما نريد، لأن المريض، الثائر النفس، يفقد توازن الفكر ويميل إلى قبول نصيحة تعمل على تسكينه والتخفيف عنه. وأولئك المجانين الذين يظنون أنهم على حق في ترديد ما قالته جريدتهم الناطقة بلسان معسكرهم، يكونون في الواقع يرددون مقالتنا نحن من حيث أصل الفكرة، أو ما يجري مجراها من أمثالها. ويكون عبثاً ظنهم أنهم يتعلقون بما هو من بضاعتهم، بينما الراية التي يدافعون عنها، وتحتها يقفون، هي رايتنا مرفوعة فوق رؤوسهم.
...... ثم أن الجماهير بحكم ما الفته واعتادته من قلة التفكير داخل آفاقها النفسية، ولا قدرة لها على الاستنباط، تراها شرعت تقلدنا وتنسج على منوالنا في التفكير إذ نحن وحدنا من يقدم إليها المناحي الفكرية... وطبعاً لا يكون هذا إلا على يد أشخاص لا شك في إخلاصهم لنا".
وفي مجال إلقاء الشبه على الناس فيما يتعلق بدينهم ومعتقدهم وثقافتهم يقولون :
"....وسيتولى فلاسفتنا بالشرح والتوضيح، الكشف عما تنطوي عليه معتقدات الغوييم الدينية من عوار.....وفي خلال القرون التي تنعت بقرون النور والتقدم، وَضَعْنا في أيدي الناس ضروباً من مادة الآداب المنشورة بالطباعة، هي غايةٌ في التفاهة والقذارة والغثاثة.
....وسيقوم حكماؤنا، المهيأوون لقيادة الغوييم، بوضع المحاضرات ورسم الخطط والمشروعات، وكتب المذكرات وصنوف المقالات، مما نستعمله نحن لفائدتنا، فيسري أثره إلى عقول الغوييم تتلقح به وتستضيء بنوره بالاقتباس منه، إستدراراً للمعارف، على ما قررت مناهجنا".
وهذا ما يقولونه في إفسادهم للقضاة ،وهو طبيعي لازم لانحراف القضاة عن الاستقاء من دينهم ،ولانعدام احتكامهم لنصوص الشرع الحنيف ،وتقديمهم لنصوص القوانين الوضعية على شرع ربهم :
"....ومثل ذلك يقال في القضاة: فقضاتنا سيعلمون أنهم إذا انحازوا بعامل الرحمة والشفقة، فيكونون بهذا قد خالفوا قانون العدالة، القانون الذي وضع لتقديس شخصية الفرد، عن طريق عقاب المجرم على ما ارتكبه من جرم، وليس موقف القاضي هنا أن يظهر ما في صدره من عاطفة حنان ورأفة، إذ هو هنا لإجراء الحكم فحسب، لا للميل إلى ما في نفسه. فإذا كان للقاضي عواطف وميول خاصة، فليمارس ذلك في شؤون حياته الخاصة، لا في ساحة القضاء، حيث القضية هنا هي تعليم وإرشاد لخير الحياة الإنسانية.
....فالذي يودّ أن يشغل عملاً ما، عليه أن يستحقه بالطاعة. وعلى الجملة، فإننا سنختار قضاتنا من الذين آمنوا كل الإيمان بأن الواجبات المطلوب منهم القيام بها هي العقاب على الجريمة، وتطبيق القانون، لا مجاراة الأهواء الليبرالية، على حساب الآلة التهذيبية في الدولة، على نحو ما يفعل الغوييم اليوم.
.....وفي أيامنا هذه، نرى قضاة الغوييم ينحرفون عند النظر في كل نوع من أنواع الجرائم، فلا يفهمون فهماً سليماً معنى ما عهد إليهم فيه، ذلك لأن حكامهم عند اختيار القضاة لا يهمهم أن يكون القاضي متشبعة نفسه بحب التجرد ليستطيع موازنة الأمور بحكمة وإصابة. وكما تُطلِقُ الحيوانات صغارها لترعى حيث تريد، كذلك يفعل الغوييم بتسليط الموظفين على المصالح والأعمال، ليعتصروا منها ما يشاءون لأنفسهم، وهذا هو السبب في ما يحل بحكوماتهم من خراب، فهم في الواقع يخربونها بأيديهم، عن طريق عمالهم".
وفي تشويه الأجيال ،وجعلهم مسوخا عن طريق إضعاف المنهج التعليمي والتربوي يقولون :
".....علينا أن نبدأ بتفكيك حلقات المرحلة الأولى من هذا وهي الجامعات. والطريقة، أن ننقض وننفض أساليب التعليم من أساسها، ونُفْرِغَها في أساليب جديدة وتوجيه حديث. والأساتذة والقائمون بالوظائف التعليمية، يُهيّأون تهيئةً خاصة وفق برامج سرية عملية ...وسَنخْرج من مادة التعليم الجامعي دستور الدولة وكل ما يمت إليه وإلى المسائل السياسية بصلة....وبهذا تقف الجامعات عن أن تقذف إلى العالم كل سنة بطائفة بعد طائفة من المخنثين الذين ينطلقون بخفةٍ لتلفيق المخططات الدستورية ورسم المشروعات الهوائية، راقصين حول هذا كأنهم على مسرح في رواية مضحكة أو مأساة، يتلهون بمناقشة موضوعات هي فوق مداركهم، ولم يسبق لآبائهم أن حذقوا شيئاً من دقة الفكر.
وتعريف الجمهرة من الناس تعريفاً سيئاً ملتوياً، بشؤون الدولة ومسائلها، وهم يأخذون هذا بعقول فَجَّة، أمرٌ لا ينتج عنه سوى العنصر الذي يركبه الهوس والخيال، يرافقه المواطن الرديء السيرة.....فالواجب الذي علينا هو أن ننقلهم إلى حيّز تعليمٍ آخر، يتعلمون فيه جميع المبادئ والقواعد والأصول، مما كان رائعاً في نسف نظامهم.
فهذا كله سنذهب به، ونضع محله تدريس برامج المستقبل. وسنمحو من أذهان الناس جميع ما وعته من وقائع القرون الخالية، مما لا نرى فيه الخير لنا، ولا نبقي إلا على ما يسجل المزالق على حكومات الغوييم. وما يحتل المكان الأول في برامج التعليم الجديدة، تدريس أصول الحياة العملية، والواجب نحو النظام، ونحو علاقات الناس بين بعضهم بعضاً....وأخيراً فلسفة النظريات الجديدة....وبكلمة موجزة، إننا نعلم بالتجربة لعدة قرون، أن الشعب إنما يعيش على الآراء ويهتدي بها، ويرتضع هذه الآراء عن طريق التعليم الذي يدارج مراحل الحياة....فلا يبقى خيط من خيوط الفكر المستقل إلا وطرفه بيدنا، وهو ما كنا نستعمله سابقاً لاستمالة الشعوب واجتذاب أفكارها.
وأسلوب التعليم المُلْجِم للعقول، والطامس على الأذهان، مُطَبّقٌ اليوم في المنهج المعروف بدروس الأشياء Object Lessons وهذه الطريقة غايتها إخمال أذهان الغوييم ودفعها نحو البلادة والاسترخاء، تنتظر أن يؤتى إليها بالأمثلة من الأشياء المحسوسة، جاهزة الشكل لتعرف ماهيتها بالصورة المشاهدة (بدلاً من أعمال الفكرة)...
أما عن تشويه صورة أهل العلم ورجال الدين ،فهذا مخططهم :
"....وقد سبق لنا فيما مضى من الوقت أن بذلنا جهداً لإسقاط هيبة رجال الدين عند الغوييم، وقصَدْنا بذلك أن نفسد عليهم رسالتهم في الأرض، وهي الرسالة التي يُحْتَمَل أنها لا تزال بنفوذها عقبةً كؤوداً في طريقنا. ولا نرى هذا النفوذ في الوقت الحاضر إلا في تناقض يوماً بعد يوم. أما حرية الضمير فقد انتشرت وعمّت في كل مكان....
وفي خلال هذا الوقت، ونحن نعلّم الشباب وننهج بهم على تقاليد دينية جديدة، تمهيداً للوصول بعد ذلك إلى ديننا، لن نحرك ساكناً تحريكاً مكشوفاً،.....بل نكتفي من قتالنا لها بشنّ حملات الانتقاد الهدَّام، مما يؤدي إلى الانشقاق والفرقة.
وعلى الجملة، وما يصحُّ قوله الآن، ينبغي أن تستمر صحافتنا المعاصرة في شن حملات النقد اللاذع على الدول في أعمالها، وعلى الأديان، وعلى ما يتردًّى فيه الغوييم من عجز وضعف، وينبغي أن تكون لهجة الحملات بالغة حد العنف، خارجة عن آداب الخطاب، حتى تتواطأ الوسائل كلها في إضعاف الهيبة وتهشيمها.....وإنما من أجل هذه الغاية، رحنا نشيد بمزية الاستشهاد، في الصحف، ومن على المنابر العامة، بأساليب ضمنية، لا مباشرةً ولا مكشوفة، ولا سيما في الكتب المدرسية، ككتب التاريخ الموضوعة وضعاً دقيقاً، وكل ذلك مما يرفع في الظاهر من شأن الاستشهاد المزعوم أنه في سبيل مصلحة الشعب. فنتج عن عملنا هذا بهذه الوسائل، أن ازداد عدد أحرار الغوييم فانضووا إلينا، وهم آلاف، وانضموا إلى صفوف الحيوانات من ماشيتنا". انتهى بتصرف شديد من (بروتوكولات حكماء صعهون ) ألا لعنة الله على الظالمين .

فيا أيتها الأمة المسلمة ،أين ذهبت عقولكم ؟!
ألا يدرك أصحاب الطيش والتهور والعجلة أنهم بلا عقول ،وأنهم سفهاء القوم وحمقاهم ؟!، من كل داع إلى ثورات ،والتظاهرات ،والإضرابات ،والاعتصامات ،والعصيان المدني .
ألا يدرك عشاق الانفلات والتسيُّب أنهم حيوانات لا عقل لها في صورة آدميين ؟! ،من كل متحلل عن أواصر الشرع الحكيم ،غير مبال بعصيانه لله رب العالمين .
ألا يفطن إخوان التجارب الفاشلة أن تجريب المجرب خلل في العقل لا يصدر إلا عن مأفون ،قد تردد في حيرته ،وسدر في غيه ،وتاه في ظلمة عقله ،وسار في الناس وفي نفسه سيرة المجانين .
ألا ينتهي الإعلاميون عن سجن عقولهم في سرداب عمالتهم لمصالح أنفسهم ،أو عمالتهم لنشر إباحيات ،وفوضويات و،كفريات ،وشركيات الغرب والصهاينة لتحقيق مآربهم بتحقيق مآربهم ،ولو على حساب الشعب المسلم المسكين الذي وثق بهم .
ما أكثر الكذب الذي يتقلب فيه الإعلاميون بكل أطيافهم وأجناسهم ،وما أشد العجب من أناس يقصدقونهم بكل ما بدى وظهر وانكشف من خستهم ودناءتهم ،وفجورهم وعمالتهم ،وسعيهم الحثيث في نشر الفوضى ،وإغراق الأمة ،ومحاربة الدين بكل ما أوتوا من قوة .
قد وظفوا أقلامهم لتشويه الحقائق ،وتسطير الزيف والخنا والبوائق ،وسلطوا ألسنتهم لرد الحق وبطره ،ومحاربة الإسلام بذكر محاسن علمانيتهم وليبراليتهم ،أو بتلميع اشتراكيتهم وشيوعيتهم ،سخروا عقولهم التي هي من جنس عقول الحمقى والمغفلين ،أو إن شئت قلت عقول المجانين ،في تصوير المحال على أنه ممكن ،أو لإثبات اجتماع الضدين أو ارتفاعهما في آن ،ثقافتهم ذبابية ،ورؤيتهم للحقائق ضبابية ،أرجفوا في البلاد ،وضيعوا العباد ،وحرفوا النصوص ،واستضافوا للطعن في الحق وأهله اللصوص ،وهذا قليل من كثير ،وسأفرد لهم مقالا مستقلا أن شاء الله رب العالمين .
ألا ينتهي أصحاب البدع والأهواء ؟!، وما أدراك ما أصحاب البدع والأهواء ؟! ،قوم إلى دين الشيطان منهم إلى دين الرحمن أقرب ،يتبعون سوى مذهب أهل السنة كل مذهب ،انتصارهم للحق نادر ،وانتصارهم للباطل أغلب ،دعاتهم كل متعالم ،أو مفتون ،أو حصرم تذبب.
قوم ليست لهم عقول ،فهم ضرب من البهائم اسمها العجول ،متلونون ،كذابون ،أفاكون ،ليست عندهم ثوابت ،ولا ينضبطون بضابط ،يتاجرون بعقول الناس وعقولهم ،ويتبعون خيالاتهم وأهواءهم ،في كل زمان هم صناع الفتن ،وهم من وراء جميع المصائب و الإحن ،مذاهبهم كثيرة ،وضلالهم أكثر ،حرفوا شباب الأمة عن الجادة ،إلا من كان منهم على الجادة ،وعرضوهم لعذاب الله ،وقادوهم نحو هلاكهم ،وزجوا بهم في السجون ،وتاجروا بهم للحصول عى مُلك ذاهب لا يدوم ،سبوا رب الأرض والسماوات ،واعتدوا على على الرسل والصحابة العدول الأثبات ،حرفوا أدلة الكتاب والسنة ،وبغضوا الإسلام والمتمسكين به إلى الأمة ،وفعلوا الكثير والكثير ،فاحذروهم يا أمة محمد _صلى الله عليه وسلم- .

ويا أيتها الأمة المسلمة ،ماذا تريدين ؟! ،وإلى أين تذهبين ؟!.
قد كشف الله لكم سيرة عدوكم(اليهود - النصارى - أهل البدع - العلمانيين - الليبراليين - الاشتراكيين - الشيوعية - الملحدين - الإعلام ...) فيكم ،وما يريده منكم وبكم ،فلِمَ الإصرار على موافقته ؟!، ولِمَ الإعانة على نصره ؟!.
حقا إنه ما قاله سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام :"إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ". أخرجه أحمد وابن حبان ،وصححه العلامة الألباني في الصحيحة .

وكتب
أبو عبدالله قرةِ العين
صلاح عبدالوهاب أمين المصري

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
13-Jul-2013, 11:38 AM
ربي يحفظ يشيخ قرة العين

أبو الوليد خالد الصبحي
20-Jul-2013, 11:39 PM
::: بارك الله في الشيخ صلاح أبو عبد الله قرة العين على هذا البيان :::::

أبو بكر يوسف لعويسي
17-Aug-2013, 04:39 AM
جزاك الله خيرا وبراك فيك

أبو عبدالله قرة العين
04-Sep-2013, 06:29 PM
جزانا وإياكم شيخنا الحبيب

وبوركتم إخواني الأفاضل

أبو إبراهيم مصباح بن محمد الليبي
11-Sep-2013, 07:51 PM
جزاكم الله خيرا

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
15-Nov-2014, 08:58 AM
للفائدة

أبو ريحانة عصام الليبي
19-Nov-2014, 09:14 AM
أحسن الله إليك وجزاك الله خيراً .
بصَّر الله المسلمين بالحق وردَّ كيد أعدائهم في نحورهم.