المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة المستشرقين الغرب لدعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
30-Apr-2010, 02:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فهذه شهادات من مستشرقين وغربيين كفرة درسوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته وعلموا بذلك أن الله بعثه لتوحيده والإخلاص العبادة له ونبذ الشرك وأهله ، ثم قارنوا دعوته بدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فوجدوه يمشي على نفسه نهجه وطريقته وسنته صلى الله عليه وسلم :

يقول المؤرخ الأمريكي لوثروب ستوارد مولف "حاضر العالم الإسلامي" الذي علق عليه الأمير شكيب أرسلان :
( قال في الفصل الأول من الكتاب ، في اليقظة الإسلامية في القرن الثامن عشر :
كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ ، ومن التدني والانحطاط أعمق دركة ، فاربد جوه ، وطبقت الظلمة كل صقع من أصقاعه ، ورجاً من أرجائه وانتشر فيها فساد الأخلاق والآداب ، وتلاشى ما كان باقياً من آثار التهذيب العربي ، واستغرقت الأمم الإسلامية في اتباع الأهواء والشبهات ، وماتت الفضيلة في الناس ، وساد الجهل ، وانطفأت قبسات العلم الضئيلة ، وانقلبت الحكومات إلى مطايا استبداد ، وفوضى واغتيال ، فليس يرى في العالم الإسلامي في ذلك العهد سوى المستبدين الغاشمين ، وقام كثير من الولاة يخرجون على الدولة التي خرجوا عليها ، فكان هؤلاء الخوارج لا يستطيعون إخضاع من في حكمهم من الزعماء هنا وهناك ، فكثر السلب والنهب ، وفقد الأمن ،وجاء فوق جميع ذلك رجال الدين المستبدون يزيدون الرعايا إرهاقاً فوق إرهاق ، فغلت الأيدي ، وقعد عن طلب الرزق ، وكاد العزم يتلاشى في نفوس المسلمين ، وبارت التجارة بواراً شديداً ، وأهملت الزراعة أيما إهمال .
وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس سجفاً من الخرافات وقشور الصوفية ، وخلت المساجد من أرباب الصلوات ، وكثر عديد الأدعياء الجهلاء ، وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون من مكان إلى مكان يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات ، ويوهمون الناس بالباطل والشبهات ، ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء ، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور .
وغابت عن الناس فضائل القرآن ، فصار يشرب الخمر والأفيون في كل مكان ، وانتشرت الرذائل وهتك ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء .
ونال مكة المكرمة والمدينة المنورة ما نال غيرهما من مدن الإسلام ، فصار الحج المقدس ضرباً من المستهزءات ، وبالجملة فقد بدل المسلمون غير المسلمين ، هبطوا مهبطاً بعيد القرار ، فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدهى الإسلام لغضب وأطلق اللعنة على من استحقها(1) من المسلمين كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان
وفيما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته ، ومدلج في ظلمته ، إدا بصوت يدوي من قلب صحراء شبه الجزيرة مهد الإسلام ، يوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح ، والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم .
فكان الصارخ هذا الصوت إنما هو المصلح المشهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي أشعل نار الوهابية ن فاشتعلت واتقدت ، واندلعت ألسنتها إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي .
ثم أخذ هذا الداعي يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم ، والعز التليد .
نبدت تباشير صبح الإصلاح ، ثم بدأت اليقظة الكبرى في العالم الإسلامي . انتهى

كلام بروكلمان – في (( تاريخ الشعوب الإسلامية )) ج4 ((الإسلام في القرن التاسع عشر )) بترجمة الدكتور نبيه أمين فارس ، ومنير البعلبكي :
قال تحت عنوان (( الحركة الوهابية في بلاد العرب )):
ولم يحالف التوفيق ، محمد على في شبه الجزيرة العربية بقدر ما حالفه في مصر وسوريا :
وتفصيل ذلك ، أنه ولد ، في نجد المرتفعة في قلب الجزيرة ، محمد بن عبد الوهاب ، من قبيلة تميم ، ما بين أواخر القرن السابع عشر ، وأوائل القرن الثامن عشر .
فنشأ محمد محباً للعلم واقفاً نفسه على دراسة الفقه والشريعة ، وقصد وفقاً- للعادة القديمة –إلى عواصم الشرق الإسلامي طلباً للعلم في مدارسها .
وفي بغداد درس محمد فقه أحمد بن حنبل ، مؤسس آخر المذاهب السنية الأربعة :
ثم إنه درس مؤلفات أحمد بن تيمية ، الذي كان قد أحيا- في القرآن الرابع عشر – تعاليم ابن حنبل .
والواقع أن دراسته لآراء هذين الإمامين انتهت به إلى الإيقان من أن الإسلام في شكله السائد في عصره، وبخاصة بين الأتراك ، مشربٌ بالمساوي التي لا تمت إلى الدين الصحيح بنسب .
فلما آب إلى بلده الأول سعى أول ما سعى إلى أن يعيد إلى العقيدة والحياة الإسلاميتين صفائهما الأصلي في محيطه الضيق .
ثم ذكر التجاءه إلى محمد بن سعود : وهناك لقي محمد حفاوة وترحيباً حتى إذا انقضت فترة قصيرة ، اكتسبت تعاليمه أنصاراً ومريدين ولقد شجب تقديس الرسول والأولياء على اختلاف صوره،وكان ذاك قد شاع بين المسلمين منذ قرون ، تقليداً للنصرانية وبعض الطقوس الدينية الأكثر بدائية ، رامياً بالشرك أولئك الذين يشاركون في هذا التقديس والذي يقضي القرآن بحربهم،حتى يرجعوا عن غيهم،أو يبادوا (2).
وأخذ محمد أتباعه بأداء صلاة الجمعة في صرامة لا تعرف الرحمة .
ونهى عن كل زينة في اللباس (3)،وعن لبس الحرير خاصة (قلت : أي بالنسبة للرجال فقط ).
وحرم أي ما تزيين أو زخرفة للمساجد والأضرحة ، ليس هذا فحسب .
بل لقد توسع في فهم التحريم الإسلامي لمختلف ضروب المسكر ، فحرم تدخين التبغ ، الذي أعلن جميع الفقهاء تقريباً من الحنابلة وغير الحنابلة معارضتهم له أول دخوله إلى بلاد الشرق .
والواقع أن هذا المصلح ،لم يكن يتمتع من خصب الأفكار أو الابتكار بأكثر مما يتمتع به الرسول .ا هـ.
معنى قوله لم يكن يتمتع (الخ) ، أن الشيخ كان يمشي ويدعوا الناس إلى اتباع سنة الرسول ، غير مبيح لهم الزيارات المحدثة ، التي أحدثها الخلوف ، لأمور لا تخفي ، كما فعلت الأمم السالفة .
ولم يكن مبتكراً ولا مبتدعاً للمبادئ التي دعا الناس إليها ، بل كان تابعاً للرسول .

مصطفى الحفناوي – عن وليمز في كتابه (( ابن سعود : سياسته ، وحروبه ، ومطامعه ))
قال لما ذكر بعض ثورات الغربيين لإصلاح مجتمعهم الفاسد :
كذلك لما شاع الفساد في بلاد المسلمين، قام في جزيرة العرب (( محمد بن عبد الوهاب)) يحارب البدع ، ويدعو إلى جمع الصفوف ، لإعادة مجد الإسلام ، وعبادة الله بقلب سليم .
ولكنه- كغيره من المصلحين- اضطهد ،واتُّهم بالإلحاد والزندقة ،وطورد حتى التجأ إلى محمد بن سعود.
ثم ذكر ولادته ورحلته لطب العلم ، وأنه لما عاد إلى بلاده صمم على نشر الدين الصحيح .
وقال : لما اتصل ببيت سعود ، وتزوج محمد بن سعود بابنة الشيخ ، عندئذ تشيع السعوديون للمذهب الجديد (4) .
فغضب عليهم الأتراك ، ولم يكن غضبهم صادراً عن عقيدة ، وعن فكرة وصلوا إليها ،بعد دراسة المذهب الجديد ، الذي أنكروه رجماً بالغيب ، ظناً منهم أنه يقف عقبة في سبيل مطامعهم ببلاد العرب .
كان شريف مكة ، قد احتكم إلى العلماء ليقوموا رأيهم في مذهب ابن عبد الوهاب : فقرروا – صلاحية هذا المذهب .
ولكن الأتراك أصروا على العدوان ، ولم يكن محمد بن عبد الوهاب إلا رسول سلام ا هـ ص 21،22 بتلخيص واختصار .
ثم قال في ص 74-75 : ويكفي هذا الصدد أن نشير إلى بعض أوجه الخلاف بين مذهب الوهابيين ، وبين غيرهم .
1- يرى الوهابيون ،أن لا معبود إلا الله ، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام بشر ،فوق مستوى البشر.
2- أعلن الوهابيون كراهيتهم لعبادة الأولياء ، وهي متفشية بين المسلمين ، حتى اضطر ابن سعود لتدمير قباب الأولياء .
ثم ذكر الحفناوي قائلاً : وأنا من أنصار هذا الرأى .
فإنك لا تكاد تذهب إلى ضريح في مصر ، إلا وترى الجهال يقبلون الأعتاب ، ويستغيثون بالأولياء ، غير ذاكرين الله ، ولا معتمدين إلا على العظام المدفونة في تلك القبور.
3- يحتفل المسلمون سبع حفلات دينية .
ولكن الوهابيين ، لا يحتفلون إلا بعيد الفطر ، وعيد الأضحى .
ثم قال:ومهما يكن الخلاف المذهبي،بين الوهابيين وغيرهم من المسلمين فإننا نجل الوهابيين، فإنهم يدققون في عبادتهم ، فيحفظون القرآن والحديث،ويأتمرون بما جاء في الشريعة الغراء،وينهون عماً نهى عبه النبي صلى الله عليه وسلم (5) ، فيحرمون على أنفسهم لبس الحرير ، والتحلى بالذهب ، وشرب الخمر وتدين التبغ ، ويحاربون السحر والميسر ، وغيرهما من الأرجاس . انتهـى ملخصاً .

المستشرق (( سيديو )) في ((تاريخ العرب العام )) الذي نقله إلى العربية ((عادل زعيتر )) :

قال في أثناء كلامه على ثورات العرب للتحرر من سيطرة الترك وسيطرة البرتغال في عمان بعد كلام :
ومن ثم نرى أن جزيرة العرب استردت استقلالها التام تقريباً ، منذ أوائل القرن الثامن عشر بفضل جدها ، وضعف أعدائها ، ولم يبق لها إلا أن تؤيد نصرها بمركز يلتف حوله جميع النفوس .
وهذا ما حاولت صنعه ، قبيلة ظهرت في نجد ، حوالي سنة 1749م .
وهذا ما حاوله الوهابيون النافذون ، حتى الآن ، والذي سيكون لهم تأثير دائم ، في مصير جزيرة العرب لا ريب .
واسم واضح هذه السيطرة هو عبد الوهاب التميمي ، *الذي أكب على دراسة آداب العرب وعلومهم ، منذ صباه . والفقه أكثر ما عنى به .
واطلع على آراء رجال المذهب ، وقصد بغداد ، والبصرة ، وفارس سائحاً.
فنمت مداركه ، فأنعم النظر في حال بني قومه وميولهم وغرائزهم ، وطبيعة قواهم .
فرأى أنه إذا ما حمل المسلمين على مراعاة أحكام القرآن ، رجعت إليهم تلك الحماسة التي تعودتها عظمة الماضين .
ولم يكن للإصلاح الذي بدأ زعيماً ، له هدف ، سوى إعادة شريعة الرسول الخاصة إلى سابق عهدها .
وحارب ابن عبد الوهاب فعالات (6) المسلمين في إحاطة محمد صلى الله عليه وسلم بتعظيم حرمة الله في مثير من كلامه :
وحارب تقديس قبور الأولياء ، فحمل أنصاره على هدمها .
وحارب ابن عبد الوهاب ما كان يعيبه على الترك من فساد الأخلاق .
وحارب تعاطي المسكرات .
ومما ذكَّر الناس به ،هو أن الشريعة تأمر المسلمين بأن يؤتوا الزكاة (7) وتحرم عليهم الزينة (8) وتلزم القضاة بالنزاهة التامة .
ومما عني به على الخصوص إبقاء روح الجهاد في قومه لما أدى إليه الجهاد من نصر عجيب منذ قرون.
ولا يمكن أن تنعت أقوالهم بالإلحاد على العموم لما بدت تكراراً لسور القرآن .
وهو لموافقته تعاليم الإسلام الصحيحة – كان بالغ الأثر لمبادئه قصار صناديد قبائل ينضمون إلى لوائه ، أفراداً وأرسالاً .
فيؤلفون جيشاً صغيراً بقيادة محمد بن سعود من عشيرة المساليخ وكان محمد قد اعتنق المذهب الجديد في الدرعية .
فأبصر ابن عبد الوهاب فيه من المواهب الحربية ، ما لم يجده في الغير ، فزوجه بابنته ، مفوضاً إليه أمر حكومة الوهابيين السياسية.
فخلع على دين محمد رونقاً جديداً ، وبدد الخرافات التي (9) زالت مع الزمن فأظهر القرآن خالياً من جميع ما عزى إليه من الشوائب (10) .
وما لبثت النفوس التي أرهقتها شروح أئمة المسلمين المطولة الغامضة أن رجعت إلى بضعة مبادئ عامة بسيطة واضحة ، فتقبلت خطط ابن عبد الوهاب الإصلاحية بقبول حسن .
ودعا الوهابيون إلى الفضيلة خلافاً للقرامطة الذين تذرعوا بسيء المناحي،فلم يبالوا بغير قضاء المآرب. انتهى

رأى عالم فرنسى
قال برنادلوس في كتابه العرب في التاريخ ما يلي :
وباسم الإسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الأول . نادى محمد بن عبد الوهاب بالابتعاد عن جميع ما أضيف للعقيدة والعبادات من زيارات باعتبارها بدع خرافية غربية عن الإسلام الصحيح .

رأى مستشرق نمساوي
قال شيخ المستشرقين . جولد سهير . في كتابه العقيدة والشريعة . ما يلي :
وإذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد أنه مما يسترعي خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني الحقيقة التالية يجب على من ينصب نفسه للحكم عن الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي والصحابة . فغاية الوهابية هي إعادة الإسلام كما كان .

رأى المستشرق ((جب الإنجليزي ))
قال في كتاب المحمدية .. (( وفي جزيرة العرب قام حوالي 1744م 1157هـ محمد بن عبد الوهاب مع أمراء الدرعية آل سعود بتحقيق الدعوة إلى المدرسة ((المذهب)) الحنبلية التي دعا إليها ابن تيمية في القرن الرابع عشر ( وقال أيضاً في كتابه الاتجاهات المدنية في الإسلام – (( أما مجال الفكر فإن الوهابية بما قامت به من الفتن ضد التدخلات العدوانية . وضد الأصول القائلة بوحدة الوجود . التي تريد تدنيس التوحيد في الإسلام . فق كانت عاملاً مفيداً للخلاص الأبدي . وحركة تجديد أخذت تنجح في العالم الإسلام شيئاً فشيئاً )).

دائرة المعارف البريطانية
جاء في دائرة المعارف البريطانية . وهي تتكلم عن الوهابية ما يلي :
الوهابية : اسم لحركة التطهير في الإسلام . والوهابية يتبعون تعاليم الرسول وحده . ويهملون كل ما سواها . وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح .

رأى جماعة من المستشرقين
قال الأستاذ (( ويلفرد )) في كتاب الإسلام في نظر الغرب ألفه جماعة من المستشرقين :
(( كان محمد بن عبد الوهاب يقول قبل كل شيء يجب أن تعيشوا حسب الشرع الإسلامي وهذا هو معنى أن تكونوا مسلمين . لا ذاك الرغاء العاطفي .
والتقى والحرارة التي يقدمها لكم الصوفيون فأساس الإسلام هو الشرع .
وإذا كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين فيجب أن تعيشوا حسب أوامر الشرع .

رأى مؤرخ الماني
قال الدكتور داكبرت . المؤرخ الألماني في كتابه عبد العزيز – وقد صدر في ألمانيا سنة 1953م ونقله إلى العربية أمين رويحه . عن الحركة الوهابية (( وكان لآل سعود إلى جانب سيفهم الذي يستخدمونه في الفتح سلاح معنوي آخر . يدينون له بأعظم قسط من نجاحهم . ذلك السلاح من صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أحد رجال الدين المطاردين في سبيل عقيدتهم .
والذي لجأ إلى الدرعية عاصمة آل سعود في ذلك الحين . فلقي لديهم الحماية والأمان . وكانت تملأ قلب محمد بن عبد الوهاب فكرة تجديد القوى العربية على أساس ديني ناسباً إلى ابتعادهم عن سيرة السلف الصالح . وانقسامهم إلى شيع . وإلى ابتعادهم عن خُلقهم العربي الأصل . سبب تلاشيهم الذي – جعلهم في متناول النفوذ الأجنبي . إلى أن قال : ورأى الشيخ أن سبب الإنقاذ هو الرجوع إلى تعاليم الدين المشروعة . إلى تعاليم الرسول الصحيحة . فراح يبشر بوحي من ضميره وعقيدته . بمحاربة البدع التي أدخلت على الإسلام عبر العصور الغابرة . والضال المضل من تقارير علماء الدين غير مقيم وزناً إلا لما نص عليه القرآن صراحة . أو لما يمكن نسبته بصورة قاطعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحارب بكل قواه المستمدة من عقيدته الصلبة تقديس الأولياء . وجعلهم واسطة بين الله وبين الناس . وينادي بهدم الأضرحة . ومزارات الأولياء ، وإزالة معالمها . اقتداءا بالنبي الكريم . الذي حارب بدعة القديس الهياكل . وعبادة الأصنام الموروثة من الجاهلية . انتهى ملخصاً .

رأى الأستاذ فيليب حتى
قال الأستاذ فيليب . وهو مؤرخ لباني في كتابه (( تاريخ العرب ))( ولقد تأثر محمد بن عبد الوهاب بفكرة . هي أن الإسلام كما يمارسه معاصروه . قد انحرف كثيراً علمياً ونظرياً عن طريق السنة التي استنها القرآن . وقرر أن ينقيها هو بنفسه ) .

______________________________

1 : شكيب أرسلان : لو أن فيلسوفا نقريثيا من فلاسفة الإسلام أو مؤرخا عبقريا بصيرا بجميع أمراضه الإجتماعية أراد تشخيص حالته في هذه القرون الأخيرة ما أمكنه أن يصيب المحز ، وأن يطبق المفصل تطبيق هذا الكاتب الأمريكي .

2 : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
هذا فيه إجمال والمراد أنه منع صرف العبادة للرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء وطلبهم المدد ونحو ذلك مما يسميه العامة تقديساً للرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء وإنما هو الشرك الأكبر والوثنية بأوضح معانيها فتدبر وليس هذا الشرك تقديسا للرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء وإنما تنقص في الحقيقة له وللأولياء لأنه والأولياء لا يرضون بذلك ومن ظن أنهم يرضون بذلك فقد تنقصهم وأساء بهم الظن وإنما تقديس الرسول صلى الله عليه وسلم بأتباعه وتعظيم شرعه ومحبته المحبة الصادقة فوق محبة النفس والأهل والمال والناس أجمعين من غير غلو فيه بصرف شيء من حق الله له وهكذا تقديس الأولياء يكون بمحبتهم واتباع سبيلهم القيم والترحم عليهم لا بالغلو فيهم وعبادتهم مع الله سبحانه والله ولى التوفيق .

3 : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
هذا فيه إجمال وليس الأمر على إطلاق لأن الزينة المباحة لم ينه عنها الشيخ رحمه الله ولا غيره من أهل العلم بل هي مأمور بها كما في قوله سبحانه{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}ويمكن حمل الزينة المذكورة هنا على الزينة التي حرمها الله لكونها مشتملة على مشابهة الكفار والنساء أو فيها إسبال والله أعلم

4 : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
قوله عندئذ تشيع السعوديون يوهم كلامه هذا أن آل سعود تشيعوا لدعوة الشيخ محمد رحمه الله بسبب المصاهرة وليس الأمر كذلك وإنما قام الإمام محمد بن سعود رحمه الله وأولاده وأحفاده بمناصرة دعوة الشيخ من أجل إنها دعوة إلى الحق والدين الصحيح لا من أجل المصاهرة أن ثبت وجودها ذلك الوقت .

5 : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
قوله فيحرمون على أنفسهم لبس الحرير والتحلى بالذهب لعل مراده أنهم يحرمون ذلك على الذكور خاصة أما النساء فإن الوهابيين وغيرهم لا يحرمون عليهن لبس الحرير والتحلى بالذهب لقول النبي صلى الله عليه وسلم (وأحل الذهب والحرير لأناث أمتي وحرم على ذكورهم ) .
* :عبد العزيز بن عبد الله بن باز: خطأ من المؤرخ بل هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

6 : تأمل كيف عرف هذا المؤرخ الأجنبي عن ديننا ، تعاليم هذا المصلح الكبير الصحيحة : وأنه قصد إرجاع الناس إلى الدين الصحيح ، وتنقيته من شوائب البدع والوثنية ، وكيف أنصف هذا الأجنبي وعرف دين الرسول الصحيح ، وما طرأ عليه مما لا يتفق وتعاليم الرسول ، ولم يعرفه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام .

7 : أي وسائر أركان الإسلام .

8 :كلبس الحرير والذهب للرجال ، لا مطلق الزينة .

9 : تأمل كيف يصف زمان الشيخ بالخرافات ، ويصف مقاومة الشيخ وإصلاحه مما لم يعرف كثير من المسلمين ، وعموا – بتعصبهم – عن محاسنه وخدماته ، فرحمه الله ، وقد أحسن من أنصف وعرف الحق لأهله ، ولو كان كافراً .

10 : كأنه يريد من التفاسير الباطلة ، والتأويلات المخالفة .


من كتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه .
بقلم : العلامة الشيخ أحمد بن هجر بن محمد آل طامي آل بن علي (قاضي المحكمة الشرعية بقطر) .
قدم له وصححه سماحة الوالد العلامة عبد العزيز بن عبد الله الباز رحمه الله .