المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضواء البيان في إيضاح منزلة السنة من القرآن وأن لها من المرتبة وقوة الحجة والبيان ما للفرقان



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
17-Jul-2013, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فإن من المنن الجسيمة والعطايا العظيمة على هذه الأمة المحمدية الكريمة ، إن منّ الله تعالى عليها وتكفل بحفظ دينها الحنيف وسنة نبيها الشريف ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما دل على ذلك قوله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }[الحجر: 9] ، وهذا يقتضي أنّ شريعته صلى الله عليه وسلم لا تزال محفوظة ، وسنته لا تبرح محروسة ([1] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn1) )
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي ـ رحمه الله ـ في (الأنوار الكاشفة )(1 / 32 ـ 34)
(( .. أن الله تبارك وتعالى كما أراد لهذه الشريعة البقاء أراد سبحانه أن لا يكلف عباده من حفظها إلا بما لا يشق عليهم مشقة شديدة، ثم هو سبحانه يحوطها ويحفظها بقدرته، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يعجل بقراءة ما يوحى إليه قبل فراغه خشية أن ينسى شيئاً منه، فأنزل الله عليه :{ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيه، وقل رب زدني علماً } ([2] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn2) )، وقوله :{ لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ، ثم إن
علينا بيانه } ([3] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn3) ) ، وقوله : { سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ونيسرك لليسرى }([4] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn4) )
وكانت العرب أمة أمية يندر وجود من يقرأ أو يكتب منهم، وأدوات الكتابة عزيزة ولا سيما ما يكتب فيه، و كان الصحابة محتاجين إلى ا لسعي في مصالحهم، فكانوا في المدينة منهم من يعمل في حائطه، ومنهم من يبايع في الأسواق، فكان التكليف بالكتابة شاقاً، فاقتصر منه على كتابة ما ينزل من القرآن شيئاً فشيئاً ولو وفي صحيح البخاري وغيره من حديث زيد بن ثابت في قصة جمعه القرآن بأمر أبي بكر:" فتتبعتُ القرآن أجمعه من العُسُب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة ا لتوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره :{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم }([5] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn5) ) حتى خاتمة سورة براءة "
وفي فتح الباري: أن العسب جريد النخل، ,إن اللخاف الحجارة الرقاق، وإنه وقع في رواية: القصب والعسب والكرانيف وجرائد النخل، ووقع في روايات أخر ذكر الرقاع وقطع الأديم والصحف.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقن بعض أصحابه ما شاء الله من القرآن ثم يلقن بعضهم بعضاً، فكان القرآن محفوظاً جملة في صدورهم ومحفوظاً بالكتابة في قطع مفرقة عندهم.
والمقصود أنه اقتصر من كتابة القرآن على ذاك القدر إذ كان أكثر منه شاقاً عليهم، وتكفل الله عزوجل بحفظه في صدورهم وفي تلك القطع، فلم يتلف منها شيء، حتى جمعت في عهد أبي بكر، ثم لم يتلف منها شيء حتى كتبت عنها المصاحف في عهد عثمان، وقد الله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }، وتكفله سبحانه بحفظ لا يعفي المسلمين أن يفعلوا ما يمكنهم كما فعلوا - بتوفيقه لهم - في عهد أبي بكر، ثم في عهد عثمان.
فأما السنة : فقد تكفل الله بحفظها أيضا، لأن تكفله بحفظ القرآن يستلزم تكفله بحفظ بيانه
وهو السنة، وحفظ لسانه وهو العربية، إذ المقصود بقاء الحجة قائمة والهداية باقية بحيث ينالها من يطلبها، لأن محمداً خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع، بل دل على ذلك قوله:{ثم إن علينا بيانه }، فحفظ الله السنة في صدور الصحابة والتابعين حتى كتبت ودونت كما يأتي، وكان التزام كتابتها في العهد النبوي شاقاً جداً، لأنها تشمل جميع أقول النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله وما يقوله غيره بحضرته أو يفعله وغير ذلك. والمقصود الشرعي منها معانيها، ليست كالقرآن المقصود لفظه ومعناه، لأن كلام الله بلفظه ومعناه، ومعجز بلفظه ومعناه، ومتعبد بتلاوته بلفظه بدون أدنى تغيير، لا جرم خفف الله عنهم واكتفى من تبليغ السنة غالباً بأن يطلع عليها بعض الصحابة، ويكمل الله تعالى حفظها وتبليغها بقدرته التي لا يعجزها شيء، فالشأن في هذا ا لأمر هو العلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما أمر به التبليغ الذي رضيه الله منه، وأن ذلك مظنة بلوغه إلى من يحفظه من الأمة ويبلغه عند الحاجة ويبقى موجوداً بين الأمة، وتكفل الله تعالى بحفظ دينه يجعل تلك المظنة مئنة، فتم الحفظ كما أراد الله تعالى، وبهذا التكفل يدفع ما يتطرق إلى تبليغ القرآن كاحتمال تلف بعض القطع التي كتبت فيها الآيات، واحتمال أن يغير فيها من كانت عنده ونحو ذلك.
ومن طالع تراجم أئمة الحديث من التابعين فمن بعدهم وتدبر ما آتاهم الله تعالى من قوة الحفظ والفهم والرغبة الأكيدة في الجد والتشمير لحفظ النسة وحياطتها بان له ما يحير عقله، وعلم أن ذلك ثمرة تكفل الله تعالى بحفظ دينه. وشأنهم في ذلك عظيم جداً، أو هو عبادة من أعظم العبادات وأشرفها، وبذلك يتبين أن ذلك من المصالح المترتبة على ترك كتابة الأحاديث كلها في العهد النبوي، إذ لو كتبت لانسد باب تلك العبادة وقد قال الله تعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}([6] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn6) )
وثم مصالح أخرى منها: تنشئة علوم تحتاج إليها الأمة، فهذه الثروة العظيمة التي بيد المسلمين من تراجم قدمائهم، إنما جاءت من احتياج المحدثين إلى معرفة أحوال الرواة، فاضطروا إلى تتبع ذلك، وجمع التواريخ والمعاجم، ثم تبعهم غيرهم.
ومنها: الإسناد الذي يعرف به حال الخبر، كان بدؤه في الحديث ثم سرى إلى التفسير والتاريخ
و الأدب.)) ا.هـ
فلما رأى أعداء الإسلام من اليهود والمجوس ، هذا الخير العميم والإنجاز العظيم الذي حفل به أهل الإسلام دون غيرهم ثارت ثائرتهم وقامت قيامتهم لتحطيم هذا البنيان المحكم ، فشنوا عليها غارات الأكاذيب الباطلة والتأويلات الضالة ، فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم كمين بعد كمين لزعزعت جدارها المتين ، و"لزلزلة هذا البنيان المحكم وتحطيم أركانه سياسياً واجتماعياً وعقائدياً من عدة طرق.
منها: الطعن في الإسلام عموماً وفي القرآن والسنة والصحابة الكرام.
ومنها: اختراع الأحاديث الباطلة على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم([7] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn7) ) حتى وصلت الأحاديث المكذوبة إلى ألوف مؤلفة، فتصدى لهم الجهابذة من نقاد أئمة الحديث، ففندوا أكاذيبهم وكشفوا عوارهم، فلم يتركوا كاذباً ولا أحاديث مفتراة إلا سلطوا عليها الأضواء الإسلامية، وجعلوها تحت المجاهر فانكشف حالها وحال مخترعيها.
بل امتد نشاط هؤلاء النقاد العباقرة إلى وضع قواعد متينة يعرف بها الصحيح من السقيم ولو كان غير كذب، وألفوا في ذلك المؤلفات، ووضعوا قواعد للجرح والتعديل؛ تميّز الراوي العدل الضابط من الضعيف والمجروح، وألفوا في ذلك المؤلفات فبلغوا بهذه الأعمال الجليلة في الحفاظ على سنة رسول الله وآثار الصحابة درجة لا نظير لها في تاريخ الإنسانية.
وأضافوا إلى ذلك التأليف في العلل والموضوعات، وقبلها التأليف في الصحيح والحسن، فأصبح بذلك أمر السنة واضحاً كالشمس لا يلتبس فيه الصحيح بالضعيف فضلاً عن الموضوع والمختلق.
وإلى جانب هؤلاء طوائف زائغة تبنت عقائد وأفكاراً باطلة.
ومن المؤلم المؤسف جداً أن وجدوا أنفسهم وعقائدهم في مواجهة نصوص الكتاب والسنة فلجأوا إلى التحريف والتأويل لنصوص الكتاب والمتواتر من السنة حتى تتفق هذه النصوص في زعمهم مع معتقداتهم الباطلة، ولجأوا إلى وضع قواعد تدفع في نحور السنن أحياناً، وتلوي أعناقها أحياناً إلى حيث توافق أهواءهم واتجاهاتهم الضالة الباطلة.
فمن تلكم القواعد قولهم: ( إنّ أخبار الآحاد لا يحتج بها في باب العقيدة؛ لأنها لا تفيد اليقين وإنما تفيد الظن)، فكم أساءت هذه المقولة الباطلة إلى الإسلام، وكم أهانت من حديث عظيم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخفت به. وامتدت هذه القاعدة إلى جحود وإنكار قضايا عقدية تبلغ أدلتها حد التواتر، مثل: أحاديث نزول عيسى، وخروج الدجـال، وطلوع الشمس من مغربها، وأحاديث المهدي، وغيرها مما يؤدي إنكاره إلى هدم عقيدة الإسلام من أساسها، بل بعضها تطابقت في الدلالة عليها نصوص الكتاب والسنّة، مثل: رؤية الله في الدار الآخرة.
ومن تلكم القواعد الضالة : ( كل ما لم يوافق العقل وكل ما لم يوافق الذوق من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب رده )، ويجعلون من جهلهم بالكتاب والسنة ومن عقولهم القاصرة وأذواقهم الفاسدة موازين لأخذ ما شاؤا ورد ما شاؤا من أقوال أفضل الرسل وأعقل العقلاء الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وكادت هاتان الطائفتان أن تنقرضا ولكن عزّ على أعداء الإسلام أن تخبو نار الفتنة وأن تضع الحرب الموجهة ضد الإسلام أوزارها.
فهب أعداء الإسلام من يهود وماسونيين ومستشرقين ومستعمرين لإيقاظ هذه الفتنة من سباتها أو نبشها من قبورها المندثرة ثم بثها في الشرق والغرب وفي صفوف أبناء الأمة الإسلامية خصوصاً المثقفين والجامعيين وانضم إلى صفوف هؤلاء الأعداء سفهاء وأغبياء من أبناء جلدتنا ومن يتكلم بلغتنا، فكان هجومهم على السنة أشد وأعنف، وكانوا أشد خطراً على الإسلام من أعداء الإسلام المكشوفين الواضحين."([8] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn8) ) ، إذ أن هجومهم للسنة لا يبدو واضحا بينا لكل أحد، كما ظهرت آراء وأفكار المستشرقين من قبل ، بل يلبس لباس العلم والبحث والتحقيق ، حتى لا يثير صاحبه عليه ثائرة الجمهور ، وهذا اللون والسلاح من أخبث و أسوء الأسلحة ،التي يواجه بها الحق.
ومن ذلك ما جاء عن الهالك الضال أبي رية في ظلماته التي زعمها أنها: " أضواء على السنة المحمدية " التي شحنها بالطعن في السنة النبوية ومما جاء فيها ، قوله : ((مكان السنة في الدين : جعلوا السنة القولية في الدرجة الثالثة من الدين، وأنها تلي السنة العملية ، وهذه تلي القرآن
في المرتبة ، ذلك بأن القرآن قد جاء من طريق متواتر بحيث لا يتطرق إليه الشك ، فهو من أجل ذلك مقطوع به جملة وتفصيلا . أما السنة فقد جاءت من طريق غير متواتر، فهي مظنونة في تفصيلها ، وإن كان مقطوعا بجملتها ، وأما الذي هو في الدرجة الثانية من الدين فهو السنة العملية .))
ثم نقل أبو رية كلاما من موافقات الشاطبي، وكلام الموافقات طويلا جدا
إلى أن قال : (( وقال الفقيه المحدث السيد رشيد رضا رحمه الله : " ... والعمدة في الدين كتاب الله تعالى في المرتبة الأولى والسنة العملية المتفق عليها في المرتبة الثانية وما ثبت عن النبي ، وأحاديث الآحاد فيها رواية ودلالة في الدرجة الثالثة .. )) ([9] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn9) )
والعجب ليس في هراء هؤلاء بعدما كشف أئمتنا عوارهم وظهر شرهم وأخمدت نارهم ، بل العجب والأعجب من ذلك أن يأتي ممن هو من أهل السنة ودعاتها ([10] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=137467&hl=#_ftn10) ) ، فينفخ نفخة في جمرتهم قائلا في بعض دورسه : (( مرتبة السنة من القرآن : لاشك أن السنة في الرتبة الثانية ، يعني تالي القرآن من حيث قوة الاستدلال ومن حيث ترتيب الأدلة ، فإذا رتبنا الأدلة ، فالقرآن أولا ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس ))
فحيرتني واستغربت منه ـ مع احترامنا له ـ هذه المقولة المرجوحة التي هي في ميدان التحقيق العلمي مطروحة ، وكان أولى به في هذا المقام أن ينبه على ضلالهم الفظيع وباطلهم الشنيع ولو بإشارة ، لا أن يجعل لهم متنفسا ومنفذا بتلك العبارة .
فقوله ـ عفى الله عنه ـ : " إن السنة في الرتبة الثانية ، يعني تالي القرآن من حيث قوة الاستدلال " يستلزم لإقامتها ونفوذها وجبرها نظريات وشبه وسفسطائيات القوم التي حشدوها وجيشوها كمين بعد كمين لتحطيم السنن ، والتي سينهار بنيانها بعد حين بعون الله ، فأقول وبالله أستعين .

ونترك القراء مع باقي المادة لحملها من هذا الرابط
http://ar.salafishare.com/xXy (http://ar.salafishare.com/xXy)

(http://ar.salafishare.com/xXy)

([1]) ( الروض الباسم ) ( 2 / 114)
([2]) ( طه : 114 )
([3]) ( القيامة : 16 ، 19 )
([4]) ( الأعلى : 6 ، 8 )
([5]) ( التوبة : 128 )
([6]) (الذاريات : 56 )
([7])ولهم في هذا أغراض قبيحة والتي منها : ليشينوا بها دعوة أهل الحديث، ويقولوا لمن انخدع بهم : إن أهل الحديث والسنة يروون مثل هذه الأحاديث ، ومن ذلك ما ذكره الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في ( مجموع الفتاوى )( 3 / 385) أنه قال : (( أَحَادِيثُ رَوَوْهَا فِي الصِّفَاتِ زَائِدَةً عَلَى الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِي دَوَاوِينِ الْإِسْلَامِ مِمَّا نَعْلَمُ بِالْيَقِينِ الْقَاطِعِ أَنَّهَا كَذِبٌ وَبُهْتَانٌ بَلْ كُفْرٌ شَنِيعٌ . وَقَدْ يَقُولُونَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ مَا لَا يَرْوُونَ فِيهِ حَدِيثًا ؛ مِثْلَ حَدِيثٍ يَرْوُونَهُ : { إنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ يُصَافِحُ الرُّكْبَانَ وَيُعَانِقُ الْمُشَاةَ } ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَائِلُهُ مِنْ أَعْظَمِ الْقَائِلِينَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَصْلًا بَلْ أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ مَكْذُوبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ - كَابْنِ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ - هَذَا وَأَمْثَالُهُ إنَّمَا وَضَعَهُ الزَّنَادِقَةُ الْكُفَّارُ لِيَشِينُوا بِهِ عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ وَيَقُولُونَ : إنَّهُمْ يَرْوُونَ مِثْلَ هَذَا .)) ا.هـ
([8])( حجية خبر الآحاد في العقائد والأعمال )( 4 ، 6 ) للإمام المبجل ربيع بن هادي المدخلي
([9]) ( أضواء على السنة المحمدية )( 33 ، 36)
([10]) وقد أبهمت اسم صاحب المقولة الفاضل ، لأن المقصود هو التنبيه على الخطأ الذي انتشر في عدة المواقع والمنتديات السلفية ، وقد سمعه منه من سمع في تلك المجالس ، فيحملونه عنه على أنه حق ، وأيضا في إبهامه ستر على صاحبه لعل يراجع نفسه ، فيرجع ويتأمل في خطئه فينبه عليه بنفسه في مقالة مكتوبة أو كلمة مسموعة ينشرها في المنتديات السلفية ، كما انتشر ذلك الخطأ ، وما عملي هذا إلا إعمال قوله صلى الله عليه وسلم : « ما بال أقوام يقولون كذا وكذا » . قال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في ( شرح رياض الصالحين )(2/ 246) : (( ففيه دليل على أن المهم من الأمور والقضايا القضية نفسها دون ذكر الأشخاص، ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أراد أن ينهي عن شيء فإنه لا يذكر الأشخاص، وإنما يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا وما أشبه ذلك. وترك ذكر اسم الشخص فيه فائدتان عظيمتان: الفائدة الأولى: الستر على هذا الشخص. الفائدة الثانية: أن هذا الشخص ربما تتغير حاله؛ فلا يستحق الحكم الذي يحكم عليه في الوقت الحاضر؛ لأن القلوب بيد الله، فمثلاً: هب أنني رأيت رجلاً على فسق، فإذا ذكرت اسمه، فقلت لشخص: لا تكن مثل فلان؛ يسرق أو يزني أو يشرب الخمر، أو ما أشبه ذلك، فربما تتغير حال هذا الرجل، ويستقيم، ويعبد الله، فلا يستحق الحكم الذي ذكرته من قبل، فهذا كان الإبهام في هذه الأمور أولى وأحسن، لما فيه من ستر، ولما فيه من الاحتياط إذا تغيرت حال الشخص. )) ا.هـ

أبو الوليد خالد الصبحي
08-Dec-2013, 10:49 AM
جزاك الله خيرا أخي بشير وكتب الله لكم الأجر