المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة حلقات (ما لايصح في الصيام)للشيخ احمد بن عمر بازمول



أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:47 PM
الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فلا يخفى على كل مسلم ومسلمة أن العبادة لا يقبلها الله تعالى إلا بشرطين :
- الأول : الإخلاص : أي أن تقصد وتريد بعملك الثواب من الله لا رياء ولا سمعة ولا طلباً لأمر دنيوي .
- الثاني : المتابعة : أي تعمل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل وتترك ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم تركه من المنهيات .
والخلل والنقص في العبادة يرجع لعدة أسباب منها :
- الجهل بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال .
- أو البدع المحدثات بحيث يظن الظان أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعله وهو لم يفعله .
- انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
- متابعة العامة دون الرجوع للعلماء والتعلم منهم . وعامة الناس مثله في عدم العلم إلا ما رحم الله ولذلك جهل كثير من الناس أحكام دينهم فطرأ وحصل التغير .

وقد لاحظ هذا التغير والنقص والخلل الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه لاحظ التغيير والنقص في الصلاة وهي تؤدى خمس مرات في اليوم والليلة كما روت ذلك أم الدرداء حيث قالت دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب فقلت ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً.
فإذا كان هذا التغير في الصلوات الخمس المؤداة في اليوم والليلة على الدوام فكيف بغيرها من العبادات !
وإذا كان هذا في زمن كان فيه الصحابة موجودين فكيف بمن بعده !
بل فكيف بأكثر من ألف وأربعمائة سنة !!
لذلك كتبت موضوعاً بعنوان ( ما لا يصح في الصيام ) بينت فيه الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ثم أذكر السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا أمر مهم : ألا وهو تعلم السنة الصحيحة مع تعلم ما يخالفها وما لا يصح فعله؛ لأن بعض الناس قد يفعل أمراً يظنه مشروعاً وهو ليس بمشروع .
وقد قدمته في إذاعة القرآن الكريم قبل أكثر من ست سنوات، ولا زالت الحاجة لطرح هذا الموضوع موجودة بل ومُلِحَّة خاصة مع طلب الإخوة لقراءة الموضوع .

فرأيت أن أنزل الموضوع في حلقات (http://www.sef.ps/forum/multka490268/) في فترة شهر رمضان المبارك – إن شاء الله تعالى – واللهَ اسأل أن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
واسأله أن ينفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن يرزقنا إتباع سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأن يبعدنا عن الشرك والبدع والمعاصي والسيئات .
وأن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأن يحفظ ولاة أمرنا ويوفقهم لكل خير ، وأن يبعدهم عن كل شر ، وأن يحفظ بهم البلاد والعباد إنه سميع قريب مجيب الدعاء .

أخوكم المحب
د/ أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:47 PM
الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد:
فقد انتشرت بين الناس أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن شهر رمضان وصيامه وقيامه وما يتعلق به بعضها ثابت مقبول والبعض الآخر ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإن مما يجب التنبه له والتنبيه عليه تلكم الأحاديث التي لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث ضعفها أئمة الحديث وبينوا ضعفها وعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كما انتشرت بين الناس بعض الأخطاء من أقوال وأفعال واعتقادات لا أصل لها إن لم تكن مخالفة للشريعة.
وفي هذه السلسلة المباركة ـ إن شاء الله تعالى ـ ( مــا لا يــصــح فــي الــصــيــام ) سنقف على جملة من الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة المكذوبة ونبين ضعفها ونحذر منها كما سنقف ـ إن شاء الله تعالى ـ على جملة كثيرة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين.
و لعلك http://www.sef.ps/forum/images/smilies/-akh-.gif يتبادر إلى ذهنك سؤال ألا وهو ما فائدة ذكر هذه الأحاديث إذا كانت ضعيفة غير ثابتة بله موضوعة.
وما فائدة معرفة هذه الأخطاء؟
فالجواب عن هذا التساؤل المهم بما يلي :
أولاً : نذكر ونورد هذه الأحاديث الضعيفة؛ حتى لا ننسب للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يصح عنه من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه وبَيَّن أنه ليس ككذب على غيره وأن من الكذب أن يحدث المرء بكل ما سمع دون تثبت أو روية .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
وعن سلمة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار"
وعن المغيرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن كذباً علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع "
ثانياً : نذكر ونورد هذه الأحاديث الضعيفة؛ لأنها قد انتشرت وتفشت في مجتمعنا المسلم بصورة ملحوظة وبشكل ملموس.
وأنت ترى اليوم كل واحد أصبح محدثاً ـ إلا ما رحم ربي ـ يأتي بالأحاديث و يستشهد بها وكأنه إمام زمانه بعضها مكذوب وبعضها لا أصل له وبعضها منكر وهذا من قلة الورع فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتورعون عن ذلك فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار"
وعن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قلت للزبير إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان ؟ فقال الزبير : أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول "من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار"

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع"
ثالثاً : أن بعض هذه الأحاديث الضعيفة تخالف الأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فيعمل الناس بالضعيف ويتركون الصحيح دون علم.
من ذلك الحديث الضعيف المنكر المنسوب له صلى الله عليه وسلم أنه قال ( صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر ).
فهذا الحديث الضعيف فيه تحريم الصوم في ا لسفر كما أن الفطر في الحضر محرم وهذا يخالف ما صح عنه صلى الله عليه وسلم
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره"
وعنه رضي الله عنه قال " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن"
و سئل أنس رضي الله عنه عن صوم رمضان في السفر ؟ فقال " سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم "
فهذه الأحاديث كلها في صحيح مسلم وهي تدل على أن المسافر في رمضان له أن يصوم ـ خاصة إن قوي على الصوم ـ وله أن يفطر.
رابعاً : أن هذه الأحاديث الضعيفة قد تشتمل على أحكام لم تثبت في الأحاديث الصحيحة فلا نستطيع أن نلزم الناس ونتعبدهم بها .
من ذلك الحديث الضعيف المشتهر عند الناس المنسوب له صلى الله عليه وسلم ( إذا صمتم فاستاكوا بالغداة و لا تستاكوا بالعشي ).
فهذا الحديث الضعيف يجوز للصائم استعمال السواك بالغداة أي أول النهار و ينهاه عن التسوك بالعشي أي من زوال الشمس.
فتجد بعض الناس لا يتسوك بعد الزوال وينهى من وجده يتسوك ظناً منه أن هذا الحديث صحيح والواقع أنه ضعيف لا يثبت.
وبالتالي نقول يشرع للصائم السواك في كل وقت لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) فهذا الحديث يفيد مشروعية السواك في كل وقت. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتسوك في أول نهار رمضان وآخره.
خامساً: نورد ونُبَيِّن هذه الأخطاء لتحذرها فلا تقع فيها ـ إن شاء الله تعالى ـ
والصائم المؤمن إذا علم الضدين : الحق والباطل . وعرف الخطأ من الصواب على التفصيل كان أحرى أن تدوم له النعمة ما لم يؤثر أسباب زوالها على علم وفي مثل هذا قال القائل:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه


وهذه حال المؤمن يكون فطناً حاذقاً اعرف الناس بالشر وأبعدهم منه فإذا تكلم في الشر وأسبابه ظننته من شر الناس فإذا خالطته وعرفت طويته رأيته من أبر الناس.
سادساً : نورد ونُبَيِّن هذه الأخطاء لكي تحذر منها أهلك وجيرانك وأصدقاءك وإخوانك المسلمين لتكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر فتتحقق فيك الخيرية التي ذكرها الله بقوله { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} .
سابعاً : نورد ونبين الأخطاء لانتشارها بين فئام وجماعات من الناس ليسوا قليلين، والواقع أن هذا سببه جهل الناس بدينهم وبعدهم عن سنة نبيهم تعلماً وتطبيقاً فهذا الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه لاحظ التغيير والنقص في الصلاة وهي تؤدى خمس مرات في اليوم والليلة كما روت ذلك أم الدرداء حيث قالت دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب فقلت ما أغضبُك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً.
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ ومراد أبي الدرداء رضي الله عنه أن أعمال المذكورين حصل في جميعها النقص والتغيير إلا التجميع في الصلاة وهو أمر نسبى لأن حال الناس في زمن النبوة كان أتم مما صار إليه بعدها ثم كان في زمن الشيخين أتم مما صار إليه بعدهما وكأن ذلك صدر من أبي الدرداء في أواخر عمره وكان ذلك في أواخر خلافة عثمان فيا ليت شعري إذا كان ذلك العصر الفاضل بالصفة المذكورة عند أبي الدرداء فكيف بمن جاء بعدهم من الطبقات إلى هذا الزمان اهـ أي القرن التاسع
قلت : فكيف في هذا القرن الخامس عشر لكن لا شك أن هناك طائفة باقية على الحق متمسكة بهديه صلى الله عليه وسلم داعية إليه والله المستعان .
و لعلك http://www.sef.ps/forum/images/smilies/-akh-.gif قد ظهرت لك أهمية الموضوع وخطره وما له من الإيجابيات لو سلكناه وبيناه وما له من السلبيات لو أهملناه و تركناه دون بيان و تحذير.
وفي ختام هذه الحلقة اسأل الله العلي القديرأن يجنبنا الزلل والخطأ وأن يصلح أعمالنا وأن يهدينا لسلوك سنة نبيه محمد صلى عليه وسلم على منهج سلفنا الصالح.
أخوكم المحب
د/ أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:48 PM
الحلقة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد:
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله على خطأٍ كبير ظاهر منتشر بين الناس والوقوع فيه له أثر عظيم على الصيام هذا الخطأ هو عدم تعلم الصائم أحكام الصيام وما يتعلق به من آداب وسنن و الأمور التي يجب على الصائم تجنبها كالمفطرات والغيبة والنميمة وغير ذلك.
فتجد الواحد منهم يصوم على غير بصيرة وعلم فيقع في أمر يخالف صيامه وهو لا يشعر بسبب جهله أحكام الصيام وما يتعلق به ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش"(حديث صحيح:أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي).
وهذا حديث عظيم يغفل عنه كثير من الصائمين .
هذا الحديث يبين أن بعض الصائمين حظه من صيامه وأجره : العطش والجوع نفسه فقط ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسؤال هنا : لماذا يكون حظه ونصيبه من صومه الجوع والعطش فقط ؟
والجواب عن هذا السؤال هو لأنه خالف أحكام الصيام ووقع فيما يخالفه ويضيع ثمرته فتراه يقع في الحرام من الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والسباب ولا يحفظ جوارحه عن الآثام !
و للأسف الشديد أيها الأخوة الكرام هذا الخطأ الكبير والظاهرة الخطيرة من عدم تعلم أحكام الصيام ليست فقط في رمضان بل هي في جميع أحكام الدين في الطهارة والصلاة والزكاة والحج و النكاح و الطلاق فتجد كثيراً من الناس يجهلون أحكام دينهم فيخالفونها بدون علم ولو أنهم تعلموها لم يخالفوها.
والعجب أننا نرى هؤلاء إذا أراد أحدهم أن يشتري شيئاً من متاع الدنيا الزائل نجده يسأل عنه وعن كيفية استعماله وعن ما يحتاج إلى صيانة ولا يقبل قول أي أحد بل لا بد أن يكون خبيراً مجرباً عندها يطمئن ويرضى قبل أن يشتريه.
أما في أمور دينه وأحكامه التي يحتاج إليها فنجده يعمل بلا بصيرة ولا علم و يعمل كما يعمل عامة الناس!
فالواحد منهم للأسف في أمور الدنيا عالم فاهم وفي أمور آخرته و دينه جاهل متخبط يمشي بلا علم.
والله عز وجل أمرنا أن نسأل أهل العلم إذا جهلنا الحكم فقال تعالى{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأهل الذكر هم أهل العلم فالله أمرنا أن نسأل أهل العلم ولم يأمرنا أن ننظر إلى ما يفعله عامة الناس.
وقال صلى الله عليه وسلم "إنما شفاء العي السؤال"
وقال صلى الله عليه و سلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم"
و هذا حديث عظيم يدل على وجوب تعلم أمور الدين فيما يلزم المسلم في خاصة نفسه وذلك "لما تقرر و ثبت أنه لا يجوز لأحد أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه فهذه من فروض الأعيان لا يحملها أحد عن أحد"
ويدل على أن الذي لا يتعلم أمور دينه التي يحتاج إليها : آثم؛ لأنه مقصر ومفرط.
وعامة الناس مثله في عدم العلم إلا ما رحم الله ولذلك جهل كثير من الناس أحكام دينهم فطرأ و حصل التغير وقد لاحظ هذا التغير الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه لاحظ التغيير و النقص في الصلاة وهي تؤدى خمس مرات في اليوم والليلة كما روت ذلك أم الدرداء حيث قالت دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب فقلت ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً.
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ ومراد أبي الدرداء رضي الله عنه أن أعمال المذكورين حصل في جميعها النقص والتغيير إلا التجميع في الصلاة وهو أمر نسبى لأن حال الناس في زمن النبوة كان أتم مما صار إليه بعدها ثم كان في زمن الشيخين أتم مما صار إليه بعدهما وكأن ذلك صدر من أبي الدرداء في أواخر عمره وكان ذلك في أواخر خلافة عثمان فيا ليت شعري إذا كان ذلك العصر الفاضل بالصفة المذكورة عند أبي الدرداء فكيف بمن جاء بعدهم من الطبقات إلى هذا الزمان اهـ أي القرن التاسع
قلت : فكيف في هذا القرن الخامس عشر لكن لا شك أن هناك طائفة باقية على الحق متمسكة بهديه صلى الله عليه وسلم داعية إليه والله المستعان .
و نحن في هذه الأيام المباركة أيام رمضان نحتاج لمعرفة أحكام الصيام.
ولعلك أخي الكريم تقول كيف أتعلم أحكام الصيام ؟
فالجواب : هو أنك يمكنك أن تتعلم أحكام الصيام عن عدة طرق:
الطريقة الأولى: هي أن تجلس في حلق العلم فتسمع وتتعلم وتعمل.
الطريقة الثانية: هي عن طريق سؤال أهل العلم عن ما تحتاج إليه من أحكام الصيام.
الطريقة الثالثة:عن طريق الاستماع لأشرطة أهل العلم كالشيخ ابن باز والعثيمين رحمهما الله وكالشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والفوزان والغديان وغيرهم حفظهم الله التي تتكلم عن الصيام وأحكامه وهي متوفرة ـ بحمد الله ـ .
الطريقة الرابعة:عن طريق المواقع السلفية في الإنترنت التي تخصص في المنتدى ركناً لما يتعلق بالصيام .
الطريقة الخامسة : عن طريق قراءة الكتب التي بينت وتكلمت عن أحكام الصيام.
لكن احرص على أخذ العلم من أهله الموثوق بهم.
أيها الإخوة الأفاضل :
كل واحد منا راعٍ وهو مسئول عن رعيته لقوله صلى الله عليه و سلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته"
فيجب علينا أن نعلم أبناءنا وبناتنا ونساءنا أحكام الصيام وما يحتاجون إليه فيه.
ولنعلم جميعاً أن من علم علماً كان له مثل أجر من عمل به لقوله صلى الله عليه وسلم "من علَّم علماً فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل"
بل تعليم المسلم للآخرين ينفعه بإذن الله بعد موته قال صلى الله عليه و سلم "أربع من عمل الأحياء تجري للأموات وذكر منها: و رجل علم علماً فعمل به من بعده له مثل أجر من عمل به من غير أن ينقص من أجر من يعمل به شيء"
أيها المسلمون إن جهلنا بأحكام ديننا قادنا إلى الوقوع في المحرمات والمعاصي وأبعدنا عن ربنا سبحانه وتعالى فتسلط علينا أعداؤنا من اليهود والنصارى أخزاهم الله كما قال صلى الله عليه وسلم " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
فتأملوا قوله صلى الله عليه و سلم " حتى ترجعوا إلى دينكم" ما قال حتى تعملوا جماعات أو مظاهرات إنما يرفع الله عنا الذل إذا رجعنا إلى ديننا والرجوع إلى الدين هو الرجوع إلى الكتاب و السنة على فهم الصحابة السلف الصالح رضوان الله عليهم.
أيها الصائمون إذا أردنا العزة من الله تبارك و تعالى وأردنا أن يرفع عنا الذل وينصرنا على عدونا فلا بد من العلم بأحكام الدين ولا بد من العمل بهذا العلم والعمل بالعلم هو بيت القصيد وهذا كما قال تعالى{إن تنصروا الله ينصركم} فهذا أمر من الله للمؤمنين أن ينصروا الله بالقيام بدينه والدعوة إليه وجهاد أعدائه وأن يقصدوا بذلك وجه الله فإنهم إذا فعلوا ذلك نصرهم وثبت أقدامهم أي يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات ويعينهم على أعدائهم.
فهذا وعد من كريم صادق الوعد أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه وييسر له أسباب النصر من الثبات و غيره
وفي ختام هذه الحلقة اسأل الله أن يبصرنا في أمور ديننا وأن يعيننا على صيام رمضان وقيامه وأن لا يجعلنا من الذين حظهم من صيامهم الجوع والعطش، وصلى الله وسلم على نبينا الكريم الأمين، والحمد لله رب العالمين.



أخوكم المحب
د / أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:48 PM
الحلقة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد:
فعدم استشعار الصائم نعمة الله ومنته عليه بإبلاغه هذا الشهر العظيم لهو من الأخطاء التي نلاحظها و نلمسها في شهر رمضان من بعض الصائمين .
فتجد بعضهم يستثقل دخول شهر رمضان ويتضايق منه ويفرح بخروجه والبعض الآخر يدخل عليه رمضان وكأنه لا مكانة له ولا قيمة في نفسه فلا يغتنم أوقاته في الطاعات بل وقته في المباحات إن لم يكن في المحرمات.
وهذا الشعور الميت يحرم صاحبه لذة العبادة والنشاط فيها والإكثار منها.
إنَّ استشعار الصائم أهمية هذا الشهر له أثرٌ فعال في صيامه و قيامه فلا يفرط فيه ولا يلهو عنه بل يشتغل ليله ونهاره في طاعة الله ومرضاته؛ لأنَّه موسمٌ عظيمٌ جعل اللهُ فيها من الخيرات والرحمات ما الله به عليم.
وكيف يغفل المؤمن عن هذا الشهر الكريم وكيف يضيع هذه الفرصة العظيمة ولعل السبب في ذلك هو عدم علمه بما جاء في بيان فضله وخصائصه في السنة النبوية :
ففي هذا الشهر تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتسلسل و تصفد الشياطين
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"
وأجر صيامه عظيم عند الله فهو إليه ورائحة الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من رائحة المسك :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه"
وهو شهر ينادي فيه المَلَك يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وفي كل ليلة لله عتقاء من النار
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي ملك يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"
و يغفر فيه لمن صامه وقامه إيماناً و احتساباً ما تقدم من ذنبه.
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
و الصيام وقاية من النار"
فعن عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال"
وفي هذا الشهر ليلة خير من ألف شهر والمحروم من حرم خيرها
فعن أنس بن مالك قال دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم"
و هذا الشهر اختصه الله لنزول القران
فعن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان"
أيها الصائمون هذه بعض الخصائص التي اختص بها شهر رمضان وهي دالة على فضله وأهميته ومكانته في الإسلام لذلك قال ابن قيم الجوزية ((كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليلة ونهاره على العبادة وكان ينهى أصحابه عن الوصال فيقولون له إنك تواصل فيقول لست كهيئتكم إني أبيت وفي رواية إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني)) انتهى
ولعل هؤلاء الذين لا يعلمون أهمية شهر رمضان يجهلون أيضاً المقصود من الصيام والمصالح التي فيه؟
ولابن قيم الجوزية كلام بديع في بيان المقصود من الصيام ومنافعه شرعاً وعقلاً وطباً : حيث قال رحمه الله تعالى : المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات وتعديل قوتها الشهوانية لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها ويسكن كل عضو منها وكل قوة عن جماعه وتلجم بلجامه فهو لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الإبرار والمقربين وهو لرب العالمين من بين سائر الأعمال فإن الصائم لا يفعل شيئاً وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثار لمحبة الله ومرضاته وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة وأما كونه تركت طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر وذلك حقيقة الصوم وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذي من قبلكم لعلكم تتقون } وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الصوم جنة " وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدره له عليه بالصيام .
والمقصود أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة شرعه الله لعباده رحمة بهم وإحسانا إليهم وحمية لهم وجنة وكان هدي رسول الله فيه أكمل الهدي وأعظم تحصيل للمقصود وأسهله على النفوس ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها تأخر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة وألفت أوامر القرآن فنقت إليه بالتدريج وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله وقد صام تسع رمضانات .
وأما الصوم فناهيك به من عبادة تكف النفس عن شهواتها وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين فإن النفس إذا خليت ودواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم فإذا كفت شهواتها لله ضيقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها وشهواتها محبة له وإيثارا لمرضاته وتقربا إليه فيدع الصائم أحب الأشياء إليه وأعظمها لصوقاً بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجل ربه فهو عبادة ولا تتصور حقيقتها إلا بترك الشهوة لله فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجل ربه وهذا معنى كون الصوم له تبارك وتعالى وبهذا فسر النبي هذه الإضافة في الحديث فقال " يقول الله تعالى كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها قال الله إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي " حتى أن الصائم ليتصور بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا في تحصيل رضا الله وأي حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة وتقمع النفس وتحي القلب وتفرحه وتزهد في الدنيا وشهواتها وترغب فيما عند الله وتذكر الأغنياء بشأن المساكين وأحوالهم وأنهم قد أخذوا بنصيب من عيشهم فتعطف قلوبهم عليهم ويعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكراً.
وبالجملة فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور فما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم فهو شاهد لمن شرعه وأمر به بأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه إنما شرعه إحساناً إلى عباده ورحمة بهم ولطفاً بهم لا بخلاً عليهم برزقه ولا مجرد تكليف وتعذيب خال من الحكمة والمصلحة بل هو غاية الحكمة والرحمة والمصلحة وإن شرع هذه العبادات لهم من تمام نعمته عليهم ورحمته بهم.
والصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن منافعه تفوت الإحصاء وله تأثير عجيب في حفظ الصحة وإذابة الفضلات وحبس النفس عن تناول مؤذياتها ولا سيما إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً وحاجة البدن إليه طبعاً ثم إن فيه إراحة القوى والأعضاء ما يحفظ عليها قواها وفيه خاصية تقتضي إيثاره وهي تفريحه للقلب عاجلاً وآجلاً وهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة وله تأثير عظيم في حفظ صحتهم وهو يدخل في الأدوية الروحانية والطبيعية وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعاً وشرعاً عظم انتفاع قلبه وبدنه به وحبس عنه المواد الغريبة الفاسدة التي هو مستعد لها وأزال المواد الرديئة الحاصلة بحسب كماله ونقصانه ويحفظ الصائم مما ينبغي أن يتحفظ منه ويعنيه على قيامه بمقصود الصوم وسره وعلته الغائبة فإن القصد منه أمر آخر وراء ترك الطعام والشراب وباعتبار ذلك الأمر اختص من بين الأعمال بأنه لله سبحانه ولما كان وقاية وجنة بين العبد وبين ما يؤذي قلبه وبدنه عاجلاً وآجلاً قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } فأحد مقصودي الصيام الجنة والوقاية وهي حمية عظيمة النفع والمقصود الآخر اجتماع القلب والهم على الله تعالى وتوفير قوى النفس على محابه وطاعته انتهى
وفي ختام هذه الحلقة اسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يرزقنا لذة العبادة والطاعة واستشعار عظيم نعمته علينا بإبلاغنا هذا الشهر العظيم .
وصلى الله وسلم على نبينا الكريم الأمين، والحمد لله رب العالمين.


أخوكم المحب
د / أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:48 PM
الحلقة الخامسة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين:
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين : أن بعضهم لما ينتصف شهر شعبان يبدأ في الصيام وهو لم يصم من قبله وهذا لا يجوز؛ لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال "إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى يجيء رمضان"
وفي لفظ"إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"
فدل الحديث على النهي من ذلك فما يفعله بعض الناس اليوم هداهم الله من الصيام إذا انتصف شعبان خلاف السنة لا يجوز.
و كذا من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين: أن بعضهم يصوم قبل رمضان بيوم وهو يوم الشك أو يصوم قبل رمضان بيومين
ويوم الشك هو اليوم الثلاثون من شعبان لاحتمال أن يكون من رمضان.
والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لا يتقدمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم"
ومن الأدلة ما رواه صلة قال كنا عند عمار في اليوم الذي يشك فيه فأتي بشاة فتنحى بعض القوم فقال عمار" من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"
أما من كان معتاداً الصيام من قبل منتصف شعبان كأن كان يداوم على صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم و إفطار يوم أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر فله أن يصوم بعد منتصف شعبان كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم "إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم صومه"
قال عبد الله ابن الإمام أحمد قلت لأبي: إذا صام شعبان كله؟
قال لا بأس أن يصوم اليوم الذي يشك فيه إذا لم ينو أنه من رمضان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان فقد دخل ذلك اليوم في صومه اهـ
قلت : يشير رحمه الله إلى ما روته أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان يصله برمضان.
و قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يتعجل الرجل بصيام قبل دخول شهر رمضان لمعنى رمضان (أي لتعظيمه) وإن كان رجل يصوم صوماً فوافق صيامه ذلك فلا بأس به عندهم اهـ
والعلة في تحريم صوم هذين اليومين لئلا يتخذ ذريعة إلى أن يلحق بالفرض ما ليس منه وما فيه من الطعن في رؤية الهلال؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علق الصوم بالرؤية.
فمن صام يوم الشك قبل رؤية الهلال فوافق صومه ذلك اليوم أول دخول رمضان فلا يجزئه؛ لكونه لم يبن صومه على أساس شرعي ولأنه يوم شك وقد دلت السنة الصحيحة على تحريم صومه وعليه قضاؤه وهذا قول أكثر أهل العلم.
و من صام يوم الشك بنية صوم رمضان فقد وافق الرافضة ووقع في البدعة.
و من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين: أن بعضهم يصوم قبل صيام المسلمين ويفطر قبل إفطار المسلمين بحجة أنه رأى الهلال ولا شك أن هذا خطأ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون"
قال الترمذي: فسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس اهـ
وقال الخطابي في معنى الحديث:إن الخطأ مرفوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد فلو أن قوماً اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعاً وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماضٍ لا شيء عليهم من وزر أو عنت وكذلك في الحج إذا أخطأوا يوم عرفة ليس عليهم إعادة.
وقال غيره فيه الإشارة إلى أن يوم الشك لا يصام احتياطاً وإنما يصام يوم يصوم الناس.
وقيل فيه الرد على من يقول إن من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل جاز له أن يصوم ويفطر دون من يعلم.
وقيل إن الشاهد الواحد إذا رأى الهلال ولم يحكم القاضي بشهادته أنه لا يكون هذا له صوماً كما لم يكن للناس اهـ
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله: فيه دليل على أن المنفرد بالرؤية لا يلزمه حكمها لا في الصوم ولا في الفطر ولا في التعريف اهـ
وقال السندي : الظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس لآحاد الناس فيها مدخل وليس لهم التفرد فيها بل الأمر فيها إلى الإمام والجماعة ويجب على الآحاد إتباعهم للإمام والجماعة وعلى هذا فلو رأى أحد الهلال ورد الإمام شهادته ينبغي أن لا يثبت في حقه شيء من هذه الأمور ويجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك "اهـ
قلت: ويدل عليه ما جاء عن مسروق أنه دخل على عائشة رضي الله عنها يوم عرفة فقالت : اسقوا مسروقاً سويقاً وأكثروا حلواه.
قال: إني لم يمنعني أن أصوم اليوم إلا أني خفت أن يكون يوم النحر؟
فقالت عائشة رضي الله عنها: النحر يوم ينحر الناس والفطر يوم يفطر الناس"
قال أبوعبدالرحمن ناصر الدين الألباني: وهذا هو اللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس وتوحيد صفوفهم وإبعادهم عن كل ما يفرق جمعهم من الآراء الفردية فلا تعتبر الشريعة رأي الفرد ولو كان صواباً في نظره في عبادة جماعية كالصوم والتعييد وصلاة الجماعة اهـ
و"يخشى على هذا المتفرد بالصيام أو الإفطار من التهمة بمشابهة الرافضة الذين يصومون يوم الشك وبالتهمة بالفطر كما أن في عمله هذا خوف الاختلاف و تشتيت الكلمة وأن يجعل لكل إنسان مرتبة الحاكم وهذا من أبلغ الإفتيات على الإمام وجماعة المسلمين وفيه مشابهة أهل البدع كالرافضة و نحوهم فإنهم ينفردون عن المسلمين بالصيام والفطر وبالأعياد فلا ينبغي التشبه بهم في ذلك وقواعد الشرع تأبى ذلك"
أقول: وبهذا ندرك خطأ ما يقوله بعض الناس إن دخولنا رمضان لم يكن مضبوطاً أو وقع اختلاف ويثيرون بهذا الكلام البلبلة لدى عامة الناس فلا شك أن هذا خطأ مخالف للسنة.
فنحن في المملكة العربية السعودية - بحمد الله تعالى - خصص ولاة أمرنا لجنة لرصد دخول الشهر وخروجه وهي مسؤولة عن ذلك فلو قدر الله أنه وقع خطأ فهو مغتفر لأنهم فعلوا ما أمروا به.
وهذا أمر يستغله دعاة الفتنة والتضليل للطعن في ولاة أمرنا والتشكيك في أفعالهم!!
ولا شك أن ولاة أمرنا قد فعلوا ما أمرهم الشرع به ولم يقصروا فلا يلحقهم بإذن الله تعالى لوم ولا عتب بفضل الله عليهم فلا ينبغي الالتفات لتلك الإشاعات المغرضة.
ومن الأخطاء ما يفعله بعض الناس من رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين : هل هلالك جل جلالك شهر مبارك ثم يمسحون وجوههم.
فهذا الفعل بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
قلت: والسنة الثابتة عنه صلى عليه وسلم أنه كان إذا رأى الهلال قال:اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي و ربك الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أخوكم
د / أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:49 PM
الحلقة السادسة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
ففي هذه الحلقة إن شاء الله تعالى سنقف على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين:
فمن الأخطاء : أن بعض الناس هداهم الله للصواب إذا ثبت دخول شهر رمضان أثناء النهار في اليوم الثلاثين من شعبان لا يمسك عن المفطرات بل يستمر في فطره بحجة أنه لا بد من الإمساك قبل الفجر وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من أكل وشرب يوم عاشوراء بترك الأكل والشرب وأن يتم صومه.
فعن سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم عاشوراء رجلاً من أسلم فنادى في الناس : إن اليوم يوم عاشوراء فمن كان قد أكل وشرب فلا يأكل شيئاً ليُتِمَّ صومه ومن كان لم يأكل ولم يشرب فليتم صومه"
وعن الرُبَيِّع بنت مُعَوذ قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائماً فليتم صومه ومن كان أصبح مفطراً فليصم بقية يومه . قالت : وكنا نصومه ونصومه صبياننا الصغار ويذهب بهم إلى المسجد ويجعل لهم اللعبة من الوهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه"
قال ناصر الدين الألباني: في هذا الحديث فائدتان:
الأولى:أن صوم يوم عاشوراء كان في أول الأمر فرضاً و ذلك ظاهر في الاهتمام به الوارد فيه والمتمثل في إعلان الأمر بصيامه والإمساك عن الطعام لمن أكل فيه وأمره بصيام بقية يومه فإن صوم التطوع لا يتصور فيه إمساك بعد الفطر.
والأخرى:أن من وجب عليه الصوم نهاراً كالمجنون يفيق والصبي يحتلم والكافر يسلم وكمن بلغه الخبر بأن هلال رمضان رؤي البارحة فهؤلاء يجزيهم النية من النهار حين الوجوب ولو بعد أن أكلوا أو شربوا فتكون هذه الحالة مستثناة من عموم قوله صلى الله عليه و سلم " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"
فإن قيل : الحديث وارد في صوم عاشوراء والدعوى أعم؟
قلت: نعم وذلك بجامع الاشتراك في الفرضية.
قال المحقق السندي : دل الحديث على شيئين
أحدهما وجوب صوم عاشوراء.
والثاني أن الصوم الواجب في يوم بعينه يصح بنية من نهار والمنسوخ هو الأول ولا يلزم من نسخه نسخ الثاني ولا دليل على نسخه أيضاً
بقي فيه بحث وهو أن الحديث يقتضي أن وجوب الصوم عليهم ما كان معلوماً من الليل وإنما علم من النهار وحينئذ صار اعتبار النية من النهار في حقهم ضرورياً كما إذا شهد الشهود بالهلال يوم الشك فلا يلزم جواز الصوم بنية من النهار بلا ضرورة انتهى .
قلت : واختار هذا القول جمع من أهل العلم منهم ابن تيمية وابن قيم الجوزية والشوكاني وابن سعدي رحمهم الله جميعاً
وأما قضاء ذلك اليوم فلا يلزمهم قال العلامة السعدي : إذا قامت البينة في أثناء النهار برؤية هلال رمضان لزمهم الإمساك قولاً واحداً واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يلزمهم قضاء ذلك اليوم وقوله قوي جداً مبني على أصل وهو أن الأحكام لا تلزم إلا بعد بلوغها فهم أفطروا لِمَا كان في ظنهم . والحكم الظاهر لهم أنه ليس من رمضان فإذا بان أنه من رمضان لزمهم إمساك ما بان لهم ولم يلزمهم قضاء ما لم يبلغهم انتهى
و أما الحديث الذي رواه عبد الرحمن بن مسلمة عن عمه أن أسلم أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال " صمتم يومكم هذا ؟ قالوا : لا قال فأتموا بقية يومكم واقضوه " قال أبو داود يعني يوم عاشورا"
فهو حديث لا يصح ضعفه عبدالحق الإشبيلي وقال: لا يصح هذا الحديث في القضاء ووافقه ابن القطان وكذا ضعفه الألباني
ومن الأخطاء : أن بعض الصائمين لا يبيتون نية الصيام قبل الفجر وهذا خطأ كبير؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له "
و قال صلى الله عليه و سلم " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له"
فدل هذان الحديثان على وجوب تبييت نية الصيام قبل طلوع الفجر وأن من لم يبيتها فلا يصح منه الصيام .
قال الميموني قلت لأحمد بن حنبل: نحن نحتاج في رمضان أن نبيت الصيام من الليل؟
فقال الإمام أحمد: إي والله.انتهى
وهنا سؤال مهم يحتاج إليه الصائمون ألا وهو كيف تكون النية؟
فالجواب عن هذا السؤال المهم هو أن يقال: من عزم بقلبه على الصيام غداً فقد حصلت النية المطلوبة شرعاً قال ابن تيمية رحمه الله: من خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى والصائم لمَّا يتعشَ يتعشى عشاء من يريد الصيام ولهذا يفرق بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان انتهى
وأما الجهر بنية الصيام كأن يقول نويت أن أصوم شهر رمضان أو نويت أن أصوم غداً الأربعاء لله ؛ فهو بدعة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلا يجوز الجهر بالنية في الصيام بل لا يجوز الجهر بالنية في جميع العبادات إذ النية محلها القلب والتلفظ بها بدعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الجهر بلفظ النية ليس مشروعاً عند أحد من علماء المسلمين ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحد من خلفائه وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها...
بل النية الواجبة في العبادات كالوضوء والغسل والصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك محلها القلب باتفاق أئمة المسلمين.
والنية هي: القصد والإرادة والقصد والإرادة محلهما القلب دون اللسان باتفاق العقلاء فلو نوى بقلبه صحت نيته عند الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين من الأولين والآخرين وليس في ذلك خلاف عند من يُقْتدى به ويفتى بقوله
ولكن بعض المتأخرين من أتباع الأئمة زعم أن اللفظ بالنية واجب ولم يقل إن الجهر بها واجب ومع هذا فهذا القول خطأ صريح مخالف لإجماع المسلمين ولما علم بالاضطرار من دين الإسلام عند من يعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه وكيف كان يصلي الصحابة والتابعون فإن كل من يعلم ذلك يعلم أنهم لم يكونوا يتلفظون بالنية ولا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولا علمه لأحد من الصحابة.
كما أن التلفظ بالنية فاسد في العقل فإن قول القائل: أنوي أن أفعل كذا وكذا بمنزلة قوله أنوي آكل هذا الطعام لأشبع وأنوي ألبس هذا الثوب لأستتر وأمثال ذلك من النيات الموجودة في القلب التي يستقبح النطق بها وقد قال الله تعالى{قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض}
فليس لأحد أن يعمل في الدين إلا ما شرعه الله ورسوله دون ما يشتهيه ويهواه قال الله تعالى{ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله }انتهى
ومن الأخطاء : أن بعض الصائمين ينوي بصيامه في شهر رمضان التطوع لا الفرض وهذا خطأ؛ لأن صيام رمضان فرض واجب فلا بد فيه من نية الفريضة.
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل:سألت أبي عمن صام رمضان وهو ينوي به تطوعاً؟
فقال: لا يفعل هذا إنسان من أهل الإسلام لا يجزئه حتى ينوي ـ أي الفريضة انتهى.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها وهي متعلقة بالنية وهي من المسائل الكبيرة فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم

د / أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
22-Jul-2013, 06:50 PM
الحلقة السابعة
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين.
فمن الأخطاء : التي يقع فيها بعض الصائمين أن بعضهم يفطر قبل أن تغرب الشمس؛ فقد روى أبو أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله r يقول « بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان ، فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلاً وعراً، ... إلى أن قال : ثم انطلق بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم"
وقوله (تحلة صومهم) أي يفطرون قبل وقت الإفطار.
والله عز وجل قال في كتابه الكريم{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} فأمرنا بالإمساك إلى الليل وذلك يكون بغروب الشمس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم " إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم"
وجاء عن أبي سعيد الخدري أنه أفطر حين غاب قرص الشمس
وهنا لا بد من بيان مسألة يحتاج الصائمون إليها ألا و هي أن الصائم إذا شرب وأكل قبل غروب الشمس ظناً منه أن الشمس قد غربت فهل عليه القضاء لأنه في حكم المفطر أم أنه لا قضاء عليه لأنه في حكم من شرب وأكل ناسياً ؟
من أهل العلم من قال لا يقضي مستدلاً بما رواه هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس قيل لهشام فأمروا بالقضاء.
قال لا بد من قضاء وقال معمر سمعت هشاماً لا أدري أقضوا أم لا.
قال الحافظ ابن حجر: قوله (بُدّ من قضاء) المعنى لا بد من قضاء.
قوله( وقال معمر سمعت هشاماً يقول لا أدري اقضوا أم لا)
ظاهر هذه الرواية تعارض التي قبلها لكن يجمع بأن جزمه بالقضاء محمول على أنه استند فيه إلى دليل آخر وأما حديث أسماء فلا يحفظ فيه إثبات القضاء ولا نفيه .
قال ابن المنير في الحاشية في هذا الحديث أن المكلفين إنما خوطبوا بالظاهر فإذا اجتهدوا فأخطئوا فلا حرج عليهم في ذلك انتهى .
قال ابن قيم الجوزية:اختلف الناس هل يجب القضاء في هذه الصورة فقال الأكثرون يجب وذهب إسحاق بن راهويه وأهل الظاهر إلى أنه لا قضاء عليهم وحكمهم حكم من أكل ناسياً
والقياس يقتضي سقوط القضاء ولأن الجهل ببقاء اليوم كنسيان نفس الصوم ولو أكل ناسياً لصومه لم يجب عليه قضاؤه والشريعة لم تفرق بين الجاهل والناسي فإن كل واحد منهما قد فعل ما يعتقد جوازه وأخطأ في فعله وقد استويا في أكثر الأحكام وفي رفع الآثام فما الموجب للفرق بينهما في هذا الموضع.
وقد يقال إنه في صورة الصوم أعذر منه فإنه مأمور بتعجيل الفطر استحباباً فقد بادر إلى أداء ما أمر به واستحبه له الشارع فكيف يفسد صومه وفساد صوم الناسي أولى منه لأن فعله غير مأذون له فيه بل غايته أنه عفو فهو دون المخطئ الجاهل في العذر .
وإن أريد أن المخطئ ذاكر لصومه مقدم على قطعه ففعله داخل تحت التكليف لخلاف الناسي فلا يصح أيضاً لأنه يعتقد خروج زمن الصوم وأنه مأمور بالفطر فهو مقدم على فعل ما يعقده جائزاً وخطؤه في بقاء اليوم كنسيان الآكل في اليوم فالفعلان سواء فكيف يتعلق التكليف بأحدهما دون الآخر
والسبب الذي دعاه إلى الفطر غير منسوب إليه في الصورتين وهو النسيان في مسألة الناسي وظهور الظلمة وخفاء النهار في صورة المخطئ فهذا أطعمه الله وسقاه بالنسيان وهذا أطعمه الله وسقاه بإخفاء النهار ولهذا قال صهيب هي طعمة الله ولكن هذا أولى فإنها طعمة الله إذناً وإباحة وإطعام الناسي طعمته عفواً ورفع حرج فهذا مقتضى الدليل.
قال شيخنا – أي شيخ الإسلام ابن تيمية - وحجة من قال لا يفطر في الجميع أقوى ودلالة الكتاب والسنة على قولهم أظهر فإن الله سبحانه سوى بين الخطأ والنسيان في عدم المؤاخذة ولأن كل واحد منهما غير قاصد للمخالفة وقد ثبت في الصحيح أنهم أفطروا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس ولم يثبت في الحديث أنهم أمروا بالقضاء ولكن هشام بن عروة سئل عن ذلك فقال لا بد من قضاء وأبوه عروة أعلم منه وكان يقول لا قضاء عليهم وثبت في الصحيحين أن بعض الصحابة أكلوا حتى ظهر لهم الخيط الأسود من الأبيض ولم يأمر أحداً منهم بقضاء وكانوا مخطئين
قال شيخنا وبالجملة فهذا القول أقوى أثرا ونظرا وأشبه بدلالة الكتاب والسنة والقياس انتهى
قلت : وهذا الذي اختاره الشيخ السعدي رحمه الله
ومن الأمور التي يقع فيها بعض الصائمين وهي خلاف السنة :
أنهم لا يعجلون الفطر بل يؤخرونه حتى يصلوا المغرب و يصلوا السنة ثم من بعد ذلك يفطرون وهذا خلاف السنة الصحيحة فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان صلى الله عليه وسلم لا يصلي المغرب وهو صائم حتى يفطر ولو على شربة من ماء"
وعن أبي عطية قال : دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت من يعجل المغرب والإفطار قال عبد الله فقالت " هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع "
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"
أي مدة فعلهم ذلك امتثالاً للسنة واقفين عند حدها غير متنطعين بعقولهم ما يغير قواعدها.
قال النووي:معناه لا يزال أمر الأمة منتظماً وهم بخير محافظين على هذه السنة وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه انتهى
وقال صلى الله عليه وسلم " لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون "
وظهور الدين مستلزم لدوام الخير و تأخير أهل الكتاب له أمد وهو ظهور النجم انتهى .
وقال ابن دقيق العيد في هذا الحديث رد على الشيعة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم ولعل هذا هو السبب في وجود الخير بتعجيل الفطر لأن الذي يؤخره يدخل في فعل خلاف السنة انتهى
وقال الترمذي: الذي اختاره أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم : استحبوا تعجيل الفطر انتهى
قلت يؤيده ما رواه عمرو بن ميمون أنه قال " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهـم سحوراً"
قال الحافظ: اتفق العلماء على أن محل ذلك إذا تحقق غروب الشمس بالرؤية أو بأخبار عدلين وكذا عدل واحد في الأرجح انتهى
ومن الأخطاء أيضاً أن بعض المؤذنين يؤخر أذان المغرب مع أن الشمس قد غربت بحجة الاحتياط وهذا من البدع المنكرة.
قال الحافظ : من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من أن المؤذنين صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا فأخروا الفطر وخالفوا السنة فلذلك قل عنهم الخير وكثر فيهم الشر والله المستعان انتهى .
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم
د / أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:49 AM
الحلقة الثامنة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين.
فمن الأمور التي تخالف السنة ويقع فيها بعض الصائمين أنهم يتعجلون السحور ولا يأخرونه إذ السنة تأخير السحور :
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال " تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة قلت كم كان بين الأذان والسحور قال قدر خمسين آية"
وعن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أن بلالاً كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر" قال القاسم : ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا .
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال " كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وعن حذيفة قال " تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع"
فدلت هذه الأحاديث على أن السنة في السحور تأخيره لا تعجيله بعد العشاء مباشرة أو قبل الفجر بوقت طويل.
ومن الأخطاء : التي يقع فيها بعض الصائمين مخالفين سنة سيد المرسلين تركهم السحور بالكلية بعضهم يترك السحور تعبداً وهذا لاشك أنه من المبدع وهو من فعل أهل الكتاب وبعضهم يتركه لعلة واهية كمن يتركه لتخفيف الوزن ونحوه.
وهؤلاء قد حرموا أنفسهم خيراً عظيماً كبيراً فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين"
الله أكبر ما أعظمها من نعمة ويا حسرة من فاتته هذه النعمة لبدعة أو لغرض دنيوي.
كما أن من ترك السحور فقد حرم نفسه البركة الحاصلة من السحور فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة"
و قد نهى صلى الله عليه و سلم من ترك السحور :
فعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال صلى الله عليه وسلم " إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه"
والبركة في السحور تحصل بجهات متعددة وهي أتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوى به على العبادة والزيادة في النشاط ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام
ولذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالغداء المبارك
فعن العرباض بن سارية قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال "هلم إلى الغداء المبارك"
ومن ترك السحور فقد شابه اليهود و النصارى لأنهم لا يتسحرون
فعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"
ولعل قائلاً يقول : وكيف يحصل السحور؟
والجواب هو أن السحور يحصل بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب بل لو شرب ماءاً بنية السحور أجزأه وليس الأكل الكثير شرطاً في السحور:
فعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " السحور أكله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " نعم سحور المؤمن التمر"
ومن الأخطاء التي نراها من بعض الصائمين إذا سمعوا الأذان وفي فم أحدهم لقمة أو في يد أحدهم ماء إخراجهم ما في فمهم من طعام أو ماء ظناً منهم أنه لا يجوز لهم ذلك وهذا لا شك أنه ظن خاطئ مخالف لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه "
فدل هذا الحديث على جواز هذا الأمر وأنه لا يضر فعله الصيام.
ومن الخطأ أيضاً أن بعضهم يمسك الماء إلى حين يؤذن المؤذن عندها يشرب، فلا شك أن هذا ليس موافقاً للحديث السابق، وإنما الحديث السابق فيمن يشرب الماء مع الأذان دون تعمد تأخيره إلى الآذان .
كما دلنا هذا الحديث على خطأ آخر أشنع منه ألا وهو أن بعض الصائمين يمسك قبل وقت الإمساك بما يقارب عشر دقائق احتياطاً منهم للصيام فيما زعموا وكذا ما في بعض التقاويم من تحديد وقت احتياطي للإمساك قبل الفجر بما يقارب ثلث ساعة وهذا لاشك أنه تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام فالإمساك قبل الوقت هو بدعة مخالف لفعله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه رضوان الله عليهم جميعاً .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى : من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعماً ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا فأخَّروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة فلذلك قَلَّ عنهم الخير وكثر فيهم الشر انتهى
وقال ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى : الإمساك عن الطعام قبل أذان الصبح بدعة انتهى
وهذا الخطأ جرَّ بعض المؤذنين إلى أن يؤذنوا الأذان الثاني قبل دخول الوقت فإذا أذنوا قبل دخول الوقت وصلى النساء أو المعذورون عن الجماعة صلاة الفجر عند سماع أذانه فقد صلوا قبل الوقت وهذا خطأ عظيم جرهم إليه مخالفتهم للسنة ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
وأما التقاويم فهي من باب الحساب الفلكي ولا يجوز الاعتماد على الحساب الفلكي؛ لأن الحساب يخطئ كثيراً.
ولم يأمرنا الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بالرجوع إليه بل أمرنا بالرجوع إلى رؤية الفجر الصادق كما قال تعالى{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}
وعن عائشة رضي الله عنها أن بلالاً كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"
وهنا مسألة لا بد من بيانها وهي إذا أكل و شرب يظنه ليلاً ثم تبين أن الفجر قد طلع فما حكمه؟
فالجواب أن صيامه صحيح و لا يلزمه القضاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم "إن بلالاً يؤذن بليل" فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير
وإن شك هل طلع الفجر أو لم يطلع فله أن يأكل ويشرب حتى يتبين الطلوع ولو علم بعد ذلك أنه أكل بعد طلوع الفجر ففي وجوب القضاء نزاع والأظهر أنه لا قضاء عليه وهو الثابت عن عمر وقال به طائفة من السلف والخلف .
وهذا القول أشبهها بأصول الشريعة ودلالة الكتاب والسنة وهو قياس أصول أحمد وغيره فإن الله رفع المؤاخذة عن الناسي والمخطئ وهذا مخطئ وقد أباح الله الأكل والوطء حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر واستحب تأخير السحور ومن فعل ما ندب إليه وأبيح له لم يفرط فهذا أولى بالعذر من الناسي والشاك في طلوع الفجر يجوز له الأكل والشرب والجماع بالاتفاق ولا قضاء عليه إذا استمر الشك والله أعلم انتهى .
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .


أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:49 AM
الحلقة التاسعة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا افطر بدأ بالشرب والأكل قبل التسمية فهؤلاء خالفوا السنة وأكل الشيطان معهم والتسمية على الطعام هي أن يقول "بسم الله" فقط دون زيادة "الرحمن الرحيم"
فعن عمر بن أبي سلمة يقول كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" فما زالت تلك طعمتي بعد.
وعن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء"
وعن حذيفة قال كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها"
ومن الأمور التي يقع فيها بعض الصائمين وهي تخالف السنة أنهم لا يبدؤون فطورهم بالرطب أو التمر أو الماء بل ببعض الأطعمة الدسمة الثقيلة على المعدة.
فعن أنس رضي الله عنه قال " كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رطبات فعلى تمرات فإن لم يكن حسا حسوات من ماء "
وعن أنس رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ إذا أفطر بالتمر"
قال الألباني : وهذه السنة أهملها أكثر الصائمين وبخاصة في الدعوات العامة التي يهيأ فيها ما لذ وطاب من الطعام والشراب أما الرطب أو التمر على الأقل فليس له ذكر وأنكر من ذلك إهمالهم الإفطار على حسوات من ماء انتهى
ولعل قائلاً يقول ما فائدة البدء بالرطب أو التمر والماء؟
فالجواب عن هذا التساؤل أن هذا هو المناسب لخلق الإنسان قال ابن قيم الجوزية : كان صلى الله عليه وسلم يحض على الفطر بالتمر فإن لم يجد فعلى الماء هذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعي إلى قبوله وانتفاع القوى به ولا سليمان القوة الباصرة فإنها تقوى به وحلاوة المدينة التمر ومرباهم عليه وهو عندهم قوت وأدم ورطبه فاكهة وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الماء ثم يأكل بعده هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي له تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب انتهى
ومن الأمور التي تخالف السنة أن بعض الصائمين إذا افطر لا يقول الذكر الوارد عند الفطور " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افطر قال " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله "
قلت: وهذا هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم.
أما ما يقوله بعضهم عند فطره " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل منا إنك أنت السميع العليم" فهذا جاء في حديث ضعيف جداً رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة وفي إسناده راوٍ متروك وقال ابن قيم الجوزية في هذا الحديث :لا يثبت انتهى
وكذا قولهم " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" فهذا جاء في حديث ضعيف لا يصح لإرساله رواه أبوداود وغيره.
وكذا قولهم "الحمدلله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت" فهذا جاء في حديث ضعيف لا يصح رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة
قلت: وهذا من الأمور العجيبة الغريبة يعمل الناس بالأحاديث الضعيفة ويتركون الأحاديث الصحيحة ولقد صدق القائل : في الحديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف ألا فليعتبر أولئك الذين يروون الأحاديث الضعيفة ويتركون الأحاديث الصحيحة وهي كثيرة بحمد الله ويقولون يعمل بها في فضائل الأعمال ألا فليتقوا الله حتى لا يدخلوا تحت قوله صلى الله عليه وسلم " من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار"
ومن الأخطاء ظن بعض الناس أن الدعاء بقول: أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون خاص بمن يفطر عند الناس وهذا الظن الخاطئ جرهم إليه الزيادة الضعيفة التي أخرجها أحمد في المسند وابن ماجه في سننه ولفظها عن عبد الله بن الزبير قال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ فقال " أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم وأفطر عندكم الصائمون الملائكة"
فهذا حديث صحيح دون قوله "أفطر عند سعد" فهي ضعيفة لا تصح.
قال الألباني رحمه الله: اعلم أن هذا الذكر ليس مقيداً بالصائم بعد إفطاره بل هو مطلق وقوله (أفطر عندكم الصائمون ) ليس إخباراً بل هو دعاء لصاحب الطعام بالتوفيق حتى يفطر الصائمون عنده وينال أجر إفطارهم.
وليس في الحديث التصريح بأنه كان صلى الله عليه وسلم صائماً فلا يجوز تخصيصه بالصائم وقوله(افطر رسول الله صلى الله عليه وسلم) لا يحتج به لضعف السند إليه.
ومن الأخطاء ظن بعض الناس أن من أفطر على تمر حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة
وهذا الظن بدعة قد يؤدي بالجهلة إلى أنه يجوز له أن يترك الصلاة و يأكل التمر الحلال فيزاد في صلاته أربعمائة صلاة.
وأصل هذا الظن المبتدع حديث موضوع رواه ابن عدي في الكامل وتمام في الفوائد بلفظ " من أفطر على تمرة من حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة"
وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: لا يصح وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وقال في إسناده موسى الطويل وكان يضع الحديث.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:49 AM
الحلقة العاشرة


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين:
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أن بعضهم يواصل في صيامه فلا يشرب ولا يأكل شيئاً وذلك بحجة واهية كالتعبد للوصال بترك الشراب والطعام لمدة يومين وكمن يترك الشراب والطعام تخفيفاً للوزن وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال وجَوَّز لمن أراد الوصال أن يواصل إلى السحر فقط لا إلى اليوم الثاني.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم فقالوا إنك تواصل قال "إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقين"
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا تواصلوا فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر" قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال "إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين"
قال ابن قيم الجوزية: أعدل الأقوال أن الوصال يجوز من سحر إلى سحر وهذا هو المحفوظ عن أحمد وإسحاق لحديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر وهو أعدل الوصال وأسهله على الصائم وهو في الحقيقة بمنزلة عشائه إلا أنه تأخر فالصائم له في اليوم والليلة أكلة فإذا أكلها في السحر كان قد نقلها من أول الليل إلى آخره انتهى
وقال الشيخ ابن عثيمين : المواصلة للسحر من باب الجائز وليست من باب المشروع والرسول صلى الله عليه وسلم حث على تعجيل الفطر وقال " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" لكنه أباح لهم أن يواصلوا إلى السحر فقط فلما قالوا يا رسول الله : إنك تواصل فقال"إني لست كهيئتكم " انتهى
ومن الأخطاء قول بعض الصائمين لا يجوز أن تقول رمضان بل لا بد أن تقدم كلمة شهر فتقول شهر رمضان وبعضهم يقول إن رمضان من أسماء الله تعالى وترتب على هذا تسمية أولادهم بعبد رمضان وهذا خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رمضان " وقال "شهر رمضان" فالأمر واسع ولذلك بَوَّب البخاري رحمه الله في الصحيح باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعاً وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان" وقال "لا تقدموا رمضان"
ثم أورد البخاري حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ..." وأورد بعده حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء..."
قال النووي : فيه دليل للمذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه البخاري والمحققون أنه يجوز أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر بلا كراهة وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب قالت طائفة لا يقال رمضان على انفراده بحال وإنما يقال شهر رمضان هذا قول أصحاب مالك وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره إلا بقيد وقال أكثر أصحابنا وابن الباقلاني إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة وإلا فيكره قالوا فيقال صمنا رمضان قمنا رمضان ورمضان أفضل الأشهر ويندب طلب ليلة القدر في أواخر رمضان وأشباه ذلك ولا كراهة في هذا كله وإنما يكره أن يقال جاء رمضان ودخل وحضر رمضان وأحب رمضان ونحو ذلك والمذهب الثالث مذهب البخاري والمحققين أنه لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينة وهذا المذهب هو الصواب والمذهبان الأولان فاسدان؛ لأن الكراهة إنما تثبت بنهى الشرع ولم يثبت فيه نهى انتهى
وقال ابن قيم الجوزية : لا يكره أن يقال رمضان للشهر خلافاً لمن كره ذلك وقال لا يقال إلا شهر رمضان وفي الصحيحين من صام رمضان إيماناً و احتساباً انتهى
وأما قولهم إنه اسم من أسماء الله تعالى فهذا ليس بصحيح ولم يصح في شيء وإن كان قد جاء فيه أثر ضعيف وأسماء الله تعالى توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح وعليه فلا تجوز التسمية بعبد رمضان.
و حجة من كره أن يقال رمضان وأنه من أسماء الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان" أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير وابن عدي في الكامل والبيهقي في السنن الكبرى.
وهذا حديث ضعيف لا يصح ضعفه أبو حاتم في العلل وقال:هذا خطأ إنما هو من قول أبي هريرة انتهى وضعفه البيهقي وقال: وقيل عن محمد بن كعب من قوله وهو أشبه انتهى وقال ابن الجوزي في الموضوعات هذا حديث موضوع لا أصل له انتهى وضعفه النووي وكذا ابن كثير وقال : قد وهم في رفع هذا الحديث انتهى وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح
ومثله في الضعف ما جاء في الحديث من رواية ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يقولن أحدكم صمت رمضان وقمت رمضان ولا صنعت في رمضان كذا وكذا فإن رمضان اسم من أسماء الله العظام ولكن قولوا شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه " أخرجه تمام في فوائده
وهذا حديث ضعيف جداً لا يصح ضعفه ابن عراق في تنزيه الشريعة وضعفه محقق فوائد تمام.
ومثله في الضعف ما جاء في الحديث من رواية عائشة رضي الله عنها " قالت قلت يا رسول الله ما معنى رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا حميراء لا تقولي رمضان فإنه اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولي شهر رمضان فإن رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها قالت عائشة فقلت يا رسول الله شوال ؟ فقال : شوال شالت لهم ذنوبهم فذهبت"
أخرجه ابن النجار كما في اللآلي المصنوعة للسيوطي.
وهذا أيضاً حديث ضعيف منكر فيه ركاكة في اللفظ لا يصح و آثار الوضع عليه بادية وضعفه ابن عراق في تنزيه الشريعة وقال : في إسناده من لم أعرفهم انتهى
قلت : وهذا الحديث فيه يا حميراء قال ابن قيم الجوزية في المنار المنيف : كل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق انتهى
قلت : و قد استدرك عليه أهل العلم ثلاثة أحاديث وحديثنا ليس منها فهو داخل في الكلية التي ذكرها ابن قيم الجوزية رحمه الله.

وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم


أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:50 AM
الحلقة الحادية عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء العظيمة الكبيرة التي يقع فيها بعض المسلمين هداهم الله الفطر في نهار رمضان من غير عذر شرعي كمرض أو سفر أو حيض أو نفاس ونحوه.
فمن أفطر متعمداً متهاوناً فقد ارتكب إثماً عظيماً وذنباً كبيراً بانتهاكه حرمة رمضان وهو على خطر كبير بتركه الصيام فإن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} وقوله {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
ومما يدل على تحريم الفطر لمن لا عذر له الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلاً وعراً فقالا لي اصعد حتى إذا كنت في سواء الجبل فإذا أنا بصوت شديد فقلت ما هذه الأصوات قال هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً فقلت من هؤلاء ؟ فقيل هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم"
وقوله (تحلة صومهم) أي يفطرون قبل وقت الإفطار
فإذا كان من أمسك نهار رمضان ثم أفطر قبل موعد الفطر توعد بهذا العذاب فقل لي بربك كيف يكون عذاب وعقاب من أفطر كل اليوم أو من لم ينوِ الصوم أصلاً فيا ويل من أفطر في رمضان بلا عذر شرعي .
وليس على من أفطر في نهار رمضان بغير عذر شرعي قضاء في أصح قولي العلماء لأن جريمة فطره أكبر من أن يجبرها القضاء ولأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر فإن الله لا يقبلها منه وعلى هذا فلا فائدة من قضائه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولا يقضي متعمد بلا عذر صوماً ولا صلاة وتصح منه انتهى
ويجب على من أفطر متعمداً أن يستغفر الله ويتوب إليه توبة نصوحاً والإكثار من الأعمال الصالحة من النوافل وعليه أن يحافظ على شرائع الدين من صلاة وصوم وحج وزكاة وغير ذلك ويجب عليه العزم الصادق على أن لا يفطر في رمضان مرة أخرى.
وأما الحديث الضعيف المشتهر بين الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه " أخرجه أبوداود والترمذي والنسائي في الكبرى وابن خزيمة والبيهقي
فهو حديث ضعيف لا يصح ضعفه البخاري وابن خزيمة وقال"إن صح الخبر" والحديث ضعفه البغوي والمنذري وأبوالحسن القرطبي والذهبي و ابن حجر .
ومن الأمور التي يقصر فيها بعض الأولياء أنهم لا يعودون أولادهم الصغار على الصيام إذا كان لا يضره.
وهذا خلاف ما كان يفعله الصحابة زمن النبي صلى الله عليه وسلم
فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائماً فليتم صومه ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه عند الإفطار
وفي لفظٍ : ونصنع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم
قال النووي " في هذا الحديث تمرين الصبيان على الطاعات وتعويدهم العبادات ولكنهم ليسوا مكلفين قال القاضي وقد روى عن عروة أنهم متى أطاقوا الصوم وجب عليهم وهذا غلط مردود بالحديث الصحيح "رفع القلم عن ثلاثة عن الصبى حتى يحتلم وفي رواية يبلغ" والله أعلم انتهى
قال ابن حجر : في الحديث حجة على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام لأن من كان في مثل السن الذي ذكر في هذا الحديث فهو غير مكلف وإنما صنع لهم ذلك للتمرين و هذا مما لا مجال للاجتهاد فيه فما فعلوه إلا بتوقيف والله أعلم انتهى
أما إذا كان الصيام يضره فإنه يمنع من الصيام برفق ولين لا بقسوة.
وتقييده بالصغار لا يخرج الكبار بل يدخلهم من باب الأولى.
ورفع إلى عمر بن الخطاب رجل سكران شرب الخمر في رمضان فلما دنا منه جعل يقول "للمنخرين والفم ويحك وصبياننا صيام" ثم أمر به فجلد ثمانين سوطاً ثم سيره إلى الشام"
ويزداد الأمر خطورة عندما يبلغ الصغير والصغيرة ويلزمهما أهلهما بترك الصلاة وبعدم الصيام في رمضان بحجة المشقة وأنه لا يطيق ذلك لصغره ونحو ذلك ولا شك أن هذا ناشئ من جهلهم بدينهم إذ كيف يليق بأولياء أمورهم وهم مسلمون أن يلزموهم بترك الصلاة والصيام إذا بلغوا وهم قادرون على الصيام.
ولا يجوز لولي أمر الأولاد إذا بلغوا أن يتركهم يستمرون على ترك الصلاة والصيام لقوله صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع" وقال صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وقال تعالى{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} وقال تعالى {وأمر أهلك بالصلاة}
فيجب على والدي الأولاد الصغار إذا بلغوا أن يأمروهم ويلزموهم بالصلاة والصيام وغير ذلك من الواجبات كما يجب عليهم أن ينهوهم ويمنعوهم من المحرمات ويرغبوهم في الأعمال الصالحة .
أما إذا كان البالغ الصغير لا يستطيع الصوم ويشق عليه وأفطر خشية الضرر فله أن يفطر وعليه قضاء ما أفطر؛ لأن البالغ مكلف وكذا البالغة مكلفة.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم

أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:50 AM
الحلقة الثانية عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أن بلع الريق واللعاب لا يجوز وأنه يجب عليهم أن يتفلوه وهذا خطأ فابتلاع الريق واللعاب لا يفسد الصوم ولو كثر ذلك وتتابع ولكن إذا كان بلغماً غليظاً وهو المعروف بالنخامة فيجب تفله في منديل ونحوه.
وهنا مسألة يحتاج إليها ألا وهي ما الحكم إذا بلع ريقه وبين الأسنان شيء من الطعام؟
والجواب أنه لا يضر إن شاء الله قال ابن المنذر رحمه الله : أجمعوا على أنه لا شيء على الصائم فيما يبتلعه مما يجري مع الريق مما بين أسنانه مما لا يقدر على إخراجه انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أن بعضهم إذا توضأ بالغ في استنشاق الماء والاستنشاق هو إدخال الماء إلى الأنف وهذا خطأ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصائم إذا توضأ أن لا يبالغ في الاستنشاق فعنلقيط بن صبرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً"
ومن الأخطاء المترتبة على ما سبق أن بعض الصائمين إذا توضأ لا يدخل الماء في أنفه خوفاً من دخوله في حلقه زعموا فتراه يكتفي بغسل مقدم أنفه فيخل في وضوئه وهذا لا شك أنه خطأ كبير إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المبالغة في الاستنشاق لا عن الاستنشاق ولذلك قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا توضأ فليستنشق بمنخره الماء ولم يميز بين الصائم انتهى .
ومراده في أصل الاستنشاق أما المبالغة فمنهي عنها للصائم كما سبق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: المضمضة والاستنشاق مشروعان للصائم باتفاق العلماء وكان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتمضمضون ويستنشقون مع الصوم لكن قال للقيط بن صبرة "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" فنهاه عن المبالغة لا عن الاستنشاق انتهى
ومن الأخطاء أن بعضهم إذا يبس ونشف فمه وهو صائم يتحرج من المضمضة من غير الوضوء وهذا التحرج خطأ فالمضمضة لا تفسد الصوم؛ لأن الفم في حكم الظاهر بدليل أننا نتمضمض في الوضوء وجوباً فالمضمضة بالماء إذا يبس الفم من شدة الحر مما ييسر الصوم ويسهله قال الإمام البخاري في صحيحه قال عطاء إن تمضمض ثم أفرغ ما في فيه من الماء لا يضيره إن لم يزدرد – يبلع - ريقه وماذا بقي في فيه فإن استنثر فدخل الماء حلقه لا بأس إن لم يملك.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: المضمضة والاستنشاق مشروعان للصائم باتفاق العلماء.
وهنا مسألة يحتاج إليها الصائمون : ألا وهي ما حكم الصائم إذا دخل الماء في جوفه وهو يتوضأ أو يغتسل أو يتمضمض من غير وضوء وما حكمه إذا دخل الذباب في حلقه ؟
والجواب هو أن من اغتسل أو تمضمض أو استنشق فدخل الماء في حلقه من غير اختياره لم يفسد صومه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " رفع عن أمتي الخطأ و النسيان وما استكرهوا عليه"
و إذا استنثر فدخل الماء في حلقه دون إرادته فلا يضر إن شاء الله تعالى.
فعن ابن جريج قلت لعطاء إنسان يستنثر فدخل الماء في حلقه قال لا بأس بذلك وقال عطاء أيضاً : إن استنثر فدخل الماء في حلقة لا بأس إن لم يملك .
قال الحافظ : أي دفع الماء بأن غلبه فإن ملك دفع الماء فلم يدفعه حتى دخل حلقه أفطر
وعن ابن جريج قلت لعطاء الصائم يمضمض ثم يزدرد ريقه وهو صائم قال لا يضره وما بقي في فيه.
قال ابن بطال : ظاهره إباحة الازدراد لما بقي في الفم من ماء المضمضة وليس كذلك لأن عبد الرزاق رواه بلفظ وماذا بقي في فيه وكان ذا سقطت من رواية البخاري انتهى كلامه رحمه الله.
قال الحافظ : ما على ظاهر ما أورده البخاري موصولة أي والذي بقي في فيه وعلى ما وقع من رواية ابن جريج استفهامية وكأنه قال وأي شيء يبقى في فيه بعد أن يمج الماء إلا أثر الماء فإذا بلع ريقه لا يضره انتهى
وقال ابن قيم الجوزية: من تمام الاعتدال في الصوم التفريق بين ما يمكن الاحتراز منه وبين ما لا يمكن الاحتراز منه فلم يفطر بالاحتلام ولا بالقيء الذارع كما لا يفطر بغبار الطحين وما يسبق من الماء إلى الجوف عند الوضوء والغسل انتهى
وأما الذباب فدخوله في الحلق لا يضر أيضاً قال الحسن:إن دخل في حلقه الذباب فلا شيء عليه .
وقال الزين ابن المنير دخول الذباب أقعد بالغلبة وعدم الاختيار من دخول الماء لأن الذباب يدخل بنفسه بخلاف الاستنشاق والمضمضة انتهى
ومن الأخطاء أن بعض الصائمين يتحرج من استعمال السواك في نهار رمضان و هذا لا شك أنه خطأ منه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أمته ما يستحب لهم في الصيام وما يكره لهم ولم يجعل السواك من القسم المكروه وهو يعلم أنهم يفعلونه وقد حضهم عليه بأبلغ ألفاظ العموم والشمول وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مراراً كثيرة تفوت الإحصاء ويعلم أنهم يقتدون به ولم يقل لهم يوماً من الدهر لا تستاكوا بعد الزوال وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع والله أعلم
ولو احتج عليه بعموم قوله صلى الله عليه وسلم "لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" لكانت حجة وبقوله صلى الله عليه وسلم "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" وسائر الأحاديث المرغبة في السواك من غير تفصيل ولم يجيء في منع الصائم منه حديث صحيح
وعن زياد بن حدير الأسدي قال ما رأيت رجلاً أدأب للسواك من عمر بن الخطاب وهو صائم ولكن بعود قد ذوي يعني يابس.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما لم يكن يرى بأساً بالسواك للصائم .
وقال ابن عمر: يستاك أول النهار وآخره ولا يبلع ريقه.
وقال ابن سيرين لا بأس بالسواك الرطب قيل له طعم قال والماء له طعم وأنت تمضمض به.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:السواك جائز بلا نزاع لكن اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورين هما روايتان عن أحمد ولم يقم على كراهيته دليل شرعي يصلح أن يخص عمومات نصوص السواك وقياسه على دم الشهيد ونحوه ضعيف من وجوه انتهى
وقال ابن قيم الجوزية : صح أنه كان يستاك وهو صائم و لم يصح عنه أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار ولا آخره بل قد روي عنه خلافه انتهى
قلت : استدل بعضهم بأحاديث تدل على النهي عن السواك للصائم لكنها ضعيفة لا تصح كما قاله ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله و سأذكرها إن شاء الله في حلقة قادمة.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:51 AM
الحلقة الثالثة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين امتناع بعض الصائمين عن استعمال الفرشة والمعجون ظناً منهم أنه لا يجوز لهم ذلك وهذا خطأ لأن الفرشة في حكم السواك إلا أنه يجب عليه أن يتحفظ من دخول شيء إلى حلقه من محلوله . فإن دخل شيء في حلقه مع تحرزه فلا يضره إن شاء الله تعالى إلا إذا كان المعجون قوياً لا يستطيع مستعمله أن يتحفظ منه بحيث يصل إلى المعدة فهذا لا يجوز استعماله لأنه يؤدي إلى إفساد الصوم وما أدى إلى محرم فهو محرم.
ولكن أريد أن أذكر الذين يستعملون الفرشة ولا يستعملون السواك بأن السواك أفضل من الفرشة بكثير لمنافعه الجمة وأنا اشعر أن كثيراً من الناس لا يعلمون فوائد السواك
لذلك أسوق لهم كلاماً قيماً لابن قيم الجوزية يبين فيه أهميته: قال رحمه الله : قال صلى الله عليه وسلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"
وقال صلى الله عليه وسلم " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "
وقال صلى الله عليه وسلم "أكثرت عليكم في السواك"
و"كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك"
و"كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك"
وصح عنه من حديث أنه استاك عند موته بسواك عبد الرحمن بن أبي بكر
وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه
ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام.
وفي السواك عدة منافع :
- يطيب الفم .
- ويشد اللثة .
- ويقطع البلغم .
- ويجلو البصر .
- ويذهب بالحفر .
- ويصح المعدة .
- ويصفي الصوت .
- ويعين على هضم الطعام .
- ويسهل مجاري الكلام .
- وينشط للقراءة والذكر والصلاة .
- ويطرد النوم .
- ويرضي الرب .
- ويعجب الملائكة .
- ويكثر الحسنات
ويستحب كل وقت ويتأكد عند الصلاة والوضوء والانتباه من النوم وتغيير رائحة الفم ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الأحاديث فيه ولحاجة الصائم إليه.
ولأنه مرضاة للرب ومرضاته مطلوبة في الصوم أشد من طلبها في الفطر ولأنه مطهرة للفم والطهور للصائم من أفضل أعماله انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أن الاغتسال لا يجوز في نهار رمضان وهذا خطأ لأن النبي صلى عليه وسلم لم ينهَ عن الاغتسال للصائم بل اغتسل صلى الله عليه وسلم وهو صائم.
فعن عائشة رضي الله عنها "كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم"
وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر"
وبَلَّ ابن عمر رضي الله عنهما ثوباً فألقاه عليه وهو صائم.
فيه جواز الدلك للمغتسل من جهة أن بلل الثوب إذا طالت إقامته على الجسد حتى جف ينزل ذلك منزلة الدلك
وقال أنس : إن لي أَبْزَن أتقحم فيه وأنا صائم .
والأَبزن : حجر منقور شبه الحوض .
واتقحم فيه أي أدخل فيه .
وكأن الأبزن كان ملآن ماء فكان أنس إذا وجد الحر دخل فيه يتبرد بذلك.
ودخل الشعبي الحمام.
وقال الحسن : لا بأس بالمضمضة والتبرد للصائم
وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: باب اغتسال الصائم .
أي بيان جوازه وأطلق الاغتسال ليشمل الأغسال المسنونة والواجبة والمباحة.
والشيعة يعتقدون أن من انغمس في الماء فسد صومه وهذا خطأ بين ظاهر كما سبق بيانه لأن الانغماس في الماء والسباحة في حكم الغسل لكن ينبغي له أن يتحفظ من دخول الماء إلى جوفه.
ومن الأخطاء أن بعض الصائمين يظن أنه لا يجوز استعمال الصابون مع الاغتسال ويتحرجون من استعماله وهذا خطأ فلا حرج من الاغتسال بالماء والصابون في نهار رمضان.
ومن الأخطاء قول بعضهم غسل الشعر في نهار رمضان يفطر لأن الماء يدخل عن طريق مسام الرأس فلا يجوز غسله وهذا قول باطل فغسل الشعر في نهار رمضان لا يفطر ولا يدخل الماء في مسام شعر الرأس وقد كان صلى الله عليه وسلم يغتسل وهو صائم.
ومن الأخطاء أن بعض الصائمين يتحرج من الدم الخارج من الأنف أو الخارج من اللثة عند مسحها أو عند السواك ويظن أن عليه القضاء
وهذا لاشك أنه خطأ لأن خروج الدم قَلَّ أو كثر هو ناشئي بغير اختياره فلا يترتب عليه الحكم بالفطر قال تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
وكذا لا يضر خروج الدم لو كان ناشئاً عن قلع ضرس أو ضربة في الأنف أو الفم لكن ينبغي له أن لا يبلع الدم فإن بلعه دون اختياره فلا شيء عليه.
قال شيخ الإسلام: خروج الدم الذي لا يمكن الاحتراز منه كدم المستحاضة والجروح والذي يرعف ونحوه لا يفطر انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا تضايق من طعام وشراب أدخل يده في حلقه ليستفرغ أو يعمل ما يجعله يستفرغ لأن تعمد القيء أي الاستفراغ من المفطرات.
وأما إذا خرج القيء من تلقاء نفسه دون عمل منه فلا شيء عليه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء وإن استقاء فليقض"
فقوله "ذرعه" أي غلبه فخرج دون إرادته .
وقوله "استقاء" أي طلبه فتعمد إخراجه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إذا استقاء أفطر وإن غلبه القيء لم يفطر انتهى
وقال ابن قيم الجوزية: من تمام الاعتدال في الصوم التفريق بين ما يمكن الاحتراز منه و بين ما لا يمكن الاحتراز منه فلم يفطر بالاحتلام ولا بالقيء الذارع كما لا يفطر بغبار الطحين وما يسبق من الماء إلى الجوف عند الوضوء والغسل انتهى
وهنا لا بد من بيان مسألة يحتاج إليها وهي إذا أحس بأن معدته تموج وأنها سيخرج ما فيها فهل يجب على الصائم أن يمنع خروجه أم لا ؟
والجواب هو أن الصائم لا يمنعه و لا يفعل شيئاً بل يتركه فإن خرج من تلقاء نفسه فلا شيء عليه.
و مما يحتاج إليه الصائم إذا قاء أي خرج القيء ثم بعد خروجه دخل شيء من القيء في جوفه دون إرادته فلا يضره إن شاء الله تعالى .
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:51 AM
الحلقة الرابعة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء أن بعض الصائمين يظن أنه لا يجوز له التدهن وهو صائم وهذا خطأ فمن دهن رأسه أو جسده وهو صائم فهذا أمر لا يفسد الصيام سواء لعلاج أو لغير علاج.
قال ابن مسعود : إذا كان صوم أحدكم فليصبح دهيناً مترجلاً.
وقال شيخ الإسلام : الادهان لا يفطر بلا ريب انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أن الكحل لا يجوز استعماله في نهار رمضان وهذا خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ الصائم عن استعماله ولم ينقل عنه فيه شيء إلا أحاديث ضعيف لا يصح منها شيء بل جاء عن السلف ما يدل على جوازه فعن أنس بن مالك أنه كان يكتحل وهو صائم.
وقال الحسن: لا بأس بالكحل للصائم.
وقال الأعمش : ما رأيت أحداً من أصحابنا يكره الكحل للصائم وكان إبراهيم يرخص أن يكتحل الصائم بالصبر.
وقال البخاري : لم يرَ أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأساً .
واختار شيخ الإسلام أن الكحل لا يفطر الصائم.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أنه لا يجوز وضع الحناء للصائم وأن من وضع الحناء فقد أفطر وهذا خطأ فإن وضع الحناء في نهار رمضان لا يفطر ولا يؤثر على الصائم شيئاً كالكحل والطيب.
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين أن استعمال الطيب وشم الروائح الجميلة لا يجوز للصائم وهذا خطأ؛ لأن الطيب لا خلاف في جوازه وإنما اختلفوا في كراهته للصائم والصواب أنه لا يكره للصائم لأنه لم يأتِ دليل يحرمه على الصائم والأصل الجواز.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : شم الروائح الطيبة لا بأس به للصائم انتهى .
ومما ينبغي أن يعرف أن المتطيب يكون عنده من النشاط وسمو النفس ما لا يخفى وهذا يؤثر في نشاط الصائم.
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين أن البخور لا يجوز للصائم والصواب أنه يجوز استعمال البخور للصائم ولا حرج عليه لكن الأفضل أن لا يتسعط به أو يستنشقه لأن له جِرماً .
قال شيخ الإسلام :الأحكام التي تعم بها البلوى لابد أن يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم بياناً عاماً ولابد أن تنقل الأمة ذلك فمعلوم أن الكحل ونحوه مما تَعُم به البلوى كما تعم بالدهن والاغتسال والبخور والطيب فلو كان هذا مما يفطر لبينه النبي صلى الله عليه وسلم كما بين الإفطار بغيره فلما لم يبين ذلك علم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساماً والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله ويتقوى به الإنسان وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة فلما لم ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطييبه وتبخيره وإدهانه وكذلك اكتحاله انتهى
ومما يتعلق بما سبق قول بعض المدخنين إذا كان البخور يجوز شمه وهو دخان فيجوز لي أن أدخن السيجارة في نهار رمضان!
وهذا كلام من قائله خطير جداً والعياذ بالله فأقول مناقشاً هذا المدخن الذي أصدر هذه الفتوى :
أولاً : أنت لا تخلو من حالتين إما أن تكون من طلاب العلم وقد ابتليت بالتدخين نسأل الله السلامة والعافية وإما أن تكون عامياً لا تفقه شيئاً .
فإن كنت من المشتغلين بالعلم الشرعي وأنت تدخن فأقول لك اتقِ الله و استتر في بيتك ولا تفضح نفسك ولا تكن من المجاهرين بالمعاصي وتب إلى الله منه واستغل شهر رمضان لتتخلص منه واستعن بالله في تركه.
فوا أسفي على حالك أيها الهالك لا تكتفي بارتكابك للمعصية حتى تزينها للناس ثم تجوزها في نهار رمضان و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإن المصاب ليعظم إذا كان هذا القائل من العلماء أو من أئمة المساجد وإني بهذه المناسبة أنبه القائمين على شئون المساجد أن يتقوا الله في تعيينهم للأئمة والمؤذنين أن يكونوا من أصحاب المعاصي أو من أهل البدع والخرافات لأنهم يدعون بحالهم ومقالهم إلى المعاصي والبدع والأمر خطير جداً فتأملوا هذا لأنكم مسئولون أمام الله يوم القيامة عن هذه الأمانة .
واعلم أيها المبيح للتدخين في نهار رمضان أن قولك إن الدخان مثل البخور لا يفطر باطل من وجوه:
أولاً : البخور حلال بالإجماع وأما الدخان فهو حرام على الصواب من قول أهل العلم.
ثانياً : أن البخور القصد منه التطيب لطيب رائحته وأما الدخان فشاربه يقصد الشرب له والتلذذ به وتطعمه. فهل يصح منك أن تقيس الخبيث على الطيب وهل رائحة الدخان العفنة المستقذرة عندك بمنزلة رائحة البخور الطيبة.
ثالثاً : أن جرم الدخان ثقيل بخلاف جرم البخور فإنه خفيف.
وإن كان هذا القائل عامياً جاهلاً فأقول له اتقِ الله في نفسك ولا تحشر نفسك فيما لا يخصك ولا تقف ما ليس لك به علم.
أنت عليك أن تسكت وتأخذ بفتوى أهل العلم الموثوق بهم أما أن تتكلم في دين الله وأنت جاهل فأنت حينها داخل في من تقول على الله الكذب هذا حلال وهذا حرام. فأنت مسئول ومحاسب على ما تقول فقد كان كبار الصحابة يتورعون عن الفتوى ويخافون منها وأنت أسهل ما عليك الفتوى لا شك أن هذا فعل من لا خلاق له والعياذ بالله فأقصر عما أنت عليه وتب إلى الله واستغفره وإن استطعت أن تتبرأ من كل فتوى فافعل لعلك تنجو من التبعة والمسئولية يوم القيامة.
وإني بهذه المناسبة أنبه على ما نراه اليوم من بعض المسلمين هداهم الله للصواب من قبولهم الفتوى من كل أحد فمن لم يقرأ القرآن ويدرس الحديث ويأخذ العلم عن أهله لا يُقتدى به في علمنا فمن تكلم على شيء من هذا مع جهله بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو داخل فيمن يفتري على الله الكذب وفيمن يقول على الله ما لا يعلم .
قال ابن رجب الحنبلي : يا لله العجب لو ادعى رجل معرفة صناعة من صنائع الدنيا ولم يعرفه الناس بها ولا شاهدوا عنده آلاتها لكذبوه في دعواه ولم يأمنوه على أموالهم ولم يمكنوه أن يعمل فيها ما يدعيه من تلك الصناعة فكيف بمن يدعي معرفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وما شوهد قط يكتب علم الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجالس أهله ولا يدارسه ؟
فيالله العجب كيف يقبل أهل العقل دعواه ويحكمونه في دينهم يفسده عليهم بدعواه الكاذبة فلا يقبل مدعٍ بلا برهان انتهى
و مما يحتاج إليه الصائمون أن يعلموا أن الغبار لا يضر صومهم قال ابن قيم الجوزية: من تمام الاعتدال في الصوم التفريق بين ما يمكن الاحتراز منه وبين ما لا يمكن الاحتراز منه فلم يفطر بالاحتلام ولا بالقيء الذارع كما لا يفطر بغبار الطحين وما يسبق من الماء إلى الجوف عند الوضوء والغسل انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:52 AM
الحلقة الخامسة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكلمحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أنهلا يجوز لهم أن يقصوا ظفراً أو يحلقوا شعراً في نهار رمضان وهذا خطأ فحلق الشعر وقصالأظافر ونتف الإبط وحلق العانة كل ذلك لا يفطر الصائم ولا يؤثر في صيامه بإذن الله؛ لأن الشارع لم ينهَ عن ذلك.
ومن الأخطاء التي يقع فيهابعض الصائمين أنهم يظنون أنه يحرم عليهم أن يتذوقوا الطعام لمعرفة ما يحتاج إليه منملح وسكر وبهارات و نحوها وهذا خطأ؛ لأنه يجوز لهم أن يتذوقوه بطرف لسانهم ثميلفظوه ولا يدخل في حلقهم .
قال ابن عباس : لا بأس أنيذوق الخل أو الشيء ما لم يدخل حلقه وهو صائم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : إذا ذاق طعاماً ولفظه أو وضع في فيه ـ أي فمه ـ عسلاً و مجه فلا بأس به للحاجة كالمضمضة والاستنشاق ويكره ذوق الطعام لغير حاجة لكن لايفطره.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أن الصائم ينبغي له أن يكون متقشفاً غير مُتَرَفّه ومتنعم ومتجمل وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن السلف كانوا يستحبون للصائم الترفه والتجمل بالترجل والادهان والكحل ونحوذلك.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين المصابين بالربو نسأل الله لنا و لهم ولجميع المسلمين الشفاء العاجل والصحة والعافية أنهم يتحرجون من استعمال بخاخ ضيق النفس ظناً منهم أنه يفطر وهذا خطأ؛ لأن هذا البخاخ الذي يستعمله يتبخر ولا يصل إلى الحلق فلا بأس باستعماله للصائم.
وكذا البخاخ المعطر للفم لا بأس به إذا كان يتبخر ولايصل إلى الحلق.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم عدم جوازاستعمال القطرة وهذا خطأ ليس على إطلاقه.
فالقطرة أنواع قطرة للأنف وقطرة للأذن وقطرة للعين
فأما قطرة الأنف فإذا كانت تصل إلى المعدة فلا تجوز أو إلى الحلق فإنها تفطر وإذا كانت لا تصل إلى الحلق والمعدة فإنها لا تفطر.
قال الحسن لا بأس بالسعوط للصائم إن لم يصل إلى حلقه .
قال ابن الأثير: السَّعوط هو ما يجعل من الدواء في الأنف انتهى
وأما قطرة الأذن والعين فهي لا تفطر الصائم؛ لأن العين والأذن ليستا منفذاً للشرب والأكل فهما كغيرهما من مسام الجسد.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أنه لايجوز ضرب الحقن وهي الإبر مطلقاً وهذا خطأ؛ لأن الإبر على نوعين
النوع الأول: إبر يقصد بها التغذية .
والنوع الثاني: إبر تقصد للعلاج .
فالنوع الأول - وهي الإبر المغذية - هي التي إذا استعملها الإنسان لم يحتج معها إلى طعام وشراب كالجلوكوز فهذه لو استعملها الصائم أفطرته لأنها في معنى الأكل والشرب.
وأما النوع الثاني - وهي الإبر العلاجية - مثل الإبر التي تسكن الألم أو إبر الأنسولين وكذا إبر البنج فهذه لا تفطر الصائم سواء استعملها في الوريد أو العضل؛ لأن هذا النوع ليس بشرب و لا أكل ولا في معنى الشرب والأكل.
ومن الأخطاء التي يقع فيهابعض الصائمين ظنهم أن الصائم لا يجوز له استعمال التحاميل وهذا خطأ ؛ لأن التحاميل ليست من الشرب والأكل ولا في معنى الشرب والأكل.
ومن الأخطاء التي يقع فيهابعض الصائمين أنه إذا أصبح محتلماً - أي خرج منه المني وهو نائم دون شعور - ظن أنه مفطر أو أنه يجب عليه القضاء وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن المني خرج دون إرادته واختياره وقد رفع القلم عنه في حال نومه فلا شيء عليه ولا قضاء سوى أنه يجب عليه أن يغتسل للجنابة إذا أنزل.
ومن الأخطاء أن بعض الصائمين يظن أنه لا يجوز للصائم أن يأتي عليه الفجر وهو جنب من جماع أهله أو احتلام وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من أهله وهوصائم ثم يغتسل
فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً جاء إلى النبي صلى اللهعليه وسلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال : يا رسول الله تدركني الصلاة وأناجنب أفأصوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"وأنا تدركني الصلاةوأنا جنب فأصوم"فقال الرجل : لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر فقال صلى الله عليه وسلم"والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي"
وعن عبد الله بن كعب الحميري أن أبا بكر حدثهأن مروان أرسله إلى أم سلمة رضي الله عنها يسأل عن الرجل يصبح جنباً أيصوم ؟ فقالت"كان رسولالله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولايقضي"
فدل هذان الحديثان على أنهلا حرج على الصائم إذا أصبح جنباً.
قال ابن تيمية : يصح صوم الجنب باتفاق الأئمة انتهى
قلت : وكذا المرأة الحائض لو طهرت قبل الفجر تصوم ذلك اليوم وتغتسل ولو بعد طلوع الفجر وتأخير الاغتسال إلىما بعد طلوع الفجر لا يؤثر على صيامها إن شاء الله.
وفي الختام : هذا بعضالأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعدعن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم



أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:52 AM
الحلقة السادسة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يدخل في فمه شيء يمضغه ويظن أنه لا يضر وهذا خطأ؛ لأن هذا الشيء الذي يمضغه لا يخلو من حالتين :
إما أن يكون فيه طعم أو لا
فإن كان فيه طعم فهذا لا يجوز مضغه .
وإن لم يكن فيه طعم فهو مكروه.
قال عطاء : لا يمضغ العلك فإن ازدرد – أي بلع - ريق العلك لا أقول إنه يفطر ولكن ينهى عنه .
وهذا محله في العلك الذي لا طعم فيه؛ قال ابن المنذر : رخص في مضغ العلك أكثر العلماء إن كان لا يتحلب منه شيء فإن تحلب منه شيء فازدرده فالجمهور على أنه يفطر انتهى
وقال الحافظ : العلك : هو كل ما يمضغ ويبقى في الفم كالمصطكى واللبان فإن كان يتحلب منه شيء في الفم فيدخل الجوف فهو مفطر وإلا فهو مجفف ومعطش فيكره من هذه الحيثية انتهى .
ومن الأمور التي يخطئ فيها بعض الصائمين ظنهم أن القُبْلة مطلقاً محرمة وبالعكس يوجد من الصائمين من يظن أن القبلة مطلقاً مباحة ولا شك أن كلا الفريقين على خطأ والصواب أن يقال يختلف حكم القُبلة باختلاف حال المُقَبِّل فلو كان ممن تثير وتحرك شهوته فلا تجوز له وإن كان ممن لا تحرك ولا تثير شهوته فلا حرج عليه.
وكذا الحال بالنسبة للمباشرة دون الفرج فإلى الفريقين أسوق هذه الأدلة مع تعليق أهل العلم عليها:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا صائمة"
وعن جابر بن عبد الله قال : قال عمر بن الخطاب " هششت فقبلت وأنا صائم فقلت يا رسول الله صنعت اليوم أمراً عظيما قبلت وأنا صائم ؟ قال صلى الله عليه وسلم " أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم" قلت لا بأس به ! قال صلى الله عليه وسلم "فمه"
أي لا فرق بينهما
وعن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل هذه - لأم سلمة - فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك فقال يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقبلني وهو صائم وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه"
قال أبو عيسى : اختلف أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في القبلة للصائم فرخص بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في القبلة للشيخ ولم يرخصوا للشاب مخافة أن لا يسلم له صومه والمباشرة عندهم أشد وقد قال بعض أهل العلم القبلة تنقص الأجر ولا تفطر الصائم ورأوا أن الصائم إذا ملك نفسه أن يقبل وإذا لم يأمن على نفسه ترك القبلة ليسلم له صومه وهو قول سفيان الثوري والشافعي انتهى
وقال المازري : ينبغي أن يعتبر حال المقبل فإن أثارت منه القبلة الإنزال حرمت عليه لأن الإنزال يمنع منه الصائم فكذلك ما أدى إليه ... وأن لم تؤدِ القبلة إلى شيء فلا معنى للمنع منها إلا على القول بسد الذريعة قال ومن بديع ما روى في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم للسائل عنها " أرأيت لو تمضمضت" فأشار إلى فقه بديع وذلك أن المضمضة لا تنقض الصوم وهي أول الشرب ومفتاحه كما أن القبلة من دواعي الجماع ومفتاحه والشرب يفسد الصوم كما يفسده الجماع وكما ثبت عندهم أن أوائل الشرب لا يفسد الصيام فكذلك أوائل الجماع انتهى
وقال النووي : القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته لكن الأولى له تركها وأما من حركت شهوته فهي حرام في حقه انتهى
وقال الحافظ: النظر في ذلك لمن لا يتأثر بالمباشرة والتقبيل لا للتفرقة بين الشاب والشيخ؛ لأن عائشة كانت شابة نعم لما كان الشاب مظنة لهيجان الشهوة فرق من فرق انتهى
وقال الألباني : الحديث دليل على جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان.
وقد اختلف العلماء في ذلك على أكثر من أربعة أقوال أرجحها الجواز على أن يراعى حال المُقَبِّل بحيث إنه إذا كان شاباً يخشى على نفسه أن يقع في الجماع الذي يفسد عليه صومه امتنع من ذلك وإلى هذا أشارت السيدة عائشة رضي الله عنها في الرواية الآتية " .. وأيكم يملك إربه "
ولكن ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ ليس على سبيل التحديد بل المراد التمثيل بما هو الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة وإلا فالضابط في ذلك قوة الشهوة وضعفها أو ضعف الإرادة وقوتها.
هذا ما يتعلق بالقُبلة .
وأما المباشرة : فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه أملككم لإربه
وعن الأسود قال انطلقت أنا ومسروق إلى عائشة رضي الله عنها فقلنا لها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم قالت نعم ولكنه كان أملككم لإربه أو من أملككم لإربه
وعن أبي هريرة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم ؟ فرخص له وأتاه آخر فسأله فنهاه فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب.
وعن ابن عباس قال : رخص للكبير الصائم في المباشرة وكره للشاب.
قال الألباني : في الحديث جواز المباشرة من الصائم وقد اختلفوا في المراد منها :قال القاري :قيل هي مس الزوج المرأة فيما دون الفرج.
وقيل : هي القبلة واللمس باليد.
قال الألباني: لا شك أن القبلة ليست مرادة بالمباشرة هنا لأن الواو تفيد المغايرة فلم يبق إلا أن يكون المراد بها إما القول الأول أو اللمس باليد والأول هو الأرجح لأمرين:
الأول حديث عائشة الآخر قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت : وأيكم يملك إربه
فإن المباشرة هنا هي المباشرة في حديث الصيام فإن اللفظ واحد والدلالة واحدة والرواية واحدة أيضاً.
والأمر الآخر أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد فسرت المباشرة بما يدل على هذا المعنى وهو قولها في رواية عنها:كان يباشر وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوباً يعني الفرج .
وفي هذا الحديث فائدة هامة وهو تفسير المباشرة بأنه مس المرأة فيما دون الفرج فهو يؤيد التفسير الذي سبق نقله عن القاري وإن كان حكاه بصيغة التمريض قيل فهذا الحديث يدل على أنه قول معتمد وليس في أدلة الشريعة ما ينافيه بل قد وجدنا في أقوال السلف ما يزيده قوة فمنهم راوية الحديث عائشة نفسها رضي الله عنها روى الطحاوي بسند صحيح عن حكيم قال سألت عائشة : ما يحرم علي من امرأتي وأنا صائم ؟ قالت : فرجها.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:53 AM
الحلقة السابعة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله على خطأ يقع فيها بعض الصائمين ألا وهو أنهم لا يستغلون هذا الشهر الذي تسلسل فيه الشياطين في التوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عن المحرمات والمعاصي بل للأسف الشديد نراهم يزدادون في المعاصي والمحرمات وكأن شياطينهم لم تسلسل وهؤلاء ما أبعدهم عن رحمة الله وأخشى أن يدخلوا تحت قول جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم لما صعد صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة قال آمين ثم رقي عتبة أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله قلت آمين فقال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين "
وقوله صلى الله عليه وسلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر "
وهؤلاء يستثقلون رمضان لاستثقالهم العبادات فيه من الصلاة والصيام فكثير من هؤلاء الجهال لا يصلي إلا في رمضان إذا صام، و كثير منهم لا يجتنب كبائر الذنوب إلا في رمضان فيطول عليه ويشق على نفسه مفارقتها لمألوفها فهو يعد الأيام والليالي ليعودوا إلى المعصية، ومنهم من لا يصبر على المعاصي فهو يواقعها في رمضان .
ومتى يتوب من لم يتب في رمضان ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان.
والتوبة تعني صلاح الحال من الإقلاع عن الذنب وصلاح الماضي من الندم على فعل الذنب وصلاح المآل من العزم على عدم العودة إلى الذنب ومن تاب من الذنب كمن لا ذنب له والله يتوب على من تاب .
فبلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه قال ابن رجب " كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر، كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ، و مؤمل غداً لا يدركه إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل و غروره.
من رحم في رمضان فهو المرحوم ، ومن حرم خيره فهو المحروم ، ومن لم يتزود لمعاده فيه فهو ملوم .
كم ينادي حي على الفلاح وأنت خاسر، كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر
فمن أراد الله به خيراً حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان فصار من الراشدين ، ومن أراد به شر خلى بينه وبين نفسه فاتبعه الشيطان فحبب إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الغاوين .
فالحذر الحذر من المعاصي فكم سلبت من نعم، وكم جلبت من نقم ، وكم خربت من ديار ، وكم أخلت دياراً من أهلها فما بقي منهم ديار،كم أخذت من العصاة بالثار ، كم محت لهم من آثار .
أين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان دهرهم كله رمضان ليلهم قيام و نهارهم صيام .
قال بعض السلف : صم الدنيا ـ أي عن المعاصي ـ واجعل فطرك الموت.
فالدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم و استهلوا عيد فطرهم .
من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته ، ومن تعجل ما حرم عليه قبل وفاته عوقب بحرمانه في الآخرة و فواته ، و شاهد ذلك قوله تعالى " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها " الآية ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم " من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " انتهى
الله أكبر يا لها من مصيبة لمن يدركه شهر رمضان وهو شاغل وقته بالمعاصي مضيع ليله ونهاره أمام التلفاز أمام الصور الخليعة والمشاهد الخبيثة أمام كلمات الفحش والحرام مضيع نفسه بسماع الأغاني الشبابية الداعية للاختلاط والإباحية.
وإني بهذه المناسبة أذكر إخواني المسلمين وأخواتي المسلمات أن الطبق الفضائي المعروف بالدش يخشى أن ضيع أجر كثير من المسلمين وجعل شهر الصيام والطاعة شهر معصية .
نعم يا مسلمون أفيقوا من غفلتكم هذه !
متى كان شهر الصيام شهر مسلسلات وتمثيليات وشهر حفلات وشهر أغاني !
متى كان شهر رمضان شهر حرب لله ولدين رسول الله صلى الله عليه وسلم !
أيها المسلمون يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم كيف تشاهدون في هذا الطبق الفضائي من يدعي أنه يعلم الغيب يعلم مستقبلكم يعلم أسعداء أم أشقياء وما سيحصل لهم!
وكيف تقرؤون في الجرائد تلك الأبراج التي يدعي أصحابها أن مواليد كل برج يستطيع أن يعلم مستقبله منها !
وهذه والله إحدى المصائب التي انطلت وسرت على كثير من المسلمين لبعدهم عن دينهم لأن ادعاء علم الغيب كفر بالله وتكذيب بالقران أما قال الله تعالى {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} ثم يأتي بعض المسلمين ويسألون هذا العراف الكاهن عن مستقبلهم وما سيحصل لهم.
فهذا الرجل الذي يأتي في الدش ويتصل به الناس بل للأسف يتصل به المسلمون من البقاع الإسلامية ويسألونه ما سيحصل لهم ! هو في الحقيقة دجال مشعوذ كاهن عراف مدعٍ لعلم الغيب قال صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " و في رواية " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم "
و هذا الحديث عظيم جداً خالفه أولئك الذين يتصلون بذاك العراف.
فإن قال قائل : نحن نتصل ولا نصدقه فلا ندخل في الوعيد الذي في الحديث ؟
فالجواب أن هذا خطأ لأن الوعيد في الحديث مرتب على مجيئه وسؤاله سواء صدقه أو شك في خبره فإن في بعض روايات الصحيح " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"
والعراف : هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل والذي يخبر عما في الضمير.
فقل لي بربك هذا الرجل الذي يأتي في الدش أما يفعل هذا !
أما يدعي معرفة الغيبيات ويخبر بما في الضمائر !
ألا فلنتقِ الله في أنفسنا ونبعد ونحترس ونحارب هؤلاء الكذابين العرافين .
كيف يا أمة الإسلام نشاهد في الدش البرامج التي تتكلم عن المسيحية أو النصرانية والرسول صلى الله عليه وسلم غضب من عمر - الفاروق الرجل الصلب في إيمانه صاحب الموافقات القرآنية - فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر لما رآه حاملاً لكتاب لبني إسرائيل .
فعن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال صلى الله عليه وسلم "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني"
أيها الناس : إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى ، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض ، ألا ترون إنكم في أسلاب الهالكين وسيرثها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، و في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد ، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب ، غنياً عما خلف فقيراً إلى ما أسلف!
فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته ، وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي ولكن أستغفر الله وأتوب إليه .
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم


أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:54 AM
الحلقة الثامنة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أن الصوم من الأكل والشرب فقط وهذا خطأ لأن الصائم مطلوب منه حفظ جوارحه يده ورجله وعينه ولسانه وأذنه عن المحرمات لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم " ليس الصيام من الأكل و الشرب إنما الصيام من اللغو و الرفث"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن جهل عليه أحد فليقل إني امرؤ صائم"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر"
قال ابن قيم الجوزية : الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور وبطنه عن الطعام والشراب وفرجه عن الرفث فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب كما قال صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" وقال صلى الله عليه وسلم " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش"
فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام وصوم البطن عن الشراب والطعام فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته فتصيره بمنزلة من لم يصم انتهى
وقال ابن رجب " اعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم . و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم " ليس الصيام من الأكل و الشرب إنما الصيام من اللغو و الرفث "
قال بعض السلف : أهون الصيام ترك الشراب و الطعام .
و قال جابر : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء .
وسر هذا : أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلى الله تعالى بترك المباحات كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل وإن كان صومه مجزئاً عند الجمهور بحيث لا يؤمر بإعادته لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه لخصوصه دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به ، هذا هو قول جمهور العلماء انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم ينامون نهار رمضان ولا يصلون الصلاة في وقتها ولا يوأدونها في جماعة إن كان ممن تجب عليه الجماعة.
فمن نام نهار رمضان كله فصيامه صحيح إذا نوى الصيام قبل طلوع الفجر ولكن يحرم عليه ترك أداء الصلوات في مواقيتها وترك صلاة الجماعة إن كان ممن تجب عليه صلاة الجماعة فيكون قد ترك واجبين :
أحدهما الصلاة في وقتها
وثانيهما الصلاة في جماعة .
فيأثم عليهما أشد الإثم فهو جانٍ على نفسه وعاصٍ لله عز و جل بتركه الصلاة في أوقاتها في جماعة وهو منقص لصومه إلا إذا كان ذلك ليس من عادته و إنما حصل منه نادراً مع نيته القيام للصلاة.
وبالمناسبة فإنه من المؤسف جداً أن كثيراً من الناس اعتادوا السهر في رمضان فإذا أقبل الفجر تسحروا وناموا جميع النهار أو معظمه وتركوا الصلوات مع أن الصلوات آكد من الصيام وألزم والأمر خطير جداً والسهر الذي يسبب النوم عن أداء الصلاة سهر محرم وإذا كان سهراً على لهو ولعب أو فعل محرمات فإن الأمر أخطر والمعاصي يعظم إثمها ويشتد خطرها في رمضان وفي الأزمنة والأمكنة الفاضلة أشد من غيرها.
ومن الناس من ينام نهار رمضان كله ولكنه يقوم ويصلي الصلاة المفروضة في وقتها ومع الجماعة فهذا ليس بآثم لكنه فوت على نفسه خيراً كثيراً لأنه ينبغي للصائم أن يشتغل بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القران حتى يجمع في صيامه عبادات شتى.
والإنسان إذا عود نفسه و مرنها على أعمال العبادة في حال الصيام سهل عليه ذلك وإذا عود نفسه الكسل والخمول والراحة صار لا يألف إلا ذلك وصعبت عليه العبادات والأعمال حال الصيام.
فليحرص الصائم على هذا الوقت العظيم ولا يضيعه بالنوم لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من الأجر والثواب .
وينبغي للصائم أن يصون نفسه عن اللهو واللعب وأن يتقرب إلى الله بفعل أوامره واجتناب مناهيه ويجتنب كل ما من شأنه أن يبعده عن الله وعن عبادته سواء كان غاية أو وسيلة .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يشربون الدخان ولا يتركونه مع قدرتهم على تركه وإن كانوا يزعمون أنهم لا يستطيعون تركه.
فأنت أيها المدخن كنت – قبل رمضان - تزعم أنك لا تستطيع ترك الدخان للحظة واحدة أو أكثر من ساعة فإذا بك الآن في شهر رمضان تترك الدخان ساعات طوال لله رب العالمين فاتركه أبداً وجاهد نفسك في تركه واستغل هذه الفرصة العظيمة فكم سمعنا وعرفنا أناساً وفقهم الله لترك الدخان في رمضان فكن منهم ومعهم وفيهم .
وإني أذكر لك أموراً علها أن تساعدك في تركه:
أولاً : أن تتوجه إلى الله بالدعاء أن يعينك على تركه ثم تجاهد نفسك على تركه.
ثانياً : أن تعلم أنه يؤدي إلى قتلك إذ هو كما وصفه الأطباء سم بطيء. وأنت تعلم أن قتل النفس محرم فكيف بقتل نفسك.
ثالثاً : أن تعلم أنك تنفق أموالاً طائلة في شيء لا منفعة فيه بل أنت مسئول عن مالك فيما أنفقته ولو تأملت قليلاً لعلمت أنك أنفقت أموالاً يقتل بها الكفارُ المسلمين ولو تأملت أيضاً في هذه الأموال لو أن المدخنين أنفقوا أموالهم للفقراء والمساكين والأيتام هل يبقى فقير ومسكين ويتيم محتاج ؟
اترك الجواب لك.
رابعاً : أن تعلم أنك تغرس في نفس ولدك وهو من أعز وأحب الناس إليك – بعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - حب الدخان وكيف تقول له هذا الدخان سيء وهو يراك تحمله وتشربه فأوقعته في التناقض.
وكم رأينا أولاداً صغاراً في السن يحملون الدخان ويشربونه و يقولون آباؤنا يدخنون فلِمَ تنكرون .
خامساً : أن تعلم أنك برائحة الدخان الصادرة من سيجارتك تؤذي المسلمين خاصة إذا دخلت المسجد ورائحتك رائحة الدخان .
ووالله لرائحة الدخان أشد عفونة ونتانة من رائحة البصل وقد نهى صلى الله عليه و سلم من أكل بصلاً أن يقرب المسجد فعن جابر قال "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث" فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال صلى الله عليه وسلم " من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس"
و بهذه المناسبة أحببت أن أنبه على خطأ يقع فيه المدخنون ذلك أنهم يدخلون للصلاة والدخان في جيبهم وهذا خطأ إذ كيف يقف بين يدي الله ويدخل بيت الله وهذا المحرم الخبيث معه فيا عبد الله لا تدخل المسجد ومعك هذا الخبيث.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:54 AM
الحلقة التاسعة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فأحببت أن أقدم بين يدي هذه الحلقة قول عَائِشَة رضي الله عنها " نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ لم يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ"
فلا حياء في تعلم أحكام الشرع، ولا استحياء فلا بد للمسلم أن يتفقه في دين الله تعالى
وسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا أكل وشرب وهو صائم في نهار رمضان ظن أن عليه القضاء أو تحرج من أكله وشربه وظن أنه ليس كمن لم يأكل ولم يشرب وهذا خطأ لأن من أكل وشرب ناسياً لا قضاء عليه ولا كفارة بل هو رزق من الله عليه لقوله صلى الله عليه و سلم " من نسي وهو صائم فأكل و شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه "
وقال صلى الله عليه وسلم " من أفطر ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة "
وقال صلى الله عليه وسلم " من أكل أو شرب ناسياً فلا يفطر فإنما هو رزق رزقه الله"
وعن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أكلت وشربت ناسياً وأنا صائم فقال صلى الله عليه وسلم "أطعمك الله وسقاك"
ومن المستظرفات ما رواه عمرو بن دينار " أن رجلاً جاء إلى أبي هريرة فقال أصبحت صائماً فنسيت فطعمت قال لا بأس قال ثم دخلت على إنسان فنسيت وطعمت وشربت قال لا بأس الله أطعمك وسقاك ثم قال دخلت على آخر فنسيت فطعمت فقال أبو هريرة أنت إنسان لم تتعود الصيام"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أن من جامع في نهار رمضان ناسياً أن عليه القضاء والكفارة وهذا خطأ؛ لأن من جامع ناسياً فهو في حكم من أكل وشرب ناسياً لا فرق قال الشيخ السعدي رحمه الله : الصحيح أن المجامع ناسياً أو مكرهاً أنه لا فطر عليه ولا كفارة؛ لأنه إذا كان الأكل الذي هو أصل المفطرات قد عفي فيه عن النسيان فالجماع كذلك و لأن الله عفا عن الناسي والمخطئ مطلقاً ولأن فعل المحظور في العبادة نسياناً لا يؤثر في إبطالها انتهى
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : جميع المفطرات لا يفطر بها الإنسان إلا بشروط ثلاثة : الأول: أن يكون عالماً أي أنه مفطر .
الثاني : أن يكون ذاكراً أي لصومه .
الثالث : أن يكون مختاراً أي غير مكره انتهى .
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية واللجنة الدائمة برئاسة علم الأمة العلامة البصير السلفي ابن باز رحمهم الله جميعاً .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا أراد أن يجامع زوجته في نهار رمضان أفطر قبله بأكل أو شرب ثم يجامع أو يجامع ثم يسافر ويظن بهذا أنه لا كفارة له وهذا خطأ بل تجب عليه الكفارة؛ لأن أكله و شربه حيلة غير شرعية.
قال ابن قيم الجوزية المجامع في نهار رمضان إذا تغدى أو شرب الخمر أولاً ثم جامع قال بعض أهل العلم لا تجب عليه الكفارة ! وهذا ليس بصحيح فإن إضمامه إلى إثم الجماع إثم الأكل والشرب لا يناسب التخفيف عنه بل يناسب تغليظ الكفارة عليه ولو كان هذا يسقط الكفارة لم تجب كفارة على واطئ اهتدى لجرعة ماء أو ابتلاع لبابة أو أكل زبيبة فسبحان الله هل أوجب الشارع الكفارة لكون الوطء لم يتقدمه مفطر قبله أو للجناية على زمن الصوم الذي لم يجعله الله محلاً للوطء أفترى بالأكل والشرب قبله صار الزمان محلاً للوطء فانقلبت كراهة الشارع له محبة ومنعه إذناً هذا من المحال وأفسد من هذا قولهم الحيلة في إسقاط الكفارة أن ينوي قبل الجماع قطع الصوم فإذا أتى بهذه النية فليجامع آمناً من وجوب الكفارة ولازم هذا القول الباطل أنه لا تجب كفارة على مجامع أبداً وإبطال هذه الشريعة رأساً فإن المجامع لا بد أن يعزم على الجماع قبل فعله وإذا عزم على الجماع فقد تضمنت نيته قطع الصوم فأفطر قبل الفعل بالنية الجازمة للإفطار فصادفه الجماع وهو مفطر بنية الإفطار السابقة على الفعل فلم يفطر به فلا تجب الكفارة فتأمل كيف تضمن الحيل المحرمة مناقضة الدين وإبطال الشرائع انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا أفطر بجماع في نهار رمضان لا يكفر عن ذلك الفعل وهذا خطأ إذ الواجب عليه أن يكفر :
- بعتق رقبة .
- فإن لم يستطع فبصيام شهرين متتابعين لا يفصل بينهما بفطر .
- فإن لم يستطع فبإطعام ستين مسكيناً .
كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال صلى الله عليه وسلم ما لك ؟
قال وقعت على امرأتي وأنا صائم !
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها ؟
قال لا
قال صلى الله عليه وسلم فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟
قال لا
فقال صلى الله عليه وسلم فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟
قال لا .
قال فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر - والعَرَق المكتل - .
قال صلى الله عليه وسلم أين السائل ؟
فقال أنا .
قال صلى الله عليه وسلم خذ هذا فتصدق به
فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال صلى الله عليه وسلم أطعمه أهلك"
و الحكمة من إيجاب الكفارة على من وطئ في نهار رمضان لما فيها من مصلحة جبر وهن الصوم وزجر الواطئ وتكفير جرمه واستدراك فرطه وغير ذلك من المصالح التي علمها من شرع الكفارة وأحبها ورضيها.
وهنا لا بد من التنبيه على الأمور التالية:
أولاً : إذا جامع زوجته نهاراً في رمضان مرة أو مرات في يوم واحد و لم يكفر عن الأولى فعليه كفارة واحدة .
وإذا جامع في أيام من رمضان نهاراً فعليه كفارات على عدد الأيام التي جامع فيها.
ثانياً : يجب على المجامع في نهار رمضان القضاء والكفارة ولو كان جاهلاً.
ثالثاً : لا يجوز دفع الفلوس بدلاً عن الإطعام ولا يجزئه ذلك.
رابعاً : الكفارة الإطعام هي نصف صاع لكل مسكين من بر أو تمر أو غيرهما من قوت البلد.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا طلع الفجر عليه وهو يجامع استمر في فعله حتى يقضي غرضه وهذا خطأ بل الواجب عليه أن يمسك عن فعله.
قال الإمام البيهقي في الكبرى :باب من طلع الفجر وهو مجامع أخرجه من ساعته وأتم صومه ثم أورد بسند صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول : لو نودي بالصلاة والرجل على امرأته لم يمنعه ذلك أن يصوم إذا أراد الصيام قام واغتسل ثم أتم صيامه.
وقال ابن قيم الجوزية : من طلع عليه الفجر وهو مجامع الواجب عليه النزع عيناً ويحرم عليه استدامة الجماع واللبث وإنما اختلف في وجوب القضاء والكفارة عليه على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره :
أحدها عليه القضاء والكفارة وهذا اختيار القاضي أبي يعلي .
والثاني لا شيء عليه وهذا اختيار شيخنا وهو الصحيح .
والثالث عليه القضاء دون الكفارة .
وعلى الأقوال كلها فالحكم في حقه وجوب النزع فلو طلع الفجر على الصائم وهو مجامع وأخرجه مكانه كان على صومه فإن مكث بغير إخراجه أفطر ويكفر والمفسدة التي في حركة النزع مفسدة مغمورة في مصلحة إقلاعه ونزعه انتهى
وهنا مسألة لا بد من بيانها وهي أن الصائم إذا كان يشكو من خروج السائل المنوي أثناء الصيام بدون احتلام أو ممارسة للعادة السرية وكذا إذا خرج من بعد البول سائل غليظ يشبه المني وهو المعروف بالودي فصومه صحيح إن شاء الله ولا قضاء عليه.
قلت : ولو قبل أو لمس أو تكرر النظر فأمذى فهل يفطر ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يفطر واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يفطر فقال : ولا يفطر بمذي بسبب قبلة أو لمس أو تكرار نظر وهو قول أبي حنيفة و الشافعي وبعض أصحابنا انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم


أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:55 AM
الحلقة العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يظن أن له الفطر مع عدم العذر وأن الواجب عليه فقط الإطعام لقوله تعالى {و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}
وكذا من يفتي الأغنياء بقوله : افطر وأطعم فإن الله ليس بحاجة إلى صيامك وهذا خطأ عظيم؛ لأن هذه الآية منسوخة في حق المستطيع وثابتة في حق الشيخ الكبير والمرأة العجوز اللذين لا يطيقان الصيام والمرضع والحامل إذا خافتا على ولديهما فعن سلمة بن الأكوع قال لما نزلت هذه الآية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي فعل حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها ـ أي فمن شهد منكم الشهر فليصمه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أثبتت للحبلى والمرضع.
وأما من أفتى الغني بجواز الإطعام عن الصوم فقد أساء وهو إما جاهل و إما مغرور مفتون مخالف لإجماع الأمة وعليه التوبة مما قال.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمات أنها إذا كانت حاملاً أو مرضعاً وخافت على نفسها أو ولدها تظن أنها لا يجوز لها الفطر لهذا السبب ! وهذا خطأ؛ لأنه يشرع لها أن تفطر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحامل والمرضع الصيام "
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : الحبلى والمرضع إذا خافتا أفطرتا وأطعمتا كل يوم مسكيناً.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا خافت الحامل على نفسها والمرضع على ولدها في رمضان تفطران وتطعمان مكان كل يوم مسكيناً ولا يقضيان صوماً"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمات أنها إذا كانت حائضاً تصوم ولا تفطر وهذا أدَّى ببعض النساء أنها لا تقضي ذلك اليوم وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن الحيض مبطل للصيام فالواجب عليها الفطر وقضاء الأيام التي أفطرتها.
قال صلى الله عليه وسلم " أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمرنا بقضاء الصوم ولا يأمرنا بقضاء الصلاة.
قال الترمذي : العمل على هذا عند أهل العلم لا نعلم بينهم اختلافاً أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة انتهى
وقال النووي : لا يصح صوم الحائض والنفساء، ولا يجب عليهما ويحرم عليهما ويجب قضاؤه، وهذا كله مجمع عليه انتهى
وقال ابن قدامة:أجمع أهل العلم على أن الحائض والنفساء لا يحل لهما الصوم وأنهما يفطران رمضان ويقضيان وأنهما إذاصامتا لم يجزئهما الصوم .
والحائض والنفساء سواء لأن دم النفاس هو دم الحيض وحكمه حكمه .
ومتى وجد الحيض في جزء من النهار فسد صوم ذلك اليوم سواء وجد في أوله أو في آخره ومتى نوت الحائض الصوم وأمسكت مع علمها بتحريم ذلك أتمت ولم يجزئها انتهى
قلت : وقد نص العلماء على أن من البدع المحدثة صيام النساء وهن حيض مع تركهن للصلاة وقبيل الإفطار يأخذن جرعة من ماء.
فإن قيل لِمَ تقضي المرأة الصوم ولا تقضي الصلاة؟
فالجواب أولاً ينبغي للمسلم أن يسلم لأوامر الله وأحكامه ولا يعترض عليها .
وقد أجاب عن هذا السؤال الإمام ابن قيم الجوزية بقوله : أما إيجاب الصوم على الحائض دون الصلاة فمن تمام محاسن الشريعة وحكمتها ورعايتها لمصالح المكلفين فإن الحيض لما كان منافياً للعبادة لم يشرع فيه فعلها وكان في صلاتها أيام الطهر ما يغنيها عن صلاة أيام الحيض فيحصل لها مصلحة الصلاة في زمن الطهر لتكررها كل يوم بخلاف الصوم فإنه لا يتكرر وهو شهر واحد في العام فلو سقط عنها فعله بالحيض لم يكن لها سبيل إلى تدارك نظيره وفاتت عليها مصلحته فوجب عليها أن تصوم شهراً في طهرها لتحصل مصلحة الصوم التي هي من تمام رحمة الله بعبده وإحسانه إليه بشرعه وبالله التوفيق انتهى.
وهنا مسألة تحتاج إليها الحائض ألا وهي هل لها أن تأكل وتشرب وهي حائض أم تمسك عن الطعام والشراب في نهار رمضان لحرمته وإن كانت حائضاً ؟
فالجواب : أنها لها أن تأكل وتشرب ولا يلزمها الإمساك لأنها مفطرة بدليل من الشرع فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حقها .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض النساء استعمالهن حبوباً تمنع خروج الحيض في موعده وهذا لاشك أنه خطأ لأن فيه ضرراً على المرأة قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : الذي أرى أن المرأة لا تستعمل هذه الحبوب لا في رمضان ولا في غيره لأنه ثبت عندي من تقرير الأطباء أنها مضرة جداً على المرأة على الرحم والأعصاب والدم .
وكل شيء مضر فإنه منهي عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر و لا ضرار"
وقد علمنا عن كثير من النساء اللآتي يستعملن هذه الحبوب أن العادة عندهن تضطرب وتتغير ويتعبن ! ويتعبن العلماء في كيفية جلوسهن.
الذي أنصح به أن لا تستعمل المرأة هذه الحبوب أبداً لا في رمضان ولا في غيره انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ممارستهم للعادة السرية المعروفة بالاستمناء باليد في نهار رمضان وهذا خطأ لا شك فيه و قد أفتت اللجنة الدائمة أن من استمنى في نهار رمضان فقد أفطر.
والعجيب أن هذا المستمني صائم والرسول صلى الله عليه وسلم جعل الصيام دواء لهذه الشهوة كما قال صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب ! عليكم بالباءة فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له و جاء "
قال صلى الله عليه و سلم " خصاء أمتي الصيام ".
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : في الحديث توجيه نبوي كريم لمعالجة الشبق وعرامة الشهوة في الشباب الذين لا يجدون زواجاً ألا وهو الصيام فلا يجوز لهم أن يتعاطوا العادة السرية : المعروف بالاستمناء باليد لأنه قاعدة من قيل لهم {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} ولأن الاستمناء في ذاته ليس من صفات المؤمنين الذين وصفهم الله في القرآن الكريم {و الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} قالت عائشة رضي الله عنها في تفسيرها : فمن ابتغى وراء ما زوجه الله أو ملكه فقد عدا " انتهى
والسؤال هنا لماذا يقع في الاستمناء وهو صائم ؟
والجواب هو بسبب تفكيره في أمور تثير شهوته أو بسبب عدم غض بصره في الطريق أو بسبب النظر إلى النساء العاريات في وسائل الإعلام.
وعليه نقول له يحرم عليك أن تفعل هذه الأمور ويجب عليك تجنبها في رمضان وفي غيره لأن الاستمناء حرام في رمضان وفي غيره لا يجوز فعله.
وهنا مسألة مهمة إذا استمنى فهل عليه الكفارة؟
والجواب : أن الواجب عليه التوبة والإقلاع عن هذا الفعل ولا كفارة عليه.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:56 AM
الحلقة الحادية والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يظن إن دخل عليه شهر رمضان وهو مقيم أنه لا يجوز له الفطر إلا إذا دخل عليه رمضان وهو مسافر وهذا لا شك أنه خطأ مخالف لفعل النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعاً فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال "سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهاراً ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة قال ابن عباس رضي الله عنهما فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر"
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : في المسألة قول شاذ جداً لا يلتفت إليه وهو إنه إن دخل عليه الشهر وهو مقيم ثم سافر في أثنائه لم يجز له الفطر ولا يفطر حتى يدخل عليه رمضان مسافراً وهذا قول عبيدة السلماني وأبى مجلز وسويد بن غفلة وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الفتح في رمضان فصام وأفطر انتهى
وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله : إذا نوى حاضر ـ أي مقيم ـ صوم يوم ثم سافر في أثنائه فله الفطر على الصحيح ولا يلزمه إتمام ذلك اليوم في السفر انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يظن أن السفر المبيح للفطر هو السفر الشاق وأننا في هذه الأيام مع نعمة المواصلات برية وبحرية وجوية وسهولة الطر ق لا يجوز لنا الفطر لأنه لا توجد مشقة علينا وأنه ما دام مستطيعاً للصوم فيجب عليه أن يصوم ! وهذا خطأ؛ لأن الشارع أباح الفطر في السفر مطلقاً ولم يقيد ذلك بنوع من المركوب ولا بخشية التعب أو الجوع أو العطش فيجوز للمسافر سفر قصر أن يفطر في سفره سواء كان ماشياً أو راكباً وسواء كان ركوبه بالسيارة أو الطائرة وغيرهما وسواء تعب في سفره تعباً لا يتحمل معه الصوم أم لم يتعب وسواء اعتراه جوع أو عطش أم لم يصبه شيء من ذلك.
قال شيخ الإسلام العلامة الفهامة ابن تيمية رحمه الله :الفطر للمسافر جائز باتفاق المسلمين سواء كان سفر حج أو جهاد أو تجارة أو نحو ذلك من الأسفار التي لا يكرهها الله ورسوله
فأما السفر الذي تقصر فيه الصلاة فإنه يجوز فيه الفطر مع القضاء باتفاق الأئمة.
ويجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة سواء كان قادراً على الصيام أو عاجزاً وسواء شق عليه الصوم أو لم يشق بحيث لو كان مسافراً في الظل والماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر والقصر ومن قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل وكذلك من أنكر على المفطر فإنه يستتاب من ذلك.
ومن قال إن المفطر عليه إثم فانه يستتاب من ذلك فان هذه الأحوال خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله وخلاف إجماع الأمة انتهى
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين أنه لا يجوز له الفطر إلا إذا كان خارج البنيان في طريق السفر وهذا خطأ؛ لأنه يجوز له إذا نوى السفر أن يفطر وهو في المدينة فعن محمد بن كعب أنه قال أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفراً وقد رحلت له راحلته ولبس ثياب السفر فدعا بطعام فأكل فقلت له سنة قال سنة ثم ركب.
وعن جعفر بن جبر قال كنت مع أبي بصرة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان فرفع ثم قرب غداه قال جعفر في حديثه فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة قال اقترب قلت ألست ترى البيوت قال أبو بصرة أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جعفر في حديثه فأكل.
قال الترمذي : قد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقالوا للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج وليس له أن يقصر الصلاة حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية وهو قول إسحاق بن إبراهيم الحنظلي انتهى
وقال إسحاق بن منصور للإمام أحمد بن حنبل : إذا خرج مسافراً متى يفطر؟
فقال الإمام أحمد : إذا برز عن البيوت .
فقال إسحاق بن راهويه : بل حين يضع رجله فله الإفطار كما فعل أنس بن مالك وسن النبي صلى الله عليه و سلم وإذا جاوز البيوت قصر انتهى
وقال ابن قيم الجوزية : كان الصحابة رضوان الله عليهم حين ينشئون السفر يفطرون من غير اعتبار مجاوزة البيوت ويخبرون أن ذلك من سنته وهديه صلى الله عليه و سلم وهي آثار صريحة في أن من أنشأ السفر في أثناء يوم من رمضان فله الفطر فيه.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنه أن الصوم في السفر أفضل من الفطر وبعض الصائمين يظن أن الفطر في السفر أفضل من الصوم فيعيب المفطر على الصائم والصائم على المفطر وهذا خطأ فكلٌ مصيب له أجره ولم يخالف السنة
فعن حميد قال سئل أنس رضي الله عنه عن صوم رمضان في السفر فقال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تَعِب على من صام ولا على من أفطر قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر
وعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم قالا سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض.
وعن عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر ؟ فقال صلى الله عليه وسلم "صم إن شئت وأفطر إن شئت"
و الفطر أفضل من السفر خاصة لمن به ضعف والصوم أفضل لمن وجد قوة :عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه"
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن"
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يصوم في السفر والصوم عليه شاق فيتضرر منه ! وهذا لا شك أنه خطأ وفي مثل حاله يكون صومه في السفر ليس من البر إذ الفطر في السفر جائز لكنه يتأكد إذ شق عليه الصوم لشدة حر أو وعورة طريق أو بعد شقة وتتابع سير
فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ناساً مجتمعين على رجل فسأل فقالوا رجل أجهده الصوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس من البر الصيام في السفر"
وفي لفظ جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ برجل في ظل شجرة يرش عليه الماء فقال صلى الله عليه وسلم ما بال صاحبكم هذا ؟ قالوا يا رسول الله صائم فقال صلى الله عليه وسلم "إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر وعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها "
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:57 AM
الحلقة الثانية والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يفطر لأقل مرض وإن كان لا يضره وبالعكس من الصائمين من يصاب بمرض يشق عليه الصيام معه ويحتاج إلى الفطر ولا يفطر فهذا لا شك أنه خطأ والصواب أن المرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى تباطؤ برئه ومن كان هذا حاله فالأصل أن يأخذ بالرخصة ولا يكلف نفسه ما لا تطيقه .
قال الإمام مالك : الأمر الذي سمعت من أهل العلم أن المريض إذا أصابه المرض الذي يشق عليه الصيام معه ويتعبه ويبلغ ذلك منه فإن له أن يفطر ودين الله يسر وقد أرخص الله للمسافر في الفطر في السفر وهو أقوى على الصيام من المريض قال الله تعالى في كتابه {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} فأرخص الله للمسافر في الفطر في السفر وهو أقوى على الصوم من المريض فهذا أحب ما سمعت إلي و هو الأمر المجتمع عليه انتهى
وقال الإمام الشافعي : إن زاد مرض المريض زيادة بينة أفطر وإن كانت زيادته محتملة لم يفطر انتهى
وقال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة والأصل فيه قوله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}
والمرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى تباطؤ برئه.
قيل لأحمد متى يفطر المريض؟قال: إذا لم يستطع.
قيل: مثل الحمى؟قال وأي مرض أشد من الحمى .
والمرض لا ضابط له فإن الأمراض تختلف منها ما يضر صاحبه الصوم ومنها ما لا أثر للصوم فيه كوجع الضرس وجرح في الأصبع والدمل والقرحة اليسيرة والجرب وأشباه ذلك فلم يصلح المرض ضابطاً وأمكن اعتبار الحكمة وهو ما يخاف منه الضرر فوجب اعتباره فإذا ثبت هذا فإن تحمل المريض وصام مع هذا فقد فعل مكروهاً لما يتضمنه من الإضرار بنفسه وتركه تخفيف الله تعالى وقبول رخصته ويصح صومه ويجزئه؛ لأنه عزيمة تركها رخصة فإذا تحمله أجزأه كالمريض الذي يباح له ترك الجمعة إذا حضرها والذي يباح له ترك القيام في الصلاة إذا قام فيها انتهى
وقال ابن مفلح : المريض إذا خاف الضرر استحب له الفطر لقوله تعالى {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} أي فأفطر ولقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله وضع عن المسافر الصوم "
ويشترط له أن يخاف زيادة المرض أو بطء برئه فإن لم يتضرر به لم يفطر وجزم به في الرعاية في وجع رأس وحمى ثم قال إلا أن ينضر قيل لأحمد متى يفطر المريض قال إذا لم يستطع قيل مثل الحمى قال وأي مرض أشد من الحمى فلو خاف تلفاً بصومه كره وجزم جماعة بأنه يحرم ولم يذكروا خلافاً في الإجزاء وإن صاما أجزأهما نقله الجماعة انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين المرضى شافاهم الله أنه يصوم دون استشارة الطبيب المسلم ومراجعته وهل يمكنه أن يصوم أم لا كمرضى القلب والسكر والضغط وهذا لا شك أنه خطأ فالواجب على المريض مراجعة الطبيب واستشارته لأنه بذلك يحفظ نفسه أو بدنه من التلف وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن الأخطاء التي يقع فيها من أفطر بسبب مرض أنه لا يشرب ولا يأكل ويتحرج من ذلك ظناً منه أنه وإن أفطر إلا أنه يجب عليه الإمساك بقية اليوم حرمة لنهار رمضان وهذا خطأ لأنه استباح هذا اليوم برخصة من الشرع فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حقه وعليه فلا يلزمه الإمساك.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يفطر بدعوى مشقة الصوم عليه فقط كالعامل الذي يعمل في نهار رمضان أو الطالب الذي عليه اختبار أو دراسة في نهار رمضان.
وهذا لا شك أنه خطأ إذ الواجب على المكلف الإمساك إلى غروب الشمس وأما مجرد المشقة فهي ليست عذراً شرعياً يباح معها الفطر فعليه الإمساك حتى يحس بمبادئ الحرج وشدة المشقة وعدم القدرة على مواصلة الصيام فله الفطر حينها تنزيلاً له منزلة المريض.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين عدم استغلال العشر الأواخر في الزيادة من الطاعات والنوافل والقربات فعن عائشة رضي الله عنها قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"
وعن علي رضي الله عنه قال " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان"
قال النووي : في هذا الحديث أنه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان واستحباب إحياء لياليه بالعبادات انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة فإن فيها ليلة القدر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في تلك الليالي ما لايجتهد في غيرها من الليالي انتهى
وإني بهذه المناسبة أنبه على ما نراه من خروج النساء بصفة ملحوظة إلى الأسواق وما يتبع ذلك من تبرج وسفور وتكسر في المشي وتغنج في الكلام وما فيه من اختلاط وهذا لا شك أنه خطأ لأنه يخالف ما أمر الله به المرأة في قوله {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}
قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية .
وقال قتادة ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى يقول : إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج فنهى الله تعالى عن ذلك.
وقال مقاتل بن حيان: التبرج أنها تلقى الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج.
وإن مما يندى له الجبين خروجهن متعطرات متجملات فهذا من الزنى قال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية "
قلت : الله أكبر في وسائل الإعلام في الدعايات يقولون للمرأة هذا العطر يجذب الرجال إليك ويلفت الأنظار عليك فتشتريه المرأة مغترة بذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "استعطرت ليجدوا ريحها " أي لكي تلفت الأنظار فهي زانية إذن فهذه الدعاية دعاية إلى الزنى.
ولا شك أن العطر والطيب يحرك الشهوة لدى الرجال ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة من حضور المسجد ومن شهود الجماعة إذا تطيبت أو تبخرت فقال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة "
وقال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل "
أيتها المرأة المسلمة اتقي الله في نفسك تحجبي ولا تختلطي بالرجال واشكري الله على ما آتاك من نعمة ولا تغتري واحذري من دعاة الضلالة ومن سبل الغواية فالدنيا فانية وهي دار عمل والآخرة دار جزاء بلا عمل فاحذري أن تكوني من أصحاب النار.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:58 AM
الحلقة الثالثة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأمور التي يقع فيها بعض الصائمين تركهم لصلاة التراويح وهذا تفريط منهم في أجر كبير فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول" من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
وعن عمرو الجهني رضي الله عنه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال يا رسول الله : أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء"
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين في صلاة التراويح أنه لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة أو عن ثلاث عشرة ركعة وهذا خطأ؛ لأن السنة الثابتة في صلاة التراويح جاءت بإحدى عشرة ركعة فعن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟فقالت "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة"
وأما حديث أنه كان يصلي ثلاث عشر ركعة فهو بحساب ركعتي العشاء أو الفجر قال الألباني رحمه الله : في رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت "كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر" لكن جاء في رواية أخرى عند مالك وعنه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين" قال الحافظ : ظاهره يخالف ما تقدم فيحتمل أن تكون أضافت إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه كان يصليها في بيته أو ما كان يفتتح به صلاة الليل فقد ثبت عند مسلم عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتتحها أي صلاة الليل بركعتين خفيفتين انتهى
وكذا من الخطأ ظن بعض الصائمين أنه لا يجوز أن يصلي أقل من إحدى عشرة ركعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم " الوتر حق فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أن قراءة سورة الأعلى والكافرون والإخلاص واجبة في الثلاث ركعات الأخيرة وهذا خطأ لأن قراءتها سنة وعليه فيجوز قراءتها و يجوز تركها في بعض الأحيان.
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين أنه لا بد من الدعاء والقنوت في التراويح وأنه واجب وظنهم أن الدعاء فقط بعد الركوع وهذا خطأ لأن الدعاء مستحب وليس بواجب ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع وبعد الركوع فكل جائز.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يصلون التراويح فيوترون ثم يصلون التهجد فيوترون وهذا خطأ لأنه اجتمع وتران في ليلة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " لا وتران في ليلة " فمن صلى التراويح فلا يوتر أو يصلي ركعة لتصبح شفعاً ثم يوتر في التهجد.
ومن الأخطاء ظن بعضهم أن التهجد غير التراويح وهذا خطأ لأن التهجد هي التراويح إلا أنها أخرت إلى وقت السكون وهجدت الناس.
ومن الأمور التي تفوت على بعض الصائمين الأجر أنهم ينصرفون قبل انتهاء الإمام من الصلاة والرسول صلى الله عليه وسلم قال " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أئمة التراويح أنه يطيل الصلاة بالناس وهذا خطأ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح أنهم يسرعون في الصلاة والقراءة والركوع والسجود وهذا خطأ قد يبطل الصلاة لأن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة قال الشيخ ابن باز رحمه الله : المشروع للأئمة في التراويح وفي صلاة الفرائض الطمأنينة والترتيل في القراءة والخشوع في الركوع والسجود والاعتدال الكامل بعد الركوع وبين السجدتين في جميع الصلوات فرضها ونفلها والطمأنينة فرض لا بد منه ومن أَخَلَّ بها بطلت صلاته لما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلاً يصلي و لم يطمئن في صلاته فأمره أن يعيد الصلاة وأرشده إلى وجوب الطمأنينة في ركوعه وسجوده واعتداله بعد الركوع وبين السجدتين.
والمشروع للأئمة أن يرتلوا القراءة و يتخشعوا فيها حتى يستفيدوا ويستفيد المصلون خلفهم من قراءتهم وحتى يحركوا القلوب فتخشع لربها و تنيب إليه انتهى
ومن الأمور التي تخالف السنة قيام بعض الصائمين كل الليل أو قراءة القران في ليلة لأن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة وقام ليلة حتى الصباح و لا صام شهراً كاملاً غير رمضان"
ومن الأمور التي ينبغي تجنبها ما نراه من تتبع أصوات الأئمة في صلاة التراويح وغيرها لأنه يؤدي إلى أمور غير محمودة قال الشيخ الفوزان : ينبغي لجماعة لكل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة لا سيما النساء فإن في تجوالها وذهابها بعيداً عن بيوتها مخاطرة شديدة لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها وإن أرادت الخروج للمسجد فإنها تخرج لأقرب مسجد تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها لأن فيها تعطيلاً للمساجد الأخرى وهي مدعاة للرياء وفيها تكلفات غير مشروعة ومبالغات انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين في صلاة التراويح كثرة النظر إلى النساء أو التأخر في الصف وهذا لا شك أنه خطأ قال الله عز وجل {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}"
قال ابن جرير الطبري رحمه الله : جائز أن تكون نزلت في شأن المستقدمين في الصف لشأن النساء والمستأخرين فيه لذلك ثم يكون الله عز وجل عم بالمعنى المراد منه جميع الخلق فقال جل ثناؤه لهم قد علمنا ما مضى من الخلق وأحصيناهم وما كانوا يعملون ومن هو حي منكم ومن هو حادث بعدكم أيها الناس وأعمال جميعكم خيرها وشرها وأحصينا جميع ذلك ونحن نحشر جميعهم فنجازي كلاً بأعماله إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً فيكون ذلك تهديداً ووعيداً للمستأخرين في الصفوف لشأن النساء ولكل من تعدى حد الله وعمل بغير ما أذن له به ووعداً لمن تقدم في الصفوف لسبب النساء وسارع إلى محبة الله ورضوانه في أفعاله كلها وقوله وإن ربك هو يحشرهم يعني بذلك جل ثناؤه وإن ربك يا محمد هو يجمع جميع الأولين انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:58 AM
الحلقة الرابعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يتخذون اليوم الرابع عشر والسابع والعشرين من ليالي رمضان عيدين وهذا خطأ أما اليوم الرابع عشر فلا نعلم له أصلاً من جهة تخصيصه دون بقية ليالي شهر رمضان وكذا ليلة السابع والعشرين تخصيصها بعيد لا نعلم له أصلاً وهذا من البدع لكن من اجتهد في ليلة السابع والعشرين متحرٍ ليلة القدر فلا ينكر عليه ولكن المسلم يتحرى ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان فإن لها فضلاً.
قلت : وكذلك ما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض ليالي رمضان للاحتفال فيها كمن يحتفل بمعركة بدر فهذا من البدع ولا نعلم له أصلاً فاتخاذ موسم غير المواسم الشرعية هو من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين إمساكهم عن الكلام مطلقاً وهذا لا شك أنه لا يجوز قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الصمت عن الكلام مطلقا في الصوم أو الاعتكاف أو غيرهما فبدعة مكروهة باتفاق أهل العلم لكن هل ذلك محرم أو مكروه فيه قولان في مذهبه وغيره
وفى صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق دخل على امرأة من أحمس فوجدها مصمتة لا تتكلم فقال لها أبو بكر" إن هذا لا يحل إن هذا من عمل الجاهلية "
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قائماً في الشمس فقال صلى الله عليه وسلم " من هذا" ؟ فقالوا هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم فقال صلى الله عليه وسلم " مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه" فأمره صلى الله عليه وسلم مع نذره للصمت أن يتكلم كما أمره مع نذره للقيام أن يجلس ومع نذره أن لا يستظل أن يستظل وإنما أمره بأن يوفى بالصوم فقط .
ومن فعلها على وجه التعبد بها والتقرب واتخاذ ذلك ديناً وطريقاً إلى الله تعالى فهو ضال جاهل مخالف لأمر الله ورسوله ومعلوم أن من يفعل ذلك من نذر اعتكافاً ونحو ذلك إنما يفعله تديناً ولا ريب أن فعله على وجه التدين حرام فإنه يعتقد ما ليس بقربة قربة ويتقرب إلى الله تعالى بما لا يحبه الله وهذا حرام لكن من فعل ذلك قبل بلوغ العلم إليه فقد يكون معذوراً بجهله إذا لم تقم عليه الحجة فإذا بلغه العلم فعليه التوبة
وجماع الأمر في الكلام قوله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" فقول الخير - وهو الواجب أو المستحب - خير من السكوت عنه وما ليس بواجب ولا مستحب فالسكوت عنه خير من قوله ولهذا قال بعض السلف لصاحبه "السكوت عن الشر خير من التكلم به" فقال له الآخر "التكلم بالخير خير من السكوت عنه"
ويجب أن تحب ما أحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتبغض ما يبغضه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتبيح ما أباحه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحرم ما حرمه الله ورسوله انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً : التحقيق في الصمت أنه إذا طال حتى يتضمن ترك الكلام الواجب صار حراماً كما قال الصديق وكذا إن بعد بالصمت عن الكلام المستحب والكلام الحرام يجب الصمت عنه وفضول الكلام ينبغي الصمت عنه انتهى
وكذا من الأخطاء ظن بعضهم أنه إن أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا عذر أن عليه صيام ثلاثين يوماً بدلاً عنه ومن أفطر يومين فعليه أن يصوم ستين يوماً وهكذا يعوض عن كل يوم بصيام ثلاثين يوماً ! و هذا من البدع .
قلت : وأصل هذه البدعة حديث مكذوب موضوع لا يصح أخرجه الدارقطني في السنن ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً ومن أفطر يومين كان عليه ستون ومن أفطر ثلاثاً كان عليه تسعون يوماً"
وفي لفظ " من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر فعليه صيام شهر "
قال الدارقطني : لا يثبت هذا الإسناد ولا يصح انتهى
وقال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى.
وموضوع أي مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم
قلت : ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة ما أخرجه الدارقطني في السنن ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أفطر يوماً من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين "
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وقال الذهبي : هذا حديث باطل انتهى
وقال الألباني : موضوع انتهى
قلت ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما أخرجه الدارقطني في السنن من حديث أبي هريرة "أن رجلاً أكل في رمضان فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكيناً"
وهذا حديث لا يصح في إسناده راوٍ ضعيف والمتن فيه نكارة قال الحافظ في الدراية : فيه أبومعشر وهو ضعيف انتهى
ومن الأخطاء ظن بعضهم أنه إذا صام ثلاثة أيام بلياليها تكون بدلاً عن ثلاثين يوماً وهذا خطأ لم يقل به أحد من أهل العلم ولأن الليل ليس محلاً للصوم ومن فعله يعتبر مخالفاً للشرع المطهر وآتياً بما لم يشرعه الله ومفطراً في رمضان بغير عذر في بقية الأيام من رمضان ولأن الله أوجب على المكلفين أن يصوموا رمضان كله فلا بجزيء صوم بعضه.
ومن الأخطاء ظن بعضهم أن الشهر لا بد أن يكون ثلاثين يوماً وهذا خطأ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الشهر قد يكون تسعة وعشرين يوماً وقد يكون ثلاثين يوماً فقال صلى الله عليه وسلم "الشهر يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين فإذا رأيتموه فصوموا و إذا رأيتموه فأفطروا فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة"
وقال صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل عليه السلام فقال : الشهر تسع وعشرون يوماً"
وقال ابن مسعود رضي الله عنه " لَـمَا صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعاً وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين"
فإن قيل: إذا كان تسعة وعشرين يوماً فهو ناقص في الأجر ؟
فالجواب أن أهل العلم ذكروا من معاني قوله صلى الله عليه وسلم " شهرا عيد لا ينقصان" أنهما لا ينقصان في الأجر والثواب وإن كان رمضان تسعاً وعشرين فهو كامل في الأجر.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 04:59 AM
الحلقة الخامسة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين في طوافه عند أداء العمرة أنه يرفع صوته بالدعاء والذكر وقراءة القران ومنهم من يتكلم كلاماً لا يليق بالطواف من كلام الدنيا أو كلام محرم كغيبة ونحو ذلك وقد يكونون جماعة كلهم يرفعون أصواتهم وهذا لا شك أنه من الأخطاء المنتشرة الظاهرة بين المسلمين إذ الواجب عليهم أن لا يشوشوا على إخوانهم ولا يؤذوهم وأن يدعوا بصوت يسمع نفسه لا من حوله.
فعن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم"
وعن البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال صلى الله عليه وسلم "إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن"
وعن أبي سعيد الخدري قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة فكشف الستور وقال صلى الله عليه وسلم "ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة"
وسئل الآجري عن قوم يطوفون ويقرؤون القرآن في طوافهم ويجهرون بقراءتهم حتى يغلطوا من يليهم في الطواف ممن يدرس القرآن أو ممن يذكر الله عز وجل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل فيتأذى بهم كثير من الطائفين بما يجهرون بقراءتهم فإذا قيل لهم لا تجهرون بقراءتكم فجوابهم لمن ينكر عليهم الجهر أن يقولوا نتلو كتاب الله عز وجل فلم تنكر علينا؟
فقال : الجواب يجب على من سمعهم يجهرون بالقراءة في الطواف أن ينكر عليهم ويعظهم ويأمرهم بأن يقرؤوا قراءة يسمعون أنفسهم ويتدبروا ما يتلون من كتاب الله.
فإن قال قائل : ما الحجة لك في نهيك إيانا عن الجهر بالقرآن في طوافنا ؟
قيل له : دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد والناس يصلون في رمضان ويجهر بعضهم على بعض فقال : لا يجهر بعضكم على بعض فإن ذلك يؤذي المصلي.
فإن قال قائل : هذا في الصلاة لا يجهر بعضكم على بعض ونحن في الطواف؟
قيل له : يا غافل اعلم أن الصلاة عبادة والطواف عبادة ولا تحسن العبادة إلا بعلم وعقل.
ثم اعلم رحمنا الله و إياك أن الناس في الطواف على وجوه :
منهم من يقرأ القرآن يسمع نفسه و يتدبر ما يقرأ
ومنهم من يذكر الله عز وجل بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير يعظم الله عز وجل بقلبه ولسانه.
ومنهم من يتفكر في نعم الله الكريم عليه فيشكره عليها
ومنهم من يتفكر في ذنوب بينه وبين الله عز وجل فيستغفر الله عز وجل عن ذلك
فإذا سمعوا من يجهر بالقراءة أذاهم و يغلط عليهم ما هم فيه فنهوا عن ذلك
فينبغي لمن عبد الله عز وجل في صلاة أو طواف أو أي عمل من أعمال البر أن يتعلم كيف يعبد الله عز وجل حتى يحسن عمله ويحبه الله عز وجل ويحبه المؤمنون
ثم أقول ينبغي لمن كان في المسجد الحرام بقرب الطواف وهو يدرس أن لا يجهر بقراءته إذا كانوا يسمعونه كراهية أن يشق عليهم أو يغلطهم بل يخفي قراءته ويسمع نفسه فإن لم يفعل فقد أخطأ.
فإن تباعد عن الطواف إلى موضع إذا جهر بقراءته لم يتأذَ به أهل الطواف فلا بأس فإن كان يعلم أن بقربه قوم يصلون النوافل لم يجهر بقراءته خشية أن يغلطهم .
والذين يتحدثون في الطواف ويقبل بعضهم على بعض الإقبال الشافي حتى يشغلوا قلوب الطائفين هذا كله خطأ منهم وغفلة عظيمة .
فإن قيل : أبيح لنا الكلام في الطواف ؟
قيل له قال النبي صلى الله عليه وسلم " الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله عز وجل أحل لكم فيه الكلام فمن نطق فلا ينطق إلا بخير "
وقيل له من الخير أن يسلم الرجل على الرجل ويسأله عن حاله وأهله أو يأمر الرجل الرجل بمعروف أو ينهاه عن المنكر أو أشباه ذلك مما يعلمه ما قد جهله في طوافه ثم هو بعد ذلك مقبل على الله عز وجل في طوافه خاشع بقلبه ذاكر بلسانه متواضع في مسألته يطلب فضل مولاه و يعتذر إليه .
ومن كان في طوافه بغير هذا النعت ساهي القلب مشغول بذكر الدنيا مقبل على من يحادثه مصغي إليه قد آثر محادثة المخلوق على ذكر الخالق إذا طاف فبغير تمييز وإن ذكر الله عز وجل فبغير تدبر قد غلب على قلبه ولسانه الخوض فيما لا يعني ساهي غافل لاهي جسمه حاضر وقلبه غائب ولعله يرضي محادثه بغيبة الناس والوقيعة في أعراضهم فمثل هذا هو إلى الخسران أقرب منه إلى الإرباح لعل البيت الحرام يضج منه إلى الله عز وجل ولعل الملائكة تتأذى به و كثير من الطائفين يتبرمون به فقد اكتسب من هذا نعته ذنوباً و جب عليه التوبة منها انتهى
قال أحمد العدوي : اعلم أن رفع الصوت في المسجد الحرام بذكر أو بتلاوة أو غير ذلك منهي عنه والجهر بالذكر والأدعية بدعة والتشويش على المصلين على الطائفين والمصلين وغيرهم حرام دل على ذلك الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف الصالح واتفق الأئمة الأربعة و أصحابهم انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمرين أنهم إذا أحرموا وطافوا كشفوا عن كتفهم الأيمن وهو المعروف بالإضطباع وهذا خطأ لأن هذا الكشف المعروف بالإضطباع مشروع فقط في طواف القدوم دون غيره من الطواف وأعمال الحج والعمرة قال الألباني : الإضطباع أن يدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على يساره ويبدي منكبه الأيمن ويغطي الأيسر وهو بدعة قبل هذا الطواف أي القدوم و بعده انتهى
ويزداد الأمر سواءً إذا صلى وهو كاشف لكتفه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء "
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمرين في الطواف أنهم يرملون أي يسرعون في المشي والرمل هو المشي مع تقارب الخطى وبعضهم يجري وهذا لا شك أنه خطأ غير مشروع في طواف العمرة إنما هو مشروع في طواف القدوم في الأشواط الثلاثة الأول فقط فهو من البدع المحدثة المنتشرة بين الناس فالزم السنة ولا تغتر بفعل الجهلة و لو كثروا.
وأسوق لكم الآن ما ذكره أهل العلم من البدع التي يقع فيها بعض الطائفين بالبيت فمن بدع الطواف : صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد وإنما تحيته الطواف ثم الصلاة خلف المقام كما فعل صلى الله عليه وسلم.
ومن البدع: قوله نويت بطوافي كذا و كذا
ومن البدع رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة وإنما المشروع استلامه بيد واحدة والإشارة بيد واحدة إن لم يمكن استلامه
ومن البدع المزاحمة على تقبيل الحجر الأسود ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله
ومن البدع قول الطائف عند استلام الحجر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك
ومن البدع وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف
ومن البدع القول قبالة باب الكعبة اللهم إن البيت بيتك والحرم حرمك والأمن أمنك وهذا مقام العائذ بك من النار مشيراً إلى مقام إبراهيم عليه السلام
ومن البدع قولهم اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور
ومن البدع تقبيل الركن اليماني
ومن البدع تقبيل الركنين الشاميين والمقام و استلامهما
ومن البدع ما يفعله بعضهم من كشف سرته ووضعها على مسمار في وسط البيت ويتبطح بها على ذلك الموضع حتى يكون واضعاً سرته على سرة الدنيا.
ومن البدع التزام قراءة القران في الطواف
ومن البدع ربط الخرق بالمقام أو المنبر أو في ستارة الكعبة لقضاء الحاجات
ومن البدع التزامهم بذلك الكتاب الذي يقرؤونه في الأشواط السبعة و في السعي.
ومن البدع : دعاؤهم في الطواف بأدعية متكلفة ملحونة محرفة غير مأثورة برفع أصواتهم
ومن البدع : طواف النساء مختلطين بالرجال خصوصاً أيام الموسم فتقع الزحمة بينهم ويكثر رفع الصوت
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 05:00 AM
الحلقة السادسة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ما تفعله بعض النساء إذا أتوا للصلاة في المسجد دخلت مع الإمام وتسلم بسلامه وقد فاتها من الصلاة ركعة أو ركعتين ولا تقضي ما فاتها من الصلاة وهذا لا شك أنه خطأ فالجواب عليها أن تكمل ما فاتها من الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم " ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض النساء أنها إذا جاءت والإمام في الركعة الثانية صلت ركعة بمفردها ثم دخلت مع الإمام حتى تسلم معه وهذا خطأ منها بل عليها أن تدخل مع الإمام وتقضي ما فاتها من الصلاة بعد سلام الإمام لقوله صلى الله عليه وسلم " وما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا "
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض النساء أنها إذا نفست وطهرت قبل الأربعين لا تصلي ولا تصوم حتى تتم أربعين يوماً وهذا لا شك أنه خطأ لأن النفاس لا حد لأقله قال الترمذي رحمه الله : قد أجمع أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة أربعين يوماً إلا أن ترى الطهر قبل ذلك فإنها تغتسل وتصلي انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أئمة المساجد أنهم يطيلون في دعاء القنوت إطالة واضحة وهنا تكون المشقة فيحصل الضرر والحرج وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمراعاة حال المصلين فقال "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه عليه"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أطال الصلاة " يا معاذ أفتان أنت "
فهذه الأحاديث صريحة في الدلالة على التخفيف بالناس في الفريضة فما بالك بالنافلة .
قال الإمام البغوي : يكره إطالة القنوت انتهى
قال الشيخ عبدالله بن قعود : ما يفعله بعض الأئمة من التزام الإطالة في الدعاء إطالة يربو زمنها على الزمن الذي قضيت فيه الصلاة جميعها أو حتى على زمن القيام فيها أو التشهد فهو مخالف لسنته صلى الله عليه وسلم واعرض على هذا وعلى الألفاظ الواردة في النوازل ما يفعله بعض الأئمة من قراءة آيتين أو ثلاث في الوتر أو غيرها عند النوازل ثم يأتي بعده بشبه محاضرة لترى موافقة هذا العمل للسنة أو مخالفته وأما استعمال السجعات والكلمات المنمقة التي تشد الداعي ألفاظها أكثر مما تشده معانيها أو التزام دعاء معين غير وارد فيها يكرر فيه كتكرير الواجب في الصلاة من الأقوال فهذا لا يجوز وحري أن تبطل صلاة من عرف هذا الحكم من مظانه ومصادره وخالفه وحري أن لا يستجاب معه دعاء انتهى
ومن الأخطاء أن بعضهم يخرج زكاة فطره قبل رمضان أو يخرجها في رمضان قبل اليومين الأخيرين وهذا خطأ لا تقبل منه زكاة فطره لأن زكاة الفطر لها موعد محدد شرعاً ألا وهو قبل العيد بيوم أو يومين.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا اعتكف يقع في بعض الأمور التي ينبغي له تجنبها وقد يأتيه الزوار ليلاً ونهاراً وقد يتحدثون أحاديث محرمة وهذا خطأ لأنه ينافي الاعتكاف فالاعتكاف هو أن يلزم الإنسان مسجداً لطاعة الله سبحانه وتعالى بحيث يتفرغ من أعمال الدنيا إلى طاعة الله بعيداً عن شئون دنياه ويقوم بأنواع الطاعة من صلاة وذكر وغير ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف ترقباً لليلة القدر والمعتكف يبعد عن أعمال الدنيا فلا يبيع ولا يشتري ولا يخرج من المسجد ولا يتبع جنازة ولا يعود مريضاً ولا يجيب دعوة ولا يقضي حوائج أهله ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد وما يفعله بعض الناس من كونهم يعتكفون ثم يأتي إليهم الزوار أثناء الليل وأطراف النهار وقد يتخلل ذلك أحاديث محرمة فذلك منافٍ لمقصود الاعتكاف.
ولكن إذا زاره أحد من أهله وتحدث عنده فذلك لا بأس به فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زارته زوجه صفية رضي الله عنها وهو معتكف فتحدثت عنده .
المهم أن يجعل الإنسان اعتكافه تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى فعن عائشة رضي الله عنها قالت "السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان أي من بول وغائط
وعنها رضي الله عنها قالت "إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة"
قال الترمذي : العمل على هذا عند أهل العلم : إذا اعتكف الرجل أن لا يخرج من اعتكافه إلا لحاجة الإنسان واجتمعوا على هذا أنه يخرج لقضاء حاجته للغائط والبول انتهى
قال ابن قيم الجوزية : حقيقة الاعتكاف المشروع وهو جمعية العبد على ربه وخلوته به وكان النبي يحتجر بحصير في المسجد في اعتكافه يخلو به مع ربه عز وجل ولم يكن يشتغل بتعليم الصحابة وتذكيرهم في تلك الحال ولهذا كان المشهور من مذهب أحمد وغيره أنه لا يستحب للمعتكف إقراء القرآن والعلم وخلوته للذكر والعبادة أفضل له واحتجوا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
وقال ابن قيم الجوزية : و لم يباشر النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة و لا غيرها انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتكفين أنهم ينصبون الخيام أو القبب في المساجد و هذا خطأ لأن فيه تضييقاً على المصلين والنبي صلى الله عليه وسلم إنما فعله للبرد
قال ابن قيم الجوزية :كراهته للمعتكف أن يعتكف في خيمة إلا أن يكون برداً لأن الخيمة تضيق المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في زمان بارد في قبة وخيمة يدل عليه قوله "إني أسجد في صبيحتها في ماء وطين" رواه ملسم وأحمد فعلم أن الزمان بارد لوجود المطر انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يخصص يوماً بعينه للاعتكاف فيه وهذا خطأ؛ لأنه ليس له أن يخصص يوماً بعينه يعتاد الاعتكاف فيه لكن يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الخطأ ظن بعض النساء أن المرأة إذا كانت مستحاضة فلا يجوز لها أن تعتكف وهذا خطأ فالمستحاضة تصلي وتصوم وتعتكف بشرط أن لا يتلوث المسجد بدمها؛ لأن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اعتكفت وهي مستحاضة فعن عائشة رضي الله عنها قالت : اعتكفت مع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت ترى الصفرة والحمرة فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي .
قلت هذه المرأة هي أم سلمة رضي الله عنها
قلت : ويلحق بالمستحاضة دائم الحدث ومن به جرح يسيل إذا أمن التلوث
ومن الأخطاء ظن بعضهم أنه يجوز له أن يعتكف في البيت وهذا خطأ لأن الاعتكاف لا يشرع إلا في المسجد الجامع.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 05:01 AM
الحلقة السابعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يغفلون عن تحري وطلب ليلة القدر وهي في أوتار العشر الأواخر من رمضان قال صلى الله عليه وسلم عن رمضان " فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "
وقال صلى الله عليه وسلم " اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر فإن غلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقي"
وقال صلى الله عليه وسلم " التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر"
ومن الأمور التي تفوت على المسلم أجراً كثيراً أنه لا يقول الدعاء المأثور الوارد في ليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال صلى الله عليه وسلم "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
أقول: وبعض الناس يزيد كلمة (كريم) بعد عفو ولم ترد في الرواية فالسنة الاقتصار على قول (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أن من علامات ليلة القدر وصباحها :
- أن ماء البحر يكون عذباً .
- وظنهم أن الكلاب لا تصيح فيها وأن الحمير لا تنهق فيها .
- وأن الأشجار تضع فروعها على الأرض .
- وأن الواحد يرى النور فيها ساطعاً حتى في الأماكن المظلمة .
- وأن الملائكة تسلم على أهل المساجد .
- وأنهم يرون قناديل ومصابيح تنزل من السماء .
- وأن السماء تتشقق.
فهذه الأمور لم تثبت في دليل شرعي على أنها من علامات ليلة القدر، فلا يجوز لمسلم أن يدعي أنها من علاماتها إلا بدليل شرعي ثابت من الكتاب أو السنة أو قول الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وقد بينت السنة الصحيحة أمارات تلك الليلة :
ا/ أنها في أوتار العشر الأواخر كما قال صلى الله عليه وسلم " التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر"
2/ أن الشمس تطلع في صبيحتها بلا شعاع ضعيفة حمراء حتى ترتفع ثم يأتي الشعاع بعد ارتفاعها فقد قال أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأمرتها : فأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع.
و في رواية بلفظ " تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"
3/ أن الملائكة ليلتها أكثر من عدد الحصى قال صلى الله عليه و سلم " ليلة القدر سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى "
4/ أن ليلتها مشرقة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم قال صلى الله عليه وسلم "ليلة القدر ليلة بلجة ـ أي مشرقة ـ لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها"
وقال صلى الله عليه و سلم " ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ـ أي سهلة طيبة ـ لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين فقيل له بأي شيء علمت ذلك فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطست لا شعاع لها "
فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلممن أشهر العلامات في الحديث وقد روى في علاماتها أنها ليلة بلجة منيرة وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد.
ومن الأمور التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أن ليلة القدر هي فقط ليلة سبع وعشرين بالتحديد ! وهذا خلاف السنة والصحيح أن ليلة القدر أخفاها الله لحكمة أرادها لأجل أن يجتهد المسلم في العشر الأواخر من ليالي رمضان طلباً لهذه الليلة فيكثر عمله ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي العشر الأواخر من رمضان مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها فيكون جمع بين الحسنيين .
فإن قيل : قال صلى الله عليه و سلم : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ؟
فالجواب : الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً قال "إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر "
وقال صلى الله عليه وسلم " تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر "
وقال صلى الله عليه وسلم " تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين "
وقال صلى الله عليه وسلم " اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"
فهذه الأحاديث أفادت أن ليلة القدر متنقلة في أوتار العشر الأواخر .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين اعتقادهم وجوب التختيم في ليلة السابع والعشرين من رمضان وهذا خطأ لأن التختيم أصلاً ليس من السنة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام.
ومن الأخطاء المبتدعة ما اعتاده بعض المسلمين من السهر في ليالي رمضان في غير بيوتهم لتلاوة القران بأجرة هو بدعة سواء قصدوا بذلك حصول البركة لهذه البيوت ولأهلها أو قصدوا هبة ثواب ما قرؤوا لأهلها أحياء وأمواتاً فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله فكان بدعة محدثة وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " و قال صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" وعلى هذا فلا أجر لمن فعله ولا لمن ساعد عليه بل عليه وزر؛ لابتداعه وإحداثه في الدين ما ليس منه .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يعتقد ويظن أن شهر رجب أفضل من شهر رمضان وهذا لا شك أنه خطأ لا قائل به إلا أهل البدع قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : رمضان أفضل الشهور انتهى
ومن الأخطاء ظن بعضهم أن تربة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة وهذا لا شك أنه بدعة من القول قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مكة أفضل بقاع الأرض وهو قول أبي حنيفة والشافعي ونص الروايتين عن أحمد ولا أعلم أحداً فضل تربة النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة إلا القاضي عياض ولم يسبقه إليه أحد ولا وافقه عليه أحد.
والصلاة وغيرها من القرب بمكة أفضل والمجاورة في مكان يكثر فيه إيمانه وتقواه أفضل حيث كان وتضاعف السيئة والحسنة بمكان أو زمان فاضل ذكره القاضي وابن الجوزي انتهى
قلت : وقد جاء في فضل الصوم في مكة حديث موضوع مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة وكل ليلة عتق رقبة وكل يوم حملان فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة "
وهذا حديث موضوع مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن ماجه في السنن والبيهقي في شعب الإيمان والحديث ضعفه البيهقي في الشعب وقال أبوحاتم : هذا حديث منكر انتهى وقال الألباني : هذا موضوع ولوائح الوضع عليه ظاهرة انتهى
قلت : ومثله الحديث الذي رواه ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة"
وهذا حديث ضعيف لا يصح
أخرجه البزار وضعفه وكذا ضعفه الهيثمي والألباني .
قلت : وقد جاء حديث باطل مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم فعن بلال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان "
وهذا حديث باطل لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الطبراني وابن عساكر.
والحديث قال عنه الذهبي: هذا باطل والإسناد مظلم انتهى
وضعفه المناوي
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 05:02 AM
الحلقة الثامنة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء أن بعض الرجال إذا أراد أن يُفَصِّل ثياباً للعيد لا ينتبه أنها تتجاوز أسفل الكعبين وبعضهم – للأسف – قد يطلب من الخياط أن يجعلها أسفل الكعبين متعمداً وهذا لا شك أنه خطأ كبير؛ لأن إسبال الثوب - أي إطالته تحت الكعبين - حرام وفاعله متوعد بالنار فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"
فإن كان يطيله متكبراً بطراً فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جَرَّ إزاره بطراً"
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جَرَّ ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة"
قال راوي الحديث : فقلت لمحارب أذكر إزاره قال ما خص إزاراً ولا قميصاً.
فليحذر المسلم من إسبال ثوبه ولا يتبع هواه.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه هداه الله للصواب إذا أُمِرَ بمعروف أو نُهِي عن منكر وقيل له اتقِ الله ! قال : عليك بنفسك وهذا خطأ؛ لأن هذا القول يبغضه الله فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أحب الكلام إلى الله عز وجل أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك وجل ثناؤك ولا إله غيرك . وأبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل اتقِ الله فيقول عليك بنفسك"
وقالت ليلى امرأة بشير أخبرني بشير أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : أصوم يوم الجمعة ولا أكلم أحداً ذلك اليوم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها وأما أن لا تكلم أحداً فلعمري لأن تكلم بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت "
الله أكبر الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر خير من السكوت ثم يأتي بعض الناس ويسمون من يفعل هذا الأمر أنه فضولي أو ملقوف ألا ساء ما يقولون لو كانوا يعلمون.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يعملون ويعتقدون في آخر جمعة من رمضان أموراً هي من البدع التي نص عليها أهل العلم والذي أوقعهم في ذلك تزيين علماء السوء والبدعة وبعض الأحاديث المكذوبة الموضوعة المنكرة التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه و سلم بل لا أصل لها ولا سند.
فمن ذلك الحديث المشتهر على ألسنة العامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قضى صلاة من الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان كان ذلك جَابِراً لكل صلاة فاتته في عمره إلى سبعين سنة "
وهذا الحديث المكذوب قال عنه ملا علي قاري : باطل قطعاً لأنه مناقض للإجماع على أن شيئاً من العبادات لا يقوم مقام فائتة سنوات ولا عبرة بمن ذكره من الفقهاء ونحوهم فإنهم ليسوا محدثين ولا أسندوا الحديث إلى أحد من المخرجين انتهى
وكذا الحديث المكذوب الموضوع المشتهر على الألسنة الذي لا سند له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من فاتته صلوات ولا يدري عددها فليصل يوم الجمعة أربع ركعات نفلاً بسلام واحد ويقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة آية الكرسي وإنا أعطيناك الكوثر خمس عشرة مرة قال علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن فاتته صلوات سبعمائة سنة كانت هذه الصلاة كفارة لها"
فقال الصحابة : إنما عمر الإنسان سبعون سنة أو ثمانون سنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت كفارة لما فاته وما فات من الصلوات من أبيه وأمه ولفوائت أولاده"
وهذا حديث مكذوب لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم ولا سند له كما قال ملا علي قاري ووافقه اللكنوي.
وهنا لا بد من وقفة لبيان بعض ما أحدث وابتدع في آخر جمعة من رمضان لتحذروها وتنبهوا من وقع فيها بأن لا يفعلها حتى لا يقع في البدعة .
قلت : فمن البدع اعتقاد بعض الناس أن من صلى آخر جمعة من رمضان كانت كفارة لما سبق من الصلوات التي لم يصلها وكل ذنوبه وللأسف الشديد هذه البدعة منتشرة في أغلب البلاد الإسلامية إلا ما رحم الله فنجد بعض الناس لا يصلون في أيام السنة ظناً منه أنه إذا جاءت الجمعة الأخيرة من رمضان صلى فجبرت وكفرت تلك الصلوات وهذا لا شك أنه أمر خطير ينبغي التفطن له والبعد عنه
ومن البدع ما يفعله بعض الناس بما يعرف عندهم بالقضاء العمري وذلك بأن يصلي في آخر جمعة من رمضان خمس صلوات قضاءً بأذان وإقامة مع الجماعة يجهرون في الجهرية ويسرون في السرية وينوون لها بقولهم نويت أن أصلي أربع ركعات مفروضة قضاء لما فات من الصلوات في تمام العمر مما مضى ويعتقدون أنها كفارة لجميع الصلوات الفائتة فيما مضى من العمر.
ومن البدع : ما يفعله بعض الناس من صلاة أربع ركعات نفلاً مع الجماعة وينوون بقولهم : نويت أن أصلي أربع ركعات تقصيراً وتكفيراً لقضاء ما فات مني في جميع عمري صلاة النفل.
ومن البدع المحدثة ما يفعله بعض الناس بما يعرف عندهم بكتابة حفيظة رمضان وهي قولهم : لا آلاء إلا آلاؤك يا الله إنك سميع عليم محيط به علمك كعسلهون وبالحق أنزلناه و بالحق نزل "
قال السخاوي : هذه ألفاظ اشتهرت ببلاد اليمن ومكة ومصر والمغرب وجملة بلدان أنها حفيظة رمضان تحفظ من الغرق والسرق والحرق وسائر الآفات وتكتب في آخر جمعة فجمهورهم (يكتبها) والخطيب يخطب على المنبر وبعضهم بعد صلاة العصر وهي بدعة لا أصل لها وكان شيخنا رحمه الله ينكرها جداً حتى وهو قائم على المنبر في أثناء الخطبة حين يرى من يكتبها انتهى
وكذا جزم ابن الحاج والزرقاني أن هذه الحفيظة بدعة.
وقال ابن الحاج : وينهى الناس عن كتبهم الحفائظ في آخر جمعة رمضان في حال الخطبة و ذلك يمنع لوجوه :
أحدهما لما احتوت عليه من اللفظ الأعجمي وقد قال مالك لما سئل عنه ـ عن الألفاظ الأعجمية في الأذكار ونحوها ـ و ما يدريك لعله كفر؟
وثانيهما : أن فيه اللغو في حال الخطبة
والثالث : أنه يشتغل بالكتب عن سماع الخطبة
والرابع أنه يشتغل ببدعة ويترك ما اختلف فيه الناس من الإصغاء حال الخطبة هل هو فرض أو سنة مؤكدة
الخامس : ما أحدثوه من بيعها وشرائها في المسجد فينهى عن ذلك ويزجر فاعله وبعض الناس يكتبها بعد صلاة العصر يوم الجمعة وذلك بدعة أيضاً انتهى
وقال العلامة علي محفوظ : ومن البدع المنكرة بلا خلاف كتب الأوراق التي يسمونها حفائظ في آخر جمعة (الجمعة اليتيمة) حال الخطبة لما فيها من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتهويش على الخطيب وسامعيه وذلك ممنوع شرعاً كما لا يخفى ولا خير فيه ولا بركة له فإنما يتقبل الله من المتقين لا من المبتدعين وقد يكتب فيها كلمات سريانية قد تكون دالة على ما لا يصح ولم ينقل عن أحد من أهل العلم وظني أن ذلك من بدع الدجالين التي زينوها للبسطاء ولذا لا تقع إلا في القرى المتأخرة انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .





أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 05:03 AM
الحلقة التاسعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأحاديث الضعيفة والمكذوبة والواهية التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان وما يتعلق به.
وأنا أذكرها لك لكي تحذر منها ولا تنسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ولا تعمل بها.
فمن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ كفر ما قبله"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن حبان والبيهقي وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيت أمتي خمسَ خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان (وفي لفظ: الملائكة) حتى يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة" قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال صلى الله عليه وسلم "لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله"
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه أحمد والبزار والبيهقي وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً ..." ثم ذكر كما في الحديث السابق.
وهذا حديث ضعيف أخرجه البيهقي وقال الألباني : حديث ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان آخر ليلة من رمضان فليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها إلا كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة بكل سجدة وبنى له بيتاً في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل باب قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام"
وهذا حديث مكذوب أخرجه البيهقي وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار" قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة"
وهذا حديث ضعيف جداً منكر الألفاظ أخرجه ابن خزيمة ومن طريقه البيهقي وضعفه ابن خزيمة وقال الألباني : منكر انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من فطر صائماً في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبرائيل عليه السلام ليلة القدر ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه"
قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده ؟
قال صلى الله عليه وسلم "فقبضة من طعام"
قلت أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز ؟
قال صلى الله عليه وسلم "فمذقة من لبن"
قال أفرأيت إن لم تكن عنده ؟
قال صلى الله عليه وسلم " فشربة من ماء"
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه أبوالشيخ وضعفه المنذري وقال الألباني ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة الموضوعة ما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً وحضر رمضان "أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل"
وهذا الحديث المكذوب أخرجه الطبراني وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث المكذوبة الموضوعة عليه صلى الله عليه وسلم ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان قال ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره"
وهذا الحديث المكذوب أخرجه أبوالشيخ ابن حيان والبيهقي و إسناده منقطع لكن لوائح الوضع عليه ظاهرة قال الألباني : آثار الوضع و الصنع عليه ظاهره و ذكره ابن الجوزي في الموضوعات انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن شهر رمضان شهر أمتي يمرض مريضهم فيعودونه فإذا صام مسلم لم يكذب ولم يغتب وفطره طيب سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها"
أخرجه أبوالشيخ ابن حيان وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة ما رواه أبومسعود الغفاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأهل رمضان فقال "لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان ..."
في حديث طويل ركيك الصنع عليه ظاهر : أخرجه ابن خزيمة والبيهقي من طريقه وأبو الشيخ وضعفه ابن خزيمة وضعفه جداً وقال الألباني :موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى"
أخرجه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلاً وقال ابن الجوزي : لا يصح وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب"
أخرجه الطبراني والبيهقي والأصبهاني وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان يفضله على الشهور فقال "من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"
أخرجه النسائي وضعفه وقال الألباني : منكر انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على عدم الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
واحرصوا على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 05:04 AM
الحلقة الثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأحاديث الضعيفة والواهية والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجتنبها وتحذرها فلا تنسبها له صلى الله عليه و سلم.
فمن الأحاديث الضعيفة التي لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه النسائي وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان"
وفي رواية "من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله"
أخرجه أبويعلى وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار"
وهذا حديث ضعيف جداً لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم أخرجه أبويعلى والعقيلي والحديث ضعفه الهيثمي وقال الألباني: ضعيف جداً انتهى
ومثله في الضعف الحديث الذي رواه سلمان بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور"
وهذا حديث ضعيف لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم أخرجه أبوداود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وقال الألباني : ضعيف انتهى
وكذا الحديث الذي رواه أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لا فليفطر على ماء فإن الماء طهور "
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه الترمذي في السنن و ضعفه وقال غير محفوظ و قال الألباني : ضعيف و الصحيح من فعله اهـ رحمه الله
قلت : يشير إلى الحديث الذي رواه أنس قال :" كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء".
ومن الأحاديث التي لا تصح عنه صلى الله عليه و سلم ما رواه طاووس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم : إذا سافر أول النهار أفطر و إذا سافر حين تزول الشمس لم يفطر
وهذا حديث ضعيف لإرساله أخرجه أبو داود في المراسيل
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه عامر بن ربيعة قال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مالا أعد ولا أحصي"
وهذا حديث ضعيف أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المشتهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يفطر من قاء ولا من أحتلم ولا من احتجم"
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبوداود قال الترمذي : غير محفوظ انتهى وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال ليتقه الصائم"
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبوداود وقال قال لي يحيى بن معين هو حديث منكر يعنى حديث الكحل انتهى وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما روته عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها"
وهذا حديث ضعيف أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه سلمة بن المحبق الهذلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه"
وهذا حديث ضعيف أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوبكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يقولن أحدكم إني صمت رمضان كله وقمته كله" فلا أدري أكره التزكية أو قال لا بد من نومة أو رقدة.
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبو عبيدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الصوم جنة ما لم يخرقها"
قيل بِمَ يخرقها ؟
قال صلى الله عليه وسلم" بكذب أو غيبة "
وهذا حديث ضعيف أخرجه النسائي وابن خزيمة وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أنس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم ؟ قال صلى الله عليه وسلم "نعم"
وهذا حديث ضعيف أخرجه الترمذي وقال : حديث أنس حديث ليس إسناده بالقوي ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء انتهى وقال الألباني : ضعيف الإسناد انتهى .
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تحفة الصائم الدهن والمجمر"
وهذا حديث موضوع أخرجه الترمذي وقال :هذا حديث غريب ليس إسناده بذاك انتهى وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر قبل شهر رمضان " الصيام يوم كذا وكذا ونحن متقدمون فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر"
وهذا حديث ضعيف منكر أخرجه أبوداود وابن ماجه قال الألباني:ضعيف انتهى
وهذا مخالف لقوله صلى الله عليه و سلم " لا تقدموا صيام رمضان بيوم و لا يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فيصومه" إذ فيه تجويز صيام يوم الشك أو أن يتقدم صيام رمضان بيوم أو يومين
ومن الأحاديث الضعيفة ما روته عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من خير خصال الصائم السواك"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعف إسناده البوصيري وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الواهية الضعيفة ما روته ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان ؟
قال صلى الله عليه وسلم "قد افطرا"
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه ابن ماجه وضعف البوصيري إسناده وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبالقيلولة على قيام الليل"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعف إسناده البوصيري وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوهريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم والصيام نصف الصبر"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعف إسناده البوصيري قال الألباني : ضعيف ضعيف
وفي الختام : فهذا بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على عدم الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
واحرصوا على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

أم دعاء السلفية الفلسطينية
25-Jul-2013, 05:05 AM
الحلقة الحادية والثلاثون والأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأحاديث الضعيفة والواهية والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجتنبها وتحذرها فلا تنسبها له صلى الله عليه و سلم.
فمن الأحاديث المكذوبة الموضوعة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين
أخرجه البيهقي وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " المعتكف يتبع الجنازة ويعود المريض"
وهذا حديث موضوع مكذوب أخرجه ابن ماجه وضعفه البوصيري وقال الألباني موضوع انتهى

ومن الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان " يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يعرج يسأل عنه."
وهذا حديث ضعيف قال الألباني: ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " في المعتكف هو يعكف الذنوب ويجرى له من الحسنات كعامل الحسنات كلها"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعفه البوصيري وقال الألباني: ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المشتهرة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " اغزوا تغنمواوصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا"
وهذا حديث ضعيف أخرجه الطبراني وقال الألباني :ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إن شاء الله تعالى إذا كان حلالاً الصائم والمتسحر والمرابط في سبيل الله"
وهذا حديث مكذوب موضوع أخرجه الطبراني وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المشتهرة على ألسنة العامة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " صوم شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن شاهين في فضائل رمضان وقال حديث غريب جيد الإسناد وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث المكذوبة الموضوعة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام و إذا سلم رمضان سلمت السنة "
وهذا الحديث المكذوب أخرجه الدارقطني في الأفراد ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات وأخرجه ابن عدي في الكامل وأبونعيم في الحلية والبيهقي في الشعب وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع وقال الألباني : موضوع انتهى .
ومن الأحاديث الضعيفة المشهورة المنسوبة له صلى الله عليه وسلم أنه قال " سيد الشهور رمضان "
وهذا حديث ضعيف أخرجه البزار والبيهقي وضعفه البيهقي والألباني انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المشتهرة على ألسنة الخطباء والوعاظ والعامة ينسبونه له صلى الله عليه وسلم "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وكان إذا كان ليلة الجمعة قال هذه ليلة غراء ويوم أزهر"
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه البزار والطبراني وأبونعيم وابن عساكر والحديث ضعفه البيهقي والنووي والذهبي والهيثمي والمناوي والألباني.
ومن الأحاديث المكذوبة الموضوعة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " يسبح للصائم كل شعرة منه ويوضع للصائمين والصائمات يوم القيامة تحت العرش مائدة من ذهب مكللة بالدر والجوهر على مقدار دائرة الدنيا عليها من أنواع أطعمة الجنة وأشربتها وثمارها فهم يأكلون ويشربون وينعمون والناس في شدة الحساب "
وهذا الحديث المكذوب أورده ابن عراق في تنزيه الشريعة ونسبه للديلمي من حديث أبي الدرداء من طريق أبي عصمة نوح بن أبي مريم وذكره الفتني الهندي في تذكرة الموضوعات وقال فيه أبوعصمة وضاع انتهى
ومن الأحاديث المكذوبة المنسوبة له صلى الله عليه وسلم أنه قال لبلال " أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده "
وهذا الحديث المكذوب أخرجه ابن ماجه والبيهقي وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنتشرة بين الناس الحديث المنسوب له صلى الله عليه وسلم أنه قال " الصائم في عبادة و إن كان راقداً على فراشه "
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه تمام وضعفه المناوي والألباني
و هذا الحديث جاء بلفظ آخر هو " الصائم في عبادة ما لم يغتب مسلماً أو يؤذه "
وهذا الحديث ضعيف جداً عزاه السيوطي في الجامع الصغير للديلمي وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومثله في الضعف الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي ما لم يغتب فإذا اغتاب خرق صومه "
وهذا الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للديلمي وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما اشتهر على ألسنة الوعاظ والعوام أن رسول صلى الله عليه وسلم قال " ليس من أم بر أم صيام في أم سفر "
وهذا الحديث أخرجه أحمد وهو شاذ ضعيف بهذا اللفظ والصحيح بلفظ " ليس من البر الصيام في السفر "قال الألباني : شاذ بهذا اللفظ انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة المشتهرة بين الناس المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار"
وهذا حديث ضعيف جداً منكر الألفاظ أخرجه ابن خزيمة ومن طريقه البيهقي وقال ابن خزيمة : إن صح الخبر مشيراً إلى عدم صحته و قال الألباني : منكر انتهى
أيها الأخوة الكرام والأخوات الكريمات :
في نهاية هذه الحلقة والتي تعتبر آخر حلقة - بفضل الله ومنته - أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والتمسك بالكتاب والسنة على منهج وطريقة سلفنا الصالح ولا نخرج عن هديهم لأن الخروج عن هديهم سبب الضلال وعدم التحزب لجماعة معينة وعدم الولاء والبراء لشخص معين إلا محمداً صلى الله عليه وسلم وشخص أصحابه الكرام رضوان الله عليهم جميعاً، وأوصي نفسي وإياكم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمرنا.
كما أوصي المرأة المسلمة المؤمنة بأن تحافظ على حجابها وأن لا تغتر بالذئاب البشرية بل الشياطين الإنسية التي تدعو المرأة للتبرج والسفور والخلاعة والفواحش بل إلى كل ما لا يرضاه الله من القول والعمل باسم الحرية أو تحرير المرأة أو المساواة فكلها دعاوي فارغة بل هم أول من يذل المرأة وأول من ينتهك حرمتها ثم يرميها ويتنكر لها
فالله الله يا أَمَةَ الله أن تخالفي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخالفي ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً أَمَا تحبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَا تحبين أصحابه رضوان الله عليهم جميعاً أَمَا تحبين الصحابيات رضوان الله عليهن جميعاً .
وأنصح كل مسلم أن يتعلم أحكام دينه مما يحتاج إليه في يومه وليلته وأن يأخذه من أهل العلم الموثوق بهم حتى يعبد الله على بصيرة وهدى .
وفي الختام : فهذا بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على عدم الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
واحرصوا على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .




أخوكم
أحمد بن عمر بازمول