المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الْوَقْفَتانِ مَعَ تَسْوِيْدِ الْمُشْرِفِيْنَ الْحَلَبِيِّيْنَ أُوْلِيْ الْبُهْتَانِ... الشيخ مُعَاذُ بْنُ يُوْسُفَ الشَّمَّرِيُّ حفظه الله



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
03-Aug-2013, 05:21 AM
بسم الله الرّحمن الرّحيم

الْوَقْفَتانِ مَعَ تَسْوِيْدِ الْمُشْرِفِيْنَ الْحَلَبِيِّيْنَ أُوْلِيْ الْبُهْتَانِ


إنّ الحمدَ للهِ؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله؛ وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبده ورسوله.

أمّا بعد:

فلقد اطّلعتُ على ما في تسويد المشرفين على "منتديات الحلبيّين"-ومنهم الحلبيّ-يقينًا-: مشاركةً في الكتابة، أو إقرارًا-؛ والّذي عنونوه بـ"السّبب الأساس وراء إثارة الشّيخ ربيعٍ المدخليِّ الفتنَ بين السّلفيّين"(!!!)؛ والّذي خلصُوا فيه-بظُلمٍ وبُهتان-إلى:

1-كون ((الفتنة إن كان ولا بدّ أن تُنسَبَ لشخصٍ فحريٌّ بها أن تُنْسَبَ إلى الشّيخ ربيعٍ المدخليّ؛ فيقال فيها: (فتنة المدخليّ)؛ لأنّه الطّرف الدّائم في الفتن الواقعة بين السّلفيّين منذ أكثر من عقدٍ ونصف!!))!!!.

2-وأنّ الشّيخ ربيعًا ((له غلوٌّ عجيبٌ وإحسانُ ظنٍّ بعيدٌ-لا بغيره، وإنّما في نفسه وطروحاته!-؛ قد تصل إلى حدّ التّقديس لها!))!!!، وأنّ ((إعجاب الشّيخ ربيعٍ المدخليّ بنفسه, وغلوّه في رأيه هو السّبب الحقيقيّ وراء إثارته للفتن بين السّلفيّين))!!!، وذكروا-في تسويدهم هذا-بعض النّقول عن شيخنا الرّبيع-حفظه الله-الّتي يُثني فيها شيخُنا على منهجه السّلفيّ، أو على كتاباته وردوده العلميّة السّلفيّة...؛ وجعلوا ثناء شيخنا هذا غلوًّا في نفسه، وتقديسًا لآرائه!.

ونُقُولهم هذه مبتورةٌ عن سياقاتها الّتي تُبيّن معانيها، ودوافع شيخنا فيها.

وسأقف مع الحلبيّ والحلبيّين في تسويدهم هذا وقفتين اثنتين-بمثل طريقتهم، مُستعملاً نحو ألفاظهم-إلزامًا لهم؛ فأقول-مستعينًا بالله العظيم-:

أوّلاً:
((إنّ ما تُعايِشه الدّعوةُ السّلفيّة-في الأردنّ-مِن تمزّقٍ وتناحُرٍ بين المنتسبين إليها واقعٌ لا يجحده إلا مكابر؛ فأمثلته عديدة، ومحاوره كثيرة، وأطرافه متشعّبة، ومراتبه متفاوتة.

ومن أمثلة هذا الواقع المرير: ما جرى بين عليٍّ الحلبيّ وأتباعه وأنصاره من جهة، ومخالفيه من المنتسبين إلى السّلفيّة وأتباعهم وأنصارهم من جهةٍ أخرى، وذلك على مدى أكثر من عقدٍ ونصفٍ من الزّمان؛ فكنّا نسمع بـ (فتنة مراد شُكري)!، و(فتنة إحسان عايش)!، و(فتنة أبي ارحيّم)!، و(فتنة حسّان عبد المنّان)!، و(فتنة محمّد شقرة)!، وأخيرًا -ولا نظنّه آخرًا- (فتنة سليمٍ الهلاليّ)!.

وفي مثاني هذه الفتن-على وفق توصيف الحلبيّين-فتنٌ عديدةٌ مرتبطةٌ بها؛ لكنْ رغم تباين مسمّيات هذه الفتن وأسمائها إلّا أنّها جميعًا مشتركةٌ في أنّ أحد طرفيها-دائمًا وأبدًا-هو (عليٌّ الحلبيّ)!؛ بينما في الطّرف المقابل تتنوّع الأسماء بتنوّع المخالفين للحلبيّ؛ فالفتنة إن كان ولا بُدّ أن تُنسب لشخصٍ؛ فحريٌّ بها أن تُنسب إلى عليٍّ الحلبيّ، فيقال فيها: (فتنة الحلبيّ) ؛ لأنّه الطّرف الدّائم في الفتن الواقعة بين المنتسبين إلى السّلفيّة-في الأردنّ-منذ أكثر من عقدٍ ونصف!!)).

فإن قال الحلبيّ والحلبيّون:

لكنّ هؤلاء أدعياء، مُنتسبون إلى السّلفيّة، وليسوا مِن أهلها؛ فلهم أصولٌ باطلةٌ تُخرجهم من السّلفيّة..

فإنّي أقول:

والمُبتدعة المذكورون في مُقابلة شيخنا الرّبيع-حفظه الله-؛ كعرعور، والمأربيّ، والحربيّ، والمغراويّ، والحلبيّ؛ هم-أيضًا-: أدعياء، مُنتسبون إلى السّلفيّة، وليسوا مِن أهلها؛ فلهم أصولٌ باطلةٌ تُخرجهم من السّلفيّة..

فجوابُكُم هو جوابُنا..

أم: ..حرامٌ على بلابله الدَّوحُ؟!.

وثانيًا:
لقد نظرتُ نظرةً سريعةً في فهارسِ تسويدٍ واحدٍ من تسويدات الحلبيّ؛ فوجدتُ أشياء كثيرةً من مدحه وثنائه على نفسه، وعلى بلاغته المزعومة!، وعلى منهجه!، وكتاباته..إلخ.

ولو تفحّصَ مُتفحِّصٌ هذا التّسويدَ، أو تتبّعَ مُتتبّعٌ سائرَ تسويدات هذا الشّخص لوقفَ على أضعاف أضعاف ما وجدت..

والتّسويدُ المومى إليه هو: "التّنبيهات المتوائمة".

وسأنقُلُ مواضعَ منه-على طريقةِ الحلبيّين-في تسويدهم الّذي أناقشه-من بتر الكلام عن مناسبته وسياقه؛ لألزمهم-:

1-قال الحلبيّ(ص: 463):

((...اللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم أفتح عينيّ-حمدًا لك اللّهمّ-إلاّ على السّنّة، وعلمائها، ومنهج السّلف، وهُداته..

اللّهمّ إنّك تعلم أنّ كُتبي-كلّها-، ومجالسي العلميّة-جميعها-مُوجّهةٌ إلى نُصرة السّنّة، وتأييد منهج السّلف الصّالح...)).

2-وقال الحلبيّ(ص: 289):

((لماذا (الاستهداف)؟!

وبالله العظيم؛ لقد سمعتُ-بأذني-ووعاه قلبي-من بعض (كبار) أهل العلم الأفاضل-ولا أزكّيه على الله-قولَه لي-على سبيل الإشفاق-جزاه الله خيرًا-:

((أنت –بالذّات-مُستهدف)!)).

3-وقال الحلبيّ(ص: 233):

((إنّ (نشرَ مُعتقد أهل السّنّة والجماعة في مســــائل الإيمــان والكفر)، وقضايا التّوحيد والشّرك، ومُتعلّقات العقيدة الصّحيحة وما يُضادّها-في إطار منهجنا السّلفيّ الواضح-: هو ما نشأنا عليه منذُ نُعومةِ أظفارنا-ولله الحمد-؛ بل لم نعرف غيره؛ فضلاً عن أن ندعو إلى ضدّه!.

وسيرتنا-في ذلك-معروفةٌ-ولله الحمد-نسأله-سبحانه-الثّبات)).

4-وقال الحلبيّ(ص: 151):

((وتواصُلُنا مع المشايخ والعلماء قديمٌ-ولله الحمد-)).

5-وقال(ص: 151):

((...وهكذا في شيوخٍ أفاضل آخرين؛ في أزمنةٍ متعدّدةٍ، وأماكن مختلفة؛ على رأسهم-من قبل ومن بعد-مشايخنا الأكابر: ابن باز، والألبانيّ، وابن عثيمين...)).

6- وقال(ص: 218):

(( (فائدةٌ): نقل أخونا عبد الأوّل-في كتابه "المجموع: 2/598" عن والده أستاذنا الشّيخ حمّادٍ الأنصاريّ-رحمه الله-قوله-فيَّ-:

((أتوسَّمُ في علي حسن عبد الحميد أن يكون خليفةَ الشّيخ ناصر الدّين الألبانيّ))...)).

7-وقال(ص: 233-234):

((شُكرٌ مُكرَّرٌ:

وأمّا إطراؤه قلمي، ومدحه لطريقة كتابتي بـ(الفصاحة)، و(البلاغة)، و(القوّة)، و(التّأثير في الأسلوب): فشيءٌ أشكره عليه، وأدعو الله-تعالى-أن يُثيبه: منّي إليه...)).

وللحلبيّ في تسويده هذا-وفي غيره-الكثير-جدًّا-من الإطراء والثّناء على نفسه، وعلى منهجه! وعلى كتاباته، والفرح بذلك..

وكثيرٌ من هذا الثّناء يعلمُ هو وغيرُه أنّه باطل..

فإن قال الحلبيُّ والحلبيّون:

هذه النّقول مبتورةٌ عن سياقاتها ومناسباتها!.

ومعرفةُ سياقاتها ومناسباتها يُظهر أنّ الحلبيّ ما قال هذا مُفتخرًا ولا مُزكّيًا نفسه!؛ بل قال ذلك لمّا احتاج إليه؛ للرّدّ على مَن يفتري عليه خلاف الواقع..

وذكرُ المرء ممادح نفسه على وجه الحاجة هذه، أو تحدُّثًا بريئًا بِنِعَمِ الله وفضله؛ بدون تفاخرٍ وزهوٍ جائزٌ لا بأس فيه..

فإنّي أقول-تنزّلًا؛ وإلاّ فالحلبيّ: مُفتخرٌ، مُتكبّرٌ، زاهٍ، مُعجبٌ بنفسه، يُطري نفسه، ومنهجه!، وكتاباته، وأسلوبه، ويشكُرُ مَن يُطريه، ويجعلُ ذلك فائدةً تُستفاد!!!-:

وشيخُنا الرّبيع-سلّمه الله-ما خرج-بحمد الله-عمّا أجبتم به، وأنتم بَتَرْتُمْ كلامه لتشوّهوا الشّيخ ودعوته؛ ظُلمًا مِن عند أنفسكم..

وجوابُكم عن أنفسكم هو جوابُنا عن أنفسنا، وعن دعوتنا، وعن شيخنا..

أم.. حلالٌ لبومه النّوح!، وحرامٌ على بلابله الدَّوح؟!.

وهذا آخر هتين التّعليقتين السّريعتين؛ فأقف؛ خشيةً على الوقت مِنْ أن يُهدَرَ.

والله المستعان على أهل البغي والظُّلم والبَهت والعُدوان.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.


وَكَتَبَ:

مُعَاذُ بْنُ يُوْسُفَ الشَّمَّرِيُّ

فِيْ: إِرْبِدَ؛ 23-شَوَّالَ-1432هـ

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=123320&pid=607124&st=0&#entry607124