المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنوك المسمَّاة زورا و بهتانا إسلامية



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
30-Apr-2010, 10:50 PM
السائل : ما حكم التدين و الأخذ من البنك الأهلي سيارة بالتقسيط ، مع العلم أنه لا يملكها ، و يدفع قيمتها و يشتريها من الشركة [ كلمة غير واضحة ] عليهم بأقساط ميسرة ، مع العلم أنّي بأمس الحاجة للتقسيط ، فهل تنطبق عليّ أحكام الربا ؟




جواب الشيخ العثيمين رحمه الله :


« نعم هذا حرام ، هذا التقسيط حرام .
يعني مثلاً : يأتي الإنسان إلى التاجر - البنك أو غير البنك - يقول أنا أحتاج سيارة صفتها كذا وكذا ، فيقول اذهب إلى المعرض و اختر السيارة التي تريد ، ثم يأتي فيقول أريد السيارة الفلانية ، فيذهب التاجر أو البنك إلى المعرض فيقول بع لي هذه السيارة ، فيشتريها منه نقدا بخمسين ألف ثم يبيعها على الأول الذي طلبها -يبيعها - مقسطة بستين ألف :
هذا حرام ولا يحل وهو حيلة واضحة على الربا ، لأن هذا البنك الذي اشترى له ثم باع عليه كأنما أقرضه قيمتها بزيادة وهذا حرام ، العقد هنا صوري ، ولولا أن هذا طلب السيارة ما اشتراها البنك ، فلذلك يجب الحذر من هذا وإن كان بعض الناس يفتي بذلك ولكنه لم يتأمل المسألة ، لو تأملها لوجدها خديعة واضحة .
وهي أخبث من خديعة اليهود الذين لمّا حرّم الله عليهم الشحم أذابوه فصار ودكاً ثم باعوه و أكلوا ثمنه ، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتهلم الله عز وجل ، وهذه الحيلة التي ذكرت أقرب إلى الحرام من الحيلة التي فعلها اليهود .
فعلى المؤمن أن يتق الله عز وجل و إذا قال أنا ما وجدت أحد [يقرضني ] يقول : الحمد لله ، عليك ثيابك و لك مسكنك - سواء بأجرة أو مِلك - وهذا كاف ، وليس لك من الدنيا إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأبقيت .
لو تبقى لا تأكل إلا مرة في اليوم ولا تشتري السيارة على هذا الوجه» ا.هـ





· و هذه فتوى أخرى للعلامة العثيمين في هذه المسألة من كتاب لقاءات الباب المفتوح للشيخ رحمه الله :



السائل: أنا أريد أن أشتري هذا البيت بمائة ألف ولا أملك هذا المبلغ فأذهب إلى البنك فأقول: اشتروا لي هذا البيت الذي هو بمائة ألف، يقولون: نحن نشتريه لك من صاحبه ثم نبيعه عليك بمائة وعشرين أو بمائة وثلاثين؟


الشيخ: « الآن البنك لولا أن هذا جاء وقال: اشترِ البيت يشتريه أم لا يشتريه؟ لا يشتريه، إذاً.. هذا الشراء من البنك حيلة على الربا، فبدلاً من أن يقول البنك: خذ هذه مائة ألف بمائة وعشرين ألفاً واشترِ البيت أنت يقول: أنا أشتريه وأبيعه عليك، فليس للبنك غرض من شراء هذا البيت إلا الزيادة الربوية، معلوم أن البنك ما له غرض بالبيت، لولا أنك جئت أنت وطلبته ما اشتراه، إذاً ليس تاجراً، لكنه متحيل على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، متحيل بدلاً من أن يقول البنك: خذ المائة الألف اذهب اشترِ البيت وأعطِ بدلها على رأس السنة مائة وعشرين ألفاً قال: أنا اشتري البيت وأبيعها عليك. الله المستعان!!
أيهما أقرب حيلة للربا: هذا، أو ما فعلت اليهود لما حرمت عليهم الشحوم قالوا: لا نأكل ما لا يحل، ذوبها حتى تكون ودكاً، ثم بع الودك وكل ثمنها؟ هذا أبعد، يعني: حيلة اليهود أبعد من الحرام من الحيلة التي ذكرت لك.
لهذا أنا لا أشك أنها حرام، وأنصح إخواني أن يحذروا منها،
وأقول: ربما كانت قسوة القلوب، والبعد عن علام الغيوب بسبب هذه المآكل المحرمة التي لا يكاد أحدٌ يقلع منها؛ لأنه يرى أنها حلال، وربما أفتاه بعض الناس بذلك، ونحن أمةٌ صرحاء، أمةٌ إسلامية، نأتي البيوت من أبوابها، ونأتي مثل الشمس...
والله يا أخي انظر أنا أقول يا إخواني: نحن أمة إسلامية ونبينا عليه الصلاة والسلام قال: (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل) والله! ثم والله! ثم والله! لو كان فيها شيءٌ من الحل لكنت أفتي بحلها، لكن كيف أقابل رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ...
هذه فهي لعبة يا إخوان! فكروا فيها، لكم من الآن إلى أن تبلغ الروح الحلقوم، وما هي النتيجة؟! »
منقول