المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الثقة وخبر الثقة...فنحن أمة الدليل؟؟؟...الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله..فنحن أمة الدليل؟؟؟



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
12-Aug-2013, 09:25 PM
1693
(http://www.al-amen.com/vb/showthread.php?t=12843)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم،وبعد:

فهذا سؤال وجه لفضيلة الشيخ العلامة:عبيد بن عبدالله الجابرى حفظه الله(فى محاضرة كانت له حفظه الله بعنوان:شرح حديث حذيفة رضى الله عنه فى الفتن)وكانت فى يوم الجمعة الثانى من شهر الله المحرم ،عام أربعة وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة فى جامع الرضوان بالمدينة النبوية.


السؤال:يقول السائل:ماقولكم فيمن يقول:لابد من التفريق بين حكم الثقة وخبر الثقة،فحكمه لايلزمنا وخبره يلزمنا؟
الجواب:لاأعلم لهذا أصلا عند السلف أبدا فهذه من الفلسفات والتقعيدات الحديثة من إفراز قاعدة المعذرة والتعاون فيما أظن،هى تؤدى إلى تلطيف البدع وأهلها، حكم الثقة وخبر الثقة معمول بها عند السلف إذا ثبت نقل الدليل حكم عليه أو لا، فمن ثبتت عدالته حكم له بها يقال عدل ، ومن ثبت جرحه حكم بجرحه بناء على ماثبت بالدليل فنحن أمة الدليل.

المصدر:موقع ميراث الأنبياء
أسأل الله جل وعلا أن ينفع بها الجميع ،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


شبكة البينة السلفية .
الله يحفظك يا شيخ عبيد وزادك علما ورفعة ، ونحن أمة الدليل والله حق الدليل والبينة على من ادعى دعوة يريد بها الحق فكيف بمن يريد الطعن على خيار الأمة بعد الصحابة وهم العلماء وطلبة العلم ؟؟؟

(http://libya2030.com/vb/showthread.php?p=9278&posted=1#post9278)

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
13-Aug-2013, 08:46 PM
للرفع في اهل التشغيب والمندسين بين المشايخ

أبو بكر يوسف لعويسي
17-Aug-2013, 01:56 AM
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك أخي أبا عبد المصور ...
أي والله أخي ؛ نحن أمة البينة والبرهان والدليل ، قال الله تعالى :{ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..} تبينوا البينة والحجة والدليل على صدق المخبر الفاسق والمجهول ..لتقطعوا الطريق على كل ضال زنديق ، وكل مبتدع صاحب ضالة وتفريق.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : << البينة على المدعي واليمين على من أنكر>> فلا يقبل الكلام في الأعراض إلا ببينة ودليل ، وخاصة في وقت الفتن وكثرة التفرق والاختلاف ، وفشو الكذب ، وظهور القلم بالجهل ، لأن النبي أخبر أنه يفشوا الجهل ويظهر القلم أي بالجهل وكثرة تفريع المسائل ؛ فالعلم نقطة كثرها الجهال كما قال علي رضي الله عنه ونقله عنه الخطيب في شرف أصحاب الحديث ، وظهور الرويبضة ، وظهور المتعالمين وتقدم الأصاغر بين يدي الأكابر وادعاء كل منهم أنه على الحق وغيره على البطال ، والطعن في كل مخالفهم فكيف بمن رد عليهم أو بين شيئا من مخالفاتهم فالويل له ثم الويل له .
وانتهجوا حقيقة نهج السلف الصالح فقد كانوا يطبقون هذا المنهج مع من يحدثهم ويخبرهم ويقولون سموا لنا رجالكم ، كما يقولون الإسناد من الدين ، فإذا حدثهم متحدث قالوا عمن ؟ فيسمي لهم فإن عرفوه أنه من الثقات قالوا ثقة ، وإن عرفوه صاحب بلاوي قالوا البلاء منه والظلام في الإسناد منه فيبينون ذلك ثم بعدها لايشتغلون به ولا يهتمون فيه ..
وأن كانوا لا يعرفونه لم يتجرءوا على القول عليه أو فيه بلا علم ؛ بل يقولون لا نعرفه ، اسألوا من يعرفه ..سواء من أهل بلده أو من غيرهم ، فإن لم يكن معروفا إلا عند أهل بلده بحكم قلة روياته ومؤلفاته قالوا إسألوا أهل بلده ولكن ذلك ليس لمن هب وذب كما يزعمه البعض اليوم ، وقد فصلت هذه المسألة جيدا في مقالي : التنقيه الوجيه في ضابط بلدي الرجل أعلم به .
ولأنه ربما أهل بلده وحتى بعض جيرانه لا يعرفونه ، فانت لو ذهبت إلى الحجاز وإلى مكة بالضبط وأردت أن تسأل عن الشيخ ربيع فمن تسأل ، ولو ذهبت إلى العوالي والت من هب وذهب بل حتى بعض المتعلمين من الحزبيين والمتمذهبين عن الشيخ ربيع لايعرفه .


جزاك الله خيرا وبارك في جهودك أخي أبا عبد المصور ...
أي والله أخي ؛ نحن أمة البينة والبرهان والدليل ، قال الله تعالى :{ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا عن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..} تبينوا البينة والحجة والدليل على صدق المخبر الفاسق والمجهول ..لتقطعوا الطريق على كل ضال زنديق ، وكل مبتدع صاحب ضالة وتفريق.وقال النبي صلى الله عليه وسلم : << البينة على المدعي واليمين على من أنكر>> فلا يقبل الكلام في الأعراض إلا ببينة ودليل ، وخاصة في وقت الفتن وكثرة التفرق والاختلاف ، وفشو الكذب ، وظهور القلم بالجهل ، لأن النبي أخبر أنه يفشوا الجهل ويظهر القلم أي بالجهل وكثرة تفريع المسائل ؛ فالعلم نقطة كثرها الجهال كما قال علي رضي الله عنه ونقله عنه الخطيب في شرف أصحاب الحديث ، وظهور الرويبضة ، وظهور المتعالمين وتقدم الأصاغر بين يدي الأكابر وادعاء كل منهم أنه على الحق وغيره على البطال ، والطعن في كل مخالفهم فكيف بمن رد عليهم أو بين شيئا من مخالفاتهم فالويل له ثم الويل له .وانتهجوا - رحمكم الله - حقيقة نهج السلف الصالح فقد كانوا يطبقون هذا المنهج مع من يحدثهم ويخبرهم بنقل ما .. فيقولون له سموا لنا رجالكم فإذا حدثهم متحدث قالوا عمن ؟ فيسمي لهم فإن عرفوه أنه من الثقات قالوا ثقة ، وإن عرفوه صاحب بلاوي وتلبيس وتدليس وتفرد بالمنكرات عن الثقات قالوا البلاء منه والظلام في الإسناد منه فيبينون ذلك ثم بعدها لا يشتغلون به ولا يهتمون فيه ..وأن كانوا لا يعرفونه لم يتجرءوا على القول عليه أو فيه بلا علم ؛ بل يقولون لا نعرفه ، اسألوا من يعرفه ..سواء من أهل بلده أو من غيرهم ، فإن لم يكن معروفا إلا عند أهل بلده إما لقلة مروياته ومؤلفاته أو قلة شيوخه أو لاشتباهه أو لتخفيه وعدم اشتهاره ، قالوا اسألوا أهل بلده ، ولكن ذلك ليس لمن هب وذب كما يزعمه البعض اليوم ، وقد فصلت هذه المسألة جيدا في مقالي : التنقيح الوجيه في ضابط بلدي الرجل أعلم به .فلتراجع .وربما أهل بلده وحتى بعض جيرانه لا يعرفونه ، فأنت لو ذهبت إلى الحجاز وإلى مكة بالضبط وأردت أن تسأل عن الشيخ ربيع أو إلى المدينة لتسأل عن الشيخ عبيد الجابري فمن تسأل ؟ ولو ذهبت إلى العوالي لتسأل عنه فهل تسأل من هب وذهب ؟؟ فستصدم أن الكثير لا يعرفه بل حتى بعض المتعلمين من الحزبيين والمتمذهبين لا يعرفونه .ويقال أيضا إذا ذهبت تسأل أهل بلده فهل تذهب تسأل خصوم الشخص ؟ فإذا سألتهم بالله عليك ماذا تنتظر منهم ، هؤلاء خصوم ؟ وكذلك لو حصل وأن التقيت بمن يتعصبون للشخص المسئول عنه فماذا تنتظر هؤلاء متعصبة وخاصة ونحن في عصر الفتن التي يشتكي منها الكل ؟إذا لابد من سؤال أهل العلم المنصفين والذين يعرفونه ، وقد خبروا ما عند الشخص بأنفسهم فإذا سألوا بينوه بعلم وعدل وورع ، نصحا لله ليس إلا.ثم لا أن أشير إلى مسألة مهمة يغفل عنها الكثير من إخواننا السلفيين وهي كيف يعرف الرجل ويقال عنه هذا يعرفه حتى يسأل عنه ؟معرفة الرجل تكون في الأمور العامة بثلاثة أمور مهمة : بجواره ، ومعاملته بالدرهم والدينار ، والسفر معه ...أما في الأمور العلمية والمنهجية فتكون بطول الملازمة ، وباستفاضته وشهرته بين العلماء وطلبة العلم ، .
ثانيا : بسبر واستقراء وتتبع مروياته وكتبه ودروسه وأقواله وأفعاله هل هي موافقة للسنة أو لا ؟؟
ثالثا : بأن يكون صاحب مدخله ومخرجه أو صاحب أعماله ، كان يكون كاتبه أو أحد تلامذته ..من غير تعصب فيه لصاحبه .
رابعا : بتزكية بعض أهل العلم له وثناءهم عليهم ، ويكفي في ذلك من عالم معتبر بأن يكون خبر وعلم ما عند الرجل ، أو زكاه له ثقات عدول ، أو استفاضت عنده سلفيته . فإذا عارضه جرح مفسر ( أي بدليله ) وكان الجارح من أهل الشأن والجرح مفسر معتبر ولم تكن بينهما عداوة أو خصومة أو قرين له فهذا الجرح معتبر ومقبول .أما إذا كان الجرح مبهما عارضه تعديل وتوثيق فهذا لا يقبل فيمن استفاضت عدالته وثقته واشتهر بالسنة وأنه صاحب سلفية ودفاع عن المنهج السلفي وأهله كما قال الشيخ ربيع حفظه الله .وأما ما يدندن حوله بعض من جهل العلم في قاعدة : (( من علم حجة على من لم يعلم )) فهذا لجهله أين تعمل هذه القاعدة ، وتعصبه وركوبه أمواج الفتن ، فإن هذه القاعدة تعمل في الجرح المفسر المعتبر بدليله من عارف بأسباب الجرح .. إذا تعارض مع معدل أو معدلين . أما إذا تعارض جرح مبهم وتعديل فهنا لا تعمل هذه القاعدة بل يطالب المجرح بالدليل فإن أتى به يقال حينها هذه القاعدة بالضوابط المذكورة آنفا وإن لم يأتي رد جرحه ولا يقبل .ناهيك إذا كان الجارح متعنتا ومتشددا قد أطلق لسانه في قوم من أهل السنة مسايرا الحدادية في جرحهم لأهل السنة وأهل التمييع الذين جمعوا بين الغلو والجفاء .
تنبيه مهم :أ - أطالب إخواننا طلبة العلم السلفيين بحق أن يتعاملوا مع الأخبار من المخالف أو المؤآلف على ضوء هذه القواعد .. فإن الإسناد من الدين ، سموا لنا رجالكم ، عمن تحدث ، إن كنت مدعيا فالدليل ، وأن كنت ناقلا فصحة السند .هذا يكون سيفا على رقاب أهل التشغيب والأهواء ويقطع عليهم الطريف إلى أهدافهم الخبيثة ومراميهم السيئة ويريح السلفيين .كما نطالب من تكلمنا في بأن يبين ما عندي من مخالفات بدليلها ، إن كان سمع مني شيئا مخالفا لعقيدة السلف ومنهج السلف في دروسي أو ما نقلته من فتاوى العلماء أو نقل له ذلك عني ، أو سبر ما كتبه بيدي في كتبي ورسائلي ومقالاتي المنتشرة هنا وهناك وأكون له شاكرا على البيان والنصح وأنا راجع إلى الدليل خاضع إلى الحق منقاد إليه مصلح ما كان مني في أمسي وفي يومي وفي غذي إن شاء الرحمن .. وقد برهنت على ذلك والحمد لله .وليعلم إخواننا أن الحجة في الدليل ، وليست الحجة في قيل وقال ، فقد نهانا النبي عن ذلك فقال : << إن الله يرضى لكم ثلاث ... ويكر لكم ثلاث : قيل وقال ؛ وكثرة السؤال ؛ وإضاعة المال >> .افهموا هذا يا إخواننا واحذروا أن يلبس عليكم بعض من تلبس بلباس السلفية من متعصبة الحلبي وأتباع العيد شريفي وغيرهما وأمثالهما ...

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
17-Aug-2013, 02:29 PM
بارك الله في شيخنا الفاضل على التوضيخ والبيان وأسئل الله العظيم ان يرد كيد الكائدين وأسئل الله العظيم رب العرش العظيم الا نكون (أتباع كل ناعق )كما اخبر بذاك الشيخ ابن القيم -رحمه الله-

«أتباع كل ناعق» أي: من صاح بهم ودعاهم تبعوه، سواء دعاهم إلى هدى أو إلى ضلال، فإنهم لا علم لهم بالذي يدعون إليه أحقٌّ هو أم باطل؟ فهم مستجيبون لدعوته، وهؤلاء من أضر الخلق على الأديان، فإنهم الأكثرون عدداً، الأقلون عند الله قدراً، وهم حطب كل فتنة، بهم توقد ويشب ضرامها فإنها يعتزلها ألو الدين، ويتولاها الهمج الرعاع.
وسمى داعيهم ناعقاً تشبيها لهم بالأنعام التي ينعق بها الراعي فتذهب معه أين ذهب!
وهذا الذي وصفهم به أمير المؤمنين هو من عدم علمهم وظلمة قلوبهم، فليس لهم نور ولا بصيره يفرقون بها بين الحق والباطل، بل الكل عندهم سواء.

أبو سعد رضوان المغربي
19-Sep-2013, 09:40 PM
بارك الله فيكم

أبو العرباض عطية أبو زهو
19-Sep-2013, 10:35 PM
بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:


فإن من عقيدة أهل السنة و الجماعة قبول خبر الثقة فخبر الثقة يفيد اليقين و يوجب العمل، أما من يُتثبت من خبره فهو الفاسق كما قال الله تبارك و تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴿الحجرات: 6﴾.


فهذه ءايه في قبول خبر العدل فكيف يرد خبر الثقة و قد زاد وصفا ءاخرا مع العدالة و هو الضبط.


ومعنى المخالفة لهذه الآية الكريمة أنه لا يُتثبت من خبر الثقة.


كذلك كان النبي صلى الله عليه و ءاله و سلم يرسل الصحابي الواحد فيقيم به الحجة كما أرسل معاذاً إلى اليمن ففي سنن ابن ماجه:


حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» رواه ابن ماجه و صححه الألباني.


فهذا أمر من الرسول لصحابي واحد بإقامته للحجة على أهل الكتاب.


كذلك كان الصحابي يحدث الصحابي الآخر عن أمور تتعلق بالغيب و الجنة و النار و اليوم الآخر بل عن غيب الغيوب و هو الله سبحانه فيصدقه و يبني على خبره.


قال مسلم في صحيحة:
وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، جَمِيعًا عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ ابْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ» قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا، لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: «أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ»


فهذا سعيد ابن جبير رضي الله عنه يسأل ابن عباس رضي الله عنهما و ينقل كلامه و لم يقل له قل لي من قال بذلك من الصحابة غيرك أو أنت واحد و لا أبني على كلامك.


وفي صحيح البخاري:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بَيْنَا النَّاسُ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، إِذْ جَاءَ جَاءٍ فَقَالَ: " أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنًا: أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، فَتَوَجَّهُوا إِلَى الكَعْبَةِ ".


فهذا فعل من الصحابة رضوان الله عليهم و هم في عبادة عظيمة و هي الصلاة يدل على بنائهم على خبر الواحد الثقة.


و أود التنبيه على بعض الأشياء التي قد يخلط فيها بعض الشباب و يظن أنها من رد خبر الثقة:


المطالبة بالإسناد هذا لا يعد ردا لخبر الثقة ففي صحيح مسلم:
وحَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِي الْعَقَدِيَّ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي، أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تَسْمَعُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ، وَالذَّلُولَ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ ".


قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل:
حدثنا عبد الرَّحْمَنِ قَالَ ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ رحمه الله نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال سمعت عبدان يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.


فمثلا:
يقول لك أحد الشباب؛ قال الشافعي كذا و كذا، و هو قطعا لم يسمع من الشافعي و يوجد عدة حالات، إما أن يكون عندة كتاب للشافعي رحمه الله نقل منه أو سمع الكلام من شاب أخر أو طالب علم أو عالم أو يوجد في إسناده للشافعي الكثير، فلك أن تستفصل منه.


كذلك قد يقول لك حدثني الثقة، و هذا صنف من الأحاديث الضعيفة و هو من أنواع المبهم.


قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
قوله ( ومبهمٌ ما فيه راوٍ لم يُسم ).
والمبهم هو: الذي فيه راوٍ لم يسم، وهذا هو القسم الثاني عشر من أقسام الحديث المذكورة في هذا النظم.
مثل أن يقول: حدثني رجل، قال: حدثني فلانٌ عن فلان عن فلان، فإننا نسمي هذا الحديث مبهماً، لأنه أُبهم فيه الراوي، وكذلك إذا قال: حدثني الثقة فإنه أيضاً يكون مبهماً، لأننا لا ندري من هو هذا الثقة فقد يكون ثقة عند المحدث، وليس بثقة عند غيره.
وكذلك إذا قال: حدثني من أثق به، فهذا أيضاً يكون مبهماً.
وكذلك إذا قال: حدثني صاحب هذه الدار فإنه يكون مبهماً ما لم يكن صاحب الدار معروفاً.
إذاً فالمبهم هو: كل ما فيه راوٍ لم يُسم، أما ما كان الحديث فيه عن رجل لم يسمَّ مثل حديث أنس ٍ ـ رضي الله عنه ـ قال: دخل أعرابي يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلّم يخطب…الحديث، فالأعرابي هنا مبهم، لكنه لا يدخل في التعريف الذي معنا، لأن الأعرابي هنا لم يحدث بالحديث، ولكنه تُحدِّث عنه.
إذاً فقوله (ما فيه راوٍ لم يُسمّ) معناه أي:
ما كان في السند راوٍ لم يسمّ.
وحكم المبهم أن حديثه لا يُقبل، حتى يُعلم من هو هذا المبهم، وذلك لجهالتنا بحال هذا المبهم، إلا المبهم من الصحابة فإن إبهامه لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدولٌ ثقاتٌ بشهادة الله تعالى لهم في قوله تعالى: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (الحديد: 10). وتزكيته إياهم في قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } (الفتح: 29). وقوله: {وَالسَّـبِقُونَ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَـجِرِينَ وَالأَنْصَـرِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } (التوبة: 100).
إذاً فحكم الحديث المبهم أنه موقوف - يقصد الشيخ متوقف فيه -حتى يتبين من هو هذا المبهم، إلا الصحابة رضوان الله عليهم فإن المبهم منهم مقبول كما سبق بيانه. ) أهـ ( شرح المنظومة البيقونية )


وهذا كلام للشيخ أبي عمر أسامة العتيبي قال:
وقول الراوي حدثني الثقة هو من هذا الباب أيضاً لأنه لم يسمه و إنما وصفه بما يظهر له، و قد يظهر لنا ما لم يظهر لهذا الراوي الذي وثق الناقل إليه ..
لذلك كان من العلماء من يقول: حدثني الثقة، ثم يظهر أنه كذاب أو متروك!
بل من العلماء من وثق محمد بن حميد الرازي و هو يضع الأسانيد و متهم بوضع الحديث.
كذلك الواقدي تسعة من العلماء وثقوه و هو متروك.
و صدقة بن موسى الدقيقي وثقه عالم واحد و ضعفه بقية العلماء..
و هكذا في عدد غير قليل من الرواة..
فقول الراوي:
حدثني الثقة هو حديث فيه مبهم، ولا يمكننا الأخذ بتوثيق هذا العالم مع احتمال خفاء أمره عليه ومعرفة غيره به اهـ.


وهناك أثر عن علي رضي الله عنه أنه كان يتثبت من جميع الصحابة سوى أبا بكر وعمر قال الشيخ جمال الحارثي الأثر ثابت عن علي وهذا ليس ردا لخبر الثقة بل هو من حرص علي رضي الله عنه على العلم إذ أن الرسول كان يبني على خبر الواحد في ثبوت شهر رمضان فمن دونه من باب أولى.


وكذلك حديث ذي اليدين الذي في البخاري:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو اليَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاَةُ، أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَدَقَ ذُو اليَدَيْنِ» فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ.


قال الشيخ محمد بن هادي هاذا لا يستدل به على التثبت من خبر الثقة و لكن النبي صلى الله عليه و سلم كان جزمه أقوى من خبر ذي اليدين فلما قام بعد ذلك من يقول بما قال به ذو اليدين رجع عن جزمه اهـ.


كذلك لو خالف الثقة ثقة ءاخرا ينظر في ذلك، لكن لو نقل لي أخ ثقة و لم يخالفه غيره فما الحامل على رد خبره !، لا يوجد إلا الهوى عياذا بالله.


أي نمرر قواعد علم الحديث كما قررها السلف و لا نبتدع منهجاً متأخراً بقواعد جديدة باطلة كالتفريق بين الرواة و المعاصرين.


هذه خلاصة القول في هذا الأمر.


و الله سبحانه أعلم


و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم
كتبه أبو العرباض عطية أبو زهو
21- محرم -1434 هـ.

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
19-Sep-2013, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ العلامة محمد العثيمين -رحمه الله-

التفريغ

السائل : بعض الدعاة يتهم داعية آخر فإذا قيل له في ذلك قال حدثني "رجل معروف بعلمه وعدله" فإذا قلت له تثبت قال "التثبت فيما إذا كان الناقل فاسقا" فما رأيكم في هذا ؟

الجواب : هذا صحيح كلام صحيح ما حدث في الظاهر أنه إذا أخبرك رجل ثقة لا حاجة إلى التثبت لأن الله قال " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " لكن قد يكون الإنسان ثقة ولكن له هوى فتضعف الثقة من هذه الناحية، نعم

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
19-Sep-2013, 11:36 PM
هذا جواب من استشكل كلام العلامة الشيخ بن عثيمين"للشيخ الفاضل أبي بكر يوسف لعويسي -رعاه الله-بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
هذا جواب من استشكل كلام العلامة الشيخ بن عثيمين" أن الثقة يمكن أن يكون عنده هوى فيكون ضعيفا من هذه الناحية" .
لقد جاءني سؤال من بعض إخواننا يستشكل فيه جواب شيخنا العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين على هذا السؤال :
السائل : بعض الدعاة يتهم داعية آخر فإذا قيل له في ذلك قال حدثني :"رجل معروف بعلمه وعدله" فإذا قلت له تثبت قال :" التثبت فيما إذا كان الناقل فاسقا " فما رأيكم في هذا ؟
الجواب من الشيخ : هذا صحيح كلام صحيح ما حدث في الظاهر أنه إذا أخبرك رجل ثقة لا حاجة إلى التثبت لأن الله قال {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا }} لكن قد يكون الإنسان ثقة ولكن له هوى فتضعف الثقة من هذه الناحية).
وجواب الشيخ واضح ، لا غموض فيه ، ولكن مادام أشكل عليكم ، وقد سألتم وطلبتم بيان وكشف الإشكال فيه فقلتم كيف يكون الرجل ثقة و يكون في نفس الوقت عنده ضعف؟وهل يعني أن خبر الثقة لا يقبل على إطلاقه؟؟
أقول مستعينا بالله : سؤالكم هذا سؤال وجيه مهم ، أبدأ جوابه بالفقرة الثانية منه وهي : هل خبر الثقة يقبل على إطلاقه ؟
والجواب : الأصل في خبر الثقة القبول لأن مفهوم الآية دل على ذلك في قوله تعالى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ َتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}} (6).
والآية ذكر الشيخ -رحمه الله - في تفسيرها أن فيها خبر الفاسق الذي ظهر فسقه فهذا يرد ، وخبر الثقة الذي ظهرت عدالته وثقته فهذا يقبل ، وخبر المجهول فهذا يتحرى فيه حتى ترتفع جهالته وتثبت عدالته ، وانظروا تفسير الشيخ – رحمه الله - لهذه الآية ففيه بحث جيد ماتع .

قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسيرها : " وهذا أيضًا، من الآداب التي على أولي الألباب، التأدب بها واستعمالها، وهو أنه إذا أخبرهم فاسق بخبر أن يتثبتوا في خبره، ولا يأخذوه مجردًا، فإن في ذلك خطرًا كبيرًا، ووقوعًا في الإثم، فإن خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدل، حكم بموجب ذلك ومقتضاه، فحصل من تلف النفوس والأموال، بغير حق، بسبب ذلك الخبر ما يكون سببًا للندامة، بل الواجب عند خبر الفاسق، التثبت والتبين، فإن دلت الدلائل والقرائن على صدقه، عمل به وصدق، وإن دلت على كذبه، كذب، ولم يعمل به، ففيه دليل، على أن خبر الصادق مقبول، وخبر الكاذب، مردود، وخبر الفاسق متوقف فيه كما ذكرنا، ولهذا كان السلف يقبلون روايات كثير [من] الخوارج، المعروفين بالصدق، ولو كانوا فساقًا".

قلت : فمنطوق الآية يأمر بالتثبت والتحري في خبر الفاسق لأنه قد يصدق.. فإذا ثبت كذبه يرد ، ومفهومها إن جاء الثقة العدل أنه يقبل ولا يتبين منه ولكن هذا ليس على إطلاقه ، فإن الثقة أيضا قد يخطئ ويهم .. وخاصة إذا دلت القرائن أن هذا الثقة الذي جاء بالخبر له ميل أو هوى أو تعنت أو هو قرين لمن تكلم فيه ونحو ذلك وهذا ما أراده الشيخ فإن الثقة له جوانب .
منها- قد يكون ثقة في نفسه وليس من أهل هذا الشأن كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله -: إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين ـ وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ممن يقول : قال فلان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أخذت عنهم شيئاً .

وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أميناً ؛ لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن. أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " (1 / 67 )وإسناده حسن والكامل (1/92).

وفي مقدمة مسلم (15) : قال أبو الزناد : أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون لا يؤخذ عنهم العلم ، كان يقال: ليس هم من أهله.تدريب الراوي(1/69) والكامل لابن عدي (1/155) .

وقال عمرو بن محمد الناقد : سأل رجل وكيعاً( يعني ابن الجراح )، قال :يا أبا سفيان ، تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي عن الشعبي في رجل حج عن غيره ، ثم حج عن نفسه ؟ فقال : من يرويه ؟، قلت : وهب بن إسماعيل . قال : ذاك رجل صالح ، وللحديث رجال. معرفة علوم الحديث ( ص/27).

ومنها قد يكون ثقة إلا أنه غير ضابط لما يرويه ، و تختلف نسبة الضبط من شخص لآخر فمنهم من يكون ضابطا ضبطا تاما ومنهم من يكون خفيف الضبط ومنهم من يكثر عنده الغلط ..

فصفة الضبط شرط في قبول خبر الراوي ، فإن ثبوت عدالته الدينية لا يكفي حتى يجمع بينهما .أي بين الضبط والعدالة أن يكون ثقة ضبط وهي وجعلها بعض العلماء أعلى مراتب القبول .

قال أبو حاتم بن حبان : وقد يكون العدل الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به وهو غير صادق فيما يروي من الحديث ؛ لأن هذا شيء ليس يعرفه إلا من صناعته الحديث ، وليس كل معدّل يعرف صناعة الحديث حتى يعدل العدل على الحقيقة في الراوية والدين معاً. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (1/152).

وقال عبد الله بن يوسف الجديع تحرير علوم الحديث(1/161) قلت : واعتبار الضبط الركن الأساس لتزكية الراوي ؛ من أجل كونه يباشر ذات الراوية ، لذلك كان القدح في النقلة بتخلفه أكثر ، فالوهم والغلط قليل ذلك وكثيره إنما هو في ضعف الحفظ .

وليست كذلك العدالة في الدين ، وإنما طلبت لدفع مظنة الكذب ، إذ ضعف الوازع عند رقيق الدين مما يورد الشبهة في أمانته ولا يؤمن منه معه الكذب ، فيكون قادحاً بمجرده للمظنة لا لمباشرته الرواية ، إلا أن يكون ثبوت الكذب منه في الحديث ، وكم تجد فيمن قدح في عدالته الدينية من كان يحفظ ما يحفظ الناس ؟

قلت : فالضبط أيضا على مراتب وليس هو في مرتبة واحدة ويختلف العلماء في نسبة الغلط المعتبر في إسقاط حديث الثقة كما يختلفون في نسبة خفة الضبط من تمامه .. في تصحيح حديثه وتحسينه وتضعيفه ومن هنا اختلفت مراتب الثقة .

ومنها - قد يكون ثقة وعنده بعض الميول كما يُوصف كثير من الرواة ثقة وفيه تشيع ، أو ثقة رمي بالإرجاء أو بالقدر ، وهذا كثير في الرواة ، أو هو ثقة تُكلم فيه بغير موجب للجرح ومع ذلك تُرك ، وقد ألف الذهبي كتابا في ذلك " الرواة الذين تكلم فيهم بغير موجب للجرح " فيخلف الناس في قبول خبره ورده ..

ومنها – أن يكون ثقة متعنت ، فإن الجارح الثقة المتعنت وهو المتشدد في الجرح لا يقبل منه حتى يوافقه معتدل كما بينته في رسالتي التدليل على وسطية علماء الجرح والتعديل ..وأنهم يقسمون علماء الجرح والتعديل إلى ثلاثة أقسام ، متعنتون ، ومتوسطون ، ومتساهلون كما ذكره السخاوي – رحمه الله - في فتح المغيث وغيره ..

ومنها- أن يكون ثقة قرين لمن تكلم فيه ، فكلام الأقران ينظر فيه إن وافقه عالم معتدل متوسط قبل وإلا يطوى ولا يروى كما ذكره الذهبي في كتابه الرواة الذي تكلم فيهم بغير موجب للجرح ..

ومنها– أن يكون ثقة عند قوم غير ثقة عند آخرين ، وهذا بينته في مقالي : التنقيح في بلدي الرجل أعلم به ..وإذا كان العلماء ردوا قول الشافعي حدثني الثقة فمن باب أولى أن يرد قول غيره لأنه قد يكون ثقة عنده فاسق عند غيره ، أو غير مرضي عند غيره ..

ومنها – أن يكون الذي وثقه غير معتبر توثيقه عند علماء الجرح والتعديل للاعتبارات السابقة وقد يكون أيضا متساهلا في التوثيق يعدل المجاهيل كابن حبان والحاكم والبيهقي - رحمهم الله- وهكذا ...

فهذه الأمور توجب التحري في خبر الثقة ورد جرحه إذا دلت القرائن أن له ميولا أو هوى كما قال الشيخ -رحمه الله- وخاصة في زماننا الذي كثرت فيه الفتن وكثر فيه أدعياء المنهج السلفي وخاصة إذا كان الجرح مبهما أو كان مفسرا وأسبابه غاضمة كأن يقول هذا الثقة : فلان كذاب أو حدادي أو تكفيري خارجي أو من الغلاة المتشددين ، وغير ذلك .. فهذا لا شك أنه جرح مفسر كما يطلقه الشيخ ربيع والشيخ على كثير ممن تكلم فيهم وكتب فيهم بأدلته وكذلك غير من علماء الجرح في هذا الزمان والذين يثبتون أحكام الشيخ ربيع ويوافقونه عليها كالشيخ عبيد والشيخ الفوزان والشيخ محمد بن هادي المدخلي وغيرهم ...

فهذا لا يحتاج أن يراجع أما غيره ممن لم يبلغ درجة الاعتبار عند الكبار فإذا روجع في ذلك وتُبين منه قال : كذبه كذا.. وكذا..ومنهجه كذا..وكذا.. ويبينه فهذا لا يجوز رده ، أما إذا روجع في ذلك ولم يبينه وبقي يتردد مرة كذا ومرة كذا ، أو يقول أخبرني الثقة ولا يسميه أو حاد عن الجواب وجاء بخلاف ما جرح به فهذا يرد ولا يقبل منه .

تنبيه إلى كل منصف نبيه :

بقي أن تعرفوا ومن العلم ينبغي أن تغرفوا أن المشكلة فيمن نقل كلام العلماء الثقات بأمانة وصيانة ؛ أو بتحريف وخيانة أو رده بعناد ؛ أو تكبر وفساد ، أو تعصب وغلق لجميع الأبواب ، أو لا يلزمني ولا بد أن تسمعوا مني ، أو توقف فيه ؛ بحجة التحري والتوجيه ، أو التثبت من الدليل ، لأنه معدود من الأقاويل ، أو أن غيره خالفه وجاء بما يناقضه ، أو أنه جرح غير مفسر ، وليس عليه أي أثر ، أو مفسر يحتاج إلى دليل حتى نقطع الصياح والعويل ، أو أن المتكلم به غير ثقة عنده فيجب رده ، أو أنه لم يبلغ درجة العلماء ، فهو معدود من الطلاب أو السفهاء ، أو أنه متشدد يكيل بمكيالين ، مرة للغالين ومرة للمميعين ، أو غير ذلك مما يجري بين طلاب العلم التابعين غير المتبوعين المتعصبين غير المنصفين .

فالكثير منهم لا يتقيدون بهذه القواعد التي قعدها أهل العلم بإنصاف بعيدا عن الغلو والإجحاف ، ولا يتجردون من الذاتية والبحث عن الحق قبل الاعتقاد بأن متبوعه محق ، وأن يتفانى في الدفاع عنه بصدق ، فكل يغني على ليلاه وينتصر لهواه فيقبل ما شاء ويرد مالا يرضاه ، ويتحجج أو يتبجح ببعض هذه القواعد وهو عن العمل بها قاعد ، وبالجهل والتعصب يعاند ، فالمشكلة كل المشكلة اليوم هي في ثبوت العدالة وتأويل الكلام والأدلة ؛ من بعض الأتباع الرعاع الذين لا يطيقون لغير شيخهم سماع ، والذين كانوا سببا في تمزق الأمة ولا يراعون لعالم حرمة ، في حق قاله أو مذمة ، والعجب من الكثير منهم أنه يتكلم عن خبر الثقة ردا وقبولا ، جملة وتفصيلا ؛ من جهته وبين طائفته ، وهو يكذب ويعرف أنه يكذب بل ويحذر من الكذب ، ويَهُبُّ كالريح يذب عن شيخه وجماعته ولا يستريح .

ويعتبر نفسه من الثقات الأثبات ويرمي غيره بكثير من الادعاءات ، فهم سبب في الفتن والابتلاءات ، وقد ابتلي السلفيون بصنفين من الناس ، كل منهما تنتسب للسنة وفي يدها فأس ، تضرب به مخالفيها وتقول لأتباعها لا بأس ؛ لا بأس ، يُهدم به المنهج السلفي وهو يتبرأ من السبيل الخلفي ، ترمي كل منهما الأخرى بالكذب وسقوط العدالة ، وثبوت الفجور والرذالة وعدم الثقة وأنها سبب الفرقة والشقة ، ولم يسلم منهم حتى كبار أهل العلم بالتجهيل والظلم ، ونوع ثالث مدسوس ينخر في جسم المنهج الحق كالسوس ، فبقي الكثير من الشباب حيران أين الحق عندنا أم عند الجيران ، وما هذه الفتن عنكم أم عند أبي الحسن ، فيا قوم اسعفوني أكاد أغرق في دموعي من جفوني والأسى يعصر قلبي على يقيني ، أين الحق ؟ أين الصدق ؟ انبؤني ، وآخر رجع القهقري وهو يقول اتركوني ، اتركوني؛ لا أريد منهجكم فما أنا عليه يكفيني .

نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه وأن يثبتنا عليه حتى نلقاه ، وأن يرزقنا الإخلاص والإنصاف والصبر وأدب الخلاف إنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين .

أملاه : أبو بكر يوسف لعويسي

الجزائر 27/11/1432هـ

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-Apr-2014, 10:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

فائدة
ـ قال ابن الصلاح رحمه الله[المقدمة: ص/68]:
"وأما الجرح فإنه لا يقبل إلا مفسرا مبين السبب، لأن الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح، فيطلق أحدهم الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرح في نفس الأمر، فلا بد من بيان سببه، لينظر فيه أهو جرح أم لا، وهذا ظاهرمقرر في الفقه وأصوله، وذكر الخطيب الحافظ: أنه مذهب الأئمة من حفاظ الحديث ونقاده، مثل البخاري ومسلم وغيرهما، ولذلك احتج البخاري بجماعة سبق من غيره الجرح لهم، كعكرمة مولى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وكإسماعيل بن أبي أويس، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم، واحتج مسلم بسويد بن سعيد وجماعة اشتهر الطعن فيهم، وهكذا فعل أبو داود السجستاني، وذلك دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا إذا فسر سببه، ومذاهب النقاد للرجال غامضة مختلفة..."

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-Apr-2014, 10:29 AM
(http://www.salafmasr.com/vb/showthread.php?p=8735)
(http://www.salafmasr.com/vb/showthread.php?p=8735)سئل العلامة الوالد زيد بن هادي -رحمه الله- (http://www.salafmasr.com/vb/showthread.php?p=8735) (http://www.salafmasr.com/vb/showthread.php?p=8735)
ما هو ضابط قبول خبر الثقة في الخصومات والحدود؟ (http://www.salafmasr.com/vb/showthread.php?p=8735)

السؤال:أحسن الله اليكم يقول السائل ما هو ضابط قبول خبر الثقة في الخصومات والحدود فهل إذا قال أن فلان زاني أو سارق أو لوطي أو كذاب نسلم له مع العلم أن المدعى علية يقسم على بطلان قول هذا المدعي وحتى أنه دعاه إلى المباهلة نرجو التوضيح حفظكم الله؟
الجواب:أولاً اتهام الناس وجرح الناس كبيرة من الكبائر إذا جرحه وليس بمجروح وقع فى كبيرة لأنه بهته إذاً لا يقبل قول الجارح ألا إذا كان مفسراً إذا قيل لما جرحتة بكذا ؟ فلابد أن يكون عنده تفسير بهذا مقبول ،فالحاكم الشرعي أو العالم المفتي لابد أن يتثبت فى قضية الجرح والتعديل ولا يحكم حتي يتبين له جرح المجروح وتزكيه العدل ولا يجوز لأحد أن يعتدى على أحد بجرح وهو كاذب فى ذلك اهـ1

http://www.islamup.com/download.php?id=91343

[1]السابع من جمادى الثانية1431هـ من شرحه على منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار صلى الله عليه وسلم.

أبو الوليد خالد الصبحي
28-Apr-2014, 04:48 PM
جزاك الله خيرا مصطفي وبارك الله في شيخنا الولد المربي عبيد الجابري
نعم نحن أمة دليل .........
نحن أمة البينة والبرهان والدليل ، قال الله تعالى :{ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..} تبينوا البينة والحجة والدليل على صدق المخبر الفاسق والمجهول ..لتقطعوا الطريق على كل ضال زنديق ، وكل مبتدع صاحب ضالة وتفريق.

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-May-2014, 09:26 PM
الشيخ عبيد -حفظه الله- (http://ar.miraath.net/fatwah/8470)
السؤال:
أحسن الله إليكم، وهذا سائلٌ يقول: إذا كان العالمُ المعتبر قد جَرَّح أحدًا؛ هل يلزمنا أن نقبل هذا الجرح؟



الجواب:
الجرحُ من أصولِ هذا الدين، وهو أمانة في عُنقِ الجارح، والمعروف عند أهل السنة من الأئمة ومن بعدهم من طلاب العلم مُؤَهَّلين أنهم لا يجرحون إلَّا بدليل، دليل لا يقبل التأويل؛ فهذا يلزم جرحه.
وإذا تعارض جرحٌ وتعديل، فالجرح المُفَسَّر مُقَدَّم على التعديل المُجمل؛ لأن الجارح عنده علمٌ زائد على ما عند المُعَدِّل. نعم.

أبو الوليد خالد الصبحي
17-May-2014, 06:12 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
11-Sep-2014, 05:54 PM
وإياكم

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
06-Dec-2014, 09:56 PM
العبرة بما قام عليه الدليل من الآراء المختلفة..العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- العبرة بما قام عليه الدليل من الآراء المختلفة


قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ، نسمع ونقرأ لمن يقول الاختلاف في الآراء رحمة والآخر يقول الأخذ بالخلاف فيه تيسير على الناس. ونقول لهؤلاء

أولاً: الله عزَّ وجلَّ يقول: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) والرد إلى الله هو الرد إلى القرآن والرد إلى الرسول هو الرد إلى السنة ويتولى ذلك العلماء المتخصصون، ونقول.

ثانياً: إن اليسر والسهولة فيما شرع الله في كتابه وسنة رسوله. وأما الأخذ بالآراء المخالفة للكتاب والسنة فهو مهلكة قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .

يقول بعض العلماء:

وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر

ثالثاً: نقول الأخذ بالأقوال التي لا دليل عليها يعتبر من اتخاذ الأرباب من دون الله - قال تعالى عن النصارى (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) ، ولما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية قال يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم قال صلى الله عليه وسلم: (أليسوا يحلّون ما حرَّم الله فتحلّونه ويحرِّمون ما أحلَّ الله فتحرِّمونه قال: بلى. قال فتلك عبادتهم).

وهناك من يقول إن الوقت الآن قد اختلف فلا يناسبه إلا الأخذ بالآراء التي توافق أهواء أهل هذا العصر - وهذا القول معناه أن الشريعة غير صالحة لكل زمان ومكان ولا أن شريعة الله عامة للأولين وللآخرين إلى أن تقوم الساعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي). ونسمع من يقول: إن الخلاف رحمة - فنقول الرحمة هي بالاجتماع وليست في الاختلاف والله تعالى يقول: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) ، ويقول (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، ويقول جلَّ وعلا: (وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ)، وهم الذين لم يختلفوا فإن الله قد رحمهم.

قال الإمام مالك: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها)، فلا نجاة إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في كل زمان ومكان، وفَّق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كتبة (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15350)

صالح بن فوزان الفوزان (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15350)

عضو هيئة كبار العلماء (http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15350)

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-Feb-2017, 11:02 PM
السلام عليكم ورحمة وبركاته
للفائدة