المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كذبت يا بوادي ( بل الجامية أُقنُوم وأس السلفية الحقة وإن رغمت الأنوف )



أبو يوسف عبدالله الصبحي
02-May-2010, 03:18 PM
كذبت يا بوادي ( بل الجامية أُقنُوم وأس السلفية الحقة وإن رغمت الأنوف )

( 1 )

قال الكاتب / أحمد بوادي ... في مقالته المعنونة تحت اسم : " الأمة الإسلامية : بين الفكر الجامي والإرجائي !!! والسلفية " ... والمنشورة بتاريخ 30 / 4 / 2010 م .

( أما أعداء السلفية اليوم فقد تزينوا بلبوسها وادعوا أنهم من حماتها ومن المخلصين والذابين عن حياضها فلا تعجب إن سمعت أو قرأت مقالاتهم وهم يقولون : " الحمد لله أننا سلفيون " !!

فأفرزت هذه الأفكار بعض الجماعات والأحزاب والأفكار المنتسبة للسلفية زورا وبهتانا
كمن يسمى بفكر الجامية أو مرجئة العصر التلفية .

ودفاع هؤلاء عن السلفية محاولة يائسة منهم نتيجتها تمريغها بالتراب والقضاء عليها وتشويه صورتها لتمكين الأعداء للنيل منها .

وكان من جراء تلك الفرق المنحرفة أن قسمت السلفية حتى أضحت سلفية جهادية وسلفية معتدلة وسلفية خلوفية .

ومن نتائج الفكر الجامي والفكر المرجئ العصري تسييس الدعوة السلفية وخدمة أعداء الدين من خلالها فزينوا لهم الفتاوى وأنزلوا لهم الأحكام واستدلوا لهم بالآيات وجاؤوا لهم بأقوال السلف على أنهم ما خرجوا عن أقوالهم ولا زادوا على فتواهم .

وتبجحوا بالأقوال ، وقالوا : " لا تحك رأسك إلا بالآثار " .

كلمة حق أريد بها باطل ، منهجهم العمل بالمجمل دون المفصل وأخذهم بالإطلاق مع تركهم التقييد ، والعمل بالعموم بدون التخصيص وأنهم ما أفتوا إلا من المحكم مع ترك المشتبه .

فأفتوا للأعداء بجواز سفك الدماء المعصومة بحجة أنهم بغاة ووالوا اليهود والنصارى بحجة العهود والمواثيق ، وبدعوا وجرحوا ، وفسقوا وضللوا ، عطلوا الجهاد ، وناصروا الأعداء .


وهناك فئة أخرى من الدعاة ممن يظنون من أنفسهم رفع راية السلف والسلفيين ينخرون بها من حيث يعلمون أو لا يعلمون .

فيعمل الواحد منهم على تمجيد أهل البدع والثناء عليه بدون بيان أو تبيان لحال ذلك الشخص وتعظم المصيبة عندما يكثر النقل عنه أو الحديث عليه ، أو الدفاع عن فكره ، فيصبح الواحد منهم كقطعة النقود بوجهين متقلبا في جيوب الآخرين.

والواجب على هؤلاء الدعاة أن يتبرؤوا من فكر هذا الرجل ومن نهج دعوته وبيان ما يقع فيه من ضلال وتضليل لعباد الله لأن ثناء من يثق في دينه وعلمه على رجل من أهل البدع بدون تبيان لحاله يفهم منه صحة منهج ذلك الشخص والدعوة للاستفادة منه ، وتكمن الخطورة بهذا الشخص عندما ينتمي إلى حزب أو جماعة ما فيتأثر الناس بحبهم له وثناء الناس عليه وينتج على ذلك اعتقادهم بصحة منهجه المخالف بطبيعة الحال لمنهج السلف فتحصل النتائج السلبية على الدعوة السلفية لأن من اتبع هذا الرجل نتيجة ثقة الناس بمن دعا وأثنى عليه تجعلهم يتبعوا فكره ، وتكون هذه طعنة قوية في الدعوة السلفية !!! ) .

التعليق :

قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي " حفظه الله تعالى " .. .. .. في مقالته المعنونة تحت اسم : " من هم الخوارج المارقون والمرجئة المميعون ؟؟؟ " ... والمنشورة بتاريخ 17 / رمضان / 1422هـ .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه . أما بعد :

فإنَّ من الفتن العظيمة التي أصابت كثيراً من المسلمين في دينهم وعقولهم وأثرت في حياتهم وحياة المسلمين عموماً ، الركون إلى أهل الضلال والبدع والجهل بأصول الإسلام ثم الانحراف عنها واتباع المتشابهات من النصوص الشرعية والإعراض عن المحكمات المسلمة لدى أئمة العلم والسنة والهدى من الخلفاء الراشدين فمن بعدهم من الأئمة المهديين .

والفتن كثيرة وقد يجتمع كثير منها في شخص أو جماعة ومن أشد هذه الفتن فتنة خوارج ومرجئة العصر حقاً ، فلهذه الفتنة بشقيها المتناقضين انتشار واسع ولهما ضجيج إعلامي مزلزل ومرعب يعرض بكل قوة في شتى الوسائل ، كالكتب والرسائل وفي سائر وسائل الإعلام والتوجيه فعم شره وطم .

وإغراء مادي قد يفوق النوع الأول يغري أخساء النفوس الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويشترون الحياة الدنيا بالآخرة فزاد البلاء وعم .

وفي هذه المناقشة سنواجه هاتين الفتنتين وما رافقهما من إفك وظلم للحق وأهله .

أما فتنة الخوارج حقاً فهي فتنة الخوارج القديمة التي تطاول مؤسسها الأول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعن في عدالته ، وواجه الخارجون من ضئضئه صحابة رسول الله صلى لله عليه وسلم ورضي الله عنهم وعلى رأسهم على بن أبي طالب الخليفة الراشد فاستأصل شأفتهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وحض على قتلهم ورغب فيه .

وجاء الخوارج الجدد فطوروا هذه الفتنة وزخرفوها بشعارات ودعايات إسلامية مبطنة بأكاذيب وأباطيل وتلبيسات وقلب للحقائق يتنـزه عنها أسلافهم الغلاة ، وتبلغ فتنتهم أوجها حين يتظاهرون بمحاربة فكر الخوارج والإرجاء وتزداد خطورتها وخطورتهم حين يقذفون بها بهتاً أهل الحق الأبرياء الذابين عن دين الله الحق ، والمحاربين للبدع صغيرها وكبيرها .

فكر الخوارج وعقيدة الإرجاء

هذه الفئة قد أرهقت الأمة بمشاكلها ولا تعالج مشاكلها العقدية ولا المنهجية ولا السياسية بل أهملت الأولين بل حاربت من يقوم بهما وهما الأساس الذي لا بديل له في الدنيا والآخرة ولا يسبقهما سابق .

وأغرقتهم في السياسة الباطلة بما فيها من أوهام وأحلام وتكهنات باسم فقه الواقع فأساءوا أيما إساءة إلى الإسلام والمسلمين فأفسدوا خلاصة شباب الأمة وأذكياءها ، فربوهم على بغض أهل السنة وتشويههم وتشويه منهج الله الحق الذي يدعوا إليه أهل السنة والتوحيد ، ويربون عليه من استطاعوا تربيته من أبناء المسلمين .

تعلق هؤلاء القوم السياسيون بجانب من الإسلام ، هو ما سموه بالحاكمية تعلقاً سياسياً فحرفوا من أجل ذلك أصل الإسلام كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) وفسروها بمعنى لا يعرفه الأنبياء ولا العلماء من الصحابة فمن بعدهم فقالوا : إن معنى لا إله الا الله : لا حاكم إلا الله ، والحاكمية أخص خصائص الألوهية .

وشهد كبراؤهم أن الذي فسر لا إله إلا الله قد بين معنى لا إله إلا الله بياناً لا نظير له في هذا العصر ، وصدقوا فلم يسبق الرجل إلى هذا المعنى أحد ، لا الأنبياء ولا المصلحون ، ذلك المعنى الذي ضيع المعنى الحقيقي لـ " لا إله إلا الله " .

وجاء فريق منهم لما لم يسلم العلماء حقاً بـهذا التفسير فقالوا : إن التوحيد أربعة أقسام ، رابعها توحيد الحاكمية ، وهي لعبة سياسية من جملة ألاعيبهم وحيلهم على الأمة يريدون تخدير من استطاعوا من الشباب السلفي حتى إذا سلموا بهذا التقسيم واطمأنوا إليه جعلوا الحاكمية هي المعنى الأول والأخير لـ " لا إله إلا الله " .