المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبيان على قطبية سليمان العلوان



أبوشعبة محمد المغربي
26-Aug-2013, 02:00 PM
التبيان على قطبية سليمان العلوان



بسم الله الرحمان الرحيم


الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات ، ثم الصلاةُ والسلام على أشرف البريات وخير من بين دين الإسلام وتركنا عليها بيضاء نقيَّة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه المكثرين من الطاعات وعلى من تبعهم ما دامت الأرضُ والسماوات
أما بعد:

فهذا ردٌّ على تعميم عدم الحكم بغير ما أنزل الله على جميع البلدان المسلمة ، والذي ساقه العلوان عند شرحه على نواقض الإسلام العشرة لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب -عليه رحمة الله تعالى-.

حيث قال:'' ... وقد تغيرت الأحوال، خصوصاً في هذا الزمان الذي يشبه أزمان الفترات، فاعتاضوا عن كلام الله ورسوله وحكم الله ورسوله بآراء اليهود والنصارى، الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، ورضوا بتحكيم آراء الرجال '' .
يلا حظ من كلامه هذا تعميمه لجميع بلدان المسلمين ، وهذا في حدِّ ذاته ظلم وحيف !! لا غُبار عليه .
إذ كيف لم تستثني المملكة العربية السعودية؟! دولة التوحيد والسنَّة ، والتي تقيمُ فيها وتتنفس هواءها وتأكل وتشرب وتٌكسى من فضل الله منها ، ثم إن كلامك ووصفك لهذا الزمان وتشبيهك له بزمن الجاهلية عين مذهب سيد قطب ولا مناص من ذلك حيث يقول ويصرِّح بذلك في عبارات له عديدةٍ :

'' منها على سبيل الذكر ما أورده في تفسيره «في ظلال القرآن» كعبارة «أقوام من الناس من سُلالات المسلمين ويقطنون ديار الإسلام إلا أنها.. هجرت الإسلام حقيقة، وأعلنته اسمًا»، وكقوله «كمعابد الجاهلية»، والثالثة قوله: «لقد استدار الزمان كهيئته يوم جآء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد.. وإن ظل فريق منها يردد على المآذن «لا إله إلا الله» دون أن يدرك مدلولها» ... ''

وغيرها من العبارات الواضحة وضوح الشمس في رائعة النهار .

ثم إن الزمان هو الزمان ، والذي يتغيرُ هم عُماره ... كما قال الشاعر :


نعيب زماننا والعيبُ فينا ... وما لزماننا عيبٌ سوانا


فالعيب على الناس الذين يستبدلون ما أمر الله ـ عز وجل ـ به بما تمليه عليه أهواءهم ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : « تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلُّواْ بعدي كتاب الله وسنتي » ، ويقول عليه الصلاة والسلام : « وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » ...
ففي اتباع الوحيان عصمة ونجاة لا تعدلها نجاة ، أمن في الدنيا وسلامة و ورود للجنان وهذا وعدٌ من الرحمان -جل شأنه وتبارك اسمه -.
وعن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قال: '' توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وذكر لنا منه علما '' .
ثم إن الحكم بغير ما أنزل الله منه الكفر الأكبر ومنه دون ذلك ، وفي قول الله ـ جل وعزـ:﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾(١) قال في تفسيرها حبرُ الأمَّة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( ليس الكفر الذي تذهبون إليه ) .
وعامة التكفيريين وأتباع القطبيين ورؤوسهم يضعفون هذا الأثر مع صحته وثبوته لحاجة في نفوسهم وهي تكفير حكام المسلمين من غير ضابط ولا خطام ولا زمام .
ثم إن المملكة العربية السعودية -حرسها الله وسائر بلدان المسلمين ووفق ولاتهم لما يحبُّ ويرضى - ، قد شهد لها العلماء الأعلام على أنها تحكم بشرع الله وتحكمه .
قال الشيخ العلامة عبدالعزيز بنُ بازٍ -رحمه الله- :
هذه الدَّولة السعودية دولةٌ إسلاميةٌ والحمدُ لله ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر، وتأمرُ بتحكيم الشَّرع وتُحكمه بين المُسلمين .
وقال -رحمه الله- : العداءُ لهذه الدولةِ عداءٌ للحقِّ، عداءٌ للتَّوحيد، وأيُّ دولةٍ تقومُ بالتوحيد الآن؟ أي دولة؟؟ من ممَّن حولنا من جيراننا ... من منهم يدعو للتَّوحيد الآن ويُحَكِّم شريعة الله ويهدم القباب التي تعبد من دون الله من ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة غير هذه الدَّولة ؟
وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله -:
البلادُ كما تعلمون بلادٌ تحكمُ بالشريعة الإسلاميةِ ولله الحمد والمنَّة .
وقال فيها الشيخ العلامة الفوزان - حفظه الله - عن الدَّولة ودعوتها السلفية :
لها أكثر من مائتَي سنة، وهي ناجحَة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطَّريق الصَّحيح، دولةٌ قائمةٌ على الكتاب والسنة، ودعوةٌ ناجحةٌ لا شك في ذلك .
وقال العلامة الألباني -رحمه الله - :
أسألُ اللهَ أن يُديمَ النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظَ دولةَ التوحيدِ برعايةِ خادمِ الحرمين الشريفين .
وقال محدث اليمن العلامة مقبلٌ الوادعي -رحمه الله -:
وأنا في فندق دار الأزهر بمكَّة ، بعض الليالي لا يأتيني نومٌ، وأخرج إلى الحَـرم نصف اللَّيل وحدي، فهذا الأمنُ الّذي ما شاهدتُه في بلَدٍ ، إنَّ سببه هو الإستقامة على كتاب الله وعلى سنَّة رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، من المسؤولين، ومن كثير من أهل البلد .
وقال العلامة حمادٌ الأنصاريُ -رحمه الله -:
من أواخر الدولة العباسية إلى زمنٍ قريب، والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة، ولهذا نعتقد أن الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدةَ السلف الصالح، بعد مدةٍ من الإنقطاع والبعد عنها إلا عند ثلةٍ من النَّاس .
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة -حفظه الله - :
المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد، دولة سلفية محكمة لشرع الله وسارت على هذا بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه، ولازالت ولله الحمد على هذا المنهج وقد نفع الله بها الإسلام والمسلمين في ميادين كثيرة جداً . انتهى (٢) .


وهذا هو الحقُّ ما به خفاءٌ ... ودعني من بنيات الطريق


وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .


وكتبه/
أبوشعبة محمد القادري
عفا الله عنه وعن والديه

ـــــــــــــــــــ
(١) - قال الشيخ العلامة محمد الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان له :
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، اختلف العلماء في هذه الآية الكريمة : هل هي في المسلمين ، أو في الكفار ؟ ، فروي عن الشعبي أنها في المسلمين ، وروي عنه أنها في اليهود ، وروي عن طاوس أيضا أنها في المسلمين ، وأن المراد بالكفر فيها كفر دون كفر ، وأنه ليس الكفر المخرج من الملة ، وروي عن ابن عباس في هذه الآية أنه قال : ليس الكفر الذي تذهبون إليه ، رواه عنه ابن أبي حاتم ، والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، قاله ابن كثير.[ ص: 406].

(٢) - الأمن في الأوطان مطلب كل مصلحٍ إنسان لفضيلة الشيخ جمَال بن فريحان الحَارثي ـ حفظه الله ـ ط . دار الكتاب والسنة .