أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-Sep-2013, 06:01 PM
إيقادالشعلة في وجه من أباح نكاح المتعة ..الشيخ الفاضل أبي بكر يوسف لعويسي -رعاه الله-
إيقاد الشعلة في وجه من أباح نكاح المتعة
الجزء الاول
بسم الرحمن الرحيمإن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين تسليما كثيرا .
أما بعد: فإن عدو الله إبليس – أعاذ نا الله وإياكم منه – ما برح يسعى في إغواء العباد وإضلالهم عن طريق الحق وجادة الصواب ، فزين لهم الباطل ، وصدهم عن سبيل الحق ، تارة بالشهوات ، وأخرى بالشبهات ، ولم ولن يترك سبيلا إلا سلكه يغويهم ويضلهم ، وقد أخبرنا الله سبحانه بذلك فقال : [[ قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ]] الحجر : 39 – 40 .وقال عز وجل :[[ قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ]] الأعراف :16 – 17 .فلم يترك وسيلة إلا استعملها في مسلكه الخبيث الفاسد ، حتى يستعمل بعض الأحيان الحق ليصل إلى هدفه ، قال تعالى مقررا هذا :[[ وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ]] وفي الصحيحين : >> .. قال لأبي هريرة : ألا أعلمك كلمات إذا قلتها في الصباح لم يقربك شيطان حتى تمسي ، وإذا قلتها في المساء لم يقربك شيطان حتى تصبح ، آية الكرسي . فلما أخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم : قال له النبي : >> صدق وهو كذوب << .
والأبواب والمداخل التي يأتي منها ليجهز على بني آدم كثيرة ، ومنها باب تتبع رخص الفقهاء وزلاتهم ، التي فتحها الشيطان على مصراعيها للتلبيس على العِبادِ والعلماء والعُباد ، وخدع بذلك الكثيرين من المسلمين ، وها نحن نسمع ونقرأ من يتتبع رخص بعض العلماء المتمثلة في زواج المتعة ، لتنتهك الحرمات ، وتستباح الأعراض ، وتموت الفضيلة ، ويمزق المجتمع [ أيدي سبأ] ،وتترك الواجبات تعلقا بقول زيفٍ وتمسكا برخصةٍ كالطيف .
فصار هؤلاء يحكمون أهواءهم في مسائل الخلاف ، فيأخذون أهون الأقوال وأيسرها على نفوسهم دون استناد إلى دليل شرعي ، بل تقليدا لطائفة منحرفة عن الخط المستقيم للطائفة الناجية ،أو تقليدا لزلة عالم فلما بان له الحق رجع عنها ، وهم لم يرجعوا ، فإذا ما نصحوا بالدليل الراجح ، وطولبوا بـحـجج الشرع الواضح تنصلوا من ذلك بحجة واهية ، وهي أن زيدا من الناس أفتى بذلك ،معتقدين أن في قوله ذلك حجة لهم يوم القيامة ، فإن قيل لهم ، لقد خولف فيه ، وقد رجع عنه ، لو رؤوسهم بلي أعناق الأدلة لما في نفوسهم من هوى ، وصدوا وهم مستكبرون ، وإن تعجب من ذلك ، فدونك ما هو أعجب منه ، إنهم يأخذون رخصة ذلك المفتي من العلماء في هذه المسألة – نكاح المتعة – ويهجرون أقواله الثقيلة على نفوسهم في المسائل الأخرى ، فيعمدون إلى التلفيق ، والترقيع بين الأقوال ، والمذاهب ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ولا يخفى عليك أخي المسلم ما في هذا المسلك – تتبع الرخص - من التهاون بحدود الشرع ، مما ينتج فوضى في جميع مجالات الحياة لا حدود لها ، ومنها الأخطار والأضرار الناجمة عن نكاح المتعة كما سأبينه - إن شاء الله - .
ولما كان الأمر كما ذكرت لك ، والخبر كما سقته لك ، رأيت أن أكتب هذا الرد على صاحب المقال >> زواج المتعة هو الحل << مبينا فيه بطلان ما ذهب إليه ، وأن ذلك القول هو مذهب بعض الشيعة الروافض ، الذين من أبرز سماتهم التكذيب لله ولرسوله ، والوضع والكذب عليهما ، والتأويل والتحريف للكلم عن مواضعه ، أما علماء السنة وثقاتهم فيمتازون بالصدق والأمانة ،والضبط ، والانصاف، وقد أجمعوا من عصر الصحابة إلى عهد الأئمة أصحاب المذاهب ، إلى اليوم على تحريم نكاح المتعة تحريما أبديا بنص الحديث النبوي بعد أن كان مباحا للضرورة الملحة ، وما شرع للضرورة يبقى في حكم الضرورة ، وليتجاوزها، لأن الضرورة تقدر بقدرها ، هذا إذا لم يأتي ما يقطع هذه الضرورة ، فكيف ، وقد جاء ذلك صريحا صحيحا .وقد ذكر الإجماع جماعة من أهل العلم منهم ابن المنذر ، وابن حزم ، وابن تيمية ، والقرطبي ، والنووي ، وسيد سابق ، والزحلي وغيرهم .
وما نهزني إلى القيام بهذا الواجب هو ما رأيته في مقال صاحبنا من نسبة الكذب إلى الله ورسوله ،كقوله :حلت المتعة بالكتاب والسنة ، والتلاعب في تحريف الأدلة ، كاستدلاله بآية [ النساء :24 ، وآية الأحزاب :50 ] على أن الأجر فيهما هو ثمن الاستمتاع ، وتزييف الحق ، وتزيين الباطل ،بطرح شبهات كثيرة وكبيرة باطلة يلبس بها على أهل الحق ، يريد فتح باب من الشر عظيم في هذه الأمة السنية .
وتجد أخي القارئ في هذه الرسالة ، التعريف بنكاح المتعة لغة وشرعا ، أركانه وشروطه ، والصور التي يختلف فيها عن الزواج الصحيح ، ثم أذكر حكمه عند علماء السنة ، ثم أناقشه في مقاله فقرة فقرة ، حتى يتبين للقارئ مدى خبطه ، وخلطه للحق بالباطل ، ثم أذكره بالحل الذي ينبغي أن نحسس المجتمع به ، وليس الحل أن نوسع دائرة الضرورة على فرض صحة ما ذهب إليه، ونجعلها حكما مطردا في جميع الحالات مما يجعل المجتمع يعيش فوضى عارمة فوق ما هو فيه من فساد ، وأخيرا ، أذكره الله في أعراض هذه الأمة ، وأن لا يكون مفتاحا للشر ، مغلاقا للخير ، فلأن يكون العبد تابعا في الخير ذيلا فيه ، خير من أن يكون رأسا في الشر متبوعا .فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، هذا باختصار، وأسأل الله لي وله الهداية وقبول الاستغفار. آمين .
تعريف المتعة
يمكنكم القراءة من الملف وراد
أخوكم مصطفى
إيقاد الشعلة في وجه من أباح نكاح المتعة
الجزء الاول
بسم الرحمن الرحيمإن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين تسليما كثيرا .
أما بعد: فإن عدو الله إبليس – أعاذ نا الله وإياكم منه – ما برح يسعى في إغواء العباد وإضلالهم عن طريق الحق وجادة الصواب ، فزين لهم الباطل ، وصدهم عن سبيل الحق ، تارة بالشهوات ، وأخرى بالشبهات ، ولم ولن يترك سبيلا إلا سلكه يغويهم ويضلهم ، وقد أخبرنا الله سبحانه بذلك فقال : [[ قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ]] الحجر : 39 – 40 .وقال عز وجل :[[ قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ]] الأعراف :16 – 17 .فلم يترك وسيلة إلا استعملها في مسلكه الخبيث الفاسد ، حتى يستعمل بعض الأحيان الحق ليصل إلى هدفه ، قال تعالى مقررا هذا :[[ وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ]] وفي الصحيحين : >> .. قال لأبي هريرة : ألا أعلمك كلمات إذا قلتها في الصباح لم يقربك شيطان حتى تمسي ، وإذا قلتها في المساء لم يقربك شيطان حتى تصبح ، آية الكرسي . فلما أخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم : قال له النبي : >> صدق وهو كذوب << .
والأبواب والمداخل التي يأتي منها ليجهز على بني آدم كثيرة ، ومنها باب تتبع رخص الفقهاء وزلاتهم ، التي فتحها الشيطان على مصراعيها للتلبيس على العِبادِ والعلماء والعُباد ، وخدع بذلك الكثيرين من المسلمين ، وها نحن نسمع ونقرأ من يتتبع رخص بعض العلماء المتمثلة في زواج المتعة ، لتنتهك الحرمات ، وتستباح الأعراض ، وتموت الفضيلة ، ويمزق المجتمع [ أيدي سبأ] ،وتترك الواجبات تعلقا بقول زيفٍ وتمسكا برخصةٍ كالطيف .
فصار هؤلاء يحكمون أهواءهم في مسائل الخلاف ، فيأخذون أهون الأقوال وأيسرها على نفوسهم دون استناد إلى دليل شرعي ، بل تقليدا لطائفة منحرفة عن الخط المستقيم للطائفة الناجية ،أو تقليدا لزلة عالم فلما بان له الحق رجع عنها ، وهم لم يرجعوا ، فإذا ما نصحوا بالدليل الراجح ، وطولبوا بـحـجج الشرع الواضح تنصلوا من ذلك بحجة واهية ، وهي أن زيدا من الناس أفتى بذلك ،معتقدين أن في قوله ذلك حجة لهم يوم القيامة ، فإن قيل لهم ، لقد خولف فيه ، وقد رجع عنه ، لو رؤوسهم بلي أعناق الأدلة لما في نفوسهم من هوى ، وصدوا وهم مستكبرون ، وإن تعجب من ذلك ، فدونك ما هو أعجب منه ، إنهم يأخذون رخصة ذلك المفتي من العلماء في هذه المسألة – نكاح المتعة – ويهجرون أقواله الثقيلة على نفوسهم في المسائل الأخرى ، فيعمدون إلى التلفيق ، والترقيع بين الأقوال ، والمذاهب ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ولا يخفى عليك أخي المسلم ما في هذا المسلك – تتبع الرخص - من التهاون بحدود الشرع ، مما ينتج فوضى في جميع مجالات الحياة لا حدود لها ، ومنها الأخطار والأضرار الناجمة عن نكاح المتعة كما سأبينه - إن شاء الله - .
ولما كان الأمر كما ذكرت لك ، والخبر كما سقته لك ، رأيت أن أكتب هذا الرد على صاحب المقال >> زواج المتعة هو الحل << مبينا فيه بطلان ما ذهب إليه ، وأن ذلك القول هو مذهب بعض الشيعة الروافض ، الذين من أبرز سماتهم التكذيب لله ولرسوله ، والوضع والكذب عليهما ، والتأويل والتحريف للكلم عن مواضعه ، أما علماء السنة وثقاتهم فيمتازون بالصدق والأمانة ،والضبط ، والانصاف، وقد أجمعوا من عصر الصحابة إلى عهد الأئمة أصحاب المذاهب ، إلى اليوم على تحريم نكاح المتعة تحريما أبديا بنص الحديث النبوي بعد أن كان مباحا للضرورة الملحة ، وما شرع للضرورة يبقى في حكم الضرورة ، وليتجاوزها، لأن الضرورة تقدر بقدرها ، هذا إذا لم يأتي ما يقطع هذه الضرورة ، فكيف ، وقد جاء ذلك صريحا صحيحا .وقد ذكر الإجماع جماعة من أهل العلم منهم ابن المنذر ، وابن حزم ، وابن تيمية ، والقرطبي ، والنووي ، وسيد سابق ، والزحلي وغيرهم .
وما نهزني إلى القيام بهذا الواجب هو ما رأيته في مقال صاحبنا من نسبة الكذب إلى الله ورسوله ،كقوله :حلت المتعة بالكتاب والسنة ، والتلاعب في تحريف الأدلة ، كاستدلاله بآية [ النساء :24 ، وآية الأحزاب :50 ] على أن الأجر فيهما هو ثمن الاستمتاع ، وتزييف الحق ، وتزيين الباطل ،بطرح شبهات كثيرة وكبيرة باطلة يلبس بها على أهل الحق ، يريد فتح باب من الشر عظيم في هذه الأمة السنية .
وتجد أخي القارئ في هذه الرسالة ، التعريف بنكاح المتعة لغة وشرعا ، أركانه وشروطه ، والصور التي يختلف فيها عن الزواج الصحيح ، ثم أذكر حكمه عند علماء السنة ، ثم أناقشه في مقاله فقرة فقرة ، حتى يتبين للقارئ مدى خبطه ، وخلطه للحق بالباطل ، ثم أذكره بالحل الذي ينبغي أن نحسس المجتمع به ، وليس الحل أن نوسع دائرة الضرورة على فرض صحة ما ذهب إليه، ونجعلها حكما مطردا في جميع الحالات مما يجعل المجتمع يعيش فوضى عارمة فوق ما هو فيه من فساد ، وأخيرا ، أذكره الله في أعراض هذه الأمة ، وأن لا يكون مفتاحا للشر ، مغلاقا للخير ، فلأن يكون العبد تابعا في الخير ذيلا فيه ، خير من أن يكون رأسا في الشر متبوعا .فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، هذا باختصار، وأسأل الله لي وله الهداية وقبول الاستغفار. آمين .
تعريف المتعة
يمكنكم القراءة من الملف وراد
أخوكم مصطفى