المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( حاجتنا إلى القراءة في كتب الأحكام الشرعية ) لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي حفظه الله



أبو الوليد خالد الصبحي
24-Sep-2013, 04:20 AM
جديد الفوائد المنتقاة من دروس موقع ميراث الأنبياء (http://ar.miraath.net/all/fawaid)

( حاجتنا إلى القراءة في كتب الأحكام الشرعية )

لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
من شرحه كتاب الجامع من بلوغ المرام ( الدرس الأول )


مثل هذه الدورات الشرعية يلتزم فيها بالآداب الشرعية ولا سيما وكلامنا الليلة في الآداب فإن هذا يورث الإنسان الصدق مع الله -سبحانه وتعالى- أولًا وإذا صدق العبد ربه لا يضره شيء، ثم يورثه الصدق عند عباده فإن الناس إذا رأوا منه موافقة قوله لفعله اطمأنوا إليه ووثقوا به، وإذا رأوا غير ذلك فإنه تكون النتيجة معلومة عند الناس فاض الوفاء وفاض الغدر وانفجرت مسافة الخلف بين القول والعمل.
ولا شك معشر الإخوان أننا بحاجة إلى أن نقرأ في كتب الأحكام الشرعية حتى نفقه في دين الله -تبارك وتعالى- وسواءً كانت هذه الكتب، كتب متون حديثية أو كتب متون فقهية، إذ المؤدى والثمرة واحدة وهي معرفة ما يجب لله -تبارك وتعالى- على الإنسان من حقوقه سبحانه ومن حقوق خلقه فيما بينهم، فيجب على الإنسان أن يسعى في هذا الباب وليُعلم أن العلم علمان:
· علم واجبٌ وجوبًا عينيًا.
· وعلمٌ واجب على الكفاية.
فأما العلم الواجب وجوبًا عينيًا فهو الذي يجب على كل مسلمٍ أن يعرفه الرجل والأنثى يجب عليهما جميعًا أن يتعلما ما لا يصح دينهما إلا به، من نحو طهارته وطهوره وصلاته وصومه ونحو ذلك فيعلم الأحكام المُتعلقة بهذا فإذا علم ذلك بقي عليه باب التوسع في العلم، وهذا كله بعد معرفة حق الله -عز وجل- عليه الذي هو التوحيد الواجب له -سبحانه وتعالى- بأقسامه الثلاثة:
· ربوبيةٌ: وهو إفراد الله بأفعاله، فهو الخالق الرازق المحي المميت المدبر لشئون خلقه لا يشركه في ذلك أحد لا ملك مقرب ولا نبيٌ مرسل.
· وإفراده بأفعالنا وهو توحيد الإلهية: فلا نعبد معه غيره كائنًا من كان لا ملكًا مقربا ولا نبيًا مرسلا، فلا يصلى إلا له، ولا يحلف إلا به، ولا يذبح إلا له، ولا ينذر إلا له، ولا يقسم إلا به، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يخاف خوف السر إلا هو، إلى غير ذلك من أنواع العبادة كالخشية، والرهبة، والرغبة، والإنابة، والتوكل، والخوف، والدعاء، إلى آخره، أعمال القلوب هذا هو توحيد العبادة فنفرد الله -جل وعلا- بأفعالنا فمن أشرك مع الله في هذه الأفعال القلبية شيئًا فهو مشرك كافر.
· وكذلك بعد ذلك القسم الثالث وهو توحيد الأسماء والصفات له سبحانه وتعالى: فيوصف بأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلا، على حد قوله -جل وعز-: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، فأثبت لنفسه أنه سميع وأثبت لنفسه أنه بصير -سبحانه وتعالى- ونفى عن نفسه المماثلة ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ فإثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل وهذه طريقة أهل السنة والجماعة، وسط بين الطائفتين طائفتي المعطلة النفاة الذين عطلوا الله -سبحانه وتعالى- من أسمائه وصفاته أو من صفاته سبحانه وطائفة الممثلة الذين مثلوه وشبهوه بخلقه -جل وعلا-..
هذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يتعلمه وماعدا ذلك من الأحكام في المعاملات فيجب على طالب العلم ما لا يجب على غيره، ويجب على العالم ما لا يجب على طالب العلم وهكذا.

الـــمـــصــدر (http://ar.miraath.net/fawaid/6881)
http://ar.miraath.net/sites/default/files/miraath%20fash.gif