المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصل الخطاب في النصح لمنتدى سحاب..للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي



أم ياسر الاثرية الجزائرية
28-Sep-2013, 11:31 AM
فصل الخطاب في النصح لمنتدى سحاب










بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
إلى المسؤولين عن شبكة سحاب والرواد شيبة وشباب .. وفقهم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

أسأل الله أن يجعل هذا الموقع منبراً للإسلام الحق الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم – وفهمه الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون والسلف الصالحون. ، و الدعوة الجادة المتواصلة إلى ذلك للمسلمين عموماً أولاً وللمنحرفين منهم بالخصوص سواء كان هذا الانحراف بالشبهات والبدع والضلال .

1- كضلال أهل الفلسفة والكلام الذين ضلوا في القضايا العلمية الدينية بسبب الأصول الفاسدة التي استمدوها من فلاسفة اليونان الوثنيين فأوقعتهم في تعطيل أسماء الله وصفاته، وتحريف آياته .
ومستحيل أن يعرفوا الله حق معرفته التي أرادها من عباده إلا من خلال بيانه في محكم كتابه ، ومن خلال بيان نبيه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وأوقعتهم في عقائد فاسدة أخرى في أبواب النبوة والأمور الغيبية التي لا طريق لها إلا الوحي الذي أوحاه الله إلى رسله – عليهم الصلاة والسلام – ولا سيما خاتمهم صاحب أكمل رسالة وأشملها .
2- وكذلك الذين ضلوا في العمليات من أتباع المتصوفة الذين وقعوا في الشرك بالله في أبواب توحيد العبادة كدعاء غير الله عند الشدائد والأهوال أو في سائر الأحوال وكالذبح والنذر وتقديم القرابين لغير الله أو ما دون ذلك من البدع في صلاتهم وأذكارهم وحجهم وصيامهم وفي كثير من تقاليدهم وعاداتهم .
3- وكذلك المخدوعين بالسحرة والكهان والمشعوذين مما يؤدي بهم إلى الشرك والكفر .

ثــانــيــاً : المنحرفون في أبواب الشهوات والمرتكسين في حمأة المعاصي والمخالفات لأوامر ونواهي رب البريات، كآكلي الربا وشاربي الخمور وسائر المسكرات والمخدرات ، وكالمتحللين أخلاقياً وأدبياً الخارجين عن آداب الإسلام العظيمة التي يؤدي الخروج عنها والانحلال منها إلى فساد عريض تضيع فيها عزّتهم وكرامتهم وشرفهم وعرضهم لسخط ربهم وأليم عقابه في الدنيا والآخرة . إلى أمور أخرى يلهثون فيها وراء أعداء الإسلام مما يصدق عليهم { لتتبعن سنن من كان قبلكم } .

ثــالثــــاً: المنحرفون سياسياً ومنهجياً من الأحزاب الإسلامية التي زادت الأمة بلاء ودماراً بتفريقهم للأمة إلى أحزاب وشيع كل حزب بما لديهم فرحون ، وبغلوهم الشديد في التعصب لأحزابهم ولاءً وبراءً مهما بلغت من الضلال والانحراف، وارتكاب أنواع الظلم والفجور في خصومة من ينصحهم ويرشدهم صراط الله المستقيم واتباع نبيهم الكريم وسلوك منهج السلف الصالحين .

وننصح قادة هذه الأحزاب بالتزام الحق والصدق في أنفسهم وتربية أتباعهم على ذلك قولاً وفعلاً وبالابتعاد عن الأساليب السياسية القائمة على الكذب والتلبيس ، كما ننصحهم بعدم اتخاذ الإسلام مطية لتحقيق طموحاتهم وغاياتهم الدنيوية مالية كانت أو سياسية .

كما ننصح الأتباع بالتزام منهج الإسلام في كل شأن من شؤونه في التعامل مع دينهم وربهم ونبيهم وصحابته الكرام وعلماء الأمة الهداة وإنزالهم منازلهم والذب عن حياض كرامتهم وإهانة من يمس كرامتهم ومنازلهم ، كما نحذرهم من الغلو والمبالغة في تقديس الأشخاص وتعظيمهم ورفعهم فوق منازلهم ، وليتذكروا قول الله تعالى: { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق } النساء : 171.

وقوله تعالى: { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل }المائدة :77 .
وقوله – صلى الله عليه وسلم – : { لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم } .

وكما في قوله صلى الله عليه وسلم لما قال لـه بعض الناس أنت سيدنا وابن سيدنا، قال: { لا يستخفنكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله } .

كما نحذرهم من الظلم وارتكاب البهت وانتهاك أعراض من تخاصمونهم بحق - لو كنتم على حق - فضلاً أن ترتكبوا كل هذا في حق من تخاصمونهم بالباطل ، فإن الله قد حرّم الظلم على نفسه وعلى عباده، كما في الحديث القدسي الصحيح الذي رواه مسلم والبخاري في الأدب المفرد:{ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا } .

وقبل ذلك قول الله تعالى: { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً }النساء :40 .
وقوله: { وما ربك بظلام للعبيد } فصلت :46 ، إلى آيات كثيرة في تحريم الظلم وبعد ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم - : { اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة } .

وقوله – صلى الله عليه وسلم - : { إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته}.

وظلم العبد المسلم وانتهاك عرضه لا سيما إذا كان من دعاة الحق والسنَّة من أشد أنواع الظلم بل أشد حرمة من الربا كما بين ذلك رسول الهدى والعدل صلى الله عليه وسلم بقوله العادل الحكيم : { الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه } ، وفي حديث آخر :{ أربى الربا شتم الأعراض } [ انظر الصحيحة للألباني برقم (1871) [
إلى غير ذلك من الأحاديث المشددة الزاجرة عن انتهاك أعراض المسلمين بالظلم والهوى ، وإنني لأخاف على كثير من أصحاب العواطف العمياء والتبعية البلهاء أن يقعوا في استحلال أعراض الأبرياء من دعاة السنَّة والحق فضلاً عن غيرهم من الأبرياء.

رابــعـــــاً: الأحزاب العلمانية التي تنكرت للإسلام وأهله واستهانت بعقائده وتشريعاته وأحكامه يُنادون بوجوب العودة إلى الإسلام واحترام تعـاليمه وعقائده وتشريعاته، وإن ما خُدعوا به من مناهج الغرب وتشريعاتهم وأخلاقهم من أحط ما انحدرت إليه البشرية وأفسده لدين البشر وحياتهم قبل آخرتهم.
وإن أسمى وأجمل وأعلا العقائد والأحكام والتشريعات هو مـا أوحاه رب السموات والأرض إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ففيه العزّة والرفعة في الدنيا والآخرة وفيه العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه من الأسود والأحمر والأبيض والذكر والأنثى والحر والعبد.

فما يريد هؤلاء بعد هذا

فعليهم أن يرفعوا أنفسهم إلى مستوى الإسلام فيدرسونه ليعرفوا منـزلته ، والحقيقة وليدة البحث كما يقال وليعودوا إلى جادة الإسلام ورفع رايته والذب عن حياضه وتكون دعوة هذه الأصناف قائمة على الحجج والبراهين من كتاب الله وسنة رسوله ويستعان على ذلك بفقه السلف وفهمهم لكتاب الله وسنة رسوله، وبكتب أئمة الإسلام من بعدهم كابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وتلاميذهم ويستقطب علماء السنة الخلّص في هذا العصر للمشاركة الفعالة بالمقالات والمؤلفات الموجزة في بيان دين الله الحق .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
28/6/2000










فهرس جميع المقالات (ada99:articles-txt.htm)