المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (سلسلة 05) أجوبة المتأسي على أسئلة علي الطرابلسي. س/6 : سائل من أيسلندا يقول كثرت المضايقات علينا في أعمالنا في الآونة الأخيرة، فما العمل؟



أبو بكر يوسف لعويسي
07-Oct-2013, 07:57 PM
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه المبين { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من سار على نهجهم واقتفى آثارهم وسلك سبيلهم إلى يوم الدين .
أما بعد :
هذا هو السؤال السادس من سلسلة أجوبة المتأسي على أجوبة علي الطرابلسي يقول صاحبه :فيه
س 6 : هذا سائل من أيسلندا يقول كثرت المضايقات علينا في أعمالنا في الآونة الأخيرة، فما العمل؟ ثم ذكر في آخر السؤال ملاحظة أن تلك المضايقات بسبب اللحية ، ويذكر غيره ممن هم على شاكلته سبب آخر وهو الهندام والزي الإسلامي .وهذا جواب له ولغيره ممن يجدون ذلك حتى في بلدانهم الإسلامية فضلا عن بلاد الكفر فكثيرا من إخواننا يشتكون هذه الحالات في بلدانهم التي عم فيها الفساد والاختلاط والقوانين الديمقراطية التي يتعامل بها العلمانيون والتي تضايق السلفيين كثيرا في زيهم الإسلامي ...
ج 6 : أولا : أنصحك ونفسي بتقوى الله في السر والعلن ، فإن تقوى الله تعالى هي رأس الأمر كله وهي وصية الله للأولين والآخرين ، فعليك بتقوى الله تعالى ، واعلم أن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتق الله يجعل له من أمره رشدا ومن كل ضيق فرجا ومخرجا .قال تعالى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (*) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (*) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (*) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} ( 2-3-4-5) سورة الطلاق .
ثانيا : أنصحك بالقيام بعملك ذلك على أحسن وجه ، وأن تتقنه ، ولا تخادع أصحابه ولا تتحايل عليهم بل عليك بالانضباط بقانون العمل وأخلاقياته وأوقاته مادام ليست فيه مخالفات شرعية أو ما يصطدم بدينك ويتعارض معه ، حتى إذا بلغ بك الحد الذي لا تطيق فما عليك إلا البحث عن عمل آخر والأفضل أن يكون عملا حرا لا يقيد حريتك الدينية السلفية وبذلك تستريح فيه من عناء المضايقات ، وتقوم على دينك بما يرضي ربك ، واعلم أن رزقك قد قدر لك وأنت في بطن أمك قال تعالى :{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (*) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (22-23)الذاريات .
وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، حديث الصادق المصدوق في الصحيحين : << .. ويكتب رزقه واجله ، أشقي أو سعيد >> .
انظر - رحمك الله - كيف يقسم الله في الآية السابقة على أن رزق عباده حق فهو كنطقهم الذي لا يشكون فيه أدنى ؛ أدنى ريبة ، لأنه هو الذي خلقنا وقسم بيننا أرزاقنا وجعلها في أمكان كثيرة ليست مرتبطة بمكان واحد يضيق علينا فيها طلبه بل قد جعل لنا الأرض كلها سبيل لذلك في حدود طاعته . قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } (40)الروم.
وقال سبحانه جل وعز :{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }(15).
فأمرنا بالسعي في الأرض وجعل لنا فيها الطيبات أكثر من المحرمات حتى يتيسر لنا تحصيلها وربطها بتقواه فقال جل جلاله :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (*) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }(87- 88)سورة المائدة .
بل إن الله أراح قلوب عباده المؤمنين فأخبرهم على لسان نبيه بأن رزقهم يطلبهم كما يطلبهم أجلهم ، وفي رواية << أشد>> هذه الحقيقة المسلمة عندهم أن الموت يطلبهم فما عليهم إلا أن يسلموا لحقيقة رزقهم ؛ أنه يطلبهم كما يطلبهم أجلهم وهذا من رحمته بعباده فما عليهم إلا أن يسعوا ويأخذوه ولو بأبسط الأسباب .قال صلى الله عليه وسلم :<< (إنَّ الرِّزق لَيَطْلُبُ العبدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ) وفي رواية الطبراني << أكثر >> صحيح لغيره - ((المشكاة)) (5312/التحقيق الثاني) ، ((الصحيحة)) (952). الترغيب 3/8.
وليعلم العبد أن رزقه سيأتيه كله حتى لو تباطأ ، ولا ينقصه أحد ولا يزيده حرص حريص فما عليه إلا أن يتق الله ويطمئن ويرتاح ويسعى متوكلا على الله مقدما الأسباب معتمدا على ربه سبحانه طائعا غير عاص قال صلى الله عليه وسلم :{ وَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا لَا تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ أَقْصَى رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ رِزْقِهِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ>> أخرجه معمر بن راشد في جامع (11/ 125)وصحيح ابن ماجة (2144)وصحيح الجامع (2742(صحيح) ... [هـ] عن جابر. المشكاة 5300.
فلا يخش العبد من الفقر ، أو فوات رزقه أو نقصانه ، فما عليه إلا أن يتسبب ويرضى بما قسم الله له ، فإن القناعة كنز لا يفنى ، ولو صدق الله في تقواه لصدقه الله تعالى فيرزقه كما يرزق الطير تغذوا خماصا وتروح بطانا.
ثالثا : عليك بالصبر الجميل ، والتصبر ، فإنه من يتصبر يصبره الله ، قال تعالى :{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }(128) النحل .
وقال جل وعز:{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }(17)لقمان .وقال سبخانه وتعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }(157) البقرة .
فهذه سنة الله في خلقه لابد من البلاء يبلي العبد على قدر دينه وتمسكه به لينظر كيف تعلمون ، هي يصبر العبد ام يضجر ويكفر نعم الله عليه .فهذا هو الطريق إلى الله شاق ومحفوف بالمكاره ، كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم ، فالبلاء موكل بالعبد في دينه ودينياه حتى يكون الجزاء عظيما يوم اللقاء ، فعلى قدر البلاء يكون الجزاء ، فهذا للعبد المسلم السلفي ، يعيش بين أهله وأقاربه المسلمين يعيش غربة ومضايقات بينهم وفي بلده المسلم فكيف بمن يعيش في غربة الإسلام وغربة الديار وغربة الأهل والأحباب فلا شك أن هذا أشد غربة وأن جزاءه أكبر وأعظم فإذا جاهد نفسه في ذلك وصبر فليبشر فإذا لم يستطع فأرض الله واسعة لابد أن يجد مأوى وملجأ يجد فيه ضالته ويخف عنه الضيق .
فإذا استطاع أن يهجر إلى بلد مسلم ويبحث له عن عمل هناك فهذا هو المطلوب وإن لم يستطع فما عليه إلا الصبر والتصبر ومجاهدة نفسه في ذلك وإظهار فضل الإسلام الذي اعتنقه وأخلاقه العظيمة والدعوة إليه ما استطاع ، ولا يهتم ولا يغتن لرزقه فهو مضمون له .
قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (*) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (*) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (*) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (97- 98- 99-100) النساء .
وقال صلى الله عليه وسلم : << لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا >> صحيح الجامع 7469 - 2642 وقال (صحيح) [حم د] عن معاوية. المشكاة 2346، الإرواء 1208.
رابعا : وأخيرا عن من أعظم أسباب جلب الرزق ، والثبات ، والنصر ، والتوفيق ، وتفريج الكروب ، والخروج من مأزق وضيق هو الدعاء ، والإلحاح والتضرع والإخلاص فيه والصدق قال تعالى : في تحقيق الرزق بالدعاء :{ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }(114) المائدة .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا كل يوم بها الدعاء العظيم .عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ قَالَ: << اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا>> رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعوات الْكَبِير وقال الألباني في صحيح ابن ماجة (925) صحيح، الروض النضير (1199).
وفي الثبات والنصر والتوفيق قال الله تعالى :{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }(250)البقرة .وقال عز من قائل :{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }(8)آل عمران .
وعن شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكَ؟، قَالَتْ: أَكْثَرُ دُعَائِهِ: << يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ >> مصنف ابن أبي شيبة 06/25) (صحيح) الصحيحة(2091).
أما الدعاء لتفريج الكروب والخروج من الضيق والكرب فقال تعالى :{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }(62)النمل .
وقال سبحانه وتعالى يتحبب إلى عباده المؤمنين :{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }(60)غافر.عوفي الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: << لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ>> البخاري (6345-6346) ومسلم (2730).
والخلاصة :أخي إذا حققت التوحيد الذي أمر الله به ، واتبعت السنة وتمسكت بها وكنت على جانب من الأخلاق الإسلامية تعمل بها وتدعو قومك إليها ، وكنت على ما وصفت لك في هذا الجواب في رزقك وحالك ضيقك في عملك فإني أرجو لك الخير والتوفيق.
بقي أن أذكر أخواني بهذه القصة الجميلة التي تحفز الهمم وتواسي المكروب ، قال الطرطوشي المالكي: من أي لي أن أموت على سنة ؟؟ وذلك أنه دخل يوما إلى مسجد من مساجد قرطبة وشرع يصلي في ركعتين ووضع اليمنى على اليسرى يطبق سنة القبض ، وكان تطبيقها يومئذ جريمة ، وكان في المسجد بعض الشرط ورئيسهم ، فرأوه يقبض فقال رئيس الشرط : انظروا إلى هذا الخبيث يقبض قوموا إليه فاقتلوه ، قال ابن العربي المالكي الذي حكى القصة فلما سمعتهم كاد قلبي أن يطير فقمت إليهم أشغلهم عنه حتى ينتهي من صلاته وقلت لهم ، على ما تقتلونه ؟ ألا تعلمون أن هذا عالم من علماء المسلمين وإمام من أئمتهم ، فلما انتهى أسرعت إليه وقلت له أخرج فإن القوم يأتمرون بك لقتلوك ، فقال لي ولم يقتلونني ؟ فأخبره بخيرهم فقال له : ومن أين لي أن أموت على سنة .. هكذا تعظم السنة وإلا فلا ..
فمن ابتلي بشيء من المضايقات من أجل تمسكه بالسنة فليصبر وليحتسب ذلك في ذات الله فإن الله ناصره ولا يخذله .وقد مرت بإخواننا المشايخ وطلبة العلم فتن عظيمة في العشرية السوداء في بلدنا وكان أحدنا يتهم لمجرد خروجه للمسجد ، فكيف بتمسكه بالسنة والهندام الإسلامي ، ومع ذلك ما غيرنا ولا بدلنا ولا تنازلنا عن شيء من السنة ، في وقت اشتدت فيه الفتنة والموت يتخطف من حولنا ،فصبرنا وجاهدنا أنفسنا على التمسك بما نستطيع من السنة ، وخرجنا منها منتصرين والحمد لله .
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك وأن يفتح عليك من حيث لا تحتسب وأن يجعلك منارة علمية نافعة لنفسك ولقومك .إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي
الجزائر /02/11/1434هـ الموافق 07/10/2013م

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
08-Oct-2013, 02:51 PM
جزاك الله خيرا شيخنا ونفع الله بك

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
18-Dec-2013, 09:46 AM
للفائدة