المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إزهاق أباطيل فهير الأنصاري التي شغب بها على المحدث العلامة ربيع المدخلي



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
23-Oct-2013, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فقد ضج وعج وخرج علينا فهير الأنصاري كعادته بسفاهاته المنهوكة وترهاته المضحكة ، المنزوعة البركة ([1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)) ، التي تطاول بها على شيخ وقدوة أهل السنة وإمامهم ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ورعاه ـ .
وإنا لنتأسف إلى ما وصل إليه القوم من التقهقر والسقوط والانحطاط في العلم وأطروحاتهم البائرة وتعليقاتهم الجائرة ، وإنه ليتنزه أحدنا للنظر فيما يثرثرون ، وما به يرجفون ، وإنا لنشمئز بالانشغال بما فيها من الهراء ، فضلا عن التكلف للرد عليها ، لولا وجود من يغتر بها من الشباب الإسلامي ، ويفرح بها أعداء الإسلام ، ومن ذلك ما قاله الفُهَيْر في(قال العلامة المحدث (...) : ربيع خرف عقله ، والتحق بمدرسة الحديث على كبر في السن ! )
فبيانا وتوضيحا ما جاء في ذلك المقال من الأباطيل أقول :
الأول : قوله :(( ومن جالس الشيخ ربيعا المدخلي - كما جالسناه - يعلم ضعفه العلمي بعد اهتمامه سابقا ، ويرى مقدار معرفته بالعلوم الشرعية ، ويعلم الله كم كان يسأل في بعض المسائل العامة التي يدرسها الطلاب في المراحل الأولى ولا يعرف جوابها أو يكتفي بالسكوت ... ))
أقول
1 ـ هذه من كذباته الواضحة وسفسطائياته الفاضحة يضحك منها الأغبياء والحمقاء ولا يفرح ويغتر بها الأعداء .
فدروس الشيخ الكثيرة ومقالاته الكبيرة ومؤلفاته الغزيرة لتُكذب هذه الفرية القذرة وتزلزل بيتها الواهي على أهلها ، فلو تتبعها أحدنا وفهرسها لجمع في ذلك كراسة ، ولو تتبع مسائلها التفسيرية والعقائدية والمنهجية والحديثية والفقهية والسلوكية والنحوية وفهرس مسائلها لجمع في ذلك مجلدات قيمة ثمينة ، فهذا مما سجل وكتب ودوين فما بالك مما لم يسجل ويكتب فكم هي ؟
2 ـ قد وقفنا وعرفنا من هذا الجالس العاق الجاسوس فضيلة من فضائل الوالد الإمام ربيع المدخلي تسجل في دفتر مناقبه ، ألا وهي إحجامه عن جوابه ورده على أسئلة كثيرة كانت توجه إليه ، وما ذاك إلا لعلمه بخطورة الفتوى وأعباء تبعيتها ، وهو في هذا يترسم خطى ما كان عليه جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام والأئمة العظام من بعدهم ، من أنهم كانوا إذا سئلوا ما لا علم لهم به يقولون : " لا أدري " ، " لا أعلم " .
أخرج الإمام أحمد في (مسنده)(27/ 308) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ قَالَ: فَقَالَ: " لَا أَدْرِي " فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: " يَا جِبْرِيلُ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ " قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ، فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: " أَسْوَاقُهَا " .([2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2))
قال الإمام الألباني في (السلسلة الصحيحة)(6/ 28) : (( قد أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها أنه لما نزل عذرها قبل أبو بكر رضي الله عنها رأسها، فقالت: ألا عذرتني؟ فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن قلت ما لا أعلم؟! ))
قال الإمام ابن القيم في ( إعلام الموقعين) (2/ 127 ـ 128) : (( قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيَقُلْ بِهِ؛ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيَقُلْ: " اللَّهُ أَعْلَمُ " فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص86] .
وَصَحَّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ: مَنْ أَفْتَى النَّاسَ فِي كُلِّ مَا يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ.
وَقَالَ مَالِكٌ: مِنْ فِقْهِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ: " لَا أَعْلَمُ " فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَتَهَيَّأَ لَهُ الْخَيْرُ. وَقَالَ: سَمِعْت ابْنَ هُرْمُزَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُوَرِّثَ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ " لَا أَدْرِي "، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ أَصْلًا فِي أَيْدِيهِمْ يَفْزَعُونَ إلَيْهِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: " لَا أَدْرِي " نِصْفُ الْعِلْمِ.
وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: وَيْلٌ لِمَنْ يَقُولُ لِمَا لَا يَعْلَمُ: إنِّي أَعْلَمُ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ: سَمِعْت ابْنَ عَجْلَانَ يَقُولُ: إذَا أَغْفَلَ الْعَالِمُ " لَا أَدْرِي "
أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ، وَذَكَرَ ابْنُ عَجْلَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ. )) ا.هـ
قلت ( بشير) : فهذه الآثار السلفية تنبئك يا أيها القارئ الكريم على ورع الشيخ وفقهه وتواضعه وهديه الحسن المتمثل في الامتثال هذا الخلق السلفي العظيم الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الصالح ، وهذا الخلق لا يحرمه إلا الجاهل والمتعالم والمغرور بنفسه كما هو حال الفُهَيْر ، فمن جهله المقذع وتعالمه الفظيع استصغر ما كان يوجه إلى الشيخ من الأسئلة ، واستنقص مسائلها ، وظن أن إحجام الشيخ عن الجواب والرد عليها هو من عدم كفاءته العلمية ومشيخته وإمامته ، وجهِل المغرور المسكين أن ليس في العلم شيء خفيف ، ومسألة سهلة .
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في( إعلام الموقعين)(4/ 167) : (( كَانَ مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يَقُولُ: مَنْ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَيَنْبَغِي لَهُ قَبْلَ أَنْ يُجِيبَ فِيهَا أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَكَيْفُ يَكُونُ خَلَاصُهُ فِي الْآخِرَةِ، ثُمَّ يُجِيبَ فِيهَا.
وَسُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقِيلَ لَهُ: إنَّهَا مَسْأَلَةٌ خَفِيفَةٌ سَهْلَةٌ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: لَيْسَ فِي الْعِلْمِ شَيْءٌ خَفِيفٌ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا} [المزمل: 5] فَالْعِلْمُ كُلُّهُ ثَقِيلٌ، وَخَاصَّةً مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَالَ: مَا أَفْتَيْتُ حَتَّى شَهِدَ لِي سَبْعُونَ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ، وَقَالَ: لَا يَنْبَغِي لِرَجُلٍ أَنْ يَرَى نَفْسَهُ أَهْلًا لِشَيْءٍ حَتَّى يَسْأَلَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، وَمَا أَفْتَيْتُ حَتَّى سَأَلْتُ رَبِيعَةَ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، فَأَمَرَانِي بِذَلِكَ، وَلَوْ نَهَيَانِي انْتَهَيْتُ، قَالَ: وَإِذَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَصْعُبُ عَلَيْهِمْ الْمَسَائِلُ، وَلَا يُجِيبُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ حَتَّى يَأْخُذَ رَأْيَ صَاحِبِهِ مَعَ مَا رُزِقُوا مِنْ السَّدَادِ وَالتَّوْفِيقِ وَالطَّهَارَةِ، فَكَيْفَ بِنَا الَّذِينَ غَطَّتْ الذُّنُوبُ وَالْخَطَايَا قُلُوبَنَا؟ وَكَانَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَكَأَنَّهُ وَاقِفٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا إنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ فَيَتَكَلَّمُ وَإِنَّهُ لَيَرْعَدُ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلْفُتْيَا فَقَدْ عَرَّضَهَا لِأَمْرٍ عَظِيمٍ، إلَّا أَنَّهُ قَدْ تُلْجِئُ الضَّرُورَةُ. ))
قلت ( بشير) : هذا باب يطول عن السلف فيما جاء عنهم فيه من الآثار والتوجيه والنصائح ، وفيما نقلت عنهم كفاية وغنية لمن ألقى السمع وهو شهيد ، أما من أعمى الله بصيرته وتجرأ وأقتحم هذا الباب ولم يراع حرمته كما هو شأن الفهير ،فما أحوجه إلى التأديب والزجر وإلى ما ذكره الإمام
ابن القيم في ( إعلام الموقعين)(4/ 166 ـ 167) : (( قَالَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَيَلْزَمُ وَلِيَّ الْأَمْرِ مَنْعُهُمْ كَمَا فَعَلَ بَنُو أُمَيَّةَ، وَهَؤُلَاءِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَدُلُّ الرَّكْبَ، وَلَيْسَ لَهُ عِلْمٌ بِالطَّرِيقِ، وَبِمَنْزِلَةِ الْأَعْمَى الَّذِي يُرْشِدُ النَّاسَ إلَى الْقِبْلَةِ، وَبِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ بِالطِّبِّ وَهُوَ يَطِبُّ النَّاسَ، بَلْ هُوَ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ، وَإِذَا تَعَيَّنَ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ مَنْعَ مَنْ لَمْ يُحْسِنْ التَّطَبُّبَ مِنْ مُدَاوَاةِ الْمَرْضَى، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَلَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ؟ .))
3 ـ فيما يبدو أن الفتى لم يكن يفقه ما يلقى في حلقة الشيخ من العلم والإيمان والهدي الذي اعترف بغزارته وصحته ومنفعته وثمرته أئمة الإسلام ومنهم ابن باز والألباني وابن عثيمين ومقبل الوادعي والنجمي وأمان الجامي والفوزان وصالح اللحيدان وغيرهم من أئمة الإسلام ومشايخه ـ رحم الله الأموات وحفظ الأحياء ـ .
لهذا استنكره واستغربه واستصغره ، وما ذاك إلا لأنه لم يجلس بين يدي الشيخ جلوس المستفيد الفقير المحتاج إلى علم الشيخ ونصائحه وسمته وهديه ، إنما جلس جلوس طالب أغراضه المذمومة من التزكية وغيرها ، أو جلوس الجاسوس والمتعنت والمتعالم والمتمشيخ و{ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد:16]
قال العلامة القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن)(16/ 239)
(( قَالَ قَتَادَةُ فِي هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ: النَّاسُ رَجُلَانِ: رَجُلٌ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ فَانْتَفَعَ بِمَا سَمِعَ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْقِلْ وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِمَا سَمِعَ. وَكَانَ يُقَالُ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَسَامِعٌ عَامِلٌ، وَسَامِعٌ عَاقِلٌ، وَسَامِعٌ غَافِلٌ تَارِكٌ.))
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (قاعدة في المحبة)(ص 22)
(( فذكر الذين أوتوا العلم وهم الذين يعلمون أن ما أنزل إليه من ربه الحق ويفقهون ما جاء به وذكر المطبوع على قلوبهم فلا يفقهون إلا قليلا الذين اتبعوا أهوائهم يسألونهم ماذا قال الرسول آنفا وهذه حال من لم يفقه الكتاب والسنة بل يستشكل ذلك فلا يفقهه أو قرأه متعارضا متناقضا وهي صفة المنافقين )) .
وقال الإمام ابن كثير عند تفسير الآية : (( أَيْ: فَلَا فَهْمٌ صَحِيحٌ، وَلَا قَصْدٌ صَحِيحٌ.)) ([3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3))
قلت ( بشير) : من كان باعث جلوسه بين يدي العلماء لهذه الأغراض القبيحة وأشباهها الفاضحة ، فهذا حري بأن يفسد ويضل ويطعن في من جلس إليهم إذا لم يظفر منهم بأغراضه المذمومة ومطالبه المشؤومة ، كما وقع لواصل بن عطاء و عمرو بن عبيد المعتزلين ، فإنهما كانا من جلساء الإمام الحسن البصري ، فواصل بن عطاء كان يجلس إليه ، فلما ظهر الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر ، وقالت الجماعة بأنهم مؤمنون وإن فسقوا بالكبائر، فخرج واصل بن عطاء عن الفريقين وقال: إن من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر، منزلة بين منزلتين، فطرده الحسن عن مجلسه فاعتزل عنه، وجلس إليه عمرو بن عبيد ، فأزاله واصل بْن عطاء عَنْ مذهب أهل السنة، وقال بالقدر، ودعا إليه، واعتزل أصحاب الحسن ([4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4)) ، حتى وصل به الغلو أن يقول في واصل لما تكلم مرة بكلام : " لَوْ بُعِثَ نَبِيٌّ مَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِأَحْسَنَ مِنْ هَذَا "([5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5)) ، وكان من شأنه أنه كان يكذب على الإمام الحسن ، ذكر ذلك الإمام المزي ـ رحمه الله ـ في (تهذيب الكمال)(22/ 126)
عن خالد بن خداش عَنْ بكر بْن حمران قال : (( كنا عند ابْن عون فسأله إنسان عَنْ مسألة، فقال: ما أدري. فقال الرجل: عَمْرو ابن عُبَيد يقول عَنِ الحسن كذا وكذا. فقال: ما لنا ولعَمْروبْن عُبَيد، عَمْرو يكذب على الحسن. )) ا.هـ
هكذا يا أخوتاه شأن أهل البدع والأهواء في كل زمان ومكان ما إن ينحرفوا عن السنة ويعتزلوا مجالس أهلها ، إلا ويظهر منهم تعظيم أهل البدع وأصولهم المحدثة ، وطعنهم في أهل السنن ، كما هو أمر فهير الأنصاري ما نرى منه إلا الكذب على الشيخ ربيع وغلوه في الحلبي وتعظيمه له والله المستعان ، ما أشبه القوم .
الثاني : قولهم :إن الشيخ ربيعا له عناية بالحديث ما ليس للقرآن ، وأنه ينسى وليس بحافظ
أقول بيانا لهذه الشبهة من وجوه
الوجه الأول : إن كلام الإمام ربيع الذي استشهدوا به للإخراج هذه الطعنه فيه ، من تأمله ، وتفكر في مادته التي جاء ضمنها (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة) من أولها إلى آخرها ، يجد أنه ذكره في مقابل ما لأئمة السلف العباقرة العمالقة من الحافظة القوية والعلم الغزير والجهاد الكبير ، ما ليس للمتأخرين في هذه الأعصار من أن يدركوه ويبلغوا شأنه، فكان هذا منه درسا وتنبيها للناشئة على احترام السلف ، ومعرفة ما لهم من الفضل والأعمال الجبارة والإنجازات الكبيرة التي يعجز عن القيام بها المتأخرون ، وتنشيطا وتشجيعا لهم على إحياء ما كان عليه السلف في هذا الباب .
الوجه الثاني : إن ما ذكره الشيخ ربيع من نقص الحفظ والحافظة التي هو عليها ([6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6))، فهذا ما خرج منه إلا في مقابل ما كان عليه السلف من الحفظ ، وقوة الحافظة وضبط الصدر، وهذا لا ينازع فيه أحد من المتأخرين ، أو يدعي أنه بلغ من الحفظ وقوة الحافظة ما كان عليه السلف ودرجاتهم ، وهو أيضا كما قلت سابقا خرج كلامه هذا ، في معرض تنشيط وتشجيع الصغار على الحفظ ماداموا في المرحلة الأولى من طلبهم ، لأن الصغير يدرك ويكتسب من الحفظ ما لا يكتسبه الكبير([7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn7))، وهذا يعد من مسلمات الأمور لا يكابر فيها وينازع إلا المكابر السفسطائي، كما هو حال الفهير .
قال العلامة السيوطي ـ رحمه الله ت في (تدريب الراوي)(1/ 37) (( قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكِيُّ: إِنَّهُ سَأَلَ الْحَافِظَ جَمَالَ الدِّينِ الْمِزِّيَّ عَنْ حَدِّ الْحِفْظِ الَّذِي إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ جَازَ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ الْحَافِظُ؟ قَالَ: يُرْجَعُ إِلَى أَهْلِ الْعُرْفِ ([8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn8) ) ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ أَهْلُ الْعُرْفِ؟ قَلِيلٌ جِدًّا، قَالَ: أَقَلُّ مَا يَكُونُ أَنْ يَكُونَ الرِّجَالُ الَّذِينَ يَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُ تَرَاجِمَهُمْ وَأَحْوَالَهُمْ وَبُلْدَانَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُهُمْ، لِيَكُونَ الْحُكْمُ لِلْغَالِبِ، فَقُلْتُ لَهُ هَذَا عَزِيزٌ فِي هَذَا الزَّمَانِ، أَدْرَكْتَ أَنْتَ أَحَدًا كَذَلِكَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ الشَّيْخِ شَرَفِ الدِّينِ الدِّمْيَاطِيِّ، ثُمَّ قَالَ: وَابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ كَانَ لَهُ فِي هَذَا مُشَارَكَةٌ جَيِّدَةٌ، وَلَكِنْ أَيْنَ الثَّرَى مِنَ الثُّرَي، فَقُلْتُ: كَانَ يَصِلُ إِلَى هَذَا الْحَدِّ؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا كَانَ يُشَارِكُ مُشَارَكَةً جَيِّدَةً فِي هَذَا، أَعْنِي فِي الْأَسَانِيدِ، وَكَانَ فِي الْمُتُونِ أَكْثَرَ لِأَجْلِ الْفِقْهِ وَالْأُصُولِ.
وَقَالَ الشَّيْخُ فَتْحُ الدِّينِ بْنُ سَيِّدِ النَّاسِ: وَأَمَّا الْمُحَدِّثُ فِي عَصْرِنَا فَهُوَ: مَنِ اشْتَغَلَ بِالْحَدِيثِ رِوَايَةً وَدِرَايَةً، وَجَمَعَ رُوَاةً، وَاطَّلَعَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الرُّوَاةِ وَالرِّوَايَاتِ فِي عَصْرِهِ، وَتَمَيَّزَ فِي ذَلِكَ حَتَّى عُرِفَ فِيهِ حِفْظُهُ وَاشْتُهِرَ فِيهِ ضَبْطُهُ، فَإِنْ تَوَسَّعَ فِي ذَلِكَ حَتَّى عَرَفَ شُيُوخَهُ، وَشُيُوخَ شُيُوخِهِ، طَبَقَةً بَعْدَ طَبَقَةٍ، بِحَيْثُ يَكُونُ مَا يَعْرِفُهُ مِنْ كُلِّ طَبَقَةٍ أَكْثَرَ مِمَّا يَجْهَلُهُ مِنْهَا فَهَذَا هُوَ الْحَافِظُ، وَأَمَّا مَا يُحْكَى عَنْ بَعْضِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ قَوْلِهِمْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ صَاحِبَ حَدِيثٍ مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِشْرِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ فِي الْإِمْلَاءِ، فَذَلِكَ بِحَسَبِ أَزْمِنَتِهِمْ. انْتَهَى.
وَسَأَلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ حَجَرٍ شَيْخَهُ أَبَا الْفَضْلِ الْعِرَاقِيَّ فَقَالَ: مَا يَقُولُ سَيِّدِي فِي الْحَدِّ الَّذِي إِذَا بَلَغَهُ الطَّالِبُ فِي هَذَا الزَّمَانِ اسْتَحَقَّ أَنْ يُسَمَّى حَافِظًا؟ وَهَلْ يُتَسَامَحُ بِنَقْصِ بَعْضِ الْأَوْصَافِ الَّتِي ذَكَرَهَا الْمِزِّيُّ وَأَبُو الْفَتْحِ فِي ذَلِكَ لِنَقْصِ زَمَانِهِ أَمْ لَا؟
فَأَجَابَ: الِاجْتِهَادُ فِي ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ غَلَبَةِ الظَّنِّ فِي وَقْتٍ بِبُلُوغِ بَعْضِهِمْ لِلْحِفْظِ وَغَلَبَتِهِ فِي وَقْتٍ آخَرَ، وَبِاخْتِلَافِ مَنْ يَكُونُ كَثِيرَ الْمُخَالَطَةِ لِلَّذِي يَصِفُهُ بِذَلِكَ. وَكَلَامُ الْمِزِّيُّ فِيهِ ضَيِّقٌ، بِحَيْثُ لَمْ يُسَمِّ مِمَّنْ رَآهُ بِهَذَا الْوَصْفِ إِلَّا الدِّمْيَاطِيَّ، وَأَمَّا كَلَامُ أَبِي الْفَتْحِ فَهُوَ أَسْهَلُ، بِأَنْ يَنْشَطَ بَعْدَ مَعْرِفَةِ شُيُوخِهِ إِلَى شُيُوخِ شُيُوخِهِ، وَمَا فَوْقُ، وَلَا شَكَّ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَانَ شُيُوخُهُمُ التَّابِعِينَ أَوْ أَتْبَاعَ التَّابِعِينَ، وَشُيُوخُ شُيُوخِهِمُ الصَّحَابَةَ أَوِ التَّابِعِينَ، فَكَانَ الْأَمْرُ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَسْهَلَ بِاعْتِبَارِ تَأَخُّرِ الزَّمَانِ، فَإِنِ اكْتَفَى بِكَوْنِ الْحَافِظِ يَعْرِفُ شُيُوخَهُ وَشُيُوخَ شُيُوخِهِ، أَوْ طَبَقَةً أُخْرَى، فَهُوَ سَهْلٌ لِمَنْ جَعَلَ فَنَّهُ ذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ حِفْظِ الْمُتُونِ وَالْأَسَانِيدِ، وَمَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ عُلُومِ الْحَدِيثِ كُلِّهَا، وَمَعْرِفَةِ الصَّحِيحِ مِنَ السَّقِيمِ، وَالْمَعْمُولِ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ وَاسْتِنْبَاطِ الْأَحْكَامِ فَهُوَ أَمْرٌ مُمْكِنٌ بِخِلَافِ مَا ذُكِرَ مِنْ جَمِيعِ مَا ذُكِرَ، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى فَرَاغٍ وَطُولِ عُمُرٍ، وَانْتِفَاءِ الْمَوَانِعِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَا يُولَدُ الْحَافِظُ إِلَّا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
فَإِنْ صَحَّ كَانَ الْمُرَادُ رُتْبَةَ الْكَمَالِ فِي الْحِفْظِ وَالْإِتْقَانِ، وَإِنْ وُجِدَ فِي زَمَانِهِ مَنْ يُوصَفُ بِالْحِفْظِ. وَكَمْ مِنْ حَافِظٍ غَيْرُهُ أَحْفَظُ مِنْهُ. انْتَهَى.)) ا.هـ
وقال العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على ( الباعث الحثيث )(2/437) : (( وأما عصرنا هذا فقد ترك الناس فيه الرواية جملة ، ثم تركوا الاشتغال بالأحاديث إلا نادرا وقليل أن ترى منهم من هو أهل لأن يكون طالبا لعلوم السنة وهيهات أن تجد من يصح أن يكون محدثا ن وأما الحفظ فإنه انقطع أثره وختم بالحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ، ثم قارب السخاوي والسيوطي أن يكونا حافظين ، ثم لم يبق بعدهما أحد .
ومن يدري ! فلعل الأمة الإسلامية تستعيد مجدها ، وترجع إلى دينها وعلومها ولا يعلم الغيب إلا الله ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ))
الوجه الثالث : إن عناية الشيخ الكبيرة الفائقة بالسنة تأليفا وتصنيفا فيها وفي فضائلها وعلومها ، وبيان فضائل أهلها وما لهم من الأعمال الجبارة والإنجازات الكبيرة ، وصد عدوان خصومها بكشف ذواتهم وأصولهم المحدثة ، لهو خدمة للقرآن الكريم وحفظه ، وأي هي خدمة التي لا يطيقها إلا العمالقة والرجال الكبار في كل زمان ومكان ، إذ أن أصل منشأ البدع هو رد السنن ومجادلة بالقرآن ، فكان من واجب دعاة السنة وحماتها وحملتها مخاصمتهم بالسنن .
أخرج ابن أبي زمنين في ( أصول السنة)(ص 53) عن عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أنه أَرْسَل عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَبَّاسٍ إِلَى أَقْوَامٍ خَرَجُوا فَقَالَ لَهُ: "إِنْ خَاصَمُوك بِالْقُرْآنِ فَخَاصِمهمْ بِالسُّنَّةِ".
وهذا لاحتياج القرآن إلى السنة ، قال الأوزاعي : قَالَ مَكْحُولٌ :" الْقُرْآنُ إِلَى السُّنَّةِ أَحْوَجُ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْقُرْآنِ "([9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn9))
فآل بنا المطاف إلى أن ما يقوم به الشيخ ربيع من الجهاد المتمثل في الذب عن السنة وحياضها والدفاع عن أصولها وأهلها هو عين حفظ القرآن ، بل هو حق تلاوته التي أثنى الله تعالى على أهله في قوله عز وجل {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة: 121]
قال الإمام ابن القيم في (مفتاح دار السعادة)(1/ 202 ـ 203/ ط :دار ابن عفان) : (( الفصل : التلاوة هي الإتباع : وَهَذِه الْمُتَابَعَة هِيَ التِّلَاوَة الَّتِي أثنى الله على أهلها فِي قَوْله
تَعَالَى:{إن الَّذين يَتلون كتاب الله}[فاطر: 29] ، وَفِي قَوْله :{ إِن الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يتلونه حق تِلَاوَته }[البقرة : 121] ، وَالْمعْنَى يتبعُون كتاب الله حق اتِّبَاعه ، وَقَالَ تَعَالَى :{ اتل مَا أوحى إليك من الْكتاب}[العنكبوت : 45] ، وقال :{ إِنَّمَا أمرت أن أعبد رب هَذِه الْبَلدة الَّذِي حرمهَا وَله كل شَيْء وَأمرت أن أكون من الْمُسلمين وأن أتْلُوا الْقُرْآن}[النحل : 90 ـ 92] ، فحقيقة التِّلَاوَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع هِيَ التِّلَاوَة الْمُطلقَة التَّامَّة ، وَهِي تِلَاوَة اللَّفْظ وَالْمعْنَى فتلاوة اللَّفْظ جُزْء مُسَمّى التِّلَاوَة الْمُطلقَة وَحَقِيقَة اللَّفْظ إِنَّمَا هِيَ الِاتِّبَاع ، يُقَال اتل أثر فلَان وتلوت أثره وقفوته وقصصته بِمَعْنى تبِعت خَلفه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:{وَالشَّمْس وَضُحَاهَا وَالْقَمَر إِذا تَلَاهَا}[الشمس:1 ـ 2] أَي تبعها فِي الطُّلُوع بعد غيبتها ، وَيُقَال : جَاءَ الْقَوْم يَتْلُو بَعضهم بَعْضًا أَي يتبع ، وسمى تالي الْكَلَام تاليا لأنه يتبع بعض الْحُرُوف بَعْضًا لَا يُخرجهَا جملَة وَاحِدَة بل يتبع بَعْضهَا بَعْضًا مرتبَة كلما انْقَضى حرف أو كلمة اتبعهُ بِحرف آخر وَكلمَة أخرى ، وَهَذِه التِّلَاوَة وَسِيلَة وَطَرِيقَة وَالْمَقْصُود التِّلَاوَة الْحَقِيقِيَّة وَهِي تِلَاوَة الْمَعْنى واتباعه تَصْدِيقًا بِخَبَرِهِ وائتمارا بأَمْره وانتهاء بنهيه وائتماما بِهِ حَيْثُ مَا قادك انقدت مَعَه ، فتلاوة الْقُرْآن تتَنَاوَل تِلَاوَة لَفظه وَمَعْنَاهُ ، وتلاوة الْمَعْنى أشرف من مُجَرّد تِلَاوَة اللَّفْظ وَأَهْلهَا هم أهل الْقُرْآن الَّذين لَهُم الثَّنَاء فِي الدُّنْيَا والآخرة فَإِنَّهُم أهل تِلَاوَة ومتابعة حَقًا )) ا.هـ
فهنيئا للشيخ ربيع ومن قام مقامه في الدفاع عن الوحيين واتباع أوامرهما واجتناب نواهيهما ، بهذا الثناء والخاصة .
تنبيه : نحن لما نذكر هذه الفوارق وهذه الأفضلية لا يعني تزهيد في حفظ القرآن وتلاوة لفظه ، كلا وألف كلا ، لا أحد من المسلمين صغيرهم وكبيرهم ، عالمهم وجاهلهم يقول بهذا أو يخطر بباله، فقد جاء في شأن حفظ لفظ القرآن وتلاوته من الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث وترغب على ذلك ما لا يخفى على أحد ، وأهل السنة هم أولى بهذه الأدلة والآثار والعمل بها واحترامها ، وهذا لا يحتاج منا إلى التنبيه لولا تشغيب وكذب أهل البدع على أهل السنة ، من أنهم يزهدون في حفظ القرآن الكريم ولا يحفظونه ، فشأنهم شأن الرافضة لما طعنوا في السلف الصالح وافتروا عليهم بأنهم لا يحبون ويوالون أهل البيت ، وشأنهم معهم شأن الصوفية إذا أنكر عليهم توسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وما أحدثوه من الأوراد والأذكار البدعية المخترعة ، افتروا وكذبوا على أهل السنة بأنهم لا يحترمون النبي صلى الله عليه وسلم ويطعنون فيه ، "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا"
الوجه الرابع : إن مما ذُم به الشيخ في هذه الفقيرة ، أنه ينسى وأكبر من ذلك أنه خرف ـ لهم من الله ما يستحقون ـ، فهذا من أراجيف القوم البائرة ، فإنا نطالبهم ، ونؤكد عليهم بأن يجمعوا لنا صوتيات الشيخ ـ حفظه الله ورعاه وبارك في علمه وعمره وجوارحه ـ ويحصوا لنا كم له فيها من أخطاء وأغلاط وأوهام ، وكم لديه فيها من الإصابة ، فنخرج بالنتيجة ، فهل هو ممن كثر غلطه ووهمه فيطرح حديثه ويترك ، أو هو ممن غلط في بعض الحروف في مقابل ما لديه من مئات الإصابات ، فيكون ممن تجاوز القنطرة ، وهذه النتيجة الأخيرة هي قول ونتيجة أئمة الحديث والسنة في الشيخ ربيع المدخلي ، وهذا لا يمنع أن تكون له بعض أغلاط وأخطاء فلا أحد يسلم من ذلك .
قال سفيان الثوري : " ليس يكاد يفلت من الغلط أحد، إذا كان الغالب على الرجل الحفظ
فهو حافظ، وإن غلط، وإن كان الغالب عليه الغلط ترك "( الكفاية)(ص: 227 _ 228)
وقال عبد الله بن المبارك: " ومن يسلم من الوهم؟ "( الكامل )(1/ 191)
وكان يحيى بن معين يقول: " من لا يخطئ في الحديث فهو كذاب " (تاريخ يحيى بن معين)(النص: 2682، 4342)
ويقول: " لست أعجب ممن يحدث فيخطئ، إنما العجب ممن يحدث فيصيب " (تاريخ يحيى بن معين)(النص: 52).
وقال ابن حبان: " وفي الدنيا أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرى عن الخطأ؟ ولو جاز ترك حديث من أخطأ لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين؛ لأنهم لم يكونوا بمعصومين " (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان)(1/ 153) .
قال الذهبي: " ليس من حد الثقة أنه لا يغلط ولا يخطئ فمن الذي يسلم من ذلك غير المعصوم الذي لا يقر على الخطأ " (الموقظة)(ص: 78).
قلت: فهذا شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث، ومع ذلك فقد أخذ عليه الخطأ اليسير في أسماء الرواة.
قال أبو زرعة الرازي: " كان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال " (علل الحديث)(رقم: 45)،
ونحوه قال أبو حاتم كذلك (علل الحديث)(رقم: 45، 1196، 2831).
وقال أبو داود السجستاني: " شعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه " يعني في الأسماء (سؤالات الآجري)(النص: 1190).
وله في " علل الحديث " لا بن أبي حاتم ثمانية أو تسعة مواضع أخطأ فيها.([10] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn10))
هذا بالنسبة لضبط الصدر ، أما ضبط الكتاب والسطر فقد شهد له أئمة الحديث والسنة بالمتانة والقوة والسداد والإصابة والتفوق والدرجات العلى ، وأنه من أئمة الجرح والتعديل ، وأنه آية من آيات الله تعالى .
الثالث : قولهم : إن الشيخ ربيعا أثر فيه الإخوان
هذه المقولة من المضحكات النادرة التي يتفوه بمثلها الطائفة الجائرة ، وإنها لمن السقطات البائرة والكذبات الواضحة الظاهرة .
فإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة المحمدية أن سخر فيها رجالا أمناء أقوياء نزهاء عمالقة عباقرة حفظ الله بهم الدين الإسلامي والملة الحنفية ، فعرفوا الشر ، وعرفوا الجاهلية ، وعرفوا السنة من البدعة ، وميزوا ما بين صحيح السنة وضعيفها ، ولم يتم لهم هذا المشروع ويتحقق لهم هذا الإنجاز ، ويظفروا بتلك الشهادات العظيمة والمناقب الحميدة التي شهد لهم بها الشارع ، والتي من بينها أنهم خاصة النبي صلى الله عليه وسلم ورثته وحملة سنته من بعده عليه الصلاة والسلام، إلا لنهوضهم وقيامهم بهذا الجهاد العظيم الكبير ، فجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ، وبذلوا زهرة شبابهم في التضحية لحماية السنة وحفظها ، فهاجروا أوطانهم وغامروا وتحملوا الصعاب والمشاق لمعرفة أحوال نقلتها ورواتها وأخلاق دعاتها ومناهجهم ، فجالسوهم وسمعوا ما عندهم من الأخبار ، فلولا هذا ما تم حفظ السنة ومعرفة أحوال الرواة ، ومُيز ما بين الصحيح والمكذوب والسنة والبدعة ، ومما جاء عن السلف في هذا الباب، ما ذكره الإمام ابن حجر ـ رحمه الله ـ في ( تهذيب التهذيب)( 1 / 56 ) عن الخليلي أنه حكى في ( الإرشاد) بسند صحيح ، أن أحمد قال ليحيى بن معين ، وهو يكتب عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبان نسخة : تكتب هذه وأنت تعلم أن أبان كذاب ؟ فقال : يرحمك الله يا أبا عبد الله ، أكتبها وأحفظها حتي إذا جاء كذاب يرويها عن معمر, عن ثابت ، عن أنس ، أقول له : كذبت إنما هو أبان. ا.هـ .
فشيخنا ربيع بن هادي المدخلي على هذا الدرب والمنهج يسير ويقتفي آثاره ، فهو ما دخل مع الإخوان إلا لينصحهم ويعرف ما عندهم ، فكانت مخالطته لهم أضر ما يكون عليهم ، حيث عرف تفاصيل ما عندهم ووقف على أسرارهم وخباياهم و أخلاقهم التي لا يعرفها إلا من خالطهم وخبرهم ، فكانت النتيجة بعد غربلة ما عندهم ، أن ظهر عليهم و زلزل عروشهم وأظهر باطلهم وحصد ضلالهم وكشف رموزهم وأكبرهم سيد قطب ، فمن حينها الإخوان والقطبية والسرورية يتألمون ما أصابهم من الدمار والهلاك والخسارة على يد الأسد الفارس البطل الناقد ربيع المدخلي ، فما كان منهم والحالة هذه إلا أن يوجه له الضربات الظاهرة ، فلما فشلت وتصدعت رؤوسها على الجبل الشامخ ، وجه له الضربات الخفية المتمثلة في إرسال إليه جنودهم وخدمهم من أمثال الفهير ليجلس إليه ويفتش ما عنده من الأخطاء والأوهام التي لعلها تسقطه وتنقص من قدره ، ولكن ما زادته هذه الضربات الأخيرة إلا نبلا ورفعة وصمودا وأظهرت ما له من النقاء والصفاء ، يا خيبة عليك يا فهير ومن كان على شاكلتك ، ألم تتأمل وتتفكر في قول الله تعالى :" مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ "رَوَاهُ البُخَارِيّ .
وإلا فهذه الفرية قد كشف باطلهم وفسادها ودفعها عن الإمام ربيع أئمة الإسلام : مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ ، و صالح الفوزان ، و علي ابن ناصر الفقيهي ، و زيد بن محمد بن هادي المدخلي ـ حفظهم الله ـ
قال الإمام مقبل : ((الشيخ ربيع له خبرة بمعرفة الواقع لأنه عاش مع الإخوان المفلسين زمناً طويلاً والحمد لله هو أحسن من يعالجون الأمور وينكر على المبتدعة ابتداعهم فأسال الله أن يحفظه)).
وقال (( مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله- ))
وقال : (( الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فهو آية من آيات الله في معرفة الحزبيين لكن لا كآيات إيران الدجالين )) ([11] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn11))
قال العلامة الفقيه المبجل زيد بن محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ في كتابه القيم (الإرهاب وآثاره السيئة على الأفراد والأمم)(ص 73 ـ 75): (( أقول لمحمد سرور : لقد اعتبرت دخول ([12] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn12)) الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في صفوف الإخوان المسلمون برهة من الزمن ثم تركه لهم وتخليه عنهم وعن منهجهم عيبا من عيوبه ، وفرصة سنحت لك ولأمثالك من العاجزين عن الحجج المعقولة والمنقولة لتنتقدوه ، فأين حجتك الشرعية على أن من وقع في خطأ ما بمفرده أو مع جماعة ما بحسن نية أو غير ذلك ثم ترك الخطأ جملة وتفصيلا احتسابا لوجه الله رجاء رحمته سبحانه وخشية عقابه ، ثم حذر منه المسلمون ، أنه ارتكب محظورا يصح أن يلام عليه ؟ ! بل إنه يجب أن يشكر على تقديمه الهدى على الضلال وإيثاره الحق على الباطل والتماسه رضا الله بسخط الناس .
أين الفهم يا سرور للنصوص التي تدل على ان الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ؟ !....
والخلاصة : أنه تخلى عنهم وعن منهجهم وبيّن سلبيته التي لا تطيق أحد من الدعاة إلى الله على منهج السلف أن يطبق واحد منها .
وإذا كان الأمر كذلك فإنني أسأل محمد سرور : هل عابه أحد من العلماء السلفيين على خروجه من حزب الإخوان المسلمون ، أو لامه منهم لائم ؟ كلا .
وإذن لماذا وجه اللوم الشديد بأسلوب التهكم والسخرية إلى الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي ، لأنه خرج من صفوف الإخوان لما رأى فيهم مثل ما رأى محمد سرور أو أعظم ، ثم بين خطر تنظيمهم السري لا سيما في الدول التي تحكم بشرع الله الكريم وتنصر منهج السلف الصالحين ، وخرج منهم مثل ما خرج محمد سرور ؟ !
ولكن إلى أين خرج محمد سرور ؟ وإلى أين خرج الشيخ ربيع المدخلي ؟
وبالرجوع إلى مؤلفات كل واحد منهما تظهر الحقيقة جلية ، ويتضح المنهج تماما ))
قلت (بشير) : إن ما أظهره الشيخ زيد أقر عليه كل من الإمام صالح الفوزان وزيد المدخلي والعلامة علي الفقيهي ـ حفظهم الله ـ .
ولمزيد بيان هذه الفرية ولكشف ضلالها فإني أرشد القراء الكرام إلى الرجوع إلى موضوع (رمي الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بأنه كان في صفوف الإخوان المسلمين من حجج العاجزين، قد اصطنعها محمد سرور وقلده فيها الحلبية ، وكشف عوارها أئمة الدعوة السلفية ) المنشور في شبكة سحاب السلفية المباركة ، وإطلاع على ما بينه ووضحه كل من الشيخين الفاضلين أبي معاذ رائد آل طاهر وأبي بكر يوسف لعويسي ـ حفظهما الله ـ بخصوص هذه الفرية والحمد لله رب العالمين





كتبه الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة



الأربعاء 18 ذو الحجة 1434 هـ / 23 أكتوبر 2013 م

([1]) من ذلك أنه ابتدأ مقاله المشؤوم ( قال العلامة المحدث ( ... ) : ربيع خرف عقله ، والتحق بمدرسة الحديث على كبر في السن !) ، وصدره بغير البسملة والحمدلة ، وهذا من الخذلان الذي عليه القوم نسأل الله العافية .
([2])قال الإمام الألباني في ( تحقيق صفة الفتوى والمفتي والمستفتي)(ص: 9) : حسن
([3]) (تفسير القرآن العظيم)(7/ 315)
([4]) انظر (تاريخ بغداد)(14/ 63) ،(وفيات الأعيان)(6/ 8) ، ( السير) (6/ 175)
([5]) (مجموع الفتاوى)(3/ 184) لشيخ الإسلام ابن تيمية
([6]) هذا لا يعني أن الشيخ لا يحفظ ، فقد يكون في الدرجة من الحفظ ما لا يبلغه غيره بالدرجات ممن يدعي الحفظ والإتقان .
قال العلامة ابن الوزير رحمه الله في( العواصم والقواصم )(1/ 239 ـ 240)
(( التنبيه الثاني: المراجعةُ في أنَّ الاجتهادَ مُتَعَسَرٌ أو مُتيَسِّر من غرائب الأساليب المُتَعَسِّفَة، لأن مقاديرَ التَّسَهُّلِ والتَّعَسُّر غيرُ مُنْضَبِطَةٍ بحَدٍّ، ولا واقفةٌ على مِقْدار، ولا جاريةٌ على قِياس، ولا يصحُّ في معرفة مقاديرها برهانُ العقل ولا نصُّ الشرع، ولا يعرف مقاديرُها بكيلٍ ولا وزن، ولا مساحةٍ ولا خَرْصٍ، فإن من قال: إن حفظ القرآنِ علَيَّ متعسِّرٌ أو متيسِّرٌ، أو حفظَ الفقه، أو طلبَ الحديث، أو الحجَّ، أو الجهاد، أو غيرَ ذلك، كلُّ من ادعى سهولةَ شيءٍ منها -عليه- أو مشقته، لم يعقد له مجلسُ المناظرة، ويُطالب بالبراهين المنطقية، لأن الذي ادَّعاه أمرٌ ممكن، وهو يختلِفُ باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد يكون متسهِّلاً على بعض الناس، متعسِّراً على غيره.
فطلبُ العلم متسهلٌ على ذَكيِّ القلبِ، صادقِ الرَّغبةِ، خَليِّ البالِ عن الشواغلِ، الواجدِ للكتب المفيدة، والشيوخ المُبَرِّزِين، والكفايةِ فيما يحتاج إليه، ونحو ذلك من كثرة الدواعي، وَقِلَّةِ الصوارف.
وطلبُ العلمِ متعسِّرٌ على مَنْ فقد هذهِ الأشياءَ كلَّها، وابتُلِيَ بأضدادها، وبينهما في التَّيسُّرِ والتَّعسُّر درجاتٌ غيرُ منحصِرَةٍ، ومراتبُ غيرُ منضبطةٍ، وبينَ النَّاس من التفاوت ما لا يُمْكنُ ضَبْطُهُ ولا يَتَهَيَّأ، وأين الثَّرى من الثُّريَّا!.
وجامدُ الطبع، بليد الذِّهْنِ؛ إذا سَمِعَ من يدَّعي سهولَة ارتجال القصائد والخُطَب، وتحبير الرسائلِ والكتُب، توهم أنه بمنزلةِ من يدعي إحياءَ الموتى، وإبراءَ الأكمه والأبْرَص، وكذلك الضَّعيفُ الزَّمِن إذا سمعَ من يدَّعي سهولةَ حملِ الأشياءِ الثَّقيلة، وعمل الأعمالِ الشاقَّة. وكذلك الجَبان الفشل ؛ إذا سمع من يدعي سهولَة مقارعةِ الأقران، ومنازلة الشُّجْعان.))
([7]) قال أبوعبدالله نفطويه :
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ..... ولست بناس ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم في الصبا ....... وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فلق القلب المعلم في الصبا ...... لألفي فيه العلم كالنقش في الحجر
وما العلم بعد الشيب إلا تعسف ...... إذا كلَّ قلب المرء والسمع والبصر
وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق ........ فمن فاته هذا وهذا فقد دمر
([8]) قال الشيخ وصي الله عباس ـ حفظه الله ـ في شرحه ( تدريب الراوي )(ش 2 / د 24) : (( يرجع في هذا اللقب أو في هذا التعريف إلى العرف ، وفي كل زمان عرفه ، ولذلك هذا القول قد يكون هو الأضبط للتعارف هذه ، فيطلق عليه الحافظ إذا كان العرف يعرفونه بشيء خاص ، فينبغي أن يكون في كل زمان حفاظه ، قد يكون الحافظ في زمن المتأخر ليس بحافظ في زمن المتقدم ))
([9])(ذم الكلام وأهله)(2/ 60)
([10]) (تحرير علوم الحديث)(1/430 ـ 431)
([11]) ( الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع)(ص 26 ـ 28 / ط : مكتبة أهل الحديث)
([12]) قال الشيخ تعليقا في الهامش : (( المعروف أن دخول الشيخ ربيع في الإخوان أول الأمر كان لغرض شريف وهو ليدعوهم إلى تطبيق المنهج السلفي في الدعوة إلى الله وفي باب الجهاد والولاء والبراء بل وفي كل ما يأتي المكلف وما يذر من أمر الله ونهيه ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم والتأسي به في كل قول وفعل واعتقاد وأدب ))

عبدالله بن العيد عدونة
31-Oct-2013, 10:39 PM
جزاك الله خيرا أبا أنس

ووفقك لما يحب ويرضى

أبو الوليد خالد الصبحي
05-Nov-2013, 07:28 AM
جزيت خيرا

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
07-Nov-2013, 12:20 AM
جزاكما الله خيرا ونفع بكما