المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيسى كلمة الله ألقاها إلى مريم وروح منه-تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد-



أبو أنس عبد الكريم الجزائري
25-Oct-2013, 02:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول لله و آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال الشيخ العلامة سليمان ابن الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
-قوله وكلمته إنما سمي عليه السلام كلمة الله لصدوره بكلمة كن بلا أب قاله قتادة وغيره من السلف
- قال الامام أحمد فيما أملاه في الرد على الجهمية الكلمة التي ألقاها الى مريم حين قال له بكن فكان عيسى كن وليس عيسى هو بكن ولكن كن كان فكن من الله قول وليس كن مخلوقا وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالت عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى عيسى روح الله من ذات الله وكلمة الله من ذات الله كما يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة انتهى يعني به ما قال قتادة وغيره
-قوله ألقاها الى مريم قال ابن كثير خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبرائيل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل فكان عيسى باذن الله عز وجل وصارت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم والجميع مخلوق لله عز وجل ولهذا قيل لعيسى إنه كلمة الله وروح منه لأنه لم يكن له أب تولد منه وإنما هو ناشىء عن الكلمة التي قال له كن فكان والروح التي أرسل بها جبريل عليه السلام
-قوله وروح منه قال أبي بن كعب عيسى روح من الأرواح التي خلقها الله عز وجل واستنطقها بقوله ألست بربكم قالوا بلى بعثه الله إلى مريم فدخل فيها رواه عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهم
- وقال أبو روق وروح منه أي نفخة منه إذ هي من جبرائيل بأمره وسمي روحا لأنه حدث من نفخة جبرائيل عليه السلام
-وقال الامام أحمد وروح منه يقول من أمره كان الروح فيه كقوْله تَعَالَى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا مِنْهُ ) يقول من أمره
-وقال شيخ الاسلام المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله تعالى قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب وإن كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبرائيل عليهما السلام وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره لكن الأعيان المضافة إلى الله تعالى على وجهين:
- أحدهما أن تكون تضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها فهذا شامل لجميع المخلوقات كقولهم سماء الله وأرض الله ومن هذا الباب فجميع المخلوقين عبيدالله وجميع المال مال الله وجميع البيوت والنوق لله
-الوجه الثاني أن يضاف اليه لما خصه به من معنى يحبه ويأمر به ويرضاه كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون في غيره وكما يقال عن مال الفيء والخمس هو مال الله ورسوله ومن هذا الوجه فعباد الله هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه انتهى ملخصا والمقصود منه أن إضافة روح إلى الله هو من الوجه الثاني والله أعلم .
-من كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد باب فضل التوحيد و ما يكفر من الذنوب(تحقيق الشيخ أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي)-