المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هناك دعاة ضلال وإنحراف يسعون لنشر الفتنة بين الناس. . ...الشيخ صالح الفوزان الفوزان-حفظه الله-



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
31-Oct-2013, 10:15 PM
العلامة الفوزان:
هناك دعاة ضلال وإنحراف يسعون لنشر الفتنة بين الناس.
في توجيهات قيمة للشباب العلامة صالح الفوزان:
قد ينتسب للدعوة الإسلامية من يريد الانحراف للشباب ويسعى لنشر الفتنة بين الناس!!
في الرجوع لأهل العلم أمان من التأثر بالمناهج الداخلية المنحرفة
الكثير من الكتيبات والمحاضرات والمقالات تصدر اليوم عن جهلاء!.
هناك مضلون منتسبون للدعوة ويريدون انحراف الشباب.
مشكلتنا اليوم أن باب الدعوة اصبح واسعا كل يدخل فيه
إعداد / معاوية بن أحمد الأنصاري:
العلماء يدفعون الشبه عن الأمة، ويلجمون من يقع في الأنبياء، لأنهم ورثة الأنبياء، بل إنهم صمام أمان الأمة ولا شك؛ إليهم يرجع في النوازل
والمدلهمات، فضلهم عظيم، خطرهم جزيل، الحيتان والنمل لهم في البحر والجحور تستغفر، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع، والعلماء في القيامة
تشفع• حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، يذكرون الغافل، ويعلمون الجاهل، لا يتوقع منهم بائقة، ولا يخاف منهم غائلة، بجميل موعظتهم يرجع المقصرون،
لطاعة لهم في غير معصية الله واجبة، والمعصية لهم محرمة، من أطاعهم رشد، ومن عصاهم عند، ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه فيقول
العلماء يعمل، وعن رأيهم يصدر، وما ورد على ولاة المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون، وعن رأيهم يصدرون، وما أشكل على قضاة المسلمين
من حكم، فبقول العلماء يحكمون وبعلمهم وعلى علمهم يعولون، حجة الله على العباد، ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة {لئلا يكون للناس على الله حجة(165)} [النساء] هم سراج البلاد، ومنار العباد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيف،
مثلهم في الأرض كالنجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا طمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر الظلام أبصروا.
فليس ذو العلم بالفتوى كجاهلها
ولا البصير كأعمى ما له بصر
وما أشد حاجتنا للعلماء في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة وإيمانا من مجلة الدعوة بأهمية الأخذ بتوجيهات ونصائح العلماء الراسخين انتقينا مجموعة من الأسئلة التي يحتاجها الشباب في هذه الفترة الحرجة والتي أجاب عليها صاحب الفضيلة معالي الشيخ د• صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء.

* فضيلة الشيخ: لقد كثر المنتسبون إلى الدعوة هذه الأيام، مما يتطلب معرفة أهل العلم المعتبرين، الذين يقومون بتوجيه الأمة وشبابها إلي منهج الحق والصواب، فمن هم العلماء الذين تنصح الشباب بالاستفادة منهم، ومتابعة دروسهم وأشرطتهم المسجلة، وأخذ العلم عنهم، والرجوع إليهم في المهمات والنوازل وأوقات الفتن؟

الدعوة إلى الله أمر لا بد منه، والدين إنما قام على الدعوة والجهاد بعد العلم النافع، {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3)} [العصر]. فالإيمان يعني العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته وعبادته، والعمل الصالح يكون فرعا من العلم النافع، لأن العمل لا بد أن يؤسس على علم. والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والتناصح بين المسلمين، هذا أمر مطلوب، ولكن ما كل أحد يحسن أن يقوم بهذه الوظائف، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم وأهل الرأي الناضج، لأنها أمور ثقيلة مهمة، لا يقوم بها إلا من هو مؤهل للقيام بها، ومن المصيبة اليوم أن باب الدعوة صار بابا واسعا،
كل يدخل منه، ويتسمى بالدعوة، وقد يكون جاهلا لا يحسن الدعوة، فيفسد أكثر مما يصلح، وقد يكون متحمسا يأخذ الأمور بالعجلة والطيش، فيتولد عن فعله من الشرور أكثر مما عالج وما قصد إصلاحه، بل ربما يكون ممن ينتسبون للدعوة، ولهم أغراض وأهواء يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة وتشويش أفكار الشباب باسم الدعوة والغيرة على الدين، وربما يقصد خلاف ذلك، كالانحراف بالشباب وتنفيرهم عن مجتمعهم وعن ولاة أمورهم وعن علمائهم، فيأتيهم بطريق النصيحة وبطريق الدعوة في الظاهر، كحال المنافقين في هذه الأمة، الذين يريدون للناس الشر في صورة الخير.

أضرب لذلك مثلا في أصحاب مسجد الضرار، بنوا مسجدا، في الصورة والظاهر أنه عمل صالح، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه من أجل أن يرغب الناس فيه ويقره، ولكن الله علم من نيات أصحابه أنهم يريدون بذلك الإضرار بالمسلمين، الإضرار بمسجد قباء، أول مسجد أسس على التقوى، ويريدون أن يفرقوا جماعة المسلمين، فبين الله لرسوله مكيدة هؤلاء، وأنزل قوله تعالى: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون (107) لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجالِ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين(108)} [التوبة]. يتبين من هذه القصة العظيمة أن ما كل من تظاهر بالخير والعمل الصالح قد لا يكون صادقا فيما يفعل، فربما يقصد من وراء ذلك أمورا بعكس ما يظهر.

فالذين ينتسبون إلى الدعوة اليوم فيهم مضللون يريدون الإنحراف بالشباب وصرف الناس عن الدين الحق وتفريق جماعة المسلمين والإيقاع في الفتنة، والله سبحانه وتعالى حذرنا من هؤلاء: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليمِ بالظالمين (47)} [التوبة] فليس العبرة بالانتساب أو فيما يظهر، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور.

والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة يجب أن ينظر فيهم:
أين درسوا؟
وأين أخذوا العلم؟ وأين نشأوا؟
وما هي عقيدتهم؟
وتنظر في أعمالهم وآثارهم في الناس، وماذا أنتجوا من الخير؟
وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح؟
يجب أن تدرس أحوالهم قبل أن يغتر بأقوالهم ومظاهرهم، هذا أمر لا بد منه، خصوصا في هذا الزمان، الذي كثر فيه دعاة الفتنة، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة بأنهم قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الفتن قال: " دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم، قذفوه فيها "، سماهم دعاة!
فعلينا أن ننتبه لهذا،
ولا نحشد في الدعوة كل من هب ودب، وكل من قال: أنا أدعو إلى الله، وهذه جماعة تدعو إلى الله! لا بد من النظر في واقع الأمر، ولا بد من النظر في واقع الأفراد والجماعات، فإن الله سبحانه وتعالى قيد الدعوة إلى الله بالدعوة إلى سبيل الله، قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله (108)} [يوسف]، دل على أن هناك أناسا يدعون لغير الله، والله تعالى أخبر أن الكفار يدعون إلى النار، فقال: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه (221)} [البقرة] فالدعاة يجب أن ينظر في أمرهم. قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عن هذه الآية : {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله (108)} [يوسف] " فيه الإخلاص، فإن كثيرا من الناس إنما يدعو إلى نفسه،

ما هي الضوابط الشرعية التي يحافظ بها المسلم على التزامه وتمسكه بمنهج السلف الصالح وعدم الانحراف عنه والتأثر بالمناهج الدخيلة المنحرفة؟

- الضوابط الشرعية تفهم من مجموع ما سبق الكلام فيه، وذلك بأن:

1 - يرجع الإنسان إلى أهل العلم وأهل البصيرة يتعلم منهم ويستشيرهم في ما يجول في فكره من أمور، ليستصدر رأيهم في ذلك.

2 - التروي في الأمور، وعدم العجلة، وعدم التسرع في الحكم على الناس، بل عليه أن يتثبت، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقِ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (6)} [الحجرات] وقال سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرةِ كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا (94)} [النساء].

3 - ثم إذا ثبت، فعليكم بمعالجته بالطرق الكفيلة بالإصلاح، لا بالطرق المعنفة أو بالطرق المشوشة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "بشروا ولا تنفروا"، وقال: إنما بعثتم مبشرين لا منفرين"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن منكم لمنفرين، فمن أم الناس فليخفف، فإن وراءه الضعيف وذا الحاجة". وعلى كل حال فالأمور تعالج بحكمة وروية، ولا يصلح لكل أحد أن يتدخل في مجال لا يحسن التصرف فيه.

4 - وكذلك من الضوابط أن يتزود الإنسان من العلم النافع بمجالسة أهل العلم والاستماع لآرائهم، وكذلك بقراءة كتب السلف الصالح وسير المصلحين من سلف هذه الأمة وعلمائها، وكيف كانوا يعالجون الأمور، وكيف كانوا يعظون الناس، وكيف كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكيف كانوا يحكمون على الأشياء، وهذا مدون في سيرهم وفي تراجمهم وفي أخبارهم وفي قصص الماضين من أهل الخير وأهل الصلاح وأهل الصدق. {لقد كان في قصصهم عبرةِ لأولي الألباب (111)} [يوسف] ، فالإنسان فرد من هذه الأمة، والأمة هي مجموع المسلمين من أول ظهور الإسلام إلي قيام الساعة، هذا هو مجموع الأمة، والمسلم يراجع سير السلف الصالح، وأخبارهم، وكيف كانوا يعالجون الأمور، وهديهم في ذلك، حتى يسير على نهجهم، ولا ينظر إلى أقوال المتسرعين وأخبار الجهلة الذين يحمسون الناس على غير بصيرة.

إن كثيرا من الكتيبات اليوم أو المحاضرات أو المقالات تصدر عن جهلاء بأمور الشرع، يحمسون الناس، ويأمورون الناس بما لم يأمرهم الله به ولا رسوله، ولو كان هذا صادرا عن حسن قصد وحسن نية، فالعبرة ليست بالقصد والنية، العبرة بالصواب، والحق هو ما وافق الكتاب والسنة بفهم السلف، أما الناس - ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإنهم يخطئون ويصيبون، فيقبل الصواب، ويترك الخطأ.


* ما هي توجيهات فضيلتكم لبعض شباب الصحوة الذين يستعجلون في ممارسة الدعوة وإصدار الفتاوى بغير علم؟

لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على من عنده الاستطاعة للقيام بها عمليا وبدنيا وعقليا، ومن لا يستطيع القيام بالدعوة، فإنه يدعو للمسلمين بالتوفيق والنصر، وإن كان ذا مال، فإنه يساعد على الدعوة بماله، من طبع الكتب، وتوزيعها، وإعانة الدعاة إلى الله.

وأما الفتوى، فإنها منصب خطير، لا يجوز الإقدام عليه، إلا ممن هو مؤهل بالعلم الذي تلقاه من ثقات العلماء، ولا يفتي إلا عند الضرورة، إذا لم يوجد من هو أعلم منه. العلماء والشباب


* هل لكم يا فضيلة الشيخ أن تبينوا لنا علاقة الشباب بالعلماء وما الذي ينبغي أن يكونوا عليه لأنه يوجد من ينتقص من علمائنا الكبار ويختار دعاة الشباب؟

هذا خطر عظيم، إذا حصل انفصال بين العلماء وبين الشباب، حصل الخطر العظيم، لأن الشباب إذا انفصلوا عن علمائهم تولاهم دعاة السوء وحرفوهم عن الحق، كالذئب يحاول فصل الغنم عن الراعي من أجل أن يعبث بها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" فالتي تخرج عن جماعتنا وعن منهجنا هذه يأكلها الذئب، والذئب هنا من دعاة السوء.

فعلى شباب المسلمين أن يرتبطوا بعلمائهم، وعلماء هذه البلاد - ولا نزكي على الله أحدا - والذي نعلم من حالهم أنهم من خيرة الناس وأنهم من أصلح الناس ولله الحمد، لأنهم نشأوا على عقيدة سليمة، وتعلموا من مشايخهم علما صحيحا، تفقهوا في دين الله على يد علمائهم، وعلماؤهم تفقهوا على من قبلهم، وهكذا. الخط ماش ولله الحمد، فلا تزهدوا في علماء هذه البلاد.

وجربتم الفرق بين علماء هذه البلاد وبين غيرها، أنا لا أنتقص العلماء الآخرين، ولكن أقول: علماؤنا معرفون لدينا، نثق بهم ونعرف من أين تعلموا ومن أين أخذوا العلم وأين نشأوا، فهم معروفون لدينا، أما غيرهم من العلماء الآخرين، فلا نطعن فيهم، ولكن نقول: نحن لا نعرف من أين أخذوا العلم، ولا نعرف من أين تعلموا، لا نعرف مستواهم العلمي، لا نعرف مقاصدهم ونياتهم، فنحن نتوقف في أمرهم وفي شأنهم، لا نطعن فيهم ولا نسارع في الثقة بهم من غير معرفة.

هذا دين، والدين لا بد أن يؤخذ عن توثق وعن يقين وعن معرفة وعن بصيرة، وعلماء هذه البلاد حسب علمنا بهم أنهم ولله الحمد من خيرة العلماء، ما قصروا في تعليمنا وفي توجيهنا وفي إرشادنا، فلماذا يرخصون علينا، ونزهد فيهم، ونلتمس العلم عن غيرهم، ونلتمس التوجيه من غيرهم؟ هذا خطأ عظيم.

* ما هي أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم؟

الجواب: أوصاف العلماء الذين يقتدى بهم هم أهل العلم بالله سبحانه وتعالى، الذين تفقهوا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتحلوا بالعلم النافع والعمل الصالح؛ فلا يقتدى بعالم لا يعمل بعلمه، ولا يتقدى بجاهل ليس عنده علم، ولا يغتدى إلا بمن جمع بين الأمرين: العلم النافع، والعمل الصالح.

وبالنسبة للذين يقتدى بهم في بلادنا ومن تؤخذ أشرطتهم، وهم كثيرون ولله الحمد، معروفون عند الناس، لا يجهلهم أحد، لا البادية ولا الحاضرة، ولا الكبار ولا الصغار، هم القائمون على أعمال هذه الأمة من الفتوى والقضاء والتدريس وغير ذلك، الذين عرف عنهم العمل والتقى والورع، وعلى رأس علمائنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، فإنه رجل من الله عليه بالعلم الغزير والعمل الصالح والدعوة إلى الله والإخلاص والصدق وما لا يخفى على كل أحد، وهو ولله الحمد صدر عنه خير كثير من الكتابات ومن المؤلفات ومن الأشرطة ومن الدروس، وكذلك العلماء الذين يفتون في برنامج (نور على الدرب)، هؤلاء أيضا ولله الحمد عرفت عنهم الفتاوى الصائبة والأقوال النافعة في الغالب، وكذلك إخوانهم من أصحاب الفضيلة كبار القضاة؛ لأنه لا يشتغل بالقضاء ويثق الناس به في دمائهم وأموالهم وفروجهم إلا من كان موثوقا بعلمه.

* ما حكم الاعتداء على الكافر في بلاد المسلمين بالضرب أو القتل وإن كان ذلك بسبب ما يقوم به من إفساد أو فسق؟

لا يجوز الاعتداء على الكافر إذا دخل بلاد المسلمين بالأمان والعهد، لأنه في ذمة المسلمين، لا يجوز غدر ذمة المسلمين، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالوفاء بالعهود؛ قال تعالى: {وإن أحدِ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه (6)} [التوبة]، وأما إذا ارتكب شيئا يقتضي العقوبة، فإن الذي يتولى ذلك هو ولي الأمر، ولا يجوز لأفراد الناس أن يعاقبوه، لأن هذا يحصل منه الفوضى والاعتداء، ولكن من حصل منه شيء يخل بدين المسلمين أو يضر بأحد من المسلمين؛ فإنه يرفع إلى ولي الأمر ليتولى هو مجازاة هذا المعتدي

* ما هو الأسلوب الذي نقابل به الكفار الذين قدموا إلينا، هل نعاديهم؟ أم نقابلهم بالخلق وندعوهم إلى الله؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا؟.

إذا استقدمناهم وأعطيناهم الأمان؛ لا يجوز أن نعتدي عليهم أو نضرهم، بل يجب العدل حتى يذهبوا وينهوا عقدهم ويذهبوا إلى بلادهم؛ لأنهم دخلوا بأمان، ونحن استقدمناهم، فيجب أن نتعامل معهم بالعدل، ولا نظلمهم، ونعطيهم حقوقهم، أما محبتهم؛ فنحن لا نحبهم، لكن كوننا نبغضهم في الله لا يقتضي أننا نظلمهم أو نبخس شيئا من حقهم أو نعتدي عليهم؛ لأن الله تعالى يقول: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8]، لكن في المستقبل يجب أن ننهي استقدامهم، ونستبدلهم بإخواننا المسلمين من العمال في البلاد الأخرى.
سحاب

سمير ثابت الجبيري
10-Nov-2013, 07:45 AM
احسنت