المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم المسلمة المتزوجة من نصراني(يليه تعقيب الشيخ على الفتوى) الشيخ: الجابري



أبو عبيدة رماح الحامدي
02-Nov-2013, 07:19 AM
حكم المسلمة المتزوجة من نصراني(يليه تعقيب الشيخ على الفتوى) الشيخ: الجابري بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال العاشر من بريطانيا؛
تقول السائلة: هل يصح لزوج أمي أن يكون محرمًا لي؟ تربَّيْت عنده منذ السَّنة الرابعة من عمري وهو نصراني ولكن لا يطبِّق دينه؟

الجواب:
يعني لعلَّ أمها نصرانية.
الطالب: يظهر يا شيخ أنها غير نصرانية لكن الوالد نصراني.
الشيخ: يعني كيف مسلمة تتزوج نصرانيًا؟! هذا كُفُر ورِدَّة.
أنا أقول: يظهر أنَّكِ مُسلمة فلا تبقَيْ مع هذا النصراني، ولو كانت أمُّكِ في عصمته، وإن كانت أمك مسلمة فلتخرج ولتبايِن هذا النصراني، ولا تبقى معه فإن بقيت معه بعد هذا الكلام بلغيها مني السَّلام - إن كانت مسلمة فبلغيها مني السَّلام - وأن لا تبقى في حبال هذا النصراني، فإن بقِيَت بعد ذلك فهي كافرة مرتدة، وأنتِ ما دمتِ مسلمة فاخرجي - بارك الله فيك - ولا تعدِّيه محرمًا لك؛ لأنه ليس مسلمًا. نعم.
السؤال:
شيخنا – حفظكم الله – السؤال الأول:
استشكل على البعض في الغَرْب فتواكم في تكفير المرأة المتزَوِجة من نصراني فهل لكم – بارك الله فيكم – أن توضحوا هذه المسألة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته, الحمد لله وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد,
فهذهِ المسألة إيضاحها في أمور:
الأمر الأول: ليعلمُ كلُّ مسلمٍ ومسلمة أنَّ زواج المسلمة من كتابيّ أو غيره من الكفَّار كفرٌ وردَّة عن دين الله - سُبْحانَه وتَعالى -، فالذي أحلَّه الله – سُبْحانَه وتَعالى – في كتابِه وصَحَّت بهِ السُّنَّة وأَجْمَعَ عليهِ الأئِمَّة هو زواج المسلم من الكتابيَّة فقط, لا مجوسية ولا غيرها، هذا من حيث العموم، فليُفْهَم هذا, وأنا حينما أقرِّر هذه القاعدة ليس من تلقاءِ نفسي بل هو ممَّا وَرِثناهُ من قواعدِ أهل السُّنَّة، فأهل السنّة من قواعدِهِم الفرق بين التَّعميم والتَّعيين، فالتعميم كما قلت لكم.
ثانيًا: مَن تَزَوَّجت بِيهودي أو نَصْراني من المسلمات وهي تَعْلَمُ أنَّ ذلكَ حرام وكُفر فهي مرتدَّة, شاءَت أم أَبَت, وحقُّها أن تُجبر على الخروج من عندِه وتركِه فإن أَبَت قَتَلَها الحاكم المُسْلِم.
الحالة الثانية: أن تكون جاهلة, وهذا في تصوُّري بعيد, لكن نضع أقلَّ الاحتمالات, فهذِهِ حينَ تبلُغُها الموعظة وتَعْلَم أنَّ زواجها من هذا الكافر, نصراني أو يهودي, حرام ورِدَّة عن دينِ الله, فيَجِبُ عليها فِراقُه, وإن بَقِيَت معَهُ بعد هذا، فإنَّها مرتدَّة عن دين الله وكافرة, ولو صلَّت ولو صامت ولو حجَّت ولو.. إلى غير ذلك.
هذا إيضاح لتلك المسألة التي مرَّت قبل أظن أسبوع أو أسبوعين, نسيت الآن.
وأمَّا البنت - بنت هذه المرأة - فأنا أؤكِّد أن ذلك النصراني ليسَ محرمًا لها، فإن استطاعت أن تذهب إلى مَلاجِئْ مسلمة، وتسكن فيها معه أخواتِها المسلمات فهذا فرضُها، وإِلَّا بقِيَت مع أمّها، مع إن يجب أن تخرج هي وأمُّها الآن، لكن في حال أنَّ أمها عاندت وأصَرَّت ولَجْلَجَت، وهي لا تستطيع أن تُغادِر؛ تبْقى في مَنْهى عن هذا الرَّجل، ويجب عليها أن تَحْتَجِب منه لأنه أجنبي، هذا نصراني وهي مُسْلِمة.
وبعض الناس يُلَبِّس يقول هذا تكفير بالكبيرة! كيف تكفير بالكبيرة؟! هذا ليسَ كبيرة هذا كُفُر؛ تكذيبٌ للقرآنِ والسُّنةِ والإجماع، أعْني من حَيْثُ العموم، والمَسْألة كما فَصَّلتُ لكم.
تعقيب الشيخ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أبدأ هذه الحلقة بتعقيبٍ على ما صَدَرَ مِنِّي في يومي الثامن عشر من رمضان عام أربعةٍ وثلاثين وأربعمائة وألف؛ والسابع والعشرين منه، في شأنِ امرأةٍ مسلمة تَزَوَّجت كافرًا، والخلاصة أنِّي أفتيت بأنَّها مرتدة، وبعد النظر والدراسة المستفيضة ذكَّرني بعض أصحابي الناصحين قيْدًا فاتني، فأقول - وبالله التوفيق -: تلك المرأة تُنصح ويُبَيَّن لها أنَّ هذا حرام بالأدلة ويجتهد مِمَّن يحسن الدليل والبيان، فإذا فَهِمَت وبَقِيَت معه مُصِرَّةً على ذلك، مُسْتَحِلة له - أعني النكاح - بالقول الصريح، فتقول مثلًا: هو زوجي والنِّكاح حلال؛ فإنها مرتدة؛ هذا جَرْيًا على القواعد العامة، قلت هذا لأنها لا تخلو من حالين:
إحداهما: أن تبقى معه غير مُسْتَحِلَةً ذلك، فهذا يكون زنى، حكمها حكم الزانية، والنكاح مفسوخ كما قال الشافعي – رحمه الله- في الأم.
والحالة الثانية:أن تُصَرِّح بأنَّ النكاح حلال، وأنها لن تفارقه على هذا بناءً على ذلك، فهي في هذه الحال مرتدة، لأن تحريم نكاح المسلمة للكتابي فضلًا عن غيره من أصحاب الملل الكافرة مُحَرَّمٌ بالنَّص والإجماع، وبالله التوفيق http://ar.miraath.net/sites/default/files/fatawah/questions/open_session_23_sh_obaid_10.mp3

http://www.al-amen.com/vb/Juice/images/misc/progress.gif