المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [مقتطف] فالأولون غلاة ، وهؤلاء جفاة



ابو همام ايمن بن حسن
04-Nov-2013, 10:39 PM
طائفة من الناس تحوَّل عندهم يوم عاشوراء من كل عام إلى يوم مناحةٍ ومأتم يمارسون فيه أعمالاً لا تُرضي الله سبحانه وتعالى وليست هي من دين الله بل جاء الدين الإسلامي بتحريمها ومنعها وتجريمها وبيان عقوبة فاعلها ؛ من نياحةٍ ولطمٍ للخدود وشقٍّ للجيوب ودعاءٍ بدعوى الجاهلية بل إلى ما هو أعظم من ذلك ألا وهو الشرك بالله بالاستغاثة بالحسين والالتجاء إليه وسؤاله قضاء الحاجات وتفريج الكربات في أمور لا تُسأل ولا يلتجأ فيها إلا إلى رب الأرض والسماوات . والنياحة - عباد الله - قال عنها نبينا عليه الصلاة والسلام :(( النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ)) ، وقال عليه الصلاة والسلام : (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ )) ، فبدل أن يكون يوم عاشوراء يوم صيام شكراً لله عز وجل تحوَّل عند أقوامٍ بسبب هذه الحادثة إلى يوم مناحة ومأتم تمارس فيه أعمال ليست من دين الله عز وجل ، بل إن كثيراً منهم يتقرَّب في ذلك اليوم بأن يريق شيئاً من دمه إما من ناصيته أو من ظهره ويعتقد أن ذلك موجباً للغفران ورفعة الدرجات !! وهيهات أن يكون ذلك العمل من دين الله عز وجل أو أن يكون من شرعه أو أن يكون مما يرضاه الحسين ابن علي وغيره من سادات الصحابة وأولياء الله المتقين .vوقابل هؤلاء القوم الغلاة أقواماً آخرين عاملوا أهل البيت بالجفاء والتنقُّص والاحتقار وعدم معرفة أقدارهم ؛ ألا وهم الناصبة الذين ناصبوا آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام العداء ، فجعلوا ذلك اليوم يوم فرح يوسِّعون فيه على أنفسهم باللباس وبالأطعمة وبالحلوى وبالزينة ونحو ذلك . وهذه طريقةٌ مقابلة للطريقة الأولى مضادة لها ؛ فالأولون غلاة ، وهؤلاء جفاة .vوخير الأمور أوساطها لا تفريطها ولا إفراطها وهو الطريق الذي عليه أهل السنة والجماعة والحق والاستقامة بأن مضوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم يصومونه شكراً لله جل وعلا ، وأما ما حدث للحسين في ذلك اليوم فإنه معدود عند أهل السنة جريمة عظيمة وظلم وعدوان ، والحسين رضي الله عنه قُتل في ذلك اليوم شهيداً في سبيل الله لكننا لم نُؤمر عند قتل الشهداء لا الحسين ولا غيره أن نتخذ ذلك اليوم مأتماً أو يوم مناحةً أو نحو ذلك ؛ فهذه كلها من أعمال الجاهلية وليست من دين الله تبارك وتعالى في شيء .
مقتبسة من خطبة لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى . 7-1-1433