المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الصحف الفاجرة مقال للشيخ عبد القادر بن إبراهيم النائلي رحمه الله .



أبو عبد الله بلال الجزائري
08-Nov-2013, 06:34 AM
نبذة مختصرة عن الشيخ عبد القادر بن إبراهيم النائلي.










هو الإمام اللغوي الأديب الفقيه الشيخ عبد القادر بن إبراهيم بن الشيخ الطعبي السعداوي عرشا ، المسعدي مولدا، النائلي ، ولد سنة 1888 في دوار عرش أولاد طعبة في سفوح مسعد في بيت متواضع من بيوت أولاد سعد بن سالم إحدى البطون النائلية المتمركزة في جنوب الجلفة.

عرف بالمسعدي نسبة لمسقط رأسه. ولد في أسرة كريمة عرفت بالتقوى والصلاح,، حيث كان أبوه أحد أعيان عرش أولاد سعد بن سالم.

وقد حرصت والدته على تربيته وتنشئته على القيم والمباديء الإسلامية ، وكانت تخدمه بنفسها. وأدخله والده الكتاب وحفظ القرآن في سن مبكرة (سبع سنوات). وكان عصامي يجتهد لتعليم نفسه فبدأ يطالع ما وجده من الكتب،, حيث قرأ القط،, ولامية الأفعال لابن مالك، والقاموس المحيط، والسيرة النبوية لابن هشام والعقد الفريد والكثير من المؤلفات الأخرى مما أكسبه علما غزيرا، وكان يحضر ندوات العلم وحلقات الدرس التي كانت تقام عبر المساجد، ويستمع ويسجل ثم التحق بمقاعد الدراسة ليتحصل على الشهادة الابتدائية إلا أنه لا يُعرف من شيوخ المسعدي إلا اثنين أولهم الشيخ الطاهر بن العبيدي العبيدي الذي درس عليه بتقرت النحو والفقة والتوحيد وبقي عنده طيلة ستة أشهر و مع هذا لم يؤثر فيه شيخه بسلوكه الصوفي، وختم الألفية في حضرته في صفر 1328 وعمره آنذاك 24 سنة.

وقد نبغ المسعدي في كثير من العلوم حيث كان يعتمد عليه في الفقه وكانت فتاواه مصدرا للتشريع آنذاك. كان يعلم بالجامع الكبير بمسعد. كما درس بالجلفة، ويدرس لطلبته كتب الصلاة والفرائض وعين مفتي الجلفة سنة1928 ، كما عرف عنه كاتبا في صحف جمعية العلماء إذ لما تأسست جمعية العلماء أصدرت قرارا لها في 1933 يقتضي بتخصيص جزء من الشهاب تنشر فيه خطبها ومحاضراتها وفتاويها وجميع منشوراتها العلمية ثم أنشئت الجمعية فيما بعد جرائد وفي سنة 1935 صدرت البصائر. فنشر فيها عدد من المقالات والآراء ، و كان من الأوائل الذين التحقوا بها، حيث شارك في الاجتماع التأسيسي المنعقد بتاريخ 17 ذي الحجة 1349 الموافق 5 ماي 1931 بنادي الترقي بالعاصمة. حيث تم وضع القانون الأساسي للجمعية والمصادقة عليه، والموافقة على تشكيل المكتب الإداري للجمعية. كما كان يحضر لأغلب الندوات التي تقيمها الجمعية وحتى الاجتماعات الرسمية ومنها حضوره الجمعية العامة لجمعية العلماء المنعقدة في العاصمة من 1 إلى 30/11/1934 بناء على الدعوة الموجهة إليه من رئيسها بتاريخ 17/10/1934 ، وربط علاقات متينة مع شيوخها خاصة الشيخان عبد الحميد ابن باديس والبشير الإبراهيمي الذي كان يتبادل معه الزيارة والرسائل.

وقد ترك العديد من المؤلفات ما زالت مخطوطات منها:

1- شرح لامية الأفعال لابن مالك

2- طرفة البيان على نظم تحفة الإخوان وهو شرح على رسالة البيان للدرديرّ

3- الكلام عن الولاية في الإسلام

4- تفضيل البادية بالأدلة البادية [وهي رسائل أدبية تبادلها مع عبد الرحمن الديسي]

5- الصلاة

6- البدعة في الإسلام

7- شرح لامية العرب للشنفرى

8- مظالم حاكم رباط مسعد المتوالية دكتاتورية غير متناهية.

وفتاوى كثيرة مختارات أدبية جمعها من أمهات الكتب.

9- ديوان شعر مخطوط

10- شرح على تحفة الأفاضل للشيخ العبيدي

توفي رحمه الله يوم 30 أوت 1956 ([1]).








حول الصحف الفاجرة



اطلعت في بعض الصحف الفاجرة على مقال بعنوان : (ضحايا جمعية العلماء) ، و الحقيقة أني من ضحايا أعدائها.

زعمت الورقة المتعجرفة أني سجنت بسبب فتنة عامة و الحقيقة من ذلك بمراحل ، و لكن شأن الورقة الحلف. ما سمعنا و ايم الله بفتنة ولا خلاف و إنما أنا منذ عرفت نفسي لم أحد عن مشربي طرفة عين من قول الحق و لو على النفس و الأقربين و أتبع كتاب الله و سنة رسوله (صلى الله عليه و سلم )([2]) و تزييف البدع بأسرها مقتديا في ذلك بهدي ابن عبد الله و بقوله إمام الأيمة و نجم أهل السنة مالك بن أنس رضي الله عنه ك (من استحسن بدعة فقد ادعى أن محمدا (صلى الله عليه و سلم)([3])خان الرسالة)([4]) إذ لي معرفة بمذهبه و مشربه و مازلت و لن أزال أدعو إلى سبيل ربي بالحكمة و الموعظة الحسنة ما عشت مستسهلا ما ألا فيه في تلك السبيل .

أما جمعية العلماء رضوان الله عليهم فإني لم أنخرط إلى الآن في عضويتهم و لكن المشرب متحد و طريق الحق مفردة و لا طريقة توصل إلى مرضاة الله غير طريق محمد (صلى الله عليه و سلم)([5]) و أصحابه و الأيمة الراشدين.

أُولَئِكَ آبَائي فَجِئْني بمِثْلِهِمْ *** إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ([6]).

و إن كنت تنسبينهم أيتها الورقة الضالة المضلة إلى ابن عبد الوهاب فما عرفنا من ابن عبد الوهاب إلا أنه حنبلي متصلب في دينه جزاه الله عن الأمة و الملة خيرا كسائر أئمة المسلمين الهادين المهتدين.

فلا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ *** بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ([7]).

و إلا فعادلي بين مذهبه السني السني و بين شريك الباطني الإلحادي الإسماعيلي الرافضي مذهب الرقص و الشخير و الضرب على الأستاه([8]) بالبندير فأين الثريا من الثرى ؟ أم كيف لا أفخر بنسبتي إلى قوم أخلصوا دينهم لله و تحملوا في مرضاته سخط أهل العظمة و الجاه و سأزيدك أن والدي أكبر مقاديم القادرية و أنا وارث سجادته كما زعم الخرافيون هداهم الله إلى سواء السبيل.

أما سجني فلأغراض شخصية بداعي المنافسة و الحسد على الرتبة العلمية و المواهب الربانية فقط من قاضي البلدة و حاكمها كما أوضحته الجرائد الحرة و ما بقي سينشر بأوضح بيان و أجلى برهان . و ها أنا ذا بحمد الله طليق أتبع القضية شرعا بعد أن عرف أولوا الأمر بأنها تهمة مزورة و دعوى مغرضة زائفة غير مبررة و البحث جار و نحن الطالبون و لن يضيع حق وراءه طالب ليحق الحق و يبطل الباطل و لو كره نجاحكم والكافرون. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾[الشعراء:227].

أما كفى هذه الورقة السخيفة و قوفها في صف أعداء الأمة و الدين و تمويهها على البله المغفلين حتى تتحامل و تتهجم على أعراض الأبرياء من علماء الدين ظنا منها أن كل عالم عدو مبين لو مادرت المسكينة أن الطرقية قضت على نفسها بنفسها بتدجيل رؤوسها الجهال و مجاهرة أكابرها ارتكاب الكبائر و التلبس بالفسق و الفجور و الضلال و أنها لعمر الله([9]) لو استقامت حق الاستقامة لنالتها الكرامة و لم تبال بمن يناويها و لو يتقلد الزعامة.

دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ *** وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ([10]).

و لتعلم علم اليقين أنها مادامت ملازمة لما هي عليه الآن لم تزدد من الأمة إلا بعدا و لو أيدتها السلطة بكل ما لديها عزا و استكبارا و لتتحقق أن الحكومة إذا تحققت ذلك من الأمة لم تلبث أن تلفظها لفظ النخامة و تنبذها نبذ الحذاء المرقع فتخسر عند ذلك الأمة و الحكومة فتصبح بلا دنيا و لا آخرة و العاقبة للمتقين([11]).






عبد القادر بن إبراهيم بالجلفة لطف الله به.

=======
[1] : مختصرا من مقال بعنوان : (أول من يتذكر العلامة عبد القادر بن إبراهيم النائلي). بقلم: حفناوي بن عامر غول.
[2] : كانت في الأصل (صلعم) و الأفضل أن تكتب صلى الله عليه و سلم كاملة و قد أفتى كل من الشيخ ابن باز و ابن عثيمين بحرمة كتابة (صلعم) و (ص) عند الصلاة و السلام على رسول الله إلا الشيخ الألباني رحمه الله فإنه يرى جواز كتابة (ص) خلافا لكتابة(صلعم) كما في (سلسلة الهدى والنور رقم الشريط: 165).
[3] : كانت في الأصل (صلعم).
[4] : ذكره الشاطبي في الاعتصام الباب الثاني : في ذم البدع و سوء منقلب أصحابها (1/62) بتحقيق مشهور. عن ابْنُ الْمَاجِشُونِ أنه قال : (سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: مَنِ ابْتَدَعَ فِي الْإِسْلَامِ بِدْعَةً يَرَاهَا حَسَنَةً، زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَانَ الرِّسَالَةَ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3]، فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، فَلَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا).
[5] : كانت في الأصل (صلعم).
[6] : ديوان الفرزدق (ص:360).
[7] :هذا البيت للنابغة الذبياني من قصيدة بعنوان : (كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ).
[8] : من إِسْتٌ جمع إِسْتَاتٌ و أَسْتَاهٌ بمعنى الدبر.
[9] : قال الشيخ فركوس حفظه الله : (قال القرطبي في تفسيره (10/41) عن بعض أهل المعاني في معرض قول الشاعر:لعمر الله أعجبني رضاها "لا يجوز هذا، لأنّه لا يقال لله عمر، وإنّما هو تعالى أزلي ذكره الزهرواني" أمّا لفظة "لعمري" أو "لعمرك" فقد كرهها كثير من أهل العلم لأنّ معناها: "وحياتي" وهو منقول عن إبراهيم النخعي ومالك وغيرهما، وقد استعملها السلف الصالح منهم عمر بن الخطاب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم، والإمام الشافعي والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى وابن القيم في روضة المحبين، وغيرهم من العلماء رحمهم الله تعالى. ولا يلزم منها القسم، وقد ألف الشيخ حماد الأنصاري رسالة باسم "القول المبين في أنّ "لعمري" ليست نصا في اليمين".
هذا، وجدير بالتنبيه أنّ لفظ "العمر" (بضم العين وفتحها) لغتان ومعناهما واحد إلاّ أنّه لا يستعمل في القسم إلاّ بالفتح كما ذكر القرطبي، وعليه يحمل كلام السلف على عدم إرادة اليمين، أمّا من أراد القسم واليمين فحكمه المنع لأنّه قسم جاهلي ورد النهي عنه (انظر: غمر عيون البصائر للحموي:1/45، ومعجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد:470)، ولا يخفى أنّه لا يجوز الاستدلال بقوله تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر : 72] على جواز استعماله لأنّه يجوز لله تعالى ما لا يجوز لغيره).
أنظر مقال بعنوان : في نصيحة نافعة ووصية جامعة. المصدر : موقع الشيخ فركوس . ضيف الموقع : مقالات ورسائل الشيخ عبد الحميد بن باديس.
[10] : أبيات منسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[11] : البصائر : الجمعة 13 ربيع الثاني 1385هـ/ 02 جوان 1939 م (العدد:168).