أبو عبد الله بلال الجزائري
11-Nov-2013, 05:17 PM
ضعف حديث
عاشوراء صوموا يوما قبله أو يوما بعده
(لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده . يوم عاشوراء)
قال الإمام الألباني رحمه الله في الضعيفة : (منكر بهذا التمام : أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 287) عن ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ داود هو ابن علي بن عبد الله بن عباس ، وهو مقبول عند الحافظ .
وابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ؛ ضعيف سيىء الحفظ .
وقد روي عنه بلفظ :
(صوموا يوماً قبله ، ويوماً بعده)ليس فيه : "لئن بقيت ..." ، وهو مخرج في "حجاب المرأة المسلمة" (ص 89) .
وذكر اليوم الذي بعده منكر فيه ؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح بلفظ :
(لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ).
أخرجه مسلم و البيهقي([1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)) و غيرهما)([2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2))
و مما يشهد لبطلان هذه الزيادة ما رواه البيهقي في الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول : ( خَالِفُوا اليَهُودَ، صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ)([3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3)) ، و كذلك حديث ابن عباس المتقدم الذي رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة : (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)([4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4)) ، وما رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة ([5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5)) أيضاً: (انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4883)رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ ، فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ ، وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا ، قُلْتُ : هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ؟ ، قَالَ : نَعَمْ)([6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6)).
هذا و قد جاء أيضا عنابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قال : (أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَاشِرٍ)([7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn7)) .
إلا أنه قد يعتقد البعض أن بين الأحاديث تعارض ، و هذا ليس بصحيح([8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn8))، قال الشوكاني رحمه الله تعالى: (أرشد ابن عباس السائل له إلى اليوم الذي يصام فيه ، وهو التاسع ، ولم يجب عليه بتعيين يوم عاشوراء أنه اليوم العاشر ؛ لأن ذلك مما لا يسأل عنه ، ولا يتعلق بالسؤال عنه فائدة ، فابن عباس لما فهم من السائل أن مقصوده تعيين اليوم الذي يصام فيه ؛ أجاب عليه بأنه التاسع . وقوله "نعم" بعد قول السائل : أهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم ؟ بمعنى : نعم هكذا كان يصوم لو بقي ؛ لأنه قد أخبرنا بذلك ، ولا بد من هذا ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - مات قبل صوم التاسع) ([9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn9)).
قال الألباني رحمه الله : (وهذا أحسن ما قيل في تأويل قول ابن عباس هذا ، وبه تجتمع الأحاديث ويزول التعارض الظاهر منها) ([10] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn10)) .
هذا و الأحاديث التي مرت فيها دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر طريقة مقيّدة لمخالفة اليهود فلا يجوز أن نعدل عنها أو أن نعمد إلى غيرها إلا بدليل و الله تعالى أعلم.
=====
[1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref1): أخرجه في الكبرى برقم (8402).
[2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref2): الضعيفة (9/288) ، رقم (4297) ، و انظر كذلك ضعيف الجامع (4649).
[3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref3): الكبرى للبيهقي (4/475) طبعة : دار الكتب العلمية ، رقم (8404)، وصحَّحه الألبانيُّ في جلباب المرأة المسلمة (ص:177).
[4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref4): مسلم : كِتَاب الصِّيَامِ (http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&pid=106751):بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ ، حديث رقم (1134).
[5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref5): قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5049)، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=8160)، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=2218)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=1368)، قَالَ : (انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4883)رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا...) الحديث.
[6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref6): مسلم : كِتَاب الصِّيَامِ (http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&pid=106751):بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ ، حديث رقم (1133).
[7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref7): أخرجه الترمذيُّ في: أبواب الصوم: باب ما جاء عاشوراء: أَيُّ يَومٍ هو؟ ، رقم (755) ، وصحَّحه الألبانيُّ في : صحيح الترمذي (1/399) ، وانظر: صحيح الترغيب و الترهيب (1/593) ، رقم (1018).
[8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref8): انظر : فتوى للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله حول هذا الموضوع بعنوان : (في حكم الاقتصار على صوم التاسع من المحرَّم ) فقد أفاد و أجاد فجزاه الله خيرا.
[9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref9): نيل الأوطار : كتاب الصيام (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1321&idto=1394&lang=&bk_no=47&ID=533):أبواب صوم التطوع (402/8-403) بتحقيق صبحي حلاق.
[10] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref10): الضعيفة للألباني (8/310).
عاشوراء صوموا يوما قبله أو يوما بعده
(لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده . يوم عاشوراء)
قال الإمام الألباني رحمه الله في الضعيفة : (منكر بهذا التمام : أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 287) عن ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ داود هو ابن علي بن عبد الله بن عباس ، وهو مقبول عند الحافظ .
وابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ؛ ضعيف سيىء الحفظ .
وقد روي عنه بلفظ :
(صوموا يوماً قبله ، ويوماً بعده)ليس فيه : "لئن بقيت ..." ، وهو مخرج في "حجاب المرأة المسلمة" (ص 89) .
وذكر اليوم الذي بعده منكر فيه ؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح بلفظ :
(لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ).
أخرجه مسلم و البيهقي([1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1)) و غيرهما)([2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2))
و مما يشهد لبطلان هذه الزيادة ما رواه البيهقي في الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول : ( خَالِفُوا اليَهُودَ، صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ)([3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3)) ، و كذلك حديث ابن عباس المتقدم الذي رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة : (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)([4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4)) ، وما رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة ([5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5)) أيضاً: (انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4883)رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ ، فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ ، وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا ، قُلْتُ : هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ؟ ، قَالَ : نَعَمْ)([6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6)).
هذا و قد جاء أيضا عنابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قال : (أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَاشِرٍ)([7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn7)) .
إلا أنه قد يعتقد البعض أن بين الأحاديث تعارض ، و هذا ليس بصحيح([8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn8))، قال الشوكاني رحمه الله تعالى: (أرشد ابن عباس السائل له إلى اليوم الذي يصام فيه ، وهو التاسع ، ولم يجب عليه بتعيين يوم عاشوراء أنه اليوم العاشر ؛ لأن ذلك مما لا يسأل عنه ، ولا يتعلق بالسؤال عنه فائدة ، فابن عباس لما فهم من السائل أن مقصوده تعيين اليوم الذي يصام فيه ؛ أجاب عليه بأنه التاسع . وقوله "نعم" بعد قول السائل : أهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم ؟ بمعنى : نعم هكذا كان يصوم لو بقي ؛ لأنه قد أخبرنا بذلك ، ولا بد من هذا ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - مات قبل صوم التاسع) ([9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn9)).
قال الألباني رحمه الله : (وهذا أحسن ما قيل في تأويل قول ابن عباس هذا ، وبه تجتمع الأحاديث ويزول التعارض الظاهر منها) ([10] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn10)) .
هذا و الأحاديث التي مرت فيها دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر طريقة مقيّدة لمخالفة اليهود فلا يجوز أن نعدل عنها أو أن نعمد إلى غيرها إلا بدليل و الله تعالى أعلم.
=====
[1] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref1): أخرجه في الكبرى برقم (8402).
[2] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref2): الضعيفة (9/288) ، رقم (4297) ، و انظر كذلك ضعيف الجامع (4649).
[3] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref3): الكبرى للبيهقي (4/475) طبعة : دار الكتب العلمية ، رقم (8404)، وصحَّحه الألبانيُّ في جلباب المرأة المسلمة (ص:177).
[4] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref4): مسلم : كِتَاب الصِّيَامِ (http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&pid=106751):بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ ، حديث رقم (1134).
[5] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref5): قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5049)، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=8160)، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=2218)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=1368)، قَالَ : (انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4883)رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا...) الحديث.
[6] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref6): مسلم : كِتَاب الصِّيَامِ (http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&pid=106751):بَاب أَيُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِي عَاشُورَاءَ ، حديث رقم (1133).
[7] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref7): أخرجه الترمذيُّ في: أبواب الصوم: باب ما جاء عاشوراء: أَيُّ يَومٍ هو؟ ، رقم (755) ، وصحَّحه الألبانيُّ في : صحيح الترمذي (1/399) ، وانظر: صحيح الترغيب و الترهيب (1/593) ، رقم (1018).
[8] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref8): انظر : فتوى للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله حول هذا الموضوع بعنوان : (في حكم الاقتصار على صوم التاسع من المحرَّم ) فقد أفاد و أجاد فجزاه الله خيرا.
[9] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref9): نيل الأوطار : كتاب الصيام (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1321&idto=1394&lang=&bk_no=47&ID=533):أبواب صوم التطوع (402/8-403) بتحقيق صبحي حلاق.
[10] (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref10): الضعيفة للألباني (8/310).