المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية قيمة من شيخ الإسلام لطالب العلم حول كتب العلوم وما ينفع منها.



أبو ريحانة عصام الليبي
18-Nov-2013, 12:44 PM
قال شيخ الإسلام (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)ابن تيميِّة -رحمه الله تعالى -: " وأما ما تعتمد عليه من الكتب في العلوم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)فهذا باب واسع، وهو أيضاً يختلف باختلاف نشء الإنسان في البلاد، فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر بالله سبحانه في تلقي العلم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي يستحق أن يُسمى علماً.
وما سواه إما أن يكون علماً فلا يكون نافعاً، وإما أن لا يكون علماً وإن سُمي به.
ولئن كان علماً نافعاً فلابد أن يكون من ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يُغني عنه مما هو مثله وخير منه.
ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه.
فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يَعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس إذا أمكنه ذلك.
وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدُعُ بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلي من الليل: " اللهم ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"*.
"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم".
وأما وصفُ الكتب والمصنفين فقد سُمع منا في أثناء المذاكرة ما يسَّره الله سبحانه.
وما في الكتب المصنفة المبوَّبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، لكن هو وحده لا يقوم بأصل العلم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في أبواب العلم، إذ لابد من معرفة أحاديث أُخر وكلام أهل الفقه وأهل العلم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)في الأمور التي يختص بعلمها بعض العلماء.
وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t30625/)إيعاباً، فمن نوَّر الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالًا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي لبيد الأنصاري" أوليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟ فماذا تُغني عنهم؟".
فنسال الله العظيم أن يرزقنا الهُدى والسداد، ويُلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهّاب.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على أشرف المرسلين" .أ.هــــــــــــ من [الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة ص(60-64) . ط.مكتبة التراث الإسلامي].
___________________

* قال النووي:" قوله" اللهم ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض" قال العلماء: خصَّهم بالذكر وإن كان الله تعالى رب كل المخلوقات كما تقرَّر في القرآن والسنة من نظائره من الإضافة إلى كل عظيم المرتبة وكبير الشأن دون ما يُستحقر ويُستصغر فيقال له سبحانه وتعالى ربُّ السماوات والأرض ربُّ العرش الكريم وربُّ الملائكة والروح ربُّ المشرقين وربُّ المغربين ربُّ الناس ملك الناس إله الناس رب العالمين رب كل شيء رب النبيين خالق السماوات والأرض فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلًا فيها. فكل ذلك وشبهه وصفٌ له سبحانه بدلائل العظمة وعظيم القدرة والمُلك، ولم يُستعمل ذلك فيما يُحتقر ويُستصغر؛ فلا يقال رب الحشرات وخالق القردة والخنازير وشبه ذلك على الإفراد، وإنما يقال خالق المخلوقات وخالق كل شيء وحينئذٍ تدخل هذه في العموم والله أعلم، قوله صلى الله عليه وسلم: " إهدني لما اختُلف فيه من الحق" ، معناه ثبتني عليه كقوله تعالى: ( اهدنا الصراط المستقيم) " أ.هـــــ. [المحقق]