المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن بحاجة اليوم إلى أن ننظر إلى أحوالنا ونتفحَّص فيها كما ندقق ونتحرز في أقوالنا. كلمات للشيخ المفضال رائد آل طاهر حفظه الله



أبو ريحانة عصام الليبي
09-Dec-2013, 02:53 PM
يقول الشيخ رائد آل طاهر وفقه الله وسدّده :

" ... والغريب أننا جميعًا نعرف أضرار التعصب ومفاسد التحزب، ونحذِّر من آثارهما كثيرًا في مجالسنا ومقالاتنا؛ ولكن الواقع العملي على خلاف ذلك!!.
أو بعبارة أخرى؛ ندعو إلى ذم التعصب والتحزب بلسان القال، ولكن بعضنا يدعو إليهما بلسان الحال، ندندن كثيرًا: أنَّ العلماء غير معصومين؛ ونقول دائمًا: كلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن من جهة العمل والحال لا يقبل بعضنا النقد لأحد أهل العلم ولو كان النقدُ موافقًا للدليل!، وندافع عن قول أحد أهل العلم ولو خالف الدليل أو الحجة والبرهان!.
والتعصب أو التحزب شهوة خفية، فالطالب بطبعه يميل إلى أقوال شيخه، والمسلم بطبعه يميل إلى فتوى علماء بلده، وأحدنا يميل إلى أكابر العلماء دون مَنْ سواهم وإلى جمهورهم دون مَنْ تفرَّد عنهم؛ ولكن قد يُخطئ الشيخ الذي أخذت العلم على يديه ويُصيب غيره، وقد يُخطئ علماء البلد ويصيب غيرهم، وقد يُخطئ الكبير ويُصيب الصغير، وقد يُخطئ الجمهور ويصيب الأقل؛ وهذه أمور لا نزاع فيها من حيث التأصيل، ولكن الخلاف فيها يظهر عند التنزيل؛ فلو قلتَ: أنَّ الإمام المجدد الألباني رحمه الله أو الإمام العلامة ابن عثيمين رحمه الله قد أخطأ في مسألة كذا، أو في تزكية فلان أو في تجريح فلان، والدليل على ذلك كذا وكذا، لوجدتَ فينا مَنْ يتعصَّب له ولا يقبل هذا النقد أو التخطئة!!.
فنحن بحاجة اليوم إلى أن ننظر إلى أحوالنا ونتفحَّص فيها كما ندقق ونتحرز في أقوالنا؛ وبخاصة أولئك الذين تصدَّروا للدعوة والتدريس، وهم في نظر الناس موضع قدوة وإقتداء؛ فربَّ دعوة ظاهرها الإتباع والارتباط بالعلماء وحقيقتها التعصب والتحزب حولهم؛ وإلا فما معنى أننا نلزم طلبة العلم بالأخذ بفتوى فلان من المشايخ أو بحكمه في فلان من الناس بغير بينة منه؛ مع وجود بينة أخرى على خلاف قوله من غيره من المشايخ؟ وطالب العلم هو الذي يتبع أقوال الغير بحجة لا يُدانيها ما هو أقوى منها.
فالواجب علينا أن ندعو إلى التجرد للحق، ونبذ التعصب أو التحزب للخلق، الواجب أن نرغِّب الناشئين في طلب العلم إلى البحث العلمي وتحرير المسائل وتحقيقها، وأن نبصِّرهم بقواعد الجرح والتعديل في نقد الأفراد، وكيفية التعامل مع المخالِف، وأسلوب الرد العلمي الموضوعي؛ وبهذا نُعظِّمُ الحقَّ في النفوس، ونرحمُ الخلق كما جاءت به النصوص.
ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في [المجموع: 20/164]:((وليس لأحدٍ أن يُنَصِّبَ للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، ولا ينصِّب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة؛ بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)). "أ.هـ

من كتاب: ( البراهين العتيدة في كشف أحوال وتأصيلات علي الحلبي الجديدة) . قرأه العلامتين ربيع ومحمد بن هادي المدخلي حفظهما الله تعالى.

أبو الوليد خالد الصبحي
11-Dec-2013, 08:51 PM
جزاك الله خيرا على هذا نقل المبارك

أبو ريحانة عصام الليبي
02-Mar-2014, 01:14 PM
وأنت كذلك جزاك الله خيراً على مرورك واهتمامك

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
02-Mar-2014, 08:49 PM
أحسن الله اليك اخي الفاضل

أبو ريحانة عصام الليبي
02-Mar-2014, 09:50 PM
بارك الله فيك أخي أبا عبد المصور .سررتُ بمرورك