المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دفع بهت وكيد مقال مشرفي (منتدى الحلبي) عن العلامة ربيع المدخلي ـ الحلقة الأولى ـ



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
12-Dec-2013, 01:59 PM
دفع بهت وكيد مقال مشرفي ( منتدى الحلبي) عن العلامة ربيع المدخلي

ـ الحلقة الأولى ـ




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد نشر بعض الأخوة الكرام في منتديات السلفية عن الشيخ بدر بن محمد البدر أن العلامة صالح بن محمد اللحيدان ـ حفظه الله ورعاه ـ قال له : ((وهنا ثلاثة ليس للناس شغل إلا هم : الألباني ومحمد أمان الجامي وربيع المدخلي، وهم إخواننا نعرفهم جيداً وهم على خير.)) ([1] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn1))
وذكر عن العلامة صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ورعاه ـ في تكذيب وبيان ما نًسب إليه من أنه يطعن في عقيدة الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ ، قال : ((هذا كذب وافتراء ليس بصحيح أنا لا أطعن بالألباني ولا أحذر منه، هؤلاء يبحثون عن الفتن اتركوهم عنكم ولا تلتفتوا إليهم، ولا نعلم عن الألباني إلا خيراً.))
أقول ( بشير)
هذه الكلمات العظيمة من هذين الإمامين تنبئ على خبرتهما ومعرفتهما واطلاعهما على ما هو واقع ويجري في الساحة من الفتن ، والتي من أشدها وأخبثها التشغيب على أصول السنة التي كان عليها أئمة الحديث والجماعة ، والتشكيك في ديانة ونزاهة وأمانة أئمتها الذين يرجع إليهم في معرفة الحلال والحرام وما يستجد في الأمة من الأحداث والنوازل .
لأن هؤلاء أئمة أهل السنة والجماعة بمثابة الأركان التي تقوم بهم السنة وتحمى ، فإذا طعن فيهم وشكك في أمانتهم وديانتهم وأخبارهم ضعفت السنة وقوى وظهر أمر البدعة وأهلها ، ولهذا تجد أهل الفتن من الصدر الأول إلى يومنا هذا يسعون في التخريب والزعزعة هذا الأصل والتشكيك في ثوابته ، وذلك بالكذب والافتراء على هؤلاء الأئمة الأتقياء تارة ، أو بتحريف كلامهم وبتره تارة ، ويعظم أمرهم وتستحكم فتنتهم إذا راجت في أواسط أهل السنة وصدق أقوالهم الإفسادية بعض أهل الصلاح ، فحينها تعظم الشبهة عند هؤلاء أهل الصلاح من ذوي أهل العلم وعند اتباعهم وتلامذتهم ، وينخدع بها من لم يعرف ويقف على حقيقة فتنتهم ومصانعهم السرية التي لا تنتج إلا الخبث والمكر والفساد ، ولك يا أيها القارئ الكريم أن تعتبر ما أحدثه أهل الأهواء والبدع و الإجرام والإفساد من الكذب والافتراءات على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هم منه برءاء ، مما كان سببا في حدوث تلك الفتنة بغير اختيار السابقين رضي الله عنهم .
قال العلامة ابن أبي العز الحنفي ـ رحمه الله ـ في (شرح الطحاوية)(ص 493 ـ 494)
(( فَالْخِلَافَةُ ثَبَتَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِمُبَايَعَةِ الصَّحَابَةِ، سِوَى مُعَاوِيَةَ مَعَ أَهْلِ الشَّامِ.
وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قُتِلَ كَثُرَ الْكَذِبُ وَالِافْتِرَاءُ عَلَى عُثْمَانَ وَعَلَى [مَنْ] كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ كَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، وَعَظُمَتِ الشُّبْهَةُ عِنْدَ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْحَالَ، وَقَوِيَتِ الشَّهْوَةُ فِي نُفُوسِ ذَوِي الْأَهْوَاءِ وَالْأَغْرَاضِ، مِمَّنْ بَعُدَتْ دَارُهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَيحْمِي اللَّهُ عُثْمَانَ أَنْ يَظُنَّ بِالْأَكَابِرِ ظُنُونَ سُوءٍ، وَيَبْلُغَهُ عَنْهُمْ أَخْبَارٌ، مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُحْدَثٌ، وَمِنْهَا مَا لَمْ يُعْرَفْ وَجْهُهُ، وَانْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ أَهْوَاءُ قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْعُلُوَّ فِي الْأَرْضِ. وَكَانَ فِي عَسْكَرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنْ أُولَئِكَ الطُّغَاةِ الْخَوَارِجِ، الَّذِينَ قَتَلُوا عُثْمَانَ - مَنْ لَمْ يُعْرَفْ بِعَيْنِهِ، وَمَنْ تَنْتَصِرُ لَهُ قَبِيلَتُهُ، وَمَنْ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ حُجَّةٌ بِمَا فَعَلَهُ، وَمَنْ فِي قَلْبِهِ نِفَاقٌ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ إِظْهَارِهِ كُلِّهِ، وَرَأَى طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ أَنَّهُ إِنْ لَمْ يُنْتَصَرْ لِلشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ، وَيُقْمَعْ أَهْلُ الْفَسَادِ وَالْعُدْوَانِ، وَإِلَّا اسْتَوْجَبُوا غَضَبَ اللَّهِ وَعِقَابَهُ. فَجَرَتْ فِتْنَةُ الْجَمَلِ عَلَى غَيْرِ اخْتِيَارٍ مِنْ عَلِيٍّ، وَلَا مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، وَإِنَّمَا أَثَارَهَا الْمُفْسِدُونَ بِغَيْرِ اخْتِيَارِ السَّابِقِينَ ..)) ا.هـ

ولا تزال تلك الأفاعيل الإجرامية الخبيثة تفعل أفاعيلها ويجدد بضاعتها أهل الأهواء والفتن ويروجونها في صفوف أهل السنة والجماعة لزعزعة صفهم ووحدتهم وإضعاف قوتهم وتفريق شملهم ، ولا نحسب فتنة السرورية والحدادية والمأربية والحلبية إلا من هذا القبيل والبضاعة ، فكلهم وقفوا وقفة رجل واحد للتشغيب على أصول السنة والطعن في أهلها والتشكيك في مرجعيتها وديانة ونزاهة أئمتها ، إما بالكذب عليهم أو تحريف كلامهم أو بإحداث ما لم يعرف وجهه من الأقوال والأخبار والحكايات ، وهذا أظهر من أن يذكر عنهم ، ولك يا أيها القارئ أن تتأمل وتنظر في حملتهم الشرسة الخبيثة على العلامة ربيع بن هادي المدخلي التي مادتها وسلاح حربها إلا الكذب والافتراء وتحريف كلامه وكلام غيره من الأئمة للإيقاع به وإسقاطه وتشويه سمعته وإحداث الفتنة بين العلماء ، وتصوير للأمة أن الشيخ ربيعا المدخلي على غير نهج أئمة الدعوة السلفية في العلم والعمل .
ومن تأمل في تلك النقولات والافتراءات ومصدرها وجدها كلها صنعت في مصنع القطبية والسرورية والحدادية ومنها خرجت وفي أسواق زبانيتها تروج وتوزع .
وقد تجلت هذه الحقيقة في مقال ( من أقوال "كبار أهل العلم" في نقد الدكتور ربيع المدخلي , وبعض أقواله ومواقفه .) المنشور في منتديات ( كل السلفيين) للحلبي .
فهذا المقال قد أظهر حقيقة الحلبي ومع من يتعامل بغرض إفساد أصول السنة ، وأبرز حقده الكبير على الشيخ ربيع المدخلي الذي كان ردحا من زمان يتمسح به ويشيد بمؤلفاته ومقالاته .
قد عرفنا أن تلك اللملمة الكاسدة البائرة التي حواها هذا المقال الواهي وتكاثر بها ودحرجها ما هي إلا من بضاعة القطبية والحدادية قد كشفتها الألسنة المحقة والأقوال الصادقة حين ظهورها ورواجها ، فانكشفت واضمحلت ، لكن من إفلاس الحلبي وتشبثه بكل ميتة وجيفة يظن أن هذه الافتراءات والواهيات تخدمه وتجبر ضعفه !!
ولكن يا للأسف وخيبة تصرفاته ما زادته إلا وهاء وبيانا لما هو عليه من الضلال والفساد والبدعة وسقوطا من عيون أهل السنة والجماعة ، بل هذه اللملمة ما زادت الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في عيون أهل السنة والجماعة إلا رفعة ، وبينت الصدق ما هو عليه من الحق، إذ بضدها تتبين الأشياء
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في ( التبيان في أقسام القرآن)(ص 182)
(( ولا ينتقص هذا بمن ادعى النبوة من الكذابين فإن حالة كانت ضد حال الرسول من كل وجه بل حالهم من أظهر الأدلة على صدق الرسول ومن حكمة الله سبحانه أن أخرج مثل هؤلاء إلى الوجود ليعلم حال الكذابين وحال الصادقين وكان ظهورهم من أبين الأدلة على صدق الرسل والفرق بين هؤلاء وبينهم فبضدها تتبين الأشياء والضد يظهر حسنه الضد فمعرفة أدلة الباطل وشبهه من أنواع أدلة الحق وبراهينه ))
ولنا يا أيها القارئ الكريم أن نبيّن بعض الواهيات والمنكرات التي احتواها ذاك المقال لتقف على مصداق ما نبهنا عليه ، ولكي ينجلي الغبار على بعض العيون التي انخدعت بثرثرة الحلبي .
قولهم : ((ومقالات المشرفين –بحمد الله- قد أعيت القوم وأهمَّتهم، وكانت سبباً في تراجع العديدين منهم ومفارقتهم لهذا المنهج المسخ، أو على الأقل هزَّت كثيراً من المسلَّمات المغلوطة في أذهان من كان منهم له مُسكةُ عقلٍ أو بقيةٌ من إنصافٍ. ))
أقول
هذا من التمويه والتلبيس الذي أقامه أهل الباطل والضلال في كل زمان ومكان بغرض التشويش على أهل الحق ، والتلبيس على الخليقة والاستخفاف بهم، وهم ما أرادوا بهذا التمويه إلا كتمان الحق وإخفاء باطلهم .
قال الله تعالى :{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ، فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ، فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }
قال الإمام السعدي ـ رحمه الله ـ عند التفسير هذه الآيات الكريمة : (( {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} أي: استخف عقولهم بما أبدى لهم من هذه الشبه، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا حقيقة تحتها، وليست دليلا على حق ولا على باطل، ولا تروج إلا على ضعفاء العقول.
فأي دليل يدل على أن فرعون محق، لكون ملك مصر له، وأنهاره تجري من تحته؟
وأي دليل يدل على بطلان ما جاء به موسى لقلة أتباعه، وثقل لسانه، وعدم تحلية الله له، ولكنه لقي ملأ لا معقول عندهم، فمهما قال اتبعوه، من حق وباطل. {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} فبسبب فسقهم، قيض لهم فرعون، يزين لهم الشرك والشر. ))([2] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn2))
الأمر الثاني : من أولئك العلماء، بل طلبة العلم الأتقياء والعامة النبلاء الذين هزتهم مقالاتكم الفاسدة وثرثرتكم الكاسدة ؟!
فإن الحلبي لا يزال يترقى في الباطل ويتضح أمره عند أهل السنة عامتهم فضلا خاصتهم يوما بعد يوم ، وما منتداه ( كل السلفيين) وما فيه من الهراء والأباطيل والسفاهات والمنكرات والمضحكات المبكيات المنتشرة المنشورة فيه إلا عنونا ودليلا على ما هو عليه من الفساد الكبير والتغير المشين الذي يتنزه عنه عامة الأمة ، وأنى ينخدع به ويصدقه ويوافق عليه العلماء وطلبة العلم الأتقياء .
نعم قد يوافقهم على ما هم عليه من الباطل والضلال من كان على شاكلتهم وجامعهم في بعض أصولهم التي هم عليها ، ومن وافقهم في بعض أغراضهم من العلو والرياسة والحسد وتصفية الحسابات وغير ذلك من رعونات النفس التي تكون سببا في إعراضهم عن الحق وعدم قبوله ، مما يتنزه منها أهل العلم والإيمان ومن رزق التقوى والإخلاص وإعمال السنن ظاهرا وباطنا مع القريب والبعيد ، فهذا الصنف الأخير لا تجده مع الفتن إلا كالجبال الراسيات لا تضره ولا تزلزله ، بل ما تزده إلا قوة وثباتا، وتميزه عن أهل الفتن وتظهر أخلاقه وتمحص أعماله وتبرز منزلته في الأمة الإسلامية ، بخلاف الصنف الأول فهم أسرع للانتكاس والتحول والتغير والتلون ، كما هو حال أهل الكلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (مجموع الفتاوى)(4/ 50 ـ 51)
(( أَنَّك تَجِدُ أَهْلَ الْكَلَامِ أَكْثَرَ النَّاسِ انْتِقَالًا مِنْ قَوْلٍ إلَى قَوْلٍ وَجَزْمًا بِالْقَوْلِ فِي مَوْضِعٍ وَجَزْمًا بِنَقِيضِهِ وَتَكْفِيرِ قَائِلِهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَهَذَا دَلِيلُ عَدَمِ الْيَقِينِ. فَإِنَّ الْإِيمَانَ كَمَا قَالَ فِيهِ قَيْصَرُ لَمَّا سَأَلَ أَبَا سُفْيَانَ عَمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هَلْ يَرْجِعُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ سَخْطَةً لَهُ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إذَا خَالَطَ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ " ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ - عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوْ غَيْرُهُ -: " مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ ".
وَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ فَمَا يُعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَلَا صَالِحِ عَامَّتِهِمْ رَجَعَ قَطُّ عَنْ قَوْلِهِ وَاعْتِقَادِهِ بَلْ هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ صَبْرًا عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ اُمْتُحِنُوا بِأَنْوَاعِ الْمِحَنِ وَفُتِنُوا بِأَنْوَاعِ الْفِتَنِ وَهَذِهِ حَالُ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ كَأَهْلِ الْأُخْدُودِ وَنَحْوِهِمْ وَكَسَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ حَتَّى كَانَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: " لَا تَغْبِطُوا أَحَدًا لَمْ يُصِبْهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ بَلَاءٌ ". يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ لَا بُدَّ أَنْ يَبْتَلِيَ الْمُؤْمِنَ فَإِنْ صَبَرَ رَفَعَ دَرَجَتَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْعَصْرِ إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .)) ا.هـ
الأمر الثالث : إن نفرة أهل الباطل عن الحق وعدم قبوله لا يدل أنهم على الحق وأن الحق باطل ، فهذا لا يقوله من كان عنده مسكة من العقل ، بل لا يتفوه بهذا إلا من أعمى الله بصيرته وبلغ من الجهل والفساد ذروته والله المستعان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (مجموع الفتاوى)(4/ 189)
(( وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مُجَرَّدَ نُفُورِ النَّافِرِينَ أَوْ مَحَبَّةِ الْمُوَافِقِينَ: لَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ وَلَا فَسَادِهِ إلَّا إذَا كَانَ ذَلِكَ بِهُدَى مِنْ اللَّهِ بَلْ الِاسْتِدْلَالُ بِذَلِكَ هُوَ اسْتِدْلَالٌ بِاتِّبَاعِ الْهَوَى بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ. فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْإِنْسَانِ لِمَا يَهْوَاهُ هُوَ أَخْذُ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ الَّذِي يُحِبُّهُ وَرَدُّ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ الَّذِي يُبْغِضُهُ بِلَا هُدًى مِنْ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} وَقَالَ: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} وَقَالَ تَعَالَى لدَاوُد: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} . فَمَنْ اتَّبَعَ أَهْوَاءَ النَّاسِ بَعْدَ الْعِلْمِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَبَعْدَ هُدَى اللَّهِ الَّذِي بَيَّنَهُ لِعِبَادِهِ: فَهُوَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ. وَلِهَذَا كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ أَهْلَ الْبِدَعِ وَالتَّفَرُّقِ - الْمُخَالِفِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ - أَهْلَ الْأَهْوَاءِ: حَيْثُ قَبِلُوا مَا أَحَبُّوهُ وَرَدُّوا مَا أَبْغَضُوهُ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ.)) ا.هـ
قولهم : (( إن الشيخ المدخلي وكبار أعوانه قد أعياهم مقارعة الحجج الكثيرة، والبراهين المتواترة التي زخرت بها مقالات (مشرفي منتدى كل السلفيين) والمثبِتة لتناقض الشيخ ربيع المدخلي، وتباين اختياراته ومواقفه: فلم يجدوا مناصاً من أن يلجؤوا إلى أواخر دعاويهم التي يتشبّثون بها –دائماً-ويرهبون بها أتباعهم، ويدحرجونها من موضعٍ إلى آخر للتعمية على عقول أتباعهم ومريديهم؛ بغية منعهم من التَّأثر(!)بما جاء في مقالات المشرفين..
ألا وهو ادّعاء: " تزكية العلماء للشيخ ربيع بن هادي المدخلي " ... ))
أقول
إن الحلبي واتباعه يوهمون الأمة الإسلامية أن أصل نزاعهم مع أهل السنة والجماعة هو من أجل شخص الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ورعاه ـ ، وهذا من الكذب الذي لا ينطلي على أحد من أهل العلم والسنة ، ويكذبه الواقع وردود أهل السنة على الحلبي ومنهم اللجنة ، وهذا قبل أن يتكلم فيه الشيخ ربيع المدخلي ، بل العلماء وطلبة العلم النبلاء يردون على الحلبي ويبينون أصوله الفاسدة ، والشيخ ربيع المدخلي ينصح فيه وهو صابر عليه مع تنبيهه له على تلك الأخطاء لعله أن يراجع أمره و يرجع عنها .
قال فضيلة الشيخ محمد بازمول : (( يقول السؤال : هل يشترط في التبديع من وقع في البدعة أو البدع أن تقام عليه الحجة لكي يبدع أو لا يشترط ؟
الجواب : في قضية الرد عليه ووصفه بالبدعة هذا المقام نسميه أحنا مقام الرد لا يشترط فيه ذلك ، حتى والله كنا أحيانا نلوم الشيخ ربيع على تأخير الرد وسكوته على الرد وعدم إظهاره الرد ـ والله العظيم ـ يعني أنا أتذكر الشيخ ربيع صبر سبع سنوات وثمانية سنوات في الرد على أبي الحسن وصبر على الشيخ فالح مدة وصبر على علي حسن عبدالحميد وأنا شاهد على هذا مدة كنا نلومه ، ليش ؟
لأن نرى في الرد بيان .
ولكن الشيخ إيش كان يقول ؟
كان يؤمل في هؤلاء الخير ، ويصبر ويتحمل ، وفي بعض الأوقات نسب الشيخ إلى الإرجاء ، تدرون عن هذا ؟ أنتم ما تدرون ، أنا أدري بسبب سكوته ، نسب الشيخ من بعض الجهلة ، نسب الشيخ إلى الإرجاء وصبر الشيخ وتحمل .
وإلا لا يلزمه في مقام الرد أن .. لأن هناك إيش ؟
هناك نصيحة لعامة المسلمين ، هذا الرجل نشر كلامه في عامة المسلمين .
فتدرون الرسالة اسمها ( مجمل اعتقاد أهل السنة ) شتوها الذي نشرها مركز الشيخ الألباني ، حط اسم الشيخ ربيع فيها ، صح .
الشيخ علي حسن عبدالحميد جاءنا ..الكتاب ، فالشيخ ربيع طلب مني إني أقرأ ، قال : أنا أقرأ يا ولدي وأنت أقرأ ، وهات ملاحظتك نقدمها للشيخ علي ، طلب منا الشيخ علي الملاحظات .
فالشيخ كتب ملاحظات وأنا كتبت ملاحظات .
فقلنا يا شيخ علي غير هذه الأشياء ، وإن شاء الله فيه خير ما فيه مشكل .
يقوم الشيخ علي ينشر ( مجمل الاعتقاد) الذي نشره مركز الشيخ الألباني ، ينشر بدون تغيير الملاحظات وحط اسم الشيخ ربيع من ضمن الذين يوافقهم ، وصبر الشيخ ، من يصدق هذا الكلام ؟ ما أحد يصدق .
لكن هذا أنا أشهد أمام الله عز وجل أنه حصل ، وصبر الشيخ ...)) ([3] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn3) )
ولك يا أيها القارئ الكريم أن ترجع وتنظر في كتاب( صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي ) للشيخ الفاضل أحمد بازمول ، وكتاب (البراهين العتيدة في كشف أحوال وتأصيلات علي الحلبي الجديدة) للشيخ الفاضل أبي معاذ رائد آل طاهر ـ حفظهما الله ـ ، لتقف على فضاعة ما هم عليه من الكذب ، وأن أصل نزاع أهل السنة مع الحلبي هو لمخالفته أصول أهل السنة والجماعة ومفارقته إجماعاتهم وتشكيكه في ثوابت أصول ديانتهم والتي منها الطعن في علماء الأمة ورد أخبارهم وأحكامهم في المخالفين ، وتأليب الأحداث والسفهاء عليهم .
الأمر الثاني : ما إيراد أهل السنة تزكيات علماء الأمة للشيخ ربيع المدخلي إلا لبيان للأمة أن ردود الشيخ ربيع المدخلي في أولئك المخالفين هي على إطلاع ومسامع علماء الأمة ، وأنهم قد وافقوه عليها وعلى ما احتوته من العلم النقي والعقيدة الصحيحة ، وهذه لا تخفى على طلبة العلم من أنها طريقة مسلوكة عند أئمة الحديث والأثر من القديم ، من أنهم يعرضون كتبهم ومؤلفاتهم على الأئمة للنظر فيها والإطلاع عليها .
الأمر الثالث : إن تزكيات أولئك الأئمة الكبار للشيخ ربيع المدخلي جلها في معرض الدفاع عنه والتصويب ما هو عليه من الردود العلمية وتخطئة المخالف له ، وما إيراد طلبة العلم لها ونقلها عنهم إلا من هذا الباب ولهذا الغرض ، وهذا الذي لم يرض به المخالف من الحزبية والحدادية والمميعة لأن إيرادها ونقلها عن أولئك الأئمة يتضمن الرد عليهم بموافقة أولئك الأئمة ، ولهذا هم يسعون في التشكيك في تلك التزكيات أو إحداث واختراع ما يضعفها ، لأنهم أيقنوا وعرفوا من أنه ليس لهم حيلة في رد تلك الموافقة التي حكمت عليهم بالفساد والضلال إلا بكسر وتخريب طريقها الموصل إليها ألا وهي تلك التزكيات .
الأمر الرابع : إن تطلب التزكيات من أهل العلم والصلاح لذوي العلم والصلاح والكفاءة ونقلها ، بل تزكية العالم نفسه ومن كان ذو الكفاءة والخبرة فيما يريد أن يقوم به من العمل ليس مذموما وممنوعا مطلقا ، بل إذا كان العمل والمنصب والمهمة لا تقوم وتتحقق وتتم إلا به وهو أهل للقيام بذلك العمل، وكانت أغراضه حسنة من نصرة الإسلام والدفاع عن السنة وأهلها وقمع البدعة وأهلها فهذا مما يتطلب له التزكية ليعرف حقه ومقامه .
قال الحافظ ابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ في (جامع بيان العلم وفضله)(1/ 576)
(( وَمِنْ أَدَبِ الْعَالِمِ تَرْكُ الدَّعْوَى لِمَا لَا يُحْسِنُهُ , وَتَرْكُ الْفَخْرِ بِمَا يُحْسِنُهُ , إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى ذَلِكَ كَمَا اضْطُرَّ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55] وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِحَضْرَتِهِ مَنْ يَعْرِفُ حَقَّهُ فَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ فِيهِ وَيُعْطِيهِ بِقِسْطِهِ، وَرَأَى هُوَ أَنَّ ذَلِكَ الْمَقْعَدَ لَا يَقْعُدُهُ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ وَقْتِهِ إِلَّا قَصَّرَ عَمَّا يَجِبُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقِيَامِ بِهِ مِنْ حُقُوقِهِ فَلَمْ يَسَعْهُ إِلَّا السَّعْيُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ بِمَا أَمْكَنَهُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَجَائِزٌ لِلْعَالِمِ حِينَئِذٍ الثَّنَاءُ عَلَى نَفْسِهِ وَالتَّنْبِيهُ عَلَى مَوْضِعِهِ، فَيَكُونُ حِينَئِذٍ تَحَدَّثَ بِنِعْمَةِ رَبِّهِ عِنْدَهُ عَلَى وَجْهِ الشُّكْرِ لَهَا )) ا.هـ
قال العلامة ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في (الآداب الشرعية والمنح المرعية)(3/ 464 ـ 465)
(( فَصْلٌ فِي تَزْكِيَةِ النَّفْسِ الْمَذْمُومَةِ وَمَدْحِهَا بِالْحَقِّ لِلْمَصْلَحَةِ أَوْ شُكْرِ النِّعْمَةِ
قَالَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي قِصَّةِ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَعْنِي قَوْلَهُ: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55] فِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَصِفَ نَفْسَهُ بِالْفَضْلِ عِنْدَ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمَحْظُورِ.
{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] .
وَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ: فِي الْفُنُونِ سُؤَالٌ عَنْ قَوْلِهِ: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] .
كَيْفَ سَاغَ لِعُمَرَ أَنْ يُزَكِّيَ نَفْسَهُ حِينَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ صَيْدٍ قَتَلَهُ فَقَالَ: اصْبِرْ حَتَّى يَأْتِ حَكَمٌ آخَرُ فَيَحْكُمَ لِنَفْسِهِ إنَّهُ أَحَدُ الْعَدْلَيْنِ قِيلَ: إنَّمَا نَهَى عَنْ تَزْكِيَةِ النَّفْسِ بِالْمَدْحِ وَالْإِطْرَاءِ الْمُورِثِ عُجْبًا وَتِيهًا وَمَرَحًا وَمَا قَصَدَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ذَلِكَ إنَّمَا قَصَدَ فَصْلَ حُكْمٍ وَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ ذَلِكَ فَصَارَ كَقَوْلِهِ عَنْ الْمَلَائِكَةِ - عَلَيْهِمْ السَّلَامُ :{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}[الصافات: 165] {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}[الصافات: 166] فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَتَنَاوَلُ إلَّا مَنْ أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ الِافْتِخَارِ.
وَلِذَلِكَ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ» فَنَفَى الْفَخْرَ الَّذِي هُوَ الْإِعْجَابُ انْتَهَى كَلَامُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: عَنْ قِصَّةِ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ مَدَحَ نَفْسَهُ بِهَذَا الْقَوْلِ وَمِنْ شَأْنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ التَّوَاضُعُ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَمَّا خَلَا مَدْحُهُ لِنَفْسِهِ مِنْ بَغْيٍ وَتَكَبُّرٍ وَكَانَ مُرَادُهُ بِهِ الْوُصُولَ إلَى حَقٍّ يُقِيمُهُ، وَعَدْلٍ يُحْيِيه وَجَوْرٍ يُبْطِلُهُ، كَانَ ذَلِكَ جَمِيلًا جَائِزًا.... ))
أقول ( بشير) : فالشيخ ربيع المدخلي إذا نقلت تزكيات أهل العلم له ، بل تزكية نفسه من أنه على خبرة ومعرفة تامة بأحوال الحزبية وأصولها وفساد أهلها ، فهو أهل لذلك لمعاشرته أهلها عن قرب وكثب ، ولتتبعه ملفات رؤوسها سنوات وسنوات وتنقله معهم من مرحلة إلى مرحلة من الصبر عليهم ومناصحتهم إلى الرد عليهم ، من ثم المفاصلة والمفارقة بعد عنادهم وتماديهم لما هم عليه من الباطل، وليس من سمع كمن رأى .
الأمر الخامس: إن أعمال الشيخ الظاهرة وإنجازاته الباهرة في الذب عن السنة وأئمتها قديما وحديثا تشهد بصحة تلك التزكيات وسلامتها من العلو والرياسة وحب الزعامة والافتخار والتكثر بالأتباع والمحبين ، فنشهد الله أن الشيخ ربيعا المدخلي لو أراد هذا لما أعلن الخصومة والمفارقة لأولئك الأصدقاء والمعظمين والمحبين له من أمثال عبدالرحمن عبدالخالق والمأربي وفالح الحربي والحلبي وفلان وفلان واتباعهم ... ولأكتفى بتلك التزكيات والتعظيم وداهن القوم على باطلهم وأغفل وسكت عن ضلالهم وتكثر بهم وباتباعهم لتحقيق وتنفيذ تلك الأغراض القبيحة والأعمال الفاضحة ، التي كثيرا ما حذر الشيخ منها الشباب السلفي وبين مضارها ومفاسدها
فرد الشيخ على أولئك المقربين وقيامه بمناصحته لهم ، وهجره للمألوف والعوائد التي هم عليها ومفارقته لما هم عليه من الباطل وصبره عليهم وتحمله لأذاهم لهو أكبر دليل على صدق قوله وفعله وسلامة منهجه وصحة سيره .
الأمر السادس : إن الواقع يشهد أن خصوم الشيخ ربيع المدخلي هم الذين يتطلبون التزكية من العلماء ويحرصون عليها وعلى جمعها لاكتساب ثقة الجماهير ، وذلك إما بذكر ذواتهم والتنويه بشأنهم إذا ذكر العلماء وجهودهم ، وإما بعرض مؤلفاتهم على العلماء ومشايخ السنة، فإذا انتقدوهم في بعض ما جاء فيها من الأخطاء ، أبوا ذلك الانتقاد ، ولم يلتفتوا إلى نصائحهم وتوجيهاتهم ، وأعرضوا عنها وأخفوها وأظهروا للجماهير أن علماء السنة والجماعة يثنون عليهم ويزكونهم وهم على عقيدتهم يسيرون ولأثارهم يقتفون، كما هو صنيع المأربي في كتابه "السراج الوهاج" وتلاعبه وكذبه على علماء السنة ، وكما هو صنيع الحلبي مع الشيخ ربيع المدخلي مما حكاه فضيلة الشيخ محمد بازمول ـ حفظه الله ـ عنه .
ومن صور حشر الحلبي نفسه مع العلماء إذا ذكروا ونبه على مؤلفاتهم وجهودهم .
1 ـ ما جاء عنه في ( الأسئلة اليمينية)( ص70) أن الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ قال :
(( بل أعظم الناس في هذا العصر هم رجال التوحيد مثل : الشيخ ابن باز والشيخ الألباني , والشيخ ابن عثيمين , والشيخ ربيع بن هادي , والشيخ عبد المحسن العباد .
وهكذا في اليمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، والشيخ أبوالحسن المصري والشيخ عبد العزيز البرعي وغيرهم من المشايخ الذين قاموا بخدمة طيبة للسنة .))
علق الحلبي في الهامش : (( وقد سئل فضيلة الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في(تحفة المجيب)(ص60) عن العلماء الذين ينصح بالرجوع إليهم، وقراءة كتبهم وسماع أشرطتهم؟
فكان جوابه ـ رحمه الله ـ في أول ما قال : " ... منهم الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله، وطلبته الأفاضل مثل الأخ علي بن حسن بن عبدالحميد .." ))
2 ـ وقال في (الرد البرهاني في الإنتصار للعلامة المحدث الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني)(ص7)
عند انتقاده لسيد قطب معلقا في الهامش: (( كمثل الكاتب الأديب سيد قطب ـ غفر الله له ـ فإنه كان كثير المخالفة للشرع لعدم تخصصه وضعف فقهه .
وقد رد عليه فضيلة شيخنا الأستاذ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ـ نفع الله به ـ في عدة كتب مستقلة منها : "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم " أبان فيه ـ عليه ـ كثيرا من المآخذ العلمية ـ بعامة ـ والعقائدية ـ بخاصة ـ
ولقد نقلت أنا ـ بنفسي ـ من خط أستاذنا الوالد الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمة الله عليه ـ في آخر صفحة من نسخته من الكتاب المذكور قوله : " كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ، فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام . ناصر " ([4] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn4)) ))
فما كان من الحلبي بعد هذا إلا أن يذكر نفسه مع الإمام ربيع المدخلي قائلا : (( ثم رأيت كلام فضيلة المحدث العلامة ـ درة اليمن ـ الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ في كتابه ( غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة)(2/218) : " وهناك كتاب ـ ما علمت له نظيرا ـ لأخينا علي بن حسن عبدالحميد بعنوان ( فقه الواقع بين النظرية والتطبيق)...))
قلت ( بشير) : أيضا أعاد ذكر هذه المقولة في كتابه ( الدرر المتلألئة)(ص36)
3 ـ وقال في نفس الكتاب : ( الرد البرهاني)(ص 81) معلقا في الهامش : (( وقد وقفت ـ قريبا ـ على رسالة أحد إخواننا ـ طلبة العلم المصريين ـ عنوانها ( صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني ) نقل فيها (ص 52) عن بعض حفدة شيخنا عن جدهم ـ رحمه الله ـ قوله : أفضل اثنين في علم الحديث ـ اليوم ـ هما : علي الحلبي وأبو إسحاق الحويني "))
قلت ( بشير) : لا ندري عن مدي صحة هذه القصة وثبوتها لغرابتها ، ولا نعلم الوقت الذي قيلت فيه
وإلا فالإمام الألباني ـ رحمه الله ـ لا يجهل مكانة ومنزلة وفضل علماء الحديث في المملكة ومنهم العلامة عبدالمحسن العباد والعلامة المحدث ربيع المدخلي وغيرهما والشيخ المحدث مقبل الوادعي في اليمن .
المقصود أن الحلبي المتأمل في سيرته ومسيرته تجده أنه يتكلف في الاصطناع مثل هذه الحكايات والنسج مثل هذه التعليقات لربط الشباب الإسلامي به ولاكتساب الشهرة والريادة والمرجعية الوهمية ، وكفى بهذا الفعل سقوطا ومذمة أنه من مساعي وأخلاق أهل السوء والعلماء الجهلة الذين ذمهم الشارع ونهى عن القرب منهم .
قال الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ في ( أخلاق العلماء) (ص: 96)
(( فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَصِفْ لَنَا أَخْلَاقَ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ عِلْمُهُمْ حُجَّهٌ عَلَيْهِمْ , حَتَّى إِذَا رَأَيْنَا مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْعِلْمِ اعْتَبَرْنَا مَا ظَهَرَ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ , فَإِذَا رَأَيْنَا أَخْلَاقًا لَا تَحْسُنُ بِأَهْلِ الْعِلْمِ اجْتَنَبْنَاهُمْ , وَعَلِمْنَا أَنَّ مَا اسْتَبْطَنُوهُ مِنْ دَنَاءَةِ الْأَخْلَاقِ أَقْبَحُ مِمَّا ظَهْرَ , وَعَلِمْنَا أَنَّهُ فِتْنَةٌ فَاجْتَنَبْنَاهُمْ , لِئَلَّا نُفْتَتَنَ كَمَا افْتُتِنُوا , وَاللَّهُ مُوَفِّقُنَا لِلرَّشَادِ.
قِيلَ لَهُ: .. فَمِنْ صِفَتِهِ .. إِنْ كَثُرَ الْعُلَمَاءُ فِي عَصْرِهِ فَذُكِرُوا بِالْعِلْمِ أَحَبَّ أَنْ يُذْكَرَ مَعَهُمْ , إِنْ سُئِلَ الْعُلَمَاءُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَلَمْ يُسْأَلْ هُوَ , أَحَبَّ أَنْ يُسْأَلَ كَمَا سُئِلَ غَيْرُهُ , وَكَانَ أَوْلَى بِهِ أَنْ يَحْمَدَ رَبَّهُ إِذْ لَمْ يُسْأَلْ , وَإِذْ كَانَ غَيْرُهُ قَدْ كَفَاهُ. )) ا.هـ
فبالله عليكم يا أيها القراء الكرام هل رأيتم مثل هذا الصنيع من الشيخ ربيع المدخلي في أشرطته ومؤلفاته ؟
وهل لما عرض الشيخ كتبه ومؤلفاته على مشايخ السنة وقفوا له على خطأ فنبهوه عليه ولم يرجع عنه ؟
بل إن الواقع يشهد بتصويب وموافقة علماء السنة للشيخ ربيع المدخلي فيما انتقده على المخالفين للمنهج السلفي ، ومن ذلك ما ذكره الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ عنه : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).
كفى بهذه الشهادة القيمة والتوثيق المتين نسفا لأباطيل وثرثرة الحلبية التي أقاموها للتشغيب على علم وردود الشيخ ربيع على المخالف ، وأنى أن تقاومها تلك الشبهة الواهية التي أقاموها لإضعاف هذه الشهادة وما كان على نسقها كما سنبين ذلك فيما بعد لما نصل إلى موطنها .
قولهم : ((الأصل الأول : عدم تفريق الشيخ ربيع بين نقد المقالة ونقد قائلها. ))
أقول
البيان الأول : هذه المقولة والأصل مبني على أصلهم الفاسد ( نصحح ولا نجرح ) الذي بيّن بطلانه وفساده علماء الأمة الإسلامية ، كما نقل عنهم ووضح ذلك الشيخ الفاضل أحمد بازمول ـ حفظه الله ـ في كتابه الماتع (صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي)(ص 203 ـ 205)
قال الشيخ أحمد : (( ومن رد الحلبي على الحلبي : قول الحلبي (ودَعْكَ مِن قاعدةِ: (... ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)! وقاعدةِ: (نُصَحِّحُ ولا نُجَرِّح)! -اللَّتَيْنِ قُوِّلْنَاهُما (!) بِغَيْرِ حَقّ-!!
فَهُما -كَمَا بَيَّنْتُ-قَدِيماً- على غيرِ ما نقولُ؛ فَكِلْتِاهُما إمَّا باطلٌ، أو بابٌ إلى الباطل...)
أقول مستعينا بالله تعالى :
إذا كانتا قاعدتين باطلتين، فلماذا تقع فيهما وتطبقهما في منهجك الجديد .
وكيف تدافع عن أهلها من المأربي وعرعور وغيرهما .
فهي قاعدة إخوانية قال عباس السيسي :" وبدأت مرحلة الفهم في جلسات في منزلي, نستمر ليلاً ونهاراً, وقد تستمر أحياناً إلى منتصف الليل وقد يزيد العدد في الجلسة إلى خمسة وعشرين , وأكرر ما سبق أن ذكرت ؛ أن هذه الجلسات وما يدور فيها بعيدة كل البعد عن الطعن والتجريح, ولكنها فقط للتصحيح والتوضيح"([5] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn5))
وقالها ودعا إليها عدنان عرعور بلفظ (نصحح ولا نجرح)
وأعادها أبو الحسن المأربي : بلفظ (نصحح ولا نهدم)
والحلبي يطبقها عملياً ! )) ا.هـ
الثاني : قد فارق علماء السنة والجماعة بين الرد على أهل البدع والفرقة والتشهير بهم والتحذير منهم وبين نقد أخطاء أهل السنة ومناقشتها مع حفظ كرامة أهلها وصون منزلتهم لما لهم من الفضل والمنزلة في السنة .
قال العلامة ربيع المدخلي : (( إِذا عُرف الإِنسان بالتقوىٰ والصلاح والصدق في البحث في الحق ثُمَّ أَخطأَ هٰذا مأَجور ويبين خطؤه بأدب
أَما أَهل البدع فلا ، أَهل البدع إِنما يتبعون أَهواءهم ؛ ولهٰذا ترىٰ أَن صاحب الهوىٰ ما يرجع ، أَما هٰذا فيرجع بنفسه ، وإِذا قيل لهُ أَخطأَت ؛ رجع . هٰذا الشافعي يرجع بنفسه ، وأَحمد ينتقل من قول إِلىٰ قول يبحث عن الحق ويأَخذ بالأَدلة ولا يلعب بنفسه ، قد يخطئ ويراجع فيرجع ، أَبو بكر وغيرهم .
فأَهل الحق هٰؤلاء الَّذين نعرف منهم الصِّدق والإِخلاص ونعرف أَنهم رجاعون إِلىٰ الحق هٰؤلاء ولو أَخطأَ الواحد منهم فله عندنا منزلة ولا يضره ذٰلك .
أَما أَهل الأَهواء فلا ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ﴾ [ آل عمران : 7 ] .
لهٰذا ترىٰ أَهل الأَهواء ما يرجعون ؛ ولهٰذا قال صلى الله عليه وسلم: « يمرقون من الدِّين كما يمرق السَّهم من الرَّمية ثُمَّ لا يعودون إِلىٰ يوم القيامة »
فالآن المبتدع يا أخوان سواء ثوري أَو أَي شكل ما يرجع إِلىٰ الحق تقيم عشرات الأَدلة في القضية وتأَتي بأَقوال العلماء وما يرجع إِلىٰ الحق هٰذا شأَن أَهل الأَهواء . )) ([6] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn6))
قال العلامة عبيد بن عبدالله الجابري ـ حفظه الله ورعاه ـ في (فقه التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل) : (( ثم هذا المخـالف لا يخلو عن واحد من رجلين
ـ إما أن يكون صاحب سنة عرف الناس منه الاسـتقـامة عليها،و الذَّبَّ عـنها وعن أهلـها، كما عرفوا منه النصح للأمة، فهذا لا يـتابع على زلته، وتحفظ كرامـته، وإن كنا رددنا مخالفـته فإنَّا نتأدب معه، ونحفظ كرامته، ولا نشنع عليه كما نشنع على المبتدعة الضـُّلال؛ وذلك رعايـةً لما مـنَّ الله به عليه من السـابقة في الفضل، والجلالة في القدر، والإمامة في الدين، فنحن نرعـى هذا كله، وإذا نظـرت في كثير من الأئمة الذين هم على السنة، يشهد لهم الناس في محياهم ، وكذلك نرجو أن يكونوا بعد مماتهم - إن شاء الله تعالى - حدثت منهم أخطاء ، زلت بهم القدم ، فردَّ عليـهم المعاصـرون لهم واللاحقون لهـم مع حفظ كرامتهم، وصيانة أعراضهم، وعدم التطاول عليهم بنابيات العبارات.
ـ وإما أن يكون هذا المخالف الذي خالف في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد- ولكنه خالف- قد يكون هذا خالف عناداً، واستكباراً، وترفعاً عن الحق، وانسياقاً وراء الـهوى، فهذا لا كرامة له عند أهل السنة ؛ يردون عليه قوله، ويشنعون عليه، ويصفونه بالبدعة والضلال، ويحذرون منه، ويغلظون فيه القول.)) ([7] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141407#_ftn7))
الثالث : المميعة من تلبيسهم على الأمة ولعبهم على عقول اتباعهم ألحقوا وأدخلوا أهل البدعة والفرقة من الحزبية والقطبية والسرورية والتكفريين والثوريين والحركيين في القسم السني بغرض محافظة على هيمنتهم وكيانهم وإبقاء ذكرهم واستمرار نشاطهم في صفوف أهل السنة .
وما سبب هذا الإلحاق إلا لاعتمادهم على القياس الفاسد وعدم فهمهم وتمييزهم للجامع والفارق بين أهل السنة والبدعة في المعاملة والحكم والصفات ، فبإخلالهم بهذا الأصل وقعوا فيما وقع فيه أهل الجاهلية .
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ في رسالته ( مسائل الجاهلية)
(( الحادية عشرة: الاستدلال بالقياس الفاسد، كقوله: {إن أنتم إلا بشر مثلنا} [إبراهيم:10] .
الثانية عشرة: إنكار القياس الصحيح، والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق. )) ا.هـ

كتبه : بشير بن عبدالقادر بن سلة






([1]) وأصل هذه الكلمة : (( الحمد لله رب العالمين : ذهبت أنا والأخ حمد بن رجا الظفيري إلى فضيلة الشيخ الوالد صالح الفوزان ، وصلينا معه صلاة العصر في مسجد حماد السلامة بحي الفيحاء بالرياض يوم الأربعاء-١٨-ذي الحجة-١٤٣٤
وبعد الصلاة مشينا معه وسألته بعض الأسئلة منها: قلت له يا شيخ صالح فيه رجل مصري أتاك وسألك عن الشيخ الألباني وقام بتسجيل ذلك سراً ونسب إليك كلاماً يوهم الطعن في عقيدة الألباني؟
قال الشيخ صالح: هذا كذب وافتراء ليس بصحيح أنا لا أطعن بالألباني ولا أحذر منه، هؤلاء يبحثون عن الفتن اتركوهم عنكم ولا تلتفتوا إليهم، ولا نعلم عن الألباني إلا خيراً.
فقلت للشيخ: الله يحفظك فعلاً يا شيخ هؤلاء يبحثون عن الفتن.
ثم بعد ذلك ذهبت أنا والأخ حمد إلى الشيخ الوالد صالح اللحيدان وكان عندي معه موعد بعد صلاة المغرب،
وصلينا مع الشيخ صلاة المغرب بجامع اللحيدان بحي التعاون بالرياض، وبعدها قراءت على الشيخ بعض القواعد ومكثنا معه ما يقارب نصف ساعة، فقلت له: يا شيخنا فيه رجل مصري قام بتسجيل كلام للشيخ الفوزان وزعم فيه أن الشيخ الفوزان يطعن بالشيخ الألباني؟
فقال اللحيدان: الحمد لله أبىٰ الله إلا أن يُزكى الألباني في كل عصر وأن تكثر الأعمال في صحيفته، ولا أعلم ماذا يريدون منه؟ وهنا ثلاثة ليس للناس شغل إلا هم : الألباني ومحمد أمان الجامي وربيع المدخلي، وهم إخواننا نعرفهم جيداً وهم على خير.
كتبه : بدر بن محمد البدر / الرياض/ يوم الأربعاء/١٨-ذي الحجة-١٤٣٤
نقلاً من مجموعة إمام دار الهجرة العليمة في الواتساب )) ا.هـ

([2]) ( تيسير الكريم الرحمن)(ص 767)

([3]) كلمة بعنوان( نماذج من صبر الشيخ ربيع على علي الحلبي بشهادة الشيخ محمد بازمول ) الناشر : أنصار الدعوة السلفية بمدينة تبسة الأثرية

([4]) هذه نظرة الحلبي في ردود الشيخ ربيع المدخلي بالأمس ، أما اليوم بعد التحول والتنقل والتلون يقول : ((مبالغة ظاهرة من الشيخ ربيع المدخلي في نقده لسيد قطب،وتشدده عليه )) !!! المنشور في ( منتديات كل السلفيين)( 07-05-2013 )
فليس لي بعد هذا المسخ والنسخ الذي أصاب الحلبي أي كلمة أعلق بها فهي للقراء ، فلهم أن يحكموا على الحلبي بما ظهر لهم من الجنون والخرف الذي أصابه ، نسأل الله العافية .

([5]) الإخوان المسلمون خمسون عاماً من الجهاد, من المذبحة إلى ساحة الدعوة (26)

([6]) (فتاوى الشيخ)(1/275)

([7]) (شبكة الإمام الآجري)

أبو الوليد خالد الصبحي
20-Dec-2013, 11:04 PM
جزاك الله خيرا

عبدالله بن العيد عدونة
28-Jul-2014, 02:46 PM
بارك الله فيك