المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دفع بهت وكيد مقال مشرفي (منتدى الحلبي) عن العلامة ربيع المدخلي ـ الحلقة الثانية ـ



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
21-Dec-2013, 04:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد بينت في الحلقة السابقة أن قولهم :" الأصل الأول : عدم تفريق الشيخ ربيع بين نقد المقالة ونقد قائلها "
ما هو منهم إلا إعمالا وتطبيقا للقاعدة التمييعية الإخوانية ( نصحح ولا نهدم ) ، التي ما أرادوا منها إلا للدفاع عن أهل البدع والحزبية والحركية وأصولهم الفاسدة البدعية، وما الأمثلة التي ضربوها في المنافحة والمحاماة عن المغراوي و عدنان عرعور والمأربي وغيرهم مما جاء في ذلك المقال إلا لتقرير هذه القاعدة الخبيثة ، وهو ضرب من تطبيقاتها العملية ، وفاضحة لما هم عليه من الفساد والمخالفة والمجانبة لما عليه أهل السنة والجماعة من جرح أهل البدع والأهواء وكشف أصولهم الفاسدة والتشهير بذواتهم وصفاتهم والتحذير منهم
ولك يا أيها القارئ الكريم أن تقف معنا هذه الوقفات التالية لترى كذبهم على علماء الإسلام وما نسبوه إلى منهجهم مما هم منه برءاء لتقرير قاعدتهم الباطلة هذه .
الوقفة الأولى : قولهم : (( المثال الأول: زعم الشيخ المدخلي أنَّ الشيخ ابن عثيمين انتقد شخص الشيخ المغراوي وأدانه، وقال عنه شخصياً :(هذا رجلٌ ثوريٌّ)! )) ا.هـ
إن المغراوي التكفيري قد تكلم فيه وجرحه عشرات من علماء السنة وأزيد من ذلك ، وبينوا فساده وحذروا منه ، ومنهم :
1- الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -
2 - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -
3 – الشيخ محمد عطية سالم - رحمه الله تعالى -
4 – الشيخ أحمد بن يحيى النجمي–رحمه الله تعالى -
5 ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا – رحمه الله تعالى -
6- الشيخ زيد بن محمد المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ
7 ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي – حفظه الله تعالى –
8- الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري– حفظه الله تعالى -
9 ـ الشيخ صالح بن سعد السحيمي ـ حفظه الله تعالى ـ
10 ـ الشيخ سليمان الرحيلي –حفظه الله تعالى –
11 ـ الشيخ محمد بن عمر بازمول – حفظه الله تعالى ـ
12 ـ الشيخ محمد بن عبدالله الإمام ـ حفظه الله تعالى ـ
13 ـ الشيخ محمد بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى -
14 ـ الشيخ عبد العزيز البرعي - حفظه الله -
15 ـ الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري- حفظه الله –
16 ـ الشيخ جمال بن فريحان الحارثي ـ حفظه الله تعالى ـ
بل تكلم فيه حتى من يتعصب له الحلبية ويدافعون عنه وهو عبدالمالك رمضاني ، بل أعجب من ذلك أن الحلبي أيضا هو ممن تكلم فيه وصوب مشايخ السنة الذين تكلموا فيه ومنهم العلامة ربيع بن هادي المدخلي ، كما وضح أخونا الفاضل أبوجميل الرحمن الجزائري في مقاله (بشرى للعلامة ربيع بتأييد العلماء له وإدانة المغراوي وعلى لسان الحلبي)
قال الحلبي : (( أقول والله شهيد بأن ما وقفت عليه من ملاحظات ... هذه الأخطاء أخطاء واضحة تخالف منهج السلف ويجب عليه الشيخ المغراوي أن يتراجع عنها بكل صورة واضحة ، وما يظن أنه له فيه سلف أو قضية علمية يرجع الأمر إلى علماء ، والحمد لله موجودون ، وأما القضايا اللي هو مخطئ فيها وقد بينها الشيخ ربيع وغيره من المشايخ لا يجوز السكوت عنها ولا سلامة للاعتذار فيها بل يجب أن يرجع عنها بكل وضوح وصلى الله على نبينا وسلم )) ا.هـ ([1] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn1) )
أقول : إذا كان كل هؤلاء العلماء الأفاضل قد اجتمعت كلمتهم على إدانة المغراوي ، وفيهم من هو معظم ومحسوب من العلماء عند القوم ! فما فائدة إذاً من تلك الثرثرة البائرة للدفاع عن المغراوي وأحكامه الجائرة؟!
فما الذي تغير في المغراوي ؟ أو ما الذي تغير وأصاب الحلبي حتى يقيم هذه السوق الكاسدة من الطعن في العلامة ربيع المدخلي ويعتذر للمغراوي بعدما كان يصوب ربيع بن هادي المدخلي ويخطئ المغراوي ؟!
إن لم يكن هذا من الحلبي إلا التفسخ والتلون والتحول والتنقل من السنة إلى البدعة ، ومن تعظيم أهل السنة وأقوالهم وأصولهم إلى التعظيم والمنافحة والمحاماة عن أهل البدع والفرقة .
الوقفة الثانية : لما عرض على الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كلام المغراوي التالي : ((فالسمع والطاعة لله ولرسوله في أحكامه، ومن يبلغ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ويقيم شرع الله ويقيم الحدود ويأخذ الحق من الظالم إلى المظلوم ويقيم العدل بينهم، ويقيم الصلوات فيهم ويأخذ منهم الزكاة ويقيم لهم الحج ويجاهد بهم الكفار ويحميهم مما يحمي منه نفسه، ويطعم فقيرهم ويداوي مرضاهم، فهذا هو الذي يستحق أن يعطى الولاء والبيعة الشرعية، وما سوى ذلك فهو مجرد تلصص ولصوصية يقوم بها جماعة من المحتالين على العقول البشرية)) ا.هـ ([2] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn2))
علق الشيخ ابن عثيمين قائلا: ((هذا رجل ثوري ! هذا رجل ثوري ! لا يفقه الواقع ولا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسمع ونطيع وإن وجدنا أثرة علينا وإن ضرب الظهر وأخذ المال، ولم يفقه ما جرى للأئمة الأعلام كابن حنبل وغيره في معاملة الخلفاء الذين هم أشد من الموجودين الآن ! الذين يأخذون الناس بالقول بخلق القرآن، احذر ! احذر ! هذا وأمثاله .))
ذهب المغراوي يتملص ويتلون ويتلاعب ويكذب ويخادع لرد هذا الجرح ، وأدعى هو واتباعه أن كلامه الذي عرض على الإمام ابن عثيمين مبتورا ، مع إن ما أدانه به العلامة ابن عثيمين ووصفه به من أنه ( ثوري) هو من أظهر صفاته التي عليها الرجل والتي ينضح بها منهجه ويدلل عليها سيرته العملية القولية والفعلية التي ارتضاها بأن تكون منهجا يسير عليه ويربي شباب الأمة الإسلامية عليه ، وهو عين ما اتفق و شهد وحكم به عليه علماء السنة ، في أحوال متعددة وعبارات متفرقة من كلامه ، وحاشاهم من أن تتفق كلمتهم على باطل .
ولكن الحلبي وشرذمته الفاسدة المشغبة لا يرفعون بكلام أهل العلم قيمة ولا يقيمون له وزنا ولا يعتبرونه مهم تكاثر وتزايد في جرح الرجل ، إذا كان لا يخدم أغراضهم ويخالف منهجهم .
وما قولهم : ((الأصل الثاني : تكثُّر الشيخ ربيع بأسماء من وافقه على نقد مخالفه؛ سواءٌ كان نقدهم لذات المخالف أم نقدهم لبعض أقوال المخالف واختياراته ...
الأصل الثالث : تكثُّر الشيخ ربيع المدخلي بردود وانتقادات الخصوم من موافقيه على منهجه، ومتابعيه عليه، والمقلِّدين له ....
الأصل الرابع : تكثُّر الشيخ المدخلي بانتقاد العلماء لخصومه على ما هو موافق لهم فيه من موجب النَّقد .
ومن ذلك تكثُّره بفتوى اللجنة الدائمة المحذِّرة من كتابي شيخنا الحلبي -وفقه الله- ...))
إلا إعمالا لهذا الأصل وتطبيقه والذي من أجله اخترعوا واصطنعوا القواعد التالية :
1 ـ اشتراط الإجماع في الجرح
2 ـ رد خبر الثقة والتشكيك فيه
3 ـ التثبت
4 ـ لا نقلد ، قال العلامة ربيع المدخلي في شأن أبي الحسن المأربي : ((4- أبو الحسن يسير على منهج عدنان وغيره من أهل الباطل في رد الحق بدعوى أنه يأخذ بأصل التثبت فيقول :" أنا لا أقبل الكلام في أي شخص سواءً كان هذا الكلام في كتاب أو سمعته في شريط حتى أسمعه من الشخص المتكلم فيه أو اقرأه في كتابه")) ([3] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn3))
5 ـ نحن أصحاب الدليل
6 ـ ليس لأحد على الدعوة وصاية وليس في الدعوة بابوات ولا ملالي ([4] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn4))
7 ـ لا يلزمني ولا يقنعني ، وهو من أخبث أصولهم لرد الحق كما قال العلامة ربيع المدخلي في مقاله ( مكيدة خطيرة ومكر كُبَّار )
فهذه الأصول المحدثة ما أرادوا منها وأقاموها إلا لرد أحكام العلماء في رموزهم وحماية بدعهم كما هو شأن مقالهم هذا .
ولا يخفى على معشر أهل السنة وطلبة العلم فضلا على العلماء أن عملهم هذا يخل بأصل من أصول السنة وهو الارتباط بعلماء السنة والجماعة والرجوع إليهم في معرفة الحرام والحلال و أحوال الرجال الذي طعن فيه أهل البدع من الوقت المبكر وهم من ذلك الوقت إلى يومنا هذا يسعون في زلزلته والتشكيك في أصالته .
وهم بعملهم هذا قد شهدوا للشيخ ربيع المدخلي قولا وفعلا ، ومن حيث لا يشعرون، من أنه يتكثر بكلام أهل العلم في إدانة خصومه ، وهذه منقبة له يتفضل بها الحلبية عليه من غير عناء ولا تكلف ، شاهدة بفضله واحترامه لعلماء الأمة الإسلامية وأحكامهم ، وأنه ما تكلم في رجل منحرف إلا وقد اجتمعت كلمة علماء السنة فيه ،ممن قد عرفه وخبره واطلع على أقوله وأفعاله .
قال الإمام أبوحاتم الرازي ـ رحمه الله ـ : (( مَذْهَبُنَا وَاخْتِيَارُنَا اتِّبَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ بِإِحْسَانٍ .. وَالتَّمَسُّكُ بِمَذْهَبِ أَهْلِ الْأَثَرِ مِثْلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ , وَالشَّافِعِيِّ. وَلُزُومُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَالذَّبُّ عَنِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَّبِعَةِ لِآثَارِ السَّلَفِ , وَاخْتِيَارُ مَا اخْتَارَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي الْأَمْصَارِ مِثْلُ: مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي الْمَدِينَةِ , وَالْأَوْزَاعِيِّ بِالشَّامِ , وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِمِصْرَ , وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَحَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ بِالْعِرَاقِ مِنَ الْحَوَادِثِ مِمَّا لَا يُوجَدُ فِيهِ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ...
وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ. وَعَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً وَنَابِتَةً. وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ السُّنَّةِ مُجَبِّرَةً. وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ الْأَثَرِ حَشْوِيَّةً. وَيُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. )) ([5] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn5))
الوقفة الثالثة : قد فرح المغراوية بـكلمة (نصيحة الإمام ابن عثيمين للطاعنين في الشيخ المغراوي 29 صفر1421هـ) ـ كما زعموا ـ !!، وطاروا بها كل مطار ، مع أن المتأمل في تلك المادة والسؤال الموجه إلى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ليس فيه بيان الجمل والعبارات التي نقلت وعرضت على الإمام التي انتقد فيها المغراوي ، وبناء عليها حكم عليه بالثورية ، فيا ليت لو نبه الشيخ في هذا السؤال على العبارة المنتقدة ، فننظر ماذا يقول ؟ وما هو الحكم الذي سيحكم به على المغراوي ؟
وإلا فقول الشيخ الأخير في تلك المادة : (( الخطأ مردود لا شك غير مقبول لكن لا يجوز أن نشهّر بالمخطئ، اللهم إلا أن يكون صاحب بدعة خارجة عن منهج السلف الصالح ويدعو إلى بدعته، فحينئذ لا بد من التحذير منه لئلاّ يقع الناس في الضلال. )) ا.هـ
هو أشد ما يكون على المغراوية ، ويزلزل تلبيسهم وينسف باطلهم ، إذ أن المنهج الذي يسير عليه المغراوي الذي حكم عليه أهل العلم بالضلال والفساد هو منهج تكفيري ثوري قطبي مبتدع خارج عن أهل السنة والجماعة الذي يستحق صاحبه أن يشهر به ويحذر منه كما نصح بذلك الإمام رحمه الله .
الوقفة الرابعة : إن ما قيل في المغراوي وبيان أصولهم الباطلة في الدفاع عنه ،يقال أيضا في عدنان عرعور. وما نقلوه عن العلامة ربيع المدخلي من إدانة الرجل وكلام أهل العلم فيه ، إنْ هو إلا حجة عليهم ، فقولهم : (( ... لو رجعنا إلى أصول أقوالهم التي حكاها الشيخ ربيع على جهة الإجمال، ونسب لهم –بسببها- إدانتهم للشيخ عدنان عرعور وأصوله: لوجدنا أنَّ من انتقد شخص الشيخ عدنان عرعور أربعةٌ فقط، وهم : (الشيخ أحمد النجمي، والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ الفوزان، والشيخ زيد بن هادي المدخلي). )) ا.هـ
أقول : إن واحدا من هؤلاء الأئمة العظام لكافي في إدانة الرجل والحكم عليه ، فكيف لو اجتمعت كلمتهم كلهم في نقد الرجل والتحذير منه ، وهذه الكلمة تنقض قولهم التالي : ((ثانيا: وأما من انتقد بعض أصوله وقواعده من أهل العلم فاثنان منهم وهما الشيخ ابن عثيمين والشيخ الغديان؛ إنما انتقدوا بعض الأصول والقواعد التي يتبناها الشيخ عدنان عرعور –بحسب ما نقله السَّائل منها-، ولم يُصرِّح السَّائل بأنَّ صاحب هذه القواعد هو الشيخ عدنان عرعور، كما أنَّه لم يُصرِّح المجيب بنقده لشخص الشيخ عدنان عرعور؛ فكلام السَّائل والمجيب كان في متكلِّمٍ مطلقٍ غير معيَّنٍ -لمن نظر في أقوالهم- ؛ فجاء الشيخ ربيع واعتبر هذا النَّقد من أهل العلم لهذه الأصول التي يتبناها الشيخ عدنان عرعور (إدانةً من العلماء للشيخ عدنان وأصوله ومنهجه) . ))
فهذه الكلمة هي من التذبذب والاضطراب الذي عليه القوم في تقرير العلم ، وخالفوا بها على كل حال قولتهم الأولى :(( لو رجعنا إلى أصول أقوالهم التي حكاها الشيخ ربيع على جهة الإجمال، ونسب لهم –بسببها- إدانتهم للشيخ عدنان عرعور وأصوله: لوجدنا أنَّ من انتقد شخص الشيخ عدنان عرعور أربعةٌ فقط ))،
لأن هؤلاء الأربعة الكبار الأتقياء يستغنى بهم العلامة ربيع المدخلي ويرفع بهم رأسه في الحكم على الرجل ومعرفة أحوال الجماعات، بل الشيخ ربيع المدخلي خاصة وأهل السنة والجماعة عامة يحترمون ويقيمون وزنا لكلام أهل العلم الثقات ويقبلون أخبارهم ولو كان مصدرها واحدا ، فكيف إذا كانت ثلاثة وأربعة ، كما هو حال هذه القضية .
ثم هم مع ما هم فيه من الاضطراب في هذه القضية ، قد ظهر منهم الكذب فيها ، الذي هو مادة غذاء نحلتهم المكشوفة ، فعدنان عرعور قد انتقد شخصه وأصوله الفاسدة عشرات من علماء السنة وطلبة العلم غير هؤلاء الذين ذكروهم في مقالهم ، ومنهم :
1 ـ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – فقد انتقد شخص عدنان وحذر منه وإن أدعى القوم خلاف ذلك وكذبوا عليه ، فقد سُئل الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
السائل : يا شيخ ما قولك في الشّيخ عدنان عرعور؟
فأجاب: تكلَّم فيه الناس، وأنا يعني لا أعلمُ عنه، لكن تكلَّم فيه بعضُ النّاس.
السائل: نعم؛ تكلَّم فيه الشيخ الفوزان، والشيخ الغُديّان، والشيخ عبد المحسن العبَّاد وغيرُهم، هل يا شيخ تنصح به أم لا؟
فقال الشيخ : هؤلاء العُلماء الثلاثة عندنا ثقات.
السائل مقاطعاً: وحتى الشيخ ربيع تكلَّم فيه.
فواصل الشيخ كلامه: أقول هؤلاء الثلاثة عندنا ثقات.
السائل: هل لا نسمعُ له يا شيخ؟
الشيخ يسأل: نعم؟
يعيد السائل سؤاله: هل لا نسمعُ له؟ نصحونا بعدم السماع لأشرطته.
فقال الشيخ ـ رحمه الله ـ : لو نَصَحنِي هؤلاء لأخذتُ بنصيحتِهم.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ.
فقال الشيخ مواصلاً جوابه: لأنهم علماءُ ثقات.
السائل : بارك الله فيك يا شيخ.
الشيخ رحمه الله: وفيكم.
السائل: السلام عليكم )) ا.هـ ([6] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn6))
قلت ( بشير) : كلمات الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ هذه في التحذير من عدنان هي واضحة كل وضوح لا تحتاج إلى أكثر مما نصح به ووضحه الشيخ للسائل .
وعليه فما قيمة قول الحلبية بعد ذلك : ((ثانيا : وكذلك كذَّب الشيخ ابن عثيمين – مرَّة أخرى - ما نسبه إليه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –أعلاه- من أنَّه يحُذِّر من الشيخ عدنان عرعور ...
السائل : يا شيخ نحن لدينا هنا دورات –أحياناً- علمية، وندعو فيها أمثال الشيخ عدنان؛ فهل تنصحنا بدعوة الشيخ عدنان ؟
الشيخ: من قال لك أني أجرِّح النَّاس؟ هذا غلطٌ منك، هل أنا أقول للناس لا تدعو فلاناً ولا تدعو فلاناً؟! ...))
في مقابل ذلك التحذير الشديد من أولئك علماء السنة من عدنان عرعور الذي نصح بالرجوع إليهم العلامة ابن عثيمين
وفيما يبدو أن هذا التحذير هو من أواخر كلام الإمام ابن عثيمين في الرجل ، إذ لو كانت المادة التي نقلها الحلبية لرد جرح الشيخ ربيع المدخلي وغيره من علماء الأمة في المبتدع عدنان عرعور ، والتي فرحوا بها ، هي من أواخر كلماته فيه ، لبيّن أن أولئك المشايخ الذين انتقدوا الرجل ، قد أخطأوا في حقه ،ولأتى بحجة ترد جرحهم المفسر ، فلما لم يكن من ذلك شيء دل على أن الشيخ ابن عثيمين لم يكن يعرف الرجل ([7] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn7)) ، فلم يتجاسر أن يتكلم فيه بجرح أو تعديل ، وزجر السائل، وهذا من ورعه الذي عرف به ـ رحمه الله ـ ، وكان يربي شباب الأمة الإسلامية عليه .
فلما كثر الكلام حول الرجل وتكاثرت أخباره وانتشرت تشغيباته ومشاكله ، فما كان من الإمام ابن عثيمين إلا أن ينصح بالرجوع إلى من عرفه واكتفى بذلك .
ثم أين دليلهم والقرينة التي تدل أن الشيخ ابن عثيمين في هذه المادة يكذب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ويتقصده بالكلام ؟!
إن لم يكن هذا منهم إلا التخرص والكذب على العلماء والتقول عليهم . والله المستعان .
ونستفيد من هذه المادة أيضا : أن الإمام ابن عثيمين لا يشترط في جرح المبتدع أن تجتمع كلمة الأمة على جرحه كما يدندن حوله المميعة ، بل هو يكتفي بالواحد والاثنين والثلاثة .
وأيضا عمله وصنيعه في قبول جرح هؤلاء العلماء الثقات في عدنان ينسف بطلان قول المميعة : لا يلزمني ولا يقنعني لرد جروح أهل السنة والجماعة في أهل الأهواء والبدعة .
وأيضا ينسف ضلالتهم : لا أقلد ، لرد أحكام علماء السنة في أهل البدعة ، وإلا فعلى منهج المميعة فإن ابن عثيمين مقلد لهؤلاء الأئمة في جرح عدنان عرعور !!
وأيضا ممن ثبت جرحه من علماء السنة في عدنان عرعور غير ما ذكر في مقالهم :
2 ـ الشيخ محمد أمان الجامي- رحمه الله تعالى ـ
3 ـ الشيخ صالح اللحيدان ـ حفظه الله ـ
4 ـ الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري - حفظه الله تعالى -
5 ـ الشيخ محمد بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى –
بل عدنان عرعور قد حكم عليه بالتلبيس والكذب والتلون في الأحكام ودعوته إلى الخروج والقتال والإفساد معظمكم عبد المالك رمضاني ـ هداه الله ـ في كتابه (تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد) وبيّن فضائحه أيما بيان ، ومن ذلك قوله فيه ( ص 331) : (( وهذه الطريقة في التلبيس يعرفها كل من يعرف الشيخ عدنان ، ولي عليه من أمثالها ما يقارب كتابا كاملا ، بل لقد كتبت فيه هو نفسه – هداه الله – كتابة ، فما شعرت إلا وهو مجلد ضخم ، وقد نظرت في فصوله ، فوجدت بين يدي فصلين هما أطول فصول الكتاب ، ألا وهما : فصل تلبيسات عدنان ، وفصل كذبات عدنان ، وذلك من كثرة ما عند الرجل من هذا النوع ، ثم لما رأيت طول الكتاب ، أعرضت عن ذلك كله ، واعتصرت منه هذا المختصر الذي بين يديك .))
وقد شهد بفساده وضلال أصوله حلبيكم ، ونقل في ذلك تأييد الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ للعلامة ربيع المدخلي .
قال الحلبي : (( عندما ذكرت لشيخنا الألباني حفظه الله شيئا من حجج الشيخ ربيع في الرد على عدنان ونقضه ونقده .
قال : هذه أمور حق يجب على عدنان أن يجيب عنها بوضوح ولا يكتفي بمجرد القول أو مجرد أن يقول
إجمال وتفصيل ، و عموم وخصوص ، إلى آخر هذه الكلمات التي قد لا تصلح ولا تنفع في مثل هذا ))([8] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn8))
فبان بهذا أن القوم ليس لهم منهج وأصول يحتكمون إليها ، فهم يتلونون ويتلاعبون في أحكامهم وعلمهم على ما تقتضه مصلحتهم ، ويكذِّبون أقوالهم وينسفون من أصول السنة التي كانوا يتبنونها من أجل إسقاط الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، والطعن في نزاهته وعلمه !!
فالقوم لشدة عداوتهم للحق وأهله قد أصابهم سكر الهوى ، فأصبحوا لا يدرون ما يخرج من رأسهم وما يتفوهون به مما هو حجة عليهم ، وإلا فهذه العبارات والاستدلالات وما كان من جنسها وعلى نسقها التي أقاموها للتشغيب والتشويش ، تدينهم وتفضحهم أمام العالم وتكشف بدعتهم الخبيثة المتمثلة في رد أحكام العلماء على المخالف وتطاولهم عليهم وتقدمهم بين أيديهم ، ومخالفتهم في أصل التحذير من أهل الأهواء والبدع .
قولهم : (( الثاني: أن أي مخالف للشيخ ربيع-في آرائه واجتهاداته -التي أكثرها باطلة-هو عنده وعند أتباعه –تبعاً -...)) ا.هـ
أقول
هذه من الدعاوى التي يدعيها و يتبناها أهل الإفساد وحزب الشيطان في كل زمان ومكان للطعن في أهل الإصلاح والإيمان .
قال الله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ }[البقرة: 11 ـ 12]
قال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآيات من سورة البقرة (1/ 48)
(( أنه ليس كل من ادعى شيئاً يصدق في دعواه؛ لأنهم قالوا: {إنما نحن مصلحون} ؛ فقال الله تعالى: {ألا إنهم هم المفسدون} ؛ وليس كل ما زينته النفس يكون حسناً، كما قال تعالى: {أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [فاطر: 8] ..
ومنها: أن الإنسان قد يبتلى بالإفساد في الأرض، ويخفى عليه فساده؛ لقوله تعالى: {ولكن لا يشعرون}))
وقال الإمام السعدي ـ رحمه الله ـ : (( {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض، وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح، قلبا للحقائق، وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا، وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية، مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة، وأرجى لرجوعه.
ولما كان في قولهم: {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} حصر للإصلاح في جانبهم - وفي ضمنه أن المؤمنين ليسوا من أهل الإصلاح - قلب الله عليهم دعواهم بقوله: {ألا إنهم هم المفسدون} فإنه لا أعظم فسادا ممن كفر بآيات الله، وصد عن سبيل الله، وخادع الله وأولياءه، ووالى المحاربين لله ورسوله، وزعم مع ذلك أن هذا إصلاح، فهل بعد هذا الفساد فساد؟ " ولكن لا يعلمون علما ينفعهم، وإن كانوا قد علموا بذلك علما تقوم به عليهم حجة الله، وإنما كان العمل بالمعاصي في الأرض إفسادا، لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض من الحبوب والثمار والأشجار، والنبات، بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي، ولأن الإصلاح في الأرض أن تعمر بطاعة الله والإيمان به، لهذا خلق الله الخلق، وأسكنهم في الأرض، وأدر لهم الأرزاق، ليستعينوا بها على طاعته [وعبادته] ، فإذا عمل فيها بضده، كان سعيا فيها بالفساد فيها، وإخرابا لها عما خلقت له. )) ([9] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn9))
قولهم : ((أمر الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- مخالفي الشيخ ربيع بتركه والابتعاد عنه خشية أن يؤذيهم .
وذلك كما حكاه الشيخ عدنان عرعور عن الشيخ ابن باز –فيما نقله عنه الشيخ ربيع –حفظه الله- في كتاب (دفع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان) ... ))
أقول
يؤاخذ عليهم من إيرادهم هذه الحكاية التي اصطنعها عدنان عرعور للطعن في الشيخ ربيع المدخلي ، أن الشيخ ربيعا ما حكاها وأوردها في كتابه (دفع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان) إلا ليبين ضعفها ونكارتها، ولكن القوم ذكروها ونبشوا عنها للطعن في الشيخ كما أراد منها مخترعها .
وكان يكفيهم من سقوطها وفسادها ووهائها ما عرف من صاحبها بكثرة الكذب والتلبيس والتلون كما بيّن ذلك معظمهم عبدالمالك رمضاني عنه .
يقول العلامة ربيع المدخلي مبينا وهاء هذه الثرثرة البائرة : (( الجـواب : هنا نقول نقرأ قول الله – تبارك وتعالى - : {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا}[35] .
فنحن علينا أن نتبين كما أمر الله – تبارك وتعالى – ؛ لأن هذا الرجل كذوب ، ولو أكد كذبته هذه التي نراها أنها كذب أكدها بالقسم ، فالله يقول :{ولا تطع كل حلاّف مهين هماز مشاء بنميم }[36]،إلى أخره .
لا أتصور أن ابن باز ينظر إلى ربيع بـهذا المنظار، فبينهما من المحبة والمودة ما بين أفضل الأساتذة مع أفاضل الطلاب – إن شاء الله – ؛ لأنّا يربطنا به المنهج الصحيح والعقيدة الصحيحة والولاء الصحيح ، وعدنان يتمسح به ويطعنه من خلفه ، وقد مرّت بكم شهادة عبد القادر جنيد ، وأنا سمعته بأذني وسمع غيري أنه يطعن في الشيخ ابن باز ، وأنه لا يؤصل .
وهو حينما اضطر إلى التمسح به وبالألباني راح يتعلق بـهما ويقول شيخي، وعرفتم كذبه في هذا ، وقد كذبه عدد كبير في دعواه تلك ، ونحن الآن نكذبه في هذه الدعوى .
فإن الشيخ قال له " أتركه ، أتركه " وغضب فإنما هو زجرٌ له ؛ لأنه – والله أعلم – رأى فيه كذباً وافتراءً على ربيع فزجره .
أما أنه يحذره من أذى ربيع ، فهذا ليس بصحيح ولا يصدّق فيه عدنان ولو حلف ، فإن أمثاله يحلفون على الكذب والفجور .
وأما اعترافه بالمداهنة ، فالمداهنة في دين الله قبيحة ، والله قد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : أن الكفار يودُّون المداهنة ، نهى رسولنا على المداهنة ، {ودُّوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاّف مهين هماز مشاء بنميم}[37]. إلى أخره ...
ونحن لا نستجيز لمسلم أن يداهن ، لا ربيعاً ولا غيره ، وإذا داهنته على حسب كلامك فأنك تخشى أن يصدع فيك بالحق ، ولن يقول فيك ولا في غيرك الباطل إن شاء الله ؛ لأننا ولله الحمد لا نستجيز ظلم أحدٍ في صغير ولا في كبير ، وهذه كتبنا التي رددنا فيها على أهل الأهواء وأهل الفتن لا نورد إلا أقوالاً ثابتة عنهم من أصواتهم أو من كتبهم ، فما هو الأذى الذي لحقك من ربيع .
أنت الذي آذيته واعتديت عليه ، والناس يشهدون أنك اعتديت ويطالبونك بالتراجع عن هذا العدوان وعن هذا الظلم ، وواصلت وواصلت ظلمك وعدوانك على ربيع وهو لا يدفع إلا بعض شرورك وأذاك .
والشاهد : أننا لا نقبل هذا الكلام ، وأن الشيخ بن باز لا يمكن أن يذم ربيعاً من أجل عدنان ولا من أجل غيره إن شاء الله ، وتزكيته لربيع وإخوانه موجودة ومنتشرة ونكتفي بـهذا القدر . )) ا.هـ ([10] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn10))
فهذه الشهادة والبيان من العلامة ربيع المدخلي تكفي في بيان كذب عدنان عرعور تزهق أباطيله، ولكن القوم لا يرفعون بأخبار وبيان الصادقين الأتقياء رأسا ولا يقيمون لها وزنا، وفي مقابل ذلك يصدقون أقوال وخرافات الكذابين والدجالين التي اصطنعوها للطعن في أهل الحق ورد أصولهم النيرة .
حكى العلامة السيوطي في (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة)(ص: 40) ، أن الحافظ الْبَيْهَقِي أخرج عَن الزُّهْرِيّ أنه قَالَ: "قيل لعروة بن الزبير فِي قصَّة ذكرهَا: كذبتَ، قَالَ عُرْوَة: مَا كذبتُ وَلَا أكذبُ وإنَّ أكذبَ الْكَاذِبين لمن كذَّب الصَّادِقين".
وَأخرج عَن عُثْمَان بن نفَيْل قَالَ: "قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل: إِن فلَانا يتَكَلَّم فِي وَكِيع وَعِيسَى ابْن يُونُس وَابْن الْمُبَارك، فَقَالَ: من كذَّب أهل الصدْق فَهُوَ الْكذَّاب".
قولهم : ((ثانيا : الشيخ الألباني –رحمه الله-.
1- قال الشيخ الألباني –رحمه الله- في معرض تقييمه لما صدر من الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في بعض انتقاداته على سيد قطب : (هذا رجلٌ سطحيٌ) ...
4- ونصح –رحمه الله- الشباب أن لا يكونوا مع الشيخ ربيع في خلافه مع سفر وسلمان –ولا معهما ...
5- ووصف الشيخ الألباني من يُبدِّع الشيخ (عدنان عرعور) ويحذِّر منه ويُشهِّر به –وفي مقدمة هذا الصِّنف الشيخ ربيع المدخلي- ؛ بأنهم ينطبق عليهم كلام الإمام أحمد من أنه (يستشار اليهود والنصارى في الحكم ولا يستشار أهل الأهواء)، وأنهم (خارجون على منهج السلف)...))
أقول
الوقفة الأولى : قد اجتمعت كلمة علماء السنة والجماعة على تبديع سيد قطب وحكم على منهجه وكتبه بالفساد والضلال وتصويب كتب ومقالات أهل السنة التي انتقدت منهجه وبخاصة كتابات الشيخ ربيع المدخلي ([11] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn11))، ومنها كتابه (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره)
سُئل فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ: قد صَدَر في هذه الأيام كتَّاب بعنوان (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب و فكره )، و خلص مُؤلفه إلى القول : بأن سيد قطب قد وقعَ في أخطَاء جَسِيمَة في العَقِيدَة. نرجو يا فضيلة الشيخ أن تخبرنا برأيك في هذا الكتاب ؟
فأجَـاب : " هذا العمل طيِّب و صَاحِبه مُحْسِنٌ ؛ لأنَّه لَـم يَأتِ بشيء من عنده و لم يتقوَّل عَــلى سيد قطب ، و إنَّما ذكر أخطـاء واقعة في كتبه و نبَّه عَـليهاَ بذكر الصفحة و نص الكلمة ، و مـا دام كذلك فإنه لا مُــؤاخذة عليه ، مَـادام أنه ذكَـر و اسـتندَ و وثق مِـن كتاب الرجل فقد أدى مَا عليه ، و كل يُخطئ ، سيد قطب يُخطئ ، و غيره يُخطئ و الحمد لله الحق ضَـالة المـؤمن .
مَـادَام أنَّ المُـؤَلِف لم يـأت بشيء من عـنده و لم يتقوَّل علـى الرجل و لـم يكذب عـليه و إنَّمـا نَـقَلَ كلامه بنصه من كتبه و ذكر الصفحة والكتـاب فقد برئت ذمته ، مميز و لابد مِـن بَـيَان هذا ؛ لأن هذه الكُتُب بــأيدي الشـباب و يَـعـتَبِرُونَ صَـاحِبَهاَ مِن قَادَة الفِكر."ا.هـ
مصدر الفتوى: الصفحة 320 من المجلد الثالث من كتاب : محاضرات في العقيدة والدعوة، للشيخ العلامة صالح الفوزان.([12] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn12))
وهذه الشهادة قد شهد له بها أيضا الحلبي في كتابه (الدرر المتلألئة) (ص35) معلقا في الهامش :
(( انظر ـ مثلاًـ كتابه "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره"(ص71-107) تحت عنوان (سيد قطب وتكفير المجتمعات) .
وفي كتابه النافع "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" بيان كثير من المآخذ العلمية ـ بعامة ـ والعقائدية ـ بخاصة ـ عليه!!.
ولقد نقلتُ ـ بنفسي ـ من خط أُستاذِنا الوالد الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمة الله عليه ـ في آخر صفحة من نسخته الخاصة ـ من الكتاب المذكورـ قوله: "كل ما رددتَه على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية: أنَّ سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام ـ بأصوله وفروعه ـ ، فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان، والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام . ناصر )) ا.هـ ([13] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn13))
فهذه الكلمات من الحلبي والشهادة من الألباني أن كل ـ الدالة على العموم ـ ما بيّنه العلامة ربيع المدخلي من ضلال سيد قطب فهو حق وصوب ، ينقض ما جاء في مقالهم هذا من المغالطة ، ويفضح ما هم عليه من المكابرة والمعاندة لمخالفة الحق وأهله .([14] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn14))
وليعلم القراء الكرام وأهل الإسلام أن ما ذكره الحلبي في كتابه (الدرر المتلألئة) وغيره من كتبه، من تصويب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فيما بيّنه من فساد وتخريب سيد قطب قد خرج بعد كلمة الإمام الألباني التي فرح بها القطبية أيما فرح ونفخوا فيها ، وطار بها المميعة كل مطار ([15] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn15)) ، مما يدل أن تلك الكلمات التي صدرت من الشيخ الألباني في حق الشيخ ربيع المدخلي لم توهن ردوده في سيد قطب عند الحلبي في ذلك العهد السني ([16] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn16)) الذي كان يتقلب فيه ويشيد بمؤلفات الدكتور ربيع المدخلي ويستفيد منها ، ويعظم فيه أهل السنة وردودهم على المخالف ، و فيه قد حكم على سيد قطب بأنه يكفر المجتمعات .
قال في (الدرر المتلألئة)(ص34-36) : (( وهذا ـ مع ذاك ـ مضافان إلى ذيَّاك ! كله : يؤكِّد كلام الدكتور يوسف القرضاوي الحركي المشهور غفر الله له في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية" (ص101) حيث قال: "ظهرت كتب الشهيد سيد قطب وهي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمعات"!!!.
وهو به خبير !!
فهي الخارجية المستترة !
بل (الظاهرة) المعلنة !!
وفي مصنفات ومؤلفات أستاذنا العلامة الشيخ ربيع بن هادي ـ جعله الله شوكة في حلوق المبتدعة والأعادي ـ النافعة المتعددة ما يوضِّح حقيقة ذلك، ويكشفه ويُظهره ، بما لا يدع مجالاً لمُتشكك طلَّاب للحق، أما المتعصِّب : فليس له إلا: لعل! و: قد!! و: لا!!
بقلب بارد وعقل وافد ! )) ا.هـ
فهذه العبارات من الحلبي صريحة وواضحة كل وضوح في الحكم على سيد قطب بأنه يكفر المجتمعات الإسلامية ، وهو قد وافق بها كل من انتقد منهج سيد قطب في هذه المسألة وغيرها وبخاصة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، بل وأيده وشهد على ردوده الموجهة إلى سيد قطب بالصحة والقوة والمتانة والإصابة ، وهو بهذا البيان قد خالف كلمة الإمام الألباني تلك ، مع إطلاعه وعلمه بها ، فما باله اليوم يخالف أمسه ويسفهه ؟! إن لم تكن هذه المخالفة والتغير منه إلا مكابرة ومعاندة في مفارقة الحق وأهله !
التوجيه الصحيح من كلمة الإمام الألباني في حق الشيخ ربيع المدخلي
أما إمامنا وشيخنا وقدوتنا الألباني ـ رحمه الله ـ فلنا أن نعتذر له في تلك الكلمة التي أهل العلم والإيمان على خلافها ، فنقول : أنه لم يكن على إطلاع واسع وخبرة تامة بمنهج سيد قطب وما تنضح كتاباته بالتكفير والخروج مع ما عرف عنه من الورع ، فاعتذر له في تلك العبارات ، وقد اعترف بهذا وشهد به ، من هو مقدم ومعظم عند القوم ألا وهو مشهور بن حسن ، حيث قال : ((شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله – إمام في العلم غير منشغل بكلام أصحاب الفكر.
كنت في مجلس قرئ على شيخنا الألباني كلام لسيد قطب في كتابه (لماذا أعدموني؟) مفاد الكلام أنّ علّة الأمّة أنّ عقيدتها ليست صحيحة و اجتزئ على هذا القدر، فمدح الشيخ هذا الكلام ، و هذا الكلام صحيح، علة الأمّة أنها تحتاج إلى عقيدة صحيحة. فعُمّم الكلام ، لو قُرئ على الشيخ في نفس (لماذا أعدموني؟) يقول سيد قطب – و الكتاب مطبوع موجود ما يحتاج ... – يقول: "كنّا نجتمع و نفكر أي (كوبري) في القاهرة ننسفه". و هذا أمر خطير جداً و شيخنا الألباني يرفض هذا جملةً و تفصيلاً.))
وقال : ((حتى قرأ الشيخ ربيع – حفظه الله- كتب سيد قطب و غربلها و بيّن أخطاءها و أرسلها لشيخنا و شيخنا مدح صنيع الشيخ ربيع. ))
وقال : ((و متى عرف الشيخ سيد قطب بتمامه و كماله حكم عليه و قال: "فيه نوع خروج" أو "نوع خارجيّة" أو نحو هذه العبارات. ))
وقال : ـ قال الألباني عن الشيخ ربيع المدخلي ـ : (( أنت الذي بيّنت لنا حال سيد و ما كنت قد تفرّغت لقراءة كتب سيد. فأنت لمّا قرأت و بيّنت لنا هذه النقولات فأنت جزاك الله خيراً على ما قمت به"
و ندعو الله عزّ و جلّ أن ينفع به و أن يُبَصّر به. كلام الشيخ ربيع طيّب عن سيد، و نافع و مفيد.)) ([17] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn17))
أقول ( بشير ) : وإذا كان الأمر كذلك ، فمن يعلم حجة على من لا يعلم كما كان يقرر ذلك الإمام رحمه الله في مثل هذه المسائل والاختلافات ، فيبقى الحق مع الشيخ ربيع المدخلي وتحفظ كرمة ومنزلة الإمام الألباني ، هذا إذا قلنا أن الإمام لم يقف على مخالفات سيد قطب في هذا الأصل المنتقد عليه ، وإلا فالشيخ قد عرف ووقف على حقيقة تكفير سيد قطب للمجتمعات الإسلامية كما شهد بذلك مشهور بن حسن وحكم عليه بما يستحق ويوافق أهل السنة والجماعة ، فما فائدة إذاً من إثارة الحلبية لهذه القضية بعد ثبوت مخالفة الإمام لها ، إن لم يكن هذا منهم إلا تشغيبا على أهل السنة وكذبا على الإمام الألباني ونسبة إلى منهجه ما هو منه بريء مما يخدم المناهج التكفيرية ودعاة التفجير والتخريب ، والله المستعان .
الوقفة الثانية : قولهم : (( ونصح –رحمه الله- الشباب أن لا يكونوا مع الشيخ ربيع في خلافه مع سفر وسلمان –ولا معهما ..))
أقول
يكفي في تسفيه هذا الكلام والحكم عليه بالفساد رد الحلبي على سفر في كتابه ( الدرر المتلألئة )
ومن ذلك قوله في (ص 71 ـ 72) : ((ولقد سئل شيخنا الوالد العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في ليلة السابع عشر من ذي الحجة 1418 هـ – في شريط له بعنوان( خارجية عصرية) :
يا شيخنا (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي) لسفر الحوالي، هل رأيته ؟
فقال الشيخ : رأيته .
فقيل له: الحواشي يا شيخنا خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟
فقال الشيخ: كان عندي أنا رأي صدر مني يوماً منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة و سئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعة التبليغ ؟
فقلت يومئذ :صوفية عصرية ، فالآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر و خالفوا السلف ، في كثير من مناهجهم، فبدا لي أن أسميهم:خارجية عصرية، فهذا يشبه الخروج الآن
حين نقرأ من كلامهم فإن كلامهم في الواقع ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر، و لعل هذا ما أدري أن أقول :غفلة منهم أو مكر منهم !
و هذا أقوله أيضاً من باب قوله تعالى :{و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} ما أدري لا يصرحون بأن كل كبيرة هي مكفرة ، لكنهم يدندنون حول بعض الكبائر و يسكتون أو يمرون على بعض الجوانب و هذا من العدل الذي أمرنا به )) ا.هـ
وقال العلامة ربيع المدخلي لما بلغه قول الإمام الألباني فيه (فيه شدة ) ـ أي في أسلوبه ـ : (( أقول : أيها الإخوة إن الشدة على أهل الباطل كانت عند السلف محمودة , وأهلها محمودون لدى أهل السنة , كحماد بن سلمة , وأبي إسحاق الفزاري . اما في هذا العصر فقد تغيرت الأحوال , بسبب إرجاف أهل البدع والحزبين منهم الإخوان المسلمون والقطبيون مع أنهم هم المتشددون في أحكامهم على الأمة أفراداً وجماعات – وبين أحكامهم في التكفير – ولا سيما على السلفيين فهم متشددون عليهم أكثر و أكثر وبالكذب والباطل ولقد تأثر بعض اهل السنة بهذا الإعلام المغرض فصاروا يطلقون على الشيخ ربيع وصف الشدة في الأسلوب ولقد استغل أهل الأهواء مقولة المحدث الكبير , والسلفي الشهير شيخنا الألباني الذي نجلة , ونعتبره من كبار المجددين للإسلام في هذا العصر , استغل أهل الأهواء مقولته : بأن في اسلوب أخينا ربيع شدة , قال هذا بعد مدحه لربيع , ومنهجه ووصف ربيع : بأنه حامل لواء الجرح والتعديل , وأنه على المنهج السلفي , وأنه لم يقف له على خطإ , تجاهل اهل الأهواء هذا الكلام الحق , وركزوا على وصف الشدة ليغرسوا في أذهان الناس , ولا سيما السلفيين أن الشيخ ربيعاً متشدد , وقد وصلوا إلى ما يريدون مع الأسف . ولقد أدركت هذا الكيد من أهل الأهواء فاتصلت بالشيخ الألباني رحمه الله وعتبت هذه المقولة , وعاتبته عليها فقابلني بلطفه المعروف , وقال معتذراً: هذه إنما وجهة نظر . وعقبها بالتأكيد المطلق لما كتبته ولا سيما كتاب :( العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم ) .
وأخيراً , ندم على ما كان يعتقده في أهل المدينة من التشدد ؛ لما ظهر له انحراف خصومهم وعلى رأسهم سفر وسلمان العودة , فقال ما معناه :لقد كنا نظن أن إخواننا في المدينة متشددون فتبين لنا أنهم على حق , وأنا ما كنا نعرف هؤلاء القوم . )) ا.هـ ([18] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn18))
فهذا الحق ليس به خفاء ... دعوني من بنيات الطريق
ولكن القوم ـ في الحقيقة ـ يخربون بيوتهم بأيديهم، فهم في الفترة الماضية صرحوا بالحق ودعوا إليه وأشادوا بأهله ومؤلفاته ، أما اليوم لما رأوا أنه لا يخدمهم ويفسد عليهم تجارتهم ضربوا عليه وناقضوه وتحيلوا لإفساده بشتى الطرق ، ومن ذلك تتبع أقوال أئمة السنة المرجوحة والضعيفة والتي رجعوا عنها مما تخدم عهدهم الجديد وتكسر وتهدم عهدهم القديم فيستخرجونها ويبثونها على أنها أقوال حية وراجحة يعمل بها ، وهم ما أرادوا بها إلا لدفع اللوم والعتاب عن أنفسهم ولإنفاذ سموهم في صفوف الشباب السلفي وتشكيك الأمة الإسلامية في علمائها وأحكامهم كما هو شأن أهل الأهواء والزيغ في كل زمان ومكان .
قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان في ( الصوارف عن الحق)(ص 138 ـ 139)
(( التعلق بالنصوص المنسوخة والأقوال التي نزع عنها أصحابها :
ومن حيل أهل الباطل أنهم يعارضون النصوص المحكمة بالنصوص المنسوخة ، وكذلك يعتزون إلى أقوال هجرها وتركها أصحابها لما تبين لهم ضعفها ، فيذكرونها للناس على أنها أقوال مستقرة لأولئك العلماء ...
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (فتح الباري)(1/ 388) :" والمخالف يشغب بذكر الأحاديث التي رجع عنها رواتها، ويقول: هي صحيحة الأسانيد، وربما يقول: هي أصح إسناداً مِن الأحاديث المخالفة لها.
ومن هنا: كره طوائف مِن العلماء ذكر مثل هَذهِ الأحاديث والتحديث بها؛ لأنها تورث الشبهة في نفوس كثير مِن الناس. " )) ا.هـ
حقيقة ما ينسب إلى الشيخ ربيع المدخلي بأنه يقول بالتنازل المطلق عن الأصول
أقول
هذه الفرية اصطنعها الحدادية وزرعوا فتنتها للطعن في الشيخ ربيع المدخلي ، وقد بيّن فسادها وكذبها الشيخ في عدة المقالات والكتابات مما لا يترك مجالا وشكا في تبرئة الشيخ مما نسب إليه وأفتري عليه
قال الشيخ في (رد الصارم المصقول إلى نحر شاهره المخذول الجاهل العابث بالأصول )
((لقد سلك فالح مسلكاً رديئاً ظالماً في عرض كلامي ومناقشته فهو يعرض نُتَفاً من كلامي ويخفي مجموع سياقه وأدلته وقرائنه ثم يُرجف بما يوافق هواه ويؤكد عليه ويدندن حوله بما ينسبه إليَّ من التنازل المطلق عن الأصول ، وتنازل رسول الله صلى اله عليه وسلم عن رسالته ! ,تلك الفرية الكبرى التي افتراها عليَّ فالح وحزبه الأثيم , بل حتى النتف التي يختطفها لا يعول على شيئاً منها , بل يهدرها إهداراً ظالماً ولو كان عنده شيء من الإنصاف لخفف من ظلمه وشره .))
وقال في (البيان لما اشتمل عليه البركان وما في معناه من زخارف وتزيين الشيطان / الحلقة الأولى) :
((أما مسألة التنازل عن الأصول فأنتم معشر الحدادية تكذبون عليَّ فيها فتبترون كلامي عن سياقه وسباقه وشروطه وأدلته وقيوده، ثم ترجفون عليَّ بهذه الأكاذيب والخيانات والبتر، ولا تفترون عن هذه الأراجيف، وقد كشفت هذه الجرائم التي ترتكبونها مراراً وتكراراً بعدد من الكتابات، وبينتُ هذه المسألة بياناً شافياً بالأدلة والبراهين من الكتاب والسنة وأقوال أئمة الإسلام في كتابي "سماحة الشريعة الإسلامية وحب الله أن تؤتى رخصه" في الأصول والفروع...
2- ويقول في الصارم المصقول (ص8) ناقلاً ومقرراً لكلام الشيخ عبيد ومن معه :" قولكم استجاب لهم فيها، وهي من الأصول": نرى أنه غير لائق؛ لأنه يفهم منه جواز التنازل عن الأصول في حال الاختيار، ومعلوم أن الأصول لا يحل تركها إلا في حال الإكراه بشرط بقاء طمأنينة القلب بالإيمان كما قال تعالى :{ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }".
فقد قالوا بجواز التنازل عن الأصول في حال الإكراه، فلا فرق إذن بين قولي وقولهم إذ يجمعهما مراعاة المصالح والمفاسد، فحال الإكراه تدخل في مراعاة المصالح والمفاسد، وبذلك ينتهي شغب الحدادية عند أولي العقول والنُّهى ، لأني لم أقل تنازل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأصول في حال الاختيار -والعياذ بالله من ذلك- ولا يُفهم ذلك من كلامي في النصيحة ولا في غيرها، بل بينتُ في النصيحة الظروف الصعبة التي اضطرت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدم كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم"، وعدم كتابة "محمد رسول الله"، وزدت ذلك توضيحاً وتأكيداً في كتاباتي ومنها كتاب "سماحة الشريعة الإسلامية" الذي لم يترك مجالاً لقائل ومعاند، حيث بينتُ سماحة الإسلام في الرخصة للمكره أن يقول كلمة الكفر المناقضة لأصل أصول الإسلام، بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان، وفي قصر الصلاة الرباعية في السفر وإن طال ، وفي الجهاد اختصار الصلاة إلى ركعة في حال اشتداد القتال، وفي حال الهرب من العدو يُومىء الهارب
في صلاته إيماءاً ،والرخصة للمريض يصلي عند العجز والمشقة قاعداً، فإن لم يستطع فعلى جنب ، وكذا
في الصيام يرخص للمسافر والمريض أن يُفطِر في شهر رمضان، وكذا في الحج إذا حصره العدو عن أداء الحج يجوز له التحلل من الإحرام بالحج والعمرة، وكل هذه من أصول الإسلام، ولا يشترط الإكراه في أكثرها، ولا يخفى أن هذه الرخص كلها روعي فيها مصالح العباد، ومن شاء التفاصيل والأدلة فليرجع إلى كتابي "سماحة الشريعة الإسلامية"، وإلى كتابي "رد الصارم المصقول"، وإلى كتب الفقه وشروح الأحاديث في هذا المجال.
وأقول : لو كان خصومي في هذه المسائل من الروافض أو غيرهم من أهل الضلال لاقتنعوا وسكتوا، ولكن الحدادية الشريرة المسفسطة لا تسكت ولا تخجل من المكابرة والشغب ، فهم على مذهب : عنـز ولو طارت (!) . )) ا.هـ
وقد أجاد وأفاد الأخ الفاضل أبو جميل الرحمن الجزائري ـ جزاه الله خيرا ـ في الدفع هذه الفرية عن قدوتنا وإمامنا ربيع المدخلي وذلك في مقاله الماتع (بيان كذب الرحيباني المفتري على العلامة ربيع المدخلي
في مسألة التنازل) ، حيث قال : (( وممن لبس ثياب الخز ذلك الرحيباني الحدادي الأشر زعم على أنه يكفيه أن المشايخ الكبار ابن باز وابن عثيمين معهم في مسألة التنازل وأن الشيخ ربيع أساء في استعمال هذه اللفطة في حق النبي صلى الله عليه وسلم
أعلم أن العلامة ابن عثيمين له كلام يشبه كلام العلامة ربيع بل أشد ، إذ الشيخ ربيع عبر بالتسامح والشيخ ابن عثيمين عبر بالتنازل .
قال العلامة ابن عثيمين : " أصحاب الشجرة هم أصحاب بيعة الرضوان .
وسبب هذه البيعة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من المدينة إلى مكة يريد العمرة، ومعه أصحابه والهدي، وكانوا نحو ألف وأربع مئة رجل، لا يريدون إلا العمرة، فلما بلغوا الحديبية، وهي مكان قرب مكة، في طريق جدة الآن، بعضها من الحل وبعضها من الحرم، وعلم بذلك المشركون، منعوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، لأنهم يزعمون أنهم أهل البيت وحماة البيت، { وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ } [الأنفال: 34]، وجرت بينهم وبينهم مفاوضات.
وأرى الله تعالى من آياته في هذه الغزوة ما يدل على أن الأولى تنازل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه لما يترتب على ذلك من الخير والمصلحة، فإن « ناقة الرسول عليه الصلاة والسلام بركت وأبت أن تسير، حتى قالوا: " خلأت القصواء "، يعني: حرنت وأبت المسير. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مدافعا عنها: " والله ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس " ا.هـ ([19] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn19))
فهل لا يزال إذن عندكم العلامة ابن عثيمين علامة أم هي أيام للرد على الشيخ ربيع ثم ....؟؟..
بل أكثر من هذا استعمل لفظ التنازل علم من علم السنة وليس في حق رسول الله ولكن في حق الله جل وعلا ، ألا وهو العلامة المحدث المفسر ابن كثير رحمه الله قال في تفسيره لسورة يونس الآية 40 :
وقوله: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي: إن ادعيتم وافتريتم وشككتم في أن هذا من عند الله، وقلتم كذبًا ومَيْنا: "إن هذا من عند محمد"، فمحمد بشر مثلكم، وقد جاء فيما زعمتم بهذا القرآن، فأتوا أنتم بسورة مثله، أي: من جنس القرآن، واستعينوا على ذلك بكل من قَدرتم عليه من إنس وجان.
وهذا هو المقام الثالث في التحدي، فإنه تعالى تحداهم ودعاهم، إن كانوا صادقين في دعواهم، أنه من عند محمد، فلتعارضوه بنظير ما جاء به وحده واستعينوا بمن شئتم وأخبر أنهم لا يقدرون على ذلك، ولا سبيل لهم إليه، فقال تعالى: { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [ الإسراء : 88 ]، ثم تقاصر معهم إلى عشر سور منه، فقال في أول سورة هود: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [ هود : 13 ]، ثم تنازل إلى سورة، فقال في هذه السورة: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وكذا في سورة البقرة -وهي مدنية -تحداهم بسورة منه، وأخبر أنهم لا يستطيعون ذلك أبدا، فقال: { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ } الآية: [ البقرة : 24 ] ا.هــ
أرأيتم كيف استعمل عبارة تقاصر ...ثم تنازل ... فسبحان الله من عدد العلماء الذين قرأوا تفسير ابن كثير وهو مرجع عند العلماء والمحققين كيف خفي عليهم ما بدا لهؤلاء الحدادية الذين بالغوا في التهويل والتحريش على العلامة ربيع السنة من أجل هذه اللفظة ، ومع كل البيانات التي بينها لهم والأدلة والبراهين الساطعة في رسائله :
ــ سماحة الشريعة الإسلامية وملحق به حكم التنازل عن الواجبات
ــ هل يجوز التنازل عن الواجبات مراعاة للمصالح والمفاسد وعند الحاجات والضرورات
ــ سماحة الشريعة الإسلامية وحب الله تعالى أن تؤتى رخصه وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك
ــ بيان سماحة الإسلام وما فيه من الرحمة
إلا أن القوم لا يزالون يفترون ويسيئون الأدب ، فلا تجد عندهم خلق ولا مروءة ، كل ذلك تقليدا لفالح مما سبب لهم بلادة لم تعرف لغيرهم ، وصدق ابن تيمية إذ قال في (منهاج السنة)( 5/281): " إن التقليد لا يورث إلا بلادة " )) ا.هـ
أقول ( بشير) : صدقت يا أيها الأخ الكريم ما وقع فيه أتباع فالح الحربي من البلادة والغباء يقع فيه اليوم الحلبية المقلدة للحدادية في هذه الفرية فهم (( لا يزالون يفترون ويسيئون الأدب ، فلا تجد عندهم خلق ولا مروءة ، كل ذلك تقليدا لفالح مما سبب لهم بلادة لم تعرف لغيرهم ، وصدق ابن تيمية إذ قال في (منهاج السنة)( 5/281): " إن التقليد لا يورث إلا بلادة " ))
وللشيخ ربيع المدخلي أن يتمثل معهم في هذه الفرية قائلا : (( لو كان خصومي في هذه المسائل من الروافض أو غيرهم من أهل الضلال لاقتنعوا وسكتوا، ولكن الحدادية الشريرة المسفسطة لا تسكت ولا تخجل من المكابرة والشغب ، فهم على مذهب : عنـز ولو طارت (!) .))
حقيقة ما نسب إلى الشيخ ربيع المدخلي من أن الخوارج عقيدتهم سلفية
أقول
هذه الفرية قد بيان فسادها الشيخ الفاضل خالد بن ضحوي الظفيري بما يكفي ويشفي في مقاله (الصواعق الأثرية على من نسب إلى الشيخ ربيع مقولة إن الخوارج عقيدتهم سلفية)
قال ـ حفظه الله ـ : (( ومن افتراءات أهل البدع على أهل السنة بل على عالم من علماء أهل السنة السلفيين، ما نسبوا للشيخ المجاهد العلامة ربيع بن هادي المدخلي حامل لواء الجرح والتعديل، من أنه يقول: إن الخوارج عقيدتهم سلفية، كما فعل أبو السفالات في مقاله المأفون، وقبله الضال المضل الشايجي أهلكه الله، وهذا يدل على ترابط أهل البدع وتعاونهم ضد أهل السنة، بل إنهم يتعاونون مع كل الفرق كالروافض والأشاعرة في سبيل الإطاحة بأهل السنة.
والجواب عن افترائه هذا سأجعله على نقاط وباختصار لأننا مللنا من الكذب والبهتان:
أولاً: أن نسبة هذا القول إلى الشيخ ربيع بهذا الإطلاق (الخوارج عقيدتهم سلفية) كذب محض وافتراء ظاهر، فهذا القول على إطلاقه لا يقوله أدنى طالب علم فكيف بإمام جليل وعالم نحرير، وهم على عادتهم يبترون الكلام ويأخذون ما لهم ويتركون ما عليهم والسامع لشريط الشيخ ربيع وللإجابة كاملة يظهر له قصد الشيخ ربيع من كلامه كما سنوضحه في الوقفة الثانية.
ثانياً: أن مقصود الشيخ من عبارته هذه ظاهر جداً وصحيح ولا غبار عليه ومن يسمع السؤال والجواب سيعرف الحقيقة.
وقد كان السؤال عمن يقول عن أهل البدع كالإخوان المسلمين، عقيدتهم سلفية ومنهجهم أخواني.
فكان جواب الشيخ –عفا الله عنه وحفظه- في إبطال هذه المقولة، وأن العقيدة السلفية والمقصود بها في الأسماء والصفات والعبادات لا تجعل صاحبها من أهل السنة عندما يخالفهم في المنهج كمعاملة الحكام وتكفير المسلمين أي في الأسماء والأحكام كما يطلق عليه العلماء.
فمن خالف أهل السنة في أصل من أصول العقيدة من غير عذر في ذلك لا ينفعه كونه يدين بأسماء الله وصفاته على طريقة أهل السنة أو يدين بإنكار الشركيات والقبوريات على طريقة أهل السنة.
ومن هنا ضرب الشيخ مثلاً بالخوارج الأول وهم الذين يطلق عليهم المحكمة أي قبل أن يتفرقوا على يد ابن الأزرق أي الذين قاتلهم الصحابة ، وبين أنهم كانوا على منهج أهل السنة وعقيدتهم في مسألة الأسماء والصفات والعبادات لكن هذا لم يمنع الصحابة من قتالهم ومن إطلاق الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم أنهم شر الخلق والخليقة وذلك لمخالفتهم في باب الإمامة ومسائل الأسماء والأحكام كما ذكر ذلك الشيخ ربيع.
فكان مثلا رائعا وحجة دامغة لهؤلاء الذين يمدحون أهل البدع بقولهم عقيدته سلفية ومنهجه إخواني.
ثالثاً: أن من أنكر أن الخوارج الأول كانت عقيدتهم في الأسماء والصفات على عقيدة السلف فهو أجهل من حمار أمه ، ولا يعرف في تاريخ الفرق وظهورها ونشأتها شيئاً، فإن أول الفرق ظهورا هم الخوارج ثم الشيعة فكانت بدعتهم متعلقة بالإمامة والخلافة وتوابع ذلك من الأعمال والأحكام الشرعية كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى 10/356)، ثم بعد ذلك ظهرت القدرية ثم تلى ذلك ظهور المرجئة والجهمية والمعتزلة والأشاعرة وظهر الخلاف في مسائل الأسماء والصفات والخلاف في إثباتها ونفيها ، وهذا الخلاف لم يكن موجودا في الخوارج الأول بل ظهر فيهم مع ظهور هذه الفرق فخالطت عقيدتهم الاعتزال والتمشعر وغير ذلك من الضلالات في باب الأسماء والصفات.
رابعاً: أن مما يدل على أن الخوارج الأول كانوا على عقيدة السلف في باب الأسماء والصفات أن الصحابة الذين قاتلوهم لم يذكروا شيئا من ذلك، بل إن ابن عباس –رضي الله عنهما- في مناظرة المشهورة لم يناظرهم في مسائل الأسماء والصفات ولو حصل ذلك لنقل إلينا، وعلى من زعم أنهم على غير عقيدة السلف في باب الأسماء والصفات وباب الشركيات أن يأتينا بالدليل القاطع من أقوال الصحابة والتابعين… وأنى له ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم حدث في آخر عصر الصحابة القدرية فكانت الخوارج تتكلم في حكم الله الشرعى أمره ونهيه وما يتبع ذلك من وعده ووعيده وحكم من وافق ذلك ومن خالفه ومن يكون مؤمنا وكافرا وهى مسائل الأسماء والأحكام وسموا محكمه لخوضهم في التحكيم بالباطل وكان الرجل إذا قال لا حكم إلا لله قالوا هو محكم أي خائض في حكم الله فخاض أولئك في شرع الله بالباطل " (مجموع الفتاوى)( ج: 13 ص: 211)
خامساً: أنه يصدق فيكم تماما قول القائل : أتسألون عن دم البعوض وتقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نعم ينطبق عليكم تماما، فأنتم تمسكتم بهذه الكلمة وتريدون من ورائها إسقاط الشيخ ربيع وتبديعه وتضليله، ونحن إذا عرضنا عليكم ضلالات سيد قطب وأباطيله من تكفيره للمجتمعات وقوله بخلق القرآن وأن الدين والفن صنوان وسبه لأصحاب رسول الله وثنائه على ثورة ابن سبأ على عثمان، وقوله إن الإسلام يصوغ من المسيحية والاشتراكية مزيجا كاملا ، وضلالات غيره من أهل البدع أخذتم تتعذرون وتكذبون وتجمعون الحسنات وتردون الحق وتسبون أهله وأصحابه.([20] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn20))
فالموازين عندكم على أهوائكم والمقاييس على ما تشتهون فمن كان على منهجكم التكفيري القطبي لا يضره ذنب بل ولا كفر أما من كان على منهج أهل السنة ومحارب لأهل البدع بشتى فرقهم وطوائفهم فحسناته عندكم مهدورة وتبنون مما تظنون أنه خطأ جبلا عظيما.
أترون القذاة في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم.
ولكن الله سبحانه وعد عباده بالنصر والعاقبة والتمكين وأن حزبه هم الغالبون، وجعل الصغار والعذاب على من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع غير سبيل المؤمنين.
فهذا رد مختصر موجز والمقام لا يتسع للتطويل للظروف والشغل ، والعاقل لا يحتاج لرد مثل هذه الترهات والأباطيل فعرضها يكفي في ردها وإبطالها .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه : أبو عبد الله المدني )) ا.هـ ( شبكة سحاب السلفية )
قولهم : ((5- وردَّ الشيخ الفوزان على خطأ عقدي للشيخ ربيع المدخلي قرَّر فيه الشيخ المدخلي أنَّ الأرواح لا تلتقي إلا يوم القيامة ...))
أقول
قد حقق وبيّن هذه المسألة أيما بيان الشيخ أحمد بن يحيى الزهراني في مقاله ( وقفات مع فالح الحربي في مقاله النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي ) ، فليرجع إليه للوقوف على تفصيل وفقه هذه المسألة .
كشف الفرية والكذبة من أن الشيخ ربيعا المدخلي يطعن في معاوية و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنهم ـ
أقول
يكفي في بيان هذه التشغيبة والثرثرة ودفعها ما بيّنه العلامة ربيع المدخلي بنفسه .
قال ـ حفظه الله ورعاه ـ في ( الكرّ على الخيانة والمكر / الحلقة الأولى والثانية ) : ((فيعلم الله مني وأشهده وكفى به شهيداً أنني أحب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- جميعاً وأعظمهم جميعاً وأذب عنهم جميعاً طول حياتي باطناً وظاهراً، وأفديهم بنفسي وأولادي بل بالأمة جميعاً إن كان ذلك بيدي، وأشهد الله أنه ما كان ولا يكون مثلهم.
وأعادي من يعاديهم وأوالي من يواليهم وأبغض من يبغضهم أو أحداً منهم، والعبارات التي قلتها في خالد وسمرة خلال فتنة هوجاء أدافعها وأدفعها عن الشباب.
فأقول في خالد: أنه الصحابي الجليل وأنه سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين والمرتدين والمنافقين القائد المظفر قامع الردة وصاحب الفتوحات العظمى وهادم عروش الأكاسرة والقياصرة وأفديه بنفسي ومالي وأحبه وأستميت في الذب عنه وأعادي وأوالي من أجله.
وسمرة بن جندب أقول فيه: أنه صحابي جليل وعظيم في عيني وأحبه وأوالي وأعادي من أجله.
وما صدر مني من عبارات في حقّهما فإنه من سبق اللسان قطعاً مثل قولي في خالد -رضي الله عنه- يلخبط، أستغفر الله وأتوب إلى الله منه، وما قلته في حق سمرة خلال استنباطي من قول عمر -رضي الله عنه-:"قاتل الله سمرة": يعني أن سمرة حصلت عنده حيلة تشبه حيلة اليهود، فهذه العبارة مني سيئة، أستغفر الله وأتوب إليه منها، وأحذر الناس منها ومن أمثالها.
ولا شك أن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- خير أمة أخرجت للناس لا كان ولا يكون مثلهم، وإني لعلى مذهب السلف فيهم، وإني لعلى مذهب ابن المبارك لما قيل له: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: لغبار في أنف معاوية وهو يجاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- خير من عمر بن عبدالعزيز.
وأدين الله بأنه لو أنفق أحد خيار المسلمين مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
وإن قلبي ليعتصر ألماً من تلك العبارات وأرجو أن أكون من الوقافين عند كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلّم-.
وإني لآسف أشد الأسف أن الذي بحث عنها وفرح بها وأخرجها للناس لم يفعل ذلك غيرة على دين الله ولا محبة وإجلالاً لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وإنما حمية جاهلية لأناس تافهين لا يساوون غبار نعل صحابي من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- وإن هذا ليدل على مدى الانحدار الذي وصلت إليه هذه الأصناف التي توالي وتعادي من أجل أناس تافهين ساقطين وأصحاب مناهج فاسدة ولا يوالون ويعادون من أجل منهج الله ومنهج أنبيائه ورسله ومنهج الصحابة العظام والسلف الكرام الذي ندين الله به وندعوا إليه ونذب عنه وعنهم...))
وقال الشيخ في رده على الكاتب المسمى بـ (يزن) لما ذكر : ((يقول في شريط العلم والدفاع عن الشيخ جميل وجه أ : خالد ! يصلح للقيادة ... ما يصلح للسياسة !! ))
الشيخ ربيع : (( إذا كنت أدافع عن جميل الرحمن وغيره من السلفيين المعاصرين علماء وطلاباً، وأدافع عن أهل الحديث وأثني عليهم وأعتبرهم الطائفة المنصورة، وقد كتبت في ذلك كتابين، وأمدح الصحابة وأذب عنهم ومنهم خالد -رضي الله عنهم أجمعين-، وقد كتبت في ذلك مطاعن سيد قطب ورسالة أخرى، وأنت على العكس من ذلك فيما يظهر من أسلوبك وموقفك ممن يطعن فيهم فعلاً، فكيف تصبح أنت أولى بالصحابة مني وتصورني في هذه الصورة!!. ))
وقال عند قوله : (( سامحك الله يا شيخ ربيع أنت منظر على الصحابة ؟ خالد بدون ترضي وكان الأولى أن تترضى لا سيما وسوف تأتي بطامة ، ثم ما يصلح للسياسة ؟ أجل من الذي يصلح ؟ ))
قال الشخ : (( خالد بن الوليد الصحابي الجليل -رضي الله عنه- يتمتع بأعلى كفاءة في قيادة الزحوف على أعداء الله وقد قمع الله به أعظم خطر على الإسلام والمسلمين ألا وهي الردة، وله الفتوحات العظيمة في فارس وبلاد الشام، وهو سيف من سيوف الله، وقد حبس أعتاده وأدراعه في سبيل الله كما وصفه بذلك الرسول -صلى الله عليه وسلّم-.
والمقياس في الإسلام هو التقوى كما قال تعالى : {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، والناس يتفاوتون فيها، وليست السياسة التي هي أعظم مقاييسكم.
وبالصلاح والتقوى فضل أهل العلم أبا ذر على دهاة السياسة مثل معاوية والمغيرة بن شعبة وأمثالهما، فلا نقص على خالد -رضي الله عنه- إذ فضل عليه غيره من الصحابة. ))
وقال مستغفرا معتذرا في حق الصحابي الجليل سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ : ((هذا ما قلته، وهو لتقرير منهج السلف في النقد والتحذير من أخطاء الصالحين وضلالات المضلين، وليس لتقرير الباطل والذب عنه كما هو واقع خصوم هذا المنهج وما يستتبع ذلك من النيل من الصحابة والعلماء وتهديم الأصول السلفية والضراوة على أهل الحق والسنة، وقد تند من المنافح عن الحق والداعي إليه كلمة تند منه كما هو حال البشر، كما حصل مني كلمة في حق الصحابي الجليل سمرة بن جندب التي استغفر الله منها وإنني يعلم الله لفي غاية الخجل منها ولو نبهني عليها عدو أو صديق لحذفتها ورميت بها بعيداً ولما ترددت لحظة في نبذها، ولقد رأيت من مضامين هذا الشريط الثناء على الصحابة والذب عنهم والطعن فيمن طعن فيهم، وهذا حالي ودأبي والحمد لله ))
وقال عند قول الكاتب : ((يقول الشيخ ربيع حفظه الله في شريط العلم والدفاع عن الشيخ جميل وجه ب : معاوية ... ما هو عالم !!!! لكن والله يملأ الدنيا سياسة ، يصلح يحكم الدنيا كلها ))
قال الشيخ ـ رفع الله قدره كما رفع قدر الصحابة رضي الله عنهم ـ : ((اعتقد أن في هذا مدحاً عظيماً لمعاوية والمغيرة -رضي الله عنهما- وميزات كبيرة، والإنسان يتكلم في حدود ما يعلم، وقد وجدنا العلماء من محدثين ومؤرخين يمدحون الخلفاء الأربعة وابن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وابن عباس وعائشة أم المؤمنين بالعلم، ولم أر من ذكر معاوية في علماء الصحابة -رضي الله عنهم-، وقد ذكر ابن حزم وابن القيم المفتين من الصحابة المكثرين منهم وهم سبعة والمتوسطين والمقلين الذين ليس لأحدهم إلا الفتوى والفتويين ونحو ذلك ولم يذكروا معاوية -رضي الله عنه- في هؤلاء، انظر إعلام الموقعين (1/12-13)، وقولي ليس بعالم هو أمر نسبي إذا قورن بكبار علماء الصحابة، والصحابة جميعا بما فيهم معاوية أعلم هذه الأمة وأفضلها وأعقلها. ))
وقال عند قول الكاتب : ((يقول الشيخ في الشريط نفسه في الوجه أ : كان عمر يوقر معاوية لأنه داهية ... يزيد أخوه مثله داهية ... المغيرة بن شعبة داهية ... من دهاة العرب عمرو بن العاص ... أبو ذر ما يصلح !!! أفضل من معاوية ومن عمرو آلاف المرات !!!))
قال الشيخ : (( نعم هؤلاء عظماء عقلاء أسود ودهاة.
قال في لسان العرب: " الدهو والدهاء: العقل" مادة (دهو).
وقال في القاموس: " الدهاء: النكر وجودة الرأي والأدب، والدهي العاقل والداهي الأسد " مادة (دهى).
ولهذه المادة معان أخر ليست من مقصودنا.
وفي المعجم الوسيط مادة (دهى): (دهى: بصر بالأمر وجاد رأيه فيه ودهو الرجل دهاء صار عاقلاً) وفيه (الداهي : الأسد، والداهية يقال : رجل داهية يبصر بالأمور، الدهاء العقل والمنكر وجودة الرأي) ومقصودنا المعاني الجليلة.
وفي سير أعلام النبلاء في ترجمة معاوية -رضي الله عنه- (3/133)، قال الذهبي: " فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه " .
وقال في السير أيضا (1/329) في ترجمة يزيد بن أبي سفيان : " كان من العقلاء الألباء والشجعان المذكورين ".
وقال في ترجمة المغيرة (3/22) : " قال ابن سعد: بعد ذكر صفاته الخلقية، وكان داهية يقال له : مغيرة الرأي.
وعن معمر عن الزهري قال: كان الدهاة في الفتنة خمسة، فمن قريش عمرو ومعاوية، ومن الأنصار قيس بن سعد، ومن ثقيف المغيرة ومن المهاجرين عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي " .
وقال في ترجمة عمرو بن العاص من السير (3/54-55) : " هو ابن وائل الإمام أبو عبدالله ويقال أبو محمد السهمي داهية قريش ورجل العالم ومن يضرب به المثل في الفطنة والدهاء والحزم " .
وإذا كان معاوية -رضي الله عنه- مع مكانته وفضله قد فضلت أبا ذر -رضي الله عنه- عليه فماذا تريد.
أما السياسة فقد روى هو بنفسه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال له: " إنك رجل ضعيف فلا تقضين بين اثنين ولا تولين مال يتيم" ، وقد ذهب بعض أهل الخب والغدر إلى الشيخ العباد فلبسوا عليه كلامي في شأن أبي ذر -رضي الله عنه- فقال الشيخ العباد هذا غلط، ثم ذكر بعض الناس كلامي للشيخ العباد فقال الذي يعترض على هذا الكلام إنما يطعن في رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
أيا أخي إن الغلو حرام ومذموم وهو مجاوزة الحد، والله هو الذي يقسم الأرزاق والمواهب فهذا يبرز في ميدان الجهاد وهذا في ميدان العلم وهذا في ميدان العبادة والزهد، والكمال المطلق إنما هو لله، والصحابة كلهم صادقون أمناء، وأمين هذه الأمة: أبو عبيدة ، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر، وأحفظ الصحابة أبو هريرة ، وعلماء الصحابة كثير وأعلمهم وأفضلهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم متفاوتون في العلم والفضل -رضي الله عنهم أجمعين-.)) ا.هـ
أقول ( بشير) : كفى بهذا البيان والتوضيح من العلامة المجاهد ربيع المدخلي اقناعا وحجة لمن ألقى السمع وهو شهيد وكان طلّابا للحق ، فمن نظر في هذه الكتابة والتوضيح من الشيخ ارتوى من تعظيم الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم بما يكفيه إن شاء الله ، وأخذ درسا تربويا في معرفة قدرهم وما لهم من الكفاءة والشجاعة والبطولات الباهرة والانجازات العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين
أما من كان يريد التشغيب والإفساد والتكلف في الكذب وتخطئة الأبرياء والنزهاء والأتقياء فلا يقتنع مهما وضحت له من الأدلة الصحيحة والحجج المقنعة الواضحة ، فهو يعرض عنها ، ويلوي على الجيف والنتن فيرتاع فيها ويقتنع ويرتضي بها بديلا عن تلك الحجج
كما هو حال الحلبية هنا ، فإن هذه الفرية التي نسبوها أعداء السنة والمجاهيل إلى الشيخ ربيع المدخلي قد وضحها الشيخ أيما بيان إما بالتوضيح والرجوع فيما أخطأ فيه ، أو ببيان ما يوهم أنه أخطأ فيه ، ولكن الحلبية أبوا إلا تقليد المجاهيل ومن لا يعرف حاله كما هو حال هذا الكاتب الذي قال عنه الشيخ ((أنت غير معروف ولعلك لا تعرف السلفية، فسمّ نفسك حتى يعرف الناس أنك غيور على الصحابة أو أنك من أولياء من يطعنون فيهم.))
فهنيئا لهم بهذه القدوة والسند من المجاهيل والمتروكين ومن لا يعرف حاله هل هو من عالم الإنس أو الجن ، فما أشبههم في هذا الصنيع بالرافضة الذين عمدة أخبارهم على المجاهيل والمقطوعات والكذابين !!!
أما أهل السنة والحديث فكفاهم شرفا ونبلا أن يأخذوا دينهم وينقلوا أخبارهم ويبنوا أحكامهم على أخبار العدول الثقاة .
قال الإمام أبو سليمان عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في (جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية)(ص 63) : (( .. مما يدل على إنصاف أهل السنة والجماعة، ونصحهم لله ولرسوله ولدينه، خصوصا أئمة الحديث وجهابذته. وذلك أنه دين فلا يجوز لهم الأخذ عن كل من روى الحديث حتى يعرفوا حاله هل هو ثقة حافظ ضابط لما يرويه؟ وهل هو من أهل السنة، أو من أهل البدعة؟ فإذا عرفوا الرجل بالكذب بينوا حاله، وإذا عرفوه بالبدعة بينوا حاله، فإذا عرفوا أن الرجل ثقة أخذوا عنه، وقبلوا حديثه، ولو كان من أهل البدع .
وإذا كان الرجل قليل الضبط، أو معروفا بالكذب، أو بالتخليط، أو الاضطراب في حديثه تركوا حديثه، وبينوا حاله، وإن كان من أهل السنة ومن أهل الصلاح...
ولكن أهل الحديث وأهل العلم يعلمون أن أكذب الطوائف هم الرافضة والشيعة ومن نحا نحوهم، وذلك أن عمدتهم في المنقولات على تواريخ منقطعة الإسناد وكثير من وضع المعروفين بالكذب. )) ا.هـ
ثناء سماحة المفتي العلامة عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ورعاه ـ على العلامة الشيخ ربيع المدخلي
أقول
الإمام عبدالعزيز آل الشيخ هو من العلماء الربانيين الكبار الذين نفع الله بهم الأمة الإسلامية بما يقوم به من التوجيه والنصح لها ، وهو ممن يعرف لأهل الفضل فضلهم ومنزلتهم في الأمة ، فينصح الأمة بالرجوع إليهم والارتباط بهم .
قال في رسالته الموجهة إلى ( توفيق) بتاريخ (7 /6/1424هـ )
(( ... و الجرح والتعديل هو علم موروث من لدن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى يومنا هذا ، ولكن هو خاص بأهله من أهل العلم الكبار كالنجمي والشيخ ربيع فهؤلاء لهم المرجع في هذا الأمر ، فالعلماء دورهم التحذير من دعاة الفتن ودعاة الباطل ... وأخذ العلم عن العلماء الربانيين مثل عبدالعزيز بن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله ، وأن تقدروا بهم قدرهم ، وألا تكونوا من أصحاب الأفكار الشاذة الذين يدعون أنهم من السلفية ، هؤلاء كيف يكونون سلفيون وهم يطعنون في مشايخ وأئمة هذه الدعوة المباركة مثل الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني ويصفونهم بالشدة والإرجاء ، ثم يثني على أهل الأهواء و البدع
... وأما ما يقوله هؤلاء الجهلة من أهل الأهواء عن الشيخ ربيع من الكذب والزور ، فالشيخ ربيع من العلماء الكبار الموثوق فيهم من دعاة الحق ونصرته وهو حامل لواء الجرح والتعديل ، وهو مدرس بالجامعة بالمدينة النبوية حاليا ، وهو مزكى من طرف هيئة كبار العلماء ، ومنهم من ذكرنا فننصحكم أن تأخذوا العلم عنه) ونقول ختاما :{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} )) ا.هـ
فهذه الشهادة العظيمة من هذا الإمام المبجل المعظم تهتك أستار الحدادية والحزبية والمميعة الذين يسعون في الطعن في علماء الأمة والتشكيك في إمامتهم ونزاهتهم وبخاصة الإمام الألباني وربيع المدخلي
أما ما نقله ورجف به الحزبية من المادة التي نشروها وهي توهم أن المفتي يرد جروح الناقد المجاهد ربيع المدخلي في الحزبيين ، وهي كالتالي :
قال السائل : يا شيخ .
المفتي : نعم
السائل : هل نأخذ العلم على شخصٍ مجرَّحٍ يا شيخ؟
المذيع : شخص ماذا ؟
السائل : مجرح ، هل نأخذ عنه العلم..؟ هل نأخذ عنه العلم يا شيخ؟
المذيع: طيِّب، من الذي جرَّح هذا الشَّخص؟
السائل: مثلاً الشيخ ربيع -يا شيخ!-.
المذيع: طيب. ، طالب العلم -سماحة الشيخ!-، عندما يعني يقال له -سواءٌ من ثقةٍ، أو غير ذلك-: أنَّ فلانًا فيه جَرح، أو فيه مانع مِن أخذ العلم منه؛ كيف يتثبَّت؟..
الجواب : والله يا أخي! القضية هذه -أحيانًا- تكون هوًى، تجريح الناس، سبُّهم يكون -أحيانًا- يصحبه هوى، والمصالح الشخصية، وأنا ما أحبُّ الدُّخول في هذه الأشياء.
أقول: طلاب العلم يُرجى لهم الخير، وإذا شعرنا بشيءٍ من الخطأ؛ ناقشناه إن تمكنا، أو سألنا من نثق به عن هذا الخطأ.
أما التَّجريح في الناس، وذم الناس، وتقسيم الناس -هذا ما يصلح، هذا ما يصلح-؛ فكثيرٌ منها بهوى، وسباب المسلم فسوق، واحترام أعراض المسلمين واجب )) ا.هـ
أقول ( بشير) : إن المتأمل فيها والسامع لها والناظر فيها يجدها حجة عليهم لا لهم ، وذلك من وجه
الوجه الأول : قال المفتي : ((والله يا أخي! القضية هذه -أحيانًا- تكون هوًى، تجريح الناس، سبُّهم يكون -أحيانًا- يصحبه هوى، والمصالح الشخصية، وأنا ما أحبُّ الدُّخول في هذه الأشياء. ))
أقول
هذه حقيقة لا شك فيها ، فالمفتي ـ حفظه الله ورعاه ـ ، تأمل ما في الساحة من الطعون والسباب الموجهة إلى أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، ومنهم من ذكرهم في الرسالة ( الألباني وربيع المدخلي ) ، وجد أصلها مبني على الهوى والمصالح الحزبية ، فلم يلتفت إليها وحذر من أهلها ، فخشى الشيخ أن هذه الأسئلة الموجهة إليه من سالم هي من هذا القبيل .
فقد يقول القائل : لكن السائل ذكر شخص الشيخ ربيع ؟
الجواب : فإنا لا ندري هل المفتي سمع لفظة الشيخ ربيع من السائل أو لم يسمع؟ لأن صوت السائل في المادة حينها قد ضعف ثم زاد ، والمذيع لم ينقل للمفتي لفظة : " الشيخ ربيع "
وأيضا من هو الشيخ ربيع المسؤول عنه في المادة ؟ قد لا يستحضر المفتي أن المسؤول عنه هو العالم الكبير ربيع بن هادي المدخلي ، " حامل لواء الجرح والتعديل ، المدرس بالجامعة بالمدينة النبوية والمزكى من طرف هيئة كبار العلماء"
الوجه الثاني : الشيخ قال : " أحيانا" ، هذا يدل أنه ليس كل الجروح مردودة ، بل على طالب العلم أن يتريث ويتأمل في تلك الجروح ، وإياه أن يحمله العصبية والمذهبية والغلو في شيخه أن يرد ما انتقد فيه بالحق
الوجه الثالث : قال الشيخ :"وأنا ما أحبُّ الدُّخول في هذه الأشياء."
إذا كان الأمر كذلك فليرجع إلى أهله كما قال الشيخ في رسالته : (( والجرح والتعديل هو علم موروث من لدن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى يومنا هذا ، ولكن هو خاص بأهله من أهل العلم الكبار كالنجمي والشيخ ربيع فهؤلاء لهم المرجع في هذا الأمر ))
الوجه الرابع : قال الشيخ : " طلاب العلم يُرجى لهم الخير "
هذا الكلام حق ، فمن كان من أهل السنة وطلّاب للحق ويأوي إلى مجالس علماء السنة ويجلس إليهم ويعظمهم ويحترمهم ويذب عنهم فهذا يرجى له الخير ، وأما من كان يأوي إلى أهل البدع ويعظمهم ويجلس إليهم ويهجر مجالس أهل السنة ويحتقر أئمتها كما هو شأن الحزبية ، فهذا أغسل يدك منه ، ولا ينزل عليه كلام الشيخ هذا ، وحاشا الشيخ أن يقصد طلّاب البدعة وأهلها
الوجه الخامس : قال الشيخ :" وإذا شعرنا بشيءٍ من الخطأ؛ ناقشناه إن تمكنا، أو سألنا من نثق به عن هذا الخطأ."
هذا من الشيخ إحياء لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورد المخالفات التي تسعى المميعة إلى وأده بتلك الأصول المحدثة " نصحح ولا نهدم " ، و" لا نجعل خلافنا في غيرنا سببا للخلاف بيننا" وغيرهما
الوجه السادس : قول الشيخ :" أو سألنا من نثق به عن هذا الخطأ."
هذا الكلام من الشيخ ينسف قواعد المأربي والحلبي :" اشتراط الإجماع في الجرح "، و" رد خبر الثقة والتشكيك فيه"، و" لا نقلد "، و" لا يلزمني ولا يقنعني " ، التي ما أرادوا منها إلا للطعن في أئمة السنة ورد أحكامهم في أهل الأهواء والبدع .
وفي الأخير فالإمام عبدالعزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ورعاه ـ نحسبه أنه من المعظمين والمحترمين لحامل لواء الجرح والتعديل العلامة ربيع المدخلي ويثق فيه أيما ثقة وهذا بشهادة منه ، ولا نشك من أنه يرجع إليه في معرفة الرجال إذا أحتاج إلى ذلك كما كان شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
ثناء العلامة عبد الله الغديان –رحمه الله- للشيخ ربيع المدخلي
أقول
إن ما نسبه الحدادية ثم اليوم الحلبية الذين عقدوا صفقة خاسرة مع الحدادية والقطبية والسرورية من أن العلامة عبد الله الغديان –رحمه الله- يطعن في الشيخ ربيع المدخلي قد أبطله الشيخ عبد الله الغديان في حياته كما نقل مادته الأخوة في شبكة سحاب السلفية
قال الأخ أبو محمد أحمد بوشيحه ـ وفقه الله ـ : (( فهذا تفريخ لمكالمة مع شيخنا العلامة عبد الله الغديان - رحمه الله تعالى - ، عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ، بعد صلاة العصر يوم الأحد 16 محرم 1428 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلَّم
نص المكالمة :
الشيخ : نعم .
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : حيا الله شيخنا ،كيف حالكم ؟
الشيخ : حيك الله .
السائل : كيف صحتك ؟
الشيخ : كيف الحال ؟
السائل : عساك بخير الله يسلمك ؟
الشيخ : وأنت طيب ؟
السائل : والله نحمد الله .
الشيخ : حياك الله .
السائل: أقول يا شيخنا الله يسلمك .
الشيخ : هاه.
السائل : فيه والله حبيت أخبرك كذا مرة على موضوع .
الشيخ : هيه.
السائل : وهو يا شيخ فيه موقع في الانترنت .
الشيخ : أيه ؟
السائل : يحطون أسمك واجد فيه .
الشيخ : شوذا ؟
السائل : اسمه الأثري ،هم يقولون الأثري ،موقع يسمونه الأثري ؟
الشيخ : أيه .
السائل : ويحطون ويقولون الغديان يرد على فلان ،يرد على ربيع الإرجاء، يرد على كذا كذا .
الشيخ : والله ما أنا برد على أحد أبدا .
السائل : يا شيخ يقولون أنك تَرُدُّ على الشيخ ربيع وتقول من الإرجاء ويركزون يا شيخ
الشيخ : أبداً ،أبدا طال عمرك ما أنا برد على أحد أبداً .
السائل : سبحان الله أنهم -الله يحفظك- يركزوا على الطعن في الشيخ صالح السحيمي ، وزيد المدخلي وأحمد النجمي !!!
الشيخ : لا أبداً أبداً .
السائل : ويركزون على الألباني والشيخ ربيع يا شيخ ويقولون .
الشيخ : لا ، لا ،الله يغفر لنا ولهم ، ما علينا منهم .
السائل : سبحان الله !!!
الشيخ : جزاك الله خيرا ،شكرا.
السائل: الله يبارك فيك .
الشيخ : بارك الله فيك .
الشيخ : في أمان الله .
السائل : الله يسلمك )) ا.هـ
وهذه المقالة بعنوان (لقاء الشيخ العلامة ربيع مع هيئة كبار العلماء بالطائف لعام 1427هـ) نشرها الأخ الفاضل سلطان الجهني في شبكة سحاب فيها احترام وتبجيل الأئمة الثلاثة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ والإمام صالح الفوزان والإمام عبدالله غديان للشيخ الإمام ربيع المدخلي الذي يدعي الحزبية أن هؤلاء الثلاثة يطعنون فيه وغير راضين عنه ، فهذه الزيارة تكشف أكاذيبهم عن أهل العلم والإيمان
قال سلطان : (( فقد منَّ الله عليّ بمرافقة شيخنا العلامة ربيع – حفظه – في لقائه بهيئة كبار العلماء بالطائف الثلاثاء الموافق/ 14-7-1427 هـ.
وكان برفقتنا كل من الإخوة الأفاضل :
1 - أحمد بن يحيى الزهراني .
2 - مسفر بن عبدالله الزهراني وابناه فهد وعبدالرحمن.
3 - شريف بن محمد حمد الفلسطيني.
4 - عبداللطيف شريف .
فذهبنا برفقة شيخنا ضحى يوم الثلاثاء إلى دار الافتاء بالطائف .
فأول من لقينا من العلماء الشيخ/ صالح الفوزان-حفظه الله –
فاستأذنا للدخول عليه في مكتبه، فما إن رأى الشيخ صالح الشيخ ربيعاً، قام من مكتبه مرحباً به والابتسامة تعلو وجهه، وبعد أن سلمنا عليه، جلس الشيخ صالح والشيخ ربيع يتحدثان في ود ومحبة وأخوة – وكنا جلوساً بجانبهم – ثم ناول الشيخ ربيع الشيخ صالحاً بعض الأوراق التي تتعلق ببعض مواقع الرفض وما فيها من كيد للدعوة السلفية وطعن في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - وغير ذلك من خبثهم !!
ثم خرجنا من عنده بمثل ما استقبلنا به من حفاوة وتقدير .
كيف لا! وهو الذي يقول للشيخ ربيع عندما زاره في مكتبه بمكة من العام نفسه وبالتحديد في عصر يوم الأثنين 19/12/1427هـ ، فعندما سلم الشيخ ربيع عليه، قال الشيخ صالح : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "حيا الله شيخنا وكبيرنا " .
ثم انطلقنا إلى مكتب الشيخ عبدالله الغديان – حفظه الله - فدخلنا عليه في مكتبه وسلمنا عليه فقام وصافح الشيخ ربيعاً ورحب بنا ثم جلسنا معه وكان يتحدث إلى الشيخ ربيع بشيء من الانبساط وبعض الدعابة اللطيفة.
ثم كان الكلام حول المنهج فقال الشيخ ربيع: نحن نحذر من الأخطاء المنهجية التي تخالف الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح والتي يقع فيها بعض الدعاة، حتى لا ينخدع بها الناس!
فقال الشيخ الغديان وأنا معك في هذا يا شيخ ربيع.
وقبل استئذان الشيخ ربيع طلب الشيخ عبدالله الغديان بعض كتب الشيخ الأخيرة ليطّلع عليها فوعده الشيخ بإرسال ذلك، ثم استأذن الشيخ ربيع الشيخ الغديان في الانصراف فإذن لنا وخرجنا من عنده بمثل؛ بل أكثر مما استقبلنا به من انبساط وانشراح صدر.
ثم ذهبنا إلى مكتب الشيخ محمد بن حسن – حفظه الله – فدخلنا مكتبه لنسلم عليه، وما هو إلا أن أبصر الشيخ ربيعاً فرحب به ثم قام وقبل رأسه.
فجلس الشيخ ربيع وجلسنا معه، ثم بعد أن دار الحديث بينهما سأل الشيخ ربيع الشيخ محمداً عن سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله - فقال الشيخ محمد: المفتي موجود، لكن الظاهر إنه مشغول الآن لعلك تنتظر قليلاً.
ثم استأذن الشيخ ربيع من الشيخ محمد للذهاب لزيارة سماحة المفتي فخرجنا من عنده، ثم انطلقنا إلى مكتب سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله- فدخل الشيخ ربيع ودخلنا معه فرحب سماحته بالشيخ ربيع وقال له : أنت شيخنا ، وقد كرر سماحته هذا مع الشيخ ربيع عندما زاره في مكتبه بمكة يوم الاثنين 19/12/1427هـ فسلم الشيخ ربيع عليه فقال سماحة المفتي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "حيا الله شيخنا الشيخ ربيع ."
أقول: ليس هذا الأدب والخُلُق الحسن بغريب على سماحته!
وهو من قبل رأس الشيخ ربيعاً في يوم الأربعاء 4/12/1423هـ في نادي مكة الثقافي وبطلب من سماحته ويقول له : أنت شيخنا!
ثم جلسا يتحدثان بعض الوقت، ثم قال المفتي للشيخ ربيع: يا شيخ ربيع :الآن الوقت قريب أذان الظهر وأريد أن أجلس معك جلسة خاصة بعد صلاة الظهر، فنصلي الظهر ثم نرجع ، فقال الشيخ ربيع: هو كذلك .
فاستأذنا فخرجنا من عنده ثم ذهبنا مرة أخرى إلى الشيخ محمد بن حسن وجلس الشيخ معه إلى أن أذن الظهر وبعد الأذان قليلاً ، ثم خرج الشيخين سوياً للصلاة في المسجد فصلى بنا سماحة المفتي وبعد انتهاء الصلاة ذهبنا مع الشيخ ربيع إلى مكتب سماحة المفتي فدخلنا مكتب سماحته ثم دخل الشيخ ربيع وسماحته مكتبه الخاص، وبعد انتهاء جلستهما الخاصة، استأذن الشيخ ربيع للذهاب فخرجنا من عنده فكان استقباله للشيخ ربيع ثم جلوسه معه إلى خروجه في غاية الاحترام والتبجيل كما هي عادة العلماء في ذلك .
ومن المواقف النبيلة لسماحة المفتي: "أنه عندما زاره الشيخ ربيع بالرياض يوم 20/8/1427هـ في مكتبه بالجامع الكبير وتكلم الشيخ ربيع عن أهل البدع والأهواء وما يضمرونه من شر للسنة وأهلها ودار الحديث عن الانترنت واستغلال أهل الأهواء في نشر سمومهم فقال المفتي :
يا شيخ ربيع أصبر إن الله مع الصابرين وأنت جبل ومعروف لا يهمونك يا شيخ ربيع هؤلاء جهال سفهاء الأحلام "
انظر مقال : (هل بين الشيخ ربيع والعلماء خلاف ؟ ) لكاتبه الأخ : أحمد الزهراني
فأقول :
كتبت هذا الكلام لما رأيته من تنقص لعلمائنا الأجلاء وخاصة العلامة ربيع – حفظه الله – من أهل البدع الذين يفترون الكذب على العامة عبر وسائل الإعلام المختلفة ولا سيما فرقة الحدادية التي اتخذت من شبكة الأشري وموقع الساحات وكراً لهم لحرب الدعوة السلفية وأهلها!
وهل هذه الحرب التي تشنها الحدادية على الشيخ ربيع تريد بها وجه الله ، والنصح للمسلمين والنصرة للسنة ؟!
الجواب لا ثم ألف لا ! وذلك لظهور جهلهم وكذبهم وخياناتهم وفجورهم وتحالفهم مع أهل الضلال من الحزبيين وغيرهم .
وإنما حربهم على الشيخ وجهاده العظيم الذي أقض مضاجع أهل البدع! والذي يُنصر به دين الله ويُقمع به الباطل وأهله في كتبهِ وأشرطتهِ ؛ وجهاده الذي يحترمه أهل العلم والسنة ويؤيدونه عليه، ويشَرَقُ به أهل الضلال، وعلى رأسهم الحدادية وأصحاب أهل الأهواء أمثال: أبي الحسن المصري، وفالح الحربي، والحداد، وباشميل وأشكالهم ويشوهون هذا الجهاد العظيم لدفع الخزي عن أهل الضلال .تنبيه :
هذا المقال إنما هو تأييد وتأكيد لما كتبه أخي ورفيق دربي – أحمد الزهراني- وفقه الله .
في مقاله : هل بين الشيخ ربيع والعلماء خلاف ؟! (هذا كلام الفوزان وآل الشيخ فيه) حج1427هـ.
وكتب : سلطان بن محمد بن سالم الجهني
مكة – العوالي / 27/12/1427هـ. )) ا.هـ
العلاقة بين العلامة المحدث عبدالمحسن العباد والحلبي الضال المفسد
أقول
يوهم الحلبية الأمة الإسلامية أن المحدث عبدالمحسن العباد ـ حفظه الله ورعاه ـ على طريقتهم ومنهجهم يسير وأنه معهم فيما هم فيه من تخريب أصول منهج أهل الحديث والثناء على أهل البدع ورد أحكام العلماء فيهم، وشتان بين العلامة عبدالمحسن العباد وبين الحلبي الضال في المنهج والسيرة ومعاملة المخالف .
فمن تتبع المنهجين وجد هذا ظاهرا بينا وخرج بالفوارق التي تفرق بين العلامة المحدث عبدالمحسن العباد وبين الحلبي الضال في كثير من الأصول والمسائل ، وقد ذكر الأخوة السلفيون كثيرا منها في المنتديات السلفية ومنها :
1 ـ الشيخ عبدالمحسن العباد قد حكم على رسالة عمَّان الداعية إلى إخوة ووحدة الأديان بالخبث والإساءة ، أما الحلبي فأشاد بها وأثنى عليها .
2 ـ انشغال الحلبي بردوده وتحذيره من أهل السنة وطعنه بالطعون المقذعة الغليظة في شيخ شيوخهم الإمام ربيع المدخلي ومخالفته لنصيحة العلامة عبدالمحسن العباد في ذلك .
3 ـ لم يعد ويعتبر الحلبي إطلاق كلمة (غثاء) في حق الصحابة سبا ، وهو في ذلك قد خالف الشيخ عبدالمحسن العباد .
فقد سُئل الحلبي في مكالمة هاتفية: هل أنَّ القول بأنَّ الصحابة غثائية تعتبر سباً لهم أم لا؟
فأجاب بقوله: لا ما تعتبر سبّ، هذه خطأٌ لفظي, وأما السب فهو الشتم والتحقير!!.
ثم قال السائل: إيش معناها, يعني إيش معنى كلمة غثاء؟
فقال الحلبي: ألا ترى أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: أنتم غثاء, ولكن كغثاء السيل .
السائل: طيب؛ والدليل شيخنا؟
فقال الحلبي: هل سمعتَ الحديث؟
قال السائل: إيه سمعناه
فقال الحلبي: هو هذا!!!, لكن هذا لا نستعمله نحن!، هذا لا نستعمله لأنه جناب الصحابة عظيم، لكن لو ورد على لسان واحد متأولاً فلا نقول له: أنت تسب الصحابة, هذه يعني معزوفة باردة ووافدة وبعيدة عن الحق والصواب ))
هذه هي نظرة الحلبي في هذه المسألة ، أما العلامة عبدالمحسن العباد ، فقد سئل حفظه الله تعالى في 3 محرم سنة 1431ه في درس له عن فضل الصحابة السؤال الآتي: هل يجوز أن يقال في الصحابة فيهم غثائية؛ استدلالاً بقوله صلى الله عليه وسلم:" لكنكم غثاء كغثاء السيل؟
فأجاب الشيخ : (( الصحابة رضي الله عنهم كلهم لباب وخيار ولا يقال فيهم إلا كل خير, ولا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل!!؛ ولكنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن أمر مستقبل!!!, الصحابة رضي الله عنهم كان زمانهم كان زمان الفتوح وزمان الخيرات وزمان العز وزمان ظهور الإسلام؛ لأنه ما حصل ظهور الإسلام مثل ما حصل في زمن الصحابة والأزمان التي جاءت بعد زمن الصحابة في القرون الثلاثة المفضلة .)) ا.هـ
4 ـ تهوينه من مسائل الاعتقاد وجعلها من المسائل التي يسوغ فيها الاختلاف كما هو شأن المسائل الفقهيَّة
قال الحلبي في مقاله (السلفية هي الوسط الشرعي المضاد للتطرف) : ((وقَبْلَ الردّ على تِلْكُمُ الدَّعْوَى الباطلةِ - ودَفْعًا لاختلاطِ المفاهيمِ - أُقَرِّرُ: أنَّ المسائلَ الفقهيَّة، أو العقائديَّةَ التي يَدُورُ الخلافُ فيها بين السلفيَّةِ ومُخالِفِيها - بل بين عُمومِ المُسلمين بعضهم بعضاً؛ لا يجوزُ أن تُسحبَ - أو تُوَظَّفَ - بأيِّ شِكْلٍ مِن الأشكالِ ولا بأيِّ حالٍ مِن الأحوال للادِّعاءِ على جهةٍ ما بالتطرُّفِ، أو رَمْيِها بالإرهاب؛ إذْ هي مسائلُ علميَّةٌ مَحْضَةٌ خالِصَةٌ؛ كمثل: مسائل إثباتِ أسماءِ الله الحُسنَى وصفاتِهِ العُلَى على الوجه اللائق بجلالِ الله تعالى!، وقضايا الاستغاثةِ والتوسُّلِ بغيرِ الله سبحانه مُضادَّةً لألوهيَّتِهِ ووحدانيَّتِهِ عزَّ وجلَّ!، والغُلُوِّ في جَنابِ سيِّدِنا المُصطَفَى رسول الله صلى الله عليه وسلم!؛ فهذه مسائل كانت وما تزالُ موضعَ أخْذٍ ورَدٍّ بين عامَّة عُلماءِ أهل القِبلةِ - على اختلافِ فِرَقِها ومذاهبِها -، وبألفاظٍ دقيقة، وأحكامٍ وثيقة)).
أما الشيخ العباد فقد نقل الأخ الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد العميسان عنه
(( قد سئل شيخنا العلامـة عبد المحـسن العـباد-حفـظه الله- هل يجوز أن يقال أن الصحابة اختلفوا في أمرٍ من أمور العقيدة؟؟
أجاب فضيلته بقوله:"وجد الاختلاف بين الصحابة في الفروع ولم يوجد اختلافاً في الأصول البتة وإلا ما هو الفرق بين أهل السنة والمبتدعة إذاً؟! ". [درس سنن أبي داود يوم السبت (20/8/1423هـ) في المسجد النبوي].
وسئل شيخنا-حفظه الله-أيضاً: هل يجوز أن يقال أن الصحابة اختلفوا في أمور العقيدة؟؟ كما في مسألة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه ليلة اُسري به , وكذلك مسألة سماع الأموات للأحياء؟؟
أجاب فضيلته بقوله: " الصحابة لم يختلفوا في أمرٍ من أمور العقيدة, وأما ما جاء عنهم في هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه أم لم يره في الإسراء والمعراج؟ فهذا ليس خلافاً في العقيدة؛ لأنهم متفقون أن الله يُرى يوم القيامة, والرؤية ثابتة, وهذه هي العقيدة, أما الخلاف في هل النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى ربه أم لم يره ليلة المعراج؟ فهذا ليس خلافاً في العقيدة , والراجح أنه لم يره ليلة المعراج , أما مسألة سماع الأموات للأحياء فلا أعلم خلافاً بين الصحابة والراجح في هذه المسألة أن نثبت ما أثبته الله ﻷ ورسوله - صلى الله عليه وسلم- كما في سماعهم قرع النعال عن الفراغ من الدفن وغير ذلك مما ثبت , وأن نسكت عمّا سكت عنه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ". [سؤال وجهته لشيخنا يوم الثلاثاء 15/1/1424هـ, بعد صلاة الظهر في بيته]. )) ( شبكة سحاب السلفية)
5 ـ مخالفته للشيخ العباد في ثنائه على أهل البدع والأهواء الذين حذر منهم الشيخ
ومنهم عدنان عرعور ، ورؤوس التكفير والخروج من أمثال ابن لادن ([21] (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141556#_ftn21))
6 ـ مخالفته للشيخ العباد في مدحه وثنائه على مشروع ( السلام عليك أيها النبي صلى الله عليه وسلم )
وهذه بعض المخالفات التي ثبتت عنه وسجلت عليه ، وهي كلها مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة والتي من أجلها حكم عليه الشيخ ربيع المدخلي وغيره من علماء الأمة بالبدعة .
وبهذا يتبين لك يا أيها القارئ الكريم من الذي خالف العباد في المنهج والمسلك أهو الشيخ ربيع المدخلي أم الحلبي الضال ؟ فلك المحكمة الآن .
فهذا ما تيسر لي من بينه مما جاء في ذلك المقال الفاجر الذي ما أراد أصحابه منه إلا جمع شتات طعونات الحزبية في الشيخ ربيع المدخلي ، ودحرجتها والنفخ فيها ، لعلها تتحرك بعد تعطيلها وفشلها وخمودها ، ولكن يا خيبة الحلبية المميعة الحزبية ما حركتهم مع تلك الطعونات البائرة الفاشلة إلا حركة الشاة المذبوحة ، فشأنهم معها شأن ممن سبقهم ممن اخترع واصطنع تلك الطعونات ، فقد رجعت مضرتها عليهم لا على الشيخ ربيع المدخلي ، فما أظهروها ورجفوا بها إلا وحكموا على أنفسهم بالسقوط والسفه وأنهم أصحاب فتنة ومشاكل ، أما الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فما زادته إلا رفعة في الأمة وأظهرت نزاهته وصفاء منهجه وثباته وعرف العلماء صدقه وورعه وحلمه وصبره وبرأته ، إذ أن جل تلك المخالفات التي نسبت إلي الشيخ لا أصل لها ، وإنما هي من كيس المبتدعة الحزبية اصطنعوها للطعن في الشيخ ولإسقاطه ، ومنشأها إما ببتر كلامه أو تغيير معناه وسياقه وعرضه على أهل العلم على أنه كلامه مع عدم تصريحهم لأهل العلم من هو صاحبه ، فيحكم عليه المفتي بما سمع ، ثم يطير به الحزبية كل مطار وينزلونه على الشيخ ربيع المدخلي .
أو تكون كلمات وأحكاما قالها أهل العلم في أفراد وأقوالهم ثم رجعوا عنها ، فيظهر الحزبية الآن أنهم لا يزالون عليها وأن الشيخ ربيعا المدخلي قد خالفهم فيها .
أو تكون هذه الطعونات أصلها ومصدرها من مشايخ الحدادية والقطبية والمأربية من مثل من ذكروهم في مقالهم فأعرضنا عن ذكرهم ، إذ لا عبرة لكلامهم في أهل السنة ، فهذا مجمل ما كان من بيان زيف ذاك المقال ، نسأل الله تعالى الإخلاص فيما بينته من وهاء ذاك المقال والإصابة والسداد في الأعمال والأقوال
والحمد لله رب العالمين .


([1]) شبكة سحاب السلفية


([2]) (العقيدة السلفية /القسم الخامس مالك بن أنس)(ص: 16)


([3]) (جناية أبي الحسن على الأصول السلفية)


([4]) وهذا مما قعده لهم المأربي انظر إلى ( التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل)(ص 7 ـ 8)


([5]) (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)(1/ 202)


([6]) انظر إلى مقال ( إشهار المتلاعب المُبْلِس - (علي الحلبي) - وبيان أنه تاجر مُفْلِس) للأخ الفاضل رائد آل طاهر


([7]) ومما يدل أن الشيخ ابن عثيمين لا يعرف عدنان عرعور ما جاء عنه في بعض أجوابته على بعض الأسئلة التي عرضت عليه في بيان مخالفات عدنان : (( قال السائل : هذه المقالات موجودة في كتب وأشرطة الرجل يدعى عدنان عرعور ، فهل تعرفونه سماحتكم ؟ ، وما قولكم فيه ؟ .
قال الشيخ : ما نعرفه ، ما نعرف إلا أن له كتاباً أظنُّ في المواقيت - مواقيت الحج ، مَنَعت دار الإفتاء من تداوله لما فيه من الأخطاء ، أما غير هذا ما أدري عنه شيء .)) ا.هـ


([8]) انظر موضوع الأخ الكريم أبي جميل الرحمن طارق (بشرى للشيخ ربيع بتأييد الألباني له وإدانة العرعور وعلى لسان الحلبي )


([9]) ( تيسير الكريم الرحمن)(ص: 43)


([10]) (دفع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان)


([11]) قال الشيخ سعد الحصين : (( وأكَّد ذلك ـ بعد التمحيص ـ: ابنُ عثيمين، والألباني، والدويش رحمهم الله، والمدخلي وفقه الله، والأخيران درسا فكر سيِّد دراسة مستفيضة لم يتحقَّق لغيرهما فيما أعلم. ))


([12]) (مجموع: إتحاف أولي اللب ببيان أخطاء وضلالات سيد قطب - رحمه الله -)(شبكة الربانيون العلمية)


([13]) وقد أعاد هذه الكلمات أيضا في كتابه (الرد البرهاني في الإنتصار للعلامة المحدث الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني)(ص7) عند انتقاده لسيد قطب معلقا في الهامش: (( كمثل الكاتب الأديب سيد قطب ـ غفر الله له ـ فإنه كان كثير المخالفة للشرع لعدم تخصصه وضعف فقهه .
وقد رد عليه فضيلة شيخنا الأستاذ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ـ نفع الله به ـ في عدة كتب مستقلة منها : "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم " أبان فيه ـ عليه ـ كثيرا من المآخذ العلمية ـ بعامة ـ والعقائدية ـ بخاصة ـ
ولقد نقلت أنا ـ بنفسي ـ من خط أستاذنا الوالد الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمة الله عليه ـ في آخر صفحة من نسخته من الكتاب المذكور قوله : " كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ، فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام . ناصر " ))


([14]) وأيضا مما ينقض مقالهم هذا ما جاء عن شيخهم مشهور بن حسن في كتابه (العراق في أحاديث وآثار الفتن) من حكمه على سيد قطب بأنه يكفر المجتمعات الإسلامية مستدركا على سفر قائلا في ( ص 153 ـ 157) :
((وتساءل بقوله ـ أي سفر ـ : «كيف تسلل الغلو، وانتهاج العنف إلى بعضهم، وحوله إلى بلده ومجتمعه أحيانا؟» ...
فأقول مستدركاً عليه -وفّقه الله-:
إنّ الجواب سهل ويسير، فيكفي أنْ يمد الدكتور يده إلى مكتبته، ليخرج كتاباً من كتب سيد قطب، ويقف بين صفحاته على النصوص الكثيرة التي (تسلل) من خلالها: (الغلو، وانتهاج العنف) إلى عقول وسلوك شباب الأمة الذين رُبُّوا على تلك الكتب.
يكفي أن يجدد الدكتور قراءاته في تلك النصوص بعين العدل والإنصاف، والتجرد للحق؛ ليكتشف أنّ الذي جرأهم على (الافتئات على الأمة)، والإعراض عن علمائها، بل الطعن فيهم، وإساءة الظن فيهم، وربما تكفيرهم؛ إنما هو تلك النصوص القطبية التي زرعت فيهم روح الثورة على الأمة، واحتقار أولي الأمر فيها؛ أعني: العلماء.
ويكفي أنْ أذكر هنا نماذج من تلك النصوص:
أولاً: في بث روح الثورة والتمرّد على الأمة الإسلامية -بالمفهوم الجمعي للأمة-:
قال سيد قطب في كتابه «معالم في الطريق»، مصرحاً بأنّ المجتمعات الإسلامية اليوم كلها مجتمعات جاهلية بلا استثناء:
«وأخيراً؛ يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة! وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار؛ لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا أنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله -أيضاً-، ولكنها تدخل في هذا الإطار؛ لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها... إنّ موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية -كلها- يتحدد في عبارة واحدة: إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها».
وأكد ذلك بنفي وجود (الإسلام) على وجه الأرض، فقال:«وحين نستعرض وجه الأرض كله اليوم، على ضوء هذا التقرير الإلهي لمفهوم الدين والإسلام، لا نرى لهذا الدين وجوداً.. إنّ هذا الوجود قد توقف منذ أن تخلت آخر مجموعة من المسلمين عن إفراد الله بالحاكمية في حياة البشر، وذلك يوم أن تخلت عن الحكم بشريعته وحدها في كل شؤون الحياة، ويجب أن نقرر هذه الحقيقة الأليمة، وأن نجهر بها، وأن لا نخشى خيبة الأمل التي تحدثها في قلوب الكثيرين الذين يحبون أنْ يكونوا مسلمين؛ فهؤلاء من حقهم أنْ يستيقنوا؛ كيف يكونون مسلمين؟! إنّ أعداء هذا الدين بذلوا طوال قرون كثيرة -وما يزالون يبذلون- جهوداً ضخمة، ماكرة، خبيثة؛ ليستغلوا إشفاق الكثيرين الذين يحبون أنْ يكونوا مسلمين؛ من وقع هذه الحقيقة المريرة، ومن مواجهتها في النور، وتحرجهم كذلك من إعلان: أنّ وجود هذا الدين قد توقف منذ أن تخلت آخر مجموعة مسلمة في الأرض عن تحكيم شريعة الله في أمرها كله...»(العدالة الاجتماعية)(183-184).
ويؤكد سيد قطب على تكفير المسلمين، بمن فيهم أولئك الذين يرفعون أصواتهم بالأذان خمس مرات في اليوم، فيقول:
«لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية، وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم جاءها الإسلام مبنيّاً على قاعدته الكبرى: شهادة أن لا إله إلا الله.
لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ(لا إله إلا الله)؛ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله؛ دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعنيَ هذا المدلولَ وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم، وهي مرادف الألوهية، سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب، فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة، فليس لها إذَنْ حقُّ الحاكمية... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء.
البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: لا إله إلا الله؛ بلا مدلول ولا واقع... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد -من بعد ما تبين لهم الهدى- ومن بعد أن كانوا في دين الله! فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلاً أمام هذه الآيات البينات»(في ظلال القرآن) (2/1057).
قال مشهور بن حسن معلقا على هذا الكلام في الهامش : "وفي هذا الكلام تكفير واضح للأمة الإسلامية كلها، وحكم عليها بالردة، وأنهم أشد الكفار عذاباً؛ لأنهم ارتدوا بعد ما تبيّن لهم الهدى "
ويدعو سيد قطب إلى مفاصلة المجتمع الإسلامي؛ لأنه -في اعتقاده- مجتمع جاهلي لا يمت للإسلام بصلة، فيقول: «إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب: {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: 65]، إلا بأن تنفصل هذه العصبة عقيديّاً وشعوريّاً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام (دار إسلام) تعتصم بها، وإلا تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه: جاهلية وأهل جاهلية، وأن تفاصل قومها على العقيدة والمنهج، وأن تطلب بعد ذلك من الله أن يفتح بينها وبين قومها بالحق وهو خير الفاتحين»(في ظلال القرآن)(2/1125). ).
ويقول -أيضاً-: «إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم؛ قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله، والفقه الإسلامي»(في ظلال القرآن)(4/2122).
قال مشهور بن حسن معلقا في الهامش :" وقد كتب هذا الكلام وهو يعلم جيداً بأن الدولة أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- قد قامت على عقيدة التوحيد، وتطبيق الشريعة، لكن لا عجب أن يذهب سيد قطب إلى تكفيرها -أيضاً-؛ لأنها رفضت المنهج الاشتراكي الذي اعتنقه سيد قطب، وذهب بسببه إلى الطعن في أمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين، ذي النُّورين: عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، واعتبر خلافته باطلة وفجوة في تاريخ الإسلام؛ كما في كتابه «العدالة الاجتماعية في الإسلام»!.
ويقول -أيضاً-: «فأما اليوم؛ فماذا؟! أين هو المجتمع المسلم الذي قرر أن تكون دينونته لله وحده، والذي رفض بالفعل الدينونة لأحد من العبيد، والذي قرر أن تكون شريعة الله شريعته، والذي رفض بالفعل شريعة أي تشريع لا يجيء من هذا المصدر الشرعي الوحيد؟ لا أحد يملك أن يزعم أن هذا المجتمع المسلم قائم موجود!»(في ظلال القرآن)(3/1735).
ويقول سيد قطب مؤكداً ما سبق، ومنتقداً من يفكرون في النظام الإسلامي: «إن الذين يفكرون في النظام الإسلامي اليوم وتشكيلاته، أو يكتبون، يدخلون في متاهة! ذلك أنهم يحاولون تطبيق قواعد النظام الإسلامي وأحكامه الفقهية المدونة في فراغ، يحاولون تطبيقها في هذا المجتمع الجاهلي القائم، بتركيبه العضوي الحاضر، وهذا المجتمع الجاهلي الحاضر يعتبر -بالقياس إلى طبيعة النظام الإسلامي، وأحكامه الفقهية- فراغاً، لا يمكن أن يقوم فيه هذا النظام، ولا أن تطبق فيه هذه الأحكام، ... إن تركيبه العضوي مناقض تماماً للتركيب العضوي للمجتمع المسلم، فالمجتمع المسلم -كما قلنا- يقوم تركيبه العضوي على أساس ترتيب الشخصيات والفئات كما ترتبها الحركة لإقرار هذا النظام في عالم الواقع، ولمجاهدة الجاهلية لإخراج الناس منها إلى الإسلام، مع تحمل ضغوط الجاهلية، وما توجهه من فتنة، وإيذاء، وحرب على هذه الحركة، والصبر على الابتلاء، وحسن البلاء، من نقطة البدء إلى نقطة الفصل في نهاية المطاف، أما المجتمع الجاهلي الحاضر؛ فهو مجتمع راكد، قائم على قيم لا علاقة لها بالإسلام، ولا بالقيم الإيمانية... وهو -من ثم- يُعَدُّ بالقياس إلى النظام الإسلامي وأحكامه الفقهية فراغاً لا يعيش فيه هذا النظام، ولا تقوم فيه هذه الأحكام»(في ظلال القرآن)(4/2009). )) ا.هـ

قلت ( بشير) : فهذه العبارات والتقريرات من القوم من إدانة سيد قطب والحكم عليه بما هو عليه من الفساد والضلال حجة عليهم ، تهتك أستار مكر وخبث نحلتهم الجديدة .


([15]) وهي : (( .. هذا رجل سطحي... في كلُّ كتبه الشِّدة موجودة ... الآن هنا يقول: فهذا يبيِّن إصرار سيد قطب على الطَّعن في أصحاب رسول الله، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قرَّرها في هذا الكتاب ، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهليَّة -أي: كافرة- ، هذا مش شدَّة؟ ))


([16]) مع ما فيه من النقص والضعف الذي كان علماء السنة ومنهم ربيع المدخلي يسعى لجبره والمحافظة عليه ، ولكن أبى الحلبي إلا الانشقاق والمشاقة والمخاصمة والمفاصلة لمنهجهم السلفي وارتماء في أحضان الحزبية وإحياء طعوناتهم وكذباتهم وخرافاتهم التي اصطنعوها واخترعوها للطعن في الشيخ ربيع المدخلي وتشويه المنهج السلفي الذي يسير عليه .


([17]) انظر مقالهم المنشور في ( منتديات كل السلفيين)( كلام الشيخ مشهور عن الكردي الكذاب و كلمة عن سيد قطب والشيخ الألباني)


([18]) ( شبكة سحاب السلفية)


([19]) ( مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)( 8 / 598)

([20]) صدق الشيخ ـ حفظه الله ـ ما مقال الحلبية المميعة هذا إلا نموذجا من هذه الاعتذارات لسيد قطب واتباعه من بعده

([21]) لك يا أيها القارئ الكريم أن تتطلع على مقال (أمثلة من مخالفات الحلبي للشيخ العباد -حفظه الله تعالى-) للأخ رائد آل طاهر -وفقه الله- لتقف على شرح هذا الفروق والفوارق بالتفصيل

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
21-Dec-2013, 05:51 PM
احسن الله اليك

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
22-Dec-2013, 08:58 PM
جزاك الله خيرا يا أيها الأخ الكريم الحبيب مصطفى على مرورك

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
16-Feb-2017, 10:49 PM
يرفع للفائدة