المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مسؤولية الدين)لفضيلة الشيخ محمد الوصابي-حفظه الله-/ وصايا نافعة وكلمات رائعة



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
07-May-2010, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله سلم-.



نحمد الله على هذا الخير العظيم، الذي مَنَّ على شبابنا بهذا الخير بهذا العلم.



تصوروا لو أن الشباب جميعًا كذلك!، تحملوا هذه المسؤولية-مسؤولية الدين-، والدعوة إلى الله، مسؤولية طلب العلم وتبليغه، أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين.

فنقول لهؤلاء الفتية، ولهؤلاء الشباب الذين تكلموا: -جزاكم الله خيرًا وأصلحكم الله-، وثابروا على هذا الخير، واظبوا عليه وحثوا غيركم أيضًا من الشباب الآخرين، أن يشعروا بتحمل المسؤولية، فأنتم مسئولون عن هذا الدين، وتعرفون أيضًا قصة الفتية الذين نص الله ذكرهم علينا في أول سورة الكهف، كيف كانوا من أهل التوحيد ومن أهل الاستقامة، وكانوا منكرين للأمور الشركية الموجودة في زمانهم، والحمد لله على توفيقه.

إخواني في الله، نتواصى جميعًا بالعمل بما يقربنا إلى الله، و بتقواه-سبحانه-، وبالتمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.

إذا أردنا أن نسعد في الدنيا والآخرة: نتواصى بهذا الدين، والعمل بهذا الدين، والتمسك بهذا الدين، والعناية بالقرآن، وبأحاديث الرسول-عليه الصلاة والسلام-والاهتمام بها، فإن الجهل يا إخواني في الله أعمى، كما سمعتم قول الله: (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا)(الإسراء:72).

الجهل أعمى، أعمى القلب وأعمى البصيرة، وكونه ينسب لعينيه في الدنيا هذا لا يكفيه، فإن البصر النافع هو بصر القلب، كما قال الله: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(الحج:46)، فالعمى الحقيقي عمى القلب، والبصر الحقيقي بصر القلب.

كم من إنسان يبصر بعينيه، وهو من شر الخليقة، من اليهود من النصارى ومن المشركين ومن المجوس، عندهم القوة البدنية والرؤية البصرية ولكن هم على ضلالات، فالعبرة للبصر والقلب الفقه في الدين، الفهم بالدين، العبادة الصادقة، التوحيد.

وسمعتم ما يتعلق بالعذاب، فالله-سبحانه وتعالى-يعذب من عصاه،

وينقسم العذاب إلى ثلاث أقسام: (عذاب في الدنيا وعذاب في البرزخ وعذاب في الآخرة)، وأشد العذاب عذاب الآخرة، لكن أيضًا بقي عذاب في الدنيا، وعذاب في البرزخ، وعذاب الدنيا أشكال وأنواع.

وانظر إلى آدم-عليه السلام-حين عصى فأكل من تلك الشجرة، كيف أن الله عاقبه بأن أخرجه من الجنة، هذا نوع من العذاب، كم قال الله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الدخان:30).

العذاب الأكبر: عذاب الآخرة.

والعذاب الأدنى: عذاب الدنيا، وقيل عذاب القبر أو يشمل النوعيين.

وإبليس حين امتنع من السجود لعن وطرد، وهذا نوع من العذاب، لعنه الله وطرده الله، وأُهْبِطْ إلى الأرض.

والعذاب في الدنيا كثير لمن عصاه، العذاب في الدنيا لا يحصيه إلا الله، الفقر والقحط والحر والبرد، وتسليط النامص والذباب والحيات و العقارب والثعابين والوحوش، وتسليط الولاة الظلمة، تسليط السَرَقَة، الحرائق الأمراض إلى غير ذلك.

كل هذا من أنواع العذاب في حق من عصوه، وقد يكون في حق من أطاع الله، فإن الله-عز وجل-يبتلي المؤمنين ويعذب المجرمين، فهذه الابتلاءات فهي عقوبة في حق العصاة، وهي ابتلاءات في حق الطائعين، هذا جزء من عذاب الدنيا، قد يأخذ سمعك قد يأخذ بصرك قد يأخذ عقلك.

وما أخذه كما عرفتم يكون عذاب في حق من عصى الله، ويكون ابتلاء في حق من أطاع الله، ويكون أيضًا عذاب وابتلاء في حق المؤمن العاصي، فمن جهة عذاب-عقوبة له-، ومن جهة أيضًا ابتلاء، هل سيصبر أم لا؟، والعقوبات القدرية أشد من العقوبات الشرعية.

لأن عقوبات الدنيا تنقسم إلى قسمين:

عقوبات شرعية وهي: (الحدود).

وعقوبات قدرية وهي: أعظم من العقوبات الشرعية، لأن العقوبات الشرعية محددة بالنص لا تجاوز فيها، لكن العقوبة القدرية على ما يُقَّدرها الله كما يشاء الله، وهي أعظم وهي أشد على العبد، يعني: (قد يصاب مثلًا بحادث تتكسر فيها أضلاعه، تتكسر أضلاع يديه ورجليه و رضوض في رأسه)هذه العقوبة القدرية.

لكن العقوبة الشرعية، مثلًا: (كسر إصبع فلان، ما في فقط كسر إصبع واحدة، الإصبع بالإصبع)، لكن إذا أرد الله أن يعاقب الشخص العقوبة القدرية كما سمعتم قد يؤذيه، بحادث سيارة أو بغير ذلك، وقد يكسر أضلاعه.

فعلينا أن نحذر من العقوبات القدرية والعقوبات الشرعية، ولا مفر لنا إلا بلزوم الطاعة، ما في مفر من الله ومن شرعه ومن قدره، إلا بأن نطيعه الطاعة الصحيحة التي يريدها الله ظاهرًا وباطنًا، ومن الذنوب ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن، ذنوب ظاهرة وذنوب باطنه.

فأعمال القلب المخالفة للشرع من الذنوب ألباطنه، كونه يسيء الظن في الله، أو يسيء الظن في رسول الله-عليه الصلاة والسلام-، أو شاكٌ في دين الله، أو في الله، أو في كتاب الله، أو في قدر الله، أو يسيء الظن بالمؤمنين، أو إنسان يحقد على المؤمنين، أو يحب الفاسقين والمجرمين، هذه كلها ذنوب خفية وعليها أثرها، عليها عقوبات وجزاءات وحساب، هكذا أيضًا الكبر-والعياذ بالله-، من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر أو أكثر من ذلك، هذه المعاصي الرياء السمعة الحسد، أعمال خبيثة خفية لا يطلع عليها إلا الله، ومنها ما يظهر على ظاهر العبد من أعمال القلب، فعقوبات رب العالمين-سبحانه وتعالى-تكون في الدنيا، وتكون في القبر، وتكون في الآخرة عقوبات عظيمة.

ذاك الرجل الذي أمر الله أن يجلد في قبره مائة جلدة، كما في حديث عبد الله بن مسعود، عند الطحاوي في مشكل الآثار بإسناد صحيح، وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله-في السلسلة الصحيحة: (أن رجلًا مات ودفن في قبره، فأمر الله الملائكة أن يجلدوه مائة جلدة)هذا يدل على وجود عذاب في القبر وهو عذاب متنوع، منه الجلد والضرب(فما زال يتضرع إلى الله في الدعاء ويستغيث بالله ويدعوا الله حتى خفف الله عنه من مائة جلدة إلى جلدة واحدة)فَجُلِد، جَلَدَه الملائكة في القبر جلدة واحدة(فامتلأ القبر منها نارًا)، من هذه الجلدة الواحدة، (وأُغْمِيَ عليه) من شدة ضرب الْمَلَكْ وجلد الْمَلَكْ له، (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)(التحريم:6)،(فلما أفاق قال للملائكة علام جلدتموني؟)، بعد أن أفاق، تالله علمت أنك مغمى عليك من شدة تلك الجلدة الواحدة، فكيف لو كانت مائة جلدة؟، (قال: عَلامَ جلدتموني؟، قالوا: لأنَّكَ صليت صلاة بغير طهور، ومررت بمظلوم فلم تنصره، حكم الله عليك بمائة جلدة).

كيف يمر بمظلوم ثم لا ينصره؟!!!، كم من الناس يمر على شخصين يتضاربان، لا يقف ولا يفصل بينهم ولا شيء كأنه أمر عادي، على وَلَدَيْن يتضاربان ربما يقتل أحدهما، ما في شعور بالمسؤولية إلا من رحم الله، ما وَقَفْ فصل بينهم فَرَّقْ بينهم وردع الظالم ونصر المظلوم إلا من رحم الله، دنيا في رؤوسهم في قلوبهم إلا من رحم الله، مشغولين ما عنده وقت يقف،(**)فهذا عذاب في القبر.

وعذاب القبر أيضًا أشكال وأنواع كثيرة، وعذاب الدنيا كذلك أنواع كثيرة، ذاك أخذ الله ولده، وذاك اخذ الله يده، وذاك أخذ الله رجله، وذاك اخذ الله سمعه، وذاك أخذ الله بصره، وذاك سلط الله عليه من يضربه، وذاك سلط الله عليه من يحبسه، وذاك بمن يقتله، وذاك بحادث سيارة، وذاك بأخذ ماله، وذاك بالحريق، عذاب كثير، عذاب الدنيا كثير، وعذاب البرزخ كثير، وعذاب الآخرة أيضًا كثير.

ولابد لنا من طاعة الله، نحن عبيده وهو ربنا وخالقنا ومالكنا، ومطلع علينا يرانا ولا نراه هذا بالنسبة للدنيا، وهو قادر علينا ونحن عاجزون، لا بد أن نطيعه وجوبًا، طاعة الله واجبة علينا، وترك المعاصي أيضًا واجب علينا.

علينا جميعًا أن نوحد الله، أن نطيع الله، أن نتقي الله، أن نراقب الله، وأن ننصح الآخرين ونحذر الناس، هل تعلمون أن شرب الدخان يعتبر عقوبة؟!!!! إي والله شرب الدخان شرب التمباك(**) وشم القات، هذه من ضمن العقوبات الإلهية في الدنيا، يحتسى سمًا، ما يحطمه وما يدمره وما يقضي على صحته وعلى ماله، هذا من أنواع العذاب ومن أنواع العقوبة.

البغضاء والشحناء بين الناس من أنواع العقوبة في حق العصاة، كونه يتلذذ بسماع الأغاني ولا يتلذذ بسماع القرآن هذه عقوبة له من الله، أحرمه الله من لذة القرآن، أحرمه الله وعاقبه الله فصار لا يشعر بلذة بالقرآن، وجعله يتلذذ بالمعاصي، كونه يفر من الصالحين ويذهب إلى الفسقة هذه أيضًا عقوبة من الله، أحرمه الله من صحبة الصالحين، لأنه لو صاحبهم وجالسهم غفر له،(وله قد غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)، لكن جعل في قلبه أنه يكره الصالحين ويحب المعربدين، هذه عقوبة له من الله.

لأنه بابتعاده عن مجالسة الصالحين حرم من خير عظيم، وبجلوسه مع المعربدين يأثم آثام كثيرة، لأنهم أصحاب معاصي وهو مشارك لهم، سَبُّوا فلان إما أنه شارك وإما أنه سكت، استهزؤوا من فلان المؤمن ضحك معهم شارك، كل مشاركة يجرجرونه إلى النار وهو معهم، عقوبة له من الله-سبحانه وتعالى-.

المرأة التي تتزوج على إنسان ما يصلي الله انتقم منها، الله عاقبها وابتلاها، فالله اعلم ماذا فعلت في حياتها، يمكن أن تكون عاصية، عاقة لأبيها وأمِّها فعاقبها الله بزوج ما يصلي، بزوج سكران، بزوج كذاب سارق فاجر عاق، فالله ما أكرمها بإنسان صالح، هذا زواج ظاهره الرحمة-عرس وزفة ووليمة وذبائح-على إنسان سكران أو تارك صلاة.

وتارك الصلاة إثمه عند الله أعظم من السكران، لأن تارك الصلاة كافر، والسكران لا يكفر إلا إذا استحل الكفر، إذا استحله كفر، أما إذا كان يشرب وعارف أنه حرام فهو فاسق فاجر مجرم، ولا يكفر، لكن تارك الصلاة كافر على الصغير من أقوال أهل العلم.

فالعقوبات الإلهية عظيمة وكثيرة وواسعة والناس عنها غافلون إلا من رحم الله، قالوا: ما شاء الله فلانة تزوجت، هكذا اللفظة عندهم سطحية، ما حاولوا يتبينوا، قالوا مدخن ومسجِّر ومتمبك ومطبل ومزمر وما هو مهتم بالصلاة، تزوجت على فاجر عقوبة لها من الله، من أشد أنواع العقوبة عقوبة عظيمة، وظاهر الأمر أنها مرتاحة، وسَكَّنها في عمارة، وعندها شقة، وعندها و عندها وأعطاها وأعطاها، لكن ماذا أعطاها؟ دنيا فانية، هذه الدنيا متاع زائل كما قال الله: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا)(النساء:77).

يروى أنه يصاب صاحب الدخان بالذبحة الصدرية، ماذا استفاد؟، دَخَّنْ وسَجَّرْ وتَمْبَك إلى أن وصل إلى الذبحة الصدرية، إلى السرطان الرئوي إلى...إلى، استلم شيك، هذه عقوبة دنيوية، بقيت تنتظره العقوبة البرزخية والعقوبة الأخروية، على شربه لهذا الخبيث النتن المحرم شرعًا.

فيا إخواني في الله، من أراد الفلاح فعليه بهذا الدين، والقرب أيضًا إذا نفرت الناس عن هذا الدين، على أنه تشدد وتزمت وتنطع، هذه عقوبة لهم من الله، الله عاقبهم ما جعل لهم الارتياح من هذا الدين، الراحة النفسية والطمأنينة والسعادة والفرحة كما قال الله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(يونس:58) جعلهم ينظرون إلى هذا الدين بنظرة غير طبيعية، أنه تشدد وأنه....هذه عقوبة لهم عظيمة.

لا سعادة لنا إلا بهذا الدين، ولا فلاح لنا إلا بهذا الدين، ولا فوز لنا إلا بتمسكنا بهذا الدين، هنا الفوز، ظَنُّوا أن الفوز للذي فلوسه كثيرة، وفي المعاش والوظيفة المغرية، هكذا يظنون، هذا الظن عقوبة لهم من الله، الله عاقبهم حتى يطمئنوا بهذه الحياة الدنيا ويخلدوا إليها، فيجدون العذاب الأليم والعذاب الشديد، لماذا اطمئنوا بالحياة الدنيا ورضوا بها.

فكم من الناس هذه نظرته، يقول: ابنه إذا كان في العربدة يكون أفضل له من أن يكون في المسجد، هكذا بعض الناس اليوم، وبنته في الشوارع ولا تكون في نفع النساء في المسجد،(**)نظرة عقوبة له من الله، أنت مسلم وتعيش في بلاد المسلمين، وتحمل هذا الفكر المريض هذا الفهم التعبان، هذه نكسة وارتكاس وعقوبة لهم من الله-سبحانه وتعالى-بأن يروا الحسنة قبيحة والقبيحة حسنة، واليوم في الدنيا لكن كيف في القبر وكيف في الآخرة؟.

وإن كان العقاب عليه منهم، هذه عقوبة لهم من الله أن الله ثبطهم عن نصر الدين(وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ)(التوبة:46)لستم أهلًا لأن تنصروا هذا الدين، فثبطهم عن نصرة دينه، لا يستحقون هذا الشرف أن يكونوا من أنصار هذا الدين العظيم، (وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ)(التوبة:46)فقعدوا وتخلفوا عن نصرة الدين،( **)بالآثام تضيق ما عليهم، الآثام العظيمة والسيئات العظيمة.

فعلينا يا عباد الله أن نحمد الله الذي بَصًّرَنا، والله نعمة عظيمة خير من الدنيا وما فيها، أن الله بَصَّرَك وفَقَّهك و وفقك لإتباع الحق، انظر ماذا يقول الناس عنك وأنت تعرف ذلك، هذا يقول فلان متشدد، وهذا يقول فلان متزمت، وهذا فلان مجنون، يقول لك أصابه جنون، فلان درويش من الدراويش، كم من السِبَاب.

لماذا ترك الباطل وترك المعاصي؟، وترك القات والدخان والتمباك والشم والأغاني؟ وأطلق لحيته وذكر الله وأكثر من ذكر الله؟، قالوا هذا مجنون، هذا يمشي ويتكلم مع نفسه!!، هو يذكر الله-عز وجل-، قالوا يمشي ويتكلم مع نفسه، يعني خلاص انتهى.

إلى هذا الحد يجهلون الدين؟، نعم جهلوا الدين وهم من أبنائه، جهلوا دينهم اعرضوا عنه ضيعوه إلا من رحم الله.

فعليكم يا عباد الله بالصبر، عليكم بالصبر إذا أردتم الأجر العظيم، اصبروا(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران:200)، اصبر وصابر غيرك، غالبه بصبرك، ورابط على فعل الطاعات وأنتم الآن في رباط، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط، واتقوا الله فيما أمركم فأتمروا وفيما نهاكم فانتهوا لعلكم تفلحون، فعلق الله الفلاح وهو الفوز علقه بهذه الأعمال الأربعة(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران:200).

اصبر على التمسك بالدين، قالوا مجنون اصبر، قالوا متخلف اصبر، قالوا عقله حجري اصبر وصابر، هم صابروا على باطلهم وأنت صابرهم على لزوم الحق، وكن أكثر منهم صبرًا وثباتًا وسدادًا.

ورابطوا على فعل الطاعات واستمروا عليها لا تنقطعوا عنها، واتقوا الله في أوامره فأتمروا وفي نواهيه فاجتنبوا فإن فعلتم ذلك أفلحتم وفزتم بالدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة.



نسأل الله التوفيق والسداد.



تم بحمد الله



بتصرف يسير...................



قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد



الخميس الموافق: 22/ جمادى الأولى/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة.

لقراءة وتحميل الملف منسق:
اضغط هنا (http://www.box.net/shared/mfkp15ij3h)

وبالنسبة للمادة الصوتية

من هنا (http://www.olamayemen.com/show_sound2732.html)