المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم الشرع في قطع الطريق العام و تخريب المنشئات بالمطالبة ببعض الحقوق. الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله



أبو أويس الوناس البجائي
30-Dec-2013, 09:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


يقول السائل : ما حكم الشرع في قطع الطريق العام و تخريب المنشئات بالمطالبة ببعض الحقوق و ماهي الطرق المشروعة و السليمة للمطالبة بمثل هذه الحقوق
الشيخ :حكم الشرع في هذا باختصار لأن هذه تحتاج للدرس و محاضرة لكن أقول هذا العمل فساد وهذا نوع من الفساد بل لعله هذا مما نتج فسادا, تصور بعض الناس يقولون الاعتصام يعنى الجلوس و هذا يدفعه ليصيح و الصياح يدفعه للتحرك و التحرك يدفعه ليكسر و يدمر و يحرق و هذا لا أصل له لان الشريعة حتى في الأمور المنكرات ما كان ذريعة و ما كان بريدا وما كان سبب ووسيلة إلى الحرام فتلك الوسيلة تعتبر محرمة لغيرها لكونها تقضى ولكونها تؤول و تصير بصاحبها إلى لذالك يا إخوان راجعوا أنفسكم كما قيل "الطمع يفسد الطبع" و الإنسان لما يكون يطمع و يصبح ينسى حتى عاداته و عقليته و الله أعطانا الصبر و النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصحابة فقال لهم "أنكم سترونا بعدى أمور تنكرونها" ولكن أمرهم بالصبر حتى تلقوني و تردون عليا في الحوض , و لو كانت تعرف ما ينتظرك تكون ملتزم و منضبط ووقفا وصابر و ماذا يظهر أنت عليه تفسد و تفسد عباد الله و لذالك أقول هذه الطرق ليست من الدين في شيء و هذه الطرق لا نعرف من أتنا بها و لا أدري متى بدأت و ليس ببعيد إن رأينا هذه الموضات لذالك أقول الأصل انك تسعى و تستعين بالدعاء بالله عليك , هل الواحد منا أصابه مشكل و استيقظ في جوف الليل و دعا الله لماذا لا تكون عندك ثقة بالله "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب" وهل راجعنا أنفسنا و نقول لماذا أصابني هذا و نرجع إلي الله و ندعو في جوف الليل و الناس نيام وأنت تدعوا الله وتدعوه ولا تخاف و نفسك تأمر و تقول اجلس في الطرق و أنت تقول الله لا يرضى و نفسك تقول كسر وأنت تقول الله لا يحب ذالك هذه هي التقوى و التقوى هي "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله و ترجوا ثواب الله و أن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله" وهذه هي التقوى و الله قال ذالك إذا اتقيت الله و الله لا مانع لمن أعطى و لا معطي لمن منع ولا ينفع منك الجد منك الجد فلا ينفعه رزقك ولا ينفع عطائك لان الإنسان يقول لا حول ولا قوة إلا بالله و الإنسان يعرف انه ليس بجده وسعيه ونشاطه وقوته و تدبيره وتفكيره وهذا كله منه الله و في حديث عندما قال "الذي أصابك لم يكن ليخطئك و إن الذي أخطأك لم يكون ليصيبك رفعت الأقلام و جفت الصحف" و نحن المؤمنين نفعل المنكر لنصل إلى المعروف ولا نغير المنكر بالمنكر و نغير المنكر بالمعروف و لهذا هذه الطرق غير شرعية و هذه الطرق توصلك إلى السيئات , عباد الله هذه وسائل غير شرعية وطرق غير شرعية وهذه الأعمال أعمال فساد والله لا يحب المفسدين والمفسد لا يفلح أبدا بل المسلم مصلح وليس مفسد وهذه مظاهر الفساد وصور الفساد ومن أعمال المفسدين و الله أمرك بطاعته و لما تطيعه سترك ثمرة الطاعة الدنيوية والأخروية حيث في الدنيا يعطيك ثمرتها وقال "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا" وإذا أراد الله أن لن يجعل لك مخرج و الله لو اجتمع كلهم لن تخرج و الله هو من يعطيك فتعلق بالله و الإنسان سبب والله إذا أعطاك لا احد يمنعك وإذا منعك لا أحد يعطيك و رجع إلي الله و صحح الذي بينك وبين الله و أنت تبحث مع الإنسان انظر أمرك مع الله و إذا أحسنت مع الله يعطيك القبول في الأرض إن شاء الله و يسخر لك هذا الإنسان بإذن الله من كان يقول لك لا لا تحتار و تجده يقول لك بلسانه نعم نعم ويوم القيامة يقولون لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيء و الله إذا انطقه بلا و الله لن يقول نعم و إذا أنطقه بنعم والله لن يقول لا سبحان الله هذا الذي ينبغي أن نعلمه و لو بإيجاز كي لا نزل و لا نسقط في هذه المنكرات و يقولون هذا الشيخ الذي جئتم به شيخ البلاط ليقول البلاط أو الطبلات كي لا نبلط الناس , و بيننا إذا لم يكون كلام غير صادق و هناك كلام الله هو من يقول و لست أنا والإنسان قد يخطأ و يزل و يظل لكن الله لا يقول إلا الحق "ومن اصدق من الله قيل" ,"قل صدق الله" والله قال "ومن يتقى الله يجعل له مخرج و يرزقه من حيث لا يحتسب" والباب الذي كنت تدفعه لعله لا يوجد و الباب الذي كنت أهملته منه جاءك الخير و تقول لم أكن أعلم و تحتار و أنت الذي تحتار فقط و إلا المؤمن لا يحتار بإذن الله تعالى

تم تفريغ هذه السؤال من المحاضرة التي ألقاه فضيلة الشيخ في مدينة خراطة ولاية بجاية يوم 16 نوفمبر 2013