المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة: التوسل المشروع والممنوع



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
21-Jan-2014, 06:13 PM
التوسل المشروع والممنوع


( التوسل المشروع والممنوع )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وصحبه أجمعين وبعد:

التوسل مصدر توسل يتوسل أي اتخذ وسيله توصله إلى مقصوده.

والتوسل نوعان:
- الأول: توسل مشروع: وهو التوسل بالوسيلة الصحيحة الموصلة إلى المطلوب،وهذه على أنواع:

أ- التوسل بأسماء الله وصفاته:
قال تعالى(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
- قال العلامة ابن باز في الفتاوى(4/317):قد دلت الأدلة الشرعية على شرعية التوسل بأسماء الله وصفاته.
ب- التوسل بالعمل الصالح:
قال تعالى(يـٰأيها الذي ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)
قال شيخ الإسلام في الإستغاثة(41):الوسيلة هي الأعمال الصالحة.
وقال أيضاً في الإقتضاء(454):التوجه إلى الله وسؤاله بالأعمال الصالحة التي أمر بها كدعاء الثلاثة الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة مما لا نزاع فيه بل هو من الوسيلة التي أمر الله بها.
ج- التوسل بدعاء الرجل الصالح:
روى الشيخان عن أنس أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب فقال:
يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي عليه الصلاة والسلام يديه وقال(اللهم أغثنا) فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته.اهـ
قال شيخ الإسلام في الإستغاثة(41):الطلب من الله بدعاء الصالحين جائز لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دعوا به.اهـ
وقال في الإقتضاء(454):التوجه إلى الله وسؤاله بدعاء الصالحين مما لا نزاع فيه.اهـ

- الثاني: توسل ممنوع: وهو التوسل بما لم يثبت في الشرع أنه وسيلة.
كقول بعضهم: بجاه فلان وحق فلان.

- قال شيخ الإسلام في الإقتضاء(458):عمر توسل بدعاء العباس وشفاعته،وليس مراده إنا نقسم عليك به أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله المبتدعه بعد موته وفي مغيبه كما يقول بعض الناس:أسألك بجاه فلان عندك.
- وقال العلامة ابن باز في الفتاوى(4/315):لم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على مشروعية التوسل بجاه أحد من الناس ولا بحق أحد من الناس ولا بذاته بل هو من البدع ومن وسائل الشرك عند أكثر أهل العلم.اهـ

- توضيح:
- حديث(اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في)
رواه الترمذي(3578)عن سهل بن حنيف؛وقال:هذا حديث حسن صحيح غريب،والحاكم(1/313)وقال صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي، وصححه الألباني.
وأعله أبو زرعة كما في علل ابن أبي حاتم(2.64)

- قال شيخ الإسلام في الإقتضاء(459):
قوله(أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد)أي بدعائه في حياته كما قال عمر(كنا نتوسل إليك بنبينا)فلفظ التوجه والتوسل في الحديثين بمعنى واحد.اهـ
-وقال أيضاً في قاعدة جليلة(151):من الناس من يقول:هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقاً حياً وميتاً! وقولهم باطل شرعاً وقدراً فلا هم موافقون لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله... إلى أن قال:فما زال المسلمون يسألون رسول الله عليه الصلاة والسلام في حياته أن يدعو لهم وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير قبره.اهـ

- توضيح آخر:
حديث (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا)
رواه ابن ماجه(778)من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري
قال البوصيري في الزوائد:هذا إسناده مسلسل بالضعفاء عطية العوفي وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء.
وضعفه الألباني في سنن ابن ماجه.
وقال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(162):هذا الحديث في إسناده عطية العوفي وفيه ضعف، فإن كان من كلام النبي عليه الصلاة والسلام فهو من هذا الباب لوجهين:
أحدهما: لأن فيه السؤال لله تعالى بحق السائلين وبحق الماشين في طاعته،وحق السائلين أن يجيبهم وحق الماشين أن يثيبهم.
الثاني: أن الدعاء له سبحانه والعمل له سبب لحصول مقصود العبد.اهـ

- توضيح ثالث:
- حديث أنس ( أن عمر استسقى بالعباس بن عبدالمطلب وقال:اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)
رواه البخاري(1010)
قال شيخ الإسلام في الإقتضاء(440):استسقوا به كما كانوا يستسقون بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته وهو أنهم يتوسلون بدعائه وشفاعته لهم فيدعو لهم ويدعون معه، ولما مات النبي عليه الصلاة والسلام توسلوا بدعاء العباس واستسقوا به.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر